التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا} [القصص: 71] قال مجاهدٌ: أي: دائمًا لا ينقطع.
{إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ} [القصص: 71] وهذا على الاستفهام.
{يأتيكم بضياءٍ} [القصص: 71] بنهارٍ.
{أفلا تسمعون} [القصص: 71] أمره أن يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/606]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمداً...}: دائماً لا نهار معه, ويقولون: تركته سرمداً سمداً، إتباع.). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمداً}: جازه: دائماً لا نهار فيه، وكل شيء لا ينقطع من عيش , أو رخاء , أو غم , وبلاءٍ دائم, فهو سرمد.). [مجاز القرآن: 2/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({سرمدا}: دائما. وكل شيء لا ينقطع من عيش أو غم أو غير ذلك فهو سرمد). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {السرمد}: الدائم). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}: السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:
{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}
المعنى : جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سرمداً}: أي: دائماً). [ياقوتة الصراط: 400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {سَرْمَدًا}: دائماً). [العمدة في غريب القرآن: 235]
تفسير قوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدًا} [القصص: 72]، أي: دائمًا لا ينقطع.
{إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه} [القصص: 72] كقوله: {وجعل اللّيل سكنًا} [الأنعام: 96] يسكن فيه الخلق.
{أفلا تبصرون} [القصص: 72] أمره أن يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله...}
إن شئت جعلت الهاء راجعةً على الليل خاصّة , وأضمرت للابتغاء هاء أخرى تكون للنهار، فذلك جائز, وإن شئت جعلت الليل والنهار كالفعلين ؛ لأنهما ظلمة وضوء، فرجعت الهاء في (فيه) عليهما جميعاً، كما تقول: إقبالك وإدبارك يؤذيني؛ لأنهما فعل , والفعل يردّ كثيره وتثنيته إلى التوحيد، فيكون ذلك صواب.). [معاني القرآن: 2/309-310]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}: السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:
{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}
المعنى : جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة}
قال مجاهد : {سرمداً}: أي: دائماً.
{من إله غير الله يأتيكم بضياء }:أي : بنهار تتعيشون فيه , ويصلح ثماركم ,وزرعكم.). [معاني القرآن: 5/194]
تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه} [القصص: 73] في اللّيل.
{ولتبتغوا من فضله} [القصص: 73] بالنّهار، وهذا رحمةٌ من اللّه للمؤمن والكافر.
فأمّا المؤمن فتتمّ عليه رحمة اللّه في الآخرة، وأمّا الكافر فهي رحمةٌ له في الدّنيا وليس له في الآخرة نصيبٌ.
قال: {ولعلّكم تشكرون} [القصص: 73] ولكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضه}: مجازه: لتسكنوا في الليل , ولتبتغوا في النهار من فضل الله). [مجاز القرآن: 2/110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}:
السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}المعنى :
جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله}
فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى لتسكنوا في الليل , ولتبتغوا من فضله بالنهار .
والقول الآخر : أن يكون المعنى لتسكنوا فيهما , وقال فيه : لأن الليل والنهار ضياء وظلمة , كما تقول في المصادر : ذهابك , ومجيئك يؤذيني .
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله .
والقول الأولى : أعرف في كلام العرب يأتون بالخبرين , ثم يجمعون تفسيرهما إذا كان السامع يعرف ذاك .
كما روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال : ما أحسن الحسنات في إثر السيئات , وما أقبح السيئات في إثر الحسنات , وأحسن من ذا وأقبح من ذا السيئات في آثار السيئات , والحسنات في آثار الحسنات .
قال أبو جعفر: فجاء بالتفسير مجملاً, وهذا فصيح كثير.). [معاني القرآن: 5/195-196]
تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} [القصص: 74] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]
تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا} [القصص: 75] تفسير مجاهدٍ: رسولا، جئنا برسولهم.
كقوله: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 41] وكقوله: {يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم} [الإسراء: 71] بنبيّهم.
وقال بعضهم: بكتابهم.
قال: {فقلنا هاتوا برهانكم} [القصص: 75] حجتكم في تفسير الحسن بأنّ اللّه أمركم بما كنتم عليه من الشّرك.
[تفسير القرآن العظيم: 2/607]
وقال قتادة: {هاتوا برهانكم} [القصص: 75] هاتوا بيّنتكم.
قال: {فعلموا} [القصص: 75] يومئذٍ.
{أنّ الحقّ للّه} [القصص: 75]، يعني: التّوحيد وهو تفسير السّدّيّ.
{وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} [القصص: 75] أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها). [تفسير القرآن العظيم: 2/608]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيداً }: مجازه: وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما: من كل أمةٍ نبيٍ، والآخر: من كل قرن وجماعة، وشهيد في موضع شاهد بمنزلة عليم في موضع عالم، ويقال: نزع فلان بحجته , أي : أخرجها , وأحضرها.).[مجاز القرآن: 2/110]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ونزعنا من كل أمة شهيدا}: أحضرنا، وفلان ينزع بحجته). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيداً}: أي: أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (... وقال عز وجل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} أي خلق العجل من الإنسان، يعني العجلة. كذلك قال أبو عبيدة.
ومن المقلوب ما قلب على الغلط كقول خِدَاش بن زهير:
وتركبُ خيلٌ لا هوادَة بينها = وتعصِى الرِّمَاح بالضَّيَاطِرَةِ الحُمْرِ
أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر:
أسلَمْتُه في دمشقَ كما = أسلمَتْ وحشيَّةٌ وَهَقَا
أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر:
كانت فريضةَ ما تقول كَمَا = كان الزِّنَاءُ فريضةُ الرَّجْمِ
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى).
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير.
وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله عزّ وجلّ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
فمن ذلك قول لبيد:
نحن بنو أمّ البنين الأربعة
قال ابن الكلبي: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة.
وقال آخر يصف إبلا:
صبَّحن من كاظمة الخصَّ الخَرِب = يحملْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدَ المطَّلِب
أراد: (عبد الله بن عباس) فذكر أباه مكانه.
وقال الصّلتان:
أرى الخطفيَّ بذَّ الفرزدقَ شعرُه = ولكنَّ خيرًا مُن كُليب مُجَاشع
أراد: «أرى جريراً بذَّ الفرزدق شعره» فلم يمكنه فذكر جدّه.
وقال ذو الرّمة:
عشيَّةَ فرَّ الحارثيُّون بعدَما = قضى نَحْبَه في ملتقى القوم هَوْبُرُ
قال ابن الكلبي: هو (يزيد بن هوبر) فاضطرّ.
وقال (أوس):
فهل لكم فيها إليَّ فإنّني = طبيب بما أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَمَا
أراد: (ابن حذيم) وهو طبيب كان في الجاهلية وقال ابن ميّادة وذكر بعيرا:
كأنَّ حيثُ تلتقي منه المُحُلْ = من جانبيه وَعِلَينِ وَوَعِل
أراد: وَعِلَينِ من كل جانب، فلم يمكنه فقال: وَوَعِل.
وقال أبو النجم:
ظلَّت وَوِرْدٌ صادقٌ مِن بالِها = وظلَّ يوفِي الأُكُمَ ابنُ خالِها
أراد فحلها؛ فجعله ابن خالها.
وقال آخر:
مثل النصارى قتلوا المسيح
أراد: اليهود.
وقال آخر:
ومحور أخلص من ماء اليَلَب
واليلب: سيور تجعل تحت البيض، فتوهّمه حديدا.
وقال رؤبة:
أو فضّة أو ذهب كبريتُ
وقال أبو النجم:
كلمعة البرق ببرق خلَّبُه
أراد: بخلّب برقه، فقلب.
وقال آخر:
إنَّ الكريم وأبيك يعتَمِلْ = إن لم يجد يوماً على مَن يَتَّكِلْ
أراد: إن لم يجد يوما من يتكل عليه.
في أشباه لهذا كثيرة يطول باستقصائها الكتاب.
والله تعالى لا يغلطُ ولا يضطرُّ، وإنما أراد: ومثل الذين كفروا ومثلنا في وعظهم كمثل الناعق بما لا يسمع، فاقتصر على قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وحذف ومثلنا،
لأنّ الكلام يدل عليه. ومثل هذا كثير في الاختصار.
وقال الفراء: أراد: ومثل واعظ الذين كفروا، فحذف، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}، أي: أهلها.
وأراد بقوله: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}، أي: تميلها من ثقلها.
[تأويل مشكل القرآن: 203-197]
قال الفراء أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما الْتَأَمَتْ مفاصِلُه = وَنَاءَ فِي شِقِّ الشِّمَالِ كَاهِلُه
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما سَاءك ونَاءَك)، من هذا.
وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هَنَّأَنِي وَمَرَّأَنِي)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.[تأويل مشكل القرآن: 204]
وقوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}أي: اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون).
[تأويل مشكل القرآن: 205] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونزعنا من كلّ أمّة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أنّ الحقّ للّه وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}
أي: نزعنا من كل أمّة نبيّا, أي: اخترنا منها نبيّا، وكلّ نبيّ شاهد على أمته.
وقوله: {فقلنا هاتوا برهانكم}: أي: هاتوا فيما اعتقدتم برهاناً، أي: بيانًا أنكم كنتم على حقّ.
{فعلموا أنّ الحقّ للّه} أي : فعلموا أنّ الحق توحيد اللّه، وما جاء به أنبياؤه.
وقوله: {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}:أي: لم ينتفعوا بكل ما عبدوه من دون اللّه، بل ضرّهم أعظم الضّرر). [معاني القرآن: 4/153]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم}
قال مجاهد: شهيداً ، أي: نبياً.
{فقلنا هاتوا برهانكم }, قال :أي : حجتكم بما كنتم تقولون، وتعملون .
فعلموا أن الحق لله، أي : أن الله واحد، وأن الحق : ما جاءت به الأنبياء .
{وضل عنهم ما كانوا يفترون}: أي: لم ينتفعوا بما عبدوا من دون الله بل ضرهم). [معاني القرآن: 5/196-197]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: أي: أحضرنا رسولهم الذي بعث إليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {وَنَزَعْنَا}: أحضرن). [العمدة في غريب القرآن: 235]