العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:53 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (71) إلى الآية (76) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (71) إلى الآية (76) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:27 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى فهم لها مالكون قال مطيعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/146]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون (71) وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {أولم يروا} هؤلاء المشركون باللّه الآلهة والأوثان {أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا} يقول: ممّا خلقنا من الخلق {أنعامًا} وهي المواشي الّتي خلقها اللّه لبني آدم، فسخّرها لهم من الإبل والبقر والغنم {فهم لها مالكون} يقول: فهم لها مصرفون كيف شاءوا بالقهر منهم لها والضّبط.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فهم لها مالكون} أي ضابطون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون} فقيل له: أهي الإبل؟ فقال: نعم قال: والبقر من الأنعام، وليست بداخلةٍ في هذه الآية، قال: والإبل والبقر والغنم من الأنعام، وقرأ: {ثمانية أزواجٍ} قال: والبقر والإبل هي النّعم، وليست تدخل الشّاء في النّعم). [جامع البيان: 19/482]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا أبو عبد الله محمد بن بكار، ثنا هشيم، أبنا حصين، عن أبي مالك: "إنّ أبيّ بن خلفٍ جاء بعظمٍ حائلٍ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ففته بين يديه، قال: فقال: يا محمّد، أيبعث اللّه هذا بعد ما أرم؟! قال: نعم، يبعث اللّه هذا، ثمّ يميتك، ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنّم. قال: فنزلت الآيات الّتي في آخر سورة يس: (أولم ير الإنسان أنّا خلقناه من نطفة) إلى آخر السورة"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 71 - 76.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {مما عملت أيدينا} قال: من صنعتنا). [الدر المنثور: 12/376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فهم لها مالكون} قال: ضابطون {وذللناها لهم فمنها ركوبهم} يركبونها ويسافرون عليها {ومنها يأكلون} لحومها {ولهم فيها منافع} قال: يلبسون أصوافها {ومشارب} يشربون ألبانها {أفلا يشكرون} ). [الدر المنثور: 12/377]

تفسير قوله تعالى: (وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وذلّلناها لهم} يقول: وذلّلنا لهم هذه الأنعام {فمنها ركوبهم} يقول: فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون عليها؛ يقال: هذه دابّةٌ ركوبٌ، والرّكوب بالضّمّ: هو الفعل {ومنها يأكلون} لحومها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم} يركبونها يسافرون عليها {ومنها يأكلون} لحومها). [جامع البيان: 19/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فهم لها مالكون} قال: ضابطون {وذللناها لهم فمنها ركوبهم} يركبونها ويسافرون عليها {ومنها يأكلون} لحومها {ولهم فيها منافع} قال: يلبسون أصوافها {ومشارب} يشربون ألبانها {أفلا يشكرون} ). [الدر المنثور: 12/377] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن عروة رضي الله عنه قال في مصحف عائشة رضي الله عنها فمنها ركوبتهم). [الدر المنثور: 12/377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال في حرف أبي بن كعب رضي الله عنه فمنها ركوبتهم). [الدر المنثور: 12/377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن هارون رضي الله عنه قال: قراءة الحسن والأعرج وأبي عمرو والعامة {فمنها ركوبهم} يعني ركوبتهم حمولتهم). [الدر المنثور: 12/377]

تفسير قوله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون (73) واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ولهم في هذه الأنعام منافع، وذلك منافع في أصوافها وأوبارها وأشعارها باتّخاذهم من ذلك أثاثًا ومتاعًا، ومن جلودها أكنانًا، ومشارب يشربون ألبانها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ولهم فيها منافع} يلبسون أصوافها {ومشارب} يشربون ألبانها.
وقوله: {أفلا يشكرون} يقول: أفلا يشكرون نعمتي هذه، وإحساني إليهم بطاعتي، وإفراد الألوهيّة والعبادة، وترك طاعة الشّيطان وعبادة الأصنام؟!). [جامع البيان: 19/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فهم لها مالكون} قال: ضابطون {وذللناها لهم فمنها ركوبهم} يركبونها ويسافرون عليها {ومنها يأكلون} لحومها {ولهم فيها منافع} قال: يلبسون أصوافها {ومشارب} يشربون ألبانها {أفلا يشكرون} ). [الدر المنثور: 12/377] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً} يقول: واتّخذ هؤلاء المشركون من دون اللّه آلهةً يعبدونها {لعلّهم ينصرون} يقول: طمعًا أن تنصرهم تلك الآلهة من عقاب اللّه وعذابه). [جامع البيان: 19/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واتخذوا من دون الله آلهة} قال: هي الأصنام). [الدر المنثور: 12/377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {لعلهم ينصرون} قال: يمنعون). [الدر المنثور: 12/378]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الحسن في قوله تعالى جند محضرون قال هم لهم جند في الدنيا محضرون في النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/146]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الكلبي يعكفون حولهم في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/146]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({جندٌ محضرون} [يس: 75] : «عند الحساب»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جندٌ محضرون عند الحساب سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ كذلك). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {فعززنا} شددنا {يا حسرة على العباد} كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل {أن تدرك القمر} لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك {سابق النّهار} يتطالبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما من مثله من الأنعام {فاكهون} معجبون {جند محضرون} عند الحساب ويذكر عن عكرمة {المشحون} الموقر وقال ابن عبّاس {طائركم} مصابكم {ينسلون} يخرجون {مرقدنا} مخرجنا {أحصيناه} حفظناه {مكانتكم} ومكانكم واحد
أما قول مجاهد فتقدم بعضها في بدء الخلق
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 يس {فعززنا بثالث} قال شددنا
وبه في قوله 30 يس {يا حسرة على العباد} قال كانت حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل
وبه في قوله 40 يس {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر} قال لا يستر ضوء أحدهما الآخر ولا ينبغي ذلك لهما {ولا اللّيل سابق النّهار} قال يطلبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما في فلك يسبحون
وفي قوله
42 - يس {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} قال من الأنعام
وبه في قوله 55 يس {إن أصحاب الجنّة اليوم في شغل} قال نعمة {فاكهون} قال معجبون
وبه في قوله 32 يس {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال عند الحساب). [تغليق التعليق: 4/290-291]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جندٌ محضرون عند الحساب
أشار به إلى قوله تعالى: {لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون} (يس: 75) يعني: الكفّار والجند الشّيعة والأعوان محضرون كلهم عند الحساب فلا يدفع بعضهم عن بعض، ولم يثبت هذا في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 19/133]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({جند محضرون}) [يس: 75] أي (عند الحساب) قال ابن كثير: يريد أن هذه الأصنام
محشورة مجموعة يوم القيامة محضرة عند حساب عابديها ليكون ذلك أبلغ في خزيهم وأدل في إقامة الحجة عليهم). [إرشاد الساري: 7/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جندٌ محضرون (75) فلا يحزنك قولهم إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: لا تستطيع هذه الآلهة نصرهم من اللّه إن أراد بهم سوءًا، ولا تدفع عنهم ضرًّا.
وقوله: {وهم لهم جندٌ محضرون} يقول: وهؤلاء المشركون لآلهتهم جندٌ محضرون.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {محضرون} وأين حضورهم إيّاهم، فقال بعضهم: عني بذلك: وهم لهم جندٌ محضرون عند الحساب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وهم لهم جندٌ محضرون} قال: عند الحساب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهم لهم جندٌ محضرون في الدّنيا يغضبون لهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لا يستطيعون نصرهم} الآلهة {وهم لهم جندٌ محضرون} والمشركون يغضبون للآلهة في الدّنيا، وهي لا تسوق إليهم خيرًا، ولا تدفع عنهم سوءًا، إنّما هي أصنام.
وهذا الّذي قاله قتادة أولى القولين عندنا بالصّواب في تأويل ذلك، لأنّ المشركين عند الحساب تتبرّأ منهم الأصنام، وما كانوا يعبدونه، فكيف يكونون لها جندًا حينئذٍ، ولكنّهم في الدّنيا لهم جندٌ يغضبون لهم، ويقاتلون دونهم). [جامع البيان: 19/484-485]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وهم لهم جند محضرون قال يعني عند الحساب). [تفسير مجاهد: 537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {لا يستطيعون نصرهم} قال: لا تستطيع الآلهة نصرهم). [الدر المنثور: 12/378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لا يستطيعون نصرهم} قال: نصر الآلهة ولا تستطيع الآلهة نصرهم {وهم لهم جند محضرون} قال: المشركون يغضبون للآلهة في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم سوء إنما هي أصنام). [الدر المنثور: 12/378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وهم لهم جند محضرون} قال: هم لهم جند في الدنيا وهم {محضرون} في النار). [الدر المنثور: 12/378]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وهم لهم جند محضرون} لآلهتهم التي يعبدون يدفعون عنهم ويمنعونهم). [الدر المنثور: 12/378]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله تعالى: {فلا يحزنك قولهم} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فلا يحزنك يا محمّد قول هؤلاء المشركين باللّه من قومك لك: إنّك شاعرٌ، وما جئتنا به شعرٌ، ولا تكذيبهم بآيات اللّه وجحودهم نبوّتك.
وقوله: {إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون} يقول تعالى ذكره: إنّا نعلم أنّ الّذي يدعوهم إلى قيل ذلك الحسد، وهم يعلمون أنّ الّذي جئتهم به ليس بشعرٍ، ولا يشبه الشّعر، وأنّك لست بكذّابٍ، فنعلم ما يسرّون من معرفتهم بحقيقة ما تدعوهم إليه، وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانيةً). [جامع البيان: 19/485]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:21 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا} [يس: 71]، أي: بقوّتنا في تفسير الحسن، كقوله: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} [الذاريات: 47] وقال السّدّيّ: {ممّا عملت أيدينا} [يس: 71]، يعني: من فعله.
{أنعامًا فهم لها مالكون} [يس: 71] ضابطون، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/819]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا}: يجوز أن يكون مما عملناه : بقدرتنا , وقوتنا, وفي اليد : القوة , والقدرة على العمل، فتستعار اليد، فتوضع موضعها, على ما بيناه في كتاب «المشكل».

هذا مجاز للعرب يحتمله هذا الحرف , واللّه اعلم بما أراد.). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون (71)}
معنى {مالكون}: ضابطون؛ لأن القصد ههنا إلى أنها ذليلة لهم , ألا ترى إلى قوله {وذلّلناها لهم}, ومثله من الشعر:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا= أملك رأس البعير إن نفرا
أي : لا أضبط رأس البعير.). [معاني القرآن: 4/294-295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}
حيا : قيل : عاقلا , وقيل : مؤمنًا
وقال قتادة: (حي القلب) .
وقوله جل وعز: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}
العرب : تستعمل اليد في موضع القوة , والله أعلم بما أراد.
وقوله جل وعز: {فهم لها مالكون}
أي : ضابطون لأن المقصود ههنا التذليل , وأنشد سيبويه:
أصبحت لا أملك السلاح ولا = أملك رأس البعير إن نفراً.). [معاني القرآن: 5/516-517]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}: أي: بقوتنا , وقدرتنا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وذلّلناها لهم} [يس: 72]، يعني: الإبل، والبقر، والغنم، والدّوابّ أيضًا ذلّلها لكم: الخيل، والبغال، والحمير.
{فمنها ركوبهم} [يس: 72] الإبل، والبقر من الأنعام، والدّوابّ: الخيل والبغال والحمير.
{ومنها يأكلون} [يس: 72] من الإبل، والبقر، والغنم، وقد يرخّص في الخيل.
- حمّادٌ، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه أنّهم ذبحوا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، قال: فنهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الحمير والبغال، ولم ينه عن الخيل.
- الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم، عن عطاءٍ، عن جابر بن عبد اللّه أنّهم كانوا يأكلون لحوم الخيل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/819]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فمنها ركوبهم...}

اجتمع القراء على فتح الرّاء لأن المعنى: فمنها ما يركبون, ويقوّي ذلك أن عائشة قرأت: {فمنها ركوبتهم}.
ولو قرأ قارئ:{فمنها ركوبهم} كما تقول: منها أكلهم ,وشربهم , وركوبهم , كان وجهاً.). [معاني القرآن: 2/381]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}
وقال: {فمنها ركوبهم}: أي:"منها ما يركبون" , لأنك تقول: "هذه دابّةٌ ركوبٌ", و"الركوب": هو فعلهم.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ركوبهم}: الركوب ما يركب من بعير أو غير ذلك والركوب الفعل، يقال: ركب ركوبا حسنا والحلوبة. ما حلبوا). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)


: ( {فمنها ركوبهم}: أي: ما يركبون, والحلوب: ما يحلبون , والجلوبة: ما يجلبون.
ويقرأ: (ركوبتهم) أيضاً, هي: قراءة عائشة رضي اللّه عنها.). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72)}
معناه : ما يركبون، والدليل قراءة من قرأ :{فمنها ركوبتهم}.
ويجوز ركوبهم بضم الراء , ولا أعلم أحدا قرأ بها، على معنى : فمنها ركوبهم , وأكلهم , وشربهم.). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَكُوبُهُمْ}: أي: ما يركبون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَكُوبُ): ما يركب , (الحلوبة): ما تحلب). [العمدة في غريب القرآن: 252]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولهم فيها} [يس: 73] في الأنعام.
{منافع} [يس: 73] في أصوافها، وأوبارها، وأشعارها، ولحومها.
[تفسير القرآن العظيم: 2/819]
{ومشارب} [يس: 73] يشربون من ألبانها.
{أفلا يشكرون} [يس: 73]، أي: فليشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون} [يس: 74] يمنعون.
كقوله: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا} [مريم: 81] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لا يستطيعون نصرهم} [يس: 75] لا تستطيع آلهتهم الّتي يعبدون نصرهم.
{وهم لهم جندٌ محضرون} [يس: 75] معهم في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون (75)}

أي : هم للأصنام ينتصرون، والأصنام , لا تستطيع نصرهم.). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون}
أي : أنهم يعبدونهم , ويقومون بنصرتهم , فهم لهم بمنزلة الجند.
قال قتادة : (يغضبون لهم في الدنيا , وهذا بين حسن) .
وقيل تفسير هذا: ما روي في الحديث : ((أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون الله جل وعز , فيتبعونه إلى النار, فهم لهم جند , محضرون إلى النار)).). [معاني القرآن: 5/518]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: في ما أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: {فلا يحزنك قولهم} [يس: 76] إنّك ساحرٌ وإنّك شاعرٌ، وإنّك كاهنٌ، وإنّك مجنونٌ، وإنّك كاذبٌ.
{إنّا نعلم ما يسرّون} [يس: 76] من عداوتهم لك.
{وما يعلنون} [يس: 76] كفرهم بما جئتهم به، فسنعصمك منهم ونذلّهم لك.
ففعل اللّه ذلك به). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( ولو أن قارئا قرأ: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وترك طريق الابتداء بإنّا، وأعمل القول فيها بالنصب على مذهب من ينصب (أنّ) بالقول كما ينصبها بالظن- لقلب المعنى عن جهته، وأزاله عن طريقته، وجعل النبيّ، عليه السلام، محزونا لقولهم: إنّ الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون. وهذا كفر ممن تعمّده، وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به، ولا يجوز للمأمومين أن يتجوّزوا فيه). [تأويل مشكل القرآن: 13-14]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} أي ممّا أمرنا. وأنت تقول: الشيء في يدي وليس في يديك، تريد إيجابه). [مجالس ثعلب: 403-404]

تفسير قوله تعالى: {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) }
قال عليُّ بنُ حَمزةَ الكِسَائِيُّ (189هـ): (وتقول: وقع القوم في صَعُود، وهَبُوط، وحَدُور –مفتوحات الأوائل. وكذلك: السَّحور، سَحُور الصائم، والفَطُور أيضا، على مثال: فَعُول. قال الله عز وجل: {سأرهقه صعودا}. وكذلك الرَّكوب. قال الله تعالى: {فمنها ركوبهم} ). [ما تلحن فيه العامة: 104]

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {فمنها ركوبهم} لما يركب. و«ركوب»
للفاعل أيضا، مثل ضروب وقتول. وقالوا: مكان ركوب، أي: مركوب. وقال الآخر:
يدعن صوان الحصى ركوبا
أي: مركوبا. طريق ركوب، وطرق ركب. وقال أوس:
تضمنها وهم ركوب كأنه = إذا ضم جنبيه المخارم رزدق
وهو الصف من الناس إذا انقطعوا. وهو بالفارسية: «رزده» ). [الأضداد:81- 82]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وفي قراءة عبد الله: (فمنها رَكوبتهم ومنها يأكلون) فهذا لمن
أظهر التأنيث. وفي قراءتنا: {فمنها ركوبهم} والركوب هاهنا منهم. أي فمنها ما يركبون فجرى على التذكير؛ إذ لم يقصد به قصد التأنيث). [المذكور والمؤنث: 57-58]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *ركب* ويقال هو ركوب لكذا وكذا إذا كان يركبه، والركوب ماء يركب، قال الله تعالى: {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون}، فجرى على التذكير إذ لم يقصد به قصد تأنيث، وفي قراءة عبد الله (فمنها ركوبتهم)، والركوبة ما يركبون بمعنى الركوب). [كتاب الأضداد: 55-56]

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والركوب ما يركب قال الله جل
ذكره: {فمنها ركوبهم} أي فمنها يركبون وكذلك ركوبتهم مثل حلوبتهم أي ما يحتلبون وحمولتهم ما يحملون عليه وقال الله جل وعز: {ومن الأنعام حمولة وفرشا} فالحمولة ما حمل الأثقال من كبار الإبل والفرش صغارها). [إصلاح المنطق: 334-335]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال الفراء: إذا كان (فعول) للفاعل لم تدخله الهاء، كقولهم: رجل كفور، وامرأة كفور، وكذلك امرأة غضوب، وصبور، وقتول؛ لأنه لم يكن على (فِعِل) إذ كان (صبر)؛ يقال في المبني عليه صابر وصابرة، فلما لم يقع
مبنيا على (فِعْل) تدخله علامة التأنيث، استوى في لفظه المذكر والمؤنث، وإذا كان للمفعول دخلته الهاء في باب التأنيث، ليفرق بين المفعول والفاعل، فيقال في المفعول: أكولة، وحلوبة، وجزورة، وظعونة. وربما حذفوا الهاء من المفعول إذا أرادوا الإبهام، ولم يقصدوا قصد واحد بعنيه؛ من ذلك قوله جل وعز: {فمنها ركوبهم}، ذكر (ركوبا) لأنه أراد الإبهام، فمنها ما يركبون. وكان عبد الله بن مسعود يخصص فيدخل الهاء ويقرأ: (فمنا ركوبتهم)، وكذلك الحلوب والحلوبة). [كتاب الأضداد: 358-359]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) }

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) }

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون * واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون * فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون}
هذه مخاطبة في أمر قريش وإعراضها عن الشرع وعبادتها الأصنام، فنبههم الله تعالى في هذه الآية على إنعامه عليهم ببهيمة الأنعام. وقوله: "أيدينا" عبارة عن القدرة، عبر عنها بـ"يد" وبـ"يدين" وبـ"أيد"، وذلك من حيث كان البشر إنما يفهمون القدرة والبطش باليد، فعبر لهم بالجهة التي اقتربت من أفهامهم، والله تبارك وتعالى منزه عن الجارحة والتشبيه كله. وقوله تعالى: {فهم لها مالكون} تنبيه على النعمة في أن هذه الأنعام ليست بعاتية ولا مبتزة، بل تقتنى وتقرب منافعها). [المحرر الوجيز: 7/ 265]

تفسير قوله تعالى: {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "ذللناها" معناه: سخرناها ذليلة، و"الركوب" المركوب، وهو فعول بمعنى مفعول، وليس إلا في ألفاظ محصورة، كالركوب، والحلوب، والقدوع، وقرأ الجمهور: "ركوبهم" بفتح الراء، وقرأ بضمها الحسن، والأعمش، وقرأ أبي بن كعب، وعائشة رضي الله عنها: "ركوبتهم").[المحرر الوجيز: 7/ 265-266]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المنافع" إشارة إلى الأصواف والأوبار وغيرها، و"المشارب": الألبان).[المحرر الوجيز: 7/ 266]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عنفهم في اتخاذ آلهة طلبا للاستنصار بها والتعاضد، ثم أخبر أنهم لا يستطيعون، ويحتمل أن يكون الضمير فيه للكفار، وفي "نصرهم" للأصنام، ويحتمل عكس ذلك لأن الوجهين صحيحان في المعنى.
وقوله تعالى: {وهم لهم جند} يحتمل أن يكون الضمير الأول للكفار والثاني للأصنام، على معنى: وهؤلاء الكفار مجندون متحزبون لهذه الأصنام في الدنيا، لكنهم لا يستطيعون التناصر مع ذلك، ويحتمل العكس، أي: يحضرون لهم في الآخرة عند الحساب، على معنى التوبيخ والنقمة، وسماهم جندا في هذا التأويل إذ هم عدة للنقمة منهم وتوبيخهم، وجرت ضمائر الأصنام في هذه الآية مجرى من يعقل إذ نزلت في عبادتها منزلة عقل، فعوملت في العبارة بذلك).[المحرر الوجيز: 7/ 266]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم آنس نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {فلا يحزنك قولهم}، وتوعد الكفار بقوله: {إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون}). [المحرر الوجيز: 7/ 266]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 07:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 07:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون (71) وذلّلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72) ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون (73)}
يذكر تعالى ما أنعم به على خلقه من هذه الأنعام الّتي سخّرها لهم، {فهم لها مالكون}: قال قتادة: مطيقون أي: جعلهم يقهرونها وهي ذليلةٌ لهم، لا تمتنع منهم، بل لو جاء صغيرٌ إلى بعيرٍ لأناخه، ولو شاء لأقامه وساقه، وذاك ذليلٌ منقادٌ معه. وكذا لو كان القطار مائة بعيرٍ أو أكثر، لسار الجميع بسير صغيرٍ.
وقوله: {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} أي: منها ما يركبون في الأسفار، ويحملون عليه الأثقال، إلى سائر الجهات والأقطار. {ومنها يأكلون} إذا شاؤوا نحروا واجتزروا). [تفسير ابن كثير: 6/ 592]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولهم فيها منافع} أي: من أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حينٍ، {ومشارب} أي: من ألبانها وأبوالها لمن يتداوى، ونحو ذلك. {أفلا يشكرون}؟ أي: أفلا يوحّدون خالق ذلك ومسخّره، ولا يشركون به غيره؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 592]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واتّخذوا من دون اللّه آلهةً لعلّهم ينصرون (74) لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جندٌ محضرون (75) فلا يحزنك قولهم إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون (76)}
يقول تعالى منكرًا على المشركين في اتّخاذهم الأنداد آلهةً مع اللّه، يبتغون بذلك أن تنصرهم تلك الآلهة وترزقهم وتقرّبهم إلى اللّه زلفى). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {لا يستطيعون نصرهم} أي: لا تقدر الآلهة على نصر عابديها، بل هي أضعف من ذلك وأقلّ وأذلّ وأحقر وأدخر، بل لا تقدر على الانتصار لأنفسها، ولا الانتقام ممّن أرادها بسوءٍ؛ لأنّها جمادٌ لا تسمع ولا تعقل.
وقوله: {وهم لهم جندٌ محضرون}: قال مجاهدٌ: يعني: عند الحساب، يريد أنّ هذه الأصنام محشورةٌ مجموعةٌ يوم القيامة، محضرةٌ عند حساب عابديها؛ ليكون ذلك أبلغ في خزيهم، وأدلّ عليهم في إقامة الحجّة عليهم.
وقال قتادة: {لا يستطيعون نصرهم} يعني: الآلهة، {وهم لهم جندٌ محضرون}، والمشركون يغضبون للآلهة في الدّنيا وهي لا تسوق إليهم خيرًا، ولا تدفع عنهم سوءًا، إنّما هي أصنامٌ.
وهكذا قال الحسن البصريّ. وهذا القول حسنٌ، وهو اختيار ابن جريرٍ، رحمه اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلا يحزنك قولهم} أي: تكذيبهم لك وكفرهم باللّه، {إنّا نعلم ما يسرّون وما يعلنون} أي: نحن نعلم جميع ما هم عليه، وسنجزيهم وصفهم ونعاملهم على ذلك، يوم لا يفقدون من أعمالهم جليلًا ولا حقيرًا، ولا صغيرًا ولا كبيرًا، بل يعرض عليهم جميع ما كانوا يعملون قديمًا وحديثًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 593]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة