العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:28 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة النبأ

التفسير اللغوي لسورة النبأ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ذو الحجة 1431هـ/9-11-2010م, 10:20 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 16]


{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)}

تفسير قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {عمّ يتساءلون... عن النّبأ العظيم...} يقال: عن أي شيء يتساءلون؟ يعني: قريشا، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يتساءلون * عن النبأ العظيم}، يعني: القرآن. ويقال: عم يتحدث به قريش في القرآن. ثم أجاب، فصارت: {عم يتساءلون}، كأنها [في معنى]: لأي شيء يتساءلون عن القرآن). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1، 2]، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} [المرسلات: 12] على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} [المرسلات: 13] أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله عزّ وجلّ: {عمّ يتساءلون (1)}
أصله عن ما يتساءلون. فأدغمت النون في الميم، لأن الميم تشرك النون في الغنّة في الأنف، وقد فسرنا لم حذفت الألف فيما مضى من الكتاب، والمعنى عن أي شيء يتساءلون، فاللفظ لفظ الاستفهام، والمعنى تفخيم القصة، كما تقول: أي شيء زيد). [معاني القرآن: 5/271]

تفسير قوله تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {عمّ يتساءلون... عن النّبأ العظيم...} يقال: عن أي شيء يتساءلون؟ يعني: قريشا، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يتساءلون * عن النبأ العظيم}، يعني: القرآن. ويقال: عم يتحدث به قريش في القرآن. ثم أجاب، فصارت: {عم يتساءلون}، كأنها [في معنى]: لأي شيء يتساءلون عن القرآن). [معاني القرآن: 3/227](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عن النبأ العظيم}: الخبر، وقالوا القرآن). [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({عمّ يتساءلون (1) عن النّبأ العظيم}؟ يقال: القرآن.
ويقال: القيامة). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي على مذهب الاستفهام وهو تعجب: كقوله: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1، 2]، كأنه قال: عمّ يتساءلون يا محمد؟ ثم قال: عن النبأ العظيم يتساءلون.
وقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} [المرسلات: 12] على التعجب، ثم قال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} [المرسلات: 13] أجّلت). [تأويل مشكل القرآن: 279](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(ثم بين فقال: {
عن النبأ العظيم (2)} قيل هو القرآن، وقيل عن البعث، وقيل عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يدل عليه قوله: {إنّ يوم الفصل كان ميقاتا} يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث). [معاني القرآن: 5/271]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّبَأ}: الخبر، القرآن). [العمدة في غريب القرآن: 331]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم إنه أخبر فقال: {الّذي هم فيه مختلفون...} بين مصدّق ومكذّب، فذلك اختلافهم). [معاني القرآن: 3/227]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (واجتمعت القراء على الياء في قوله: {كلاّ سيعلمون...}. وقرأ الحسن وحده: (كلا ستعلمون) وهو صواب. وهو مثل قوله -وإن لم يكن قبله قول-ـ: {قل للّذين كفروا ستغلبون} و(سيغلبون) ). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا سيعلمون (4)} وقرئت: (كلا ستعلمون) بالتاء.
والذي عليه القراء: {كلّا سيعلمون} بالياء. وهو أجود، والتاء تروى عن الحسن). [معاني القرآن: 5/271]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مهاداً} أي فراشا). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ألم نجعل الأرض مهادا (6)} وقرئت (مهدا)، وأكثر القراء يقرأونها (مهادا). والمعنى واحد، وتأويله: إنا ذللناها لهم حتى سكنوها وساروا في مناكبها). [معاني القرآن: 5/271]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والجبال أوتاداً} أي أوتادا للأرض). [تفسير غريب القرآن: 508]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وخلقناكم أزواجاً} أي أصنافا وأضدادا). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وخلقناكم أزواجا (8)} خلق الذكر والأنثى، وقيل أزواجا أي ألوانا). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَزْوَاجاً} أي أصنافاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجعلنا نومكم سباتاً} ليس بموت، رجلٌ مسبوتٌ فيه روح). [مجاز القرآن: 2/282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلنا نومكم سباتاً} أي راحة لأبدانكم. وأصل «السّبت»: التمدّد). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} [النبأ: 9]، فليس السّبات هاهنا: النوم، فيكون معناه: وجعلنا نومكم نوما. ولكن "السّبات" الراحة: أي جعلنا النوم راحة لأبدانكم. ومنه قيل: يوم السبت، لأن الخلق اجتمع في يوم الجمعة، وكان الفراغ منه يوم السبت، فقيل لبني إسرائيل: استريحوا في هذا اليوم، ولا تعملوا شيئا، فسمّي يوم السبت، أي يوم الراحة. وأصل السبت: التّمدّد، ومَن تمدّد استراح. ومنه قيل: رجل مسبوت، ويقال: سبتت المرأة شعرها: إذا نقضته من العقص وأرسلته.
قال أبو وجزة السّعدي:
وإنْ سَبَّتَتْهُ مالَ جَثْلاً كَأنّه = سَدَى واثِلاتٍ من نواسجِ خثعَما
ثم قد يسمى النوم سباتا، لأنه بالتمدّد يكون. ومثل هذا كثير، وستراه في (باب المجاز) إن شاء الله). [تأويل مشكل القرآن: 80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وجعلنا نومكم سباتا (9)}
والسّبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه، أي جعلنا نومكم راحة لكم). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({سباتا} أي قطعا، والسبت: القطع، فكأنه إذا نام فقد انقطع عن الناس). [ياقوتة الصراط: 551]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُبَاتاً} أي راحة، وأصله التمدّد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلنا اللّيل لباساً} أي سترا لكم). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجعلنا اللّيل لباسا (10)} أي تسكنون فيه وهو مشتمل عليكم). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِبَاساً} أي ستراً لكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12)} أي سبع سموات). [معاني القرآن: 5/272]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وهّاجاً} الوهاج الوقاد). [مجاز القرآن: 2/282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الوهاج}: الوقاد). [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وجعلنا سراجاً وهّاجاً} أي وقّادا، يعني: الشمس). [تفسير غريب القرآن: 508]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجعلنا سراجا وهّاجا (13)} أي جعلنا فيها الشمس سراجا.
وتأويل {وهّاجا} وقادا.. ). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الوَهَّاج): المتوقد). [العمدة في غريب القرآن: 331]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثجّاجاً} كالعزالي). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنزلنا من المعصرات} يعني: السحاب. يقال: «شبهت بمعاصير الجواري. والمعصر: الجارية التي دنت من الحيض». ويقال: «هن ذوات الأعاصير، أي الرياح».
{ماءً ثجّاجاً} أي سيّالا). [تفسير غريب القرآن: 508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنزلنا من المعصرات ماء ثجّاجا (14)}
{المعصرات}: السحائب لأنها تعصر الماء.
وقيل {المعصرات} كما يقال: قد أجزّ الزرع فهو مجزّ إذا صار إلى أن يمطر. فقد أعصر.
ومعنى (ثجاج): صباب). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُعْصِرَاتِ} السحائب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لنخرج به حبّا ونباتا (15)} كل ما حصد فهو حبّ، وكل ما أكلته الماشية من الكلأ فهو نبات). [معاني القرآن: 5/272]

تفسير قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ألفافاً} ملتفة من الشجر ليس بينها خلال، فـ"ألفافا" جمع الجمع، يقال: جنة لفاء وجنان لفٌ، وجمع لف ألفاف). [مجاز القرآن: 2/282]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وجنّاتٍ ألفافاً}قال: {وجنّاتٍ ألفافاً} وواحدها "اللّفّ"). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ألفافا}: ملتفة، من الشجر، واحدها لف ولفيف). [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {وجنّاتٍ ألفافاً} أي ملتفة. قال أبو عبيدة: واحدها: «لفّ».
ويقال: هو جمع الجمع، كأن واحده: «ألفّ» و«لفّا»، وجمعه: «لفّ»، وجمع الجمع: «ألفاف»). [تفسير غريب القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجنّات ألفافا (16)} أي وبساتين ملتفة). [معاني القرآن: 5/272](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَافاً} أي ملتفة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَافًا}: ملتفة، مجتمعة). [العمدة في غريب القرآن: 331]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ذو الحجة 1431هـ/9-11-2010م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 17 إلى 30]


{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجنّات ألفافا (16)} أي وبساتين ملتفة، فأعلم اللّه -عزّ وجلّ- ما خلق وأنه قادر على البعث فقال: {إنّ يوم الفصل كان ميقاتا (17)}). [معاني القرآن: 5/272]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجا (18)} بدل من يوم الفصل، إن شئت كان مفسرا ليوم الفصل. وقد فسرنا الصور فيما مضى.
{فتأتون أفواجا} أي تأتي كل أمة مع إمامهم). [معاني القرآن: 5/272]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أفواجا} أي: جماعات، واحدها: فوج). [ياقوتة الصراط: 551]

تفسير قوله تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وفتحت السّماء فكانت أبواباً...}
مثل: {إذا السّماء انشقّت}، {وإذا السماء فرجت} معناه واحد، والله أعلم. بذلك جاء التفسير). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفتحت السّماء فكانت أبوابا (19)} أي تشققت كما قال عزّ وجلّ: {إذا السّماء انفطرت}، {إذا السّماء انشقّت}). [معاني القرآن: 5/273]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ جهنّم كانت مرصادا (21) للطّاغين مآبا (22)} أي يرصد أهل الكفر ومن حق عليه العذاب. تكاد تميز من الغيظ، فلا يجاوزها من حقت عليه كلمة العذاب). [معاني القرآن: 5/273](م)

تفسير قوله تعالى: {لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ جهنّم كانت مرصادا (21) للطّاغين مآبا (22)} أي يرصد أهل الكفر ومن حق عليه العذاب. تكاد تميز من الغيظ، فلا يجاوزها من حقت عليه كلمة العذاب.
ومعنى {مآبا} إليها يرجعون). [معاني القرآن: 5/273]

تفسير قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لاّبثين فيها أحقاباً...} حدّثت عن الأعمش أنه قال: بلغنا عن علقمة أنه قرأ "لبثين" وهي قراءة أصحاب عبد الله.
والناس بعد يقرءون: (لابثين)، وهو أجود الوجهين؛ لأن (لابثين) إذا كانت في موضع تقع فتنصب كانت بالألف، مثل: الطامع، والباخل عن قليل. واللّبث: البطيء، وهو جائز، كما يقال: رجل طمعٌ وطامع. ولو قلت: هذا طمعٌ فيما قبلك كان جائزاً، وقال لبيد:

أو مسحلٌ عملٌ عضادة سمحجٍ = بسراتها ندبٌ له وكلوم
فأوقع عمل على العضادة، ولو كانت عاملا كان أبين في العربية، وكذلك إذا قلت للرجل: ضرّابٌ، وضروبٌ فلا توقعنهما على شيء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشاعر إلى إيقاعهما فعل، أنشدني بعضهم:
* وبالفأس ضرّابٌ رءوس الكرانف *
واحدها: كرنافة، وهي أصول السقف.
ويقال: "الحقب" ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا). [معاني القرآن: 3/228]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لابثين فيها أحقاباً} يقال: «الحقب»: ثمانون سنة. وليس هذا مما يدلّ على غاية، كما يظن بعض الناس. وإنما يدلّ على الغاية التوقيت: خمسة أحقاب أو عشرة.
وأراد: أنهم يلبثون فيها أحقابا، كلّما مضي حقب تبعه حقب آخر»). [تفسير غريب القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لابثين فيها أحقابا (23)} ولبثين، يقال: لبث الرجل فهو لابث، ويقال: هو لبث بمكان كذا أي صار اللبث شأنه.
و(الأحقاب): واحدها حقب، والحقب ثمانون سنة، كل سنة اثنا عشر شهرا، وكل شهر ثلاثون يوما، وكل يوم مقداره ألف سنة من سني الدنيا، والمعنى أنهم يلبثون أحقابا لا يذوقون في الأحقاب بردا ولا شرابا، وهم خالدون في النار أبدا كما قال عزّ وجلّ: {خالدين فيها أبدا}). [معاني القرآن: 5/273]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لاّ يذوقون فيها برداً ولا شراباً...} ...
- حدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، وقال بعضهم: لا يذوقون فيها برداً، يريد: نوما، ...
وإن النوم ليبرد صاحبه. وإن العطشان لينام؛ فيبرد بالنوم). [معاني القرآن: 3/228]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({برداً ولا شراباً} نوماً ولا شراباً قال الكندي:
فصدّني عنها وعن قبلتها البرد
أي النعاس). [مجاز القرآن: 2/282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بردا ولا شرابا}: البرد النوم). [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({لا يذوقون فيها برداً}... أي نوما. قال الشاعر:
وإن شئت حرمّت النساء سواكم = وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
و«النّقاخ»: الماء.
و«البرد»: النوم. ويقال: «لا يذوقون فيها برد الشراب»). [تفسير غريب القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا (24)} قيل: نوما، وجائز أن يكون: لا يذوقون فيها برد ريح ولا ظلّ ولا نوم). [معاني القرآن: 5/273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرْداً} أي نوماً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرْدًا}: نوماً). [العمدة في غريب القرآن: 331]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حميماً} ماء، {وغسّاقاً} وهو ما همى أي سال ويقال: قد غسقت من العين ومن الجرح. ويقال: عينه تغسق أي تسيل). [مجاز القرآن: 2/282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حميما}: ماء حارا.
{والغساق}: ما يغسق من جلود أهل النار ويسيل. وقال بعضهم: الذي لا يستطاع من برده). [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({إلّا حميماً} وهو: الماء الحار، {وغسّاقاً} أي صديدا. وقد تقدم ذكره). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إلّا حميما وغسّاقا (25)} أي لا يذوقون فيها إلّا حميما وهو في غاية الحرارة.
و(الغسّاق): قيل: ما يغسق من جلودهم، أي يسيل. وقيل: الغسّاق الشديد البرد). [معاني القرآن: 5/273-274]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَّا حَمِيماً} أي حارّاً.
{وَغَسَّاقاً} أي صديداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290-291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الحَمِيم): الماء الحار. (الغَسَّاق): ما يسيل من جلودهم). [العمدة في غريب القرآن: 331]

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً وِفَاقًا (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {جزاء وفاقاً...} وفقا لأعمالهم). [معاني القرآن: 3/229]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({جزاءً وفاقا} أي ثواباً ؛ وفقاً، هذا وفق هذا أي مثله). [مجاز القرآن: 2/282]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({جزاء وفاقاً}، وقال: {جزاء وفاقاً} يقول "وافق أهمالهم وفاقا" كما تقول: "قاتل قتالا"). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جزاء وفاقا}: ثوابا وفقا). [غريب القرآن وتفسيره: 409]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({جزاءً وفاقاً} أي وفاقا لأعمالهم).
[تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({جزاء وفاقا (26)} أي جوزوا وفق أعمالهم).[معاني القرآن: 5/274]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِفَاقاً} أي وفاقاً لأعمالهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وِفَاقًا}: وفقاً). [العمدة في غريب القرآن: 331]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّهم كانوا لا يرجون حساباً} أي لا يخافون). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّهم كانوا لا يرجون حسابا (27)} أي لا يؤمنون بالبعث ولا بأنهم يحاسبون، ويرجون ثواب حساب). [معاني القرآن: 5/274]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({حسابا}: أي: كافيا). [ياقوتة الصراط: 552]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وكذّبوا بآياتنا كذّاباً...} خففها علي بن أبي طالب رحمه الله: "كذابا"، وثقلها عاصم والأعمش وأهل المدينة والحسن البصري. وهي لغة يمانية فصيحة يقولون: كذبت به كذّابا، وخرّقت القميص خرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فعّال في لغتهم مشدد، قال لي أعرابي منهم: على المروة: آلحلق أحب إليك أم القصّار؟ يستفتيني.
وأنشدني بعض بني كلاب:
لقد طال ما ثبّطتني عن صحابتي = وعن حوجٍ قضّاؤها من شفائيا
وكان الكسائي يخفف: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذاباً}؛ لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرا. ويشدّد: {وكذّبوا بآياتنا كذّاباً...}؛ لأن كذبوا يقيّد الكذاب بالمصدر، والذي قال حسن. ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا. يقول: باطلاً، ولا كذابا لا يكذب بعضهم بعضا). [معاني القرآن: 3/229]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كذّاباً} أشد من الكذب وهما مصدر المكاذبة قال الأعشى:
فصدقتها وكذبتها = والمرء ينفعه كذابه).
[مجاز القرآن: 2/283]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكذّبوا بآياتنا كذّاباً} وقال: {وكذّبوا بآياتنا كذّاباً} لأن فعله على أربعة أراد أن يجعله مثل باب "أفعلت" "إفعالاً" فقال: {كذّاباً} فجعله على عدد مصدره. وعلى هذا القياس تقول: "قاتل" "قيتالا" وهو من كلام العرب). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وكذّبوا بآياتنا كذّابا (28)} هذا أكثر القراءة، وقد قرئت (كذابا) بالتخفيف. و(كذّابا) بالتشديد أكثر. وهو في مصادر فعّلت أجود من فعال.
قال الشاعر:
لقد طال ما ثبّطتني عن صحابتي = وعن حوج قضّاؤها من شفائيا
من قضيت قضاء.
ومثل كذابا - بالتخفيف قول الشاعر:
فصدقتها وكذبتها = والمرء ينفعه كذابه).
[معاني القرآن: 5/274]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكلّ شيءٍ أحصيناه كتاباً} وقال: {وكلّ شيءٍ أحصيناه كتاباً} فنصب {كلّ} وقد شغل الفعل بالهاء؛ لأن ما قبله قد عمل فيه الفعل، فأجراه عليه وأعمل فيه فعلا مضمرا). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وكلّ شيء أحصيناه كتابا (29)} (وكلّ) منصوب، بفعل مضمر تفسيره أحصيناه كتابا.
المعنى: وأحصينا كلّ شيء أحصيناه.
وقوله {كتابا} توكيد لقوله {أحصيناه}؛ لأن معنى أحصيناه وكتبناه فيما يحصل ويثبت واحد؛ فالمعنى: كتبناه كتابا). [معاني القرآن: 5/274]

تفسير قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) }


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ذو الحجة 1431هـ/9-11-2010م, 10:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 31 إلى آخر السورة]


{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مفازاً}: موضع الفوز). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَفَازاً} أي نجاة، أي موضع فوز ونجاة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({حدائق}: بساتين نخل. واحدها: «حديقة»). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَدَائِقَ} بساتين نخل، الواحدة حديقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكواعب}: نساء قد كعبت ثديهن، {أتراباً} على سن واحد.
{وكأساً دهاقاً} أي مشرعة ملأى). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَكَوَاعِبَ} أي نساء كَعَبَت ثُدِيُّهنّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: (وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كأساً دهاقاً} ملاً). [مجاز القرآن: 2/283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كأسا دهاقا}: مملوءة قد أدهقت الشيء أي ملأته). [غريب القرآن وتفسيره: 409]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله - جلّ وعزّ: - {وكأسا دهاقا (34)} أي تقدير الآية لا يرجون ثواب حساب - فهناك مضاف محذوف.
قال أبو إسحاق: الكأس كل إناء فيه شراب فهو كاس، فإذا لم يكن فيه شراب. فليس بكأس، وكذلك المائدة: ما كان عليها من الأخونة طعام فهو مائدة.
ومعنى {دِهاقاً} مليء، وجاء في التفسير أيضا أنها صافية، قال الشاعر:
يلذّه بكأسه الدّهاق). [معاني القرآن: 5/274-275]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دِهَاقاً} أي مُتْرَعة ملأى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى:{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وكذّبوا بآياتنا كذّاباً...} خففها علي بن أبي طالب رحمه الله: "كذابا"، وثقلها عاصم والأعمش وأهل المدينة والحسن البصري. وهي لغة يمانية فصيحة يقولون: كذبت به كذّابا، وخرّقت القميص خرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فعّال في لغتهم مشدد، قال لي أعرابي منهم: على المروة: آلحلق أحب إليك أم القصّار؟ يستفتيني. وأنشدني بعض بني كلاب:
لقد طال ما ثبّطتني عن صحابتي = وعن حوجٍ قضّاؤها من شفائيا
وكان الكسائي يخفف: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذاباً}؛ لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرا. ويشدّد: {وكذّبوا بآياتنا كذّاباً...}؛ لأن كذبوا يقيّد الكذاب بالمصدر، والذي قال حسن. ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا. يقول: باطلاً، ولا كذابا لا يكذب بعضهم بعضا). [معاني القرآن: 3/229](م)

تفسير قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عطاءً حساباً} أي جزاء ويجيء: حساباً كافياً، يقال: أعطاني ما أحسبني أي كفاني). [مجاز القرآن: 2/283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عطاء حسابا}: جزاء. وقال بعضهم كافيا، يقال: أعطاني ما أحسبني أي كفاني). [غريب القرآن وتفسيره: 409]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({عطاءً حساباً} أي كثيرا. يقال: أعطيت فلانا عطاء حسابا، وأحسبت فلانا، أي أكثرت له. قال الشاعر:
ونقفي وليد الحي إن كان جائعا = ونحسبه إن كان ليس بجائع
ونرى أصل هذا: أن يعطيه حتى يقول: حسبي). [تفسير غريب القرآن: 510]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الحساب: الكثير، قال الله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ: 36]، أي كثيرا.ويقال: أحسبت فلانا. أي أعطيته ما يُحسبه، أي يكفيه. ومنه قول الهذليّ:
حساب ورجل كالجراد يسوم). [تأويل مشكل القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {جزاء من ربّك عطاء حسابا (36)} منصوب بمعنى {إنّ للمتّقين مفازا}، المعنى جازاهم بذلك جزاء.
وكذلك {عطاء حسابا}، لأن معنى أعطاهم وجزاهم واحد.
و{حسابا} معناه ما يكفيهم، أي فيه ما يشتهون. يقال: أحسبني كذا وكذا بمعنى كفاني). [معاني القرآن: 5/275]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَطَاء حِسَاباً} أي كثيراً. وقيل: كافيا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَطَاء حِسَابًا}: كافياً). [العمدة في غريب القرآن: 332]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {رّبّ السّماوات والأرض...} يخفض في لفظ الإعراب، ويرفع، وكذلك: {الرّحمن لا يملكون منه خطاباً...} يرفع "الرحمن" ويخفض في الإعراب. والرفع فيه أكثر. قال والفراء يخفض: (ربّ)، ويرفع "الرحمن"). [معاني القرآن: 3/229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن لا يملكون منه خطابا (37)} قرئت بالجر على الصفة من قوله: {من ربّك} ربّ.
وقرئت "ربُّ" على معنى هو ربّ السّماوات والأرض.
وكذلك قرئت (الرّحمن لا يملكون منه خطابا) - بالجرّ والرفع. وتفسيرها تفسير {ربّ السّماوات والأرض}). [معاني القرآن: 5/275]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا} أي صفوفا. ويقال ليوم [العيد: يوم] الصف. وقال في موضع آخر: {وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا}[سورة الفجر آية: 22]، فهذا يدل على الصّفوف). [تفسير غريب القرآن: 511]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{الرُّوح} -فيما ذكر المفسرون-: مَلَكٌ عظيم من ملائكة الله يقوم وحده فيكون صفا وتقوم الملائكة صفّا قال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38]، وقال عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].ويقال للملائكة: الرُّوحانيُّون، لأنهم أرواح، نسبوا إلى الرُّوح- بالألف والنون- لأنها نسبة الخلقة، كما يقال: رقبانيّ وشعرانيّ). [تأويل مشكل القرآن: 486](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفّا لا يتكلّمون إلّا من أذن له الرّحمن وقال صوابا (38)}
{الرّوح} خلق كالإنس، وليس هو إنس.
وقيل: الروح جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 5/275]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وقال صوابا} أي: قال: لا إله إلا الله). [ياقوتة الصراط: 552]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَفّاً} أي صفوفاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مأباً} أي مرجعا إلى اللّه [بالعمل الصالح]: كأنه إذا عمل خيرا ردّه إلى اللّه، وإذا عمل شرا باعده منه). [تفسير غريب القرآن: 511]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآبا (39)} أي مرجعا). [معاني القرآن: 5/275]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} وقال: {يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه} فإن شئت جعلت: "ينظر أيّ شيء قدّمت يداه" وتكون صفته "قدمت" وقال بعضهم: "إنما هو" ينظر إلى ما قدمت يداه فحذف "إلى"). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الكناية قول الله عز وجل: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 28] ذهب هؤلاء وفريق من المتسمّين بالمسلمين إلى أنه رجل بعينه، وقالوا: لم كنى عنه؟ وإنما يكني هذه الكناية من يخاف المباداة، ويحتاج إلى المداجاة.
وقال آخرون: بل كان هذا الرجل مسمّى في هذا الموضع، فغيّر وكني عنه. وذهبوا إلى أنه عمر، وتأوّلوا الآية فقالوا: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] يعني أبا بكر رضي الله عنه،{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27] يعني محمدا صلّى الله عليه وسلم،{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} يعني عمر رضي الله عنه،{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [الفرقان: 29] يعني عليا،
قال أبو محمد: ونقول في الرد على (أولئك) إذ كان غلطهم من وجهة قد يغلظ في مثلها من رق علمه. فأما هؤلاء ففي قولهم ما أنبأ عن نفسه، ودلّ على جهل متأوّله كيف يكون عليّ رحمة الله عليه، ذكرا؟ وهل قال أحد: إن أبا بكر لم يسلم، ولم يتخذ بإسلامه مع الرسول سبيلا؟ وليس هذا التفسير بنكر من تفسيرهم وما يدّعونه من علم الباطن كادّعائهم في الجبت والطّاغوت أنهما رجلان، وأن الخمر والميسر رجلان آخران، وأن العنكبوت غير العنكبوت والنحل غير النحل.. في أشباه كثيرة من سخفهم وجهالاتهم.
وقال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إنّ عقبة بن أبي معيط صنع طعاما ودعا أشراف أهل مكة، فكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم فيهم، فامتنع من أن يطعم أو يشهد عقبة بشهادة الحقّ، ففعل ذلك، فأتاه أبيّ بن خلف، وكان خليله، فقال: صبأت؟ فقال: لا ولكن دخل عليّ رجل من قريش فاستحييت من أن يخرج من منزلي ولم يطعم. فقال: ما كنت لأرضى حتى تبصق في وجهه وتفعل به وتفعل، ففعل ذلك، فأنزل الله هذه الآية عامة، وهذان الرجلان سبب نزولها.كما أنه قد كانت الآية، والآي، تنزل في القصة تقع: وهي لجماعة الناس.
والمفسرون على أن هذه الآية نزلت في هذين الرجلين، وإنما يختلفون في ألفاظ القصة. فأراد الله سبحانه ب"الظالم" كل ظالم في العالم، وأراد بفلان كل من أطيع بمعصية الله وأرضي بإسخاط الله.
ولو نزلت هذه الآية على تقديرهم فقال: ويوم يعضّ الظالم- قارون وهامان، وعقبة بن أبي معيط، وأبيّ بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والمغيرة، وفلان وفلان، بالأسماء- على أيديهم يقولون: يا ليتنا لم نتخذ فرعون، ونمرود، وعقبة بن أبي معيط، وأبا جهل، والأسود، وفلانا، وفلانا بالأسماء- لطال هذا وكثر وثقل، ولم يدخل فيه من تأخّر بعد نزول القرآن من هذا الصّنف، وخرج عن مذاهب العرب، بل عن مذاهب الناس جميعا في كلامهم. فكان (فلان) كناية عن جماعة هذه الأسماء.
وقد يقول القائل: ما جاءك إلا فلان بن فلان، يريد أشراف الناس المعروفين، والشاعر يقول:
في لجّة أمسك فلانا عن فل
يريد: أمسك فلانا عن فلان، ولم يرد رجلين بأعيانهما، وإنما أراد أنهم في غمرة الشّر وضحجّته، فالحجزة تقول لهذا: أمسك، ولهذا: كفّ.
و{الظالم} دليل على جماعة الظالمين كقوله: {يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] يريد جماعة الكافرين). [تأويل مشكل القرآن: 260-263](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (40)} جاء في التفسير أنه إذا كان يوم القيامة اقتصّ للجمّاء من القرناء، والجمّاء التي لا قرن لها. ثم يجعل اللّه تعالى الجميع ترابا، وذلك التراب هو القترة التي ترهق وجوه الكفار وتعلو وجوههم، فيتمنى الكافر أن يكون ترابا.
وقد قيل: إن معنى {يا ليتني كنت ترابا}؛ أي ليتني لم أبعث، كما قال: {يا ليتني لم أوت كتابيه (25)}). [معاني القرآن: 5/275-276]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة