من حكي الإجماع على مكيتها :
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ بالاتّفاق فعن ابن عبّاسٍ: " أنّها نزلت بمكّة ليلًا جملةً واحدةً" ، كما رواه عنه عطاءٌ، وعكرمة، والعوفيّ، وهو الموافق لحديث ابن عمر عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم المتقدّم آنفًا. وروي أنّ قوله تعالى: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}الآية [الأنعام: 52] نزل في مدّة حياة أبي طالبٍ، أي قبل سنة عشرٍ من البعثة، فإذا صحّ كان ضابطًا لسنة نزول هذه السّورة.
وروى الكلبيّ عن ابن عبّاسٍ: (أنّ ستّ آياتٍ منها نزلت بالمدينة، ثلاثًا من قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الأنعام: 91] إلى منتهى ثلاث آياتٍ، وثلاثًا من قوله: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} -إلى قوله- {ذلكم وصّاكم به لعلّكم تذكّرون} [الأنعام: 151، 152]).
وعن أبي جحيفة أنّ (آية {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة} [الأنعام: 111] مدنيّةٌ).
وقيل: نزلت آية {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذباً أو قال أوحي إليّ} [الأنعام: 93] الآية بالمدينة، بناءً على ما ذكر من سبب نزولها الآتي.
وقيل: نزلت آية {الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} [الأنعام: 20] الآية، وآية {فالّذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} [العنكبوت: 47] الآية، كلتاهما بالمدينة بناءً على ما ذكر من أسباب نزولهما كما سيأتي.
وقال ابن العربيّ في "أحكام القرآن" عند قوله تعالى: {قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرّماً} [المائدة: 145] الآية أنّها في قول الأكثر نزلت يوم نزول قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] الآية، أي سنة عشرٍ، فتكون هذه الآيات مستثناةً من مكّيّة السّورة ألحقت بها.
وقال ابن عطيّة في تفسير قوله تعالى: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية [الأنعام: 91] من هذه السّورة، إنّ النّقّاش حكى أنّ سورة الأنعام كلّها مدنيّةٌ.
ولكن قال ابن الحصّار: لا يصحّ نقلٌ في شيءٍ نزل من الأنعام في المدينة، وهذا هو الأظهر وهو الّذي رواه أبو عبيدٍ، والبيهقيّ، وابن مردويه، والطّبرانيّ، عن ابن عبّاسٍ وأبو الشّيخ عن أبيّ بن كعبٍ.
وعن ابن عبّاسٍ أنّها (نزلت بمكّة جملةً واحدةً ودعا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الكتّاب فكتبوها من ليلتهم)). [التحرير والتنوير: 7/121-122]
من نص على أنها مكية:
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (مكية).[معاني القرآن: 2/395]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وهي مكية
قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا أبو حاتم روح بن الفرج مولى الحضارمة،
قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو بكر العمري، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص عن نافع أبي سهيل بن
مالك عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل
بالتسبيح والأرض لهم ترتج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات)) ). [معاني القرآن: 2/397]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (نزلت بمكّة ليلًا إلّا تسع آيات منها). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 85]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مكية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 281]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (أخبرنا خلف بن إبراهيم المقرئ قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي ابن عبد العزيز قال أنا أبو عبيد قال أنا حجاج عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال نزلت سورة الأنعام ليلا بمكة جملة ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح). [البيان: 151]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكية). [الوسيط: 2/250]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ).[معالم التنزيل: 3/125]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (وهي مكية) . [علل الوقوف: 2/472]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل في نزولها
روى مجاهد عن ابن عباس "أن الأنعام مما نزل بمكة". وهذا قول الحسن وقتادة وجابر بن زيد.
وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: "نزلت سورة الأنعام جملة ليلا بمكة وحولها سبعون ألف ملك".
وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: "هي مكية نزلت جملة واحدة ونزلت ليلا وكتبوها من ليلتهم غير ست آيات وهي: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآية [الأنعام: 151] إلى آخر الثلاث آيات وقوله: {وما قدروا الله حق قدره} الآية [الأنعام: 91]، وقوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي} الآية [الأنعام: 93] إلى آخر الآيتين".
وذكر مقاتل نحو هذا، وزاد آيتين قوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق} الآية [الأنعام: 114]، وقوله: {الذين آتيناهمالكتاب يعرفونه} الآية [الأنعام: 20].
وروي عن ابن عباس وقتادة قالا: "هي مكية إلا آيتين نزلتا بالمدينة قوله: {وما قدروا الله حق قدره} الآية [الانعام: 91]، وقوله: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات} الآية [الأنعام: 141] ".
وذكر أبو الفتح ابن شيطا أنها مكية غير آيتين نزلتا بالمدينة: {قل تعالوا} الآية [الأنعام: 151] والتي بعدها). [زاد المسير: 3/1-2]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 3/237]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (مكية). [الدر المنثور: 6/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس وأبو الشيخ، وَابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس قال: "أنزلت سورة الأنعام بمكة" ). [الدر المنثور: 6/5]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 105]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (عن ابن عباس فيما رواه الطبراني "نزلت سورة الأنعام بمكة ليلًا جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح" ). [إرشاد الساري: 7/115]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكية روى سليمان بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال نزلت سورة الأنعام ليلاً بمكة جملة واحدة يقودها أو معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح من قرأها صلى الله عليه أولئك ليله ونهاره قال الصاغاني في العباب في حديث ابن مسعود الأنعام من نواجب أو من نجائب القرآن قال نجائبه أفضله ونواجبه لبابه الذي ليس عليه نجب) . [منار الهدى: 127]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وابن المنذر والطّبرانيّ وابن مردويه عنه قال: "أنزلت سورة الأنعام بمكّة ليلًا جملةً وحولها سبعون ألف ملكٍ يجأرون حولها بالتّسبيح".
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعودٍ قال: "نزلت سورة الأنعام يشيّعها سبعون ألفًا من الملائكة".
وأخرج ابن مردويه عن أسماء قالت: "نزلت سورة الأنعام على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في مسيرٍ في زجلٍ من الملائكة، وقد نظّموا ما بين السّماء والأرض".
وأخرج الطّبرانيّ وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد نحوه.
وأخرج الطّبرانيّ وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((نزلت عليّ سورة الأنعام جملةً واحدةً يشيّعها سبعون ألف ملكٍ لهم زجلٌ بالتّسبيح والتّحميد)).
وهو من طريق إبراهيم بن نائلة شيخ الطّبرانيّ عن إسماعيل بن عمرٍو عن يوسف ابن عطيّة بن عونٍ عن نافعٍ عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فذكره. وابن مردويه رواه عن الطّبرانيّ عن إسماعيل المذكور به.
وأخرج الطّبرانيّ وابن مردويه وأبو الشّيخ والبيهقيّ في "الشّعب" عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((نزلت سورة الأنعام ومعها موكبٌ من الملائكة يسدّ ما بين الخافقين، لهم زجلٌ بالتّسبيح والتّقديس، والأرض ترتجّ))، ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((سبحان اللّهالعظيم، سبحان اللّه العظيم)).
وأخرج الحاكم وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ، والإسماعيليّ في "معجمه"، والبيهقيّ عن جابرٍ قال: " لمّا نزلت سورة الأنعام سبّح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: ((لقد شيّع هذه السّورة من الملائكة ما سدّ الأفق)) ".
وأخرج البيهقيّ وضعّفه، والخطيب في "تاريخه" عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: "أنزل القرآن خمسًا خمسًا، ومن حفظه خمسًا خمسًا لم ينسه، إلّا سورة الأنعام فإنّها نزلت جملةً يشيّعها من كلّ سماءٍ سبعون ملكًا حتّى أدّوها إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ما قرئت على عليلٍ إلّا شفاه اللّه".
وأخرج أبو الشّيخ عن أبيّ بن كعبٍ مرفوعًا نحو حديث ابن عمر.
وأخرج النّحّاس في "تاريخه" عن ابن عبّاسٍ قال: "سورة الأنعام نزلت بمكّة جملةً واحدةً، فهي مكّيّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ منها نزلن بالمدينة {قل تعالواأتل ما حرّم} الآية [الأنعام: 151] إلى تمام الآيات الثلاث".
وأخرج الدّيلميّ بسندٍ ضعيفٍ عن أنسٍ مرفوعًا: "ينادي منادٍ: يا قارئ سورة الأنعام هلمّ إلى الجنّة بحبّك إيّاها وتلاوتها".
وأخرج ابن المنذر عن أبي جحيفة قال: "نزلت سورة الأنعام جميعًا معها سبعون ألف ملكٍ كلّها مكّيّةٌ إلّا {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة} الآية [الأنعام: 111] فإنّها مدنيّةٌ" ).[فتح القدير: 2/137-138]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وعن أبي بن كعب أنها نزلت بمكة جملة واحدة ومعها سبعون ألف ملك زجل بالتسبيح والتحميد ). [القول الوجيز: 189]
من نص على أنها مكية إلا آيات منها :
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مكية كلها: إلّا ثلاث آيات نزلت بالمدينة، من قوله: قل تعالوا إلى قوله: تتقون). [تفسير غريب القرآن: 150]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (مكية غير تسع آيات). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 37]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال أبو جعفرٍ حدّثني يموت بن المزرّع، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ سهل بن محمّدٍ السّجستانيّ، قال: حدّثنا أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيميّ، قال: حدّثنا يونس بن حبيبٍ، قال سمعت أبا عمرو بن العلاء، يقول سألت مجاهدًا عن تلخيص آي القرآن المدنيّ من المكّيّ فقال سألت ابن عبّاسٍ عن ذلك فقال: " سورة الأنعام نزلت بمكّة جملةً واحدةً فهي مكّيّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ منها نزلت بالمدينة فهي مدنيّةٌ {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} [الأنعام: 151] إلى تمام الآيات الثّلاث). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/316]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مكية كلها غير ست آيات منها نزلت في المدينة {وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إلى آخر ثلاث آيات [الأنعام: 91-93] وقوله: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حرم ربكم عليكم} إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151-153] فهذه الست مدنيات وباقي السورة كلها نزلت بمكة مجملة واحدة ليلا ومعها سبعون ألف ملك وقد سدوا ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ((سبحان الله العظيم))، وخر ساجدا ثم دعا الكتّاب فكتبوها من ليلتهم). [الكشف والبيان: 4/131]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة من قوله تعالى: {قل تعالوا} إلى قوله تعالى: {لعلكم تتقون} هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء بن يسار والكلبي
وأخبرنا أحمد بن فارس المكي قال أنا محمد بن إبراهيم قال أنا سعيد بن عبد الرحمن قال أنا سفيان عن الكلبي قال: نزلت سورة الأنعام بمكة إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} قال: الذي قاله فنحاص اليهودي أو مالك بن الصيف). [البيان: 151]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وقال الكلبيّ عن أبي صالحٍ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: (نزلت سورة الأنعام بمكّة، إلّا قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} إلى آخر ثلاث آياتٍ [الأنعام: 91-93]، وقوله تعالى: {قل تعالوا أتل}، إلى قوله: {لعلّكم تتّقون} [الأنعام: 151-153]، فهذه السّتّ آياتٍ مدنيّاتٌ)). [معالم التنزيل: 3/125]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية [إلا الآيات 20 و23 و91 و93 و114 و141 و151 و152 و153 فمدنية، وعن ابن عباس: " غير ست آيات" ). [الكشاف: 2/320]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (قيل هي كلها مكية، وقال ابن عباس: " نزلت بمكة ليلا جملة إلا ست آيات، وهي: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} [الأنعام 151] وقوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الأنعام: 91] وقوله تعالى: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذباً أو قال أوحي إليّ} [الأنعام: 93] وقوله: {ولو ترى إذ الظّالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم} [الأنعام: 93] وقوله: {والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك} [الأنعام: 114] وقوله: {والّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} [الأنعام: 20] ".
وقال الكلبي: الأنعام كلها مكية إلا آيتين نزلتا بالمدينة في فنحاص اليهودي، وهي {قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى} [الأنعام 91] مع ما يرتبط بهذه الآية، وذلك أن فنحاصا قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء}). [المحرر الوجيز: 7/308]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: (هي مكية نزلت جملة واحدة ونزلت ليلا وكتبوها من ليلتهم غير ست آيات وهي: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآية [الأنعام: 151] إلى آخر الثلاث آيات وقوله: {وما قدروا الله حق قدره} الآية [الأنعام: 91]، وقوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي} الآية [الأنعام: 93] إلى آخر الآيتين).
وذكر مقاتل نحو هذا، وزاد آيتين قوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق} الآية [الأنعام: 114]، وقوله: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} الآية [الأنعام: 20].
وروي عن ابن عباس وقتادة قالا: (هي مكية إلا آيتين نزلتا بالمدينة قوله: {وما قدروا الله حق قدره} الآية [الانعام: 91]، وقوله: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات} الآية [الأنعام: 141]).
وذكر أبو الفتح ابن شيطا أنها مكية غير آيتين نزلتا بالمدينة: {قل تعالوا} الآية [الأنعام: 151] والتي بعدها). [زاد المسير: 3/1-2]م
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية غير ست آيات أو ثلاث آيات من قوله: {قل تعالوا}) الآية [الأنعام: 151]). [أنوار التنزيل: 2/153]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مكية إلا الآيات 20 و23 و91 و93 و114 و151 و152 و153 فمدنية). [التسهيل: 1/253]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وهي مكّيّةٌ غير آيتين: {قل تعالوا أتل}). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/639]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (ذكر ابن المنذر بإسناده عن ابن عبّاس، قال: " نزلت سورة الأنعام بمكّة شرفها الله ليلًا جملة، وحولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح "، وذكر نحوه عن أبي جحيفة، وعن مجاهد، " نزل معها خمسمائة ملك يزفونها ويحفونها ".
وفي تفسير أبي محمّد بن إسحاق بن إبراهيم البستي خمسمائة ألف ملك، وروي عن ابن عبّاس ومجاهد وعطاء والكلبي: " نزلت الأنعام بمكّة إلاّ ثلاث آيات فإنّها نزلت بالمدينة وهي من قوله تعالى: {قل تعالوا} إلى قوله: {تتّقون} [الأنعام: 151 - 153] " ،
وفي أخرى عن الكلبيّ: هي مكّيّة إلاّ قوله: {ما أنزل الله على بشر} [الأنعام: 91] الآيتين،
وقال قتادة: هما قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} الآية الأخرى: {وهو الّذي أنشأ جنّات معروشات} [الأنعام: 141]
وذكر ابن العربيّ أن قوله تعالى: {قل لا أجد} [المائدة: 145] نزلت بمكّة يوم عرفة). [عمدة القاري: 18/295]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وروي عن ابن عبّاس ومجاهد وعطاء والكلبي: نزلت الأنعام بمكّة إلاّ ثلاث آيات فإنّها نزلت بالمدينة وهي من قوله تعالى: {قل تعالوا} إلى قوله: {تتّقون} (الأنعام: 151، 153) وفي أخرى عن الكلبيّ: هي مكّيّة إلاّ قوله: {ما أنزل الله على بشر} (الأنعام: 91) الآيتين، وقال قتادة: هما قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} الآية الأخرى: {وهو الّذي أنشأ جنّات معروشات} (الأنعام: 141) وذكر ابن العربيّ أن قوله تعالى: {قل لا أجد} (المائدة: 145) نزلت بمكّة يوم عرفة). [عمدة القاري: 18/218]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج النحاس في "ناسخه" عن ابن عباس قال: (سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلتا بالمدينة {قل تعالوا أتل} إلى تمام الآيات الثلاث [الأنعام: 151 - 153])). [الدر المنثور: 6/8]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الفريابي وإسحاق بن راهويه في "مسنده"، وعَبد بن حُمَيد عن شهر بن حوشب قال: نزلت الأنعام جملة واحدة معها رجز من الملائكة قد نظموا ما بين السماء الدنيا إلى الأرض، قال: وهي مكية غير آيتين {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} والآية التي بعدها [الأنعام: 151 - 152]). [الدر المنثور: 6/9]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال: نزلت الأنعام كلها بمكة إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء} الآية [الأنعام: 91]). [الدر المنثور: 6/9]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو الشيخ عن سفيان قال: نزلت الأنعام كلها بمكة إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال: {ما أنزل الله على بشر من شيء} الآية [الأنعام: 91] وهو فنحاص اليهودي أو مالك بن الصيف). [الدر المنثور: 6/9]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قال الثّعلبيّ: سورة الأنعام مكّيّةٌ إلّا ستّ آياتٍ نزلت بالمدينة وهي: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية [الأنعام: 91] إلى آخر ثلاث آيات، و{قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} الآية [الأنعام: 151] إلى آخر ثلاث آيات. قال ابن عطيّة: وهي الآيات المحكمات، يعني في هذه السّورة.
وقال القرطبيّ: هي مكّيّةٌ إلّا آيتين هما {وما قدروا اللّه حقّ قدره} نزلت في مالك بن الصّيف وكعب بن الأشرف اليهوديّين، وقوله تعالى: {وهو الّذي أنشأ جنّاتٍ معروشاتٍ} الآية [الأنعام: 141] نزلت في ثابت بن قيس بن شمّاسٍ.
وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه والبيهقيّ في "الدّلائل" عن ابن عبّاسٍ قال: (أنزلت سورة الأنعام بمكّة)). [فتح القدير: 2/137]م
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن أبي جحيفة قال: (نزلت سورة الأنعام جميعًا معها سبعون ألف ملكٍ كلّها مكّيّةٌ إلّا {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة} الآية [الأنعام: 111] فإنّها مدنيّةٌ)).[فتح القدير: 2/137-138]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية في قول ابن عباس وعطاء غير ثلاث آيات (قُلْ تَعَالَوْا) إلى آخر الثلاث). [القول الوجيز: 188]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وعن الحسن أنها مكية إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة فأمر الله نز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يضعهن في سورة الأنعام، الأولى: (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) ، والثانية: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) حيث نزلت في عبد الله بن الصيف وكعب ابن الأشرف والثالثة: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ) حيث نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ). [القول الوجيز: 188-189]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وقال في الإتقان: مكية إلا ثلاث آيات الأولى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ) ، والثانية: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ) ، والثالثة: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ) ). [القول الوجيز: 189]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):(وروى الكلبيّ عن ابن عبّاسٍ: (أنّ ستّ آياتٍ منها نزلت بالمدينة، ثلاثًا من قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الأنعام: 91] إلى منتهى ثلاث آياتٍ، وثلاثًا من قوله: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} -إلى قوله- {ذلكم وصّاكم به لعلّكم تذكّرون} [الأنعام: 151، 152]).
وعن أبي جحيفة أنّ (آية {ولو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة} [الأنعام: 111] مدنيّةٌ).
وقيل: نزلت آية {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذباً أو قال أوحي إليّ} [الأنعام: 93] الآية بالمدينة، بناءً على ما ذكر من سبب نزولها الآتي.
وقيل: نزلت آية {الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} [الأنعام: 20] الآية، وآية {فالّذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} [العنكبوت: 47] الآية، كلتاهما بالمدينة بناءً على ما ذكر من أسباب نزولهما كما سيأتي.
وقال ابن العربيّ في "أحكام القرآن" عند قوله تعالى: {قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرّماً} [المائدة: 145] الآية أنّها في قول الأكثر نزلت يوم نزول قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] الآية، أي سنة عشرٍ، فتكون هذه الآيات مستثناةً من مكّيّة السّورة ألحقت بها). [التحرير والتنوير: 7/121-122]م