العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(95)إلى الآية(97)]
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) }


قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وحرامٌ على قريةٍ)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي: (وحرمٌ على قريةٍ) بغير ألف، والحاء مكسورة.
وقال الأعشى: اختار أبو بكر (وحرام) بألف، وأدخلها في قراءة عاصم، وقال: وهي في مصحف عليٍّ بألف. وقرأ الباقون بألف.
[معاني القراءات وعللها: 2/170]
قال أبو منصور: هما لغتان. حرم وحرام. بمعنىً واحد، كما يقال: حلّ وحلال، ونحو ذلك.
قال الفراء: وروي عن ابن عباس أنه قرأ (وحرمٌ على قرية أهلكناها) وفسره: وجب عليها أن لا يرجع إلى دنياها.
وروي عن سعيد ابن جبير أنه قرأ (وحرمٌ على قرية)، فسئل عنها فقال: عزمٌ عليها.
وقال أبو إسحاق في قوله: (وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها) الآية، هذا يحتاج إلى أن يبيّن، ولم يبيّن، وهو واللّه أعلم: أنه لما قال: (فلا كفران لسعيه وإنّا له كاتبون) أعلمنا أن اللّه قد حرم قبول أعمال الكفار، فالمعنى: حرامٌ على قريةٍ أهلكناها أن يتقبل منها عمل لأنهم لا يرجعون، أي: لا يتوبون.
قال أبو منصور: وقد جوّد أبو إسحاق فيما بيّن، وتصديقه ما حدثناه المنذري عن أبي جعفر بن أبي الدميل، قال: حدثنا حميد بن مسعود، قال: حدثنا يزيد ابن زريع، قال: حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: (وحرمٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون) قال: وجب على قريةٍ أهلكناها أنه لا يرجع منهم راجع، ولا يتوب منهم تائب.
حدثنا الحسين قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا صفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، قرأ ابن عباس: (وحرمٌ) قال عثمان: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن داود عن عكرمة
[معاني القراءات وعللها: 2/171]
عن ابن عباس: (وحرمٌ على قريةٍ) قال: [... ] ووكيع عن همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قرأها: و(وحرمٌ).
قال: وحدثنا ابن فضيل عن داود عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأها: (وحرمٌ على قريةٍ أهلكناها أنّهم لا يرجعون).
قال: لا يتوبون). [معاني القراءات وعللها: 2/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {وحرام على قرية} [95].
قرأ أهل الكوفة {وحرم} بكسر الحاء مثل عليم إلا حفصًا. وقرأ الباقون {وحرم} وهما لغتان حل وحلال، وحرم، وحرام.
وقيل: وحرم على قرية أي: واجب عل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون. وقال معناه: يرجعون، ولا «لا» صلة. كما قال:
ما كان يرضي رسول الله فعلهم = والطيبان أبو بكر ولا عمر
وقال آخر:
فما ألوم البيض ألا تسحرا = لما رأين الشمط القفندرا
معناه: أن تسحر و«لا» زائدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/68]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: وحرام على قرية أهلكناها [الأنبياء/ 95].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: (وحرم) بكسر الحاء بغير ألف.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: وحرام على قرية بألف.
وحرم وحرام: لغتان، وكذلك: حلّ وحلال. فكلّ واحد من حرم إن شئت رفعته بالابتداء لاختصاصه بما طال بعده من الكلام، وإن شئت جعلته خبر مبتدأ، وكان المعنى: وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون، وجعلت (لا) زائدة، والمعنى: وحرام على قرية أهلكناها رجوعهم، كما قال: فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون [يس/ 50] وإن شئت جعلت حراما وحرما خبر مبتدأ، وأضمرت مبتدأ، ويكون المعنى: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون، وجعلت (لا) غير زائدة، أي رجوعهم، المعنى: وحرام على قرية أهلكناها بالاستئصال رجوعهم، ومعنى حرام عليهم: أنهم ممنوعون من ذلك، كما يمنعون من الأشياء المحرمة في الشرع والعقل. وقيل في تفسير قوله: ويقولون حجرا محجورا [الفرقان/ 22] إن المعنى: حراما محرما، فهذا من معنى الامتناع، وما حتم به عليهم، كما أن حرام على قرية أهلكناها كذلك ليس كحظر الشريعة الذي إن شاء المحظور عليه ركبه. وإن شاء توقاه وتركه، وكان
[الحجة للقراء السبعة: 5/261]
الأمر فيه موقوفا على اختياره وأما: أولم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون [يس/ 31] فيحتمل ضربين: أحدهما: كم أهلكنا بأنهم إليهم لا يرجعون، أي: بالاستئصال، والآخر: أنّ قوله: كم أهلكنا، يدلّ على إهلاكنا، فيكون قوله: أنهم إليهم لا يرجعون فيكون هذا هو الإهلاك، ولا تكون بدلا من (كم) لأن كم يراد به أهل القرون الذين أهلكوا، وليس الإهلاك فيبدل منهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن المسيب وعكرمة وقتادة: [وَحَرِمَ عَلَى قَرْيَةٍ].
وقرأ: [وحرُم] ابن عباس -بخلاف- وأبو العالية وعكرمة.
وقرأ: [وَحَرَمَ عَلَى قَرْيَةٍ] قتادة ومطر الوراق.
وقرأ: [وَحَرِمَ]، بفتح الحاء، وكسر الراء، والتنوين في الميم عكرمة، بخلاف.
وقرأ: [وحَرْمٌ]، بفتح الحاء، وسكون الراء والتنوين ابن عباس، بخلاف.
قال أبو الفتح: أما [حَرِمَ] فالماضي من حَرِمَ، كقَلِقَ من قَلِقٍ، وبَطِرَ من بَطِرٍ. قالوا: حرم زيد، وهو حرم وحارم: إذا قبر ماله، وأحرمته: قمرته. قال زهير:
وإن أتاهُ خليلٌ يومَ مسألةٍ ... يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمٌ
وأما [حَرُمَ] فأمره في الاستعمال ظاهر.
ومن جهة أحمد بن يحيى: [وَحَرِمٌ عَلَى قَرْيَةٍ]، أي: واجبٌ وحرامٌ، معناه: حُرِّمَ ذلك عليها، فلا تُبعث إلى يوم القيامة، وهذا على زيادة "لا"، وحَرِمَ الرجلُ: إذا لجَّ في شيء ومَحَكَ.
[المحتسب: 2/65]
وأما [حَرُمَ] فمن حَرَمْتُه الشيءَ: إذا منعْتُه إياه، فقد عاد إذًا إلى معنى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} . وأما [حَرْمٌ]، بفتح الحاء، وتسكين الراء فمخفف من حَرِمٌ على لغة بني تميم، فهو كبَطْر من بَطِرٍ، وفَخْذ من فَخِذٍ، وكَلْمة من كَلِمَة. وقال أبو وعلة:
لا تأمنَنْ قوما ظلمتَهُمُ ... وبدأتَهُمُ بالشرِّ والحِرْمِ.
فكسَر، فهذا يصلح أن يكون من معنى اللجاج والمحك، ويصلح أن يكون من معنى الحرمان، أي: ناصبتهم وحرمتهم إنصافك). [المحتسب: 2/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} 95
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر (وحرم على قرية) بغير ألف وقرأ الباقون {وحرام} قال قطرب هما لغتان مثل حل وحلال وحرم وحرام وقال قوم حرم بمعنى عزم وحرام بمعنى واجب). [حجة القراءات: 470]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {وحرام على قرية} قراه أبو بكر وحمزة والكسائي «وحرم» بكسر الحاء من غير ألف بعد الراء، وقرأ الباقون بفتح الحاء وبألف بعد الراء، وهما لغتان كالحل والحلال). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وحَرَمٌ عَلَى قَرْيَةٍ}[آية/ 95] بكسر الحاء من غير ألف:
قرأها حمزة والكسائي و- ياش- عن عاصم.
وقرأ الباقون و- ص- عن عاصم {وحَرَامٌ}بالألف.
والوجه أن حرمًا وحرامًا لغتان، كما يقال: حل وحلال). [الموضح: 867]

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج (96)
قرأ ابن عامر ويعقوب (فتّحت) بالتشديد. وخففها الباقون.
قال أبو منصور: التشديد في تاء (فتّحت) للتكثير، ومن خفف فهو فتح واحد للسدّ الذي سده ذو القرنين، وكان التخفيف أجود لوجهين؛ لأنه سدٌّ لا يفتح إلا مرة واحدة ثم لا يسدّ). [معاني القراءات وعللها: 2/172]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {حتى إذا فتحت} [96].
قرأ ابن عامر {فتحت} مشددًا، أي: مرة بعد مرة، والتشديد: للتكثير، والتكرير.
وقرأ الباقون {فتحت} تخفيفًا.
قأما قوله: {يأجوج ومأجوج} فقرأ عاصم وحده بالهمز {يأجوج} والباقون بغير همز وقد ذكرت علته في (الكهف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/67]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- [وقوله تعالى:] {وهم من كل حدب ينسلون} [96]،
قرأ ابن عباس: {من كل جدث}. أي: من كل قبر، يقال: للقبر، الجدث، والجدف، والريم، والضريح، والملحد، والبيت، والرجم،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/67]
الرمس. قال الشاعر في البيت:
* وعند الرداع بيت آخر كوثر *
أي: قبر آخر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/68]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ: فتحت خفيفا غير ابن عامر فإنه قرأ (فتّحت) مشددا.
من خفف فلأن الفعل في الظاهر مسند إلى هذين الاسمين، فلم يحمل ذلك على الكثرة فيجعله بمنزلة: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50].
ومن شدّد ذهب إلى المعنى، وإلى أنّ ثمّ سدما وردما يفتح، وذلك كثير في المعنى، فجعله مثل: مفتحة لهم الأبواب.
ويجوز أن يكون المعنى: حتى إذا فتح سدّ يأجوج ومأجوج، فأريد السدّ وأضيف الفعل إليهما، والسدّ في اللفظ واحد فلم يحمل على الكثرة لانفراده في اللفظ). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلهم قرأ (ياجوج وماجوج) [الأنبياء/ 96] غير مهموز إلا عاصما فإنه قرأ: يأجوج ومأجوج بالهمز.
وقد تقدّم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/262]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [مِنْ كُلِّ جَدَث يَنْسِلُونَ].
قال أبو الفتح: هو القبر بلغة أهل الحجاز، والجَدَفُ بالفاء لبني تميم. وقالوا: أجدثْتُ له جَدَثًا، ولم يقولوا: أجدفْتُ، فهذا يريك أن الفاء في [جَدَفٍ] بدل من الثاء في [جَدَثٍ]. ألا ترى الثاء أذهب في التصرف من الفاء؟ وقد يجوز أن يكونا أصليين إلا أن أحدهما أوسع تصرفا من صاحبه، كما قالوا: وَكَّدْتُ عهدَه وأَكَّدْتُه، إلا أن الواو أوسع تصرفًا من الهمزة. ألا تراهم قالوا: قد وَكَدَ وَكْدَهُ، أي: شغل به، ولم يقولوا: أَكَدَ أَكْدَهُ؟ فالواوُ إذًا أوسعُ تصرفًا، وعليه قالوا: مودَّةٌ وكِيدَةٌ، ولم يقولوا: أكِيدَةٌ. وقالوا: وَكَّدْتُ السَّرجَ، والوِكَادُ، ولم تستعملْ هنا الهمزةُ، فهذا مذهبٌ مقتاس على ما رأيتك هنا). [المحتسب: 2/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج}
قرأ ابن عامر {حتّى إذا فتحت} بالتّشديد أي مرّة بعد مرّة وقرأ الباقون بالتّخفيف أرادوا بمرّة واحدة). [حجة القراءات: 470]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {فتحت يأجوج ومأجوج} قرأ ابن عامر بالتشديد، وخفف الباقون، وهما لغتان، وفي التشديد معنى التكرير والتكثير، والتخفيف فيه أبين، لأن تقديره: حتى إذا فتح سد يأجوج، فهو واحد، فلا معنى للتكثير، وقيل: التشديد أقوى، لأن ثمَّ سدا وبناء وردما، فالفتح لأشياء مختلفة يكون، والتشديد أولى به، والتخفيف الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فُتِحَتْ}[آية/ 96] بتشديد التاء:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبني لمعنى الكثرة، فلذلك كان بالتشديد، والفعل مسند إلى {يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ}، وفيهم كثرة، فلكثرة من أسند إليهم الفعل الذي لم يسم فاعله، بني الفعل للتكثير.
وقرأ الباقون {فُتِحَتْ}بتخفيف التاء.
والوجه أن الفعل وإن كان مسنداً إلى يأجوج ومأجوج، وفيهم كثرةٌ، فإن المعنى فتح سد يأجوج ومأجوج؛ لأن المفتوح هو السد، فلما كان التقدير هذا، ثم حذف المضاف وهو السد، وأقيم المضاف إليه مقامه، وهو يأجوج، أسند الفعل إليه، وهو مؤنث، فأنث فعله.
ويجوز أن يكون الفعل خفف، وإن كان مسنداً إلى جمع؛ لأن الفعل وإن كان مخففًا، فقد يكون للكثرة لما في الفعل من معنى الجنسية). [الموضح: 868]

قوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(98)إلى الآية(100)]
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)}


قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السَّمَيفع: [حَصْبُ جَهَنَّمَ]، ساكنة الصاد.
وقرأ: [حَضَبُ]، بالضاد مفتوحة- ابن عباس.
وقرأ: [حَضْبُ]، ساكنة الضاد كُثِّير عَزَّة.
[المحتسب: 2/66]
وقرأ: [حَطَبُ جَهَنَّمَ] علي بن أبي طالب وعائشة عليهما السلام وابن الزبير وأبي بن كعب وعكرمة.
قال أبو الفتح: أما الحَضَبُ بالضاد مفتوحة، وكذلك بالصاد غير معجمة فكلاهما الحطب، ففيه ثلاث لغات: حَطَبُ، وحَضَبُ، وحَصَبُ, وإنما يقال: حَصَبٌ إذا ألقي في التنور والموقد. فأما ما لم يستعمل فلا يقال له: حصب. وقال أحمد بن يحيى: أصل الحَصْب الرمي، حطبًا كان أو غيره. فهذا يؤكد ما ذكرناه من كونه المرمي في النار.
قال الأعشى:
فًلا تَكُ في حَرْبِنًا مِحْضَبًا ... لِتَجْعَلَ قوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا
فأما "الحَصْب" ساكنا بالصاد والضاد فالطرح، فقراءة من قرأ: [حَضْبُ جَهَنَّمَ] و [حَصْبُ جَهَنمَ] بإسكان الثاني منهما إنما هو على إيقاع المصدر موقع اسم المفعول. كالخلق في معنى المخلوق، والصيد في معنى المصيد. وقد تقدم ذكر ذلك). [المحتسب: 2/67]

قوله تعالى: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99)}
قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(101)إلى الآية(104)]
{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) }


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)}
قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102)}
قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)}
قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كطيّ السّجلّ للكتاب (104)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (للكتب) جميعًا. وقرأ الباقون (للكتاب) موحدًا. واجتمعوا كلهم على تثقيل (السّجلّ).
[معاني القراءات وعللها: 2/172]
قال أبو منصور: من قرأ (الكتاب) واحدًا أجاز أن يكون بمعنى: الكتابة. ويجوز أن يكون (الكتاب) بمعنى: الكتب. والقراءة بالكتاب موحدًا أكثر، ومعناها واحد.
حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا ابن داود قال: حدثنا الأسود شاذان قال: حدثنا نوح بن قيس عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس (يوم نطوي السّماء كطيّ السّجلّ) قال: السّجل: رجلٌ وقيل: كاتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال السّدّي: السّجلّ: ملكٌ.
وقيل: السّجلّ: الصحيفة التي فيها الكتابة). [معاني القراءات وعللها: 2/173]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وقوله تعالى: {للكتب كما بدأنا} [104].
قرأ حزة، والكسائي، وحفص عن عاصم {للكتب} جمعًا.
وقرأ الباقون {للكتب} واحدًا. وقد تقدمة علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/69]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: (للكتاب) وللكتب [الأنبياء/ 104] في
[الحجة للقراء السبعة: 5/262]
الجمع والتوحيد. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: للكتب جماعا. وقرأ الباقون (للكتاب) واحدا.
قيل: إن أبا الجوزاء روى عن ابن عباس: أن السّجلّ: الرجل، أراد كطيّ الرجل الصحيفة، وروى عن السدّي أن السّجلّ ملك يطوي الصحف، قال قتادة: يوم نطوي السماء كطي السجل كطيّ الصحيفة فيها الكتب.
يوم نطوي السماء يكون في انتصابه وجهان: أحدهما: أن يكون بدلا من الهاء المحذوفة من الصلة، ألا ترى أن المعنى: هذا يومكم الذي كنتم توعدونه، والآخر: أن يكون منتصبا بنعيده، المعنى: نعيد الخلق إعادة كابتدائه، أي: كابتداء الخلق، ومثل ذلك في المعنى قوله: كما بدأكم تعودون [الأعراف/ 29] ولا يكون الكلام على الظاهر لأن الظاهر تعودون كالبدء، وليس المعنى على تشبيههم بالبدء، إنما المعنى على إعادة الخلق كما ابتدأ، فتقدير:
كما بدأكم تعودون: كما بدأ خلقكم يعود خلقكم، أي: يعود خلقكم عودا كبدئه، فكما أنه لم يعن بالبدء ظاهره من غير حذف المضاف إليه منه، كذلك لا يعنى بالعود من غير حذف المضاف إليه منه، فحذف المضاف الذي هو الخلق، فلما حذف قام المضاف إليه مقام الفاعل، وصار الفاعلون مخاطبين، كما أنه لما حذف المضاف من قوله كما بدأ خلقكم، صار المخاطبون مفعولين في اللفظ، ومثل ذلك في المعنى: كما بدأنا أول خلق نعيده والخلق هنا اسم الحدث لا الذي يراد به المخلوق، فأمّا قوله: كظل السجل، والمصدر فيه
[الحجة للقراء السبعة: 5/263]
مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف من اللفظ كقوله: بسؤال نعجتك إلى نعاجه [ص/ 24] والتقدير: كطيّ الطاوي الكتب، كما أن المعنى بسؤالك نعجتك، وكأن معنى قوله: كطي السجل: كطيّ الصحيفة مدرجا فيها الكتب، أي: كطيّ الصحيفة لدرج الكتب فيها، على تأويل قتادة، و: كطيّ الصحيفة لدرج الكتب، فحذف المضاف والمصدر مضاف إلى الفاعل على قول السدّي، والمعنى كطيّ زيد الكتب، فتكون اللام على هذا زائدة كالتي في ردف لكم [النمل/ 72] ألا ترى أنه لو قال: كطيّ زيد الكتب، لكان مستقيما.
فأمّا قول من أفرد الكتاب، ولم يجمع، فإنه واحد يراد به الكثرة، كما أن قول من قال: (كل آمن بالله وملائكته وكتابه) [البقرة/ 285] كذلك، ومن قرأ: للكتب جمع اللفظ كما أن المراد به في المعنى الجمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/264]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي زرعة: [السُجُلِّ] بضم السين والجيم، مشددة. وهذا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، وكان قد قرأ على أبي هريرة.
وقرأ: [كَطَيِّ السِّجْلِ]، بكسر السين، ساكنة الجيم، خفيفة اللام- الحسن، وأجازه أبو عمرو، وحكاه عن أهل مكة.
وقرأ أبو السمال: [السَّجْل]، بفتح السين والجيم ساكنة، واللام خفيفة.
قال أبو الفتح: السَّجْل: الكتاب، ويقال: هو كتاب العهدة ونحوها. وقال قوم: هو
[المحتسب: 2/67]
فارسي معرب، وأنكر ذلك أصحابنا: أبو عبيدة وكافة أصحابنا، وقالوا: بل هو عربي، وهذه اللغات بعد مسموعة فيه. وقال قوم: هو مَلَك، وقال آخرون: هو كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك مدفوع؛ لأن كتابه معروفون.
ويشبه أن يكون هذان القولان إنما قاد إليهما توهم من ظن أن السجلّ هنا فاعل في المعنى، وإنما هو مفعول في المعنى. وهو كقولك: كطي الكتاب للكتابة، وقوله: "للكتاب" كقولك: للكتابة، أي كطي الكتاب لأن يكتب فيه؟). [المحتسب: 2/68]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يوم نطوي السّماء كطي السّجل للكتب}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {كطي السّجل للكتب} بضم الكاف والتّاء وحجتهم ما روي عن ابن عبّاس أنه قال السّجل ملك وهو الّذي يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه
[حجة القراءات: 470]
وقرأ الباقون (للكتاب) وحجتهم أن الكتاب في معنى مصدر وتأويله كطي الصّحيفة للكتب فيها كما يطوي الكاتب الصّحيفة عند إرادته الكتب قال مجاهد السّجل الصّحيفة الّتي يكتب فيها فإن قال قائل كيف تطوي الصّحيفة الكتاب إن كان السّجل صحيفة قيل ليس المعنى في ذلك ما ذهبت إليه وإنّما معناه يوم نطوي السّماء كما يطوى السّجل على ما فيه من الكتاب ثمّ جعل يطوي مصدرا فقيل {كطي السّجل} واللّام في قوله للكتاب بمعنى على وقال آخرون منهم ابن عبّاس السّجل اسم رجل كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه فإن صحّ ذلك فالطي مضاف إلى كاتبه ومعناه كطي الملك أو الكاتب للكتاب وقراءتهم أحب إليّ لأن الكتاب يجمع المعنيين إن كان مصدرا وإن كان واحدًا فهو يؤدّي عن معنى الجمع). [حجة القراءات: 471]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {للكتب} قرأ حفص وحمزة والكسائي {للكتب} بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من وحَّد أن ابن عباس قال: السِّجل والرَّجُل، فالتقدير: كطي الرجل الصحيفة، وقال السدي: السجل ملك يطوي الكتاب، فيكون {طي} على هذين القولين مضافًا إلى الفاعل، واللام في {للكتاب} زائدة، وقال قتادة: السجل الصحيفة بعينها، والمعنى: كطي الصحيفة فيها الكتب. فيكون المصدر مضافا إلى الفعل، والتقدير: كطي الطاوي السجل فيه الكتب
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/114]
أي: يدرج الكتب فيها، وتكون اللام غير زائدة، دخلت للتعدي، أي قد تعدت الطي إلى مفعول، وهو السجل، فيكون التوحيد على لفظ السماء، شبهه، تعالى ذكره، طيه للسماء كطي الملك للكتاب.
15- وحجة من قرأ بالجمع أن لفظ السماء موحَّد، يُراد به الجمع، لأن السماوات كلها تطوى، ليس تُطوى سماء واحدة، دليل ذلك قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} «الزمر 67» وإذا كان السماء يُراد بها الجمع، فمعناه: يوم نطوي السماوات كطي الملك للكتب، فأنّث الكتب بالجمع كالسماوات، فالقراءة الأولى محمولة على لفظ السماء في التوحيد، والثانية محمولة على معنى السماء في الجمع، فالقراءتان متقاربتان، والتوحيد أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}[آية/ 104] من غير ألف على الجمع:
قرأها حمزة والكسائي و- ص- عن عاصم.
والوجه أن السجل اسم ملكٍ يطوي كتب بني آدم عند الموت، وقيل: السجل الرجل بلغة الحبشة، وقيل: السجل كاتب النبي صلى الله عليه وسلم.
والطي مصدر مضاف إلى الفاعل في هذه الوجوه، والمعنى كما يطوي السجل الكتب.
[الموضح: 868]
وقيل: السجل الصحيفة، وعلى هذا يكون المصدر مضافًا إلى المفعول به، والمعنى كما يطوى السجل للكتب، أي سجل الكتب، كما تقول مررت بالدار لزيد، أي بدار زيدٍ.
وقرأ الباقون {الكِتَابَ}بالألف على الوحدة.
والمعنى مثل الأول في الوجوه المذكورة في السجل والكتاب.
ويجوز أن يعني به الكثرة، فيكون المراد به الكتب أيضًا.
ويجوز أن يكون الكتاب يراد به الكتابة، والمعنى كما تطوى الصحيفة لأجل الكتابة التي فيها، فيكون المصدر على هذا مضافًا إلى المفعول به). [الموضح: 869]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنبياء

[من الآية(105)إلى الآية(112)]
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مسّني الضّرّ (83) و: (عبادي الصّالحون (105)
أرسل الياء فيهما حمزة، وفتحها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/174] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} [105] قرأ حمزة {في الزبور} بالضم.
وقرأ الباقون بالفتح. وقد تقدمت علته في (النساء). وإنما أعدت ذكره؛ لأن العلماء قالوا: إن «بعد» ها هنا بمعنى قبل، و{الذكر} القرآن، والأرض أرض الجنة، فمعناه، ولقد كتبنا في زبور داود من قبل القرآن: أن أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/69]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة وحده: (الزبور) [الأنبياء/ 105] بضم الزاي، وقرأ الباقون: الزبور بفتح الزاي.
وقد مضى القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/264]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولقد كتبنا في الزبور}
قرأ حمزة {ولقد كتبنا في الزبور} بضم الزّاي يعني في الكتب جمع زبر مثل قرح وقروح
وقرأ الباقون {في الزبور} بفتح الزّاي أراد زبور داوود). [حجة القراءات: 471]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {الزُبُورِ}[آية/ 105] بضم الزاي:
قرأها حمزة وحده.
وقرأ الباقون {الزَبُورِ}بفتح الزاي.
وقد مضى الكلام فيه في سورة النساء). [الموضح: 869]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)}
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}
قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)}
قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}
قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ: [وَإِنْ أَدْرِيَ لَعَلَّه]، [وَإِنْ أَدْرِيَ أَقرِيبٌ]، بفتح الياء فيهما جميعا.
قال أبو الفتح: أنكر ابن مجاهد تحريك هاتين الياءين، وظاهر الأمر لعمري كذلك، لأنها لام الفعل بمنزلة ياء أرمي وأفضي، إلا أن تحريكها بالفتح في هذين الموضعين لشبهة عرضت هناك، وليس خطأ ساذجا بحتا.
وذلك أنك إذا قلت: "أدري" فلك هناك ضمير وإن كان فاعلا، فأشبه آخرهُ، آخرَ ما لك فيه ضمير وإن كان مضافا إليه، كقولك: غلامي وداري. فلما تشابه الآخران بكونهما ياءين، وهناك أيضا للمتكلم ضميران، وهما المرفوع في "أدري" و"صاحبي"؛ ففتحت الياء في "أدري" كما تفتح في نحو "داري" و"غلامي".
ولا تستبعد في الشبه نحو هذا، فقد همزوا مصائب لما أشبه حرف اللين في مصيبة -وإن كانت عينا- حرف اللين في صحيفة وإن كان زائدا. وقالوا ما هو أعلى من هذا، وهو أنهم تركوا صرف أحمد وأصرم لما أشبها بالمثال نحو أركبُ وأذهبُ، وقالوا أيضا: مَسِيل، وهو من سال يسيل وياؤه عين، ثم عاملوها معاملة ياء فعيل الزائدة، فقالوا:
[المحتسب: 2/68]
أمسلة. كما قالوا: أجربة، قالوا: سالت معنانه. فحذفوا ياء معين، وهو من العيون، وأجروها مجرى ياء قفيز وقفزان الزائدة. هذا هو الظاهر. فأما قولهم: مَسِيل ومُسُل، وأَمْعَنَ بحقِّهِ: إذا أجاب إليه وانقاد له -فقد يجوز أن يكون إنما ساغ ذلك لما سمعوهم يقولن: مُعْنَان وأمْسِلَة، كما قال أبو بكر في قولهم ضَفنَ الرجلُ يضفِنُ إذا جاء ضيفًا مع الضيف: لما قالوا ضيفَنَ، فأشبه فيعلا. فصارت النون في ضيفن كالأصل، إلا أن فَيْعَلا أكثر من فَعْلَن. فاشتُقَّ منه على أقوى ما يجب في مثله؛ فثبتت النون في ضَفَن لاما وإن كانت في ضَيْفَن زائدة. فكذلك شبهوا ياء "أدري" بياء غلامي وداري من حيث ذكرنا. فاعرفه معنى كالعذر أو عذرا). [المحتسب: 2/69]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل رّبّ احكم بالحقّ (112)
قرأ حفص عن عاصم (قال ربّ احكم بالحقّ) بألفٍ.
وقرأ الباقون (قل رّبّ احكم) بغير ألف.
قال أبو منصور: من قرأ (قال ربّ احكم) فالمعنى: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (ربّ احكم بالحقّ)، مسألة سألها ربّه.
ومن قرأ (قل رّبّ) فهو تعليم من الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يسأله الحكم بالحقّ.
وجاء في التفسير: أنه كان من مضى من الرسل يقولون: (ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ).
ومعناه: احكم، فأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: (ربّ احكم بالحقّ) ). [معاني القراءات وعللها: 2/173]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (على ما تصفون (112)
روى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (يصفون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو خطاب للكفار، أراد: على وصفكم أنتم. ومن قرأ بالياء فهو خبر عن الغائب.
وروي في التفسير في قوله (على ما تصفون) أي: على ما تكذبون). [معاني القراءات وعللها: 2/174]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {قال رب احكم بالحق} [112].
فيه أربع قراءات
فروى حفص عن عاصم: {قل رب} على الخبر.
وقرأ الباقون: {قل رب} على الأمر.
فإن قال قائل: الله تعالى لا يحكم إلا بالحق فلم قيل: {رب احكم بالحق}؟
فقل: التقدير: احكم بحكمك يا رب. ثم سمي الحكم حقًا.
والقراءة الثالثة {رب احكم} بضم الباء. قرأ بذلك أبو جعفر يزيد بن القعقاع. كأنه جعله نداء مفردًا لا مضافًا، كما تقول يا رب، ويا رب.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/69]
ويا قوم اعبدوا الله، ويا قوم.
ويحوز أن يكون اختلس كسرة الياء؛ لأن الخروج من كسر إلى ضم شديد، فأشمها الضم. كما قرأ أيضًا: {وإذ قلنا للملئكة اسجدوا} بضم الهاء.
والقراءة الرابة: حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن الضحاك قرأ {قل ربي احكم بالحق} وهذا وجه حسن، إل أنه يخالف المصحف، لزيادة الياء، فعلى قراءة الضحاك: {ربي} رفع بالابتداء، {وأحكم} خبر الابتداء. كما يقول: {الله أحسن الخلقين} ومن قرأ {رب} فموضعه نصب؛ لأنه نداء مضاف. ومعناه: يا ربي. فسقطت الياء تخفيفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/70]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {عما يصفون} [112].
قرأ ابن عامر وحده بالياء إخبارًا عن غيب.
وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/70]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن اليتيم وغيره عن حفص عن عاصم: قال رب احكم [الأنبياء/ 112] بألف.
وقرأ الباقون: (قل ربّ) بغير ألف.
من قال: قال رب احكم بالحق أراد: قال الرسول: رب احكم، وحجة ذلك أن الرسل قبله- عليهم السلام- قد دعوا بمثل هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/264]
في قولهم: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق [الأعراف/ 89]. و (قل) على: قل أنت يا محمد). [الحجة للقراء السبعة: 5/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: على ما تصفون [الأنبياء/ 112].
فقرأ ابن عامر وحده: (على ما يصفون) بالياء في رواية ابن ذكوان، وفي رواية هشام بن عمار بالتاء. وقرأ الباقون بالتاء.
والتاء على ما تكذّبون به من ردّكم إعادة الأموات، والياء على ما يصفون، يصف هؤلاء الكفار من كذبهم فيما يكذّبون به من إحياء الأموات والبعث والنشور والجنة
والنار). [الحجة للقراء السبعة: 5/265]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [قُلْ رَبُّ احْكُمْ] بضم الباء، والألف ساقطة على أنه نداء مفرد.
قال أبو الفتح: هذا عند أصحابنا ضعيف، أعني حذف حرف النداء مع الاسم الذي يجوز أن يكون وصفا لأي. ألا تراك لا تقول: رجل أقبل؛ لأنه يمكنك أن تجعل الرجل وصفا لأي. فتقول: يأيها الرجل؟ ولهذا ضعف عندنا قول من قال في قوله تعالى : {هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}: إنه أراد يا هؤلاء. وحذف حرف النداء من حيث كان "هؤلاء" من أسماء الإشارة، وهو جائز أن يكون وصفا لأي في نحو قوله:
ألا أيُّها ذا المنزِلُ الدارِسُ الذي ... كأنَّكَ لم يعهدْ بِكَ الحيَّ عاهِدُ
[المحتسب: 2/69]
و [رَبُّ] مما يجوز أن يكون وصفا لأي، ألا تراك تجيز يأيها الربُّ؟ قال أصحابنا فلم يكونوا ليَجمعوا عليه حذف موصوفه وهو "أي"، وحذف حرف النداء جميعا.
وعلى أن هذا قد جاء مثلُه في المثَل، وهو قولهم: افتدِ مخنُوق، وأصبِحْ ليل، وأطرقْ كَرا. يريد يا مخنوق، وياليل، ويا كروان. وعلى أن الأمثال عندنا وإن كانت منثورة فإنها تجري في تحمل الضرورة لها مجرى المنظوم في ذلك. قال أبو علي: لأن الغرض في الأمثال إنما هو التسيير، كما أن الشعر كذلك، فجرى المثل مجرى الشعر في تجوز الضرورة فيه ومن الشعر قوله:
عجِبْتُ لِعطَّارٍ أَتانا يَسُومُنا ... بِدَسْكَرَةِ المَرَّانِ دُهْنَ البنفسجِ
فَقُلْتُ له: عطارُ هَلّا أتيْتَنا ... بنَوْر الخزامى أو بِخُوصَةِ عَرْفَجِ
[المحتسب: 2/70]
أراد يا عطار.
وقد ذكرنا هذا في غير موضع من كتبنا، وإنما قال ابن مجاهد: والألف ساقطة لأجل قراءة ابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر والجحدري والضحاك وابن محيصن: [رَبِّي احْكُمْ بِالْحَقِّ] بياء ثابتة، وفتح الألف والكاف، ورفع الميم). [المحتسب: 2/71]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال رب احكم بالحقّ} 112
قرأ حفص {قال رب احكم} هو إخبار الله جلّ وعز عن نبيه صلى الله عليه وآله أنه قال
يا رب احكم بالحقّ وقرأ الباقون {قل} على الأمر أي قل يا محمّد يا رب احكم بالحقّ). [حجة القراءات: 471]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {قال رب احكم} قرأه حفص بألف، على الإخبار عن قول النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ الباقون «قل» بغير ألف على الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالقول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {قَالَ رَبِّ احْكُم}[آية/ 112] بالألف من {قَالَ}:
قرأ عاصم- ص-.
والوجه أنه على الإخبار عن الرسول صلى الله عليه (وسلم) بأنه دعا الله تعالى أن يحكم بينه وبين قومه بالحق، كما دعت الرسل التي قبله بمثل ذلك حين قالوا {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ}.
وقرأ الباقون {قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ}.
والوجه أنه على الأمر، أي قل يا محمد رب احكم بالحق). [الموضح: 870]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {عَلَى مَا تَصِفُونَ}[آية/ 112] بالتاء:
اتفقت القراء كلهم على القراءة بالتاء، إلا ما روي عن ابن عامر أنه قرأ بالياء.
ووجه القراءة بالتاء أنه على المخاطبة لهم، والمعنى وربنا المستعان على ما تقولون أيها الكفار من ردكم وتكذيبكم إحياء الأموات، والخطاب أشد موافقةً لما قبله، وهو قوله {فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ}، وقوله {لِمَا تُوعَدُونَ}، وقوله {تَكْتُمُونَ}، وقوله {فِتْنَةٌ لَّكُمْ}، والكل على الخطاب.
ووجه قراءة ابن عامر أنه على الغيبة؛ لأن ما تقدمه مما يتصل به يقتضي
[الموضح: 870]
الغيبة، وهو قوله تعالى {قُلْ رَبِّ احْكُمْ}؛ لأن المعنى يا رب احكم بيني وبين هؤلاء الكفار بالحق وربنا المستعان على ما يصفه الكفار، أي يقولونه من تكذيب أمر البعث، ومعنى {يَصِفُونَ}: يقولون، كما قال تعالى {ولا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ}أي: تقول). [الموضح: 871]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة