قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((إنَّ ما بالرعدِ والمفتوحَ صلْ وعن ما) أي: وكذا اتَّفَقُوا أيضًا على قَطْعِ (إن) الشرطيَّةِ عن (ما) المُؤَكِّدَةِ في قولِه تعالى: { وإنْ مَا نُرِيَنَّكَ بعضَ الذي نَعِدُهُمْ} بالرعدِ).[المنح الفكرية:1/66]قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثانيةُ: "إن" مكسورةُ الهمزةِ ساكنةُ النونِ، وهي الشرطيَّةُ مع ما المؤكِّدةِ، جاءت في التنزيلِ على قسمين، القسمُ الأوَّلُ: مقطوعٌ بالاتِّفاقِ وذلك في مَوضعٍ واحدٍ فقط، وهو قولُه تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ}بسورةِ الرعدِ (آية: 40) اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ (إن) عن (ما) في هذا الموضعِ ويُوقَفُ على "إن" اختباراً بالموحَّدةِ أو اضطراراً، وتُدغمُ النونُ في الميمِ لفظاً لا خطًّا.
القسمُ الثاني: وهو موصولٌ باتِّفاقِ المصاحفِ.
وتُدغمُ فيه النونُ خطًّا ولفظاً وهو ما سِوى موضِعِ القطْعِ نحوُ قولِه تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} بسورةِ سيِّدِنا يونسَ عليه الصلاةُ والسلامُ (آية/46)، وقولِه سبحانَه: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ}بسورةِ غافرٍ (آية/77)، وقولُه سبحانَه: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} بالأنفالِ (آية/57)، وما إلى ذلك).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(ثانياً: (إن) الشرطية مع (ما) تقطع في موضع واحد في القرآن الكريم {وإن ما نرينك} بسورة الرعد تقول: {وإن} وماسواها فهو موصول باتفاق. تقول: وإما.
وأما نحو {أما أشتملت}، {أما ماذا كنتم} فهو موصول كله باتفاق، تقول: {أما}).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]
الوقف على " أما"
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصْلُ "أمْ مَّا"وأمَّا "المفتوحُ" الهمزةِ "صِل" ميمٌ "أَمْ" منهَا بـ "مَا" الاسميَّةِ. نحوُ {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ}[الأنعام: 143] بـ "الأنعام". و { أَمَّا يُشْرِكُونَ }[النمل: 59] و{أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النمل: 84] كلاهما في "النَّمل").[الدقائق المحكمة:1/36]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (واتَّفَقُوا على وصلِ ميمِ (أم) (بما) الاسميَّةِ حيثُ جاءتْ، نحوُ { أمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ} بالأنعامِ، و { أمَّا يُشْرِكُونَ} و { أمَّاذا كنُتْمُ } كلاَهما بالنملِ، لكنْ عبارةُ الناظمِ قاصرةٌ عن ذلكَ؛ لعدمِ تَقَدُّمِ (أم) هنالكَ، وأمَّا قولُ ابنِ المصنِّفِ في هذه الأمثلِة: إنَّهُم اتَّّّّّفَقُوا على (وصلِ) (أنْ) المفتوحةِ بما الاسميَّةِ فَوَهْمٌ، لذِكْرِهِمْ هذِه الأمثلةَ في مُقَابَلَةِ (إن) المكسورةِ معَ (ما) , والتحقيقُ ما قَدَّمْنَا، نعم احْتُرِزَ بقيدِ (الرعدِ) المفيدِ للحصرِ عن غيرِها ما جاءَ في سائرِ السورِ مِن قولِه تعالى: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى } في البقرةِ، { وإمَّا تَخَافَنَّ} بالأنفالِ، {فإمَّا تَريِنَّ} بمريمَ، و { إمَّا نُرِيَنَّكَ } بـ يونُسَ وغافِرٍ، فقولُه
(والمفتوحَ صِلْ) أرادَ به (أمَّا) المفتوحَ الهمزةِ ولو كانَ أصلُه (أم ما) لا (أنَّ ما)، وإنَّما ذكَرَه بعدُ اسْتِطْرَادًا، أو لمِا بينَهما مِن نسبةِ اللفظِ اشتباهًا، ذكرَ المصريُّ أنَّهُ قالَ في المُقْنِعِ: وقولُه: { أمَّا اشْتَمَلَتْ } هي في المصحفِ حرفٌ واحدٌ، ومَعْناها (أمْ الذي).
قلتُ: وأطلقَ الناظمُ الحكمَ فيه ولم يُقَيِّدْهُ بموضعٍ، وهو الصوابُ، لاتِّفَاقِ المصاحفِ عليه، وأَفْهَمَ كَلاَمُ المُقْنِعِ تَقْيِيدَه بـ (ما اشْتَمَلَتْ) وليسَ كذلكَ. أقولُ: التَّخْطِئَةُ خطأٌ فاحشٌ على إمامِ الكُلِّ في هذا الفنِّ، وإنَّما نشأَ هذا مِن قُصُورِ فهمِ القائلِ؛ لأنَّ قولَه: (أمَّا اشْتَمَلَتْ) أولُ ما وقعَ في القرآنِ وقد بيَّنَه بتعليلِه الشاملِ له ولغيرِه حيثُ قالَ: مَعْناه (أمْ شيءٍ) فكُلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا، فافهمْ بلا امتراءٍ).[المنح الفكرية:1/66]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثالثةُ: "أما" بفتحِ الهمزةِ مشدَّدةُ الميمِ، والمرادُ بها المركَّبَةُ من (أم) و (ما) الاسْمِيَّةُ، وهي في القرآنِ قسمٌ واحدٌ، موصولٌ باتِّفاقٍ، فقد اتَّفقَت المصاحفُ على وصْلِ أمْ بما ووقَعتْ في أربعةِ مواضعَ في التنزيلِ، وهي قولُه تعالى: {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ} في موضِعَي الأنعامِ (الآيتان/ 144،143) وقولُه تعالى: {أَمَّا يُشْرِكُونَ} (آية/59) {أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (آية/84) الموضعان في سورةِ النَّملِ، وليس منها: أَمَّا حرْفُ الشرطِ والتفصيلِ نحوُ قولِه تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ}بالضُّحَى (الآيتان/ 9-10)، وقولِه تعالى {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} بالقارعةِ (الآيتان/ 7،6)، وهو كثيرٌ في القرآنِ الكريمِ، كما أنه موصولٌ بالاتِّفاقِ في جميعِ المصاحفِ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
الوقف على " حيث ما "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (قطعُ "حيث ما"
واقطعُوا "حيثُ ما" من قولِهِ تعالى: { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }[البقرة: 144، 150] أي نحوُهُ. في موضعي البقرةِ).[الدقائق المحكمة:1/36]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ قولُه: (حيثُ ما) مَعْطُوفُ المَحَلِّ على مفعولِ (اقطعُوا)َ، والمعنى أنَّهُم اتَّفَقُوا على قطعِ (حيثُ) عن (ما) في مَوْضِعَي البقرةِ، ولمْ يأتْ غيرُهُمَا، وَهُمَا قولُه تعالى: {وحيثُ ما كُنْتُم فَوَلُّوا وُجُوهَكُم شَطْرَهُ} وقولُه: {وحيثُ مَا كُنْتُم فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لئلاَّ} وقد دلَّ إطلاقُ الناظمِ على إرادةِ شمولِها وِفَاقًا للشاطبيِّ في الرائيَّةِ، وقد نصَّ (المُقْنِعُ) على موضعي البقرةِ).[المنح الفكرية:1/67]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ السابعةُ: "حيث" مع "ما" جاءت في القرآنِ الكريمِ قسماً واحداً اتَّفقَت المصاحفُ فيه على قطْعِ (حيث) عن (ما) وذلك في موضعين لا ثالثَ لهما في التنزيلِ.
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة:آية 144)، والتي بعدَها {وِإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} وقولُه سبحانَه: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ} (البقرة: آية 150). ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(سادساً: (حيث) مع (ما) مثل قوله: {وحيث ما كنتم} تقطع في موضعين بسورة البقرة: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتب}، {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا} تقول: {وحيث} ولا ثالث لهما في القرآن الكريم).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]
الوقف على " كلما "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((86) واقطعُوا لامَ { وَءَاتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ }[إبراهيم: 34] بـ "إبراهيم". "واخْتُلِفْ" في قطعِ: {كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} [النساء: 91] بـ "النساءِ"، { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } [الأعراف: 38] بـ "الأعراف"، و { كُلَّمَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا }[المؤمنون:44] بـ "المؤمنينَ"، و {كُلَّمَا أُلْقِيَ فيهَا فَوْجٌ}[الملك: 8] بـ "الملك".
وما عدَا ذلكَ نحوُ: { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ }[البقرة: 87]، و{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ }[النساء: 56]، و { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ }[المائدة: 64] مَوْصُولٌ.
وقد نبَّهَ الزَّجَّاجُ على أنَّ "كُلَّمَا" إن كانت ظَرْفًا كُتِبتْ مَوْصولةً. أو شَرْطًا فمقطوعةً. فهي إنْ لم تَحْتَمِلِ الظرفيَّةَ كقولِهِ: { وَءَاتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } [إبراهيم: 34] فمقطوعةٌ، وإن احْتَمَلَتْهَا وعَدَمَهَا؛ كالمواضعِ المذكورةِ آنفًا؛ ففيها خِلافٌ. وإن تعيَّنَت الظَّرفيَّةُ فموصولةٌ).[الدقائق المحكمة:1/36]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((وكُلِّ ما سَأَلْتُمُوه واخْتَلَفْ) بكسرِ (كُلٍّ) على الحكايةِ، وإلا فهو منصوبٌ على المفعوليَّةِ أي: اقطعُوا لفظَ (كُلٍّ) عن (ما) في (سَأَلْتُمُوهُ) في سورةِ إبراهيمَ، واخْتَلَفَ أربابُ الرسومِ في غيرِه فوقعَ الاختلافُ في (كُلِّ ما) (رُدُّوا كذا قلْ بِئْسَما والوصلُ صِفْ) فـ {كُلُّ مارُدُّوا إلى الفتنةِ} بالنساءِ مُخْتَلَفٌ في فصلِه وقطعِه، وكذا وقعَ الاختلافُ في {كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ} في الأعرافِ و {كُلَّماجاءَ أُمَّةً} بالمؤمنينِ و {كُلَّما أُلْقِيَ} بالْمُلْكِ، كما نصَّ أبو عمرٍو الدانيُّ في (المُقْنِعِ) على الخلافِ في هذه الثلاثةِ، ففي هذا قصورٌ من الناظمِ للكَلاَمِ عن مقامِ المرامِ، حتَّى قالَ ابنُ المصنِّفِ: وعبارةُ الناظمِ لا تُفْهِمُ الخلافَ في هذه الثلاثةِ، وأمَّا قولُ الروميِّ: وَلَعَلَّهُ سَكَتَ عنها اكتفاءً بذكرِ واحدٍ منْها ولاشتهارِ ماعدَاه عندَهم، فعذرٌ باردٌ، وعن خطورِ الفهمِ شاردٌ، فَنَظَمْتُ فَقُلْتُ:
وجاءَ أُمَّةٌ وَأُلْقِيَ دَخَلَتْ = فِي وَصْلِهَا وَقَطْعِهَا فَاخْتُلِفَتْ
فَمَا عَدَا الخمسةَ اتَّفَقُوا على وصلِه، نحوُ: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رسولٌ} { كُلَّمَا نَضِجَتْ} {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نارًا لِلحَرْبِ} هذا ومِن المَعْلومِ أنَّ خَطَّيْنِ لايُقَاسَانِ؛ خطَّ العروضِ، وخطَّ المصحفِ، وإنَّما يُتْبَعُ الرسمُ تَعَبُّدًا وَتَبَرُّكًا واقْتِدَاءً بالصحابةِ الكرامِ كتابةً وقراءةً، وقد نَبَّهَ الزَّجَّاجِيُّ على أنَّ (كُلَّمَا) إنْ كانتْ ظرفًا كُتِبَتْ مَوْصُولَةً أوْ شَرْطًا فَمَقْطُوعَةً فهي إنْ لم تَحْتَمِل الظرفيَّةَ كقولِه تعالى: {وَآتَاكُمْ مِن كُلِّ مَاسَأَلْتُمُوهُ} فمقطوعةٌ أي: قطعًا وإنْ احْتَمَلتْها وَعَدَمَها كالمواضعِ المذكورةِ آنفًا ففيها خلافٌ، وإن تَعَيَّنَتْ للظرفيَّةِ فموصولةٌ. قلتُ: فكأنَّهُ أَخَذَ هذه القاعدةَ المَذْكُورةَ مِن ضمنِ رسومِ (كُلَّمَا) المسطورةِ، وأمَّا ما عدَاها نحوُ {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} فموصولٌ). [المنح الفكرية:1/68]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (لكلمةُ الحاديةَ عشرةَ: موضِعُ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلامُ، وتَعرَّضَ لها في النشرِ 2/148 كما تَعرَّضَ لها غيرُه ولذا ذَكرناها.
" كل " مع "ما" وهي في القرآنِ الكريمِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
القسمُ الأوَّلُ: مقطوعٌ بالاتِّفاقِ وجاءَ في موضعٍ واحدٍ في التنزيلِ في سورةِ سيِّدِنا إبراهيمَ عليه السلامُ في قولِه تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} (آية/34)، فقد أجمَعَت المصاحفُ في هذا الموضِعِ على قطْعِ "كل" عن "ما".
القسمُ الثاني: مختلَفٌ فيه بين القطْعِ والوصْلِ، فقد رُسمَ في بعضِ المصاحفِ مقطوعاً وفي بعضِها موصولاً، وذلك في أربعةِ مواضعَ في التنزيلِ.
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} (النساء: آية 91)
الثاني: قولُه تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} (الأعراف: آية 38).
الثالثُ: قولُه تعالى: {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا} (المؤمنون: آية 44).
الرابعُ: قولُه عزَّ مِن قائلٍ: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} (الملك: آية 8).
هذا ولم يَتعرَّضْ الحافظُ ابن الجَزْرِيِّ في مقدِّمتِه إلى هذه المواضعِ المختلِفِ فيها إلا لموضِعِ النساءِ فقط وتَعرَّضَ لها في النشْرِ 2/149 كما تَعرَّضَ لها شارِحو الجزْرِيَّةِ وغيرُهم، وقد نظَمَها العلاَّمَةُ مُلاَّ عَلِيٌّ القاري فقالَ:
وجـاءَ أمَّـةً وأ ألْقِــي دَخَلَــتْ = في وصلِها وقَطْعِهـا اخْتَلَفَــتْ
القسمُ الثالثُ: موصولٌ بالإجماعِ، أيْ: وَصْلُ "كل" بـ"ما" وذلك في غيرِ موضعِ القطْعِ المتَّفَقِ عليه، وفي غيرِ المواضعِ الأربعةِ المختلَفِ فيها بين القطْعِ والوصْلِ، نحوُ قولِه تعالى: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} (البقرة آية 20)، وقولِه سبحانَه: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً} (البقرة: آية 26)، وقولِه تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ} (المائدة: آية 64)، وما إلى ذلك.
تنبيهاتٌ:
الأوَّلُ: بالنسبةِ للخلافِ الذي في المواضعِ الأربعةِ في كلمةِ "كلما" قد اختُلِفَ في الأشهَرِ فيها هل الوصلُ أو القطْعُ؟ أو هما مستويان؟ أقوالٌ:
منها: أنَّ الوصْلَ هو المشهورُ فيها ذَكرَ ذلك الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في النشْرِ 2/149.
ومنها: أن الوصْلَ والقطْعَ يَستويان، جاءَ ذلك في العَقيلة بشرْحِ ابنِ القاصحِ ص 92، واتحافِ فُضَلا العشْرِ للشهابِ البنَّا آخِرَ سورةِ النساءِ ص 197، وكتابِ نهايةِ القَوْلِ المفيدِ ص 195، والعِقْدِ الفريدِ الكبيرِ ص 97، وملخَّصِ العِقدِ الفريدِ ص 27، وبعضِ شرَّاحِ الجزريَّةِ، كشرْحِ الشيخِ زكريَّا الأنصاريِّ ص 68، وشرحِ ابنِ يالوشه ص55.
ومنها: أنَّ المعمولَ به هو القطْعُ في موضِعِ النساءِ والمؤمنون، وأنَّ الوصلَ هو المعمولُ به في موضِعِ الأعرافِ والمُلكِ ذَكرَ ذلك العلاَّمةُ المارغنيُّ في كتابِه "النجومُ الطوالعُ" ص 170، و "دليلُ الحيرانِ شرْحُ مورِدِ الظمآنِ" ص 226، وذَكرَ ذلك أيضاً الضبَّاعُ في "سميرُ الطالبين" ص 93، والذي أَمِيلُ إليه من هذه الأقوالِ ما قالَه العلاَّمةُ المارغنيُّ والضبَّاعُ وعليه رُسمَ المصحفُ المصريُّ المعروفُ بمصحفِ الأزهرِ وغيرِه).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:( عاشراً: (كل) بالكاف عن (ما) يقطع في موضع واحد {وآتاكم من كل ما سألتموه} بسورة إبراهيم تقول: {وآتاكم من كل}.
وجرى الخلاف في أربع مواضع وهي:
{كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا} بسورة النساء.
ثانياً: {كلما دخلت أمة لعنت أختها} بالأعراف.
ثالثاً: {كلما جاء أمة رسولها} بسورة المؤمنون.
رابعاً: {كلما ألقي فيها فوج سألهم} بسورة الملك.
كتبت هذه المواضع في بعض المصاحف مقطوعة، وفي بعضها موصولة، والوصل أولى وأرجح تقول: {كلما}.
وإلى ذلك أشار العلاَّمة الشاطبي في (العقيلة) فقال:
وقل وآتاكم من كل ما قطعوا = والخلف في كلما ردوا فشى خبرا
وكلما ألقي اسمع كلما دخلت = وكلما جاء عن خلف يلي وقرى).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]
الوقف على " بئسما "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (كذا اخْتُلِفَ في قطعِ "بئسَ مَا" مِن قولهِ: { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ }[البقرة: 93] بـ "البقرة".
"والوصْلَ صِفْ" في { بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي } بـ "الأعرافِ"، و { بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ } [البقرة: 90] بـ "البقرة".
وما عدَاها مقطوعٌ. وذلكَ في قولِهِ: { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ } [البقرة: 102] بـ "البقرةِ"، وفي قولِهِ: { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [المائدة: 62]، { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }[المائدة: 63] بـ "المائدة"). [الدقائق المحكمة:1/37]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ قالَ (كَذَا قُلْ بِئْسَمَا) أي:
{بِئْسَ مَا يَأْمُرُكُمْ بِه إِيمَانُكُمْ} بالبقرةِ مُخْتَلَفٌ أيضًا في وصلِه وقطعِه، ثمَّ جَزَمَ بقولِه: (والوصلَ صِفْ) (خَلَفْتُمُونِي واشْتَرَوْا في ما اقْطَعَا) أي: صِفِ الوصلَ في
{بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي} بالأعرافِ و
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ} بالبقرةِ اتِّفَاقًا، ومفهومُ كَلاَمِه أنَّ ماعدا هذه الثلاثةَ مقطوعٌ بلا خلافٍ، وهو حيثُما وقعَ (بِئْسَمَا) مَقْرُونًا باللامِ، وهي خمسةٌ:
{وَلَبِئْسَ مااشْتَرَوْا به أَنْفُسَهُمْ} البقرةُ {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} بالمائدةِ، أو مَقْرُونًا بالفاءِ وهو موضعانِ
{فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ} في موضعي آلِ عمرانَ، بالمجموعِ سبعةٌ، لاسِتَّةٌ كما تَوَهَّمَ المصريُّ).
[المنح الفكرية:1/68]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الثانيةَ عشرَةَ: "بئسَ" مع "ما" وَردَتْ هذه الكلمةُ في تِسعةِ مواضعَ، وهي في القرآنِ الكريمِ على ثلاثةِ أقسامٍ، وإليك تفصيلُها:
القسمُ الأوَّلُ: مختلَفٌ فيه بينَ القطْعِ والوصْلِ وهو موضِعٌ واحِدٌ في التنزيلِ في قولِه تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ} (البقرة: آية 92)، في الموضعِ الثاني منها فرُسمَ في بعضِ المصاحفِ مقطوعاً وفي بعضِها موصولاً والأشهرُ الوصْلُ وعليه العملُ.
القسمُ الثاني: موصولٌ باتِّفاقٍ، أي وصْلُ "بئس" بـ"ما" وذلك في موضعين اثنين.
أوَّلُهما: قولُه تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} وهو الموضعُ الأوَّلُ من سورةِ البقرةِ (آية: 90).
وثانيهما: قولُه تعالى: {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} (الأعراف: آية 150).
القسمُ الثالثُ: مقطوعٌ باتِّفاقٍ، أي اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ (بئسَ) عن "ما" وذلك ستَّةُ مواضعَ، وهي الباقيةُ من هذه الكلمةِ.
الموضعُ الأوَّلُ: قولُه تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} وهو الموضعُ الثالثُ في سورةِ البقرةِ (آية: 90).
الموضعُ الثاني: قولُه تعالى: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (آل عمران: آية 102)، والمواضعُ الأربعةُ الباقيةُ كلُّها بسورةِ المائدةِ وهي {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (آية: 187)، {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (آية: 62) {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (آية: 63)، {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} (آية:79)).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الحادي عشر: (بئس) مع (ما)، تقطع (بئس) عن (ما) في ست مواضع خمسة مسبوقة باللام وواحد مسبوق بالفاء وهي:
أولاً: {ولبئس ما شروا به أنفسهم} في البقرة، تقول: {ولبئس}.
الثاني: {لبئس ما كانوا يعملون} بسورة المائدة، تقول: {لبئس}.
ثالثا: {لبئس ما كانوا يصنعون} بالمائدة أيضاً، تقول: {لبئس}.
رابعاً: {لبئس ما كانوا يفعلون} بالمائدة أيضاً، تقول: {لبئس}.
خامساً: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} بالمائدة، تقول: {لبئس}.
سادساً: {فبئس ما يشترون} في آل عمران، تقول: {فبئس}.
وتوصل بلا خلاف في موضعين في القرآن الكريم وهما:
أولاً: {بئسما اشتروا به أنفسهم} بالبقرة، تقول: {بئسما}.
الثاني: {بئسما خلفتموني من بعدي} بسورة الأعراف، تقول: {بئسما}.
ووقع الخلاف في قوله: {قل بئسما يأمركم به} بسورة البقرة والوصل أقوى وأشهر).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]
الوقف على " أين ما "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (قَطْعُ "أَينَ مَا" وَوَصْلُهَا
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَمُخْتَلَفْ = في الشُّعَرا الأَحْزَابِ وَالنِّسَا وَصَفْ
(89) فـ "أينَمَا كالنَّحلِ صِلْ" أي: وَصْلُ قولِهِ تعالَى -: { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ }[البقرة: 115]، كـ "النَّحلِ" أي كَمَا تَصِلُ قولَهُ: { أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ }[النحل: 76] بـ "النَّحلِ".
"ومُختلِفْ" أي: والاختلافُ في: { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ }[الشعراء: 92] في "الشُّعَرَاءِ"، و { أَيْنَمَا ثُقِفُوا } [الأحزاب: 61] في "الأحزابِ"، و { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ }[النساء: 78] في "النساء" وُصِفْ أي: ذكرَهُ أهلُ الرَّسمِ.
وما عدَا الثَّلاثةَ؛ نحوُ { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا }[البقرة: 148]، و { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ }[الأعراف: 37] بـ "الأعرافِ"، و { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ }[غافر: 73] بـ "غافر"، و { أَيْنَ مَا كَانُوا }[المجادلة: 7] بـ "قدْ سَمِعَ" مقطوعٌ).[الدقائق المحكمة:1/38]
(فَأَيْنَمَا كالنحلِ صلْ ومُخْتَلِفٌ = في الشعراءِ الأحزابِ والنساءِ وُصِفَ
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (بصيغةِ المجهولِ، أي: وُصِفَ الاختلافُ في السورِ الثلاثِ، قالَ اليمنيُّ: وفي بعضِ النسخِ (اتَّصَفَ) المعنى واحدٌ، أقولُ وفيه أنَّ المَبْنَى مُخْتَلَفٌ؛ لأنَّ الفعلَ اللازمَ لا يُبْنَى مجهولًا، ثمَّ قولُه: (مُخْتَلِفٌ) اسمُ فاعلٍ، والتقديرُ مُخْتَلِفٌ رَسْمُه، أو الرسمُ مُخْتَلِفٌ، وقولُه: (وُصِفَ) الجملةُ استئنافيَّةٌ، أَغْرَبَ بُحْرَقٌ حيثُ قالَ: و (مُخْتَلِفٌ) حالٌ أي: وُصِفَ لنا مُخْتَلِفًا، وقَصَرَ الشعراءَ والنساءَ ضرورةً، وفي نسخةٍ بَدَلَ الشعراءِ (الظُّلَّةِ) وهي أصلُ الشيخِ زكريَّا، لِمَا جاءَ في السورةِ:
{عذابُ يومِ الظُّلَّةِ} أي اتَّفَقَتْ المصاحفُ على وصلِ قولِه تعالى:
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فثَمَّ وجهُ اللهِ} بالبقرةِ، وكذلكَ:
{أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِي بِخَيْرٍ} بالنحلِ فالفاءُ في الآيةِ الأُولَى من نفسِها، وقولُه (كالنحلِ) بالعطفِ على المعنى، أو على أصلِ المبنى؛ لئلاَّ يَلْزَمَ التشبيهُ من جميعِ الوجوهِ كما لايَخْفَى، ثمَّ تُصْرَفُ الأُولَى للبقرةِ؛ لأنَّها في الإطلاقِ أولُ سورةٍ، وهي أولُ ما وقعَ فيها، وقالَ اليمنيُّ: وعُلِمَ كونُه في سورةِ البقرةِ مِن الفاءِ في (فَأَيْنَمَا) بالفاءِ؛ لأنَّ أَيْنَمَا بالفاءِ لم تَقَعْ غيرُها، والمعنى: صلْ بالبقرةِ كوصلِكَ بالنحلِ، وأمَّا قولُه:
{أَيْنَمَا كُنْتُم تَعْبُدُونَ} في الشعراءِ وقولُه:
{أَيْنَمَا ثُقِفُوا} بالأحزابِ و
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ} في النساءِ، فأكثرُ المصاحفِ على قطعِ (أين) عن (ما) كذا ذكرَه الشرَّاحُ، والمفهومُ مِن الرائيَّةِ أنَّ وصلَ النساءِ قليلٌ، ويستوي الأمرانِ في الأحزابِ والشعراءِ، وأمَّا ما بَقِيَ فَمُتَّفَقٌ على قطعِه، نحوُ قولِه:
{فاسْتَبِقُوا الخيراتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا} وقولِه
{أَيْنَمَا كُنْتُم تَدْعُونَ}، وفي بعضِ نسخِ ابنِ المصنِّفِ:
{أَيْنَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ}، وهو وهمٌ أوسهوُ قلمٍ و
{أَيْنَمَا كُنْتُم تُشْرِكُونَ} و
{أَيَنْمَا كَانُوا} فوجهُ القطعِ الأصلُ، ووجهُ الوصلِ شبهةُ التركيبِ للجزمِ، وهو معنى قولِ ابنِ قتيبةَ: لأنَّها أَحْدَثَتْ باتِّصَالِها مَعْنىً لم يكنْ معَ مناسبةِ النونِ الميمَ بخلافِ حيثُ، كَمَا قالَ الجُعْبُرِيُّ).
[المنح الفكرية:1/70]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ الرابعةَ عشرةَ: "أين" مع "ما" وهي في الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ على
ثلاثةِ أقسامٍ:
القسمُ الأوَّلُ: موصولٌ باتِّفاقٍ أي وصْلُ النونِ من "أين" بالميمِ مِن "ما" في موضعين اثنين هما قولُه تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} (البقرة: آية 115)، وقولُه سبحانَه: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ}(النحل: آية 76).
القسمُ الثاني: مُختلَفٌ فيه بين القطْعِ والوصْلِ فرُسمَ في بعضِ المصاحفِ مقطوعاً وفي بعضِها موصولاً وذلك في ثلاثةِ مواضعَ:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (النساء: آية 78).
الثاني: قولُه تعالى: {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} (الشعراء: آية 92، 93).
الثالثُ: قولُه سبحانَه: {أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا} (الأحزاب: آية 61).
القسمُ الثالثُ: مقطوعٌ باتِّفاقٍ أي اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ "أين" عن "ما" وذلك فيما سوى الموضعين المتَّفَقِ على الوصْلِ فيهما، والمواضعِ الثلاثةِ المختلَفِ فيها بينَ القطْعِ والوصْلِ وذلك نحوُ قولِه تعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً} (البقرة: آية 148)، وقولِه تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد: آية 4)، وقولِه تعالى: {إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (المجادلة: آية 7)، وما إلى ذلك، هذا، وقد اختلِفَ في الأشهَرِ في المواضعِ الثلاثةِ المختلَفِ فيها هل القطْعُ أو الوصْلُ؟ أقوالٌ:
أُولاَها: أن الوصْلَ والقطْعَ يَستويان في موضعِ الشعراءِ والأحزابِ، وأنَّ القطْعَ هو الأشهَرُ في موضِعِ النساءِ وهذا هو المفهومُ من قولِ الإمامِ الشاطبيِّ في العَقيلةِ:
والخُلْفُ في سورةِ الأحزابِ والشعرا = وفي النساءِ يَقِلُّ الوصلُ مُعتَمِرا).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(الثالث عشر: (أين) مع (ما) موصولة بلا خلاف في موضعين في القرآن الكريم، وهما: {فأينما تولوا فثم وجه الله} في سورة البقرة، تقول: {فأينما}.
الثاني: {أينما يوجهه لا يأت بخير} بسورة النحل تقول: {أينما}.
وقد جرى الخلاف في ثلاث مواضع وهي: {أينما تكونوا يدرككم} بسورة النساء، {أينما كنتم تعبدون من دون الله} بسورة الشعراء، {ملعونين أينما ثقفوا} بالأحزاب، وفي هذه المواضع الثلاثة الوجهان تقول {أين} أو {أينما}).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]