تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين (10) قوم فرعون ألا يتّقون}.
يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمّد إذ نادى ربّك موسى بن عمران {أن ائت القوم الظّالمين} يعني الكافرين). [جامع البيان: 17/551-552]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وإذ نادى ربّك موسى
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ وإذ نادى ربّك موسى قال: حين نودي من جانب الطّور الأيمن.
قوله: أن ائت القوم الظّالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ الظّالمين يقول: الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2751]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وإذ نادى ربك موسى} قال: حين نودي من جانب الطور الايمن). [الدر المنثور: 11/240]
تفسير قوله تعالى: (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوم فرعون، ونصب القوم الثّاني ترجمةً عن القوم الأوّل.
وقوله {ألا يتّقون} يقول: ألا يتّقون عقاب اللّه على كفرهم به.
ومعنى الكلام قوم فرعون فقل لهم: ألا يتّقون. وترك إظهار فقل لهم لدلالة الكلام عليه.
وإنّما قيل: {ألا يتّقون} بالياء، ولم يقل ألا تتّقون بالتّاء، لأنّ التّنزيل كان قبل الخطّاب، ولو جاءت القراءة فيها بالتّاء كان صوابًا، كما قيل: (قل للّذين كفروا سيغلبون) و{ستغلبون} ). [جامع البيان: 17/552]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوم فرعون ألا يتّقون (11)
قوله: قوم فرعون ألا يتّقون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: خرج موسى وتبعهم فرعون على مقدّمته هامان في ألف ألفٍ وسبعمائة ألف حصانٍ ليس فيها ماذيانة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ إنّي أخاف أن يكذّبون (12) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون (13) ولهم عليّ ذنبٌ فأخاف أن يقتلون}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لربّه: {ربّ إنّي أخاف} من قوم فرعون الّذين أمرتني أن آتيهم {أن يكّذّبون} بقيلي لهم: إنّك أرسلتني إليهم). [جامع البيان: 17/552]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قال: ربّ إنّي أخاف أن يكذّبون إلى قوله: ينطلق لساني
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلح أنبأ يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيدٍ، ثنا القاسم بن أبي أيّوب، ثنا سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: شكا موسى إلى ربّه ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فإنّه كان في لسانه عقدةٌ تمنعه من كثير الكلام فآتاه اللّه سؤله فحلّ عقدة لسانه وفي قوله: فأرسل إلى هارون قال: سأل ربّه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردئا ويتكلّم عنه بكثيرٍ ممّا لا يفصح به لسانه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752]
تفسير قوله تعالى: (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ويضيق صدري} من تكذيبهم إيّاي إن كذّبوني.
ورفع قوله: {ويضيق صدري} عطفًا به على أخاف، وبالرّفع فيه قرأته عامّة قرّاء الأمصار، ومعناه: وإنّي يضيق صدري.
وقوله: {ولا ينطلق لساني} يقول: ولا ينطلق بالعبارة عمّا ترسلني به إليهم، للعلّة الّتي كانت بلسانه.
وقوله: {ولا ينطلق لساني} كلامٌ معطوفٌ به على يضيق.
وقوله: {فأرسل إلى هارون} يعني هارون أخاه، ولم يقل: فأرسل إليّ هارون ليؤازرني وليعينني، إذ كان مفهومًا معنى الكلام، وذلك كقول القائل: لو نزلت بنا نازلةٌ لفزعنا إليك، بمعنى: لفزعنا إليك لتعيننا). [جامع البيان: 17/552-553]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قال: ربّ إنّي أخاف أن يكذّبون إلى قوله: ينطلق لساني
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلح أنبأ يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيدٍ، ثنا القاسم بن أبي أيّوب، ثنا سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: شكا موسى إلى ربّه ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فإنّه كان في لسانه عقدةٌ تمنعه من كثير الكلام فآتاه اللّه سؤله فحلّ عقدة لسانه وفي قوله: فأرسل إلى هارون قال: سأل ربّه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردئا ويتكلّم عنه بكثيرٍ ممّا لا يفصح به لسانه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ولهم علي ذنب قال قتل النفس). [تفسير عبد الرزاق: 2/73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولهم عليّ ذنبٌ} يقول: ولقوم فرعون عليّ دعوى ذنبٍ أذنبت إليهم، وذلك قتله النّفس الّتي قتلها منهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولهم عليّ ذنبٌ فأخاف أن يقتلون} قال: قتل النّفس الّتي قتل منهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثنّى حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: سمع ذلك عدوٌّ، فأفشى عليهما.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: قتل موسى النّفس.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {ولهم عليّ ذنبٌ} قال: قتل النّفس.
وقوله: {فأخاف أن يقتلون} يقول: فأخاف أن يقتلوني قودًا بالنّفس الّتي قتلت منهم). [جامع البيان: 17/553]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: ولهم عليّ ذنبٌ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ولهم عليّ ذنبٌ فأخاف أن يقتلون قال: قتل النفس الذي قتل فيهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ولهم عليّ ذنبٌ يعنى النّفس الّتي قتل.
قوله: فأخاف أن يقتلون
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، حدّثنا محمّد بن الحسن، ويزيد ابن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يعنى قوله: فأخاف أن يقتلون قال: شكى موسى- صلّى الله عليه وسلّم- إلى ربّه ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولهم علي ذنب قال من قتل النفس التي قتل فيهم). [تفسير مجاهد: 459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتل النفس أيضا، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/240]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قال كلاّ فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون (15) فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين (16) أن أرسل معنا بني إسرائيل}.
يقول تعالى ذكره {كلاّ} أي لن يقتلك قوم فرعون. {فاذهبا بآياتنا} يقول: فاذهب أنت وأخوك بآياتنا، يعني بأعلامنا وحججنا الّتي أعطيناك عليهم.
وقوله: {إنّا معكم مستمعون} من قوم فرعون ما يقولون لكم، ويجيبونكم به). [جامع البيان: 17/554]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: كلا فاذهبا بآياتنا
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن داود حدّثني حجّاجٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ يعنى قوله: قال: كلا قال: يقول الجبّار عزّ وجلّ: كلّا.
قوله: إنّا معكم مستمعون
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ محمّد بن حمّادٍ فيما كتب إليّ أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصّمد بن معقلٍ قال: سمعت وهبًا يقول: قال لموسى يعنى ربّه عزّ وجلّ إنّي قد أقمتك اليوم في مقامٍ لا ينبغي لبشرٍ بعدك أن يقوم مقامك أدنيتك وقرّبتك حتّى سمعت كلامي وكنت بأقرب الأمكنة منّي فانطلق برسالتي فإنّك بعيني وسمعي وإنّ معك أيدي وبصري). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752-2753]
تفسير قوله تعالى: (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأتيا فرعون فقولا} يقول: فأت أنت يا موسى وأخوك هارون فرعون. {فقولا إنّا رسول ربّ العالمين} إليك ب {أن أرسل معنا بني إسرائيل} وقال رسول ربّ العالمين، وهو يخاطب اثنين بقوله فقولا لأنّه أراد به المصدر من أرسلت، يقال: أرسلت رسالةً ورسولاً، كما قال الشّاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم = بسوءٍ ولا أرسلتهم برسول
يعني برسالةٍ، وقال الآخر:
ألا من مبلغٌ عنّي خفافًا = رسولاً بيت أهلك منتهاها
يعني بقوله: رسولاً: رسالةً، فأنّث لذلك الهاء). [جامع البيان: 17/554]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقةٌ من صوفٍ ما يجاوز يديها مرفقه فاستؤذن على فرعون فقال: أدخلوه فدخل فقال: إنّ إلهي أرسلني إليك فقال: للقوم حوله ما علمت لكم من إلهٍ غيري قال: خذوه.
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هارون واللّفظ لمحمّدٍ، عن أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن القاسم بن أبي أيّوب حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فانطلقا جميعًا فأقاما على بابه حينًا لا يؤذن لهما ثمّ أذن لهما بعد حجابٍ شديد فقالا إنا رسولا ربك قال: فمن ربّكما يا موسى فأخبراه الّذي قصّ اللّه عزّ وجلّ في القرآن
وذكر أيضًا، عن السّدّيّ لمّا نزل موسى على أمّه بمصر ليلة الطّفشيل ذهب هو وهارون وقد كتب غير مرّةٍ وذكر أيضًا غير ذا كتب في موضعٍ آخر). [تفسير القرآن العظيم: 8/2752-2753]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت قال: أنا موسى، فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى: يا هرون انطلق بي إلى فرعون فان الله قد أرسلنا إليه، قال هرون: سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت: أنشدكما بالله ان لا تذهبا الى فرعون فيقتلكما فابيا فانطلقا إليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون: من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى: {إنا رسول رب العالمين} ففزع البواب فأتى فرعون فأخبره فقال: إن ههنا انسانا مجنونا يزعم أنه رسول رب العالمين فقال: أدخله فدخل فقال: انه رسول رب العالمين، {قال فرعون وما رب العالمين} قال: {ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} طه الآية 50 قال: {إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} الأعراف الآية 106 والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الاسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فاحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح: يا موسى خذها وأنا أوؤمن بك وأرسل معك بني اسرائيل، فأخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما} طه الآية 63 فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى: أرأيت ان غلبتك غذا أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر: لآتين غدا بسحر لا يغلبه شيء فو الله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن انك حق، وفرعون ينظر إليهما). [الدر المنثور: 11/242-244]
تفسير قوله تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) )
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أن أرسل معنا بني إسرائيل (17) قوله: أن أرسل معنا بني إسرائيل
- وبهذا الإسناد، عن ابن عبّاسٍ قال: قال: فرعون لموسى وهارون، ما تريدان وذكّره القتيل فاعتذر بما سمعت فقال: أريد أن تؤمن باللّه عزّ وجلّ، وأن ترسل معي بني إسرائيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/2753]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم نا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال كانوا ستمائة ألف ليس فيهم أكثر من ابن الستين ولا أصغر من عشرين فهلكوا في التيه إلا رجلين يوشع بن نون وكالب بن يوفنا). [تفسير مجاهد: 460]