{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والضّحى... واللّيل إذا سجى...}.فأمّا الضحى فالنهار كله). [معاني القرآن: 3/273] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والضّحى (1) واللّيل إذا سجى (2)} هذا قسم، وجوابه {ما ودّعك ربّك وما قلى} والضحى: النهار، وقيل ساعة من ساعات النهار). [معاني القرآن: 5/339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالضُّحَى} هو النهار كلّه. وكذلك {وَضُحَاهَا} [الشمس: 1] معناه ونهارها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الضُّحَى}: النهار كله). [العمدة في غريب القرآن: 349]
تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والضّحى... واللّيل إذا سجى...} فأمّا الضحى: فالنهار كله، و{الليل إذا سجى}: إذا أظلم وركد في طوله، كما تقول: بحر ساج، وليل ساج، إذا ركد وسكن وأظلم). [معاني القرآن: 3/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والليل إذا سجى} إذا سكن، يقال: ليلة ساجية وليلة ساكنة.
قال الحادي:
يا حبّذا القمراء والليل السّاج = وطرقٌ مثل ملاءٍ النسّاج).
[مجاز القرآن: 2/302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إذا سجا}: إذا سكن. يقال: "ليلة ساجية" أي ساكنة). [غريب القرآن وتفسيره: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({واللّيل إذا سجى}: إذا سكن. وذلك عند تناهي ظلامه وركوده). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والضّحى (1) واللّيل إذا سجى (2)} هذا قسم، وجوابه {ما ودّعك ربّك وما قلى}).[معاني القرآن: 5/339](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({واللّيل إذا سجى (2)} وقوله "إذا سجا" معناه إذا سكن.
قال الشاعر:
يا حبّذا القمراء والليل الساج = وطرق مثل ملاء النّسّاج).
[معاني القرآن: 5/339]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ((سَجَى): سكن، وسجا امتد، وغطى كل شيء بظلامه، وسجا: أظلم). [ياقوتة الصراط: 583]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذَا سَجَى} أي سكن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَجَى}: سكن). [العمدة في غريب القرآن: 349]
تفسير قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ما ودّعك ربّك وما قلى...} نزلت في احتباس الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة [ليلة]، فقال المشركون: قد ودّع محمدا صلى الله عليه وسلم ربّه، أو قلاه التابع الذي يكون معه، فأنزل الله جلّ وعزّ: {ما ودّعك ربّك} يا محمد، {وما قلى} يريد: وما قلاك، فألقيت الكاف، كما يقول: قد أعطيتك وأحسنت، ومعناه: أحسنت إليك، فتكتفى بالكاف الأولى من إعادة الأخرى، ولأن رءوس الآيات بالياء، فاجتمع ذلك فيه). [معاني القرآن: 3/273-274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ما ودّعك} من التوديع وما ودعك مخفّفةٌ من ودعت تدعه.
{وما قلى} أبغض). [مجاز القرآن: 2/302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وما قلى}: أبغض). [غريب القرآن وتفسيره: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما قلى}: ما أبغضك). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {ما ودّعك ربّك وما قلى (3)} أي لم يقطع الوحي عنك ولا أبغضك، وذلك أنه تأخر الوحي عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر يوما، فقال ناس من الناس: إن محمدا قد ودعه صاحبه وقلاه، فأنزل الله عزّ وجلّ - {ما ودّعك ربّك وما قلى} المعنى ما قلاك، كما قال: {والذّاكرين اللّه كثيرا والذّاكرات} المعنى والذاكراته). [معاني القرآن: 5/339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا قَلَى} أي أبغضك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا قَلَى}: أبغض). [العمدة في غريب القرآن: 349]
تفسير قوله تعالى: {وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}
تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى...}. وهي في قراءة عبد الله: "ولسيعطيك [ربك فترضى]" والمعنى واحد، إلا أن (سوف) كثرت في الكلام، وعرف موضعها، فترك منها الفاء والواو، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك، كما قيل: أيشٍ تقول، وكما قيل: قم لا باك، وقم لا بشانئك، يريدون: لا أبالك، ولا أبا لشانئك، وقد سمعت بيتاً حذفت الفاء فيه من كيف، قال الشاعر:
من طالبين لبعران لنا رفضت = كيلا يحسون من بعراننا أثرا
أراد: كيف لا يحسون؟ وهذا لذلك). [معاني القرآن: 3/274]
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ألم يجدك يتيماً فآوى...} يقول: كنت في حجر أبي طالب، فجعل لك مأوى، وأغناك عنه، ولم يك غني عن كثرة مال، ولكنّ الله رضّاه بما آتاه). [معاني القرآن: 3/274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ألم يجدك يتيما فآوى (6)} وكان النبي عليه السلام يكفله عمّه أبو طالب). [معاني القرآن: 5/339]
تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ووجدك ضالاًّ فهدى...} يريد: في قوم ضلاّل فهداك). [معاني القرآن: 3/274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الضّلال: الحيرة والعدول عن الحق والطريق، يقال: ضلّ عن الحق، كما يقال: ضل عن الطريق. ومنه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]). [تأويل مشكل القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ووجدك ضالّا فهدى (7)} معناه -واللّه أعلم- أنه لم يكن يدري القرآن ولا الشرائع فهداه اللّه إلى القرآن وشرائع الإسلام، ودليل ذلك قوله: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)وقال قوم: كان على أمر قومه أربعين سنة). [معاني القرآن: 5/339-340]
تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ووجدك عائلاً}: فقيرا، ورأيتها في مصاحف عبد الله "عديما"، والمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/274]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأغنى...} و{فآوى} يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف). [معاني القرآن: 3/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عائلاً} ذا فقرٍ، قال:
وما يدري الفقير متى غناه = وما يدري الغنىّ متى يعيل
أي يفتقر). [مجاز القرآن: 2/302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عائلا}: ذو عيال). [غريب القرآن وتفسيره: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عائلًا}: فقيرا. و«العائل»: الفقير كان له عيال، أو لم يكن. يقال: عال الرجل، إذا افتقر. وأعال: إذا كثر عياله). [تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَائِلاً} فقيراً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَائِلًا}: فقيراً). [العمدة في غريب القرآن: 349]
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأمّا اليتيم فلا تقهر...} فتذهب بحقه لضعفه، وهي في مصحف عبد الله "فلا تكهر"، وسمعتها من أعرابي من بني أسد قرأها عليّ). [معاني القرآن: 3/274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا اليتيم فلا تقهر (9)} أي لا تقهره على ماله). [معاني القرآن: 5/340]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأمّا السّائل فلا تنهر...} السائل على الباب، يقول: إمّا أعطيته، وإمّا رددته ردًّا لينا). [معاني القرآن: 3/275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأمّا السّائل فلا تنهر (10)} أي لا تنهره، إما أعطيته، وإما رددته ردّا ليّنا). [معاني القرآن: 5/340]
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث...} فكان القرآن أعظم نعمة الله عليه، فكان يقرؤه ويحدث به، ويغيره من نعمه). [معاني القرآن: 3/275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث (11)} أي بلّغ ما أرسلت به وحدّث بالنبوة التي آتاك الله وهي أجلّ النّعم). [معاني القرآن: 5/340]