قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وما بينهما إلا بالحق) [85] تام. مثله: (فاصفح الصفح الجميل).
(والقرآن العظيم) [87].
(الذين جعلوا القرآن عضين) [91] وقف حسن، أي: فرقوه. ثم ابتدأ: (فوربك لنسألنهم أجمعين) [92] أي: لنسألن قريشًا وغيرها من الأمم الذين فرقوه، وتفريقهم إياه أن بعضهم قال: «هو سحر» وقال بعضهم: «هو كذب»).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/745]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({لآيةً للمؤمنين} تام ... ومثله {إلا بالحق} ومثله {الصفح الجميل}. ومثله {الخلاق العليم} ومثله {والقرآن العظيم}. {القرآن عضين} كاف.
حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سعيد عن سفيان عن رجل عن
مجاهد في قوله عز وجل: {الذين جعلوا القرآن عضين} قال: هم أصحاب الكتاب وقريش.
حدثنا عبد الرحمن بن خالد الفرائضي قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا حمزة بن داود الأبلي قال: حدثنا محمد بن حبان بن الأزهر قال: حدثنا سيف بن محمد الثوري عن ليث عن داود المزني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} قال: ((عن لا إله إلا الله صادقين وكاذبين)).
{عما كانوا يعملون} تام.[المكتفى: 345-346]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({إلا بالحق- 85- ط}. {أنا النذير المبين- 89- ج} لجواز تعلق الكاف بقوله: {فأخذتهم} أو {فانتقمنا}، ولجواز تعلقها بمحذوف، أي: أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا. [{المقتسمين- 90- لا}]. {أجمعين- 92- لا} لأن {عما كانوا} مفعول ثان، لقوله: {لنسألنهم}).
[علل الوقوف: 2/633]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (إلاَّ بالحق (حسن) ومثله لآتية
الصفح الجميل (كاف) وهو العفو من غير عتاب
الخلاق العليم (تام)
العظيم (كاف)
أزواجًا منهم (حسن) على استئناف النهي وليس بوقف إن جعل النهي الثاني معطوفًا على النهي الذي قبله
ولا تحزن عليهم (أحسن) مما قبله لاستئناف الأمر وإن جعل النهي الثالث معطوفًا على الأوّل لم يفصل بينهما بوقف
للمؤمنين (كاف)
المبين (حسن) إن علقت الكاف بمصدر محذوف تقديره آتيناك سبعًا من المثاني إيتاءً كما أنزلنا أو إنزالاً كما أنزلنا كما أنزلنا أو أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا لأنَّ آتيناك بمعنى أنزلنا عليك أو علقت بمصدر محذوف العامل فيه مقدر تقديره متعناهم تمتيعًا كما أنزلنا وليس بوقف إن نصب بالنذير أي النذير عذابًا كما أنزلنا على المقتسمين وهم قوم صالح لأنَّهم قالوا لنبيتنه وأهله فأقسموا على ذلك
المقتسمين ليس بوقف لأنَّ الذين من نعتهم أو بدل المقتسمين هم عظماء كفار قريش أقسموا على طريق مكة يصدون عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقول الذي جاء
به محمد سحر ومنهم من يقول أساطير الأولين ومنهم من يقول هو كهانة فأنزل الله بهم خزيًا وأنزل وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين أو هم اليهود فقد جرى على بني قريظة وبني النضير ما جرى وجعل المتوقع بمنزلة الواقع وهو من الإعجاز لأنَّه إخبار بما سيكون وقد كان
عضين (كاف)
أجمعين ليس بوقف لأنَّ ما بعده مفعول ثان لقوله لنسألهم
يعملون (تام) ).[منار الهدى: 211]
- أقوال المفسرين