العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) }


قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن يعمر والجارود بن أبي سبرة بخلاف وابن أبي إسحاق ونوح القارئ ورُويت عن أبي رجاء: [من قُبُلُ]، و[من دُبُرُ] بثلاث ضمات من غير تنوين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكونا غايتين؛ كقول الله سبحانه: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} كأنه يريد: وقَدَّت قميصه من دُبُره، وإن كان قميصه قُدَّ من قُبُله، فلما حذف المضاف إليه -أعني: الهاء، وهي مرادة- صار المضاف غاية نفسه بعدما كان المضاف إليه غاية له. وهذا حديث مفهوم في قول الله سبحانه: {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}، فبنَى هنا كما بُني هناك على الضم، ووَكَّد البناء أن قُبُل ودُبُر يكونان طرفين، ألا ترى إلى قول الفرزدق:
يُطَاعِن قُبْلَ الخيل وهو أمامَها ... ويطعنُ عن أدبارها إن تولَّتِ
وقال الله سبحانه: [وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ النُّجُومِ] فنصبه على الظرف، وهو جمع دُبُر). [المحتسب: 1/338] (م)

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن يعمر والجارود بن أبي سبرة بخلاف وابن أبي إسحاق ونوح القارئ ورُويت عن أبي رجاء: [من قُبُلُ]، و[من دُبُرُ] بثلاث ضمات من غير تنوين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكونا غايتين؛ كقول الله سبحانه: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} كأنه يريد: وقَدَّت قميصه من دُبُره، وإن كان قميصه قُدَّ من قُبُله، فلما حذف المضاف إليه -أعني: الهاء، وهي مرادة- صار المضاف غاية نفسه بعدما كان المضاف إليه غاية له. وهذا حديث مفهوم في قول الله سبحانه: {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}، فبنَى هنا كما بُني هناك على الضم، ووَكَّد البناء أن قُبُل ودُبُر يكونان طرفين، ألا ترى إلى قول الفرزدق:
يُطَاعِن قُبْلَ الخيل وهو أمامَها ... ويطعنُ عن أدبارها إن تولَّتِ
وقال الله سبحانه: [وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ النُّجُومِ] فنصبه على الظرف، وهو جمع دُبُر). [المحتسب: 1/338] (م)

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:01 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (30) إلى الآية (35) ]

{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}

قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي -عليه السلام- والحسن بخلاف وأبي رجاء ويحيى بن يعمر وقتادة بخلاف وثابت البناني وعوف الأعرابي وابن أبي مريم والأعرج بخلاف ومجاهد بخلاف وحميد بخلاف والزهري بخلاف وابن محيصن ومحمد بن السميفع وعلي بن حسين بن علي وجعفر بن محمد: [قد شَعفها] بالعين.
قال أبو الفتح: معناه: وصل حبه إلى قلبها، فكاد يحرقه لحدته، وأصله من البعير يُهْنَأ بالقطران فيصل حرارة ذلك إلى قبله. قال الشاعر:
أيقتلني وقد شَعَفْتُ فؤادها ... كما شَعَفَ الْمَهْنُوءَةَ الرجلُ الطَّالِي؟
وأما قراءة الجماعة: {شَغَفَهَا} بالغين معجمة، فتأويله أنه خرَّق شَغاف قلبها؛ وهو غلافه، فوصل إلى قلبها). [المحتسب: 1/339]

قوله تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {حاش لله} [31].
قرأ أبو عمرو وحده {حاشا} بألف، وصل أو وقف.
وقرأ الباقون: {حاش لله} بغير ألف في الوصل، ويجب في قراءتهم أن يقفوا بغير ألف، لأن في مصحف عثمان وابن مسعود رضي الله عنهما: {حاش لله} بغير ألف فيهما، كما قال أبو عبيد عن أبي توبة عن الكسائي قال: في مصحف عبد الله بألف. قال: وذهب أبو عمرو إلى محض الفعل، لأن العرب تقول: حاشى يُحاشي محاشاة فهو محاش: إذا استثنى كقولك: جاءني القوم حاشى زيد،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/309]
قال النابغة:
* وما أحاشي من الأقوام من أحد *
وقال الحذاق من النحويين: اجءني القوم حاش زيدًا، أي: نحيت زيدًا عنهم، كما تقول: أنا في حشى فلان، وفي ذرى فلان، وفي ظل فلان، أي: في ناحيته.
وقال المفسرون: {وقلن حاش الله} معناه: معاذ الله، وفيه أربع لغات: حاشى زيد وحاش زيد وحاش لزيد وحاشى لزيد، وحشى لزيد لغة خامسة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/310]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وروى عبد الله عن أبيه عن عامر عن خارجة عن نافع: وقالت اخرج بكسر التاء [يوسف/ 31]، ولم يروه غيره.
[الحجة للقراء السبعة: 4/409]
الباقون عن نافع: وقالت اخرج بضم التاء.
وقد ذكرته). [الحجة للقراء السبعة: 4/410]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: حاشا لله [31].
فقرأ أبو عمرو وحده: حاشا لله بألف.
وقرأ الباقون: حاش لله بغير ألف.
حدّثني عبيد الله بن علي قال: حدّثنا نصر بن علي قال: أخبرنا الأصمعيّ قال: سمعت نافعا يقرأ: حاشا لله فيها بألف ساكنة، كذا في الحديث.
أبو عبيدة: حاش لله وحاشا لله يطلقونها، وهي تبرئة واستثناء. وأنشد:
حاشا أبي ثوبان إنّ به... ضنّا على الملحاة والشّتم
قال أبو علي: لا يخلو قولهم: حاش لله من أن يكون الحرف الجارّ، في الاستثناء، أو يكون فاعل من قولهم: حاشا يحاشي، فلا يجوز أن يكون الحرف الجارّ، لأن الحرف الجارّ
[الحجة للقراء السبعة: 4/422]
لا يدخل على مثله، ولأنّ الحروف لا تحذف إذا لم يكن فيها تضعيف، فإذا لم يكن الجارّ ثبت أنه الذي على فاعل، وهو مأخوذ من الحشا الذي يعنى به: الناحية. قال الهذليّ:
يقول الذي يمشي إلى الحرز أهله... بأيّ الحشا صار الخليط المباين
فحاشا: فاعل من هذا، والمعنى أنه صار في حشا، أي:
في ناحية مما قرف فيه، أي: لم يقترفه، ولم يلابسه، وصار في عزلة عنه وناحية، وإذا كان فعلا من هذا الذي ذكرنا، فلا بدّ له من فاعل، وفاعله يوسف، كأنّ المعنى: بعد من هذا الذي رمي به لله، أي: لخوفه ومراقبة أمره.
فأما حذف الألف فيه، فلأن الأفعال قد حذف منها نحو: لم يك، ولا أدر، ولم أبل. وقد حذفوا الألف من الفعل في قولهم: أصاب الناس جهد، ولو تر ما أهل مكة، فإنما هو:
ترى؛ فحذفت الألف المنقلبة عن اللام، كما حذفت من حاشا من قوله: حاش لله.
ومن حجة الحذف: أنهم زعموا أنه في الخطّ محذوف، وقد قال رؤبة:
[الحجة للقراء السبعة: 4/423]
وصّاني العجّاج فيما وصّني ومن ذلك قول الشاعر:
ولا يتحشّى الفحل إن أعرضت به... ولا يمنع المرباع منها فصيلها
فحاشا وحشّى بمنزلة: ضاعف وضعّف، وتحشّى مطاوع حشّ، وإن لم أسمع فيه حشّى، فهذا لم يستعمل ما هو مطاوع له، كما أنّ قولهم: انطلق كذلك، والمعنى: لا يصير الفحل من عقره في ناحية، أي: لا يمنعه ذلك من عقره للنحر وإطعام الضيف، وكذلك: لا يمنع المرباع فصيلها، أي: لا يمنع المرباع من عقره لها فصيلها إشفاقا عليه، ولكن يعقرها، كما يعقر الفحل.
وأما قول أبي عمرو: حاشا فإنه جاء به على التمام، والأصل، قال أبو الحسن: ولم أسمعها إلا أنها قد كثرت في القراءة، فكأنه تمّم لأنه رأى الحذف في هذا النحو قليلا، ويدلّ على جودة التمام: أنّ «ترى» وإن كانت قد حذفت في بعض المواضع، فإتمامها جيّد، فكذلك حاشا). [الحجة للقراء السبعة: 4/424]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري وأبي جعفر وشيبة [مُتَّكًا]، مشدد من غير همز، وقرأ: [مُتْكًا] ساكنة التاء غير مهموز ابن عباس وابن عمر والجحدري وقتادة والضحاك والكلبي وأبان بن تغلب، ورُويت عن الأعمش. وقرأ: [مُتَّكَاءً] بزيادة ألف الحسن. وقراءة الناس: {مُتَّكَأً} في وزن مُفْتَعَل.
قال أبو الفتح: أما [مُتَّكًَا] غير مهموز فمبدل من مُتَّكَأ، وهو مفتَعَل من تَوَكَّأْتُ، كمُتَّجَهٍ من تَوَجَّهْتُ، ومُتَّعَد من وعدت. وهذا الإبدال عندنا لا يجوز في السعة؛ وإنما هو في
[المحتسب: 1/339]
ضرورة الشعر؛ فلذلك كانت القراءة به ضعيفة. وعلى أن له وجهًا آخر؛ وهو أن يكون مفتعَلًا من قوله:
إذا شرب الْمُرِضَّة قال أَوْكِي ... على ما في سقائك قد رَوِينا
يقال: أَوْكَيْتُ السقاء: إذا شددته، فيكون راجعًا إلى معنى مُتَّكَأ المهموز؛ وذلك أن الشيء إذا شُد اعتمد على ما شده كما يعتمد المتكئ على المتكَأ عليه. فإن سلكت هذه الطريق لم يكن فيه بدل ولا ضعف، فيكون مُتَّكًا على هذا كمُتَّقًى من وقيت، ومُتَّلًى من وَلِيتُ.
وأما [مُتْكًا] ساكنة التاء فقالوا: هو الأُتْرُجُّ، ويقال أيضًا: هو الزُّمَاوَرْدُ.
وأما [مُتَّكَاءً] فعلي إشباع فتحة الكاف من [متَّكأ]، وقد جاء نحو هذا، أنشدناه أبو علي لابن هَرْمة يرثي ابنه:
فأنتَ من الغَوَائلِ حين تُرْمى ... ومن ذمِّ الرجال بِمُنْتَزَاح
يريد: بِمُنْتَزَح، وعليه قول عنترة، وأنشدناه أيضًا سنة إحدى وأربعين بالموصل:
يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جسْرةٍ
وقال: أراد يَنْبَع، فأشبع الفتحة، فأنشأ عليه ألفًا. ولعمري إن هذا مما تختص به ضرورة الشعر وقلما يجيء في النثر، فوزن [مُتَّكَاء] على هذا مفتعال، كما أن وزن [يَنْبَاعُ] على هذا يَفْعَال، ولو سميت به رجلًا لصرفته في المعرفة؛ لأنه قد فارق شبه الفعل وَزْنًا، ولو سميته بينبع لم تصرفه، كما أنك لو سميته بينظر لم تصرفه، فإن سميته بأَنظور، تريد: فأنظر؛ لصرفته معرفة لزوال مثال الفعل. وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم بسر الصناعة). [المحتسب: 1/340]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي الحويرث الحنفي: [ما هذا بِشِرًى] بكسر الباء والشين.
قال أبو الفتح: تحتمل هذه القراءة وجهين:
أحدهما: أن يكون أراد: ما هذا يِمَشْرِيٍّ، من قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} أي:
[المحتسب: 1/342]
باعوه؛ أي: ما ينبغي لمثل هذا أن يباع، فوُضع المصدر موضع اسم المفعول، كقول الله سبحانه: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} أي: مصيده، وكقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} أي: المخلوق، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الراجع في هبته ... " أي: في موهوبه، وهذا الثوب نسْج اليمن، أي: منسوجه؛ وذلك أن الأفعال لا يمكننا إعادتها. ومنه قولهم: غفر الله لك عِلْمَه فيك؛ أي: معلومه. ومنه قولهم: هذا الدرهم ضَرْب الأمير؛ أي: مضروبه.
والآخر: أن تكون الباء غير زائدة للتوكيد كالوجه الأول؛ لكنها كالتي في قولك: هذا الثوب بمائة درهم، وهذا العبد بألف درهم؛ أي: هذا بهذا، فيكون معناه: ما هذا بثمن؛ أي: مثله لا يُقَوَّم ولا يُثَمَّنُ، فيكون "الشِّري" هنا يراد به المفعول به؛ أي: الثمن المشترَى به، كقولك: ما هذا بألف، وهو نفي قولك: هذا بألف، فالباء إذن متعلقة بمحذوف هو الخبر، مثلها كقولك: كُرُّ البر بستين، ومنوَا السمن بدرهم). [المحتسب: 1/343]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقلن حاش لله}
قرأ أبو عمرو (وقلن حاشا لله) بالألف وحجته ذكرها اليزيدي فقال يقال حاشاك وحاشا لك وليس أحد من العرب يقول حاشك ولا حاش لك
وقرأ الباقون {حاش لله} وحجتهم أنّها مكتوبة في المصاحف بغير ألف حكى أبو عبيد عن الكسائي أنّها في مصحف عبد الله كذلك وأصل الكلمة التبرئة والاستثناء واختلف النحويون في حاشا منهم من قال إنّه فعل ومنهم من قال إنّه حرف). [حجة القراءات: 359]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {حاش لله} قرأه أبو عمرو بألف في الوصل خاصة، في الموضعين في هذه السورة، وقرأهما الباقون بغير ألف.
وحجة من حذف الألف أنه جعله فعلًا على «فاعل» «كقاض» وحمله على الحذف لحرف اللين، كما حذفت النون من «لم يك» على التنبيه بحرف اللين، مع كثرة الاستعمال، وحذف الألف أقوى؛ لأن الفتحة تدل عليها، ولا تدل الضمة في «لم يك» على النون، وأيضًا فإنه اتبع خط المصحف، وهي في مصحف عثمان وابن مسعود بغير ألف، وأصلها الألف، لأنه «فاعل» مثل «رامي» وإنما حذفت الألف استخفافًا، ولأن الفتحة تدل عليها، وكأنهم جعلوا اللام في «لله» عوضًا منها، ومعنى {حاش لله} أي: بعُد يوسف عمّا رُمي به لخوفه لله ومراقبته له، وهي التنزيه عن الشر.
17- وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه أتى بها على الأصل، وحذف الألف في الوقف لاتباع المصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/10]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَقَالَتِ اخْرُجْ} [آية/ 31] بكسر التاء في الوصل:
قرأها أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.
والوجه أن التاء من {قَالَت} ساكنةٌ في الأصل؛ لأنها تاء ضمير المؤنث، وهو الذي أُسند القول إليه، وإنما تحركت هذه التاء بالكسر لالتقائها مع ساكن بعدها وهو الخاء من {اخْرُجْ}، وحق التقاء الساكنين الكسر.
وقرأ الباقون {وَقَالَتُ اخْرُجْ} بضم التاء في الوصل.
والوجه أنهم جعلوا حركة التقاء الساكنين ههنا ضمة؛ لأن الحركة التي بعدها ضمة، فأتبعوا الضمة الضمة؛ لئلا يخرجوا من الكسر إلى الضم، ولا اعتداد بالحرف الذي بينهما؛ لأنه ساكن). [الموضح: 677]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {حَاشَا للهِ} [آية/ 31 و51] بالألف في الحرفين:
قرأها أبو عمرو وحده، ووقف عليها بغير ألف.
والوجه في حاشا أنه فعلٌ على وزن فاعل، وهو مأخوذ من الحشا الذي هو الناحية، ومعناه جانب وباعد، كأنه صار في حشًا أي في ناحية، والمراد صار يوسف في ناحية ممات قُرف به، لله، أي لخوفه ومراقبته.
وقال بعضهم: حاشا لله وحاشا الله بمعنى معاذ الله، كما يُقال هيهات كذا وهيهات كذا، باللام وغير اللام، قال: وحاشا فعل في الأصل، ولكنه جُعل كالاسم أُضيف باللام مرة وبغير اللام أخرى، وأُريد به المجانبة، وإضافته إلى الله تعالى على معنى أنه لا يفعل ذلك.
والقول الأول أقوى.
وأما حذف أبي عمرو في الوقف؛ فلأن الوقف موضع حذف وتغيير.
وقرأ الباقون {حَاشَ} بغير ألف في الحالين.
والوجه أن الأفعال التي اعتلّت لاماتها قد يُحذف منها اللام تخفيفًا نحو قولك: لا أدْرِ، وكقولهم: أصاب الناس جُهدٌ ولو تر أهل مكة، وكقول الرؤية:
62- وصّاني العجاج فيما وصني
[الموضح: 678]
ويؤيد هذه القراءة أنهم زعموا أن الألف في المصحف محذوفٌ، وهذا الذي دعا أبا عمرو إلى أن قرأها في حال الوقف بغير ألف؛ لأن الكتابة مبنية على الوقف). [الموضح: 679] (م)

قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)}

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {قَالَ رَبِّ السَّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [آية/ 33] بفتح السين:
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أنه مصدر سجنه سجنًا، أي سجنهم إياي أحب إلي مما يدعونني إليه من المعصية.
وقرأ الباقون {السِّجْنُ} بكسر السين.
واتفقوا على كسر السين في قوله {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْن}.
والوجه في قراءة الباقين أن السجن بالكسر هو الموضع الذي يُحبس فيه المسجون، والمعنى دخول السجن أحب إلي مما يدعونني إليه). [الموضح: 679]

قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)}

قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رُوي عن عمر أنه سمع رجلًا يقرأ: [عَتَّى حِينٍ]، فقال: مَن أقرأك؟ قال: ابن مسعود، فكتب إليه: إن الله عز وجل أنزل هذا القرآن فجلعه عربيًّا، وأنزله بلغة قريش، فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام.
قال أبو الفتح: العرب تُبْدل أحد هذين الحرفين من صاحبه لتقاربهما في المخرج، كقولهم: بُحْثِر ما في القبور؛ أي: بعثر، وضبعت الخيل؛ أي: ضبحت، وهو يُحنْظِي ويُعَنْظِي: إذا جاء بالكلام الفاحش، فعلى هذا يكون عتَّى وحتَّى؛ لكن الأخذ بالأكثر استعمالًا، وهذا الآخر جائز وغير خطأ). [المحتسب: 1/343]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) }

قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [إنِّي أَرانِي أَعْصِرُ عِنَبًا].
قال أبو الفتح: هذه القراءة هي مراد قراءة الجماعة: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} ؛ وذلك أن
[المحتسب: 1/343]
المعصور حينئذ هو العنب، فسماه خمرًا لما يصير إليه من بعدُ حكايةً لحاله المستأنفة، كقول الآخر:
إذا ما مات مَيْتٌ من تميم ... فسرَّك أن يعيش فجيء بزاد
أراد: إذا مات حيٌّ فصار ميْتًا كان كذا، أو فليكن كذا. وعليه قول الفرزدق:
قتلت قتيلًا لم يَرَ الناسُ مثلَه ... أُقَلِّبُهُ ذا تُومتين مُسَوَّرَا
وقد مضى هذا قبل). [المحتسب: 1/344]

قوله تعالى: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)}

قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)}

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)}

قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (41) ، (42) ]

{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) }

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة والجحدري: [فَيُسْقَى ربُّهُ خَمْرًا].
قال أبو الفتح: هذا في الخير يضاهي في الشر قوله: [فيُصْلَبُ]؛ لأن تلك نعمة، وهي نَقِمة). [المحتسب: 1/344]

قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (43) إلى الآية (49) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {إن كنتم للرؤيا تعبرون} [43].
قرأ الكسائي {للرؤيا} بالإمالة بالياء، وألف التأنيث لأن رؤيا (فُعلى) بمنزلة (حُبلى) و(بُشرى).
وقرأ الباقون بتفخيم ذلك على أصل الكلمة.
وروى أبو الحارث عن الكسائي {لا تقصص رؤياك} بالفتح و{للرؤيا} [3-5] بالكسر، فكأنه قدر أن النصب والجر يبينان فيها فيفتح {لا تقصص رؤياك} لأنه في موضع نصب، وأمال {الرؤيا} لأنه في موضع جر، وذلك خطأ، لأن الرؤيا رفعه ونصبه وجره سواء، لأنه مقصور لا يتبين فيه الإعراب، وإن كان أمال أحدهما وفخم الآخر على أن يعلم أن اللغتين جائزتان فقد أصاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/300]

قوله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن عمر بخلاف وعكرمة ومجاهد بخلاف عنهما والضحاك وأبي رجاء وقتادة وشُبيل بن عَزْرَة الضُّبْعِي وربيعة بن عمرو وزيد بن علي: [وادَّكَرَ بَعْد أَمَهٍ]، وقرأ: [بعْد إِمَّةٍ] الأشهب العقيلي.
قال أبو الفتح: [الأَمَهُ]: النسيان، أَمِهَ الرجل يَأمَهُ أَمَهًا: أي نسي. [والإِمَّةُ]: النعمة؛ أي: بعد أن أنعم عليه بالنجاة). [المحتسب: 1/344]

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)}

قوله تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {سبع سنين دأبا} [47].
روى حفص عن عاصم {دأبا} بفتح الهمزة.
وقرأ الباقون {دأبا} ساكنة، وهما لغتان: الدأب والدأب مثل النهر والنهر والسمع والسمع {ويوم ظعنكم} و{ظعنكم} وكل اسم كان ثانيه حرفًا من حرف الحلق جاز حركته وإسكانه، وقد شرحت ذلك في (الأنعام) عند قوله تعالى: {ومن المعز اثنين} والدأب في الشيء: الملازمة والعادة يقال: ما زال ذلك دأبه وديدنه وعادته واهجيراه وهجيراه وأجرياه وأجرياؤه بمعنى واحد، والاختيار: الإسكان؛ لأنهم قد أجمعوا على إسكان الهمزة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/310]
في قوله: {كدأب آل فرعون} وهذا مثله.
وقال آخرون: الدأب: الاسم، والدأب: المصدر، قال الكميت:
هل تبلغنيكم المذكرة الـ = ـوجناء والسير مني الدأب
وفيها قراءة ثالثة: كان أبو عمرو إذا أدرج القراءة لم يهمز {سبع سنين دابا} قد ذكرت علة ذلك فيما سلف من الكتاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/311]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إسكان الهمزة وتحريكها وإسقاطها من قوله تعالى: دأبا [يوسف/ 47].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر، وحمزة،
[الحجة للقراء السبعة: 4/424]
والكسائي: دأبا ساكنة الهمزة؛ إلا أنّ أبا عمرو كان إذا أدرج القراءة لم يهمزها.
وروى حفص عن عاصم: دأبا بفتح الهمزة. وروى أبو بكر [عنه] ساكنة الهمزة، وكذلك روى موسى الزابي عن عاصم بالفتح.
الأكثر في دأب* الإسكان، ولعلّ الفتح لغة فيكون كشمع وشمع، ونهر ونهر. وقصّ وقصص، وانتصاب دأبا لمّا قال: تزرعون [يوسف/ 47] دلّ على تدأبون فانتصب دأبا بما دلّ عليه تزرعون وغير سيبويه يجيز أن يكون انتصابه ب تزرعون كأنه إذا قال: تزرعون وفيه علاج ودءوب؛ فقد قال: تدأبون، فانتصب دأبا به لا بالمضمر). [الحجة للقراء السبعة: 4/425]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال تزرعون سبع سنين دأبا} {وفيه يعصرون} 47 و49
قرأ حفص {سبع سنين دأبا} بفتح الهمزة وقرأ الباقون ساكنة الهمزة وهما لغتان مثل النّهر والنّهر والظعن والظعن وكل اسم كان ثانيه حرفا من حروف الحلق جاز حركته وإسكانه
قرأ حمزة والكسائيّ (وفيه تعصرون) بالتّاء أي تنجون من
[حجة القراءات: 359]
البلاء وتعتصمون بالخصب قال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
وقال مؤرج العصر الملجأ فعنى (تعصرون) أي تلجؤون إلى العصر وحجتهما قوله {تزرعون سبع سنين} و{تأكلون} و{ممّا تحصنون} كأنّما وجه الخطاب إلى المستفتين الّذين قالوا أفتنا في كذا
وقرأ الباقون {يعصرون} بالياء أي يعصرون الزّيت والعنب وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال يعني النّاس ذهب اليزيدي إلى أنه لما قرب الفعل من النّاس جعله لهم). [حجة القراءات: 360]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- {دأبًا} قرأه حفص بفتح الهمزة، وأسكن الباقون، وهما لغتان مثل: النَّهْر والنَّهَر والسمْع والسمَع، والإسكان أولى به للإجماع عليه لأنه أخف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/11]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {سِنِينَ دَأَبًا} [آية/ 47] بفتح الهمزة مقصورة:
قرأها عاصم وحده ص-.
وقرأ الباقون {دَأْبًا} بسكون الهمزة، لكن أبا عمرو إذا أدرج لم يهمز، وكذلك حمزة إذا وقف.
[الموضح: 679]
والوجه أن الدأْب والدأَب بإسكان الهمزة وفتحها لغتان كالشمْع والشمَع والنهْر والنهَر والشأْن والضأَن، ومن لم يهمز فإنه خفف الهمزة). [الموضح: 680]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)}

قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {فيه يعصرون} [49].
قرأ حمزة والكسائي: {تعصرون} بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وفيها قراءة ثالثة قرأ عيسى الأعرج: {وفيه يعصرون} أي: يمطرون من قوله: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}.
فمن قرأ بالياء فمعناه: يعصرون بعد أربع عشرة سنة الزيت والعنب. ومن قرأ بالتاء فمعناه: يلجأون إلى العصر وهو الملجأ والموئل والوزر. وينجون من النجاة قال عدي بن زيد:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/311]
لو بغير الماء حلقى شرق = كنت كالغصان بالماء اعتصاري
يقال: شرق بالماء وغص بالطعام.
ومن قرأ بالتاء يجوز أن يكون معناه كمعنى الياء أيضًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/312]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: وفيه يعصرون [يوسف/ 49].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: يعصرون بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي: تعصرون بالتاء.
قوله: يعصرون يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون العصر الذي يراد به الضغط الذي يلحق ما فيه دهن أو ماء، نحو: الزيتون، والسّمسم والعنب والتمر ليخرج ذلك منه! وهذا
[الحجة للقراء السبعة: 4/425]
يمكن أن يكون تأويل الآية عليه، لأن من المتأولين من يحكي أنهم لم يعصروا أربع عشرة سنة زيتا ولا عنبا، فيكون المعنى: تعصرون للخصب الذي أتاكم، كما كنتم تعصرون أيام الخصب وقبل الجدب الذي دفعتم إليه، ويكون: يعصرون من العصر الذي هو الالتجاء إلى ما تقدّر النجاة به، قال ابن مقبل:
وصاحبي وهوه مستوهل زعل... يحول بين حمار الوحش
والعصر أي: يحول بينه وبين الملجأ الذي يقدّر به النجاة.
وقال آخر:
في ضريح عليه عبء ثقيل... ولقد كان عصرة المنجود
[الحجة للقراء السبعة: 4/426]
وقال أبو عبيدة: تعصرون: تنجون. وأنشد للبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم... وما كان وقّافا بغير معصّر
قال: والعصر: المنجاة، قال عدي:
لو بغير الماء حلقي شرق... كنت كالغصّان بالماء اعتصاري
فأما من قال: يعصرون بالياء، فإنه جعل الفاعلين الناس، لأن ذكرهم قد تقدّم هذا الفعل.
ومن قال: تعصرون، وجّه الخطاب إلى المستفتين الذين قالوا: أفتنا في كذا، وعلى هذا قالوا: إلا قليلا مما تحصنون [يوسف/ 48]، إلا أن الناس أقرب إلى الفعل منهم ويجوز: أن يكون أريد المستفتون وغيرهم، إلا أنه حمل الكلام
[الحجة للقراء السبعة: 4/427]
على المخاطبين. لأن الخطاب والغيبة، إذا اجتمعا غلّب الخطاب على الغيبة، كما يغلب التذكير على التأنيث). [الحجة للقراء السبعة: 4/428]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى والأعرج وجعفر بن محمد: [وفيه يُعْصَرُون] بياء مضمومة وصاد مفتوحة.
[المحتسب: 1/344]
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب أن معنى [يُعْصَرُون]: أي يُمْطَرُون، فإن شئت أخذته من العُصْرَة والعَصَر للمَنْجَاةِ، وإن شئت أخذته من عَصَرَت السحاب ماءها عليهم.
وعليه قراءة الجماعة: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، فهذا من النجاة. وروينا عن ابن عباس: أي يَعْصِرون من الكرم والأدهان، فهذا تفسير النجاة: كيف تقع بهم وإليهم؟ قال أبو زبيد:
صاديا يستغيث غير مُغَات ... ولقد كان عُصْرة الْمنْجُود
أي: نجاة المكروب). [المحتسب: 1/345]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {وفيه يعصرون} قرأه حمزة والكسائي بالتاء، رداه على المخاطبة في قوله: {تزرعون وتأكلون} إذ هو كله جواب للمستفتين عن عبارة الرؤيا، فجرى الكلام على جوابهم ومخاطبتهم، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الناس؛ لأنهم غيَّب، وهو أقرب إليه من لفظ الخطاب، فحمل على الأقرب وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وقد ذكرنا الأصل في تسهيل الهمزة في {بالسوء إلا} «53» وأنه يجوز فيها وجهان: إلقاء الحركة، ولم يروَ عن أحد، ويجوز الإبدال والإدغام، وبه قرأنا لقالون والبزي، وقد روي عنهما غير ذلك مما هو غير جارٍ على الأصول والإبدال، والإدغام أولى به، وقد ذكرنا {بالسوء إلا} والاختلاف فيه وعلله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/11]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وَفِيهِ تَعْصِرُونَ} [آية/ 49] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه خطاب للذين استفتوا يوسف عليه السلام، وهم الذين قالوا له {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}، فخاطبهم بقوله {تَزْرَعُونَ} وبقوله {حَصَدْتُّمْ} وبقوله {تُحْصِنُونَ}.
ويجوز أن يكون أراد المستفتين وغيرهم فغلّب الخطاب؛ لأن الخطاب والغيبة إذا اجتمعا غُلّب الخطاب على الغيبة.
وقرأ الباقون {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} بالياء.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى ضمير الناس الذين تقدّم ذكرهم في قوله {يُغَاثُ النَّاسُ}، أي فيه يغاث الناس ويعصر الناس، وحمْل الفعل على
[الموضح: 680]
الغيبة أولى؛ لأن لفظ الناس أقرب إليه من خطاب المستفتين). [الموضح: 681]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)}

قوله تعالى: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك: [حاشَا اللهِ] ابن مسعود وأبي بن كعب. وقرأ: [حاش الإِلَهِ] الحسن. وقرأ: [حَاشْ للهِ] جَزْم الحسن بخلاف.
قال أبو الفتح: أما [حاشا الله] فعلى أصل اللفظة، وهي حرف جر، قال:
حاشا أبي ثوبان إنَّ به ... ضِنًّا على الْمَلْحَاةِ والشَّتْمِ
وأما [حاش الإله] فمحذوف من حاشا تخفيفًا، وهو كقولك: حاشا الرب وحاشا المعبود، وليس "الإله" هكذا بالهمز هو الاسم العلم؛ إنما ذلك الله -كما ترى- المحذوف الهمزة، على هذا استعملوه علَمًا وإن كان لعمري أصله الإله مكان الله، فإنه كاستعمالهم في مكانه المعبود والرب.
ومنه قوله:
لعنَ الإلهُ وزوجَها معها ... هند الهنود طويلة الفَعل
وأما [حاشْ لله] بسكون الشين، فضعيف من موضعين:
أحدهما: التقاء الساكنين: الألف، والشين، وليست الشين مذعمة.
والآخر: إسكان الشين بعد حذف الألف، ولا موجب لذلك؛ وطريقه في الحذف أنه لما حذف الألف تخفيفًا أتبع ذلك حذف الفتحة إذ كانت كالعَرَض اللاحق مع الألف؛ فصارت كالتكرير في الراء، والتفشي في الشين، والصفير في الصاد والسين والزاي، والإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء، ونحو ذلك. فمتى حَذفت حرفًا من هذه الحروف ذهب معه
[المحتسب: 1/341]
ما يصحبه من التكرير في الراء، والصفير في حروفه، والإطباق في حروفه. وعليه قوله:
رهطُ مَرْجُومٍ ورهطُ ابن الْمُعَلْ
يريد: الْمُعَلَّى، فلما حذف الألف حذف معها فتحتها، فبقي المعلَّ، فلما وقف في القافية المقيدة على الحرف المشدد خففه على العبرة في مثله، كما خففه في نحو قول طرفة:
ففداءٌ لبني قيس على ... ما أصاب الناس من سُرٍّ وضُرْ
ما أَقَلَّتْ قَدَمِي إنهم ... نَعِمَ الساعون في الأمر الْمُبِرْ
فخفف ضُرْ ومُبِرْ، فكذلك خفف [المعَلَّ] فصار الْمُعَلْ. فهذا حديث حذف الفتحة من [حاشْ].
وأما التقاء الساكنين فعلى قراءة نافع [مَحْيَايْ]، وعلى ما حُكي عنهم من قولهم: التقت حَلْقَتَا البِطَان، بإثبات ألف [حلْقَتَا] مع سكون لام البطان؛ لكن السؤال من هذا عن إدغام لام الجر على "لله" وقبلها "حاشْ" و"حاشا" وهو حرف جر، وكيف جاز التقاء حرفي جر؟
فالقول أن "حاشْ" و"حاشا" هنا فعلان، فلذلك وقع حرف الجر بعدهما.
حكى أبو عثمان المازني عن أبي زيد قال: سمعت أعرابيًّا يقول: اللهم اغفر لي ولمن سمع حاشا الشيطان وأبا الأصبغ، فنصب بحاشا. وهذا دليل الفعلية، فعليه وقعت بعده لام الجر). [المحتسب: 1/342]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {حَاشَا للهِ} [آية/ 31 و51] بالألف في الحرفين:
قرأها أبو عمرو وحده، ووقف عليها بغير ألف.
والوجه في حاشا أنه فعلٌ على وزن فاعل، وهو مأخوذ من الحشا الذي هو الناحية، ومعناه جانب وباعد، كأنه صار في حشًا أي في ناحية، والمراد صار يوسف في ناحية ممات قُرف به، لله، أي لخوفه ومراقبته.
وقال بعضهم: حاشا لله وحاشا الله بمعنى معاذ الله، كما يُقال هيهات كذا وهيهات كذا، باللام وغير اللام، قال: وحاشا فعل في الأصل، ولكنه جُعل كالاسم أُضيف باللام مرة وبغير اللام أخرى، وأُريد به المجانبة، وإضافته إلى الله تعالى على معنى أنه لا يفعل ذلك.
والقول الأول أقوى.
وأما حذف أبي عمرو في الوقف؛ فلأن الوقف موضع حذف وتغيير.
وقرأ الباقون {حَاشَ} بغير ألف في الحالين.
والوجه أن الأفعال التي اعتلّت لاماتها قد يُحذف منها اللام تخفيفًا نحو قولك: لا أدْرِ، وكقولهم: أصاب الناس جُهدٌ ولو تر أهل مكة، وكقول الرؤية:
62- وصّاني العجاج فيما وصني
[الموضح: 678]
ويؤيد هذه القراءة أنهم زعموا أن الألف في المصحف محذوفٌ، وهذا الذي دعا أبا عمرو إلى أن قرأها في حال الوقف بغير ألف؛ لأن الكتابة مبنية على الوقف). [الموضح: 679] (م)

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}

قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلاّ ما رحم ربّي (53)
فتح الياء نافع وأبو عمرو، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {بِالسُّوِّ إِلَّا مَا رَحِمَ} [آية/ 53] بتشديد الواو من غير مدٍّ:
قرأها نافع ن-، وابن كثير برواية البزي.
والوجه أن الهمزة التي بعد الواو قُلبت واوًا للواو التي قبلها، وأُدغمت الواو في الواو، وكان أصله السوء بالهمز، فبقي السوِّ بالتشديد.
وروى ش- عن نافع، و-ل- عن ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتخفيف الثانية.
والوجه أن ذلك أقرب إلى القياس؛ لأنهم إنما يخففون الثانية لاجتماع الهمزتين، وتخفيف الثانية أولى؛ لأنها هي المتكررة، ولولاها لما استثقلت الأولى بانفرادها، ثم إن من المواضع ما يكون فيه الهمزة اولًا، فلو خُففت لأدى الأمر إلى الابتداء بالساكن؛ لأن تخفيفها تقريب لها من الساكن.
وأبو عمرو يخفف الأولى ويحقق الثانية.
والوجه في ذلك أن الهمزة الأولى ههنا آخر كلمة، والثانية أول كلمة أخرى، والتغيير إلى الأواخر أسبق منه إلى الأوائل، ثم إنه لو خفف الثانية لكان مقربًا لأول الكلمة من الساكن، فكان ذلك مؤديًا إلى الابتداء بالساكن.
وروى ح- عن يعقوب بتحقيق الهمزتين، وكذلك قرأ أهل الشام والكوفة.
[الموضح: 681]
والوجه أنه هو الأصل، وقد تقدم مثله فيما سبق). [الموضح: 682]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (54) إلى الآية (57) ]

{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) }

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}

قوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {يتبوا منها حيث يشاء} [56].
قرأ ابن كثير {نشاء} بالنون الله تعالى يُخبر نفسه.
وقرأ الباقون بالياء {حيث يشاء} ومعناه: حيث يشاء يوسف، ويوسف لا مشيئة له؛ لأن الله تعالى قال: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} والمشيئة له بعد مشيئة الله وقضائه. وهذا كما تقول: أضل الله الكافرين فضلوا هم، وأمات الله زيدًا فمات هو، هذا إذا جعلت المشيئة بمعنى العلم والقضاء أي: علم الله أنهم يشاءون ذلك. ومعنى {يتبوا} ينزل، والمتبوأ: المَنزل. وقد شرحت ذلك في (يونس) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/312]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وحده: يتبوأ منها حيث نشاء [يوسف/ 56] بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو علي: يتبوأ منها حيث يشاء من قال: حيث يشاء، فيشاء مسند إلى فعل الغائب، كما كان يتبوأ كذلك.
ويقوي ذلك: وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر/ 74]. وكما أن قوله: حيث نشاء وفق فعل المتبوءين فكذلك قوله: حيث يشاء وفق لقوله: يتبوأ في إسناده إلى الغيبة.
وأما قراءة ابن كثير حيث نشاء فإنه على أحد وجهين:
إما يكون أسند المشيئة إليه، وهي ليوسف في المعنى، لأن مشيئته لما كانت بقوّته وإقداره عليها جاز أن ينسب إلى الله سبحانه، وإن كان في المعنى ليوسف، كما قال: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [الأنفال/ 17]، فأضيف الرمي إلى الله سبحانه لما كان بقوته، وإن كان الرمي للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
والآخر: أن يكون الموضع المتبوّأ مواضع نسك وقرب، أو مواضع يقام فيها الحقّ من أمر بمعروف أو نهي عن منكر،
[الحجة للقراء السبعة: 4/428]
فالتبوّؤ في نحو هذه الأماكن والمكث فيها قرب إلى الله سبحانه، فهو يشاؤه ويريده.
ويقوي النون أن الفعل المعطوف عليه كذلك، وهو: نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين [يوسف/ 56]، فأما اللام في قوله: مكنا ليوسف [يوسف/ 21]، وفي قوله: إنا مكنا له في الأرض [الكهف/ 84] فيجوز أن يكون على حدّ التي في قوله: ردف لكم [النمل/ 72] وللرؤيا تعبرون [يوسف/ 43]، يدلّ على ذلك قوله: ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه [الأحقاف/ 26]، وقوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم [الأنعام/ 6]. وتكون اللام في قوله: ما لم نمكن لكم على هذا أيضا.
وقوله: يتبوأ في موضع نصب على الحال تقديره مكّنّاه متبوّئا حيث يشاء، فأما قوله: حيث يشاء فيحتمل موضعه أمرين، أحدهما: أن يكون في موضع نصب بأنه ظرف، والآخر: أن يكون في موضع بأنه مفعول به، ويدل على جواز هذا الوجه قول الشمّاخ:
وحلّأها عن ذي الأراكة عامر... أخو الخضر يرمي حيث تكوى النّواحز). [الحجة للقراء السبعة: 4/429]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين}
قرأ ابن كثير {حيث نشاء} بالنّون الله أخبر عن نفسه وحجته ما بعده وهو {نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع}
وقرأ الباقون حيث يشاء أي يوسف كأنّه قال يتبوأ يوسف). [حجة القراءات: 360]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {حيث يشاء} قرأه ابن كثير بالنون، رده على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، لقوله قبل ذلك {كذلك مكناه}، فأخبر عن نفسه بالتمكين، إذ كل شيء بمشيئته يكون، ويقوى ذلك أن بعده {نُصيب برحمتنا من نشاء ولا نضير أجر} فجرى كله على الإخبار، فحمل {نشاء} على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه أولى لتطابق الكلام. وقرأ الباقون بالياء،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/11]
ردوه على لفظ {يوسف} لأنه أقرب إليه من لفظ الإخبار، ولفظه غائب ودل على ذلك قوله {يتبوأ منها} فأتى بلفظ الغائب وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {حَيْثُ نَشَاءُ} [آية/ 56] بالنون:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أن المعنى حيث نشاء نحن، على إسناد الفعل إلى الله سبحانه بلفظ الجمع على ما سبق في مثله، والمراد أن يوسف عليه السلام لم يكن لينزل من الأرض إلا حيث يشاء الله تعالى أن ينزل يوسف فيه.
ويجوز أن تكون المشيئة وإن كانت مسندة إلى الله تعالى فإن مشيئة يوسف مشيئة الله تعالى، كما قال سبحانه {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله}.
وقرأ الباقون بالياء، ولم يختلفوا في {يَتَبَوَّأُ} أنها بالياء.
والوجه في الياء من {يَشَاءُ} أن الفعل فيه مسند إلى يوسف، كما أن في {يَتَبَوَّأُ} كذلك، والمعنى: ينزل يوسف من الأرض حيث يريده وهو يؤثر أن ينزل فيه، يصف بذلك تمكنه). [الموضح: 682]

قوله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (58) إلى الآية (62) ]

{ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }

قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله: (أنّي أوفي الكيل (59)
حرّك الياء نافع وحده، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/47]

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)}

قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)}

قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): ( ...... للميرة، وبيع منا، وإلا فقد منعنا الكيل، ونرجع بلا طعام). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقال لفتيانه (62)
قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي بألف ونون (لفتيانه).
وقرأ الباقون (لفتيته) بالتاء.
قال أبو منصور: الفتيان والفتية جمع الفتى، أراد: مماليكه وخدمه، كما يقال - صبيان وصبية، وإخوان وإخوة). [معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {وقال لفتيانه} [62].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {لفتيانه}.
وقرأ الباقون {لفتيته} وهما جمعان جميعًا غير أن فتية: جمع قليل نحو الغلمة والصبية. وفتيان: جمع كثير مثل غلمان وصبيان فينبغي أن يكون الاختيار: {وقال لفتيينه} لأنهم كانوا أكثر من عشرة. والجمع القليل لما بين الثلاثة إلى العشرة، ألم تسمع قوله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/312]
شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم}. يعني من الاثنى عشر، ثم قال: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} يعني في الأشهر الحرم تفضيلاً لها؛ لأنه لا يجوز الظلم في غير الأشهر الحرم.
فإن سأل سائل: فتى (فعل) مثل جمل، وفعل لا تجمع على فعلة؟.
فالجواب في ذلك أنه لما وافق غلمانًا في الجمع الكثير وفقوا بينهما في الجمع القليل، وهذا حسن جدًا فاعرفه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النون والتاء من قوله عزّ وجلّ: وقال لفتيانه [يوسف/ 62].
[الحجة للقراء السبعة: 4/429]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: لفتيته بالتاء.
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر عنه مثل أبي عمرو، وروى حفص عنه لفتيانه مثل حمزة بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي: لفتيانه بالنون.
الفتية جمع فتى في العدد القليل، والفتيان في الكثير، فمثل فتى وفتية، أخ وإخوة، وولد وولدة، ونار ونيرة، وقاع وقيعة، ومثل الفتيان: برق وبرقان، وخرب وخربان وجار وجيران وتاج وتيجان. وقد جاء فعله في العدد القليل، فيما زادت عدّته على ثلاثة أحرف: نحو: صبيّ وصبية، وغلام وغلمة، وعلي وعلية.
فوجه البناء الذي للعدد القليل: أن الذين يحيطون بما يجعلون بضاعتهم فيه من رحالهم يكفون من الكثير.
ووجه الجمع الكثير: أنه يجوز أن يقال ذلك للكثير، ويتولى الفعل منهم القليل. ويقوّي البناء الكثير قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم [يوسف/ 62]، فكما أن الرحال للعدد الكثير، لأن جمع القليل: أرحل: فكذلك المتولّون ذلك يكونون كثرة.
وقال أبو الحسن: كلام العرب: قل لفتيانك، وما فعل فتيانك؟ وإن كانوا في أدنى العدد، إلا أن يقولوا: ثلاثة
[الحجة للقراء السبعة: 4/430]
وأربعة، فإن قلت: هلّا كان فتية، أولى لقوله: إذ أوى الفتية إلى الكهف [الكهف/ 10]، ولقوله: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه [يوسف/ 76]، والأوعية للعدد القليل؟ قيل: لا دلالة على ما ذكرت من واحد من الأمرين، فأما قوله: الفتية في أصحاب الكهف، فزعموا أنهم كانوا أقل من عشرة، وأما قوله: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، فإنه وإن كان أفعلة لأدنى العدد، فإنه في هذا الباب يجوز أن يعنى به العدد الكثير، ألا ترى أنه لا يستعمل في هذا الباب البناء الذي لأكثر العدد، وهو فعل، فإذا رفضوا ذلك فيه، ولم يستعملوه، جاز أن يعنى به العدد الكثير، ألا ترى أن قولهم: رداء وكساء، ورشاء، وعباء، لا يقال في تكسيره إلّا: أعبية وأردية، وأرشية، وأكسية، ولم يجيء شيء منه على فعل، لأنه لو جاء على ذلك لم يخل من أن تخفف العين كما خفّف في رسل، ورسل، أو تثقّل كما ثقلت العين في رسل، فإن خففت العين في ذلك، لم يجز، لأن العين إذا خفّفت في هذا النحو كان في حكم التثقيل بدلالة قولهم: لقضو الرجل، ورضي، وغزي، فكما أن التخفيف في حكم التثقيل لتقريرهم حروف اللين على ما هي عليه، والحركة ثابتة غير محذوفة، كذلك في فعل، لو خفّف فقيل: رشي، كان في حكم التثقيل، ولم يثقل لما كان يلزم من القلب والإعلال، وقد يقوم البناء الذي للقليل مقام البناء الذي للكثير، وكذلك الكثير يقوم مقام القليل حيث لا قلب ولا إعلال، وذلك نحو: أرجل، وأقدام وأرسان، وفي الكثير قولهم: ثلاثة شسوع؛ فإذا فعل ذلك فيما لا إعلال فيه،
[الحجة للقراء السبعة: 4/431]
فأن يرفض فيما يؤدي إلى ما ذكرنا من الإعلال والقلب أولى.
فأما قولهم: ثن في جمع ثنيّ، فمن الشاذّ الذي لم يعدّ إلى غيره، ورفض فيما عداه). [الحجة للقراء السبعة: 4/432]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}
[حجة القراءات: 360]
وقرأ حمزة والكسائيّ وحفص {وقال لفتيانه} بالألف مثل جار وجيران وتاج وتيجان والفتيان للكثير من العدد وحجتهم قوله {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} فكما أن الرّحال للعدد الكثير فكذلك المتولون ذلك لأن الجمع القليل أرحل ويقوّي هذه قول النّبي صلى الله عليه وقد مر بقوم يربعون حجرا فقال
فتيان الله أشد من هؤلاء
وقرأ الباقون (لفتيته) جمع فتى في العدد القليل مثل أخ وإخوة وقاع وقيعة وحجتهم قوله جلّ وعز {إذ أوى الفتية إلى الكهف} وقوله {إنّهم فتية آمنوا بربهم} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه قال الكسائي هما لغتان مثل إخوان وإخوة وصبيان وصبية وغلمان وغلمة). [حجة القراءات: 361]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {لفتيانه} قرأ حفص وحمزة والكسائي {لفتيانه} على وزن «فعلان» جعلوه جمع فتى في أكثر العدد، ويقوي ذلك قوله: {في رحالهم} فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف، وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرحال بعضهم، وقرأ الباقون «لفتيته» على وزن «فعلة» جعلوه جمع فتى في أقل العدد؛ لأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم يكفي منهم أقلهم، وقد قال: {إذ أوى الفتية إلى الكهف} «الكهف 10» وقال: {إنهم فتية} «الكهف 13» وقد قال: {بأوعيتهم}، فأتى بجمع لأقل العدد، وهو الاختيار؛ لأن المعنى عليه، ولأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {لِفِتْيَانِهِ} [آية/ 62] بالألف والنون:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 682]
والوجه أنه جمع فتًى، وفتًى فعلٌ، وفعلٌ يُجمع على فعلان كخرب وخربان وبرقٍ وبرقان، وهو جمع الكثرة، وإنما اختير جمع الكثرة ههنا؛ لأن الرحال أيضًا في قوله {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} جمع الكثرة، فلما كانت الرحال كثيرة جُعل المتولون لتعبئة البضاعة فيها أيضًا كثيرة، كذا ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {لِفِتْيَتِهِ} بالتاء من غير ألف.
والوجه أنه جمع فتًى للقلة، وفعلٌ يُجمع في العدد القليل على فعلةٍ كأخٍ وإخوة وولدٍ وقاعٍ وقيعة). [الموضح: 683]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (63) إلى الآية (66) ]

{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {فارسل معنا أخانا نكتل} [63].
قرأ حمزة والكسائي بالياء، أي: يكتال هو، وذلك أن كل رجل يعطي بعيرًا وكيل بعير. والبعير هاهنا: حمار. كذا جاء في التفسير {ولمن جاء به حمل بعير} [72] أي: حمل حمار والبعير: الحمار، والبعير: الجمل، والبعير: الناقة. قال أعرابي: شربت البارحة لبن بعيري، أي: ناقتي.
ومن قرأ بالنون، أي: نكتال جميعًا، وهو يكتال معنا. يكتل ونكتل جميعًا مجزومان؛ لأنه جواب الأمر، وجواب الأمر إنما ينجزم لأنه في معنى الشرط والجزاء، أرسله معنا فإنك إن أرسلته معنا نكتل.
فإن سأل سائل فقال: ما وزنه من الفعل؟
فقل: يفتعل والأصل: يكتيل فاستثقلوا الكسرة على الياء فخزلت فانقلبت الياء ألفًا لانفتاح ما قبها [فصارت] يكتال، فالتقى ساكنان الألف واللام فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وإنما ذكرت ذلك، لأن أبا عثمان المازني سأل يعقوب بن السكيت عن نكتل ما وزنه؟ فقال: نفعل فغلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله عزّ وجلّ: نكتل [يوسف/ 63].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر.
نكتل بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي: يكتل بالياء.
يدلّ على النون قوله: ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير [يوسف/ 65]، ألا ترى أنهم إنما يميرون أهلهم مما يكتالونه، فيكون نكتل مثل نمير، وأيضا فإذا قالوا: نكتل، جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم، وإذا قالوا: يكتل بالياء لم يدخلوا هم في هذه الجملة، وزعموا أن في قراءة عبد الله:
نكتل بالنون، وكان بالنون لقولهم: منع منّا الكيل لغيبة أخينا، فأرسله نكتل ما منعناه، لغيبته.
ووجه الياء كأنه يكتل هو حمله، كما نكتال نحن أحمالنا). [الحجة للقراء السبعة: 4/432]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون}
قرأ حمزة والكسائيّ (أخانا يكتل) بالياء أي أخونا يكتال قال الفراء من قال (يكتل) بالياء قال يصيبه كيل لنفسه فجعل الفعل له خاصّة لأنهم يزدادون بحضوره كيل بعير وحجتهما أنه قرب من الفعل فأسند إليه
وقرأ الباقون {نكتل} بالنّون وحجتهم قوله {منع منا الكيل} أي لغيبة أخينا فأرسله معنا نكتل ما منعنا لغيبته فإذا كان معنا اكتلنا
[حجة القراءات: 361]
نحن وهو والنّون أولى وذلك أنا إذا قرأنا {نكتل} بالنّون جاز أن يكون أخوهم داخلا معهم وإذا كان (يكتل) بالياء لم يدخلهم في هذه الجملة). [حجة القراءات: 362]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {أخانا نكتل} قرأ حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن الأخ أنه أرسله معهم يكتل لنفسه زيادة بعير، على ما يكتالون هم لأنفسهم، لقولهم: {ونزداد كيل بعير} «65» وقرأ الباقون بالنون على الإخبار عنهم كلهم بالاكتيال، ويقوي ذلك أن الأخ داخل معهم إذا قرئ بالنون، وليس يدخلون هم معه إذا قرئ بالياء، فالنون أعم وأيضًا فإن بعده {ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير}، فكله أخبروا به عن أنفسهم، فحمل {نكتل} على ذلك أولى لتطابق الكلام، وأيضًا فإن قبله {منع منا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/12]
الكيل} فأخبروا عن أنفسهم أنهم منعوا الكيل لغيبة أخيهم، فكذلك يجب أن يخبروا عن أنفسهم بإباحة الكيل لهم إذا حضر معهم أخوهم، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {يَكْتَلْ} [آية/ 63] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى الأخ في قوله تعالى {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} أي أرسله معنا يكتل حمله كما نكتال نحن أحمالنا، والاكتيال هو قبول الكيل وتسلمه، ويكتل: يفتعل من الكيل.
[الموضح: 683]
وقرأ الباقون {نَكْتَلْ} بالنون.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى جماعة المتكلمين، وهم إخوة يوسف الذين قالوا {نَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}، والمعنى أرسل أخانا معنا نكتل ما مُنعناه لغيبته، ألا ترى أنهم قالوا {مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ}، وفي قوله {نَكْتَلْ} يجوز أن يكون أخوهم داخلًا فيهم). [الموضح: 684]

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خيرٌ حافظًا.. (64)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (خيرٌ حافظًا)، وقرأ الباقون (حفظًا)
[معاني القراءات وعللها: 2/47]
قال أبو منصور: من قرأ (حفظًا) و(حافظا) فانتصابه على التمييز، و(حفظًا) مصدر، والحافظ على فاعل). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {فالله خير حافظا} [64].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {حافظًا}.
وقرأ الباقون {حفظًا}.
فمن قرأ {حفظًا} نصبه على التمييز كما تقول: هو أحسن منك وجهًا وأحسن منك رعاية.
ومن قرأ {حافظًا} نصبه على الحال وعلى التمييز جميعًا، واحتج بأن في حرف ابن مسعود {فالله خير الحافظين} جمع حافظ، كما قال: {وتذرون أحسن الخالقين}، والعرب تقول: هو خيرهم أبًا، ثم يحذفون الهاء والميم فيقولون: هو خير أبًا، وكذلك خيرهم حفظًا و{خير حافظًا} بمعنى.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/314]
فإن قال قائل: فما معنى قول العرب: زيد أفره عبدًا وأفره عبد؟
فالجواب في ذلك أنك إذا خفضته مدحته في نفسه، وكان هو العبد الفاره. وإذا نصبت فمعناه: أن عبيد زيد أفره من عبيد غيره، وتقول: الخليفة أفره عبدًا من غيره وأفره عبيدًا. وهذا المملوك أفره عبد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إسقاط الألف وإثباتها، وفتح الحاء وكسرها من قوله: خير حفظا [يوسف/ 64].
فقرأ ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: خير حفظا بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 4/438]
وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم حافظا بألف.
وجه من قال: خير حفظا أنه قد ثبت قوله: ونحفظ أخانا [يوسف/ 65] وقوله: وإنا له لحافظون [يوسف/ 12]، أنهم قد أضافوا إلى أنفسهم حفظا، فالمعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط في حفظهم ليوسف، كما أن قوله: أين شركائي [النحل/ 27 - القصص/ 62] لم يثبت لله تعالى شريكا، ولكن المعنى على الشركاء الذين نسبتموهم إليّ؛ فكذلك المعنى على الحفظ الذي نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان منهم تفريط فإذا كان كذلك، كان معنى: الله خير حفظا من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم لقولكم: ونحفظ أخانا وإنا له لحافظون وإن كان منكم فيه تفريط، وإضافة خير إلى حفظ محال، ولكن تقول: حفظ الله خير من حفظكم، لأن الله حافظ، بدلالة قوله: حافظات للغيب بما حفظ الله [النساء/ 34].
وأما من قال: خير حافظا فينبغي أن يكون: حافظا منتصبا على التمييز دون الحال كما كان حفظا* كذلك، ولا تستحيل الإضافة في قوله: خير حافظا وخير الحافظين كما تستحيل في: خير حفظا فإن قلت: فهل كان ثمّ حافظ كما ثبت أنه قد كان حفظ بما قدّمه، فالقول فيه: إنه قد ثبت أنه كان ثمّ حافظ لقوله: وإنا له لحافظون، ولقوله: يحفظونه من
[الحجة للقراء السبعة: 4/439]
أمر الله [الرعد/ 11] فتقول: حافظ الله خير من حافظكم، كما قلت: حفظ الله خير من حفظكم، لأن لله سبحانه حفظة، كما أن له حفظا، فحافظه خير من حافظكم، كما كان
حفظه خيرا من حفظكم، وتقول: هو أحفظ حافظ، كما تقول: هو أرحم راحم، لأنه سبحانه من الحافظين، كما كان من الراحمين، ولا يكون حافظا في الآية منتصبا على الحال). [الحجة للقراء السبعة: 4/440]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فالله خير حافظًا وهو أرحم الرّاحمين} {ونحفظ أخانا} 64 و65
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {فالله خير حافظًا} بالألف وحجتهم قوله جلّ وعز حكاية عن إخوة يوسف {وإنّا له لحافظون} فقال يعقوب حين قالوا {وإنّا له لحافظون} {فالله خير حافظًا} وأخرى وهي أن في حرف عبد الله بن مسعود (فالله خير الحافظين) جمع حافظ
وقرأ الباقون (فالله خير حفظا) وحجتهم قوله {ونحفظ أخانا} فلمّا أضافوا إلى أنفسهم قال يعقوب (فالله خير حفظا) من حفظكم الّذي نسبتموه إلى أنفسكم قال الفراء (حفظا) تجعل ما بعد خير مصدرا وتنصب على التّفسير وتضمر بعد خير اسم المخاطبين فكأن تقديره فالله خيركم حفظا ويجرى مجرى قولك فلان أحسن وجها تريد أحسن النّاس وجها ثمّ تحذف القوم فكذلك خيركم حفظا ثمّ تحذف الكاف والميم
قال الزّجاج (حفظا) منصوب على التّمييز و{حافظًا} منصوب
[حجة القراءات: 362]
على الحال ويجوز أن يكون {حافظًا} على التّمييز أيضا). [حجة القراءات: 363]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {خيرٌ حافظًا} قرأ حفص وحمزة والكسائي {حافظًا} مثل «فاعل» وقرأ الباقون «حفظًا» على وزن «فعل».
وحجة من قرأ على وزن «فعل» أن أخوة يوسف لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم، في قوله: {ونحفظ أخانا} قال لهم أبوهم: {فالله خير حافظًا}، أي: خير من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم، وقيل: تقديره: فالله خير منكم حفظًا، فأتى بالمصدر الدال على الفعل، ونصبه على التفسير.
24- وحجة من قرأه على «فاعل» أنه أتى به على المبالغة على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، فنصبه على التفسير، ويقوي ذلك أنها في مصحف ابن مسعود {خير الحافظين} وأيضًا فإنهم لما قالوا: {وإنا له لحافظون} قيل لهم: {الله خير حافظًا}، وأيضًا فإن {خير حافظًا} مطابق لقوله: {أرحم الراحمين} في الإضافة، لأنك تقول: الله خير حافظًا والله أرحم راحم، ولو قلت: الله خير حفظ، لم يحسن، فمطابقة {خير حافظًا} مع {أرحم الراحمين} أبين من مطابقة «خير حفظًا» مع {أرحم الراحمين}؛ لأن الله جل ذكره هو الحافظ وليس هو الحفظ، إنما الحفظ فعل من أفعاله وكذلك هو الراحم وليس هو الرحمة إنما الرحمة فعل من أفعاله، وصفة من صفاته، وهذه القراءة أحب إلي، لصحة معناها، أعني حافظًا، لولا أن الأكثر على الأخرى، وقد تقدم ذكر {درجات} في الأنعام والحجة فيها.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/13]
وكذلك ذكر {يعقلون} في الأنعام أيضًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/14]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {خَيْرٌ حَافِظًا} [آية/ 64] بالألف:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أن المعنى حافظ الله خيرٌ من الحافظ منكم فإن لله تعالى حفظةً، كما أن إخوة يوسف ادعوا أنهم حفظةٌ لأخيهم في قولهم {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَافِظًا} أي الحافظ من جملة حفظته خيرٌ من الحافظ منكم.
وقوله {حافظًا} منصوب على التمييز، كما يقال فلانٌ خيرٌ حسبًا وأكثر مالًا.
وقرأ الباقون {خيرٌ حِفْظًا} بغير ألف.
والوجه أنهم أضافوا إلى أنفسهم حفظًا بقولهم {نَحْفَظُ أَخَانَا}، فقال يعقوب عليه السلام {الله خَيْرٌ حَفْظًا} أي إن حفظه خير من حفظكم،
[الموضح: 684 ]
و{حِفْظًا} منصوبٌ على التمييز كما سبق). [الموضح: 685]

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ (65)
أراد بكيل بعير: كيله يحمل على بعير، أضاف (كيل) إلى (بعيرٍ)
وقوله: (ذلك كيلٌ يسيرٌ)، أي: يسهل على الذي يمضي إليه، وإنما قال: (كيل بعيرٍ) لأنه كان لكل رجل منهم وقر بعيرٍ - ولا اختلاف بين القراء في إضافة الأول وتنوين الثاني). [معاني القراءات وعللها: 2/48]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علقمة ويحيى: [رِدَّتْ إلينا] بكسر الراء.
قال أبو الفتح: فُعِل من ذوات الثلاثة إذا كان مضعفًا أو معتلًا عينه يجيء عنهم على ثلاثة أضرب: لغة فاشية، والأخرى تليها، والثالثة قليلة، إلا أن المضعَّف مخالف للمعتل العين فيما أذكره.
أما المضعف، فأكثره عنهم ضم أوله كشُدَّ ورُدَّ، ثم يليه الإشمام، وهو شُِدّ ورُِدّ بين ضم الأول وكسره، إلا أن الكسرة هنا داخلة على الضمة؛ لأن الأفشى في اللغة الضم. والثالث -وهو أقلها- شِدّ ورِدّ وحِلّ وبِلّ، بإخلاص الكسرة، فهذا المضعف.
وأما المعتل العين، فأقوى اللغات فيه كسر أوله، نحو: قِيلَ وبِيعَ وسِيرَ به، ثم يليه الإشمام؛ وهو أن تُدخل الضمة على الكسرة؛ لأن الكسر هنا هو الأفشى، فتقول: قُِيلَ وبُِيعَ وعُِيصَ، والثالث -وهو أقلها- أن تُخلص الضمة في الأول كما أخلصتَ الكسرة فيه مع التضعيف، نحو: رِدّ وحِلّ، فتصح الواو من بعدها؛ فتقول: قُولَ وبُوعَ، وروينا عن محمد بن الحسن، أظنه عن أحمد بن يحيى:
وابْتُذِلَتْ غَضْبَي وأُمُّ الرِّحالْ ... وقُولَ لا أهلَ له ولا مالْ
وقال ذو الرمة:
دنا البيْنُ من ميٍّ فَرِدَّتْ جِمَالُها ... وهاج الهوى تَقْوِيضُها واحتمالُها
[المحتسب: 1/345]
وهذه لغة لبني ضبة، وبعضهم يقول في الصحيح بكسر أوله: قد ضِرْب زيد، وقِتْل عمرو، وينقل كسرة العين على الفاء.
وحُكي عنهم فيما رويناه عن قطرب: بُوعَ متاعُه، وخُورَ له، واخْتُور عليه: أي اخْتِيرَ، وهو الأجود. ومَن أشَمَّ فقال: قُِيل قال: اختير عليه، ومَن قال: شُد قال: اشْتُدَّ عليه، ومن قال: شُِد فأشم أشم أيضًا فقال: اشتُد عليه، ومَن قال: شِدّ قال: اشْتِدَّ عليه.
وحكى الفراء أن بعضهم قرأ: [كشجرةٍ خَبِيثَةٌ اجْتِثَّتْ] بضم تنوين "خبيثة" وكسر تاء "اجتثت". ومن أبيات الكتاب قول الفرزدق:
وما حِل من جهل حُبَا حلمائنا ... ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنِّفُ
بإشمام ضمة الحاء كسرًا كما ترى). [المحتسب: 1/346]

قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة