العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:54 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 49 إلى الآية 51]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 49 إلى الآية 51]


{لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:55 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} يقول تعالى ذكره: لا يملّ الكافر باللّه من دعاء الخير، يعني من دعائه بالخير، ومسألته إيّاه ربّه والخير في هذا الموضع: المال وصحّة الجسم، يقول: لا يملّ من طلب ذلك {وإن مسّه الشّرّ} يقول: وإن ناله ضرٌّ في نفسه من سقمٍ أو جهدٍ في معيشته، أو احتباسٍ من رزقه {فيئوسٌ قنوطٌ} يقول: فإنّه ذو يأسٍ من روح اللّه وفرجه، قنوطٌ من رحمته، ومن أن يكشف ذلك الشّرّ النّازل به عنه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} يقول: الكافر {وإن مسّه الشّرّ فيئوسٌ قنوطٌ} قانطٌ من الخير.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لا يسأم الإنسان} قال: لا يملّ.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (لا يسأم الإنسان من دعاءٍ بالخير) ). [جامع البيان: 20/457-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في قوله {لا يسأم الإنسان} قال: لا يمل). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {ليقولنّ هذا لي} [فصلت: 50] : «أي بعملي أنا محقوقٌ بهذا» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ليقولنّ هذا لي أي بعلمي أنا محقوق بهذا وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا ولكن لفظه بعملي بتقديم الميم على اللّام وهو الأشبه واللّام في ليقولنّ جواب القسم وأمّا جواب الشّرط فمحذوفٌ وأبعد من قال اللّام جواب الشّرط والفاء محذوفةٌ منه لأنّ ذلك شاذٌّ مختلفٌ في جوازه في الشّعر ويحتمل أن يكون قوله هذا لي أي لا يزول عنّي). [فتح الباري: 8/560]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 47 فصلت {من أكمامها} قال حين تطلع
وبه في قوله 50 فصلت {ليقولن هذا لي} أي بعملي أنا محقوق بهذا). [تغليق التعليق: 4/303]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ليقولنّ هذا لي أي بعملي أنا محقوقٌ بهذا
أشار به إلى قوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} (فصلت: 50) وفسره بقوله: (أي بعملي)
إلى آخره، ومعنى قوله: أنا محقوق، أي: مستحقّ له، وقال النّسفيّ: ليقولن هذا لي أي هذا حقي وصل إليّ لأنّي استوجبه بما عندي من خير وفضل وأعمال بر، وقيل: هذا لي لا يزول). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ليقولن هذا لي}) [فصلت: 50] أي (بعملي) بتقديم الميم على اللام أي (أنا محقوق بهذا)
أي مستحق لي بعلمي وعملي، وما علم الأبله أن أحدًا لا يستحق على الله شيئًا لأنه كان عاريًا من الفضائل فكلامه ظاهر الفساد وإن كان موصوفًا بشيء من الفضائل فهي إنما حصلت له بفضل الله وإحسانه واللام في ليقولن جواب القسم لسبقه الشرط وجواب الشرط محذوف وقال أبو البقاء ليقولن جواب الشرط والفاء محذوفة قال في الدرّ وهذا لا يجوز إلا في شعر كقوله:
من يفعل الحسنات الله يشكرها
حتى أن المبرّد يمنعه في الشعر ويروي البيت.
من يفعل الخير فالرحمن يشكره). [إرشاد الساري: 7/327-328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمةً مّنّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمةً ولئن رّجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم مّن عذابٍ غليظٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولئن نحن كشفنا عن هذا الكافر ما أصابه من سقمٍ في نفسه وضرٍّ وشدّةٍ في معيشته وجهدٍ، رحمةً منّا، فوهبنا له العافية في نفسه بعد السّقم، ورزقناه مالاً، فوسّعنا عليه في معيشته من بعد الجهد والضّرّ {ليقولنّ هذا لي} عند اللّه، لأنّ اللّه راضٍ عنّي برضاه عملي، وما أنا عليه مقيمٌ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ليقولنّ هذا لي}: أي بعملي، وأنا محقوقٌ بهذا.
{وما أظنّ السّاعة قائمةً} يقول: وما أحسب القيامة قائمةً يوم تقوم {ولئن رّجعت إلى ربّي} يقول: وإن قامت أيضًا القيامة، ورددت إلى اللّه حيًّا بعد مماتي {إنّ لي عنده للحسنى} يقول: إنّ لي عنده غنًى ومالاً.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إنّ لي عنده للحسنى} يقول: غنًى.
{فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا} يقول تعالى ذكره: فلنخبرنّ هؤلاء الكفّار باللّه، المتمنّين عليه الأباطيل يوم يرجعون إليه بما عملوا في الدّنيا من المعاصي، واجترحوا من السّيّئات، ثمّ لنجازينّ جميعهم على ذلك جزاءهم {ولنذيقنّهم مّن عذابٍ غليظٍ} وذلك العذاب الغليظ تخليدهم في نار جهنّم، لا يموتون فيها ولا يحيون). [جامع البيان: 20/458-459]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ليقولن هذا لي أي بعلمي وأنا محقوق بهذا مستحق). [تفسير مجاهد: 572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقناه رحمة منا} الآية، قال: عافية). [الدر المنثور: 13/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: (ليقولن هذا لي) . أي: بعملي وأنا محقوق بهذا). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاءٍ عريضٍ}.
يقول تعالى ذكره: وإذا نحن أنعمنا على الكافر، فكشفنا ما به من ضرٍّ، ورزقناه غنًى وسعةً، ووهبنا له صحّة جسمٍ وعافيةً، أعرض عمّا دعوناه إليه من طاعتنا، وصدّ عنه {ونأى بجانبه} يقول: وبعد من إجابتنا إلى ما دعوناه إليه، ويعني بجانبه بناحيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {أعرض ونأى بجانبه} يقول: أعرض: صدّ بوجهه، ونأى بجانبه: يقول: تباعد.
وقوله: {وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاءٍ عريضٍ} يعني بالعريض: الكثير.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فذو دعاءٍ عريضٍ} يقول: كثيرٍ، وذلك نحو قول النّاس: أطال فلانٌ الدّعاء: إذا أكثر، وكذلك أعرض دعاءه). [جامع البيان: 20/459-460]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:56 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يسأم الإنسان من دعاء الخير...}., وفي قراءة عبد الله: {من دعاء بالخير} ). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يئوسٌ } : فعول: من يئست, {قنوطٌ } : فعول من قنط , ومجازهما واحد.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسّه الشّرّ فيئوس قنوط (49)} : لا يمل الخير الذي يصيبه، وإذا اختبر بشيء من الشر يئس وقنط). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز:
{لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط} :أي: لا يمل من أن يصيبه الخير , وفي قراءة عبد الله :{من دعاء بالخير
وإن مسه الشر}: أي : إن مسه شيء يسير من الشر يئس ,وقنط.). [معاني القرآن: 6/284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْأَمُ}: يمل.). [العمدة في غريب القرآن: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذاب غليظ (50)}
{ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي} : أي: هذا واجب لي، بعملي استحققته، وهذا يعني به الكافرون، ودليل ذلك قوله:{وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى}
يقول: إني لست أوقن بالبعث وقيام الساعة، فإن كان الأمر على ذلك إن لي عنده للحسنى).
[معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
قال مجاهد :أي بعملي , وأنا حقيق بهذا , وهذا يراد به الكافر , ألا ترى أن بعده
{وما أظن الساعة قائمة}.
وقوله تعالى:
{ولئن رجعت إلى ربي} :أي: على قولك.).[معاني القرآن: 6/284]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فذو دعاء عريضٍ...}: يقول: ذو دعاء كثير : إن وصفته بالطول , والعرض فصواب). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أعرض ونأى بجانبيه }: أي: تباعد عني.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فذو دعاءٍ عريضٍ} :أي كثير, إن وصفته بالطول , أو بالعرض، جاز في الكلام).[تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض (51)}
ويقرأ (ناء) , والمعنى متقارب، يقول: إذا كان في نعمة تباعد عن ذكر اللّه , ودعائه.
{وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض} : وعريض ههنا كبير, وكذلك لو كان ذو دعاء طويل , كان معناه : كبير.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه}
أي: تباعد , ولم يدعن.ا
وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع:
{ أعرض وناء بجانبه } الألف قبل الهمزة
فيجوز : أن يكون معناه : من ناء إذا نهض , ويجوز أن يكون على قلب الهمز بمعنى الأول .
وقوله جل وعز:
{وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} أي: كبير.
يقال له : دعاء عريض , وطويل , بمعنى واحد.).
[معاني القرآن: 6/285]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:58 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (الْمَنْأَى: الْمَوْضِعُ الذي يَبْعُدُ به عن الأَذَى). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


تحمل منها أهلها فنأت بهملطيتهم مر النوى وشعوبها

نأت: بعدت). [شرح ديوان كعب بن زهير: 208] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


فإن تنأ عنها حقبة لم تلاقهافإنك مما أحدثت بالمجرب

تنأ: أي تبعد، يقال: نأيته ونأيت عنه. والنأي: البعد). [شرح ديوان امرئ القيس: 368] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (


أتنكرت ليلى عن الوصلونأت فرث معاقد الحبل

نأت: بعدت). [شرح ديوان امرئ القيس: 600] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يسأم الإنسان} آيات نزلت في كفار، قيل: في الوليد بن المغيرة، وقيل: في عتبة بن ربيعة، وجل الآية يعطي أنها نزلت في كفار وإن كان أولها يتضمن خلقا ربما شارك فيها بعض المؤمنين، و"دعاء الخير" إضافته إضافة المصدر إلى المفعول، والفاعل محذوف تقديره: من دعاء الخير هو، وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "من دعاء بالخير" والخير في هذه الآية: المال والصحة، وبذلك تليق الآية بالكافرين، وإن قدرناه خير الآخرة فهي للمؤمنين، وأما اليأس والقنط على الإطلاق، فمن صفة الكافر وحده). [المحرر الوجيز: 7/ 493-494]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ليقولن هذا لي} أي بفعلي وبما سعيت، ولا يرى أن النعم إنما هي بتفضل من الله تعالى، وما أظن الساعة قائمة قول بين فيه الجحد والكفر، ثم يقول هذا الكافر: ولئن كان ثم رجوع كما تقولون، لتكونن لي حال ترضيني من غنى ومال وبنين، فتوعدهم الله تعالى بأنه سيعرفهم بأعمالهم الخبيثة مع إذاقتهم العذاب عليها، فهذا عذاب وخزي، وغلظة العذاب: شدته وصعوبته، وقال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: للكافر أمنيتان، أما في دنياه فهذه: إن لي عنده للحسنى، وأما في الآخرة فـ"ليتني كنت ترابا".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأماني على الله تعالى وترك الجد في الطاعة مذموم لكل أحد، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني").[المحرر الوجيز: 7/ 494]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض * قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد * سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد * ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط}
ذكر الله تعالى الخلق الذميمة من الإنسان جملة، وهي في الكفار بينة متمكنة، وأما المؤمن في الأغلب، فيشكر عند النعمة، وكثيرا ما يصبر عند الشدة. وقرأ جمهور القراء والناس: "ونأى"، الهمزة عين الفعل، وقرأ ابن عامر: "وناء"، الهمزة لام الفعل، وهي قراءة أبي جعفر، والمعنى فيهما واحد، قال أبو علي: ناء قلب نأى، "رجع فعل فلع"، ومنه قول الشاعر:
وكل خليل راءني فهو قائل ... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
ومنه قول الآخر:
وقد شاءني أهل السباق وأمعنوا
و"ناء" معناه: بعد ولم يمل إلى شكر ولا طاعة.
وقوله تعالى: {فذو دعاء عريض}، أي طويل أيضا، فاستغنى بالصفة الواحدة عن لزيمتها، إذ العرض يقتضي الطول ويتضمنه، ولم يقل: "طويل" لأن الطويل قد لا يكون عريضا، فعريض أدل على الكثرة). [المحرر الوجيز: 7/ 495-496]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسّه الشّرّ فيئوسٌ قنوطٌ (49) ولئن أذقناه رحمةً منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمةً ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذابٍ غليظٍ (50) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاءٍ عريضٍ (51)}
يقول تعالى: لا يملّ الإنسان من دعائه ربّه بالخير -وهو: المال، وصحّة الجسم، وغير ذلك- وإنّ مسّه الشّرّ -وهو البلاء أو الفقر- {فيئوسٌ قنوطٌ} أي: يقع في ذهنه أنّه لا يتهيّأ له بعد هذا خيرٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولئن أذقناه رحمةً منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي} أي: إذا أصابه خيرٌ ورزقٌ بعد ما كان في شدّةٍ ليقولنّ: هذا لي، إنّي كنت أستحقّه عند ربّي، {وما أظنّ السّاعة قائمةً} أي: يكفر بقيام السّاعة، أي: لأجل أنّه خوّل نعمةً يفخر، ويبطر، ويكفر، كما قال تعالى: {كلا إنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} [العلق: 6، 7].
{ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى} أي: ولئن كان ثمّ معادٌ فليحسننّ إليّ ربّي، كما أحسن إليّ في هذه الدّار، يتمنّى على اللّه، عزّ وجلّ، مع إساءته العمل وعدم اليقين. قال تعالى: {فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذابٍ غليظٍ} يتهدّد تعالى من كان هذا عمله واعتقاده بالعقاب والنّكال). [تفسير ابن كثير: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه} أي: أعرض عن الطّاعة، واستكبر عن الانقياد لأوامر اللّه، عزّ وجلّ، كقوله تعالى: {فتولّى بركنه} [الذّاريات: 39].
{وإذا مسّه الشّرّ} أي: الشّدّة، {فذو دعاءٍ عريضٍ} أي: يطيل المسألة في الشّيء الواحد فالكلام العريض: ما طال لفظه وقلّ معناه، والوجيز: عكسه، وهو: ما قلّ ودلّ. وقد قال تعالى: {وإذا مسّ الإنسان الضّرّ دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرٍّ مسّه} [يونس: 12] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 186]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة