العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 جمادى الآخرة 1434هـ/15-04-2013م, 09:44 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الواقعة [ من الآية (27) إلى الآية (40) ]

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاء مَّسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (40)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب نزول الآية رقم (27)
- أسباب نزول الآية رقم (28)
- أسباب نزول الآية رقم (29)
- أسباب نزول الآية رقم (39، 40)

- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت خلاد يحدث أنه سمع عمرو بن لبيد يقول: إن أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: إن {أصحاب اليمين}، هم الولدان). [الجامع في علوم القرآن: 1/98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدرٍ مخضودٍ (28) وطلحٍ منضودٍ (29) وظلٍّ ممدودٍ (30) وماءٍ مسكوبٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {وأصحاب اليمين} وهم الّذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين، الّذي أعطوا كتبهم بأيمانهم يا محمّد {ما أصحاب اليمين}. أيّ شيءٍ هم وما لهم، وماذا أعدّ لهم من الخير، وقيل: إنّهم أطفال المؤمنين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن معمرٍ قال: حدّثنا أبو هشامٍ المخزوميّ قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثنا عثمان بن قيسٍ، أنّه سمع زاذان أبا عمر، يقول: سمعت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه يقول: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}. قال: أصحاب اليمين: أطفال المؤمنين.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} أي ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم). [جامع البيان: 22/305-306]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وأصحاب اليمين} [الواقعة: 27].
- عن معاذ بن جبلٍ «أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - تلا هذه الآية {وأصحاب اليمين} [الواقعة: 27] .. {وأصحاب الشّمال} [الواقعة: 41]، فقبض بيديه قبضتين، فقال: " هذه في الجنّة ولا أبالي، وهذه في النّار ولا أبالي».
رواه أحمد، وفيه البراء بن عبد اللّه الغنويّ، قال ابن عديٍّ: وهو أقرب عندي إلى الصّدق منه إلى الضّعف، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح إلّا أنّ الحسن لم يسمع من معاذٍ). [مجمع الزوائد: 7/119-120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {أصحاب اليمين} الآيات.
أخرج سعيد بن منصور، وابن منصور، وابن المنذر والبهيقي في البعث من طريق حصين عن عطاء ومجاهد قال: لم سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم فيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا قالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدر مخضود}). [الدر المنثور: 14/188-189]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} فقبض يديه قبضتين فقال: هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي). [الدر المنثور: 14/189]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: «إنه لينفعنا بالأعراب ومسائلهم، قال: أقبل أعرابي يومًا، فقال: يا رسول الله، لقد ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما هي؟»، قال: السدرة، فإن له شوكا مؤذيًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوليس يقول: {سدرٍ مخضود} [سورة الواقعة:28]، خضد الله شوكه، فجعل مكان كل شوكة ثمرة، فقال: إنها لتنبت ثمرة تفتق من الثمر منها على اثنين وسبعين لونًا، طعام ما فيه لون يشبه الآخر). [الزهد لابن المبارك: 2/564]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في سدر مخضود قال كثير الحمل ليس له شوك). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (المخضود: الموقر حملًا، ويقال أيضًا: لا شوك له "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله المخضود لا شوك له كذا لأبي ذرٍّ ولغيره المخضود الموقر حملًا ويقال أيضًا إلخ تقدّم بيانه في صفة الجنّة من بدء الخلق). [فتح الباري: 8/625]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المخضود: الموقر حملاً ويقال أيضا: لا شرك له
أشار به إلى قوله تعالى: {في سدر مخضود} (الواقعة: 28) وفسره بقوله: (الموقر حملا) بفتح القاف والحاء هذا تفسير الأكثرين. قوله: (ويقال أيضا: لا شوك له) لأبي ذر، والخضد في الأصل القطع كأنّه خضد شوكه أي: قطع ونزع، وعن الحسن: لا يعقر إلايدي. وعن ابن كيسان: هو الّذي لا أذى فيه، وعن الضّحّاك: نظر المسلمون إلى وج وهو واد في الطّائف مخصب فأعجبهم سدرها. قالوا: يا ليت لنا مثلها. فأنزل الله عز وجل هذه الآية). [عمدة القاري: 19/217]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المخضود}) هو (الموقر حملًا) بفتح القاف والحاء حتى لا يبين ساقه من كثرة ثمره بحيث تنثني أغصانه (ويقال أيضًا لا شوك له) خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة وسقط لأبي ذر قوله الموقر حملًا ويقال أيضًا .... ). [إرشاد الساري: 7/372]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {سدرٍ مخضودٍ} قال: ليس فيه شوكٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ ابتدأ الخبر عمّا أعدّ لهم في الجنّة، وكيف يكون حالهم إذا هم دخلوها؟ فقال: هم {في سدرٍ مخضودٍ} يعني: في ثمر سدرٍ موقّرٍ حملاً قد ذهب شوكه.
وقد اختلف في تأويله أهل التّأويل، فقال بعضهم: يعني بالمخضود: الّذي قد خضّد من الشّوك، فلا شوك فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {سدرٍ مخضودٍ}. لا شوك فيه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: خضّده وقّره من الحمل، ويقال: خضد حتّى ذهب شوكه، فلا شوك فيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، {في سدرٍ مخضودٍ} قال: زعم محمّدٌ، أنّ عكرمة قال: لا شوك فيه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن عكرمة، في قوله: {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: لا شوك فيه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا هوذة بن خليفة قال: حدّثنا عوفٌ، عن قسامة بن زهيرٍ، في قوله: {في سدرٍ مخضودٍ} قال: خضّد من الشّوك، فلا شوك فيه.
- حدّثنا أبو حميدٍ الحمصيّ أحمد بن المغيرة قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ قال: حدّثنا عمر بن عمرو بن عبدٍ الأحموسيّ، عن السّفر بن نسيرٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {في سدرٍ مخضودٍ} قال: خضّد شوكه، فلا شوك فيه.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: كنّا نحدّث أنّه الموقّر الّذي لا شوك فيه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: حدّثنا قتادة، في قوله: {في سدرٍ مخضودٍ} قال: ليس فيه شوكٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، {في سدرٍ مخضودٍ} قال: لا شوك له.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عكرمة {في سدرٍ مخضودٍ} قال: لا شوك فيه.
- وحدّثني به ابن حميدٍ مرّةً أخرى، عن مهران بهذا الإسناد، عن عكرمة، فقال: لا شوك له، وهو الموقر.
وقال آخرون: بل عني به أنّه الموقّر حملاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {مخضودٍ} قال: يقولون هو الموقّر حملاً.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: الموقّر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: الموقّر.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {سدرٍ مخضودٍ} يقول: موقّرٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، {في سدرٍ مخضودٍ}. قال: ثمرها أعظم من القلال). [جامع البيان: 22/306-309]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الرّبيع بن سليمان، ثنا بشر بن بكرٍ، ثنا صفوان بن عمرٍو، عن سليم بن عامرٍ، عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: كان أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقولون: إنّ اللّه ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابيٌّ يومًا فقال: يا رسول اللّه، لقد ذكر اللّه في القرآن شجرةً مؤذيةً وما كنت أرى أنّ في الجنّة شجرةٌ تؤذي صاحبها. فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «وما هي؟» قال: السّدر، فإنّ لها شوكًا. فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " {في سدرٍ مخضودٍ} [الواقعة: 28] يخضد اللّه شوكه فيجعل مكان كلّ شوكةٍ ثمرةٌ، فإنّها تنبت ثمرًا تفتق الثّمرة معها عن اثنين وسبعين لونًا ما منها لونٌ يشبه الآخر «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {أصحاب اليمين} الآيات.
أخرج سعيد بن منصور، وابن منصور، وابن المنذر والبهيقي في البعث من طريق حصين عن عطاء ومجاهد قال: لم سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم فيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا وكذا قالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدر مخضود}). [الدر المنثور: 14/188-189] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبهيقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانوا يعجبون من وج (هكذا في الأصل) وظلاله من طلحه وسدرة فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدر مخضود (28) وطلح منضود (29) وظل ممدود}). [الدر المنثور: 14/189]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبهيقي في البعث عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوما فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما هي قال: السدر فإن لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يقول الله: {في سدر مخضود} يخضده الله من شوكة فيجعل مكان كل شوكة ثمرة إنها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر). [الدر المنثور: 14/189-190]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي داود في البعث والطبراني وأبو نعيم في الحلية، وابن مردويه عن عقبة بن عبد الله السلمي قال: كنت جالسا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا رسول أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود يعني المخصي فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر). [الدر المنثور: 14/190]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في سدر مخضود} قال: خضده وقره من الحمل). [الدر المنثور: 14/190]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {في سدر مخضود} قال: المخضود الذي لا شوك فيه). [الدر المنثور: 14/190-191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المخضود الموقر الذي لا شوك فيه). [الدر المنثور: 14/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن يزيد الرقاشي رضي الله عنه {في سدر مخضود} قال: نبقها أعظم من القلال). [الدر المنثور: 14/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: {في سدر مخضود} قال: الذي ليس له شوك قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
إن الحدائق في الجنان ظليلة * فيها الكواعب سدرها مخضود). [الدر المنثور: 14/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {سدر مخضود} قال: الموقر حملا {وطلح منضود} يعني الموز المتراكم). [الدر المنثور: 14/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب). [الدر المنثور: 14/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال لي مالك في قول الله: {وطلحٍ منضودٍ}، قال: سمعت أنه الموز.
قال مالك: وأنا أرى أن بعض العرب تسميه الطلح). [الجامع في علوم القرآن: 2/133]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى طلح منضود قال هو الموز). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن المعتمر التيمي عن أبي سعيد الرقاشي عن ابن عباس في قوله طلح منضود قال هو الموز.
عن الثوري عن محمد بن السايب عن الحسن عن سعد عن أبيه عن علي قال هو الموز). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({منضودٍ} [الواقعة: 29] : «الموز). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله منضودٍ الموز سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في صفة الجنّة أيضًا). [فتح الباري: 8/625-626]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (منضودٍ الموز
أشار به إلى قوله تعالى: {وطلح منضود} (الواقعة: 29) ولم يثبت هذا هنا لأبي ذر، وفسره بالموز، والطلح جمع طلحة قاله أكثر المفسّرين وعن الحسن، ليس هو بموز ولكنه شجر له ظلّ بارد طيب، وعن الفراء وأبي عبيدة: الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك. والمنضود: المتراكم الّذي قد نضده الحمل من أوله إلى آخره ليست له سوق بارزة، وفي (المغرب) النضد ضم المتاع بعضه إلى بعض منسقا أو مركوما. من باب ضرب). [عمدة القاري: 19/217-218]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({منضود}) في قوله: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] هو (الموز) واحده طلحة، وقال السدي: طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل وقوله منضود أي متراكب وهذا ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/372]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وطلحٍ منضودٍ} أمّا القرأة فعلى قراءة ذلك بالحاء {وطلحٍ منضودٍ}. وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار، وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه كان يقرأ وطلعٍ منضودٍ بالعين.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا زكريّا، عن الحسن بن سعدٍ، عن أبيه، عن عليٍّ، قرأها: وطلعٍ منضودٍ.
- حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ قال: ثني أبي قال: حدّثنا مجالدٌ، عن الحسن بن سعدٍ، عن قيس بن عبادٍ قال: قرأ رجلٌ عند عليٍّ {وطلحٍ منضودٍ}. فقال عليٌّ: ما شأن الطّلح، إنّما هو: وطلعٍ منضودٍ، ثمّ قرأ {طلعها هضيمٌ}. فقلنا أولا نحوّلها فقال: إنّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوّل.
وأمّا الطّلح فإنّ معمر بن المثنّى كان يقول: هو عند العرب شجرٌ عظامٌ كثير الشّوك، وأنشد لبعض الحداة:
بشّرها دليلها وقالا
غدًا ترين الطّلح والحبالا.
وأمّا أهل التّأويل من الصّحابة والتّابعين فإنّهم يقولون: إنّه الموز.
- حدّثنا حميد بن مسعدة قال: حدّثنا بشر بن المفضّل قال: حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي سعيدٍ، مولى بني رقاشٍ قال: سألت ابن عبّاسٍ عن الطّلح، فقال: هو الموز.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا سليمان التّيميّ قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الرّقاشيّ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ، يقول: الطّلح المنضود: هو الموز.
- حدّثني يعقوب، وأبو كريبٍ قالا: حدّثنا ابن عليّة، عن سليمان قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الرّقاشيّ قال: قلت لابن عبّاسٍ: ما الطّلح المنضود؟ قال: الموز.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الرّقاشيّ قال: سألت ابن عبّاسٍ عن الطّلح فقال: هو الموز.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن التّيميّ، عن أبي سعيدٍ الرّقاشيّ، عن ابن عبّاسٍ {وطلحٍ منضودٍ} قال: الموز.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الكلبيّ، عن الحسن بن سعيدٍ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {وطلحٍ منضودٍ} قال: الموز.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا أبو بشرٍ، عن رجلٍ من أهل البصرة أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول في الطّلح المنضود: هو الموز.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وطلحٍ منضودٍ}. قال: موزكم لأنّهم كانوا يعجبون بوجٍّ وظلاله من طلحه وسدره.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عطاءٍ، في قوله: {وطلحٍ منضودٍ}. قال: الموز.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا هوذة بن خليفة، عن عوفٍ، عن قسامة قال: الطّلح المنضود: هو الموز.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قول اللّه: {وطلحٍ منضودٍ} قال: الموز.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وطلحٍ منضودٍ}. قال: الموز.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وطلحٍ منضودٍ} كنّا نحدّث أنّه الموز.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وطلحٍ منضودٍ} قال اللّه أعلم، إلاّ أنّ أهل اليمن يسمّون الموز: الطّلح.
وقوله: {منضودٍ}. يعني أنّه قد نضّد بعضه على بعضٍ، وجمع بعضه إلى بعضٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وطلحٍ منضودٍ}. قال: بعضه على بعضٍ.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وطلحٍ منضودٍ}. موزكم لأنّهم كانوا يعجبون بوجٍّ وظلاله من طلحه وسدره). [جامع البيان: 22/309-312]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وطلح منضود الموز المتراكم وذلك أنهم كانوا يعجبون بوج وظلاله من طلحه وسدره). [تفسير مجاهد: 2/647]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا عبدان، ثنا نوح، عن أخيه خالد بن قيسٍ، عن قتادة "في قول الله- عز وجل- (وطلح منضود) قال: الموز"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/282]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (حدثنا عبدان، ثنا نوحٌ، عن أخيه خالد بن قيسٍ، عن قتادة في قوله تعالى: {وطلحٍ منضودٍ} قال: الموز). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {وطلح منضود} قال: هو الموز). [الدر المنثور: 14/191-192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وهناد وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جريروابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {وطلح منضود} قال: الموز.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة مثله). [الدر المنثور: 14/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ (وطلع منضود) ). [الدر المنثور: 14/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال: قرأت على علي {وطلح منضود} فقال: علي ما بال الطلح أما تقرأ [وطلع] ثم قال: [وطلع نضيد] فقيل له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف فقال: لا يهاج القرآن اليوم). [الدر المنثور: 14/192-193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {منضود} قال: بعضه على بعض). [الدر المنثور: 14/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {سدر مخضود} قال: الموقر حملا {وطلح منضود} يعني الموز المتراكم). [الدر المنثور: 14/193] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب). [الدر المنثور: 14/193] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، سمع أبا هريرة، يقول: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، فاقرؤوا إن شتم: {وظل ممدود} [سورة الواقعة:30]، فبلغ ذلك كعبًا، فقال: صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى، والقرآن على محمدٍ، لو أن رجلًا ركب حقةً أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرمًا، إن الله غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة، وما في الجنة من نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة). [الزهد لابن المبارك: 2/566]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أبو يحيى بن سليمان عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلّها مائة سنةٍ، واقرؤوا إن شئتم: {وظلٍ ممدودٍ}). [الجامع في علوم القرآن: 1/104-105]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ظل ممدود عن أنس أن النبي قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.
عن معمر قال أخبرني محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقوله عن النبي واقرأ إن شئتم وظل ممدود). [تفسير عبد الرزاق: 2/270-271]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وظلٍّ ممدودٍ} [الواقعة: 30]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إنّ في الجنّة شجرةً، يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ، لا يقطعها، واقرءوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ} [الواقعة: 30]). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله وظل ممدود)
ذكر فيه حديث أبي هريرة إنّ في الجنّة شجرةً وقد تقدّم شرحه في صفة الجنّة من بدء الخلق). [فتح الباري: 8/627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وظلٍّ ممدودٍ} (الواقعة: 30)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {ظلّ ممدود} أي: دائم لا تنسخه الشّمس، وعن الرّبيع: يعني ظلّ العرش، وعن عمرو ابن ميمون: مسيرة سبعين ألف سنة.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها واقرؤا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ} .
عليّ بن عبد الله المعروف بابن المدينيّ، وسفيان هو ابن عيينة، وأبو الزّناد، بكسر الزّاي وتخفيف النّون عبد الله بن ذكوان، والأعرج هو عبد الرّحمن بن هرمز والحديث مضى في كتاب بدء الخلق في: باب صفة الجنّة.
قوله: (يبلغ به النّبي صلى الله عليه وسلم) ليبدل على أنه سمعه من النّبي صلى الله عليه وسلم جزما ويدفع به احتمال أنه سمعه ممّن سمع النّبي صلى الله عليه وسلم). [عمدة القاري: 19/221]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وظلٍّ ممدودٍ}
(باب قوله: {وظل ممدود}) [الواقعة: 30] دائم باقٍ لا يزول، لا تنسخه الشمس.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان عن أبي الزّناد عن الأعرج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، يبلغ به النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها، مائة عامٍ لا يقطعها واقرءوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ}».
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يبلغ به النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال):
(إن في الجنة شجرة) قيل هي طوبى (يسير الراكب في ظلها) في نعيمها أو ناحيتها (مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم: {وظل ممدود}) فالجنة كلها ظل لا شمس معه وليس هو ظل الشمس بل ظل يخلفه الله تعالى. قال الربيع بن أنس: ظل العرش). [إرشاد الساري: 7/373]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، وعبد الرّحيم بن سليمان، عن محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يقول اللّه: أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، فاقرءوا إن شئتم: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون} وفي الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، واقرءوا إن شئتم، {وظلٍّ ممدودٍ} وموضع سوطٍ في الجنّة خيرٌ من الدّنيا وما فيها، واقرءوا إن شئتم: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/253]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، واقرأوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ (30) وماءٍ مسكوبٍ}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي الباب عن أبي سعيدٍ). [سنن الترمذي: 5/253]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وظلٍّ ممدودٍ}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة سنةٍ»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وظلٍّ ممدودٍ}. يقول: وهم في ظلٍّ دائمٍ لا تنسخه الشّمس فتذهبه، وكلّ ما لا انقطاع له فإنّه ممدودٌ، كما قال لبيدٌ:
غلب البقاء وكنت غير مغلّب دهرٌ طويلٌ دائمٌ ممدود.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاءت الآثار، وقال به أهل العلم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، {وظلٍّ ممدودٍ} قال: خمسمائة ألف سنةٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن زيادٍ، مولى بني مخزومٍ، عن أبي هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ، اقرأوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ}. فبلغ ذلك كعبًا، فقال: صدق والّذي أنزل التّوراة على لسان موسى، والفرقان على لسان محمّدٍ، لو أنّ رجلاً ركب حقّةً أو جذعةً ثمّ دار بأصل تلك الشّجرة ما بلغها، حتّى يسقط هرمًا، إنّ اللّه غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وإنّ أفنانها لمن وراء سور الجنّة وما في الجنّة نهرٌ إلاّ وهو يخرج من أصل تلك الشّجرة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن زيادٍ مولى لبني مخزومٍ، أنّه سمع أبا هريرة يقول: ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه قال: وما في الجنّة من نهرٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، {وظلٍّ ممدودٍ} قال: مسيرة سبعين ألف سنةٍ.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني أبو يحيى بن سليمان، عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مئة سنةٍ، اقرأوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين بن محمّدٍ، عن زيادٍ قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مئة عامٍ، اقرأوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن محمّدٍ بن زيادٍ، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، واقرأوا إن شئتم {وظلٍّ ممدودٍ}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا شعبة، عن أبي الضّحّاك قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، شجرة الخلد.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا الضّحّاك، يحدّث، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها سبعين أو مئة عامٍ، هي شجرة الخلد.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا عمرانٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا عمرانٌ، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثل ذلك.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا وكيعٌ، عن حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عبدة وعبد الرّحيم، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، واقرأوا إن شئتم قوله: {وظلٍّ ممدودٍ}.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا فردوس قال: حدّثنا ليثٌ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة سنةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا المحاربيّ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، مثله.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا خالد بن الحارث قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مئة عامٍ لا يقطعها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا خالدٌ قال: حدّثنا عوفٌ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وبمثله عن خلاسٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ قال: حدّثنا أبو حصينٍ قال: كنّا على بابٍ في موضعٍ ومعنا أبو صالحٍ وشقيقٌ يعني الضّبّيّ، فحدّث أبو صالحٍ، فقال: حدّثني أبو هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها سبعين عامًا، فقال أبو صالحٍ أتكذّب أبا هريرة، فقال: ما أكذّب أبا هريرة، ولكنّي أكذّبك أنت؛ قال: فشقّ على القرّاء يومئذٍ.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة {وظلٍّ ممدودٍ} قال: حدّثنا عن أنس بن مالكٍ قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها.
- قال: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وظلٍّ ممدودٍ}. قال قتادة: حدّثنا أنس بن مالكٍ، أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، مثل ذلك أيضًا). [جامع البيان: 22/313-317]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن زيد والمهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب قال خرجت أنا وأبو العالية الرياحي فلما كنا بالجبان وذلك قبل طلوع الشمس قال نبئت أن الجنة هكذا ثم تلا {وظل ممدود}).[تفسير مجاهد: 2/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبهيقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانوا يعجبون من وج (هكذا في الأصل) وظلاله من طلحه وسدرة فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدر مخضود (28) وطلح منضود (29) وظل ممدود}). [الدر المنثور: 14/189] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب). [الدر المنثور: 14/193] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وعبدالرزاق، وابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرءوا إن شئتم:(وظل ممدود) ). [الدر المنثور: 14/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن شئتم فاقرءوا: (وظل ممدود، وماء مسكوب"). [الدر المنثور: 14/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرأوا إن شئتم {وظل ممدود}). [الدر المنثور: 14/194-195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فيه ظلها مائة عام لا يقطعها وأن شئتم فاقرأوا {وظل ممدود} وماء مسكوب). [الدر المنثور: 14/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وذاك الظل الممدود). [الدر المنثور: 14/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيها مائة عام فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا). [الدر المنثور: 14/195-196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في الجنة شجر لا يحمل يستظل به). [الدر المنثور: 14/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عمروبن ميمون {وظل ممدود} قال: مسيرة سبعين ألف سنة). [الدر المنثور: 14/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مسكوبٍ} [الواقعة: 31] : «جارٍ»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والكوب إلخ وكذا قوله مسكوبٍ جارٍ سقط كلّه لأبي ذرٍّ هنا وتقدّم في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8/626]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مسكوب: جارٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {وماءٍ مسكوب} (الواقعة: 31) أي: جار، وفي التّفسير: منصوب يجري دائما في غير أخدود ولا منقطع). [عمدة القاري: 19/219]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مسكوب}) أي (جار) لا ينقطع، وسقط من قوله موضونة إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وماءٍ مسكوبٍ}. يقول تعالى ذكره: وفيه أيضًا ماءٌ مسكوبٌ، يعني مصبوبٌ سائلٌ في غير أخدودٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وماءٍ مسكوبٍ}. قال: يجري في غير أخدودٍ). [جامع البيان: 22/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب). [الدر المنثور: 14/193] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وماء مسكوب} قال: جار.
وأخرج هناد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سعف نخل الجنة منها مقاطعاتهم وكسوتهم.
وأخرج هناد، وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال: عناقيد الجنة ما بينك وبين صنعاء وهو بالشام). [الدر المنثور: 14/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفاكهةٍ كثيرةٍ (32) لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ (33) وفرشٍ مرفوعةٍ (34) إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا (37) لأصحاب اليمين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: قوله عزّ وجلّ يقول: {وفاكهةٍ كثيرةٍ (32) لا مقطوعةٌ ولا ممنوعةٌ}. يقول تعالى ذكره وفيها {فاكهةٌ كثيرةٌ} لا ينقطع عنهم شيءٌ منها أرادوه في وقتٍ من الأوقات، كما تنقطع فواكه الصّيف في الشّتاء في الدّنيا، ولا يمنعهم منها، ولا يحول بينهم وبينها شوكٌ على أشجارها، أو بعدها منهم، كما تمتنع فواكه الدّنيا من كثيرٍ ممّن أرادها ببعدها على الشّجر منهم، أو بما على شجرها من الشّوك، ولكنّها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتّى يتناولها بيده). [جامع البيان: 22/318] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن {لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} ). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفاكهةٍ كثيرةٍ (32) لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ (33) وفرشٍ مرفوعةٍ (34) إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا (37) لأصحاب اليمين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: قوله عزّ وجلّ يقول: {وفاكهةٍ كثيرةٍ (32) لا مقطوعةٌ ولا ممنوعةٌ}. يقول تعالى ذكره وفيها {فاكهةٌ كثيرةٌ} لا ينقطع عنهم شيءٌ منها أرادوه في وقتٍ من الأوقات، كما تنقطع فواكه الصّيف في الشّتاء في الدّنيا، ولا يمنعهم منها، ولا يحول بينهم وبينها شوكٌ على أشجارها، أو بعدها منهم، كما تمتنع فواكه الدّنيا من كثيرٍ ممّن أرادها ببعدها على الشّجر منهم، أو بما على شجرها من الشّوك، ولكنّها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتّى يتناولها بيده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
وقد ذكرنا الرّواية فيما مضى قبل، ونذكر بعضًا آخر منها:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ قال: حدّثنا قتادة، في قوله: {لا مقطوعةٌ ولا ممنوعةٌ}. قال: لا يمنعه شوكٌ ولا بعدٌ). [جامع البيان: 22/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أخبرني عليّ بن زيدٍ، عن مطرّفٍ أنّ كعبًا قال في قوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ} قال: مسيرة أربعين عامًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 401-402]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وفرشٍ مرفوعةٍ} [الواقعة: 34] : «بعضها فوق بعضٍ»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وفرش مرفوعة بعضها فوق بعضٍ هو قول مجاهدٍ وتقدّم أيضًا في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8/626]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وفرشٍ مرفوعةٍ بعضها فوق بعضٍ
عن عليّ، رضي الله تعالى عنه، مرفوعة على الأسرة، وعن أبي أمامة الباهليّ: لو طرح فراش من أعلاها إلى أسفلها لم يستقرّ في الأرض إلاّ بعد سبعين خريفًا). [عمدة القاري: 19/219]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وفرش مرفوعة}) أي (بعضها فوق بعض) وفي الترمذي عن أبي سعيد مرفوعًا قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام). [إرشاد الساري: 7/373]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ} قال: ارتفاعها كما بين السّماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمس مائة عامٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث رشدين.
وقال بعض أهل العلم: معنى هذا الحديث: وارتفاعها كما بين السّماء والأرض قال: ارتفاع الفرش المرفوعة في الدّرجات، والدّرجات ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض). [سنن الترمذي: 5/254]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ}. يقول تعالى ذكره: ولهم فيها فرشٌ مرفوعةٌ طويلةٌ، بعضها فوق بعضٍ، كما يقال: بناءٌ مرفوعٌ.
- وكالّذي: حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ}. قال: إنّ ارتفاعها لكما بين السّماء والأرض، وإنّ ما بين السّماء والأرض لمسيرة خمسمائة عامٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: حدّثنا عمرٌو، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم {وفرشٍ مرفوعةٍ} والّذي نفسي بيده إنّ ارتفاعها ... ثمّ ذكر مثله). [جامع البيان: 22/319]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: في قوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ} [الواقعة: 34]: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض، مسيرة ما بينهما خمسمائة عام. أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/373]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وفرشٍ مرفوعةٍ} [الواقعة: 34].
- عن أبي أمامة قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عن الفرش المرفوعة، قال: " لو طرح فراشٌ من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريفٍ» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه جعفر بن الزّبير الحنفيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في هذه الآية {وفرش مرفوعة} قال: غلظ كل فراش منها كما بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 14/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 34 – 40
وأخرج أحمد والترمذي حسنه والنسائي، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن حبان، وابن جرير، وابن أبي حاتم والروياني، وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة والبهيقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: في قوله {وفرش مرفوعة} قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض مسيرة ما بينهما خمسمائة عام). [الدر المنثور: 14/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن أبي أمامة: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرش المرفوعة قال: لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف). [الدر المنثور: 14/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي أمامة في قوله: {وفرش مرفوعة} قال: لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا). [الدر المنثور: 14/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رفعه في الفرش المرفوعة لو طرح من أعلاها شيء ما بلغ قرارها مائة خريف). [الدر المنثور: 14/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية: (وفرش مرفوعة). غليظ كل فراش منها كما بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 14/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن الحسن في قوله: {وفرش مرفوعة} قال: ارتفاع فراش أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة والله أعلم). [الدر المنثور: 14/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنا أنشأنهن إنشاء قال خلقناهن خلقا). [تفسير عبد الرزاق: 2/271]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ قال: حدّثنا قتادة، عن صفوان بن محرزٍ في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً * فجعلناهنّ أبكارًا * عربًا أترابًا} قال: والله إنّ منهنّ العجز الزّحف صيّرهنّ اللّه كما تسمعون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 355]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو عمّارٍ الحسين بن حريثٍ الخزاعيّ المروزيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} قال: إنّ من المنشآت اللاّئي كنّ في الدّنيا عجائز عمشًا رمصًا.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مرفوعا إلاّ من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرّقاشيّ يضعّفان في الحديث). [سنن الترمذي: 5/255]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا عربًا}. يقول تعالى ذكره: إنّا خلقناهنّ خلقًا فأوجدناهنّ؛ قال أبوعبيدة: يعني بذلك: الحور العين اللاّتي ذكرهنّ قبل، فقال: {وحورٌ عينٌ كأمثال اللّؤلؤ المكنون} {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}، وقال الأخفش: أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} قال: خلقناهنّ خلقًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان، عن جابرٍ الجعفيّ، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: من الثّيّب والأبكار). [جامع البيان: 22/319-320]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فجعلناهنّ أبكارًا}. يقول: فصيّرناهنّ أبكارًا عذارى بعد إذ كنّ.
- كما: حدّثنا حميدٌ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: عجائزكنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} قال: نساءً وعجائزكنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة الكلابيّ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: منهنّ العجائز اللاّتي كنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه بن داود، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بمثله إلاّ أنّه قال: عن العجائز.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: هنّ اللّواتي كنّ في الدّنيا عجائز عمشًا رمصًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عمرو بن عاصمٍ قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن صفوان بن محرزٍ، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا}. قال: منهنّ العجز الرّمص.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ قال: حدّثنا قتادة، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا}. قال: إنّ منهنّ للعجز الرّجف، أنشأهنّ اللّه في هذا الخلق.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال قتادة: كان صفوان بن محرزٍ يقول: إنّ منهنّ العجز الرّجف، صيّرهنّ اللّه كما تسمعون.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول: قوله: {أبكارًا}. يقول: عذارى.
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصّدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّها قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا (37) لأصحاب اليمين}. قال: هنّ اللّواتي قبضن في الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر فجعلهنّ عذارى.
- حدّثنا أبو عبيدٍ الوصّابيّ قال: حدّثنا محمّد بن حميرٍ قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يحدّث عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا}. قال: هنّ من بني آدم، نساءكنّ في الدّنيا ينشئهنّ اللّه أبكارًا عذارى أترابا عربًا). [جامع البيان: 22/320-322] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شيبان عن جابر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سلمة ابن يزيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل إنا أنشأناهن إنشاء يعني الثيب والأبكار اللاتي من في الدنيا). [تفسير مجاهد: 2/647]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخل الجنة العجوز قال فبكت عجوز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروها أنها ليست يومئذ بعجوز وأنها يومئذ شابة إن الله عز وجل يقول إنا أنشأناهن إنشاء). [تفسير مجاهد: 2/648]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} [الواقعة: 35] إنّ من المنشآت: الّلاتي كنّ في الدّنيا عجائز عمشاً رمصاً. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(إنشاء) الإنشاء: ابتداء الخلقة). [جامع الأصول: 2/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وعبد بن حميد وهناد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبهيقي في البعث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: إن من المنشآت اللاتي كن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا). [الدر المنثور: 14/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي، وابن جرير، وابن أبي الدنيا والطبراني، وابن مردويه، وابن قانع والبهيقي في البعث عن سلمة بن زيد الجعفي سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في قوله: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا). [الدر المنثور: 14/198-199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي في الشمائل، وابن المنذر والبهيقي في البعث عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت يا رسول الله: ادع الله أن يدخلني الجنة فقال: يا أم فلان إن لجنة لا يدخلها عجوز فولت تبكي قال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول: {إنا أنشأناهن إنشاء (35) فجعلناهن أبكارا}). [الدر المنثور: 14/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البهيقي في الشعب عن عائشة قالت: دخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم علي وعندي عجوز فقال: من هذه قلت: إحدى خالاتي قال: أما إنه لا يدخل الجنة العجوز فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنا أنشأناهن خلقا آخر). [الدر المنثور: 14/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة فقال: إن الجنة لا يدخلها عجوز فذهب يصلي ثم رجع فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة فقال: إن ذلك كذلك إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا). [الدر المنثور: 14/199-200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {إنا أنشأناهن إنشاء} نخلقهن غير خلقهن الأول). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة: (إنا أنشأناهن إنشاء) . قال يعني أزواج القوم). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: (إنا أنشأنهن إنشاء). قال النساء). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير: (إنا أنشأنهن إنشاء).قال: خلقناهن خلقا جديدا). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد: (إنا أنشأنهن إنشاء). قال: خلقهن خلقا غير خلقهن الأول). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: أنبتناهن). [الدر المنثور: 14/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فجعلناهن أبكارا عربا قال عشاقا لأزواجهن أترابا قال سنا واحدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/271]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ قال: حدّثنا قتادة، عن صفوان بن محرزٍ في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً * فجعلناهنّ أبكارًا * عربًا أترابًا} قال: والله إنّ منهنّ العجز الزّحف صيّرهنّ اللّه كما تسمعون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 355](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فجعلناهنّ أبكارًا}. يقول: فصيّرناهنّ أبكارًا عذارى بعد إذ كنّ.
- كما: حدّثنا حميدٌ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: عجائزكنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} قال: نساءً وعجائزكنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة الكلابيّ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: منهنّ العجائز اللاّتي كنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا.
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه بن داود، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بمثله إلاّ أنّه قال: عن العجائز.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال: هنّ اللّواتي كنّ في الدّنيا عجائز عمشًا رمصًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عمرو بن عاصمٍ قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن صفوان بن محرزٍ، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا}. قال: منهنّ العجز الرّمص.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ قال: حدّثنا قتادة، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا}. قال: إنّ منهنّ للعجز الرّجف، أنشأهنّ اللّه في هذا الخلق.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}. قال قتادة: كان صفوان بن محرزٍ يقول: إنّ منهنّ العجز الرّجف، صيّرهنّ اللّه كما تسمعون.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول: قوله: {أبكارًا}. يقول: عذارى.
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصّدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّها قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا (37) لأصحاب اليمين}. قال: هنّ اللّواتي قبضن في الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر فجعلهنّ عذارى.
- حدّثنا أبو عبيدٍ الوصّابيّ قال: حدّثنا محمّد بن حميرٍ قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يحدّث عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا}. قال: هنّ من بني آدم، نساءكنّ في الدّنيا ينشئهنّ اللّه أبكارًا عذارى أترابا عربًا). [جامع البيان: 22/320-322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل الجنة إذا جامعوا النساء عدن أبكارا). [الدر المنثور: 14/200-201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله: {فجعلناهن أبكارا} قال: عذارى). [الدر المنثور: 14/201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (عُرُبًا أَتْرَابًا (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عربا أترابا قال الغلمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/271]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ قال: حدّثنا قتادة، عن صفوان بن محرزٍ في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً * فجعلناهنّ أبكارًا * عربًا أترابًا} قال: والله إنّ منهنّ العجز الزّحف صيّرهنّ اللّه كما تسمعون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 355](م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والعرب المحبّبات إلى أزواجهنّ»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والعرب المحبّبات إلى أزواجهنّ تقدّم في صفة أهل الجنّة أيضا وقال بن عيينة في تفسيره حدثنا بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله عربًا أترابًا قال هي المحبّبة إلى زوجها). [فتح الباري: 8/626]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال سفيان بن عيينة في تفسيره ثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الواقعة {فجعلناهن أبكارًا (36) عربا أترابًا} قال هي المتحببة إلى زوجها). [تغليق التعليق: 4/334]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والعرب المحبّبات إلى أزواجهنّ
أشار به إلى قوله تعالى: {فجعلناهن أبكارًا عربا أترابًا} (الواقعة: 36، 37) وفسرها: بالمحببات جمع المحببة اسم مفعول من الحبّ، وقال ابن عيينة في تفسيره: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (عربا أترابًا) قال: هي المحببة إلى زوجها. وقال الثّعلبيّ: عربا عواشق متحببات إلى أزواجهنّ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عن ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهم، والعرب جمع عروبة وأهل مكّة يسمونها العربة بكسر الرّاء، وأهل المدينة الغنجة، بكسر النّون. وأهل العراق: الشكلة، بفتح الشين المعجمة وكسر الكاف، وقد مر هذا في كتاب بدء الخلق في صفة الجنّة، والأتراب المستويات في السن وهو جمع ترب بكسر التّاء وسكون الرّاء يقال: هذه ترب هذه أي: لدتها). [عمدة القاري: 19/218]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ((والعرب}) بضم الراء وسكونها في قوله تعالى: {فجعلناهن أبكارًا عربًا} [الواقعة: 36] هن (المحببات إلى أزواجهن) بفتح الموحدة المشددة). [إرشاد الساري: 7/372]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عربًا} [الواقعة: 37] : «مثقّلةً، واحدها عروبٌ، مثل صبورٍ وصبرٍ، يسمّيها أهل مكّة العربة، وأهل المدينة الغنجة، وأهل العراق الشّكلة»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عربًا مثقلةً واحدها عروبٌ إلى قوله الشّكلة سقط هنا لأبي ذرٍّ وتقدم في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8/626]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (عربا مثقّلةً واحدها عروبٌ مثل صبورٍ وصبرٍ يسمّيها أهل مكّة العربة وأهل المدينة الضجة وأهل العراق الشّكلة.
هذا كله لم يثبت في رواية أبي ذر وهو مكرر لأنّه مضى في صفة الجنّة. وهنا أيضا تقدم وهو قوله: والعرب المحببات إلى أزواجهنّ، وقد ذكرناه نحن أيضا عن قريب). [عمدة القاري: 19/219]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عربًا} مثقلة) بتشديد القاف (واحدها عروب مثل صبور وصببر يسميها أهل مكة العربة) بفتح العين العين وكسر الراء (وأهل المدينة الغنجة) بفتح الغين المعجمة وكسر النون (وأهل العراق الشكلة) بفتح المعجمة وكسر الكاف وهذا كله ساقط لأبي ذر وقرأ حمزة وشعبة بسكونها وهو كرسل ورسل وفرش وفرش). [إرشاد الساري: 7/372-373]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {عربًا أترابًا} قال: العرب: العواشق، والأتراب: المستويات). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 111]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عربًا} يقول تعالى ذكره: فجعلناهنّ أبكارًا غنجاتٍ متحبّباتٍ إلى أزواجهنّ يحسنّ التّبعّل وهي جمعٌ، واحدهنّ عروبٌ، كما واحد الرّسل رسولٌ، وواحد القطف قطوفٌ؛ ومنه قول لبيدٍ:
وفي الحدوج عروبٌ غير فاحشةٍ = ريّا الرّوادف يعشى دونها البصر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، وإسماعيل بن صبيحٍ، عن أبي أويسٍ، عن ثور بن زيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {عربًا أترابًا} قال: الملقة.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {عربًا}. يقول: عواشق.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {عربًا} قال: العرب المتحبّبات المتودّدات إلى أزواجهنّ.
- حدّثني سليمان بن عبيد اللّه الغيلانيّ قال: حدّثنا أيّوب قال: أخبرنا قرّة، عن الحسن قال: العرب: العواشق.
- حدّثني محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، أنّه قال في هذه الآية {عربًا} قال: العرب المغنوجة.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن شعبة، عن سماك عن عكرمة قال: هي المغنوجة.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، في قوله: {عربًا}. قال: غنجاتٌ.
- حدّثني عليّ بن الحسين الأزديّ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أبي إسحاق التّيميّ، عن صالح بن حيّان، عن ابن بريدة، {عربًا}. قال: الشّكلة بلغة مكّة، والمغنوجة بلغة المدينة.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ قال: سمعت إبراهيم التّيميّ يعني ابن الزّبرقان، عن صالح بن حيّان، عن ابن بريدة، بنحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن عثمان بن بشّارٍ، عن تميم بن حذلمٍ، قوله: {عربًا}. قال: حسن تبعّل المرأة.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا مغيرة، عن عثمان بن بشّارٍ، عن تميم بن حذلم في {عربًا}. قال: العربة: الحسنة التّبعّل قال: وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التّبعّل: إنّها العربة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، {عربًا}. قال: حسنات الكلام.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ قال: عواشق.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن شريكٍ، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، وعكرمة، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، في {عربًا} قال: العرب المتحبّبات.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ {عربًا} قال: العرب: العواشق.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن غالبٍ أبي الهذيل، عن سعيد بن جبيرٍ، {عربًا} قال: العرب اللاّتي يشتهين أزواجهنّ.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: المشتهية لبعولتهنّ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، عن عبد اللّه بن عبيدٍ قال: العرب: الّتي تشتهي زوجها.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ، {عربًا} قال: العربة: الّتي تشتهي زوجها؛ ألا ترى أنّ الرّجل يقول للنّاقة: إنّها لعربةٌ؟.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {عربًا} قال: عشّقًا لأزواجهنّ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عربًا أترابًا} يقول: عشّقٌ لأزواجهنّ، يحببن أزواجهنّ حبًّا شديدًا.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، يقول: سمعت الضّحّاك، يقول: العرب: المتحبّبات.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {عربًا أترابًا}. قال: متحبّباتٌ إلى أزواجهنّ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {عربًا} قال: العرب: الحسنة الكلام.
- حدّثنا ابن البرقيّ قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سئل الأوزاعيّ، عن {، عربًا} قال: سمعت يحيى، يقول: هنّ العواشق.
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصّدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قوله: {عربًا أترابًا} قال: عربًا متعشّقاتٌ متحبّباتٌ، أترابًا على ميلادٍ واحدٍ.
- حدّثني محمّد بن حفصٍ أبو عبيدٍ الوصّابيّ قال: حدّثنا محمّد بن حميرٍ قال: حدّثنا ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ يحدّث عن ابن عبّاسٍ {عربًا} والعرب: الشّوق.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرأة المدينة وبعض قرّاء الكوفيّين عربًا بضمّ العين والرّاء وقرأه بعض قرأة الكوفة والبصرة (عربًا) بضمّ العين وتخفيف الرّاء، وهي لغة تميمٍ وبكرٍ، والضّمّ في الحرفين أولى القراءتين بالصّواب لما ذكرت من أنّها جمع عروبٍ، وإن كان فعولٌ أو فعيلٌ أو فعالٌ إذا جمع، جمع على فعلٍ بضمّ الفاء والعين، مذكّرًا كان أو مؤنّثًا، والتّخفيف في العين جائزٌ، وإن كان الّذي ذكرت أقصى الكلامين عن وجه التّخفيف.
وقوله: {أترابًا} يعني أنّهنّ مستوياتٌ على سنٍّ واحدةٍ، واحدتهنّ تربٌ، كما يقال: شبهٌ وأشباهٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن الحسين بن الحارث قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن سلمة بن سابور، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قال: الأتراب: المستويات.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أترابًا}. قال: أمثالاً.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أترابًا}. يعني: سنًّا واحدةً.
- حدّثني ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أترابًا}. قال: الأتراب: المستويات). [جامع البيان: 22/323-329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال العرب المعشقات لبعولتهن والأتراب المستويات بسن واحد). [تفسير مجاهد: 2/648]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المحببات إلى أزواجهن وأما قوله أترابا فيقول أمثالا). [تفسير مجاهد: 2/648]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22].
«عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22] قال: " حورٌ: بيضٌ، عينٌ: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النّسور ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأمثال اللّؤلؤ المكنون} [الواقعة: 23] قال: " صفاؤهنّ صفاء الدّرّ الّذي في الأصداف الّذي لم تمسّه الأيدي ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - (فيهنّ خيراتٌ حسانٌ) قال: " خيرات الأخلاق حسان الوجوه ". قلت: يا رسول اللّه، فأخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} [الصافات: 49] قال: " رقّتهنّ كرقّة الجلد الّذي رأيت في داخل البيضة ممّا يلي القشر وهو الغرقئ ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {عربًا أترابًا} [الواقعة: 37] قال: " هنّ اللّواتي قبضن في دار الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر فجعلهنّ عذارى، عربًا متعشّقاتٍ متحبّباتٍ، أترابًا على ميلادٍ واحدٍ ". قلت: يا رسول اللّه، أنساء الدّنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: " بل نساء الدّنيا أفضل من الحور العين كفضل الظّهارة على البطانة ". قلت: يا رسول اللّه، وبما ذاك؟ قال: " بصلاتهنّ وصيامهنّ وعبادتهنّ اللّه، ألبس اللّه وجوههنّ النّور، وأجسادهنّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثّياب، صفر الحليّ، مجامرهنّ الدّرّ، وأمشاطهنّ الذّهب، يقلن: ألا ونحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن النّاعمات فلا نبؤس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الرّاضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنّ له وكان لنا ". قلت: يا رسول اللّه، المرأة منّا تتزوّج الزّوجين والثّلاثة والأربعة، ثمّ تموت فتدخل الجنّة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: " يا أمّ سلمة، إنّها تخيّر فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا ربّ إنّ هذا كان أحسنهم خلقًا في دار الدّنيا فزوّجنيه، يا أمّ سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتمٍ وابن عديٍّ.
- «وعن سلمة بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا} [الواقعة: 35 - 37] قال: " من الثّيّب وغير الثّيّب» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه جابرٌ الجعفيّ وهو ضعيفٌ. وحديث عتبة بن عبدٍ في صفة الجنّة). [مجمع الزوائد: 7/119]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شيبان، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد الجعفي- رضي اللّه عنه- سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "في قول الله- عز وجل: (إنا أنشأناهن إنشاء (35) فجعلناهن أبكاراً (36) عرباً أتراباً) قال: من الثيب وغير الثيب". هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف جابرٍ الجعفيّ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/282]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الطّيالسيّ: حدثنا شيبان، عن جابرٍ، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا} قال: منهنّ الثّيّب، وغير الثّيّب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والبهيقي من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {عربا} قال: عواشق {أترابا} يقول: مستويات). [الدر المنثور: 14/201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {عربا} قال: عواشق لأزواجهن وأزواجهن لهن عاشقون {أترابا} قال: في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة). [الدر المنثور: 14/201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: العرب الملقة لزوجها). [الدر المنثور: 14/201-202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: العرب المتحببات المتوددات إلى أزواجهن). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: العرب الغنجة وفي قول أهل المدينة الشكلة). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {عربا} قال: هي الغنجة). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير في قوله: {عربا} قال: هن المتغنجات). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سفيان، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {عربا} قال: الناقة التي تشتهي الفحل يقال لها: عربة). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن بريدة في قوله: {عربا} قال: هي الشكلة بلغة مكة المغنوجة بلغة المدينة). [الدر المنثور: 14/202]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: العربة التي تشتهي زوجها). [الدر المنثور: 14/202-203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عزوجل {عربا أترابا} قال: هن العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزعفران والأتراب المستويات قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
عهدت بها سعدي وسعدي عزيزة * عروب تهادى في جوار خرائد). [الدر المنثور: 14/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {فجعلناهن أبكارا} قال: عذارى {عربا} قال: عشقا لأزواجهن {أترابا} قال: مستويات سنا واحدا). [الدر المنثور: 14/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عكركة في قوله: {عربا} قال: المغنوجات والعربة هي الغنجة.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سئل عن قوله تعالى: {عربا} قال: أما سمعت أن المحرم يقال له: لا تعربها بكلام تلذ ذهابه وهي محرمة). [الدر المنثور: 14/203-204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير عن تيم بن جدلم وكان من أصحاب عبد الله قال: العربة الحسنة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل: إنها العربة). [الدر المنثور: 14/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السرى، وعبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {عربا} قال: يشتهين أزواجهن). [الدر المنثور: 14/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {عربا} قال: العرب المتعشقات). [الدر المنثور: 14/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السرى، وعبد بن حميد، وابن جرر، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {عربا} قال: عواشق لأزواجهن {أترابا} قال: مستويات). [الدر المنثور: 14/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عربا} قال: المتعشقات لبعولتهن والأتراب المستويات في سن واحد). [الدر المنثور: 14/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: العرب المتعشقات واأتراب المستويات في سن واحد). [الدر المنثور: 14/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السرى، وعبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عربا} قال: المتحببات إلى الأزواج والأتراب المستويات). [الدر المنثور: 14/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سفيان بن عيينة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {عربا} قال: متحببات إلى أزواجهن {أترابا} قال: أمثالا). [الدر المنثور: 14/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: العرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب الأشباه المستويات). [الدر المنثور: 14/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: العربة هي الحسنة الكلام). [الدر المنثور: 14/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {عربا} قال: عواشق {أترابا} قال: أقرانا). [الدر المنثور: 14/205-206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع في الغرر، وابن عساكر في تاريخه عن هلال بن أبي بردة رضي الله عنه أنه قال لجلسائه: ما العروب من النساء فماجوا وأقبل إسحاق بن عبد الله بن الحرث النوفلي رضي الله عنه فقال: قد جاءكم من يخبركم عنها فسألوه فقال: الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد:
يعربن عند بهولهن إذا خلوا * وإذا هم خرجوا فهن خفار). [الدر المنثور: 14/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير نسائكم العفيفة الغلمة). [الدر المنثور: 14/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان أنه راود زوجته فاختة بنت قرطة فنخرت نخرة شهوة ثم وضعت يدها على وجهها فقال: لا سوأة عليك فوالله لخيركن الناخرات والشخارات). [الدر المنثور: 14/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {عربا} قال: كلامهن عربي). [الدر المنثور: 14/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)

تفسير قوله تعالى: (لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن عثمان بن قيس عن زاذان عن علي قال أصحب اليمين أطفال المسلمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لأصحاب اليمين} يقول تعالى ذكره: أنشأنا هؤلاء اللّواتي وصف صفتهنّ من الأبكار للّذين يؤخذ بهم ذات اليمين من موقف الحساب إلى الجنّة). [جامع البيان: 22/329]

تفسير قوله تعالى: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أنه بلغه أن النبي قال أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قالوا نعم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة قالوا نعم قال والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ثم تلا قتادة ثلة من الأولين وثلة من الآخرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/271]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن بديل العقيلي عن عبد الله بن شقيق عن كعب قال أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون صفا منها من هذه الأمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/271]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن النبي قال خيرني ربي بين أن تكون أمتي نصف أهل الجنة أو الشفاعة فاخترت الشفاعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/271-272]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلةٌ من الآخرين} قال: مثل قوله: {فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات}). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 62]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين (40) وأصحاب الشّمال ما أصحاب الشّمال (41) في سمومٍ وحميمٍ (42) وظلٍّ من يحمومٍ (43) لا باردٍ ولا كريمٍ (44) إنّهم كانوا قبل ذلك مترفين (45) وكانوا يصرّون على الحنث العظيم}. قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: الّذين لهم هذه الكرامة الّتي وصف صفتها في هذه الآيات ثلّتان، وهي جماعتان وأمّتان وفرقتان: {ثلّةٌ من الأوّلين}. يعني جماعةً من الّذين مضوا قبل أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {وثلّةٌ من الآخرين}، يقول: وجماعةٌ من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وجاءت الآثار عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان قال: قال الحسن {ثلّةٌ من الأوّلين} من الأمم {وثلّةٌ من الآخرين}. أمّةٌ محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ثلّةٌ من الأوّلين} قال: أمّةٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: حدّثنا الحسن، عن حديث عمران بن حصينٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: تحدّثنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات ليلةٍ حتّى أكرينا في الحديث، ثمّ رجعنا إلى أهلينا، فلمّا أصبحنا غدونا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: عرضت عليّ الأنبياء اللّيلة بأتباعها من أممها، فكان النّبيّ يجيء معه الثّلّة من أمّته، والنّبيّ معه العصابة من أمّته؛ والنّبيّ معه النّفر من أمّته، والنّبيّ معه الرّجل من أمّته، والنّبيّ ما معه من أمّته أحدٌ من قومه، حتّى أتى عليّ موسى بن عمران في كبكبةٍ من بني إسرائيل؛ فلمّا رأيتهم أعجبوني، فقلت: أي ربّ من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل، فقلت: ربّ، فأين أمّتي؟ فقيل: انظر عن يمينك، فإذا ظراب مكّة قد سدّت بوجوه الرّجال فقلت: من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمّتك، فقيل: أرضيت؟ فقلت: ربّ رضيت ربّ رضيت، قيل: انظر عن يسارك، فإذا الأفق قد سدّ بوجوه الرّجال، فقلت: ربّ من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمّتك، فقيل: أرضيت؟ فقلت: رضيت ربّ، رضيت؛ فقيل: إنّ مع هؤلاء سبعين ألفًا من أمّتك يدخلون الجنّة لا حساب عليهم؛ قال: فأنشأ عكّاشة بن محصنٍ، رجلٌ من بني أسد بن خزيمة، فقال: يا نبيّ اللّه ادع ربّك أن يجعلني منهم قال: اللّهمّ اجعله منهم ثمّ أنشأ رجلٌ آخر فقال: يا نبيّ اللّه ادع ربّك أن يجعلني منهم قال: سبقك بها عكّاشة فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فدًى لكم أبي وأمّي إن استطعتم أن تكونوا من السّبعين فكونوا فإن عجرتم وقصّرتم فكونوا من هل الظّرب فإن عجرتم وقصّرتم فكونوا من أهل الأفق، فإنّي رأيت ثمّ أناسًا يتهرّشون كثيرًا أو قال يتهوّشون؛ قال: فتراجع المؤمنون، أو قال: فتراجعنا على هؤلاء السّبعين، فصار من أمرهم أن قالوا: نراهم ناسًا ولدوا في الإسلام، فلم يزالوا يعملون به حتّى ماتوا عليه، فنمي حديثهم ذاك إلى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: ليس كذاك، ولكنّهم الّذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيّرون، وعلى ربّهم يتوكّلون. ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يومئذٍ: إنّي لأرجو أن يكون من تبعني من أمّتي ربع أهل الجنّة فكبّرنا، ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا الشّطر فكبّرنا، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين}.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الحسن بن بشرٍ البجليّ، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: تحدّثنا ليلةً عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى أكرينا أو أكثرنا، ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه قال: فإذا الظّراب ظراب مكّة مسدودةٌ بوجوه الرّجال وقال أيضًا: فإنّي رأيت عنده أناسًا يتهاوشون كثيرًا؛ قال: فقلنا: من هؤلاء السّبعون ألفًا، فاتّفق رأينا على أنّهم قومٌ ولدوا في الإسلام ويموتون عليه قال: فذكرنا ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: لا، ولكنّهم قومٌ لا يكتوون وقال أيضًا: ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّي لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنّة فكبّر أصحابه ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنّة، فكبّر أصحابه؛ ثمّ قال: إنّي لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنّة، ثمّ قرأ {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عوفٍ، عن عبد اللّه بن الحارث قال: كلّهم في الجنّة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّه بلغه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟ قالوا: نعم قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟ قالوا: نعم قال: والّذي نفسي بيده إنّي لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنّة ثمّ تلا هذه الآية {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن بديل بن كعبٍ، أنّه قال: أهل الجنّة عشرون ومائة صفٍّ، ثمانون صفًّا منها من هذه الأمّة.
وفي رفع {ثلّةٌ} وجهان: أحدهما الاستئناف، والآخر بقوله: لأصحاب اليمين ثلّتان، ثلّةٌ من الأوّلين.
وقد روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خبرٌ من وجهٍ غير صحيحٍ أنّه قال: الثّلّتان جميعًا من أمّتي.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين}. قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: هما جميعًا من أمّتي). [جامع البيان: 22/330-334]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ثلة من الأولين يعني أمة وثلة من الآخرين يعني أمة). [تفسير مجاهد: 2/648]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا أبو هلال الراسبي عن محمد بن سيرين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال كانوا يقولون كلهم من هذه الأمة). [تفسير مجاهد: 2/648-649]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين} [الواقعة: 13].
- عن أبي هريرة قال: لمّا نزلت {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ من الآخرين} [الواقعة: 13] شقّ ذلك على المسلمين، فنزلت {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين} [الواقعة: 39].
رواه أحمد من حديث محمّدٍ بيّاع الملاء عن أبيه، ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله ثقاتٌ.
- وعن أبي بكرة «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين} [الواقعة: 39 - 40] قال: " جميعهما من هذه الأمّة».
رواه الطّبرانيّ بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصّحيح غير عليّ بن زيدٍ وهو ثقةٌ سيّئ الحفظ). [مجمع الزوائد: 7/118-119] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني). [الدر المنثور: 14/180] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر من طريق عروة بن رويم، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت {إذا وقعت الواقعة} ذكر فيها {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} قال عمر: يا رسول الله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر تعال فاستمع ما قد أنزل الله {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} ألا وإن آدم إلي ثلة وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين باسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلا). [الدر المنثور: 14/180-181] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إذا لا يكون من أمة محمد إلاقليل فنزلت نصف النهار {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} وتقابلون الناس فنسخت الآية {وقليل من الآخرين}). [الدر المنثور: 14/181] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} قال: كثير من الأولين وكثير من الآخرين). [الدر المنثور: 14/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسدد في مسنده، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه بسند حسن عن أبي بكر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} قال: هما جميعا من هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن عدي، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هما جميعا من أمتي). [الدر المنثور: 14/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} قال: الثلتان جميعا من هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحسن بن سفيان، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن عساكر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن يكون من اتبعني من أمتي ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال: إني لأرجو أن يكون من أمتي الشطر ثم قرأ {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين}). [الدر المنثور: 14/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ألرنا (هكذا في الأصل) الحديث فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عرضت علي الأنبياء بأتباعها من أممها فإذا النّبيّ معه الثلة من أمته وإذا النّبيّ ليس معه أحد وقد أنبأكم الله عن قوم لوط فقال: أليس منكم رشيدحتى مر موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل قلت: يا رب، فأين أمتي قال: انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال قال: أرضيت يا محمد قلت: رضيت يا رب قال: أنظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال قال: أرضيت يا محمد قلت: رضيت يا رب قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأتى عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم قال: اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة ثم قال لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن استطعتم بأبي أنتم وأمي أن تكونوا من السبعين فكونوا فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق فإني قد رأيت أناسا يتهارشون كثيرا ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} فتذاكروا من هؤلاء السبعون ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون). [الدر المنثور: 14/208-209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن {لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين). [الدر المنثور: 14/247-250] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في سدرٍ مّخضودٍ...} لا شوك فيه). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ سدرٍ مخضودٍ } : لا شوك فيه). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {سدر مخضود}: لا شوك فيه وقال بعضهم الموقر). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {في سدرٍ مخضودٍ} : أي : لا شوك فيه, كأنه خضد شوكه، أي قطع.
ومنه قول النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - في المدينة: «لايخضد شوكها، ولا يعضد شجرها»). [تفسير غريب القرآن: 447]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {في سدر مخضود * وطلح منضود}
المخضود: الذي قد نزع شوكه، والطلح جاء في التفسير أنه شجر الموز، والطلح شجر أم غيلان أيضا، وجائز أن يكون يعنى به ذلك الشجر.
لأنّ له نورا طيب الرائحة جدّا، فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّخْضُودٍ} : لا شوك فيه، قد خُضِد شوكه، أي قطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّخْضُودٍ}: لا شوك فيه). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وطلحٍ مّنضودٍ...}
ذكر الكلبي: أنه الموز، ويقال: هو الطلح الذي تعرفون). [معاني القرآن: 3/124]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وطلحٍ منضودٍ }: زعم المفسرون أنه الموز وأما العرب الطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك، وقال الحادي:
بشّرها دليلها وقالا = غداً ترين الطّلح والحبالا)
[مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وطلح منضود}: زعم المفسرون أنه الموز). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وطلحٍ منضود}: الطلح عند العرب: شجر من العضاه عظام، والعضاه: كل شجر له شوك.
قال مجاهد: «أعجبهم طلح «وج» , وحسنه، فقيل لهم: {وطلحٍ منضودٍ}».
وكان بعض السلف يقرأه: وطلع منضود، واعتبره بقوله في ق: {لها طلعٌ نضيدٌ}.
وقال المفسرون: «الطّلح» هاهنا: الموز.
و«المنضود»: الذي نضد بالحمل من أوله إلى آخره، أو بالورق والحمل، فليست له سوق بارزة.
وقال مسروق: «انهار الجنة تجري في غير أخدود، وشجرها نضيد من أصلها إلى فرعها»، أي من أسفلها إلى أعلاها). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {في سدر مخضود * وطلح منضود}
المخضود: الذي قد نزع شوكه، والطلح جاء في التفسير أنه شجر الموز، والطلح شجر أم غيلان أيضا، وجائز أن يكون يعنى به ذلك الشجر.
لأنّ له نورا طيب الرائحة جدّا، فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا). [معاني القرآن: 5/112](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والطَّلْح} شجر من العضاة عظيم. العضاة: كل شجر له شوكة. وقيل: الطلح هنا: الموز.
{مَّنضُودٍ}: أي نُضد بالثمر من أوله إلى آخره، فليس له ساق من كثرة الورق والثمر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وطَلْحٍ}: الموز , {مَّنضُودٍ}: بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وظلٍّ مّمدودٍ...}.
لا شمس فيه كظل ما بين طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ وظلٍّ ممدودٍ }, ولا تنسجه الشمس، دائم يقال: للدهر الممدود والعيش إذا كان لا ينقطع قال لبيد:
غلب العزاء وكنت غير مغلّبٍ دهرٌ طويلٌ دائمٌ ممدود)
[مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {وظل ممدود}: لا تنسخه الشمس. دائم). [غريب القرآن وتفسيره: 366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وظلٍّ ممدودٍ}: لا شمس فيه). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}.
امتداد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. كذلك قال المفسرون، ويدلك عليه أيضا قوله في وصف الجنة: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} أي لا شمس فيه، كأنه ما بين هذين الوقتين). [تأويل مشكل القرآن: 314](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {وظلّ ممدود} معناه تام دائم). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّمْدُودٍ}: دائم). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وماء مّسكوبٍ...}: جارٍ غير منقطع). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وماءٍ مسكوبٍ }: مصبوب سائل). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ماء مسكوب}: جار غير منقطع). [تفسير غريب القرآن: 448]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{وماء مسكوب}: يعنى به أنه ماء لا يتعبون فيه ينسكب لهم كيف يحبون). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَاء مَّسْكُوبٍ} أي جار غير منقطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّسْكُوبٍ}: مصبوب). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) }

تفسير قوله تعالى: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفاكهةٍ كثيرةٍ... لاّ مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ...}.
لا تجيء في حين وتنقطع في حين، هي أبداً دائمة ولا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وفاكهةٍ كثيرةٍ * لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ } , جرها على الجر الأول, و " لا " لا تعمل إنما هي لمعنى الموالاة تتبع الأول). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطوعةٍ} أي : لا تجيء في حين وتنقطع في حين، {ولا ممنوعةٍ}: لا محظورة عليها كما يخطر على بساتين الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 449]

تفسير قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وفرشٍ مّرفوعةٍ...} بعضها فوق بعض). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وفرش مرفوعةٍ }: مجازها طويلة، يقال: بناء مرفوع، أي طويل). [مجاز القرآن: 2/250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفرشٍ مرفوعةٍ }, ثم قال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش.
يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا). [تفسير غريب القرآن: 449]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء...}.
يقول: أنشأنا الصّبية والعجوز، فجعلناهن أتراباً أبناء ثلاث وثلاثين). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّا أنشأناهنّ إنشاءً }: أعاد إلى النساء إلى حور العين). [مجاز القرآن: 2/251]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}, وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} : فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك). [معاني القرآن: 4/24](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفرشٍ مرفوعةٍ}, ثم قال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً}، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش.
يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا). [تفسير غريب القرآن: 449](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ). [تأويل مشكل القرآن: 365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء} : يعني الحور، أنشئن لأولياء الله عزّ وجل، ليس ممن وقعت عليه ولادة). [معاني القرآن: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أترابا}
وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك). [معاني القرآن: 4/24](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فجعلناهنّ أبكارا}: لم يطمثن). [معاني القرآن: 5/112]

تفسير قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عرباً...}.
واحدهن: عروب، وهيالمتحببة إلى زوجها الغنجة...
- وحدثني شيخ , عن الأعمش قال: كنت أسمعهم يقرءون: {عرباً أتراباً}: بالتخفيف، وهو مثل قولك: الرسل والكتب في لغة تميم وبكر بالتخفيف ولتثقيل وجه القراءة، لأن كلّ فعول أو فعيل أو فعال جمع على هذا المثال، فهو مثقّل مذكراً كان أو مؤنثاً، والقراء على ذلك). [معاني القرآن: 3/125]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عرباً }: واحدها عروب , وهي الحسنة التبعل قال لبيد:
وفي الحدوج عروبٌ غير فاحشةٍ ريّا الروادف يعشى دونها البصر)
[مجاز القرآن: 2/251]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}
وقال: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً} , فأضمرهن ولم يذكرهن قبل ذاك. وأما "الأتراب" فواحدهن "الترب" وللمؤنّث: "التربة" هي "تربى" وهي "تربتي" مثل "شبه" وأشباه" و"الترب" و"التربة" جائزة في المؤنث ويجمع: بـ"الأتراب" كما تقول "حيّةٌ" و"أحياء" إذا عنيت المرأة و"ميتةٌ" و"أمواتٌ"). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عربا}: العروب الحسنة التبعل.
{أترابا}: مستويات). [غريب القرآن وتفسيره: 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فجعلناهنّ أبكاراً * عرباً أتراباً}: أي شيئا واحدا، وسنّا واحدا.
و«عربا»: جمع «عروب»، وهي: المتحبّبة إلى زوجها. ويقال: الغنجة). [تفسير غريب القرآن: 449]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({عربا أترابا}: عربا، والعرب المتحببات إلى أزواجهن). [معاني القرآن: 5/112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُرُباً}: جمع عَروب, وهي المتحبّبة إلى زوجها. , وقيل: الغَنِجَة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عُرُبًا}: ضواحك , {أَتْرَابًا}على سن واحد). [العمدة في غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى:{لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأصحاب اليمين...} أي: هذا لأصحاب اليمين). [معاني القرآن: 3/125-126]

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ثلّةٌ مّن الأوّلين... وثلّةٌ مّن الآخرين...}.
وقد قال في أول السورة: {ثلّةٌ من الأوّلين. وقليلٌ من الآخرين}: وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا , وشق عليهم.
قوله: {وقليل من الآخرين}، فأنزل الله جل وعز هذه {ثلّةٌ مّن الأوّلين، وثلّةٌ مّن الآخرين}: ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول: ولأصحاب اليمين ثلتان: ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى: هم فرقتان: فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء). [معاني القرآن: 3/126]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { ثلّة من الأوّلين * وثلّة من الآخرين}
معناه واللّه أعلم: جماعة ممن تبع النبي صلى الله عليه وسلم وعاينه، وجماعة ممن آمن به وكان بعده). [معاني القرآن: 5/113]

تفسير قوله تعالى: {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله ها هنا: {ثلّةٌ مّن الأوّلين... وثلّةٌ مّن الآخرين...}.
وقد قال في أول السورة: {ثلّةٌ من الأوّلين . وقليلٌ من الآخرين}: وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا وشق عليهم.
قوله: {وقليل من الآخرين}، فأنزل الله جل وعز هذه: {ثلّةٌ مّن الأوّلين، وثلّةٌ مّن الآخرين}, ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول: ولأصحاب اليمين ثلتان: ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى: هم فرقتان: فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء). [معاني القرآن: 3/126](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثلّة من الأوّلين * وثلّة من الآخرين}
معناه واللّه أعلم: جماعة ممن تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعاينه، وجماعة ممن آمن به وكان بعده). [معاني القرآن: 5/113](م)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) }

تفسير قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (ومن شجر الحجاز: الغرقد والسدر). [النبات والشجر: 33] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) }

قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (والطلح، والواحدة: طلحة، وهي شجرة شاكة حجازية نجدية، وجناتها مثل جناة السمر، واسم وعاء ثمرة الطلح العلف، وواحدته: علفة ومنبتها بطون الأودية). [الشجر والكلأ: 154]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: "نضائد الديباج" واحدتها نضيدة، وهي الوسادة وما ينضد من المتاع، قال الراجز:

وقربت خدامها الوسائدا = حتى إذا ما علوا النضائدا
سبحت ربي قائما ًوقاعدًا
وقد تسمي العرب جماعة ذلك النضد، والمعنى واحد، إنما هو ما نضد في البيت من متاع، قال النابغة:
............... = ورفعته إلى السجفين فالنضد
ويقال: نضدت المتاع إذا ضممت بعضه إلى بعض، فهذا أصله، قال الله تبارك وتعالى: {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}، وقال: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} ويقال: نضدت اللبن على الميت). [الكامل: 1/12] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) }

تفسير قوله تعالى: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) }

تفسير قوله تعالى:{فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) }

تفسير قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): («تِرْب» للجارية، و«أتراب» للجمع. ولا تكاد العرب تقول للغلمان: «أتراب».
قال الفراء: وما أبعد أن يقال ذلك). [المذكور والمؤنث: 111] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والعَرُوب: المُتحبِّبة إلى زوجها، ويُقال العَربَة مثلها). [الغريب المصنف: 1/142]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والعروبُ: الحسنةُ التبعل، وفسرَ في القرآن على ذلك في قوله: {عُرُبًا أَتْرَابًا}. فقيل: هن المحباتُ لأزواجهن.

وقال أوسُ بن حجر:
تصبي الحليم عروبٍ غير مكلاحِ). [الكامل: 2/868]

تفسير قوله تعالى: {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) }

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الثلة الجماعة من الناس). [الغريب المصنف: 3/976] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الثلة الجماعة من الناس). [الغريب المصنف: 3/976] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 07:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 07:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 07:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا * لأصحاب اليمين * ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين}
"السدر" شجر معروف، وهو الذي يقال له: شجر أم غيلان، وهو من العضاه، له شوك، وفي الجنة شجر على خلقته له ثمر كقلال هجر، طيب الطعم والريح، ووصفه تعالى بأنه مخضود، أي: مقطوع الشوك لا أذى فيه، وقال أمية بن أبي الصلت:
إن الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضود
وعبر بعض المفسرين عن "مخضود" بأنه الموقر حملا، وقال بعضهم: هو قطع الشوك، وهو الصواب، أما إن وقره هو كرمه، وروي عن الضحاك أن بعض الصحابة أعجبهم سدر وجٍّ فقالوا: ليت لنا في الآخرة مثل هذا، فنزلت الآية، ولأهل تحرير النظر هنا إشارة في أن هذا الخضد بإزاء أعمالهم التي سلموا فيها: إذ أهل اليمين توابون لهم سلام، وليسوا بسابقين). [المحرر الوجيز: 8/ 197]

تفسير قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الطلح" كذلك من العضاه شجر عظام كثير الشوك وشبهه في الجنة على صفات، كثيرة مباينة لحال الدنيا، و"منضود" معناه: مركب ثمره بعضه على بعض من أرضه إلى أعلاه. وقرأ علي بن أبي طالب، وجعفر بن محمد رضي الله عنهما، وغيرهما: "وطلع منضود"، فقيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنما هو "وطلح" فقال: ما للطلح وللجنة؟ فقيل له: أنصلحها في المصحف؟ فقال: إن المصحف اليوم لا يهاج ولا يغير. وقال علي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم: "الطلح": الموز، وقاله مجاهد وعطاء. وقال الحسن: ليس بالموز ولكنه شجر ظله بارد طيب). [المحرر الوجيز: 8/ 197-198]

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الظل الممدود" معناه: الذي لا تنسخه شمس، ويفسر ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة يسير الركب الجواد في ظلها مائة سنة لا يقطعها، واقرؤوا إن شئتم "وظل ممدود". إلى غير هذا من الأحاديث في هذا المعنى، وقال مجاهد: هذا الظل هو من طلحها وسدرها). [المحرر الوجيز: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) }

تفسير قوله تعالى: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "لا مقطوعة" أي: بزوال الإبَّان كحال فاكهة الدنيا، "ولا ممنوعة" ببعد التناول، ولا بشوك يؤذي في شجراتها، ولا بوجه من الوجوه التي تمتنع بها فاكهة الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 198]

تفسير قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "وفرش" بضم الراء، وقرأ أبو حيوة: "وفرش" بسكونها، والفرش: الأسرة، وروي من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن في ارتفاع السرير منها خمسمائة سنة، وهذا والله أعلم لا يثبت، وإن قدر فمتأول خارج عن ظاهره، وقال أبو عبيدة وغيره: أراد بالفرش النساء. و"مرفوعة" معناه في الأقدار والمنازل، ومن هذا المعنى قول الشاعر:
ظللت مفترش الهلباء تشتمني ... عند الرسول فلم تصدق ولم تصب
ومنه قول الآخر في تعديده على صهره: "وأفرشتك كريمتي").[المحرر الوجيز: 8/ 198-199]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنا أنشأناهن إنشاء}، قال قتادة: الضمير عائد على "الحور العين" المذكورات قبل، وهذا فيه بعد لأن تلك القصة قد انقضت جملة، وقال أبو عبيدة معمر: قد ذكرهن في قوله تعالى: "وفرش مرفوعة" فلذلك رد الضمير وإن لم يتقدم ذكر لدلالة المعنى على المقصد، وهذا كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} ونحوه، و"أنشأناهن" معناه: خلقناهن شيئا بعد شيء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية: "عجائزكن في الدنيا عمشا رمصا، وقال عليه الصلاة والسلام لعجوز: "إن الجنة لا يدخلها عجوز"، فحزنت فقال "إنك إذا دخلت الجنة أنشئت خلقا آخر").[المحرر الوجيز: 8/ 199]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فجعلناهن أبكارا}، قيل: معناه دائمات البكارة، متى عاود الواطئ وجدها بكرا). [المحرر الوجيز: 8/ 199]

تفسير قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"العرب" جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها بإظهار محبته، قاله ابن عباس، والحسن، وعبر عنهن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا بالعواشق، ومنه قول لبيد:
وفي الحدوج عروب غير فاحشة ... ريا الروادف يعشى دونها البصر
وقال ابن زيد: العروب: الحسنة الكلام، وقد تجيء العروب صفة ذم على غير هذا المعنى، وهي الفاسدة الأخلاق كأنها عربت، ومنه قول الشاعر:
وما بدل من أم عثمان سلفع ... من السود ورهاء العنان عريب
وقرأ ابن كثر، وابن عامر، والكسائي: "عربا" بضم الراء، وقرأ حمزة، والحسن: والأعمش: "عربا" بسكونها، وهي لغة بني تميم، واختلف عن نافع، وأبي عمرو، وعاصم.
وقوله تعالى: "أترابا" معناه: في الشكل والقد حتى يقول الرائي: هم أتراب، والترب هو الذي مس التراب مع تربه في وقت واحد، وقال قتادة: "أترابا" بمعنى: سنا واحدة، ويروى أن أهل الجنة هم على قدر ابن أربعة عشر عاما في الشباب والنضرة، وقيل: على أمثال أبناء ثلاث وثلاثين سنة، مردا بيضا مكحلين). [المحرر الوجيز: 8/ 199-200]

تفسير قوله تعالى: {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) }

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في قوله تعالى: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} - فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره: الأولون: سالف الأمم، منهم جماعة عظيمة هم أصحاب اليمين، والآخرون: هذه الأمة، منهم جماعة عظيمة أهل يمين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
بل جميعهم إلا من كان من السابقين.
وقال قوم من المتأولين: هاتان الفرقتان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وروى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الثلثان من أمتي"، فعلى هذا التابعون بإحسان ومن جرى مجراهم ثلة أولى، وسائر الأمة ثلة أخرى في آخر الزمان).[المحرر الوجيز: 8/ 200-201]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 12:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 12:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (27) في سدرٍ مخضودٍ (28) وطلحٍ منضودٍ (29) وظلٍّ ممدودٍ (30) وماءٍ مسكوبٍ (31) وفاكهةٍ كثيرةٍ (32) لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ (33) وفرشٍ مرفوعةٍ (34) إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا أترابًا (37) لأصحاب اليمين (38) ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين (40)}.
لـمّا ذكر تعالى مآل السّابقين -وهم المقرّبون- عطف عليهم بذكر أصحاب اليمين -وهم الأبرار- كما قال ميمون بن مهران: أصحاب اليمين منزلةٌ دون المقرّبين، فقال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} أي: أيّ شيءٍ أصحاب اليمين؟ وما حالهم؟ وكيف مآلهم ؟
ثمّ فسّر ذلك فقال: {في سدرٍ مخضودٍ}. قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٌ، وأبو الأحوص، وقسامة بن زهير، والسّفر بن نسير، والحسن، وقتادة، وعبد اللّه بن كثيرٍ، والسّدّيّ، وأبو حرزة، وغيرهم: هو الّذي لا شوك فيه. وعن ابن عبّاسٍ: هو الموقر بالثّمر. وهو روايةٌ عن عكرمة، ومجاهدٍ، وكذا قال قتادة أيضًا: كنّا نحدّث أنّه الموقر الّذي لا شوك فيه.
والظّاهر أنّ المراد هذا وهذا فإنّ سدر الدّنيا كثير الشّوك قليل الثّمر، وفي الآخرة على عكسٍ من هذا لا شوك فيه، وفيه الثّمر الكثير الّذي قد أثقل أصله، كما قال الحافظ أبو بكر بن سلمان النّجّاد.
حدّثنا محمّد بن محمّدٍ هو البغويّ، حدّثني حمزة بن عبّاسٍ، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، أخبرنا صفوان بن عمرٍو، عن سليم بن عامرٍ، قال: كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقولون: إنّ اللّه لينفعنا بالأعراب ومسائلهم؛ قال: أقبل أعرابيٌّ يومًا فقال: يا رسول اللّه، ذكر اللّه في الجنّة شجرةً تؤذي صاحبها؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وما هي؟ ". قال: السّدر، فإنّ له شوكًا موذيًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أليس اللّه يقول: {في سدرٍ مخضودٍ}، خضد اللّه شوكه، فجعل مكان كلّ شوكةٍ ثمرةً، فإنّها لتنبت ثمرًا تفتّق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونًا من طعامٍ، ما فيها لونٌ يشبه الآخر".
طريقٌ أخرى: قال أبو بكر بن أبي داود: حدّثنا محمّد بن المصفّى، حدّثنا محمّد بن المبارك، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثني ثور بن يزيد، حدّثني حبيب بن عبيدٍ، عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسًا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاء أعرابيٌّ فقال: يا رسول اللّه، أسمعك تذكر في الجنّة شجرةً لا أعلم شجرةً أكثر شوكًا منها؟ يعني: الطّلح، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه يجعل مكان كلّ شوكةٍ منها ثمرةً مثل خصوة التّيس الملبود، فيها سبعون لونًا من الطّعام، لا يشبه لونٌ آخر"). [تفسير ابن كثير: 7/ 525-526]

تفسير قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وطلحٍ منضودٍ}: الطّلح: شجرٌ عظامٌ يكون بأرض الحجاز، من شجر العضاه، واحدته طلحةٌ، وهو شجرٌ كثير الشّوك، وأنشد ابن جريرٍ لبعض الحداة:
بشّرها دليلها وقالا = غدًا ترين الطّلح والجبالا...
وقال مجاهدٌ: {منضودٍ} أي: متراكم الثّمر، يذكّر بذلك قريشًا؛ لأنّهم كانوا يعجبون من وجّ، وظلاله من طلحٍ وسدرٍ.
وقال السّدّي: {منضودٍ}: مصفوفٌ. قال ابن عبّاسٍ: يشبه طلح الدّنيا، ولكن له ثمرٌ أحلى من العسل.
قال الجوهريّ: والطّلح لغةٌ في الطّلع.
قلت: وقد روى ابن أبي حاتمٍ من حديث الحسن بن سعدٍ، عن شيخٍ من همدان قال: سمعت عليًّا يقول: هذا الحرف في {وطلحٍ منضودٍ} قال: طلعٌ منضودٌ، فعلى هذا يكون هذا من صفة السّدر، فكأنّه وصفه بأنّه مخضودٌ وهو الّذي لا شوك له، وأنّ طلعه منضودٌ، وهو كثرة ثمره، واللّه أعلم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو معاوية، عن إدريس، عن جعفر بن إياسٍ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ: {وطلحٍ منضودٍ} قال: الموز. قال: وروي عن ابن عبّاسٍ، وأبي هريرة، والحسن، وعكرمة، وقسامة بن زهيرٍ، وقتادة، وأبي حزرة، مثل ذلك، وبه قال مجاهدٌ وابن زيدٍ -وزاد فقال: أهل اليمن يسمّون الموز الطّلح. ولم يحك ابن جريرٍ غير هذا القول). [تفسير ابن كثير: 7/ 526]

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وظلٍّ ممدودٍ}: قال البخاريّ: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة -يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم-قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ}.
ورواه مسلمٌ من حديث الأعرج، به.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سريج، حدّثنا فليح، عن هلال بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلها مائة سنة، اقرؤوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ}.
وكذا رواه البخاريّ، عن محمّد بن سنان، عن فليح به، وكذا رواه عبد الرّزّاق، عن معمر، عن همّام، عن أبي هريرة. وكذا رواه حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، واللّيث بن سعد، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعوفٍ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة [به].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ وحجّاجٌ قالا حدّثنا شعبة، سمعت أبا الضّحّاك يحدّث عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها سبعين، أو مائة سنةٍ، هي شجرة الخلد".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، حدّثنا يزيد بن هارون، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه قال: "في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلها مائة عام ما يقطعها، واقرؤوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ}.
إسناده جيّدٌ، ولم يخرّجوه. وهكذا رواه ابن جريرٍ، عن أبي كريب، عن عبدة وعبد الرّحيم، عن محمّد بن عمرٍو، به. وقد رواه التّرمذيّ، من حديث عبد الرّحيم بن سليمان، به.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن زيادٍ -مولى بني مخزومٍ- عن أبي هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلها مائة سنة، اقرؤوا إن شئتم: {وظلٍّ ممدودٍ}. فبلغ ذلك كعبًا فقال: صدق، والّذي أنزل التّوراة على موسى والفرقان على محمّدٍ، لو أنّ رجلا ركب حقّة أو جذعة، ثمّ دار حول تلك الشّجرة ما بلغها حتّى يسقط هرمًا، إنّ اللّه غرسها بيده ونفخ فيها من روحه، وإنّ أفنانها لمن وراء سور الجنّة، وما في الجنّة نهرٌ إلّا وهو يخرج من أصل تلك الشّجرة.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن منهال الضّرير، حدّثنا يزيد بن زريع، عن سعد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قول اللّه عزّ وجلّ: {وظلٍّ ممدودٍ}، قال: "في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها".
وكذا رواه البخاريّ، عن روح بن عبد المؤمن، عن يزيد بن زريع، وهكذا رواه أبو داود الطّيالسيّ، عن عمران بن داور القطّان، عن قتادة به. وكذا رواه معمر، وأبو هلالٍ، عن قتادة، به. وقد أخرج البخاريّ ومسلمٌ من حديث أبي سعيدٍ وسهل بن سعدٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب الجواد المضمّر السّريع مائة عامٍ ما يقطعها".
فهذا حديثٌ ثابتٌ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بل متواترٌ مقطوعٌ بصحّته عند أئمّة الحديث النّقّاد، لتعدّد طرقه، وقوّة أسانيده، وثقة رجاله.
وقد قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو حصين قال: كنّا على بابٍ في موضعٍ، ومعنا أبو صالحٍ وشقيقٌ -يعني: الضّبّيّ-فحدثّ أبو صالحٍ قال: حدّثني أبو هريرة قال: إنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها سبعين عامًا. قال أبو صالحٍ: أتكذّب أبا هريرة؟ قال: ما أكذّب أبا هريرة، ولكنّي أكذّبك أنت. فشقّ ذلك على القرّاء يومئذٍ.
قلت: فقد أبطل من يكذّب بهذا الحديث، مع ثبوته وصحّته ورفعه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال التّرمذيّ:حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزّاز، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما في الجنّة شجرةٌ إلّا ساقها من ذهبٍ". ثمّ قال: حسنٌ غريبٌ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، حدّثنا أبو عامرٍ العقدي، عن زمعة بن صالحٍ، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الظّلّ الممدود شجرةٌ في الجنّة على ساقٍ ظلّها، قدر ما يسير الرّاكب في نواحيها مائة عامٍ. قال: فيخرج إليها أهل الجنّة؛ أهل الغرف وغيرهم، فيتحدّثون في ظلّها. قال: فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدّنيا، فيرسل اللّه ريحًا من الجنّة فتحرّك تلك الشّجرة بكلّ لهوٍ في الدّنيا.
هذا أثرٌ غريبٌ وإسناده جيّدٌ قويّ حسنٌ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا ابن يمانٍ، حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله: {وظلٍّ ممدودٍ} قال: سبعون ألف سنةٍ. وكذا رواه ابن جريرٍ، عن بندار، عن ابن مهديٍّ، عن سفيان، مثله. ثمّ قال ابن جريرٍ:
حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ: {وظلٍّ ممدودٍ} قال: خمسمائة ألف سنةٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا حصين بن نافعٍ، عن الحسن في قوله اللّه تعالى: {وظلٍّ ممدودٍ} قال: في الجنّة شجرةٌ يسير الرّاكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها.
وقال عوفٌ عن الحسن: بلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ لا يقطعها". رواه ابن جريرٍ.
وقال شبيبٌ عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: في الجنّة شجر لا يحمل، يستظلّ به. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال الضّحّاك، والسّدّيّ، وأبو حرزة في قوله: {وظلٍّ ممدودٍ} لا ينقطع، ليس فيها شمسٌ ولا حرٌّ، مثل قبل طلوع الفجر.
وقال ابن مسعودٍ: الجنّة سجسج، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس.
وقد تقدّمت الآيات كقوله: {وندخلهم ظلا ظليلا} [النّساء: 57]، وقوله: {أكلها دائمٌ وظلّها} [الرّعد:35]، وقوله: {في ظلالٍ وعيونٍ} [المرسلات:41] إلى غير ذلك من الآيات). [تفسير ابن كثير: 7/ 526-529]

تفسير قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وماءٍ مسكوبٍ} قال الثّوريّ: [يعني] يجري في غير أخدودٍ.
وقد تقدّم الكلام عند تفسير قوله تعالى: {فيها أنهارٌ من ماءٍ غير آسنٍ} الآية [محمّدٍ: 15]، بما أغنى عن إعادته هاهنا). [تفسير ابن كثير: 7/ 529]

تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وفاكهةٍ كثيرةٍ. لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ} أي: وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوّعة في الألوان ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، {كلّما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقًا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهًا} [البقرة: 25] أي: يشبه الشكل الشكل، ولكنّ الطّعم غير الطّعم. وفي الصّحيحين في ذكر سدرة المنتهى قال: "فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قلال هجر".
وفيهما أيضًا من حديث مالكٍ، عن زيدٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: خسفت الشّمس، فصلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والنّاس معه، فذكر الصّلاة. وفيه: قالوا: يا رسول اللّه، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك هذا، ثمّ رأيناك تكعكعت. قال: "إنّي رأيت الجنّة، فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدّنيا".
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، حدّثنا عبيد اللّه، حدّثنا ابن عقيلٍ، عن جابرٍ قال: بينا نحن في صلاة الظّهر، إذ تقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتقدّمنا معه، ثمّ تناول شيئًا ليأخذه ثمّ تأخّر، فلمّا قضى الصّلاة قال له أبيّ بن كعبٍ: يا رسول اللّه، صنعت اليوم في الصّلاة شيئًا ما كنت تصنعه؟ قال: "إنّه عرضت عليّ الجنّة، وما فيها من الزّهرة والنّضرة، فتناولت منها قطفًا من عنبٍ لآتيكم به، فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السّماء والأرض لا ينقصونه".
وروى مسلمٌ، من حديث أبي الزّبير، عن جابرٍ، نحوه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن بحرٍ، حدّثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عامر بن زيدٍ البكالي: أنّه سمع عتبة بن عبد السّلميّ يقول: جاء أعرابيٌّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله عن الحوض وذكر الجنّة، ثمّ قال الأعرابيّ: فيها فاكهةٌ؟ قال: "نعم، وفيها شجرةٌ تدعى طوبى" فذكر شيئًا لا أدري ما هو، قال: أيّ شجر أرضنا تشبه؟ قال: "ليست تشبه شيئًا من شجر أرضك". فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أتيت الشّام؟ " قال: لا. قال: "تشبه شجرةً بالشّام تدعى الجوزة، تنبت على ساقٍ واحدٍ، وينفرش أعلاها". قال: ما عظم أصلها؟ قال: "لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتّى تنكسر ترقوتها هرمًا". قال: فيها عنبٌ؟ قال: "نعم". قال: فما عظم العنقود؟ قال: "مسيرة شهرٍ للغراب الأبقع، ولا يفتر". قال: فما عظم الحبّة؟ قال: "هل ذبح أبوك تيسًا من غنمه قطّ عظيمًا؟ " قال: نعم. قال: "فسلخ إهابه فأعطاه أمّك، فقال: اتّخذي لنا منه دلوًا؟ " قال: نعم. قال الأعرابيّ: فإنّ تلك الحبّة لتشبعني وأهل بيتي؟ قال: "نعم وعامّة عشيرتك".
وقوله: {لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ} أي: لا تنقطع شتاءً ولا صيفًا، بل أكلها دائمٌ مستمرٌّ أبدًا، مهما طلبوا وجدوا، لا يمتنع عليهم بقدرة اللّه شيءٌ.
قال قتادة: لا يمنعهم من تناولها عودٌ ولا شوكٌ ولا بعدٌ. وقد تقدّم في الحديث: "إذا تناول الرّجل الثّمرة عادت مكانها أخرى").[تفسير ابن كثير: 7/ 529-530]

تفسير قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ} أي: عاليةٌ وطيئةٌ ناعمةٌ.
قال النّسائيّ وأبو عيسى التّرمذيّ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {وفرشٍ مرفوعةٍ} قال: "ارتفاعها كما بين السّماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عامٍ".
ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه، إلّا من حديث رشدين بن سعدٍ. قال: وقال بعض أهل العلم: معنى هذا الحديث: ارتفاع الفرش في الدّرجات، وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.
هكذا قال: إنّه لا يعرف هذا إلّا من رواية رشدين بن سعدٍ، وهو المصريّ، وهو ضعيفٌ. وهكذا رواه أبو جعفرٍ بن جريرٍ، عن أبي كريب، عن رشدين. ثمّ رواه هو وابن أبي حاتمٍ، كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، فذكره. وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ أيضًا عن نعيم بن حمّادٍ، عن ابن وهبٍ. وأخرجه الضّياء في صفة الجنة من حديث حرملة عن ابن وهبٍ، به مثله. ورواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ، فذكره.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن أبي سهلٍ -يعني: كثير بن زيادٍ-عن الحسن:: {وفرشٍ مرفوعةٍ} قال: ارتفاع فراش الرّجل من أهل الجنّة مسيرة ثمانين سنةً). [تفسير ابن كثير: 7/ 530-531]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً. فجعلناهنّ أبكارًا. عربًا أترابًا. لأصحاب اليمين} جرى الضّمير على غير مذكورٍ. لكن لـمّا دلّ السّياق، وهو ذكر الفرش على النّساء اللّاتي يضاجعن فيها، اكتفى بذلك عن ذكرهنّ، وعاد الضّمير عليهنّ، كما في قوله: {إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد. فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب} [ص:31، 32] يعني: الشّمس، على المشهور من قول المفسّرين.
قال الأخفش في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك. وقال أبو عبيدة: ذكرن في قوله: {وحورٌ عينٌ. كأمثال اللّؤلؤ المكنون} [الواقعة:22، 23].
فقوله: {إنّا أنشأناهنّ} أي: أعدناهنّ في النّشأة الآخرة بعدما كنّ عجائز رمصًا، صرن أبكارًا عربًا، أي: بعد الثّيوبة عدن أبكارًا عربًا، أي: متحبّباتٍ إلى أزواجهنّ بالحلاوة والظّرافة والملاحة.
وقال بعضهم: {عربًا} أي: غنجات.
قال موسى بن عبيدة الرّبذي، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} قال: "نساءٌ عجائز كنّ في الدّنيا عمشًا رمصًا". رواه التّرمذيّ، وابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ. ثمّ قال التّرمذيّ: غريب، وموسى ويزيد ضعيفا .
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصيّ، حدّثنا آدم -يعني: ابن أبي إياسٍ-حدّثنا شيبان، عن جابرٍ، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول في قوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً} يعني: "الثيب والأبكار اللاتي كنّ في الدنيا".
وقال عبد بن حميد: حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أتت عجوزٌ فقالت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يدخلني الجنّة. فقال: "يا أمّ فلانٍ، إنّ الجنّة لا تدخلها عجوزٌ". قال: فولّت تبكي، قال: "أخبروها أنّها لا تدخلها وهي عجوزٌ، إنّ اللّه تعالى يقول: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً. فجعلناهنّ أبكارًا}
وهكذا رواه التّرمذيّ في الشّمائل عن عبد بن حميدٍ.
وقال أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا بكر بن سهلٍ الدّمياطيّ، حدّثنا عمرو بن هاشمٍ البيروتيّ، حدّثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه: {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22]، قال: "حورٌ: بيضٌ، عينٌ: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النّسر". قلت: أخبرني عن قوله: {كأمثال اللّؤلؤ المكنون} [الواقعة: 23]، قال: "صفاؤهنّ صفاء الدّرّ الّذي في الأصداف، الّذي لم تمسّه الأيدي". قلت: أخبرني عن قوله: {فيهنّ خيراتٌ حسانٌ} [الرّحمن:70]. قال: "خيّرات الأخلاق، حسان الوجوه". قلت: أخبرني عن قوله: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} [الصّافّات: 49]، قال: "رقّتهنّ كرقّة الجلد الّذي رأيت في داخل البيضة ممّا يلي القشر، وهو: الغرقئ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قوله: {عربًا أترابًا}. قال: "هنّ اللّواتي قبضن في دار الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر، فجعلهنّ عذارى عربًا متعشّقاتٍ محبّباتٍ، أترابًا على ميلادٍ واحدٍ". قلت: يا رسول اللّه، نساء الدّنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: "بل نساء الدّنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظّهارة على البطانة". قلت: يا رسول اللّه، وبم ذاك؟ قال: "بصلاتهنّ وصيامهنّ وعبادتهنّ اللّه، عزّ وجلّ، ألبس اللّه وجوههنّ النّور، وأجسادهنّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثّياب، صفر الحليّ، مجامرهنّ الدّرّ، وأمشاطهنّ الذّهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ونحن النّاعمات فلا نبأس أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الرّاضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنّا له وكان لنا". قلت: يا رسول اللّه، المرأة منّا تتزوّج زوجين والثّلاثة والأربعة، ثمّ تموت فتدخل الجنّة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: "يا أمّ سلمة، إنّها تخيّر فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا ربّ، إنّ هذا كان أحسن خلقًا معي فزوّجنيه، يا أمّ سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة".
وفي حديث الصّور الطّويل المشهور أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يشفع للمؤمنين كلّهم في دخول الجنّة فيقول اللّه: قد شفّعتك وأذنت لهم في دخولها. فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "والّذي بعثني بالحقّ، ما أنتم في الدّنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم، فيدخل الرّجل منهم على ثنتين وسبعين زوجةً، سبعين ممّا ينشئ اللّه، وثنتين من ولد آدم لهما فضلٌ على من أنشأ اللّه، بعبادتهما اللّه في الدّنيا، يدخل على الأولى منهما في غرفةٍ من ياقوتةٍ، على سريرٍ من ذهبٍ مكلّل باللّؤلؤ، عليه سبعون زوجًا من سندس وإستبرقٍ وإنّه ليضع يده بين كتفيها، ثمّ ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنّه لينظر إلى مخّ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السّلك في قصبة الياقوت، كبده لها مرآةٌ -يعني: وكبدها له مرآةٌ- فبينما هو عندها لا يملّها ولا تملّه، ولا يأتيها من مرّةٍ إلّا وجدها عذراء، ما يفتر ذكره، ولا تشتكي قبلها إلّا أنّه لا منيّ ولا منيّة، فبينما هو كذلك إذ نودي: إنّا قد عرفنا أنّك لا تملّ ولا تملّ، إلّا أنّ لك أزواجًا غيرها، فيخرج، فيأتيهنّ واحدةً واحدةً، كلّما جاء واحدةً قالت: واللّه ما في الجنّة شيءٌ أحسن منك، وما في الجنّة شيءٌ أحبّ إليّ منك".
وقال عبد اللّه بن وهبٍ: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال له: أنطأ في الجنّة؟ قال: "نعم، والّذي نفسي بيده دحمًا دحمًا، فإذا قام عنها رجعت مطهّرة بكرًا".
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا إبراهيم بن جابرٍ الفقيه البغداديّ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدّقيق الواسطيّ، حدّثنا معلّى بن عبد الرّحمن الواسطيّ، حدّثنا شريكٌ، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي المتوكّل، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أهل الجنّة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارًا". وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عمران، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يعطى المؤمن في الجنّة قوّة كذا وكذا في النّساء". قلت: يا رسول اللّه، ويطيق ذلك؟ قال: "يعطى قوّة مائةٍ".
ورواه التّرمذيّ من حديث أبي داود وقال: صحيحٌ غريبٌ.
وروى أبو القاسم الطّبرانيّ من حديث حسين بن عليٍّ الجعفيّ، عن زائدة، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللّه، هل نصل إلى نسائنا في الجنّة؟ قال: "إنّ الرّجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء".
قال الحافظ أبو عبد اللّه المقدسيّ: هذا الحديث عندي على شرط الصّحيح، واللّه أعلم.
وقوله: {عربًا} قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: يعني متحبّباتٍ إلى أزواجهنّ، ألم تر إلى النّاقة الضّبعة، هي كذلك.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: العرب: العواشق لأزواجهنّ، وأزواجهنّ لهنّ عاشقون. وكذا قال عبد اللّه بن سرجس، ومجاهدٌ، وعكرمة، وأبو العالية، ويحيى بن أبي كثير، وعطية، والحسن، وقتادة، والضّحّاك، وغيرهم.
وقال ثور بن زيدٍ، عن عكرمة قال: سئل ابن عبّاسٍ عن قوله: {عربًا} قال: هي الملقة لزوجها.
وقال شعبة، عن سماك، عن عكرمة: هي الغنجة.
وقال الأجلح بن عبد اللّه، عن عكرمة: هي الشّكلة.
وقال صالح بن حيّان، عن عبد اللّه بن بريدة في قوله: {عربًا} قال: الشّكلة بلغة أهل مكّة، والغنجة بلغة أهل المدينة.
وقال تميم بن حذلمٍ: هي حسن التّبعل.
وقال زيد بن أسلم، وابنه عبد الرّحمن: العرب: حسنات الكلام.
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن سهل بن عثمان العسكريّ: حدّثنا أبو عليٍّ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: {عربًا} قال: "كلامهنّ عربيٌّ".
وقوله: {أترابًا} قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ يعني: في سنٍّ واحدةٍ، ثلاثٍ وثلاثين سنةً.
وقال مجاهدٌ: الأتراب: المستويات. وفي روايةٍ عنه: الأمثال. وقال عطيّة: الأقران. وقال السّدّيّ: {أترابًا} أي: في الأخلاق المتواخيات بينهنّ، ليس بينهنّ تباغضٌ ولا تحاسدٌ، يعني: لا كما كنّ ضرائر [في الدّنيا] ضرائر متعادياتٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن عبد اللّه بن الكهف، عن الحسن ومحمّدٍ: {عربًا أترابًا} قالا المستويات الأسنان، يأتلفن جميعًا، ويلعبن جميعًا.
وقد روى أبو عيسى التّرمذيّ، عن أحمد بن منيعٍ، عن أبي معاوية، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ في الجنّة لمجتمعًا للحور العين، يرفعن أصواتًا لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن النّاعمات فلا نبأس، ونحن الرّاضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنّا له". ثمّ قال: هذا حديثٌ غريبٌ.
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن عمر، حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن فلان بن عبد اللّه بن رافعٍ، عن بعض ولد أنس بن مالكٍ، عن أنسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ الحور العين ليغنّين في الجنّة، يقلن نحن خيّرات حسان، خبّئنا لأزواج كرام".
قلت: إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطيّ أحد الثّقات الأثبات. وقد روى هذا الحديث الإمام عبد الرّحيم بن إبراهيم الملقّب بدحيم، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئبٍ، عن عون بن الخطّاب بن عبد اللّه بن رافعٍ، عن ابنٍ لأنسٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ الحور العين يغنّين في الجنّة: نحن الجوار الحسان، خلقنا لأزواجٍ كرامٍ".
وقوله: {لأصحاب اليمين} أي: خلقنا لأصحاب اليمين، أو: ادّخرن لأصحاب اليمين، أو: زوّجن لأصحاب اليمين. والأظهر أنّه متعلّقٌ بقوله: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً. فجعلناهنّ أبكارًا. عربًا أترابًا. لأصحاب اليمين} فتقديره: أنشأناهنّ لأصحاب اليمين. وهذا توجيه ابن جريرٍ.
روي عن أبي سليمان الدّاراني -رحمه اللّه- قال: صليت ليلةً، ثمّ جلست أدعو، وكان البرد شديدًا، فجعلت أدعو بيدٍ واحدةٍ، فأخذتني عيني فنمت، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول: يا أبا سليمان، أتدعو بيدٍ واحدةٍ وأنا أغذّى لك في النّعيم من خمسمائة سنةٍ!
قلت: ويحتمل أن يكون قوله: {لأصحاب اليمين} متعلّقًا بما قبله، وهو قوله: {أترابًا لأصحاب اليمين} أي: في أسنانهم. كما جاء في الحديث الّذي رواه البخاريّ ومسلمٌ، من حديث جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أوّل زمرةٍ يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر، والّذين يلونهم على ضوء أشدّ كوكبٍ درّيّ في السّماء إضاءةً، لا يبولون ولا يتغوّطون، ولا يتفلون ولا يتمخّطون، أمشاطهم الذّهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجلٍ واحدٍ، على صورة أبيهم آدم، ستّون ذراعًا في السّماء".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون وعفّان قالا حدّثنا حمّاد بن سلمة -وروى الطّبرانيّ، واللّفظ له، من حديث حمّاد بن سلمة-عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردًا بيضًا جعادًا مكحّلين، أبناء ثلاثين أو ثلاثٍ وثلاثين، وهم على خلق آدم ستّون ذراعًا في عرض سبعة أذرعٍ".
وروى التّرمذيّ من حديث أبي داود الطّيالسيّ، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحّلين أبناء ثلاثين، أو ثلاثٍ وثلاثين سنةً". ثمّ قال: حسنٌ غريب
وقال ابن وهبٍ: أخبرنا عمرو بن الحارث أنّ درّاجًا أبا السّمح حدّثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من مات من أهل الجنّة من صغيرٍ أو كبيرٍ، يردون بني ثلاثٍ وثلاثين في الجنّة، لا يزيدون عليها أبدًا، وكذلك أهل النّار".
ورواه التّرمذيّ عن سويد بن نصرٍ، عن ابن المبارك، عن رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، به
وقال أبو بكرٍ بن أبي الدّنيا: حدّثنا القاسم بن هاشمٍ، حدّثنا صفوان بن صالحٍ، حدّثنا روّاد بن الجرّاح العسقلانيّ، حدّثنا الأوزاعيّ، عن هارون بن رئابٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستّين ذراعًا بذراع الملك! على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاثٍ وثلاثين سنةً، وعلى لسان محمّدٍ، جردٌ مردٌ مكحّلون".
وقال أبو بكر بن أبي داود: حدّثنا محمود بن خالدٍ وعبّاس بن الوليد قالا حدّثنا عمر عن الأوزاعيّ، عن هارون بن رئابٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث أهل الجنّة على صورة آدم في ميلاد ثلاثٍ وثلاثين، جردًا مردًا مكحّلين، ثمّ يذهب بهم إلى شجرةٍ في الجنّة فيكسون منها، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم").[تفسير ابن كثير: 7/ 531-536]

تفسير قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثلّةٌ من الأوّلين. وثلّةٌ من الآخرين} أي: جماعةٌ من الأوّلين وجماعةٌ من الآخرين.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا المنذر بن شاذان، حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن عبد اللّه بن مسعودٍ -قال: وكان بعضهم يأخذ عن بعضٍ-قال: أكرينا ذات ليلةٍ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ غدونا عليه، فقال: "عرضت عليّ الأنبياء وأتباعها بأممها، فيمرّ عليّ النّبيّ، والنّبيّ في العصابة، والنّبيّ في الثّلاثة، والنّبيّ ليس معه أحدٌ -وتلا قتادة هذه الآية: {أليس منكم رجلٌ رشيدٌ} [هودٍ: 78]-قال: حتّى مرّ عليّ موسى بن عمران في كبكبةٍ من بني إسرائيل". قال: "قلت: ربّي من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل". قال: "قلت: ربّ فأين أمّتي؟ قال: انظر عن يمينك في الظّراب. قال: "فإذا وجوه الرّجال". قال: "قال: أرضيت؟ " قال: قلت: "قد رضيت، ربّ". قال: انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرّجال. قال: أرضيت؟ قلت: "رضيت، ربّ". قال: فإنّ مع هؤلاء سبعين ألفًا، يدخلون الجنّة بغير حسابٍ". قال: وأنشأ عكّاشة بن محصن من بني أسدٍ -قال سعيدٌ: وكان بدريًّا-قال: يا نبيّ اللّه، ادع اللّه أن يجعلني منهم. قال: فقال: "اللّهمّ اجعله منهم". قال: أنشأ رجلٌ آخر، قال: يا نبي الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "سبقك بها عكّاشة" قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فإن استطعتم -فداكم أبي وأمّي-أن تكونوا من أصحاب السّبعين فافعلوا وإلّا فكونوا من أصحاب الظّراب، وإلّا فكونوا من أصحاب الأفق، فإنّي قد رأيت ناسًا كثيرًا قد تأشّبوا حوله". ثمّ قال: "إنّي لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنّة". فكبّرنا، ثمّ قال: "إنّي لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنّة". قال: فكبّرنا، قال: "إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة". قال: فكبّرنا. ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {ثلّةٌ من الأوّلين. وثلّةٌ من الآخرين} قال: فقلنا بيننا: من هؤلاء السّبعون ألفًا؟ فقلنا: هم الّذين ولدوا في الإسلام، ولم يشركوا. قال: فبلغه ذلك فقال: "بل هم الّذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيّرون، وعلى ربّهم يتوكّلون".
وكذا رواه ابن جريرٍ من طريقين آخرين عن قتادة، به نحوه. وهذا الحديث له طرقٌ كثيرةٌ من غير هذا الوجه في الصّحاح وغيرها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، حدّثنا سفيان، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: {ثلّةٌ من الأوّلين. وثلّةٌ من الآخرين} قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هما جميعًا من أمّتي"). [تفسير ابن كثير: 7/ 536-537]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة