سورة الجمعة
[ من الآية (5) إلى الآية (8) ]
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنْصَارِي، وَالتَّوْرَاةِ، وَالْحِمَارِ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/387] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنصاري} [الصف: 14]، و{التوراة} [الصف: 6، الجمعة: 5]، و{الحمار} [الجمعة: 5] ذكرت في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 718] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم إمالة أنصاري [14]، والتوراة [6]، والحمار [الجمعة: 5].
وانفرد القاضي عن رويس بإدغام طبع عّلى قلوبهم، وتقدم خشب [المنافقون: 4] يحسبون [المنافقون: 4] في البقرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/587] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الحمار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وهي رواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم، ورواه آخرون بالفتح من طريق النقاش، وبالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج وصاحب التيسير، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/538]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق حكم "التورية" إمالة وتقليلا في السابقة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (و{يؤتيه} [4] و{بئس} [5] إبدالهما لورش وسوسي جلي.
{للصلاة} [9] تفخيمه لورش كذلك.
{خير} [11] ترقيق رائه له كذلك). [غيث النفع: 1206] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}
{الْعَظِيمِ (4) / مَثَلُ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الميم وبالإظهار.
{حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ}
- قراءة الجمهور (حملوا) بشد الميم مبنيًا للمفعول.
- وقرأ يحيى بن يعمر وزيد بن علي (حملوا) مخففًا مبنيًا للفاعل.
{التَّوْرَاةَ}
- تقدمت قراءة الإمالة مفصلة في الآية/6 من سورة الصف.
وانظر أيضًا الآيتين/4 و48 من سورة آل عمران.
{التَّوْرَاةَ ثُمَّ}
- روى إدغام التاء في الثاء ابن حبش من طريقي الدوري والسوسي عن أبي عمرو، وهي رواية أحمد بن جبير وابن رومي عن اليزيدي...، وبذلك قرأ الداني.
- وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد
[معجم القراءات: 9/455]
السكون، وهي رواية أولاد اليزيدي عنه واختيار ابن مجاهد.
{كَمَثَلِ الْحِمَارِ}
- قراءة الجماعة (... الحمار) معرفًا.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (... حمارٍ) منكرًا، وهي في قوة قراءة الجماعة، وكذا جاءت في مصحف ابن مسعود.
- وقراءة الإمالة في (الحمار) لأبي عمرو وابن عامر والدوري عن الكسائي وابن ذكوان برواية الصوري ورواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقرأ نافع وحمزة وأبو الحارث بالتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية النقاش عن ابن ذكوان.
- وقراءة السوسي وقفًا بالإمالة والفتح والتقليل.
قال الزجاج: (وهذه الإمالة -أعني كسر الراء- كثير في كلام العرب).
{يَحْمِلُ}
- قراءة الجمهور (يحمل) مخففًا، مصارع (حمل).
- وقرأ المأمون بن هارون الرشيد (يحمل) بشد الميم مبنيًا للمفعول، مضارع (حمل) المضعف.
{أَسْفَارًا}
- قراءة الجماعة (أسفارًا) منكرًا.
- وقرئ (الأسفار) معرفًا.
[معجم القراءات: 9/456]
{بِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (بيس) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (بئس) ). [معجم القراءات: 9/457]
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "فَتَمَنَّوُا الْمَوْت" [الآية: 6] بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/538]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
{النَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}
- قرأ الجمهور (فتمنو الموت) بضم الواو، وهو الأصل في واو الضمير.
قال الزجاج: (بضم الواو لسكونها وسكون اللام، واختير الضم مع الواو لأن الواو ههنا أصل حركتها الرفع، لأنها تنوب عن أسماء مرفوعة).
- وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق ومحمد بن السميفع وابن محيصن (فتمنو الموت) بكسر الواو لالتقاء الساكنين.
- وقرأ محمد بن السميفع (فتمنو الموت) بفتح الواو، وهو طلب للتخفيف.
[معجم القراءات: 9/457]
وانظر بيانًا أوفى من هذا في الآية/16 من سورة البقرة في (اشتروا الضلالة).
وحكى الكسائي عن بعض الأعراب (فتمنؤوا الموت) بالهمزة مضمومة بدل الواو). [معجم القراءات: 9/458]
قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)}
{أَيْدِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين (أيديهم) بكسر الهاء مراعاةً للياء قبلها). [معجم القراءات: 9/458]
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
{تَفِرُّونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير (منهو) في الوصل بهاء بعدها واو.
- وقراءة الجماعة (منه) بهاء مضمومة.
{فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}
- قراءة الجمهور (فإنه ملاقيكم)، ومجيء الفاء في الخبر لتضمن اسم (إن) معنى الشرط، أو هي زائدة.
- وقرأ زيد بن علي (إنه ملاقيكم).
[معجم القراءات: 9/458]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (... إن الموت الذي تفرون منه ملاقيكم)، بحذف (فإنه).
قال ابن الجوزي: (وهذا على القياس؛ لأنك تقول: إن أخاك قائم، ولا تقول: فقائم ...).
{فَيُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين أي بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه.
- وقراءته أيضًا بإبدالها ياء (فينبيكم) اتباعًا للخط، وهو قول الأخفش، أي: التسهيل بالبدل، وهو المختار عند الآخذين بالتخفيف الرسمي.
وذكر ابن الجزري وجهين آخرين:
1- التسهيل بين الهمزة والياء.
2- إبدال الهمزة واوًا.
قال: (وكلاهما لا يصح) ). [معجم القراءات: 9/459]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين