جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّبت قوم لوطٍ بالنّذر} يقول تعالى ذكره: كذّبت قوم لوطٍ بآيات اللّه الّتي أنذرهم وذكّرهم بها). [جامع البيان: 22/148]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا} يقول تعالى ذكره: إنّا أرسلنا عليهم حجارةً.
وقوله: {إلاّ آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ} يقول: غير آل لوطٍ الّذين صدّقوه واتّبعوه على دينه فإنّا نجّيناهم من العذاب الّذي عذّبنا به قومه الّذين كذّبوه.
والحاصب الّذي حصبناهم به بسحرٍ). [جامع البيان: 22/148]
تفسير قوله تعالى: (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (بنعمةٍ من عندنا: يقول: نعمةٌ أنعمناها على لوطٍ وآله، وكرامةٌ أكرمناهم بها من عندنا.
وقوله: {كذلك نجزي من شكر} يقول: وكما أثبنا لوطًا وآله، وأنعمنا عليه، فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيّانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه، فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا.
وأجرى قوله بسحرٍ، لأنّه نكرةٌ، وإذا قالوا: فعلت هذا سحر بغير باءٍ لم يجروه). [جامع البيان: 22/148]
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فتماروا بالنذر قال لم يصدقوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنّذر (36) ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد أنذر لوطٌ قومه بطشتنا الّتي بطشناها قبل ذلك {فتماروا بالنّذر} يقول: فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكًّا منهم فيه.
وقوله: {فتماروا} تفاعلوا من المرية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتماروا بالنّذر} لم يصدّقوه). [جامع البيان: 22/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] لمّا جاء الرّسل إلى لوطٍ تبعهم أهل قريته وكان لهم جمال فلم يقولوا لهم شيئا فلمّا دخلوا على لوطٍ ورأوا موجدة لوطٍ عليهم وما قد دخله من خشيتهم قالوا: {إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك} فلمّا دنوا أخذوا التّراب فرموهم به ففقئوا أعينهم فذلك قوله: {فطمسنا أعينهم} فرجعوا إلى أصحابهم وهم يقولون: سحر سحرونا فقال لوطٌ للرّسل الآن، الآن يعني هلاكهم فقالوا: {إنّ موعدهم الصّبح} فقال ابن عباس ثلاثة أحرفٍ في القرآن لا يحفظون ألا ترى أنّه قول اللّه: {أليس الصبح بقريب} والحرفان الآخران ثمّ أتبعهم {إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذله} قال الله: {وكذلك يفعلون} وقولٌ ليوسف: {ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب وأنّ اللّه لا يهدي كيد الخائنين} فقال له ملكٌ من الملائكة ولا حين هممت قال: {وما أبرئ نفسي} فرجع فرفع جبريل عليه السّلام القرية بجناحه فدحدها وما فيها حتّى أسمع أهل السّماء الدّنيا أصواتهم ثمّ قلبها ثمّ تتبّع من شذّ منهم بالحجارة [الآية: 81]). [تفسير الثوري: 131-132] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد راودوه عن ضيفه} يقول جلّ ثناؤه: ولقد راود لوطًا قومه عن ضيفه الّذين نزلوا به حين أراد اللّه إهلاكهم {فطمسنا أعينهم} يقول: فطمسنا على أعينهم حتّى صيّرناها كسائر الوجه لا ترى لها شقًا شقّ، فلم يبصروا ضيفه والعرب تقول: قد طمست الرّيح الأعلام: إذا دفنتها بما تسفي عليها من التّراب، كما قال كعب بن زهيرٍ:
من كلّ نضّاخة الذّفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول.
يعني بقوله: طامس الأعلام مندفن الأعلام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه، فطمسنا أعينهم} قال: عمّى اللّه عليهم الملائكة حين دخلوا على لوطٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه، فطمسنا أعينهم} وذكر لنا أنّ جبريل عليه السّلام استأذن ربّه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطًا، وأنّهم عالجوا الباب ليدخلوا عليه، فصفقهم بجناحه، وتركهم عميًا يتردّدون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم}. قال: هؤلاء قوم لوطٍ حين راودوه عن ضيفه، طمس اللّه أعينهم، فكان ينهاهم عن عملهم الخبيث الّذي كانوا يعملون، فقالوا: إنّا لا نترك عملنا فإيّاك أن تنزل أحدًا أو تضيّفه، أو تدعه ينزل عليك، فإنّا لا ندعه بتّةً، ولا نترك عملنا. قال: فلمّا جاءه المرسلون خرجت امرأته الشّقيّة من الشّقّ، فأتتهم فدعتهم، وقالت لهم: تعالوا فإنّه قد جاء قومٌ لم أر قطّ أحسن وجوهًا منهم، ولا أحسن ثيابًا، ولا أطيب أرواحًا منهم قال: فجاءوه يهرعون إليه، فقال: إنّ هؤلاء ضيفي، فاتّقوا اللّه ولا تخزوني في ضيفي، قالوا: أولم ننهك عن العالمين؟ أليس قد تقدّمنا إليك وأعذرنا فيما بيننا بينك؟ قال: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم. فقال له جبريل عليه السّلام: ما يهولك من هؤلاء؟ قال: أما ترى ما يريدون؟ فقال: إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك، لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلاّ امرأتك، لتصنعنّ هذا الأمر سرًّا، وليكوننّ فيه بلاءٌ؛ قال: فنشر جبريل عليه السّلام جناحًا من أجنحته، فاختلس به أبصارهم، فطمس أعينهم، فجعلوا يجول بعضهم في بعضٍ، فذلك قول اللّه: {فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه} جاءت الملائكة في صور الرّجال، وكذلك كانت تجيء، فرآهم قوم لوطٍ حين دخلوا القرية وقيل لهم: نزلوا بلوطٍ، فأقبلوا إليهم يريدونهم، فتلقّاهم لوطٌ يناشدهم اللّه أن لا يخزوه في ضيفه، فأبوا عليه وجاءوا إليه ليدخلوا عليهم، فقالت الرّسل للوطٍ خلّ بينهم وبين الدّخول، فإنّا رسل ربّك، لن يصلوا إليك، فدخلوا البيت، وطمس اللّه على أبصارهم، فلم يروهم؛ وقالوا: قد رأيناهم حين دخلوا البيت، فأين ذهبوا؟ فلم يروهم ورجعوا.
وقوله: {فذوقوا عذابي ونذر} يقول تعالى ذكره: فذوقوا معشر قوم لوطٍ من سدوم، عذابي الّذي حلّ بكم، وإنذاري الّذي أنذرت به غيركم من الأمم من النّكال والمثلات). [جامع البيان: 22/149-152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها وفي قوله {فطمسنا أعينهم} قال: ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مستقرٌّ} [القمر: 38] : " عذابٌ حقٌّ). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مستقرٌّ عذاب حقٌّ هو قول الفرّاء وعند بن أبي حاتمٍ بمعناه عن السّدّيّ وعند عبد بن حميدٍ عن قتادة في قوله عذابٌ مستقر استقرّ بهم إلى نار جهنّم ولابن أبي حاتمٍ من طريق مجاهدٍ قال وكلّ أمرٍ مستقر قال يوم القيامة ومن طريق بن جريجٍ قال مستقرٌّ بأهله). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مستقرٌّ عذابٌ حقٌّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} (القمر: 38) وفسره: بقوله: (عذاب حق) ، وهكذا قاله الفراء وروى عبد بن حميد عن قتادة واستقر بهم أي: العذاب إلى نار جهنّم. قوله: (ولقد صبحهم) أي: العذاب (بكرة) أي: وقت الصّبح، وفي التّفسير: (عذاب مستقر) أي: دائم عام استقر بهم حتّى يقضي بهم إلى عذاب الآخرة). [عمدة القاري: 19/206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مستقر}) قال الفراء (عذاب حق) وقال غيره: يستقر بهم حتى يسلمهم إلى النار). [إرشاد الساري: 7/364]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر} [القمر: 39] إلى {فهل من مدّكرٍ} [القمر: 15]). [صحيح البخاري: 6/143]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر} (القمر: 38، 39)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ولقد صبحهم} الآية هذا في قضيّة قوم لوط صلى الله عليه وسلم. قوله: (صبحهم) ، أي: جاءهم العذاب وقت الصّبح بكرة أول النّهار. قوله: (عذاب مستقر) ، أي: دائم عام استقر فيهم حتّى يفضي بهم إلى عذاب الآخرة). [عمدة القاري: 19/209]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({ولقد صبحهم بكرة}) بالصرف لأنه نكرة ولو قصد به وقت بعينه امتنع للتأنيث والتعريف ({عذاب مستقر}) دائم متصل بعذاب الآخرة ({فذوقوا عذابي ونذر}) [القمر: 38، 39] يريد العذاب الذي نزل بهم من طمس الأعين غير العذاب الذي أهلكوا به فلذلك حسن التكرير زاد أبو ذر إلى قوله: {فهل من مدكر}). [إرشاد الساري: 7/366]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر (39) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد صبّح قوم لوطٍ بكرةً، ذكر أنّ ذلك كان عند طلوع الفجر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان: {بكرةً} قال: عند طلوع الفجر.
وقوله: {عذابٌ} وذلك قلب الأرض بهم، وتصيير أعلاها أسفلها بهم، ثمّ إتباعهم بحجارةٍ من سجّيلٍ منضودٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ} قال: حجارةٌ رموا بها.
وقوله: {مستقرٌّ} يقول: استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتّى يوافوا عذاب اللّه الأليم الأكبر في جهنّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ} يقول: صبّحهم عذابٌ مستقرٌّ، استقرّ بهم إلى نار جهنّم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد صبّحهم بكرةً} الآية قال: ثمّ صبّحهم بعد هذا، يعني بعد أن طمس اللّه أعينهم، فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة قال: وكلّ قومه كانوا كذلك، ألا تسمع قوله حين يقول: {أليس منكم رجلٌ رشيدٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {مستقرٌّ} استقرّ). [جامع البيان: 22/152-153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها وفي قوله {فطمسنا أعينهم} قال: ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون وفي قوله {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال: استقر بهم في نار جهنم). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال: عذاب في الدنيا استقر بهم في الآخرة). [الدر المنثور: 14/85]
تفسير قوله تعالى: (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {فذوقوا عذابي ونذر} يقول تعالى ذكره لهم: فذوقوا معشر قوم لوطٍ عذابي الّذي أحللته بكم، بكفركم باللّه وتكذيبكم رسوله، وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنزلته بكم من العقاب). [جامع البيان: 22/153]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر}
.....
({فذوقوا عذابي ونذر}) [القمر: 38، 39] يريد العذاب الذي نزل بهم من طمس الأعين غير العذاب الذي أهلكوا به فلذلك حسن التكرير زاد أبو ذر إلى قوله: {فهل من مدكر}). [إرشاد الساري: 7/366] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر} يقول تعالى ذكره: ولقد سهّلنا القرآن للذّكر لمن أراد التّذكّر به فهل من متّعظٍ ومعتبرٍ به فينزجر به عمّا نهاه اللّه عنه إلى ما أمره به وأذن له فيه). [جامع البيان: 22/153]