العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:02 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(41)إلى الآية(45)]

{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:02 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أنه تلا فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال ذهب النبي وبقيت النقمة ولم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى مضى ولم يكن نبي قط إلا قد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم عليه السلام قال معمر قال قتادة وذكر لنا أن النبي أري ما يصاب به أمته بعده فما رئي ضاحكا مستنشطا حتى قبض). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر قال وأخبرنيه سهيل عن ابن المنكدر قال: قال رسول الله النجوم أمان للسماء فإذا ذهبت أتاها ما توعد وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون وأصحابي أمان لأمتي فإذا ذهبوا أتاهم ما يوعدون). [تفسير عبد الرزاق: 2/199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} اختلف أهل التّأويل في المعنيّين بهذا الوعيد، فقال بعضهم: عني به أهل الإسلام من أمّة نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه العنبريّ قال: ثني أبي، عن أبي الأشهب، عن الحسن، في قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} قال: لقد كانت بعد نبيّ اللّه نقمةٌ شديدةٌ، فأكرم اللّه جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يريه في أمّته ما كان من النّقمة بعده.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} فذهب اللّه بنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم ير في أمّته إلاّ الّذي تقرّ به عينه، وأبقى اللّه النّقمة بعده، وليس من نبيٍّ إلاّ وقد رأى في أمّته العقوبة، أو قال ما لا يشتهي. ذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري الّذي لقيت أمّته بعده، فما زال منقبضًا ما انبسط ضاحكًا حتّى لقي اللّه تبارك وتعالى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: تلا قتادة {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} فقال: ذهب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبقيت النّقمة، ولم ير اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أمّته شيئًا يكرهه حتّى مضى، ولم يكن نبيّ قطّ إلاّ رأى العقوبة في أمّته، إلاّ نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم قال: وذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري ما يصيب أمّته بعده، فما رئي ضاحكًا منبسطًا حتّى قبضه اللّه.
وقال آخرون: بل عنى به أهل الشّرك من قريشٍ، وقالوا: قد أرى اللّه نبيّه ذلك فيهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} كما انتقمنا من الأمم الماضية {أو نرينّك الّذي وعدناهم} فقد أراه اللّه ذلك وأظهره عليه.
وهذا القول الثّاني أولى التّأويلين في ذلك بالصّواب وذلك أنّ ذلك في سياق خبر اللّه عن المشركين فلأن يكون ذلك تهديدًا لهم أولى من أن يكون وعيدًا لمن لم يجر له ذكرٌ فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك: فإن نذهب بك يا محمّد من بين أظهر هؤلاء المشركين، فنخرجك من بينهم {فإنّا منهم منتقمون}، كما فعلنا ذلك بغيرهم من الأمم المكذّبة رسلها). [جامع البيان: 20/600-601]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (أخبرنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، ثنا الحسن بن عليّ بن زيادٍ، ثنا محمّد بن عبيد بن حسابٍ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله تعالى: {فإمّا نذهبنّ بك، فإنّا منهم منتقمون} [الزخرف: 41] فقال: قال أنسٌ: «ذهب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وبقيت النّقمة، ولم ير اللّه نبيّه صلّى الله عليه وسلّم في أمّته شيئًا يكرهه حتّى مضى، ولم يكن نبيٌّ إلّا وقد رأى العقوبة في أمّته إلّا نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/485]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثني عليّ بن عيسى الحيريّ، ثنا مسدّد بن قطنٍ، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشامٍ، ثنا سفيان، ثنا المغيرة بن النّعمان، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " يؤخذ بناسٍ من أصحابي ذات الشّمال فأقول: أصحابي أصحابي. فيقال: إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم بعدك، فأقول كما قال العبد الصّالح عيسى ابن مريم {وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم، فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم} [المائدة: 117] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 41 - 43.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: قال أنس رضي الله عنه: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى قبض ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبض). [الدر المنثور: 13/208-209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} الآية، قال: أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال بعلي). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي من وجه آخر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون): نزلت في علي بن أبي طالب أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أو نرينّك الّذي وعدناهم} يا محمّد من الظّفر بهم، وإعلائك عليهم {فإنّا عليهم مقتدرون} أن نظهرك عليهم، ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك). [جامع البيان: 20/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أو نرينك الذي وعدناهم} الآية قال: يوم بدر). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ (43) وإنّه لذكرٌ لّك ولقومك وسوف تسألون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فتمسّك يا محمّد بما يأمرك به هذا القرآن الّذي أوحاه إليك ربّك {إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} يقول: إنّك في تمسّكك به على طريقٍ مستقيمٍ ومنهاجٍ سديدٍ؛ وذلك هو دين اللّه الّذي أمر به، وهو الإسلام.
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} أي الإسلام.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} قال: على دينٍ مستقيمٍ). [جامع البيان: 20/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنك على صراط مستقيم} قال: على الإسلام). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى وإنه لذكر لك ولقومك قال يقال ممن هذا الرجل يقال من العرب يقال من أي العرب يقال من قريش يقال من أي قريش يقال من بني هاشم). [تفسير عبد الرزاق: 2/199]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} قال: شرفكم [الآية: 10] {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: شرف لك ولقومك [الآية: 44 من سورة زخرف]). [تفسير الثوري: 199] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القرآن الّذي أوحي إليك يا محمّد الّذي أمرناك أن تستمسك به لشرفٌ لك ولقومك من قريشٍ {وسوف تسألون} يقول: وسوف يسألك ربّك وإيّاهم عمّا عملتم فيه، وهل عملتم بما أمركم ربّكم فيه، وانتهيتم عمّا نهاكم عنه فيه؟
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} يقول: إنّ القرآن شرفٌ لك.
- حدّثني عمرو بن مالكٍ قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: يقول للرّجل: من أنت؟ فيقول: من العرب، فيقال: من أيّ العرب؟ فيقول: من قريشٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} وهو هذا القرآن.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: شرفٌ لك ولقومك، يعني القرآن.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: أولم تكن النّبوّة والقرآن الّذي أنزل على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرًا له ولقومه). [جامع البيان: 20/602-603]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44] قال: شرفٌ لك ولقومك.
رواه الطّبرانيّ عن بكر بن سهلٍ عن عبد اللّه بن صالحٍ وقد وثّقا وفيهما ضعفٌ). [مجمع الزوائد: 7/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 44.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: القرآن شرف لك ولقومك). [الدر المنثور: 13/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لذكر لك} يعني القرآن ولقومك يعني من اتبعك من أمتك). [الدر المنثور: 13/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله: {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: يقال ممن هذا الرجل فيقال: من العرب فيقال: من أي العرب فيقال: من قريش فيقال: من أي قريش فيقال: من بني هاشم). [الدر المنثور: 13/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي، وابن مردويه عن علي، وابن عباس قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجبهم بشيء لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت {وإنه لذكر لك ولقومك} فكان بعد إذا سئل قال: لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك). [الدر المنثور: 13/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي فشرفني فيهم فقال: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه ثم قال (وأنذر عشيرتك الأقربين) (الشعراء الآية 214) (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) (الشعراء الآية 215) يعني قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي إن الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) (إبراهيم الآية 24) يعني بها قريشا (أصلها ثابت) يقول: أصلها كرم (وفرعها في السماء) يقول: الشرف الذي شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة (لإيلاف قريش) (قريش الآية 1 - 2 - 3 - 4) إلى آخرها قال عدي بن حاتم: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه وكان كثيرا ما يتلوا هذه الآية {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} ). [الدر المنثور: 13/211-212]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال: قال في بعض الحروف واسأل الذين أرسلنا إليهم من قبلك من رسلنا يقول سل أهل الكتاب أكانت الرسل تأتيهم بالتوحيد أكانت تأتيهم بالإخلاص). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.
اختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} ومن الّذين أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمسألتهم ذلك، فقال بعضهم: الّذين أمر بمسألتهم ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مؤمنو أهل الكتابين: التّوراة، والإنجيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا).
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} إنّها قراءة عبد اللّه: (سل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا).
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} يقول: سل أهل التّوراة والإنجيل: هل جاءتهم الرّسل إلاّ بالتّوحيد أن يوحّدوا اللّه وحده؟ قال: وفي بعض القراءة: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم رسلنا قبلك أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون).
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في بعض الحروف: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا) يقول: سل أهل الكتاب؛ أما كانت الرّسل تأتيهم بالتّوحيد؟ أما كانت تأتي بالإخلاص؟.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} في قراءة ابن مسعودٍ سل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك يعني: مؤمني أهل الكتاب.
وقال آخرون: بل الّذي أمر بمسألتهم ذلك الأنبياء الّذين جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك} الآية قال: جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس، فأمّهم، وصلّى بهم، فقال اللّه له: سلهم قال: فكان أشدّ إيمانًا ويقينًا باللّه وبما جاء من اللّه أن يسألهم، وقرأ {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك} قال: فلم يكن في شكٍّ، ولم يسأل الأنبياء، ولا الّذين يقرأون الكتاب قال: ونادى جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت في نفسي: الآن يؤمّنا أبونا إبراهيم؛ قال: فدفع جبرائيل في ظهري قال: تقدّم يا محمّد فصلّ، وقرأ {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام} حتّى بلغ {لنريه من آياتنا}.
وأولى القولين بالصّواب في تأويل ذلك قول من قال: عني به: سل مؤمني أهل الكتابين.
فإن قال قائلٌ: وكيف يجوز أن يقال: سل الرّسل، فيكون معناه: سل المؤمنين بهم وبكتابهم؟
قيل: جاز ذلك من أجل أنّ المؤمنين بهم وبكتبهم أهل بلاغٍ عنهم ما أتوهم به عن ربّهم، فالخبر عنهم وعمّا جاءوا به من ربّهم إذا صحّ بمعنى خبرهم، والمسألة عمّا جاءوا به بمعنى مسألتهم إذا كان المسئول من أهل العلم بهم والصّدق عليهم، وذلك نظير أمر اللّه جلّ ثناؤه إيّانا بردّ ما تنازعنا فيه إلى اللّه وإلى الرّسول، يقول: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول} ومعلومٌ أنّ معنى ذلك: فردّوه إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله، لأنّ الرّدّ إلى ذلك ردٌّ إلى اللّه والرّسول وكذلك قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} إنّما معناه: فاسأل كتب الّذين أرسلنا من قبلك من الرّسل، فإنّك تعلم صحّة ذلك من قبلها، فاستغنى بذكر الرّسل من ذكر الكتب، إذ كان معلومًا ما معناه.
وقوله: {أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} يقول: أمرناهم بعبادة الآلهة من دون اللّه فيما جاءوهم به، أو أتوهم بالأمر بذلك من عندنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} أتتهم الرّسل يأمرونهم بعبادة أحدٍ من دون اللّه؟ وقيل: {آلهةً يعبدون}، فأخرج الخبر عن الآلهة مخرج الخبر عن ذكور بني آدم، ولم يقل: تعبد، ولا يعبدن، فتؤنّث وهي حجارةٌ، أو بعض الجماد كما تفعل بالخبر عن بعض الجماد وإنّما فعل ذلك كذلك، إذ كانت تعبد وتعظّم تعظيم النّاس ملوكهم وسراتهم، فأجرى الخبر عنها مجرى الخبر عن الملوك والأشراف من بني آدم). [جامع البيان: 20/603-607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 45.
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: ليلة أسري به لقي الرسل). [الدر المنثور: 13/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء فأري آدم فسلم عليه: وأري مالكا خازن النار وأري الكذاب الدجال). [الدر المنثور: 13/212-213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} قال: سل أهل التوراة والإنجيل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد وقال: في بعض القراءة واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن مجاهد قال: كان عبد الله يقرأ (واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا) قال: في قراءة ابن مسعود واسأل الذين يقرأون الكتاب من قبل مؤمني أهل الكتاب). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس). [الدر المنثور: 13/214]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:05 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فإمّا نذهبنّ بك}: مجازها : فإن نذهبن بك). [مجاز القرآن: 2/204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ : {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون * أو نرينّك الّذي وعدناهم فإنّا عليهم مقتدرون}
دخل "ما" توكيدا للشرط والنون الثقيلة في قوله: {نذهبنّ} دخلت أيضا توكيدا، وإذا دخلت {ما} دخلت معها النون كما تدخل مع لام القسم.
والمعنى : إنا ننتقم منهم إن توفيت, أو نريك ما وعدناهم , ووعدناك فيهم من النصر، فقد أراه اللّه عزّ وجلّ ما وعده فيهم , ووعدهم من إهلاكهم إن كذبوا.
وقد قيل: إنه كانت بعد رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أشياء لم يحبب اللّه أن يريه إياها). [معاني القرآن: 4/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون}
قال قتادة: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبقيت النقمة , وليس نبي إلا قد رأى النقمة في أمته إلا محمدا, ولكنه أري ما ينزل بأمته من بعده , فما رؤي بعد ذلك ضاحكا منبسطا). [معاني القرآن: 6/363]

تفسير قوله تعالى:{أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون}
قيل المعنى: الذي وعدناهم, ووعدناك عليهم من النصر, وقيل: الذي وعدناهم يرجع إلى قوله تعالى: {والآخرة عند ربك للمتقين} أي: الذي وعدنا المتقين من النصر وقد نصروا). [معاني القرآن: 6/364]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم}
قال قتادة: أي: بالقرآن, {إنك على صراط مستقيم}, قال: على الإسلام, {وإنه لذكر لك ولقومك}, قال: القرآن.
وروى محمد بن يوسف, عن سفيان: {وإنه لذكر لك ولقومك}, قال: شرف لك ولقومك). [معاني القرآن: 6/364]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لذكرٌ لّك ولقومك...}: لشرف لك ولقومك، يعني: القرآن والدين، وسوف تسألون عن الشكر عليه). [معاني القرآن: 3/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} أي: شرف لكم، يعني القرآن.
{وسوف تسألون}: عن الشكر عليه). [تفسير غريب القرآن: 398]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه الذِّكْرُ يُوضَع موضع الشَرَف، لأنَّ الشَّريف يُذْكَر قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} يريد أن القرآن شَرَفٌ لكم). [تأويل مشكل القرآن: 147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} يريد: أن القرآن شرف لك ولقومك.
وقوله: {وسوف تسألون}: معناه سوف تسألون عن شكر ما جعله اللّه لكم من الشرف). [معاني القرآن: 4/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وسوف تسألون}
قال الفراء: أي, وسوف تسألون عن الشكر عليه). [معاني القرآن: 6/364-365]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ}: أي شرف.
{وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} أي: تسألون عن الشكر عليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك...}.
يقول القائل: وكيف أمر أن يسأل رسلا قد مضوا؟ ففيه وجهان:-
أحدهما: أن يسأل أهل التوراة والإنجيل، فإنهم إنما يخبرونه عن كتب الرسل التي جاءوا بها, فإذا سأل الكتب, فكأنه سأل الأنبياء.
وقال بعضهم: إنه سيسري بك يا محمد, فتلقى الأنبياء فسلهم عن ذلك، فلم يشكك صلى الله عليه ولم يسلهم.
وقوله: {أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.
قال: {يعبدون} للآلهة، ولم يقل: تعبد ولا يعبدون، وذلك أن الآلهة تكلّم ويدعّى لها وتعظّم، فأجريت مجرى الملوك والأمراء وما أشبههم). [معاني القرآن: 3/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} أي: سل من أرسلنا إليه رسولا من رسلنا قبلك، يعني: أهل الكتاب). [تفسير غريب القرآن: 399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله سبحانه: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} ففيه تأويلان:
أحدهما: أن تكون المخاطبة لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم، والمراد غيره من الشّكّاك، لأنّ القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرّجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثّلهم: «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».
ومثله قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}

ولم يقل بما تعمل خبيرا.
ومثل هذه الآية قوله: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ}، أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا، يعني أهل الكتاب، فالخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلم والمراد المشركون). [تأويل مشكل القرآن: 269-270](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهة يعبدون}
في هذه المسألة ثلاثة أوجه:
- جاء في التفسير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به جمع له الأنبياء في بيت المقدس , فأمّهم وصلّى بهم، وقيل له: سلهم فلم يشكك عليه السلام ولم يسل.
- ووجه ثان: وهو الذي أختاره، وهو أن المعنى سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا : أجعلنا من دون الرّحمن آلهة يعبدون؟.
ويكون معنى السؤال : ههنا على جهة التقرير كما قال: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ اللّه}, فليس يسألهم ههنا عمن خلقهم إلا على جهة التقرير, وكذلك إذا سأل جميع أمم الأنبياء لم يأتوا بأن في كتبهم أن اعبدوا غيري.
- ووجه ثالث: يكون المعنى في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم معناه مخاطبة الأمّة، كأنّه قال: واسألوا، والدليل على أن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم قد يدخل فيها خطاب الأمة قوله:{يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء}). [معاني القرآن: 4/413-414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}
قال أبو جعفر: هذه آية مشكلة , وفي معناها قولان:
- روى أبو عوانة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير قال: لقي الرسل صلى الله عليهم ليلة اسري به.
فهذا قول: ومعناه أنه سيسرى بك, وتلقى الرسل, فاسألهم .
- والقول الآخر: وهو قول محمد بن يزيد , وجماعة من العلماء أن في هذا المعنى التوقيف, والتقرير , والتوبيخ , والمعنى.
واسأل أمم من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا كما قال تعالى: {واسأل القرية} أي: سل من عبد الملائكة, أو قال إن الله ثالث ثلاثة, أو عبد غير الله جل وعز, هل وجد هذا في شيء من كتب الأنبياء مما أنزل الله عليهم ؟!.
فإنه لا يجد في كتاب نبي أن الله أمر أن يعبد غيره؛ ففي هذا معنى التقرير, والتوبيخ, والتوقيف على أنهم قد كفروا, وفعلوا ما لم يأمر الله به, ونظيره قوله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
ويصحح هذا القول أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال: وهي في قراءة عبد الله: {واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}, قال: يعني: أهل الكتاب.
روى سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: في قراءة عبد الله: {واسأل من أرسلنا إليهم قبلك رسلنا}, فهذه قراءة مفسرة.
وقال قتادة: أي سل أهل الكتاب: أأمر الله إلا بالتوحيد والإخلاص؟!.
وزعم ابن قتيبة أن التقدير: واسأل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا , فحذف إليه لأن في الكلام دلالة عليه , وحذف رسلا لأن من رسلنا يدل عليه , وزعم أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم, والمراد المشركون). [معاني القرآن: 6/365-367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وسئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} أي: قل, يا محمد, لمن شك في أمرك: سل كتب من أرسلنا, لتعلم أن صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل كتاب أنزلناه). [ياقوتة الصراط: 460]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:06 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال: إذا كانت " ما " صلة أدخلوا معها النون الخفيفة والثقيلة، وتقول: اذهب ثم عينًا ما أرينك أي كأنك لم تغب. وكثيرًا ما أرينك، أي كثيرًا أرينك. وإلى ساعة ما تندمن. فإذا لم يدخلوا " ما " لم تدخل النون. قال: وإنما فرقوا دخول " ما " وخروجها بذلك تقول: أذهب قليلاً أراك ونم كثيرًا أراك، إذا لم تدخل ما. والنون الخفيفة والثقيلة تدخل في ستة مواضع هذا أحدها، وفي الأمر، والنهى، والاستفهام، والتمني، و " إما " إذا كانت جزاء، مثل: {فإما نذهبن بك}. وهي قليلة في الأمر. وأنشد:
أرسلني أبا عميرٍ على أيـ = ـة حال أثاقل أم خفوت
وأنشد:

يحسبه الجاهل مالم يعلما = شيخًا على كرسيه معمما
لو أنه أبان أو تكلما = لكان إياه ولكن أعجما
قال: الأصل لم يعلم، فلما أطلق الميم ردها إلى فتحة اللام. وأهل البصرة يقولون: أراد لم يعلمن، فجعل موضع النون الخفيفة ألفًا). [مجالس ثعلب: 551-552]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فإما نذهبن} الآية ....آية تتضمن وعيدا واقعا، وذهب جمهور العلماء إلى أن المتوعدين هم الكفار، وأن الله تعالى أرى نبيه صلى الله عليه وسلم الذي وعدهم في بدر والفتح وغير ذلك، وذهب الحسن، وقتادة إلى أن المتوعدين هم في هذه الأمة، وأن الله تعالى أكرم نبيه صلى الله عليه وسلم على أن ينتقم منهم بحضرته وفي حياته، فوقعت النقمة منهم بعد أن ذهب به، وذلك في الفتن الحادثة في صدر الإسلام مع الخوارج وغيرهم، قال الحسن وقتادة: أكرم الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على أن يرى في أمته ما يكره كما رأى الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعليهم، فكانت النقمة بعد ذهابه صلى الله عليه وسلم، وقد روي حديث عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: فإنا منهم منتقمون فقال: " بعلي بن أبي طالب "، والقول الأول من توعد الكفار أكثر). [المحرر الوجيز: 7/ 550]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتمسك بما جاءه من عند الله تعالى من الوحي المتلو وغيره، والصراط: الطريق، وقرأ الجمهور: "أوحي" على بناء الفعل للمفعول، وقرأ الضحاك: "أوحى" على بناء الفعل للفاعل، أي: أوحى الله). [المحرر الوجيز: 7/ 550]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإنه لذكر لك} يحتمل أن يريد تبارك وتعالى: وإنه لشرف وحمد في الدنيا -والقوم على هذا- قريش ثم العرب، وهذا قول ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والسدي، وابن زيد، قال ابن عباس رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل، فإذا قالوا له: فلمن يكون الأمر بعدك؟ سكت، حتى نزلت هذه الآية، فكان إذا سئل بعد ذلك، قال: لقريش، فكانت العرب لا تقبل على ذلك حتى قبلته الأنصار رضى الله عنهم، وروى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان"، وروى أبو موسى الأشعري عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لا يزال الأمر في قريش ما داموا، إذا حكوا عدلوا، وإذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وروى معاوية أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما أقاموا الدين"، ويحتمل أن يريد تعالى: وإنه لتذكرة وموعظة، و"القوم" -على هذا- أمته بأجمعها، وهذا قول الحسن بن أبي الحسن، وقوله تعالى: {وسوف تسألون} قال ابن عباس رضى الله عنهما وغيره: معناه: عن أوامر القرآن ونواهيه، وقال الحسن بن أبي الحسن: معناه: عن شكر النعمة فيه، واللفظ يحتمل هذا كله ويعمه). [المحرر الوجيز: 7/ 550-551]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف المفسرون في المراد بالسؤال في قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا}، فقالت فرقة، أراد تعالى أن اسأل جبريل عليه السلام، ذكر ذلك النقاش.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفيه بعد. وقال ابن زيد، وابن جبير، والزهري، أراد تعالى: واسأل الرسل إذا لقيتهم ليلة الإسراء، أما إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل الرسل عليهم السلام ليلة الإسراء عن هذا، لأنه صلى الله عليه وسلم كان أثبت يقينا من ذلك ولم يكن في شك، وقالت فرقة، أراد تعالى: واسألني، أو واسألنا عمن أرسلنا، والأولى -على هذا التأويل- أن يكون: من أرسلنا استفهاما أمره أن يسأل به، كأن سؤاله: يا رب، من أرسلت قبلي من رسلك؟ أجعلت في رسالته الأمر بآلهة يعبدون؟ ثم ساق السؤال محكي المعنى، فرد المخاطبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {من قبلك}، وقال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وعطاء، أراد تعالى: واسأل تباع من أرسلنا وحملة شرائعهم، لأن المفهوم أنه لا سبيل إلى سؤاله الرسل إلا بالنظر في آثارهم وكتبهم وسؤال من حفظها، وفي قراءة ابن مسعود، وأبي بن كعب: "واسئل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا"، فهذه القراءة تؤيد هذا المعنى، وكذلك قوله تعالى: {واسأل القرية} مفهوم أنه لا يسأل إلا أهلها، ومما ينظر إلى هذا المعنى قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}، فمفهوم أن الرد إنما هو إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن المحاورة في ذلك إنما هم لتباعهم وحفظة الشرع، وقوله تعالى: "يعبدون" أخرج الضمير على حد من يعقل مراعاة للفظ الآلهة). [المحرر الوجيز: 7/ 551-552]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} أي: لا بدّ أن ننتقم منهم ونعاقبهم، ولو ذهبت أنت، {أو نرينّك الّذي وعدناهم فإنّا عليهم مقتدرون} أي: نحن قادرون على هذا وعلى هذا. ولم يقبض اللّه رسوله حتّى أقرّ عينه من أعدائه، وحكّمه في نواصيهم، وملّكه ما تضمّنته صياصيهم. هذا معنى قول السّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن جريرٍ حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: تلا قتادة: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} فقال: ذهب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبقيت النّقمة، ولم ير اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أمّته شيئًا يكرهه، حتّى مضى، ولم يكن نبيٌّ قطّ إلّا ورأى العقوبة في أمّته، إلّا نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم. قال: وذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أري ما يصيب أمّته من بعده، فما رئي ضاحكًا منبسطًا حتّى قبضه اللّه عزّ وجلّ.
وذكر من رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة نحوه. ثمّ روى ابن جريرٍ عن الحسن نحو ذلك أيضًا.
وفي الحديث: "النّجوم أمنةٌ للسّماء، فإذا ذهبت النّجوم أتى السّماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون").[تفسير ابن كثير: 7/ 229]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} أي: خذ بالقرآن المنزّل على قلبك، فإنّه هو الحقّ، وما يهدي إليه هو الحقّ المفضي إلى صراط اللّه المستقيم، الموصل إلى جنّات النّعيم، والخير الدّائم المقيم). [تفسير ابن كثير: 7/ 229]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قيل: معناه لشرفٌ لك ولقومك، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ، وابن زيدٍ. واختاره ابن جريرٍ، ولم يحك سواه.
وأورد البغويّ هاهنا حديث الزّهريّ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن معاوية قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ هذا الأمر في قريشٍ لا ينازعهم فيه أحدٌ إلّا أكبّه اللّه على وجهه ما أقاموا الدّين". رواه البخاريّ.
و [قيل] معناه: أنّه شرفٌ لهم من حيث إنّه أنزل بلغتهم، فهم أفهم النّاس له، فينبغي أن يكونوا أقوم النّاس به وأعملهم بمقتضاه، وهكذا كان خيارهم وصفوتهم من الخلّص من المهاجرين السّابقين الأوّلين، ومن شابههم وتابعهم.
وقيل: معناه: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} أي: لتذكيرٌ لك ولقومك، وتخصيصهم بالذّكر لا ينفي من سواهم، كقوله: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون} [الأنبياء: 10]، وكقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214].
{وسوف تسألون} أي: عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له). [تفسير ابن كثير: 7/ 229-230]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}؟ أي: جميع الرّسل دعوا إلى ما دعوت النّاس إليه من عبادة اللّه وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة الأصنام والأنداد، كقوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} [النّحل: 36]. قال مجاهدٌ: في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: "واسأل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا". وهكذا حكاه قتادة والضّحّاك والسّدّيّ، عن ابن مسعودٍ. وهذا كأنّه تفسيرٌ لا تلاوةٌ، واللّه أعلم.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: واسألهم ليلة الإسراء، فإنّ الأنبياء جمعوا له. واختار ابن جريرٍ الأوّل، [واللّه أعلم] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 230]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة