العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:46 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الملك[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:46 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (1) الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور}.
يعني بقوله تعالى ذكره: {تبارك}: تعاظم وتعالى {الّذي بيده الملك}: بيده ملك الدّنيا والآخرة وسلطانهما نافذٌ فيهما أمره وقضاؤه. {وهو على كلّ شيءٍ قديرٍ}. يقول: وهو على ما يشاء فعله ذو قدرةٍ لا يمنعه من فعله مانعٌ، ولا يحول بينه وبينه عجزٌ). [جامع البيان: 23 / 118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (1) الذي خلق الموت والحياة} الآيتين.
أخرج ابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا كلمات من قالهن عن وفاته دخل الجنة لا إله إلا الله الحليم الكريم ثلاث مرات الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}). [الدر المنثور: 14 / 604]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله ({تبارك}) أي تنزه عن صفات المحدثين و ({الذي بيده الملك}) بقبضة قدرته التصرف في الأمور كلها). [إرشاد الساري: 7 / 397]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الذي خلق الموت قال أذل الله ابن آدم بالموت وجعل الدنيا دار فناء وجعل الآخرة دار بقاء وجزاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن و قتادة: «أنه يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش فيقال:
«يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟» فيقولون: «نعم»،ثم يقال لأهل النار: «هل تعرفون هذا»،فيقولون: «يا رب هذا الموت فيسحط سحطا ثم يقال خلود لا موت فيه»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وسمعت إنسانا يقول فما أتى على أهل النار يوم قط أشد حزنا منه وما أوتى على أهل الجنة يوم قط أشد سرورا منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الّذي خلق الموت والحياة} فأمات من شاء وما شاء، وأحيا من أراد وما أراد إلى أجلٍ معلومٍ، {ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً} يقول:
«ليختبركم فينظر أيّكم له أيّها النّاس أطوع، وإلى طلب رضاه أسرع». - وقد: حدّثني ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: «أذلّ اللّه ابن آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ودار فناءٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ وبقاءٍ».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم}: ذكر أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول:
«إنّ اللّه أذلّ ابن آدم بالموت».
وقوله: {وهو العزيز} يقول: وهو القويّ الشّديد انتقامه ممّن عصاه، وخالف أمره، {الغفور} ذنوب من أناب إليه وتاب من ذنوبه). [جامع البيان: 23 / 118-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن السدي في قوله: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} قال:
«أيكم أحسن للموت ذكرا وله استعدادا ومنه خوفا وحذرا».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن حاتم عن قتادة في قوله: {الذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء».
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {الذي خلق الموت والحياة} قال:
«الحياة فرس جبريل عليه السلام والموت كبش أملح».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال:
«خلق الله الموت كبشا أملح مستترا بسواد وبياض له أربعة أجنحة جناح تحت العرش وجناح في الثرى وجناح في المشرق وجناح في المغرب»). [الدر المنثور: 14 / 604-605]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) }

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال أي من اختلاف). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله -تعالى- {من فطور}
قال:
«من خلل»). [تفسير عبد الرزاق: 2 /304-305]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (التّفاوت: الاختلاف، والتّفاوت والتّفوّت واحدٌ). [صحيح البخاري: 6 / 158]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله التّفاوت الاختلاف والتّفاوت والتّفوّت واحدٌ هو قول الفرّاء قال:
«وهو مثل» تعهّدته وتعاهدته وأخرج سعيد بن منصورٍ من طريق إبراهيم عن علقمة أنّه كان يقرأ من تفوّتٍ وقال الفرّاء هي قراءة بن مسعودٍ وأصحابه والتّفاوت الاختلاف يقول هل ترى في خلق الرّحمن من اختلاف وقال بن التّين قيل متفاوتٌ فليس متباينًا وتفوّت فات بعضه بعضًا). [فتح الباري: 8 / 660]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (التّفاوت الاختلاف والتّفاوت والتّفوّت واحدٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوت} [تبارك: 3] وفسره بالاختلاف والمعنى: هل ترى في خلق الرحمان اختلاف، وأشار بأن التّفاوت والتفوت بمعنى واحد كالتعهد والتعاهد والتطهر والتطاهر، وقرأ الكسائي وحمزة من تفوت بغير ألف، قال الفراء: وهي قراءة ابن مسعود، والباقون بالألف). [عمدة القاري: 19 / 254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (التفاوت) قال الفراء (الاختلاف والتفاوت) بالألف والتخفيف (والتفوّت) بغير ألف والتشديد وبها قرأ حمزة والكسائي (واحد) في المعنى كالتعهد والتعاهد). [إرشاد الساري: 7 / 397]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه تعالى: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال:
«يقال لا يفوت بعضه بعضًا»). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 98]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {هل ترى من فطورٍ} قال:
«يقال: هل ترى من تشقّقٍ أو خلل»). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذي خلق سبع سمواتٍ طباقًا ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ (3) ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: مخبرًا عن صفته {الّذي خلق سبع سمواتٍ طباقًا}. طبقًا فوق طبقٍ، بعضها فوق بعضٍ.
وقوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ}. يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرّحمن الّذي خلق لا في سماءٍ ولا في أرضٍ، ولا في غير ذلك من تفاوتٍ، يعني من اختلافٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} ما ترى فيهم من اختلافٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {من تفاوتٍ} قال:
«من اختلافٍ».
واختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: {من تفاوتٍ} بألفٍ. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة: (من تفوّتٍ) بتشديد الواو بغير ألفٍ.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، كما قيل: {ولا تصعّر}، (ولا تصاعر)؛ وتعهّدت فلانًا، وتعاهدته؛ وتظهّرت، وتظاهرت؛ وكذلك التّفاوت والتّفوّت.
وقوله: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} يقول: فردّ البصر، هل ترى فيه من صدوعٍ ووهيٍّ؟ وهي من قول اللّه: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ}. بمعنى: يتشقّقن ويتصدّعن، و(الفطور) مصدر فطر فطورًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {هل ترى من فطورٍ}. قال:
«الفطور: الوهيّ».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {هل ترى من فطورٍ}. يقول:
«هل ترى من خللٍ يا ابن آدم؟».
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {من فطورٍ}. قال:
«من خللٍ».
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {هل ترى من فطورٍ}. قال:
«من شقوقٍ»). [جامع البيان: 23 / 119-121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {سبع سماوات طباقا} قال:
«بعضها فوق بعض».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال:
«ما يفوت بعضه بعضا مفاوت: مفرق».
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال:
«من اختلاف {فارجع البصر هل ترى من فطور}» ، قال: من خلل {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا}» ، قال:«صاغرا {وهو حسير}»،قال:«يعني لا ترى في خلق الرحمن تفاوتا ولا خللا».
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج سعيد بن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {من تفاوت} قال:
«تشقق» وفي قوله: {هل ترى من فطور} قال: «شقوق» وفي قوله: {خاسئا} قال: «ذليلا» {وهو حسير} قال: «كليل».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال:
«الفطور الوهي».
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله: {من فطور} قال:
«من خلل».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {من فطور} قال:
«تشقق أو خلل» وفي قوله: {ينقلب إليك البصر خاسئا} قال: يرجع إليك {خاسئا} قال: صاغرا {وهو حسير} قال: يعي ولا يرى شيئا، واخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس {خاسئا} قال: ذليلا {وهو حسير} قال: مترجع). [الدر المنثور: 14 / 605-607]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) }

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى{ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير} قال:
«صاغرا وهو حسير يقول معي لم ير خللا ولا تفاوتا»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 305]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الكلبي:
«وهو حسير يقول المعي»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 305]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين}. يقول جلّ ثناؤه: ثمّ ردّ البصر يا ابن آدم {كرّتين} مرّةً بعد أخرى، فانظر، هل ترى من فطورٍ أو تفاوتٍ {ينقلب إليك البصر خاسئًا}. يقول: يرجع إليك بصرك صاغرًا مبعدًا من قولهم للكلب: اخسأ، إذا طردوه؛ أي: ابعد صاغرًا {وهو حسيرٌ}. يقول: وهو معيٍ كالٌّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {ثمّ ارجع البصر كرّتين}، يقول:
«هل ترى في السّماء من خللٍ {ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسيرٌ} بسواد اللّيل؟».
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {خاسئًا وهو حسيرٌ}. يقول:
«ذليلاً» وقوله: {وهو حسيرٌ}. يقول: «مرجفٌ».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ينقلب إليك البصر خاسئًا}. أي حاسرًا {وهو حسيرٌ}. أي معيٍ.
- حدّثني ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {خاسئًا}. قال: صاغرًا {وهو حسيرٌ}. يقول: معيٍ، لم ير خللاً ولا تفاوتًا.
وقال بعضهم: الخاسئ والحسير واحدٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} الآية، قال:
«الخاسئ، والخاسر واحدٌ؛ حسر طرفه أن يرى فيها فطرًا فرجع وهو حسيرٌ قبل أن يرى فيها فطرً»ا؛ قال: «فإذا جاء يوم القيامة انفطرت ثمّ انشقّت» ، ثمّ جاء أمرٌ أكبر من ذلك انكشطت). [جامع البيان: 23 / 121-122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {سبع سماوات طباقا} قال:
«بعضها فوق بعض».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال:
«ما يفوت بعضه بعضا مفاوت: مفرق».
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال:
«من اختلاف {فارجع البصر هل ترى من فطور} قال: من خلل {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا} قال: صاغرا {وهو حسير} قال: «يعني لا ترى في خلق الرحمن تفاوتا ولا خللا».
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج سعيد بن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {من تفاوت} قال: تشقق وفي قوله: {هل ترى من فطور} قال:
«شقوق» وفي قوله: {خاسئا} قال: ذليلا {وهو حسير} قال: «كليل».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال:
«الفطور الوهي».
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله: {من فطور} قال:
«من خلل».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {من فطور} قال:
«تشقق أو خلل» وفي قوله: {ينقلب إليك البصر خاسئا} قال: يرجع إليك {خاسئا} قال: صاغرا {وهو حسير} قال: يعي ولا يرى شيئا، واخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس {خاسئا} قال: ذليلا {وهو حسير} قال: مترجع). [الدر المنثور: 14 / 605-607] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين وأعتدنا لهم عذاب السّعير}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح}. وهي النّجوم، وجعلها مصابيح لإضاءتها، وكذلك الصّبح إنّما قيل له صبحٌ للضّوء الّذي يضيء للنّاس من النّهار. {وجعلناها رجومًا للشّياطين}. يقول: وجعلنا المصابيح الّتي زيّنّا بها السّماء الدّنيا {رجومًا للشّياطين} ترجم بها.
- وقد: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} إنّ اللّه جلّ ثناؤه إنّما خلق هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها زينةً للسّماء الدّنيا، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها؛ فمن يتأوّل منها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به.
وقوله: {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} يقول جلّ ثناؤه: وأعتدنا للشّياطين في الآخرة عذاب السّعير، تسعّر عليهم فتسجّر). [جامع البيان: 23 / 122-123]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:48 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير} معناه تعالى وتعاظم). [معاني القرآن: 5/ 197]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً...} لم يوقع البلوى على أيّ؛ لأن فيما بين أي، وبين البلوى إضمار فعل، كما تقول في الكلام: بلوتكم لأنظر أيّكم أطوع، فكذلك، فأعمل فيما تراه قبل، أي مما يحسن فيه إضمار النظر في قولك: اعلم أيّهم ذهب وشبهه، وكذلك قوله: {سلهم أيّهم بذلك زعيمٌ} يريد: سلهم ثم انظر أيهم يكفل بذلك، وقد يصلح مكان النظر القول في قولك: اعلم أيهم ذهب؛ لأنه يأتيهم؛ فيقول. أيكم ذهب؟ فهذا شأن هذا الباب، وقد فسر في غير هذا الموضع. ولو قلت: اضرب أيّهم ذهب. لكان نصبا؛ لأن الضرب لا يحتمل أن يضمر فيه النظر، كما احتمله العلم والسؤال والبلوى). [معاني القرآن: 3 /169-170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ليبلوكم أيّكم أحسن عملًا} أي ليختبركم). [تفسير غريب القرآن: 473]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور (2)} المتعلق بـ (أيّكم) المضمر.والمعنى ليبلوكم فيعلم أيكم أحسن عملا علم ما وقع. واللّه -عزّ وجلّ- قد علم ما يكون منهم إلا أنّ الجزاء يجب بوقوع العمل منهم، وارتفعت " أي " بالابتداء، ولا يعمل فيها ما قبلها لأنها على أصل الاستفهام، وهذا مثل قوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}. وهذا عند النحويين في تقدير التسمية، معناه معنى الألف وأم، إذا قلت: قد علمت أيّكم أفضل، فالمعنى قد علمت أزيد أفضل أم عمرو.فعلمت لا يعمل فيه، بعد الألف، وكذلك لا يعمل في أي، والمعنى واحد.
ومعنى {خلق الموت والحياة}: خلق لكم الحياة ليختبركم فيها وخلق الموت ليبعثكم ويجازيكم بأعمالكم.
وجاء في تفسير الكلبي خلق الموت في صورة كبش أملح لا يمر بشيء إلا مات، ولا يطأ على شيء إلا مات، ولا يجد رائحته شيء إلا مات، وخلق الحياة في صورة فرس بلقاء فوق الحمار ودون البغل، لا تمر بشيء إلا أحيته ولا تطأ على شيء إلا أحيته ولا يجد ريحها شيء إلا حصي، واللّه أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 5 /197-198]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِيَبْلُوَكُمْ} أي ليختبركم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ...}...
- حدثني بعض أصحابنا عن زهير بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق: أنّ عبد الله بن مسعود قرأ "من تفوّت".حدثنا محمد بن الجهم، حدثنا الفراء قال: وحدثني حبان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة: أنه قرأ: "تفوّت" وهي قراءة يحيى، وأصحاب عبد الله، وأهل المدينة وعاصم.وأهل البصرة يقرءون: "تفاوتٍ" وهما بمنزلةٍ واحدة، كما قال: "ولا تصاعر، وتصعّر" وتعهّدت فلانا وتعاهدته، والتفاوت: الاختلاف، أي: هل ترى في خلقه من اختلاف، ثم قال: فارجع البصر، وليس قبله فعل مذكور، فيكون الرجوع على ذلك الفعل، لأنه قال: ما ترى، فكأنه قال: انظر، ثم ارجع، وأما الفطور فالصدوع والشقوق). [معاني القرآن: 3 /170]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هل ترى من فطورٍ} صدوع). [مجاز القرآن: 2 /262]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({الّذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً مّا ترى في خلق الرحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} وقال: {طباقاً} وواحدها "الطبق"). [معاني القرآن: 4 /33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من فطور}: من صدوع أي هل يرى فيه اختلاف يتفاوت منه شيء). [غريب القرآن وتفسيره: 381]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} أي اضطراب واختلاف.وأصله من «الفوت» وهو: أن يفوت شيء شيئا، فيقع الخلل ولكنه متصل بعضه ببعض.{هل ترى من فطورٍ}؟ أي من صدوع. ومنه يقال: فطر ناب البعير، إذا شقّ اللحم وظهر). [تفسير غريب القرآن: 473]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {الّذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور (3)}
في خلق ويقرأ (في خلق الرّحمن من تفوّت) بغير ألف. ويجوز في (تفاوت) (تفاؤت) مهموز، تبدل الهمزة من الواو المضمومة، ويقال: تفاوت الشيء تفاوتا وتفوّت تفوّتا إذا اختلف، فالمعنى ما ترى في خلقه السماء اختلافا ولا اضطرابا.
ومعنى {طباقا} مطبق بعضها على بعض، طباق مصدر طوبقت طباقا.
وقوله: {فارجع البصر هل ترى من فطور} أي هل ترى فيها فروجا أو صدوعا). [معاني القرآن: 5 /198]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن تَفَاوُتٍ} أي من اختلاف واضطراب، وأصله من: فات الشيءُ بعضه بعضاً: إذا اختلف. {مِن فُطُورٍ} أي من صُدوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فُطُورٍ}: صدوع). [العمدة في غريب القرآن: 308]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ينقلب إليك البصر خاسئاً...} يريد: صاغرا، وهو حسير كليل، كما يحسر البعير والإبل إذا قوّمت عن هزال وكلال فهي الحسرى، وواحدها: حسير). [معاني القرآن: 3 /170]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({خاسئاً} مبعداً. {وهو حسيرٌ} لا يبصر، قال الأول:
إن العسير بها داءٌ مخامرها ....... فشط ها نظر العينين محسور
العسير: اسم ناقة). [مجاز القرآن: 2 /262]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ}قال: {خاسئاً وهو حسيرٌ} لأنك تقول: "خسأته" فـ"خسأ" فـ(هو خاسيء) ). [معاني القرآن: 4/ 33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خاسئا}: مبعدا.
4- {حسير}: معيى). [غريب القرآن وتفسيره: 381]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {خاسئاً}: مبعدا. من قولك: خسأت الكلب، إذا باعدته.{وهو حسيرٌ} أي كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه). [تفسير غريب القرآن: 473]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير (4)}
(خاسئا) منصوب على الحال، ومعناه صاغرا، وهو حسير، قد أعيى من قبل أن يرى في السّماء خللا). [معاني القرآن: 5 /198]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَاسِئًا} مُبعَداً. و{حَسِيرٌ} أي كليل منقطع، لا يلحق ما نَظَر إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَاسِأً}: مبعداً {حَسِيرٌ}: معنى). [العمدة في غريب القرآن: 308]

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}، أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ}، أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6)}
(عذاب جهنّم) بالنصب والرفع، والنصب يكون عطفا على قوله: {وأعتدنا لهم عذاب السّعير (5) وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم}، أي وأعتدنا للذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم.
قوله: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا} معناه التي تدنو منكم من سبع السّماوات.
وقوله: {بمصابيح} يعني الكواكب). [معاني القرآن: 5 /198-199]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 01:50 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ولكن ليبلو الأخيار"، يقال: الله يبلوهم ويبتليهم ويختبرهم في معنى، وتأويله: يمتحنهم، وهو العالم عز وجل بما يكون كعلمه بما كان، قال الله جل ثناؤه: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ). [الكامل: 1/ 457-458]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ):
وما زلت أزجي الطرف من حيث يممت ....... من الأرض حتى رد عيني حسيرها
يعني حسرت قال ومعنى حسير أي محسور قال وهو من قوله تعالى: {ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير} أي كال معي كالمنقطع). [نقائض جرير والفرزدق: 515-516]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "كالبعير المحسر" هو المعيي، : يقال: جمل حسير، وناقة حسير، قال الله عز وجل: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ). [الكامل: 1 /174]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال أبو العباس: وأنشدني التوزي عن أبي عبيدة قول الشاعر:
إن العسير بها داءٌ مخامرها ....... فشطرها نظر العينين محسور
يريد ناحيتها وقصدها، والعسير: التي تعسر بذنبها إذا حملت، أي تشيله وترفعه، ومنه سمي الذنب عوسرًا، أي تضرب بذنبها. ومعنى ذلك أنه ظهر من جهدها وسوء حالها ما أطيل معه النظر إليها حتى تحسر العينان. والحسير: المعيي، وفي القرآن: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}). [الكامل: 1 /249]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تأويل قوله: "حسرتها": بلغت بها أقصى غاية الإعياء، قال الله جلَّ وعزَّ: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}. وأنشد أبو عبيدة:
أنّ العسير بها داءٌ مخامرها ....... فشطرها نظر العينين محسور
قوله: "فشطرها" يريد قصدها ونحوها، قال الله جلَّ وعزَّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} و قال الشاعر:
لهنَّ الوجى لم كنَّ عونًا على النَّوى ....... ولا زال منها ظالعٌ وحسير
يعني الإبل، يقول: هي المفرِّقة). [الكامل: 2 /851]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (ويقال: حصر لسانه، إذا لم يبين الكلام؛ وحسر بصره، إذا لم يبصر، وكذلك سائر الأشياء). [مجالس ثعلب: 20]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:20 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:26 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (1) الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور (2) الّذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ (3) ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ (4)}
تبارك تفاعل من البركة، وهي التزيد في الخيرات، ولم يستعمل يتبارك ولا متبارك، وقوله: بيده عبارة عن تحقيق «الملك»، وذلك أن اليد في عرف الآدميين هي آلة التملك فهي مستعرة، والملك على الإطلاق هو الذي لا يبيد ولا يختل منه شيء، وذلك هو ملك الله تعالى، وقيل المراد في هذه الآية: ملك الملوك، فهو بمنزلة قوله: {اللّهمّ مالك الملك} [آل عمران: 26]، عن ابن عباس رضي الله عنه. وقوله تعالى:{وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} عموم، والشيء معناه في اللغة الموجود). [المحرر الوجيز: 8/ 350-351]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والموت والحياة معنيان يتعاقبان جسم الحيوان يرتفع أحدهما بحلول الآخر، وما في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح على الصراط»، فقال أهل العلم: ذلك تمثال كبش يوقع الله عليه العلم الضروري لأهل الدارين، إنه الموت الذي ذاقوه في الدنيا، ويكون ذلك التمثال حاملا للموت على أنه يحل الموت فيه، فتذهب عنه حياة، ثم يقرن الله تعالى بذبح ذلك التمثال إعدام الموت. وقوله تعالى: {خلق الموت والحياة ليبلوكم} أي ليختبركم في حال الحياة ويجازيكم بعد الموت، وقال أبو قتادة نحوه عن ابن عمر: قلت يا رسول الله: ما معنى قوله تعالى:
{ليبلوكم أيّكم أحسن عملًا} فقال: «يقول: أيكم أحسن عقلا، وأشدكم لله خوفا، وأحسنكم في أمره ونهيه، نظرا وإن كانوا أقلكم تطوعا». وقال ابن عباس وسفيان الثوري والحسن بن أبي الحسن: أيّكم أحسن عملًا أزهدكم في الدنيا. وقوله تعالى: {ليبلوكم} دال على فعل تقديره: فينظر أو فيعلم أيكم، وقال جماعة من المتأولين: الموت والحياة، عبارة عن الدنيا والآخرة، سمى هذه موتا من حيث إن فيها الموت، وسمى تلك حياة من حيث لا موت فيها، فوصفهما بالمصدرين على تقدير حذف المضاف، كعدل وزور، وقدم الموت في اللفظ، لأنه متقدم في النفس هيبة وغلظة). [المحرر الوجيز: 8/ 351-352]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وطباقاً قال الزجاج: هو مصدر، وقيل: هو جمع طبقة أو جمع طبق مثل: رحبة ورحاب، أو جمل وجمال، والمعنى بعضها فوق بعض، وقال أبان بن ثعلب: سمعت أعرابيا يذم رجلا، فقال: «شره طباق، خيره غير باق»، وما ذكر بعض المفسرين في السماوات من أن بعضها من ذهب وفضة وياقوت ونحو هذا ضعيف كله، ولم يثبت بذلك حديث، ولا يعلم أحد من البشر حقيقة لهذا. وقوله تعالى: ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ معناه من قلة تناسب، ومن خروج عن إتقان، والأمر المتفاوت، هو الذي يجاوز الحدود التي توجب له زيادة أو نقصانا، وقرأ جمهور القراء: «من تفاوت»، وقرأ حمزة والكسائي وابن مسعود وعلقمة والأسود وابن جبير وطلحة والأعمش: «من تفوت» وهما بمعنى واحد، وقال بعض العلماء: في خلق الرّحمن يعني به السماوات فقط، وهي التي تتضمن اللفظ، وإياها أراد بقوله: هل ترى من فطورٍ، وإياها أراد بقوله:ينقلب إليك البصر الآية، قالوا وإلا ففي الأرض فطور، وقال آخرون: في خلق الرّحمن يعني به جميع ما في خلق الله تعالى من الأشياء، فإنها لا تفاوت فيها ولا فطور، جارية على غير إتقان، ومتى كانت فطور لا تفسد الشيء المخلوق من حيث هو ذلك الشيء، بل هي إتقان فيه، فليست تلك المرادة في الآية، وقال منذر بن سعيد: أمر الله تعالى بالنظر إلى السماء وخلقها ثم أمر بالتكرير في النظر، وكذلك جميع المخلوقات متى نظرها ناظر، ليرى فيها خللا أو نقصا، فإن بصره ينقلب خاسئاً حسيرا، ورجع البصر ترديده في الشيء المبصر. وقوله: {كرّتين} معناه مرتين، ونصبه على المصدر، والخاسئ المبعد بذل عن شيء أراده وحرص عليه، ومنه الكلب الخاسئ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: «اخسأ فلن تعدو قدرك»، ومنه قوله تعالى في الكفار الحريصين على الخروج من جهنم: {اخسؤا فيها} [المؤمنون: 108]، وكذلك هنا البصر يحرص على روية فطور أو تفاوت فلا يجد ذلك، فينقلب خاسئاً، والحسير العييّ الكالّ، ومنه قول الشاعر: [الطويل]
لهن الوجا لم كن عونا على النوى ....... ولا زال منها طالح وحسير
). [المحرر الوجيز: 8/ 352-353]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشّياطين وأعتدنا لهم عذاب السّعير (5) وللّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير (6) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور (7) تكاد تميّز من الغيظ كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ (8) قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ كبيرٍ (9)}
أخبر تعالى أنه زين السماء الدنيا التي تلينا بمصابيح وهي النجوم، فإن كانت جميع النجوم في السماء الدنيا فهذا اللفظ عام للكواكب، وإن كان في سائر السماوات كواكب، فإما أن يريد كواكب سماء الدنيا فقط، وإما أن يريد الجميع على أن ما في غيرها لما كانت هي تشق عنه، ويظهر منها، فقد زينت به بوجه ما، ومن تكلف القول بمواضع الكواكب وفي أي سماء هي، فقوله ليس من الشريعة. وقوله تعالى: {وجعلناها رجوماً للشّياطين} معناه وجعلنا منها، وهذا كما تقول: أكرمت بني فلان وصنعت بهم وأنت إنما فعلت ذلك ببعضهم دون بعض، ويوجب هذا التأويل في الآية أن الكواكب الثابتة والبروج، وكل ما يهتدى به في البر والبحر فليست برواجم، وهذا نص في حديث السير، وقال قتادة رحمه الله: «خلق الله تعالى النجوم زينة للسماء ورجوما للشياطين وليهتدى بها في البر والبحر، فمن قال غير هذه الخصال الثلاث فقد تكلف وأذهب حظه من الآخرة. وأعتدنا معنا: أعددنا والضمير في: لهم عائد على الشياطين»). [المحرر الوجيز: 8/ 353-354]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 09:38 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (1) الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملًا وهو العزيز الغفور (2) الّذي خلق سبع سمواتٍ طباقًا ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ (3) ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسيرٌ (4) ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين وأعتدنا لهم عذاب السّعير (5) }
يمجّد تعالى نفسه الكريمة، ويخبر أنّه بيده الملك، أي: هو المتصرّف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله. ولهذا قال: {وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 176]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {الّذي خلق الموت والحياة} واستدلّ بهذه الآية من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ. ومعنى الآية: أنّه أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟ كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا صفوان، حدّثنا الوليد، حدّثنا خليد، عن قتادة في قوله: {الّذي خلق الموت والحياة} قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول:
«إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ».
ورواه معمر، عن قتادة.
وقوله: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} أي: خيرٌ عملًا كما قال محمّد بن عجلان:
«ولم يقل أكثر عملًا».
ثمّ قال: {وهو العزيز الغفور} أي: هو العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره، وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 176]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {الّذي خلق سبع سماواتٍ طباقًا} أي: طبقةً بعد طبقةٍ، وهل هنّ متواصلاتٌ بمعنى أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ، أو متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ؟ فيه قولان، أصحّهما الثّاني، كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره.
وقوله: {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} أي: بل هو مصطحبٌ مستوٍ، ليس فيه اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ؛ ولهذا قال: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} أي: انظر إلى السّماء فتأمّلها، هل ترى فيها عيبًا أو نقصًا أو خللًا؛ أو فطورًا؟.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم في قوله: {فارجع البصر هل ترى من فطورٍ} أي: شقوقٍ.
وقال السّدّيّ: {هل ترى من فطورٍ} أي: من خروق. وقال ابن عبّاسٍ في روايةٍ: {من فطورٍ} أي: من وهيّ. وقال قتادة: {هل ترى من فطورٍ} أي: هل ترى خللا يا ابن آدم؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 176-177]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال قتادة: {هل ترى من فطورٍ} أي: هل ترى خللا يا ابن آدم؟، وقوله: {ثمّ ارجع البصر كرّتين} قال: مرّتين. {ينقلب إليك البصر خاسئًا} قال ابن عبّاسٍ:
«ذليلًا؟» وقال مجاهدٌ، وقتادة: «صاغرًا».
{وهو حسيرٌ}
قال ابن عبّاسٍ: يعني: وهو كليلٌ. وقال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء.
ومعنى الآية: إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك، أي: لرجع إليك البصر، {خاسئًا} عن أن يرى عيبًا أو خللًا {وهو حسيرٌ} أي: كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر، ولا يرى نقصًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 177]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولمّا نفى عنها في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها فقال: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح} وهي الكواكب الّتي وضعت فيها من السّيّارات والثّوابت.
وقوله: {وجعلناها رجومًا للشّياطين} عاد الضّمير في قوله: {وجعلناها} على جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها، واللّه أعلم.
وقوله: {وأعتدنا لهم عذاب السّعير} أي: جعلنا للشّياطين هذا الخزي في الدّنيا، وأعتدنا لهم عذاب السّعير في الأخرى، كما قال: في أوّل الصّافّات: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصّافّات: 6 -10].
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 177]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة