العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (175) إلى الآية (178) ]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (48- {يَلْهَث ذَّلِكَ} [آية/ 176] بإظهار الثاء:
قرأها نافع في رواية- ش- و- ن- .
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في كل متقاربين ومتجانسين الإظهار، حتى يأتي ما يقتضي الإدغام.
وقرأ الباقون بالإدغام، وقال المطوعي: قرأت لابن كثير بالإظهار والإدغام جميعًا.
والوجه في الإدغام أن الثاء والذال حرفان متقاربان أشد التقارب، فيحسن الإدغام ههنا كالمتجانسين، لا سيما والأول منهما ساكن، والثاني متحرك، فالإدغام إنما يحصل عند سكون الأول وتحرك الثاني، ولا يمنع الإدغام كون الحرفين من كلمتين). [الموضح: 565]

قوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}

قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (179) إلى الآية (183) ]

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين يلحدون... (180)
في الأعراف والنحل والسجدة (فصلت).
قرأها حمزة (يلحدون) بفتح الياء ثلاثتهن، وقرأ الكسائي في النحل (الذين يلحدون) بفتح الياء، وقرأ هنا وفي السجدة (يلحدون) بضم الياء، وقرأ الباقون بضم الياء في كلهن (يلحدون).
وقال الفراء: من قرأ (يلحدون) أراد: يميلون، ومن قرأ (يلحدون) فمعناه: يعترضون، ومنه قوله: (ومن يرد فيه بإلحادٍ) أي: باعتراضٍ.
وروى أبو عبيد عن الأحمر: لحدت: جرت وملت.
وألحدت: ماريت وجادلت.
قال أبو منصور: وأصل اللحد والإلحاد: الجور عن القصد.
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال: الملحد: العادل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه، يقال: ألحد في الدين، ولحد عن الحق، إذا مال وعدل، واللحد: الشق في جانب القبر، مأخوذ منه، وقد ألحدت للميت لحدًا ولحدت بمعناه). [معاني القراءات وعللها: 1/430]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (46- وقوله تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [180].
قرأ حمزة وحده {يلحدون} بفتح الياء وكذلك في (النحل) و(السجدة) كلهن بالفتح.
وقرأ الباقون بالضم إلا الكسائي وحده، فإنه فتح التي في (النحل) فقال قوم: لحد في القبر وألحد بمعنى واحد، وقد جاء في القبر الحد قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/215]
يا ويح أنصار النبي ونسله = بعد المغيب في سواء الملحد
فـــ«ملحد» لا يكون إلا من ألحد، ولو كان من لحد لكان ملحودًا كما قالت زينب رضي الله عنها: يا قصة علي ملحود -، أي: يا جصا علي قبر فلا هدأت الدية ولا رفأت العبرة» فيقال للقبر: الملحود واللحد والديم والضريح والجدث والجدف والبيت والمحنا والمحنا في غير هذا: الترس والمطمطمة: القبر أيضًا، والرمس والمنهال). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/216]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في ضمّ الياء وفتحها من قوله تعالى: يلحدون [الأعراف/ 180].
[الحجة للقراء السبعة: 4/107]
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر:
يلحدون بضمّ الياء، وكذلك في سورة النحل [103]، والسجدة [40].
وقرأ حمزة الأحرف الثلاثة بفتح الياء والحاء.
وقرأ الكسائي في النحل: لسان الذي يلحدون إليه بفتح الياء والحاء وفي الأعراف والسجدة يلحدون [بضم الياء].
[قال أبو علي] حجة من قرأ: يلحدون قوله: ومن يرد فيه بإلحاد [الحج/ 25]، ويدلّ على أن ألحد أكثر، قولهم: ملحد كما قال:
ليس الإمام بالشحيح الملحد ولا تكاد تسمع لاحدا. وزعم أبو الحسن وغيره: أنّ ألحد ولحد لغتان: فمن جمع بينهما في قراءته، فكأنّه أراد الأخذ بكلّ واحد من اللغتين، وكأنّ الإلحاد: العدول عن الاستقامة والانحراف عنها، ومنه اللحد: الذي يحفر في جانب القبر خلاف الضريح الذي يحفر في وسطه). [الحجة للقراء السبعة: 4/108]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وذروا الّذين يلحدون في أسمائه}
قرأ حمزة {وذروا الّذين يلحدون} بفتح الياء والحاء وقرأ الباقون {يلحدون} بضم الياء وكسر الحاء
قال الكسائي هما لغتان يقال لحد وألحد وقال غيره يلحدون أي يطعنون في أسمائه ويلحدون يعرضون وكان ابن جريج يقول يلحدون قال اشتقوا أسماء آلهتهم من أسماء الله اشتقوا العزّى من العزيز واللات من الله وقال أبو عبيد يلحدون يجورون ولا يستقيمون وإنّما سمي اللّحد لأنّه في ناحية ولو كان مستقيمًا كان ضريحا وحجّة الرّفع قوله {ومن يرد فيه بإلحاد} أي باعتراض). [حجة القراءات: 303]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (60- قوله: {يلحدون في أسمائه} قرأ حمزة بفتح التاء والتاء، ومثله في النحل والسجدة، ووافقه الكسائي على ذلك في النحل خاصة، جعلاه من «لحد» إذا مال ثلاثيًا، وقرأ الباقون «يلحدون» بضم الياء وكسر الحاء، جعلوه من «ألحد» إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال، فهو رباعي، وهما لغتان، يقال: لحد وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء إجماعهم على قوله:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/484]
{ومن يرد فيه بإلحاد} «الحج 25» وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد الميل عن الاستقامة، ومنه قيل: اللحد، لأنه إ ذا حفر يمال به إلى جانب القبر، بخلاف الضريح الذي هو حفر في وسط القبر، والضم الاختيار، لأنه أكثر في الاستعمال، وأبين، وعليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/485]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (49- {يَلْحَدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [آية/ 180] بفتح الياء والحاء:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في النحل {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِوفي حم السجدة {إنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ وتابعه الكسائي في النحل، وقرأ في الأعراف والسجدة {يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء.
وقرأ الباقون {يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء في المواضع الثلاثة.
والوجه أن ألحد ولحد لغتان، إلا أن ألحد بالألف أكثر من لحد بغير ألف، يقال هو ملحد ولا يقال لاحد، وأصل الكلمة من العدول عن القصد.
قال ابن السكيت: ألحد في الدين ولحد عن الحق إذا عدل.
وقال الفراء: يلحدون بالفتح يميلون، ويلحدون بالضم يعترضون.
وقال أبو عبيد: لحدت: جرت، وألحدت: ماريت.
ومن قرأ في موضع بالفتح، وفي آخر بالضم، فإنه أراد الأخذ باللغتين). [الموضح: 566]

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)}

قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (184) إلى الآية (186) ]
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}

قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186)
قرأ أبن كثير ونافع وابن عامر (ونذرهم) بالنون والرفع، وقرأ حمزة والكسائي (ويذرهم) بالياء والجزم، وكذلك روى هبيرة عن حفص عن عاصم، وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب (ويذرهم) بالياء والرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (ويذرهم) بالياء والجزم عطفه على محل الفاء في قوله (فلا هادي له) والفاء فيه جواب الجزاء، المعنى: من يضلل الله يذره في طغيانه عامهًا، أي: متحيرا.
ومن قرأ (ويذرهم) بالرفع فهو استئناف.
وأما من قرأ (ونذرهم) بالنون فالنون لا يجوز فيه غير الرفع، يقول الله جلّ وعزّ: ونذرهم نحن، مستأنفًا). [معاني القراءات وعللها: 1/431]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (47- قوله تعالى: {ويذرهم في طغيانهم} [186].
قرأ عاصم وأبو عمرو بالياء والرفع على الاستئناف، إذ لم يتقدمه فعل ينسق عليه.
وقرأ حمزة والكسائي بالياء والجزم نسقا على موضع فاء الجزاء في قوله: {فلا هادي له}.
وقرأ الباقون بالنون والرفع، أي: ونحن نذرهم كما قال في (البقرة) {فهو خير لكم ويكفر عنكم}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/216]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون. والرفع والجزم في قوله: ويذرهم [الأعراف/ 186].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ونذرهم بالنون والرفع.
وقرأ أبو عمرو: ويذرهم بالياء والرفع، وكذلك قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحفص عن عاصم: ويذرهم بالياء والرفع.
[وقرأ حمزة والكسائي: ويذرهم بالياء مع الجزم خفيفة.
وكذلك حدثني الخزّاز عن هبيرة عن حفص عن عاصم ويذرهم] [مثل حمزة].
[قال أبو علي] حجة من رفع أنّه قطعه مما قبله؛ فإمّا أن يكون أضمر المبتدأ فصار ويذرهم في موضع خبر المبتدأ المحذوف، وإمّا أن يكون استأنف الفعل فرفعه.
وأمّا قول أبي عمرو: ويذرهم بالياء على الغيبة، فلتقدم اسم الله تعالى، وهو على لفظ الغيبة.
ومن قال: ونذرهم بالنون فالمعنى فيه مثل الياء.
وأمّا قراءة حمزة والكسائي: ويذرهم بجزم الفعل؛
[الحجة للقراء السبعة: 4/109]
فوجهها فيما يقول سيبويه أنّه عطف على موضع الفاء، وما بعدها من قوله: فلا هادي له [الأعراف/ 186]، لأن موضع الفاء مع ما بعدها جزم؛ فحمل ويذرهم على الموضع، والموضع جزم. ومثل ذلك قول الشاعر:
أنّى سلكت فإنّني لك كاشح... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
ومثله قول أبي داود:
فأبلوني بليّتكم لعلّي... أصالحكم وأستدرج نويّا
حمل أستدرج على موضع الفاء المحذوفة من قوله:
فلعلي أصالحكم. والموضع جزم.
ومثله في الحمل على الموضع قوله: فأصدق وأكن [المنافقين/ 10].
ألا ترى أنّه لو لم تلحق الفاء لقلت: لولا أخّرتني
[الحجة للقراء السبعة: 4/110]
[إلى أجل قريب]... أصّدّق؛ لأنّ معنى لولا أخرتني: أخّرني أصّدّق، فحمل قوله: وأكن على ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 4/111]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير {ونذرهم في طغيانهم} بالنّون والرّفع على الاستئناف أي نحن نذرهم أخبر عن نفسه
وقرأ أبو عمرو وعاصم {ويذرهم} بالياء والرّفع على الاستئناف أيضا وحجتهما قوله {من يضلل الله} ثمّ قال {ويذرهم} أي ويذرهم الله إخبار عنه
[حجة القراءات: 303]
قرأ حمزة والكسائيّ {ويذرهم} بالياء والجزم عطفا على موضع الفاء في قوله {فلا هادي له} المعنى من يضلل الله يذره في طغيانه). [حجة القراءات: 304]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (61- قوله: {ويذرهم في طغيانهم}، قرأ الحرميان وابن عامر بالنون على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو خروج من لفظ غيبة إلى لفظ إخبار، كما قال: {والذين كفروا بآيات الله ولقائه} «العنكبوت 23» ثم قال: {أولئك يئسوا من رحمتي} ولو حمله على لفظ الغيبة قبله لقال: من رحمته، وقرأ الباقون بالياء حملوه على لفظ الغيبة قبله، في قوله: {من يضلل} فذلك حسن للمشاكلة، واتصال بعض الكلام ببعض، وكلهم قرأ بالرفع في «يذرهم» على القطع والاستئناف، على معنى: ولكن نذرهم، في قراءة من قرأ بالنون والرفع، وهما الحرميان وابن عامر، وعلى معنى: والله يذرهم، في قراءة من قرأ بالياء والرفع، وهما أبو عمرو وعاصم، إلا حمزة والكسائي فإنهما قرآه بالجزم، عطفاه على موضع الفاء، التي هي جواب الشرط، في قوله: {ومن يضلل الله فلا هادي له} لأن موضعها وما بعدها جزم، إذ هي جواب الشرط، فجعلاه كلامًا متصلًا بعضه ببعض، غير منقطع مما قبله، فالقراءتان في ذلك متقاربتان، والاختيار ما عليه أهل الحرمين من الرفع والنون). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/485]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (50- {ونَذَرُهُمْ} [آية/ 186] بالنون والرفع:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر.
والوجه أنه مستأنف به عما قبله، كأنه قال: من يضلل الله فلا هادي له ونحن نذرهم، فاستأنف ولم يجعله محمولاً على ما قبله، بل أضمر المبتدأ الذي هو نحن.
وأما النون (فلأنه) أخبر به عن نفسه تعالى على المتعارف من طريقة الملوك إذا أخبروا عن أنفسهم.
وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب {ويَذَرُهُمْ} بالياء والرفع.
والوجه أنه أتى به على لفظ الغيبة لتقدم اسم الله تعالى، وهو قوله {مَن يُضْلِلِ الله ورفع لأنه مستأنف به مقطوع عما قبله كما سبق.
وقرأ حمزة والكسائي {ويَذَرْهُمْ} بالياء والجزم.
والوجه أنه عطف على موضع الفاء وما دخل عليه الفاء، وهو قوله تعالى {فَلا هَادِيَ لَهُ لأن موضعه جزم، والتقدير: من يضلل الله لم يهده هاد ويذرهم الله، فقوله {ويَذَرْهُمْ} محمولٌ على الموضع، كما قال الشاعر:
40- أيا سلكت فإنني لك كاشحٌ = وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
[الموضح: 567]
فعطف وأزدد على موضع الفاء وما بعده). [الموضح: 568]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (187) إلى الآية (188) ]

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) }

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السُّلمي: [إيَّان مرساها] بكسر الهمزة.
قال أبو الفتح: أما {أَيَّان} بفتح الهمزة فَفَعْلان، وبكسرها فِعْلان، والنون فيهما زائدة حملًا على الأكثر في زيادة النون في نحو ذلك.
فإن قيل: فهلا جعلتها فَِعَّالا من لفظ أين، قيل: يمنع من ذلك أن أيان ظرفُ زمان وأين ظرف مكان؛ لكنها ينبغي أن تكون من لفظ "أي"؛ لما ذكرناه من اعتبار زيادة النون في نحو هذا.
ولأن [أيًّا] استفهام كما أن [أَيان] استفهام، وأن "أَيّ" أين كانت فهي بعض من كل، والبعض لا يخص زمانًا من مكان ولا جوهرًا من حدث، فحملها على "أي" أولى من حملها على أين.
وقد كنا قلنا في أي هذه: إنها من لفظ أَوَيْتُ ومعناه.
أما اللفظ فلأن باب طويت وشويت أضعاف باب حَيِيت وعَيِيت.
وأما المعنى فلأن البعض آوٍ إلى الكل ومتساند إليه، فهي إذن من قوله:
يأْوي إلى مُلْطٍ له وكَلْكَلِ
يصف البعير يقول: إنه يتساندُ بعضُه إلى بعض، فهو أقوى له، فأصلها على هذا أَوْيٌ، ثم قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فصارت أَيّ، كقولك: طويت الكتاب طيًّا، وشويت اللحم شَيًّا.
ولو سمت رجلًا بأَيّان، فتحت الهمزة أو كسرتها، لم تصرفه معرفة؛ لأنها كحَمْدان وعِمْران، وإن كسَّرت ذلك الاسم على سِرْحان وسَراحين وحَوْمانة وحوامِين قلت: أوايين، فظهرت الواو التي هي عين أَوَيْتُ، كقولك في تكسير ريَّان أو جمعه على مثال مفاعيل: روايِين، تظهر الواو التي هي عينه لزوال علة القلب عنها). [المحتسب: 1/268]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [كأنَّك حفيٌّ بِها].
قال أبو الفتح: ذهب أبو الحسن في قوله: {يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} إلى أن تقديره: يسألونك عنها كأنك حفي بها، فأخر "عن" وحذف الجار والمجرور للدلالة عليهما، فهذا الذي قدره أبو الحسن قد أظهره ابن عباس، وحذف "عنها" لدلالة الحال عليها، ألا ترى أنه إذا كان حفيًّا بها فمن العرف وجاري عادة الاستعمال أن يُسْأَل عنها، كما أنه إذا سئل عنها فليس ذلك إلا لحفاوته بها؟ وإذا لم يكن بها حفيًّا لم يكن عنها مسئولًا، وكل واحد من حرفي الجر دل عليه ما صحبه فساغ حذفه، وهذا واضح). [المحتسب: 1/269]

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (189) إلى الآية (193) ]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن يعمر: [فَمَرَت بِه] خفيفة.
قال أبو الفتح: أصله {فمرَّت به} مثقلة، كقراءة الجماعة، غير أنهم قد حذفوا نحو هذا تخفيفًا لثقل التضعيف. وحكى ابن الأعرابي فيما رويناه عنه فيما أحسب: ظنْتُ زيدًا يفعل كذا، ومنه قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} فيمن أخذه من القرار لا من الوقار، وهذا الحذف في المكسور أسوغ؛ لأنه اجتمع فيه مع التضعيف الكسرة، وكلاهما مكروه، وهو قوله تعالى: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} أي: ظَلِلْتَ، وقالوا: مَسْتُ يده: أي مَسِسْتُها. وقال أبو زبيد:
خلا أن العتاق من المطايا ... أَحسن به فهُن إليه شُوسُ
أراد: أحسسن، وهذا وإن كان مفتوحًا فإنه قد حُمل الهمزة والزائدة، فازداد ثقلًا.
[المحتسب: 1/269]
وقرأ: [فَمَارتْ به] بألف عبد الله بن عمرو، وهذا من مار يمور: إذا ذهب وجاء، والمعنى واحد، ومنه سُمي الطريق مَوْرا للذَّهاب والمجيء عليه، ومنه الْمُورُ: التراب لذلك.
وقرأ ابن عباس: [فاستَمرَّت به]، ومعناه: مرَّت مكلِّفَة نفسَها ذلك؛ لأن استفعل إنما يأتي في أكثر الأمر لمعنى الطلب؛ كقولك: استطعم أي: طلب الطُّعْم، واستوهب: طلب الْهِبَة، والباب على ذلك). [المحتسب: 1/270]

قوله تعالى: {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (جعلا له شركاء... (190).
قرأ نافع وأبو بكر عن عاصم (شركًا) بكسر الشين على المصدر، وقرأ الباقون (شركاء).
قال أبو منصور: ويكون الشرك بمعنى الشريك، والشركاء جمع شريك، مثل: خليط وخلطاء، وجمع الشرك أشراك، قال لبيد:
[معاني القراءات وعللها: 1/431]
تطير عدائد الأشراك شفعاً... ووتراً والزّعامة للغلام
يريد: عدائد الشركاء، والعدائد: ما عدّ من أنصباء الشركاء في الميراث). [معاني القراءات وعللها: 1/432]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (48- وقوله تعالى: {جعلا له شركاء} [190].
قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر: {شركا}.
وقرأ الباقون على (فعلاء) جمع شريك.
فالمعنى في ذلك: أن حواء لما حملت أتاها إبليس لعنه الله فقال لها: ما الذي في بطنك أبهيمة أم حية؟ فقالت: لا أدري.
فقال: إن دعوت الله أن يجعله بشرًا سويًا أتسمينه باسمي قالت: نعم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/216]
{فلما ءأتاهما صالحا جعلا له شركاء} في التسمية فسمياه عبد الحارث وكان اسمه الحارث، لا في الطاعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/217]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الشين والمدّ، والقصر والكسر في قوله جلّ وعز: جعلا له شركاء [الأعراف/ 190].
فقرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائيّ: جعلا له شركاء جمع شريك بضم الشين والمدّ، وكذلك حفص عن عاصم.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع: شركا مكسورة الشين على المصدر لا على الجمع.
[قال أبو علي] وجه قول من قال: جعلا له شركا أنّه حذف المضاف كأنّه أراد جعلا له ذا شرك أو ذوي شرك، فإذا جعلا له ذوي شرك فيما آتاهما كان في
المعنى كقوله: جعلا له شركاء، فالقراءتان على هذا تئولان إلى معنى واحد والضمير الذي في له* يعود إلى اسم الله، كأنّه جعلا لله شركاء فيما آتاهما.
قال أبو الحسن: وكان ينبغي لمن قرأ: جعلا له شركا
[الحجة للقراء السبعة: 4/111]
أن يقول: جعلا لغيره شركا، وقول من قرأ: جعلا له شركا يجوز أن يريد: جعلا لغيره شركا فحذف المضاف، فالضمير على هذا أيضا في له*: لاسم الله، ويجوز أن يكون الكلام على ظاهره، ولا يقدّر حذف المضاف في قوله: جعلا له.
وأنت تريد لغيره، ولكن تقدر حذف المضاف إلى شرك، فيكون المعنى: جعلا له ذوي شرك، وإذا جعلا له ذوي شرك، كان في المعنى مثل: جعلا لغيره شركا، فلا يحتاج إلى تقدير جعلا لغيره شركا، لأنّ تقدير حذف المضاف من شرك بمنزلة جعلا لغيره شركا، ومثل: جعلا له شركا، قوله: أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه [الرعد/ 16]، لأنّه تقرير بمنزلة: أم يقولون افتراه [يونس/ 38].
ويجوز في قوله: جعلا له شركا جعل أحدهما له شركا، أو ذوي شرك، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، كما حذف من قوله: وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [الزخرف/ 31]، والمعنى: على رجل من أحد رجلي القريتين.
وكذلك قوله: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان [الرحمن/ 22] عند من رأى أن اللؤلؤ يخرج من الماء الملح، تقديره عنده: يخرج من أحدهما، فيكون الذي جعل له
[الحجة للقراء السبعة: 4/112]
شركا، أحدهما، ويخرج آدم إلى هذا من أن ينسب إليه ذلك. وذهب أحد أهل النّظر إلى أن الضّمير في جعلا للوالدين، كأنّه الذكر والأنثى.
فإن قلت: إنّه لم يجر لهما ذكر فيكنى عنهما، فإنّ فيما جرى من الكلام دلالة على اسميهما؛ فجاز لذلك إضمارهما، كأشياء تضمر لدلالة الأحوال عليها، وإن لم يجر لهما في اللفظ ذكر. من ذلك ما حكاه سيبويه من قولهم: إذا كان غدا فائتني، فأضمر ما كانوا فيه من الرخاء والبلاء، ولم يجر لهما ذكر). [الحجة للقراء السبعة: 4/113]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جعلا له شركاء فيما آتاهما} 190
قرأ نافع وأبو بكر (جعلا له شركا) بكسر الشين وحجتهما أنّها قراءة ابن عبّاس وهي مع ذلك أبعد من الالتباس لأنّهما لم يجعلا له شركاء جماعة وإنّما سميا الولد عبد الحارث ولا يقال للحارث شركاء لأنّه واحد وكأن المعنى فلمّا آتاهما صالحا جعلا له نصيبا لم يخلصاه له بتسميتهما إيّاه عبد الحارث والتفاسير على ذلك تدل كان ابن جبير يقول شركا في طاعته ولم يكن في عبادته قال الزّجاج من قرأ (شركا) فهو مصدر شركت الرجل أشركه شركا قال بعضهم ينبغي أن يكون عن قراءة من قرأ شركا جعلا لغيره شركا يقول لأنّهما لا ينكران إن يكون الأصل له جلّ وعز فالشرك يجعل لغيره وهذا على معنى جعلا له ذا شرك فحذف ذا مثل وسل القرية
وقرأ الباقون {شركاء} على فعلاء جمع شريك وحجتهم في ذلك أن آدم وحواء كانا يدينان بأن ولدهما من رزق الله وعطيته ثمّ سمياه عبد الحارث فجعلا لإبليس فيه شركاء بالاسم ولو كانت القراءة شركا وجب أن يكون الكلام جعلا لغيره فيه شركا وفي نزول وحي الله جلّ وعز بقوله {جعلا له} ما يوضح أن الصّحيح من القراءة شركاء بضم الشين على ما بيناه فإن قال قائل فإن آدم
[حجة القراءات: 304]
وحواء إنّما سميا ابنهما عبد الحارث والحارث واحد وقوله شركاء جماعة قيل إن العرب تخرج الخبر عن الواحد مخرج الخبر عن الجماعة كقوله تعالى {الّذين قال لهم النّاس إن النّاس قد جمعوا لكم}). [حجة القراءات: 305]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (62- قوله: {جعلا له شركاء} قرأه نافع وأبو بكر بكسر الشين، على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/485]
وزن «فِعْلا» وقرأ الباقون بضم الشين والمد والنصب، على مثال «فُعَلاء» جمع شريك.
وحجة من كسر الشين أنه جعله مصدرًا، وقدَّر حذف مضاف، تقديره: جعلا له ذا شرك أو ذوي شرك، فيرجع ذلك إلى معنى أنهم جعلوا لله شركاء، فإن لم تُقدر في هذه القراءة حذف مضاف، من وسط الكلام، قدَّرته في أول على تقديرك جعلا لغيره شركا، فإن لم يقدر حذف مضاف ألبتة آل الأمر إلى المدح؛ لأنهما إذا جعلا لله شركا، فيما آتاهما، فقد شركاه على ما آتاهما، فهما ممدوحان، والمراد بالآية الذم لهما بدلالة قوله: {فتعالى الله عما يشركون} وما بعده فالمراد به الذم أنهما جعلا لله فيما آتاهما شركا في النعمة عليهما، فهذا أعظم الذم.
63- وحجة من ضم الشين ومده أنه جعله جمع شريك، واختار ذلك لقيام المعنى في الذم، دون تقدير حذف مضاف، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ولأنك لا تحتاج إلى تقدير حذف من الكلام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/486]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (51- {شِرْكاً} [آية/ 190] مكسورة الشين، منونة الكاف بغير مد:
قرأها نافع وعاصم- ياش-.
والوجه أنه مصدر يراد به الصفة، فهو على حذف المضاف، والتقدير: جعلا له ذا شرك أو ذوي شرك فيما آتاهما، فالمعنى مثل معنى القراءة الأخرى.
وقرأ الباقون {شُرَكَاءَ} مضمومة الشين، ممدودة، بلا تنوين.
والوجه أنه جمع شريك، كما تقول شهيد وشهداء، ووصيف ووصفاء، وقال الله تعالى {جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} ). [الموضح: 568]

قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}

قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يتّبعوكم... (193)
قرأ نافع وحده (لا يتبعوكم) بجزم التاء والتخفيف، وقرأ الباقون بفتح التاء والتشديد.
قال أبو منصور: هما لغتان: تبعته وأتبعته وأتبعه بمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/432]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (51- وقوله تعالى: {لا يتبعوكم} [193].
قرأ نافع وحده {لا يتبعوكم} خفيفًا.
وقر الباقون مشددًا فقال: تبع وأتبع بمعنى واحد وقال آخرون: اتبعه: سار في أثره. وأتبعه: ألحقه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في تشديد التاء وتخفيفها من قوله تعالى: لا يتبعوكم [الأعراف/ 193].
فقرأ نافع وحده: لا يتبعوكم ساكنة التاء وبفتح الباء.
وقرأ الباقون: لا يتبعوكم مشددا.
قال أبو زيد: تقول: رأيت القوم فأتبعتهم اتباعا، إذا
[الحجة للقراء السبعة: 4/113]
سبقوك، فأسرعت نحوهم. ومرّوا عليّ فاتّبعتهم اتّباعا، إذا ذهبت معهم، ولم يستتبعوك، قال: وتبعتهم أتبعهم تبعا، مثل ذلك.
[قال أبو علي]: معنى القراءتين على هذا واحد.
ألا ترى أن أبا زيد قال: إنّ تبعتهم مثل اتّبعتهم، والمعنى على تركهم الانقياد للحقّ والإذعان للهدى، وما شرّع لهم، ودعوا إليه، وكأنّ اتّبع أكثر في استعمالهم من تبع، وإن كانا فيما حكاه أبو زيد بمعنى. ألا ترى أنّ قوله: واتبع هواه [الأعراف/ 176] القراءة فيه على افتعل). [الحجة للقراء السبعة: 4/114]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم}
قرأ نافع {لا يتبعوكم} ساكنة التّاء من تبع يتبع
وقرأ الباقون لا يتبعوكم من اتبع يتبع وحجتهم إجماع الجميع على قوله {إلّا لنعلم من يتبع الرّسول} بالتّشديد). [حجة القراءات: 305]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (64- قوله: {لا يتبعوكم} قرأه نافع بالتخفيف، ومثله في الشعراء: {يتبعهم الغاوون} «224» وقرأهما الباقون بالتشديد، وهما لغتان بمعنى، حكى أبو زيد: رأيت القوم فاتبعتهم، إذا سبقوك فأسرعت نحوهم، وتبعتهم مثله، وقد قال: {فأتبعوهم مشرقين} «الشعراء 60» وقال: {واتبع هواه} «الأعراف 176» وقال بعض أهل اللغة: «تبعه» مخففا، إذا مضى خلفه، ولم يدركه، و«اتبعه» مشددا، إذا مضى خلفه، فأدركه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/486]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (52- {لا يَتْبَعُوكُمْ} [آية/ 193] بسكون التاء وفتح الباء:
قرأها نافع وحده.
والوجه أن تبع لغة في اتبع، وكلاهما بمعنى واحد.
وقرأ الباقون {لا يَتَّبِعُوكُمْ} بتشديد التاء وكسر الباء.
[الموضح: 568]
والوجه أن اتبع أكثر وأشهر، وإن كان هو وتبع واحداً في المعنى، قال الله تعالى {واتَّبَعَ هَوَاهُ} وقال تعالى {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا والأخذ بالأشهر أولى). [الموضح: 569]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (194) إلى الآية (195) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير: [إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا] نَصْبٌ، [أمثالَكم] نصب.
قال أبو الفتح: ينبغي -والله أعلم- أن تكون إن هذه بمنزلة ما، فكأنه قال: ما الذين تدعون من دون الله عبادًا أمثالكم، فأعمل إن إعمال "ما"، وفيه ضعف؛ لأن إن هذه لم تختص بنفي الحاضر اختصاص "ما" به، فتجري مجرى ليس في العمل، ويكون المعنى: إنْ هؤلاء الذين تدعون من دون الله إنما هي حجارة أو خشب، فهم أقل منكم لأنكم أنت عقلاء ومخاطبون، فكيف تعبدون ما هو دونكم؟
فإن قلت: ما تصنع بقراءة الجماعة: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} ؟ فكيف يُثبت في هذه ما نفاه في هذه؟
قيل: يكون تقديره أنهم مخلوقون كما أنتم أيها العباد مخلوقون، فسماهم عبادًا على تشبيههم في خلقهم بالناس، كما قال: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان}، وكما قال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} أي: تقوم الصنعة فيه مقام تسبيحه). [المحتسب: 1/270]

قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (53- وقوله تعالى: {ثم كيدون فلا تنظرون} [195].
قرأ أبو عمرو ونافع في رواية خارجة {كيدون} بياء في الوصل وبغير ياء في الوقف، وإنما أثبت أبو عمرو الياء هاهنا ولم يثبتها في قوله: {فإن كان لكم كيد فكيدون} لأنها رأس آية فاصلة.
والباقون بغير ياء في الوصل والوقف، اتباعًا للمصحف. وأما ابن عامر فإنه قرأ برواية هشام: {ثم كيدوني} وأثبتها في الحالين. وابن ذكوان حذفها في الحالين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال أحمد: وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: ثم كيدون [الأعراف/ 195] بغير ياء في الوصل والوقف.
وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ابن جمّاز وإسماعيل بن جعفر بالياء في الوصل وكذلك ابن عامر في رواية ورش وقالون والمسيّبي بغير ياء في وصل ولا وقف.
وفي كتابي عن ابن ذكوان عن ابن عامر: ثم كيدوني بياء، وحفظي بغير ياء.
كذا حدثني أحمد بن يوسف بإسناده عن ابن ذكوان.
[الحجة للقراء السبعة: 4/114]
القول في ذلك أن الفواصل وما أشبه الفواصل من الكلام التام تجري مجرى القوافي لاجتماعهما في أنّ الفاصلة آخر الآية، كما أنّ القافية آخر البيت، وقد ألزموا الحذف هذه الياءات إذا كانت في القوافي في قوله:
فهل يمنعنّي ارتيادي البلا... د من حذر الموت أن يأتين
والياء التي هي لام كذلك نحو قوله:
يلمس الأحلاس في منزله... بيديه كاليهوديّ المصلّ
وقد تمّ الوزن دونهما. ومن أثبت فلأنّ الأصل الإثبات، وقد جاء الإثبات في هذا النحو في القوافي أيضا كقوله:
وهم أصحاب يوم عكاظ إنّي
[الحجة للقراء السبعة: 4/115]
وربّما أثبت هذا النحو في الغلوّ والغالي، وإن كان وزن البيت قد تمّ دونه). [الحجة للقراء السبعة: 4/116]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (196) إلى الآية (202) ]

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}

قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ وليّي اللّه... (196)
روى عباس عن أبي عمرو (إنّ وليّ اللّه) غير مثقل.
وقال زيد عن أبي عمرو (إنّ وليّ اللّه) مدغمة.
وقرأ الباقون (وليّي) بإظهار الياءين مع التشديد، وهي ثلاث ياءات:
الأولى: ياء (فعيل)، والثانية: لام الفعل، والثالثة ياء الاسم المضمر المضاف إليه.
[معاني القراءات وعللها: 1/432]
وأما ما روي من الإدغام لأبى عمرو فلا موضع للإدغام ها هنا؛ لأن الإدغام فيه يجمع بين ساكنين، لكن أبا عمرو لما رأى توالي الياءات اختلس لفظ بعضها اختلاسًا خفيًا بلطافته على ما هو معهود عنده من لطافة ألسنة العرب.
فلا يطوع لسان الحضري لما يطوع له لسان البدوي). [معاني القراءات وعللها: 1/433]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (49- قوله تعالى: {إن وليي الله} [196].
قرأ القراء بثلاث ياءات الأولى: يا فعيل، والثانية: أصلية، والثالثة ياء الإضافة إلى النفس، فأدغمت الياء الزائدة في الياء الأصلية، فالتشديد من جلل ذلك، والوسطى مكسورة، وإن كنت في موضع نصب؛ لاتصالها بياء الإضافة؛ لأن ياء الإضافة يُكسر ما قبلها، فياء الإضافة مفتوحة كما تقول: إن غلامي الكريم. وروى ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو {إن ولي الله} بياء مشددة؛ كأنه حذف الياء الوسطى وأدغم الأولى في الثانية كما تقول: علي ولدي.
وروى عن عاصم الجحدي {إن ولي الله} بياء مشددة مكسورة، فكأنه حذف الياء الوسطى وأسكن ياء الإضافة وكسرها لالتقاء الساكنين.
قال ابن خالويه رحمه الله -: الصواب في قراءة الجحدري أن تقول: أسقط ياء الإضافة؛ لأنه أسكنها، ولقي الياء ساكنًا آخر، والكسرة دالة عليها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/217]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في قوله [جلّ وعز]: إن وليي الله [الأعراف/ 196].
فقرأ ابن كثير، وعاصم، ونافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: وليي الله بثلاث ياءات: الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة هي ياء الإضافة مفتوحة.
وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لام الفعل مشمّة كسرا وياء الإضافة منصوبة.
وقال ابن سعدان عن اليزيدي عنه أنّه قرأ: ولي الله يدغم الياء. قال أبو بكر: والترجمة التي قال ابن سعدان عن اليزيدي في إدغام الياء، ليست بشيء، لأنّ الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة وقبلها ساكن، والياء الزائدة ساكنة ولا يجوز إسكانها وإدغامها، وقبلها ساكن، ولكني أحسبه أراد حذف الياء الوسطى وإدغام الياء الزائدة في ياء الإضافة.
وقال أبو زيد عن أبي عمرو: إن ولي الله مدغمة، وإن شاء بالبيان قال: وليي الله مثقّلة.
[الحجة للقراء السبعة: 4/116]
وروى العباس بن الفضل كذلك مثقّلة عن أبي عمرو مثله.
[قال أبو علي]: لا يخلو ما رواه أبو زيد عن أبي عمرو من قوله: إن وليي الله من أن يدغم الياء التي هي لام الفعل في ياء الإضافة، أو يحذف الياء التي هي لام الفعل، فإذا حذفها أدغم ياء فعيل في الياء التي هي ياء الإضافة، فلا يجوز أن يدغم الياء التي هي لام في ياء الإضافة لأنّه إذا فعل ذلك انفكّ الإدغام.
ويذهب سيبويه إلى أنك إذا قلت: هذا وليّ يزيد وعدوّ وليد، لم يجز إدغام الياء التي هي لام في ياء يزيد، لأنّك حيث أدغمت الياء في وليّ، والواو في عدوّ، ذهب المد للإدغام، فصارت الياء والواو بمنزلة غيرهما من الحروف التي لا تكون للمدّ، واستدلّ على ذلك بجواز ليّا في القافية مع طيّا ودوّا مع غزوا، فلو أدغمت شيئا من ذلك عاد المدّ إلى الحرف الذي كان ذاك المدّ عنه بالإدغام، وعود المدّ إليه بانفكاك الإدغام بمنزلة تحريك الساكن في نحو: قرم موسى، واسم
[الحجة للقراء السبعة: 4/117]
مالك، فكما لا يدغم هذا أحد، كذلك لا ينبغي إدغام الياء التي هي لام في وليّ لعود المدّ إليه بانفكاك الإدغام، وعود المدّ بمنزلة تحريك الراء في قرم موسى، ألا ترى أن المدّ قد قام مقام الحركة في دابّة، وتمودّ الثوب وتضربينّي، فكما لم يجز التحريك في راء قرم موسى، كذلك لا يجوز إدغام الياء التي هي لام في ياء الإضافة. فإن قلت: فليست ياء الإضافة منفصلة لأنّها لا تنفرد.
قيل: إنّها في حكم المنفصل كما أنّ اقتتلوا في حكم المنفصل لاجتماعهما جميعا في أنّ كلّ واحد من الحرفين، يجري في الكلام، ولا يلزمه به مثله، وإذا لم يجز هذا لما ذكرنا، ثبت أنّ اللّام من وليّ حذفها حذفا كما حذفت اللّام من قوله: ما باليت به بالة.
وكما حذفت من قولهم: حانة، وكما حذفت الهمزة التي هي لام في قول أبي الحسن من أشياء، وكما حذفت الهمزة في قولهم: سواية إذا أردت به سوائية مثل الكراهية.
[الحجة للقراء السبعة: 4/118]
وكما استمر الحذف في التحقير في هذه اللامات نحو: عطيّ في تحقير: عطاء، بدلالة قولهم: سميّة؛ فلما حذفت اللّام أدغمت ياء فعيل في ياء الإضافة، فقلت: وليّ الله، فهذه الفتحة فتحة ياء الإضافة.
فإن قلت: فأبو عمرو لا يرى حذف الياء الثالثة إذا اجتمعت ثلاث ياءات، لأن سيبويه حكي عنه أنّه يقول في تحقير أحوى فيمن قال: أسيد: أحيّ. قيل: هذا لا يدل على ما ذكرت من أنّه يرى الجمع بين ثلاث ياءات في نحو تحقير سماء، وذلك أنّه استجاز أحيّ، لأنّ في أوّل الكلمة الزيادة التي تكون في الفعل، وقد جرى هذا مجرى الفعل في أنّه منع الصرف، فكما جرى مجرى الفعل فيما ذكرنا، كذلك ما جرى مجراه في جواز اجتماع ثلاث ياءات في أحيّ، كما اجتمع في الفعل نحو أحيّي، ورأيت أحيي قبل وفي الاسم الجاري عليه نحو: محيّي، فلا يدل هذا على جواز عطيّ عنده، بل يفصل بينهما بما ذكرناه.
ألا ترى أنّ سيبويه ألزمه عطي على قوله: أحيّ، ولو كان يرى عطيّ، كما يرى أن يقول: أحيّ لم يلزمه سيبويه ذلك،
[الحجة للقراء السبعة: 4/119]
فكأن أبا عمرو في قوله: إن ولي الله شبّه المنفصل بالمتصل، فحذف إحدى الياءات من وليّ، كما يحذف من عطيّ.
وقرأ أبو عمرو أيضا: إن وليي الله كما قرأ غيره، ولم يحذف الياء، فقصر حذف الياء إذا اجتمعت ثلاث ياءات على المتصل، ولم يجر المنفصل مجرى المتصل في هذا المذهب الآخر الذي وافق فيه الأكثر). [الحجة للقراء السبعة: 4/120]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (55- {ولِيِّ الله} [آية/ 196] بفتح الياء مدغمة:
روي عن أبي عمرو.
[الموضح: 570]
والوجه أن الأصل ولي على وزن كبيري، فاجتمعت ثلاثة ياءات: منها ياء فعيل، والثانية ياء الأصل وهي لام الفعل، والثالثة ياء الإضافة، فلاجتماع الياءات حذفت إحداهن، وهي الياء التي هي لام الفعل كما حذفت من قولهم: ما باليت بالة، والأصل بالية، وكما حذفت من أشياء عند الأخفش وأصله أفعلاء عنده. فبقيت ياء فعيل وياء الإضافة، فأدغمت الأولى في الثانية وفتحت، فالفتحة فتحة ياء الإضافة على الأصل.
وقرأ الباقون {ولِيِّيَ} على الأصل، اجتمعت ثلاث ياءات على ما سبق، فأدغمت ياء فعيل في ياء الأصل، [وبقيت ياء الإضافة] مفتوحة على أصلها). [الموضح: 571]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}

قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}

قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إذا مسّهم طيفٌ... (201).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (طئف " بغير ألف،
وقرأ الباقون (طائفٌ) بالألف.
قال أبو منصور: المعنى في الطيف والطائف واحد.
والطيف في كلام العرب له معنيان:
أحدهما: الجنون، ومنه قول للهذلي:
............. فإذا بها وأبيك طيف جنون.
وقد جعله بعض المفسرين في هذا الموضع جنونا؛ لأن الغضب الشديد يعتريه شيء من الجنون، المعني: إذا مسهم غضب يخيّل إلى من
[معاني القراءات وعللها: 1/433]
رآه في تلك الحالة بعد ما كان رآه ساكنا أنه مجنون.
والطيف في غير هذا: الخيال الذي تراه في منامك، يقال: طاف الخيال يطيف طيفًا، وطاف الرجل بالبيت يطوت طوافًا.
ومن قرأ (إذا مسّهم طائفٌ) أراد به: تغير حالة الغضبان إذا ثار ثائره، فكأنما طاف به شيطان استخفه حتى تهافت فيما يتهافت فيه المجنون، من سفك الدم الحرام، والتقحّم على الأمور العظام). [معاني القراءات وعللها: 1/434]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (50- وقوله تعالى: {إذا مسهم طائف من الشيطان} [201].
قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي {طيف} بغير ألف والأصل: طيف بتشديد الياء فحذفوا إحدى الياءين اختصارًا كما تقول: هين لين وميت.
وأخبرني محمد بن الحسن النحوي؛ وابن مجاهد عن إسماعيل عن نصر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/217]
عن الأصمعي عن أبي عمرو {إذا مهم طيف} وأنشد:
ما هاج حسان رسوم المقام = ومظعن الحي ومبنى الخيام
جنية أرقني طيفها = تذهب صبحا وترى في المنام
ويقال: طاف الخيال يطيف طيفًا ومطافًا، وطاف فهو طائفٌ وقال جرير:
طاف الخيال وأين منك لماما = فارجع لزورك في السلام سلاما
فلقد أنى لك أن تودع خلة = رثت وكان حبالها أرماما
فمعنى طائف الشيطان: وسواسه ولممه وخبله وأنشد أبو عبيدة:
وتصبح عن غب السرى وكأنما = ألما بها من طائف الجن أولق
فهذا شاهد الباقين الذين قرأوا: {طائنف من الشيطان}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/218]
وقال آخر:
أنى ألم بك الخيال يطيف = ومطافه لك ذكرة وشعوف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله عز وجل: طيف* [الأعراف/ 201].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: طيف* بغير ألف.
وقرأ نافع وابن عامر، وعاصم، وحمزة: طائف بألف [وهمز].
أبو زيد: طاف الرجل يطوف طوفا، إذا أقبل وأدبر، وأطاف يطيف إطافة، إذا جعل يستدير بالقوم ويأتيهم من نواحيهم، وطاف الخيال يطيف طيفا، إذا ألمّ في المنام.
أبو عبيدة: طيف من الشيطان: أي: يلمّ به لمّا وأنشد الأعشى:
[الحجة للقراء السبعة: 4/120]
وتصبح عن غبّ السّرى وكأنّما... ألمّ بها من طائف الجنّ أولق
فقد ثبت ممّا قاله أبو زيد من قولهم: يطيف طيفا، أنّ الطيف مصدر، فكأنّ المعنى: إذا مسّهم وخطر لهم خطرة من الشيطان، ويكون: طائف بمعناه، مثل العاقبة والعافية، ونحو ذلك مما جاء المصدر فيه على فاعل وفاعلة.
والطيف أكثر لأنّ المصدر على هذا الوجه، أكثر منه على وزن فاعل، فطيف كالخطرة والطائف كالخاطر، وقال:
ألا يا لقوم لطيف الخيا... ل أرّق من نازح ذي دلال
وقال آخر:
فإذا بها وأبيك طيف جنون
[الحجة للقراء السبعة: 4/121]
قال أبو الحسن: الطيف أكثر في كلام العرب). [الحجة للقراء السبعة: 4/122]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الّذين اتّقوا إذا مسهم طائف من الشّيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة {طائف} بالألف من طاف به إذا دار حوله فهو طايف كذا قال الكسائي وقال غيره هو من طاف به من وسوسة الشّيطان
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (طيف من الشّيطان) أي لمة وخطرة من الشّيطان وكان مجاهد يقول طيف من الشّيطان غضب وحجتهم قوله قبله {وإمّا ينزغنك من الشّيطان نزغ} ولم يقل
[حجة القراءات: 305]
نازغ وقال {وإذا مسكم الضّر} ولم يقل الضار ويقال أصابته نظرة ولا يقال ناظرة فقوله طيف يحتمل أن يكون مصدر طاف يطيف طيفا كما يقال طاف الخيال يطيف طيفا ويحتمل أن يكون اسما مثل الطاف سواء كما يقال مائت وميت والّذي يدل عليه قراءة ابن مسعود (طيف) بالتّشديد مثل هين وهين بالتّشديد والتّخفيف). [حجة القراءات: 306]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (65- قوله: {طائف} قرأه أبو عمرو وابن كثير والكسائي بغير ألف،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/486]
مثل «ضيف»، وقرأ الباقون بألف مثل «فاعل».
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدر «طاف الخيال يطيف طيفا» مثل «كال يكيل» إذا ألم في المنام، قال أبو عبيدة: طيف من الشيطان يلم به، ويقال أيضًا: «طاف الخيال يطوف» مثل «قال يقول» فيكون «طيف» مخففا من «طيف» كـ «ميت، ميّت» ودل على ذلك أن ابن جبير قرأ «طيف» بالتشديد.
66- وحجة من قرأه على «فاعل» أنه جعله أيضًا مصدرًا كالعافية والعاقبة، و«فعل» أكثر في المصادر من فاعل، حكى أبو زيد: طاف الرجل يطوف طوفا، إذا أقبل وأدبر، وأطاف يطيف إذا جعل يستدير بالقوم ويأتيهم من نواحيهم، وطاف الخيال يطوف، إذا ألم في المنام، وقيل: الطائف ما طاف به من وسوسة الشيطان، والطيف من اللمم والمس الجنون، وقال الكسائي: الطيف اللهو، والطائف كل ما طاف حول الإنسان، وعن ابن جبير ومجاهد: الطيف الغضب، وعن ابن عباس طائفة لمة من الشيطان، والاختيار طائف؛ لأن عليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/487]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (53- {طَيْفٌ} [آية/ 201] بغير ألف:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
والوجه أنه مصدر من طاف الخيال يطيف طيفًا إذا ألم، والمعنى خطر لهم خطرة من الشيطان.
وقال بعض المفسرين: الطيف الجنون ههنا قال: والمعنى إذا مسهم غضب يخيل إلى من يراه أنه مجنون، والطيف في غير هذا الخيال.
وقرأ الباقون {طَائِفٌ} بالألف على وزن فاعل.
والوجه أنه مصدر أيضًا، فقد جاء فاعل وفاعلة مصدراً نحو العاقبة والعافية والنائل والخاطر، وكلها مصادر.
وطائف وطيف كلاهما واحدٌ، إلا أن الطيف أكثر في هذا الباب، فالطيف كالخطرة، والطائف كالخاطر). [الموضح: 569]

قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ... (202).
قرأ نافع وحده (يمدّونهم) بضم الياء، من أمددت أمدّ، وقرأ الباقون (يمدّونهم في الغيّ) من مدّ يمدّ.
وقال أبو منصور: القراءة الجيدة (يمدّونهم) بفتح الياء كما قال الله جلّ وعزّ: (اللّه يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون).
وأما الإمداد فأكثر ما يستعمل في الإمداد بالمال، كما قال الله (أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين)، والإمداد يكون بحرف الصلة، كقوله جلّ وعزّ: (ويمددكم بأموالٍ وبنين) قصد مد ماء هذا
[معاني القراءات وعللها: 1/434]
النهر نهر آخر يمده.
وقال: سيل آت مد أتيٌّ). [معاني القراءات وعللها: 1/435]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (52- [وقوله تعالى]: {يمدونهم في الغي} [202].
وقرأ نافع {يمدونهم في الغي} بضم الياء.
والباقون بفتحها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء وضمها في قوله عزّ وجلّ: يمدونهم في الغي [الأعراف/ 202].
فقرأ نافع وحده: يمدونهم بضم الياء وكسر الميم.
وقرأ الباقون: يمدونهم بفتح الياء وضمّ الميم.
[قال أبو علي] عامة ما جاء في التنزيل فيما يحمد ويستحبّ أمددت على أفعلت كقوله: إنما نمدهم به من مال وبنين [المؤمنون/ 55].
وقوله: وأمددناهم بفاكهة [الطور/ 22]، وقال:
أتمدونني بمال [النمل/ 36] وما كان خلافه يجيء على مددت قال: ويمدهم في طغيانهم يعمهون [البقرة/ 15].
وقال أبو زيد: أمددت القائد بالجند، وأمددت الدواة، وأمددت القوم بمال ورجال، وقال أبو عبيدة: يمدّونهم في الغي، أي: يزينون لهم [الغي والكفر ويقال]: مدّ له في غيه:
[الحجة للقراء السبعة: 4/122]
[زينه له وحسنه وتابعه عليه].
قال أبو عبيدة: هكذا يتكلمون بهذا، فهذا ممّا يدل أن الوجه فتح الياء، كما ذهب إليه الأكثر.
ووجه قول نافع أنّه بمنزلة قوله: فبشرهم بعذاب أليم [آل عمران/ 21].
وقوله: فسنيسره للعسرى [الليل/ 10]). [الحجة للقراء السبعة: 4/123]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري: [يُمَادُّونَهم].
قال أبو الفتح: هو يُفَاعِلونهم من أَمددته بكذا، فكأنه قال: يعاونونهم). [المحتسب: 1/271]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإخوانهم يمدونهم في الغي ثمّ لا يقصرون}
قرأ نافع {وإخوانهم يمدونهم} بضم الياء وكسر الميم من من أمد يمد وهو من قولك أمددت الجيش إذا زدته بمدد قال الله تعالى {وأمددناكم بأموال وبنين} فمعنى {يمدونهم} يزيدونهم غيا وكأنّه قال يمدونهم من الغي
وقرأ الباقون {يمدونهم} بفتح الياء من مد يمد إذا جر فقوله يمدونهم أي يجرونهم في الغي وقال قوم يمدونهم يتركونهم في الغي تقول العرب لأمدنك في باطلك أي لأتركنك فيه ولا أخرجك منه). [حجة القراءات: 306]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (67- قوله: {يمدونهم في الغي} قرأه نافع بضم الياء، وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء، وضم الميم، وهما لغتان: مد وأمدّ، ومدّ أكثر بغير ألف، يقال: مددت في الشر وأمددت في الخير. قال الله في الخير {إنما نمدهم به من مال} «المؤمنون 55» وقال: {وأمددناهم بفاكهة} «الطور 22» وقال في الشر: {ويمدهم في طغيانهم} «البقرة 15» فهذا يدل على قوة الفتح في هذا الحرف، لأنه في الشر، وحكى أبو زيد: أمددت القائد بالجند،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/487]
وأمددت الرواة، وأمددت القوم بمال ورجال، وفتح الياء الاختيار، لما ذكرنا أن «مددت» أكثر، وأنه يستعمل في الشر، والغي هو الشر، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/488]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (54- {يَمُدُّونَهُمْ} [آية/ 202] بضم الياء وكسر الميم:
قرأها نافع وحده.
والوجه أنه وإن كان الإمداد يستعمل فيما يحمد ويستحب، فهو ههنا على المجاز والتشبيه بمنزلة قوله تعالى {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وذلك أنه يقال: أمددته بمال. قال الله تعالى {أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ} وقال {وأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ فيستعمل أمد فيما يكون محموداً، وفي المكروه مددت، قال الله تعالى {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ فوضع نافع الإمداد موضع المد مجازاً وتشبيهًا.
وقرأ الباقون {يَمُدُّونَهُمْ} بفتح الياء وضم الميم.
والوجه أنه على أصله الذي يجب أن يكون عليه؛ لأنه مستعمل مع الغي، فالأحسن أن يكون المد لا الإمداد؛ لأن الغي مكروه غير محمود، يقال: مددته في الغي أو الجهل أو الطغيان، وقد مضى شاهده). [الموضح: 570]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:47 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (203) إلى الآية (206) ]

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}

قوله تعالى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وإذا قرئ القرآن... (204).
قرأ ابن كثير وحده (وإذا قرئ) بالهمز، (القران) غير مهموز، ويهمز قرأت.
قال أبو منصور: وروي عن أبي عمرو أنه كان لا يهمز (القران).
ولا يجعله من (قرأت)، وأهله مكة لا يهمزون (القرآن) وأثبت لنا عن الشافعي أنه كان لا يهمز (القران)، ويرويه عن ابن كثير.
وسائر القراء يهمزون (القرآن) يقال: قرأت القرآن قرآنًا). [معاني القراءات وعللها: 1/435]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي مِجْلَز: [بالغُدُوِّ والإِيصال] بكسر الألف.
قال أبو الفتح: هو مصدر آصلنا فنحن مؤصلون؛ أي: دخلنا في وقت الأصيل. قال أبو النجم:
فَصَدرت بعد أَصِيل المؤصِل). [المحتسب: 1/271]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة