تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى دخلا بينكم قال خيانة بينكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/359]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({دخلًا بينكم} [النحل: 92] : «كلّ شيءٍ لم يصحّ فهو دخلٌ» ). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله دخلًا بينكم كلّ شيءٍ لم يصحّ فهو دخلٌ هو قول أبي عبيدة أيضا وروى بن أبي حاتمٍ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال دخلًا خيانةً وقيل الدّخل الدّاخل في الشّيء ليس منه). [فتح الباري: 8/386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (دخلاً بينكم كلّ شيءٍ لم يصحّ فهو دخلٌ)
أشار به إلى قوله تعالى: {تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم} (النّحل: 92) وفسّر الدخل بقوله: (كل شيء لم يصح فهو دخل) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وكذلك الدغل وهو الغشّ والخيانة). [عمدة القاري: 19/16-17]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({دخلًا بينكم}) [النحل: 92]. قال أبو عبيدة (كل شيء لم يصح فهو دخل) بفتح الخاء وقيل الدخل والدغل الغش والخيانة وقيل الدخل ما أدخل في الشيء على فساد وقيل أن يظهر الوفاء ويبطن الغدر والنقص). [إرشاد الساري: 7/197]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة، «عن صدقة» ، {أنكاثًا} [النحل: 92] : «هي خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته» ). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة عن صدقة أنكاثًا هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته وصله بن أبي حاتم عن أبيه عن أبي عمر العدنيّ والطّبريّ من طريق الحميديّ كلاهما عن بن عيينة عن صدقة عن السّدّيّ قال كانت بمكّة امرأةٌ تسمّى خرقاء فذكر مثله وفي تفسير مقاتل أن اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميمٍ وعند البلاذريّ أنّها والدة أسد بن عبد العزّى بن قصيّ وأنّها بنت سعد بن تميم بن مرّة وفي غرر التّبيان أنّها كانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النّهار ثمّ تأمرهنّ بنقض ذلك هذا دأبها لا تكفّ عن الغزل ولا تبقي ما غزلت وروى الطّبريّ من طريق بن جريجٍ عن عبد اللّه بن كثير مثل رواية صدقة المذكور ومن طريق سعيد عن قتادة قال هو مثلٌ ضربه اللّه تعالى لمن نكث عهده
وروى ابن مردويه بإسناد ضعيف عن ابن عبّاسٍ أنّها نزلت في أمّ زفرٍ الآتي ذكرها في كتاب الطّبّ واللّه أعلم
وصدقة هذا لم أر من ذكره في رجال البخاريّ وقد أقدم الكرمانيّ فقال صدقة هذا هو بن الفضل المروزيّ شيخ البخاريّ وهو يروي عن سفيان بن عيينة وهنا روى عنه سفيان ولا سلف له فيما ادّعاه من ذلك ويكفي في الرّدّ عليه ما أخرجناه من تفسير بن جرير وبن أبي حاتمٍ من رواية صدقة هذا عن السّدّيّ فإنّ صدقة بن الفضل المروزيّ ما أدرك السّدّيّ ولا أصحاب السّدّيّ وكنت أظنّ أن صدقة هذا هو ابن أبي عمران قاضي الأهواز لأنّ لابن عيينة عنه روايةٌ إلى أن رأيت في تاريخ البخاريّ صدقة أبو الهذيل روى عن السّدّيّ
قوله روى عنه ابن عيينة وكذا ذكره بن حبّان في الثّقات من غير زيادةٍ وكذا بن أبي حاتمٍ عن أبيه لكن قال صدقة بن عبد اللّه بن كثير القارئ صاحب مجاهد فظهر أنه غير بن أبي عمران ووضّح أنّه من رجال البخاريّ تعليقًا فيستدرك على من صنّف في رجاله فإنّ الجميع أغفلوه واللّه أعلم). [فتح الباري: 8/387]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول صدقة فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا العدني ثنا سفيان عن صدقة عن السّديّ في قوله 92 النّحل {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا} قال هي امرأة خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته). [تغليق التعليق: 4/237]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عيينة عن صدقة أنكاثاً هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته
أي: قال سفيان بن عيينة عن صدقة، قال الكرماني: صدقة هذا هو ابن الفضل المروزي، ورد عليه بأن صدقة بن الفضل المروزي شيخ البخاريّ يروى عن سفيان بن عيينة، وههنا يروي سفيان عن صدقة، والدّليل على عدم صحة قوله: إن صدقة هذا روى عن السّديّ وصدقة بن الفضل المروزي ما أدرك السّديّ ولا أصحاب السّديّ، وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي عمر العدني والطبري من طريق الحميدي، كلاهما عن ابن عيينة عن صدقة عن السّديّ قال: كانت بمكّة امرأة تسمى خرقاء، فذكر مثل ما ذكره البخاريّ، والظّاهر أن صدقة هذا هو أبو الهذيل روى عن السدى قوله: (وروى عنه ابن عيينة) ، كذا ذكره البخاريّ في (تاريخه) . قوله: (أنكاثاً) أشار به إلى قوله: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً} (النّحل: 92) ، قال الزّمخشريّ: أي: لا تكونوا في نقض الإيمان كالمرأة الّتي أنحت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته أنكاثاً، جمع نكث وهو ما ينكث قتله، وقال ابن الأثير، النكث نقض العهد، والاسم النكث بالكسر وهو الخيط الخلق من صوف أو شعر أو وبرسمي، به لأنّه ينقض ثمّ يعاد فتله، قوله: (هي خرقاء) ، الضّمير يرجع إلى تلك المرأة الّتي تسمى خرقاء، وذكرا (أنكاثاً) يدل عليه فلا يكون داخلا في الإضمار قبل الذّكر وكانت إذا أحكمت غزلها نقضته، فلذلك قيل: خرقاء، أي: حمقاء، وفي: (غرر التّبيان) أنّها كانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النّهار، ثمّ تأمرهن فينقضن ما غزلن جميعًا، فهذا كان دأبها، والمعنى: أنّها كانت لا تكف عن الغزل ولا تبقي ما غزلت، وروى الطّبريّ من طريق سعيد عن قتادة، قال: هو مثل ضربه الله تعالى لمن ينكث عهده، وقال مقاتل في تفسيره: هذه المرأة قرشية اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرّة وتلقب جعرانة لحمقها، وذكر السّهيلي: أنّها بنت سعد بن زيد مناة بن تيم بن مرّة، وقال الثّعلبيّ: كانت اتّخذت مغزلاً بقدر ذراع وسنارة مثل الإصبع وفلكة عظيمة على قدرهما تغزل الغزل من الصّوف والوبر والشعر وتأمر جواريها بذلك، وكن يغزلن إلى نصف النّهار، ثمّ تأمرهن بنقض جميع ذلك، فهذا كان دأبها). [عمدة القاري: 19/17]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة): سفيان مما وصله ابن أبي حاتم (عن صدقة) أبي الهذيل لا صدقة ابن الفضل المروزي أي عن السدي كما عند ابن أبي حاتم في قوله تعالى: ({أنكاثًا}) قال (هي) امرأة اسمها (خرقاء) كانت بمكة (كانت إذا أبرمت غزلها نفضته).
وفي تفسير مقاتل أن اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وعند البلاذري أنها والدة أسد بن عبد العزى بن قصي وأنها بنت سعد بن تميم بن مرّة عند غيره؛ وكان بها وسوسة وأنها اتخذت مغزلًا بقدر ذراع وصنارة مثل الأصبع وفلكة عظيمة على قدرهما، وفي غرر التبيان أنها كان تتغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار ثم تأمرهن بنقض ذلك كله، فهذا كان دأبها، والمعنى أنها لم تكف عن العمل ولا حين عملت كفت عن النقض فكذلك أنتم إذا نقضتم العهد لا كففتم عن العهد ولا حين عهدتم وفيتم به أنكاثًا نصب على الحال من غزلها أو مفعول ثان لنقضت فإنه بمعنى صيرت). [إرشاد الساري: 7/197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثًا، تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم، أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ، إنّما يبلوكم اللّه به، وليبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}.
يقول تعالى ذكره ناهيًا عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها، وآمرًا بوفاء العهود، وممثّلاً ناقض ذلك بناقضة غزلها من بعد إبرامه وناكثته من بعد إحكامه: ولا تكونوا أيّها النّاس في نقضكم أيمانكم بعد توكيدها وإعطائكم اللّه بالوفاء بذلك العهود والمواثيق {كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ} يعني: من بعد إبرامٍ.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: القوّة: ما غزل على طاقةٍ واحدةٍ ولم يثنّ.
وقيل: إنّ الّتي كانت تفعل ذلك امرأةٌ حمقاء معروفةٌ بمكّة
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني عبد اللّه بن كثيرٍ: {كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ} قال: " خرقاء كانت بمكّة تنقضه بعد ما تبرمه "
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، عن صدقة، عن السّدّيّ: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثًا تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم} قال: " هي خرقاء بمكّة كانت إذا أبرمت غزلها نقضته ".
وقال آخرون: إنّما هذا مثلٌ ضربه اللّه لمن نقض العهد، فشبّهه بامرأةٍ تفعل هذا الفعل، وقالوا في معنى نقضت غزلها من بعد قوّةٍ، نحوًا ممّا قلنا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثًا} فلو سمعتم بامرأةٍ نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه وهذا مثلٌ ضربه اللّه لمن نكث عهده "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ} قال: " غزلها: حبلها تنقضه بعد إبرامها إيّاه ولا تنتفع به بعد "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ} قال: " نقضت حبلها من بعد إبرام قوّةٍ ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثًا} قال: " هذا مثلٌ ضربه اللّه لمن نقض العهد الّذي يعطيه، ضرب اللّه هذا له مثلاً بمثل الّتي غزلت ثمّ نقضت غزلها، فقد أعطاهم ثمّ رجع، فنكث العهد الّذي أعطاهم "
وقوله: {أنكاثًا} يعني: أنقاضًا، وكلّ شيءٍ نقض بعد الفتل فهو أنكاثٌ، واحدها: نكثٌ حبلاً كان ذلك أو غزلاً، يقال منه: نكث فلانٌ هذا الحبل فهو ينكثه نكثًا، والحبل منتكثٌ: إذا انتقضت قواه وإنّما عني به في هذا الموضع نكث العهد والعقد
وقوله: {تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} يقول تعالى ذكره: تجعلون أيمانكم الّتي تحلفون بها على أنّكم موفون بالعهد لمن عاقدتموه {دخلا بينكم} يقول: خديعةً وغرورًا ليطمئنّوا إليكم، وأنتم مضمرون لهم الغدر، وترك الوفاء بالعهد، والنّقلة عنهم إلى غيرهم، من أجل أنّ غيرهم أكثر عددًا منهم.
والدّخل في كلام العرب: كلّ أمرٍ لم يكن صحيحًا، يقال منه: أنا أعلم دخل فلانٍ ودخلله وداخلة أمره ودخلته ودخيلته.
وأمّا قوله: {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} فإنّ قوله أربى: أفعل من الرّبا، يقال: هذا أربى من هذا وأربأ منه، إذا كان أكثر منه، ومنه قول الشّاعر:
وأسمر خطّيٍّ كأنّ كعوبه = نوى القسب قد أربى ذراعًا على العشر
وإنّما يقال: أربى فلانٌ من هذا وذلك للزّيادة الّتي يزيدها على غريمه على رأس ماله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} يقول: أكثر "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} يقول: ناسٌ أكثر من ناسٍ "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} قال: " كانوا يحالفون الحلفاء، فيجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون هؤلاء الّذين هم أعزّ منهم، فنهوا عن ذلك ".
- حدّثنا المثنّى قال: أخبرنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- وحدّثني القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم} يقول: خيانةً وغدرًا بينكم {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} أن يكون قومٌ أعزّ وأكثر من قومٍ "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {دخلاً بينكم} قال: " خيانةً بينكم "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: " {تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم} يغرّ بها، يعطيه العهد يؤمّنه وينزله من مأمنه، فتزلّ قدمه وهو في مأمنٍ، ثمّ يغرّ يريد الغدر، قال: فأوّل بدوّ هذا قومٌ كانوا حلفاء لقومٍ تحالفوا وأعطى بعضهم بعضًا العهد، فجاءهم قومٌ قالوا: نحن أكثر وأعزّ وأمنع، فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا ففعلوا، وذلك قول اللّه تعالى: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم اللّه عليكم كفيلاً}. {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} هي أربى: أكثر من أجل أن كانوا هؤلاء أكثر من أولئك نقضتم العهد فيما بينكم وبين هؤلاء، فكان هذا في هذا، وكان الأمر الآخر في الّذي يعاهده فينزله من حصنه ثمّ ينكث عليه، الآية الأولى في هؤلاء القوم وهي مبدؤه، والأخرى في هذا "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: " {أن تكون أمّةٌ هي أربى من أمّةٍ} يقول: أكثر، يقول: فعليكم بوفاء العهد "
وقوله: {إنّما يبلوكم اللّه به} يقول تعالى ذكره: إنّما يختبركم اللّه بأمره إيّاكم بالوفاء بعهد اللّه إذا عاهدتم، ليتبيّن المطيع منكم المنتهى إلى أمره ونهيه من العاصي له المخالف أمره ونهيه. {وليبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}. يقول تعالى ذكره: وليبيّننّ لكم أيّها النّاس ربّكم يوم القيامة إذا وردتم عليه بمجازاة كلّ فريقٍ منكم على عمله في الدّنيا، المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته، {ما كنتم فيه تختلفون} والّذي كانوا فيه يختلفون في الدّنيا أنّ المؤمن باللّه كان يقرّ بوحدانيّة اللّه ونبوّة نبيّه، ويصدّق بما ابتعث به أنبياءه، وكان يكذّب بذلك كلّه الكافر، فذلك كان اختلافهم في الدّنيا الّذي وعد اللّه تعالى ذكره عباده أن يبيّنه لهم عند ورودهم عليه بما وصفنا من البيان). [جامع البيان: 14/341-347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 92 - 96
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص قال: كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} الآية). [الدر المنثور: 9/105-106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: يا عطاء ألا أريك امرأة من أهل الجنة فأراني حبشية صفراء فقال: هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن بي هذه الموتة - يعني الجنون - فادع الله أن يعافيني، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت دعوت الله فعافاك وإن شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة فاختارت الصبر والجنة قال: وهذه المجنونة سعيدة الأسدية وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} الآية). [الدر المنثور: 9/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: خرقاء كانت بمكة تنقضه بعدما تبرمه). [الدر المنثور: 9/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: كانت امرأة بمكة كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها تنقضه). [الدر المنثور: 9/106-107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: نقضت حبلها بعد إبرامها إياه). [الدر المنثور: 9/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية: لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه، وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده، وفي قوله: {تتخذون أيمانكم دخلا بينكم} قال: خيانة وغدرا). [الدر المنثور: 9/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أن تكون أمة هي أربى من أمة} قال: ناس أكثر من ناس). [الدر المنثور: 9/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أن تكون أمة هي أربى من أمة} قال: كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك). [الدر المنثور: 9/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال: ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعني بعد ما أبرمته {تتخذون أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم} يعني بين أهل العهد يعني مكرا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني أكثر {إنما يبلوكم الله به} يعني بالكثرة {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (92) ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} يعني المسلمة والمشركة {أمة واحدة} يعني ملة الإسلام وحدها {ولكن يضل من يشاء} يعني عن دينه وهم المشركون {ويهدي من يشاء} يعني المسلمين {ولتسألن} يوم القيامة {عما كنتم تعملون} ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال: {ولا تتخذوا أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} يقول: إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني العقوبة {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} يعني عرضا من الدنيا يسيرا {إنما عند الله} يعني الثواب {هو خير لكم} يعني أفضل لكم من العاجل {ما عندكم ينفد} يعني ما عندكم من الأموال يفنى {وما عند الله باق} يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين {الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم). [الدر المنثور: 9/107-109]
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شاء اللّه لجعلكم أمّةً واحدةً، ولكن يضلّ من يشاء، ويهدي من يشاء، ولتسألنّ عمّا كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: ولو شاء ربّكم أيّها النّاس للطف بكم بتوفيةٍ من عنده، فصرتم جميعًا جماعةً واحدةً وأهل ملّةٍ واحدةٍ لا تختلفون ولا تفترقون، ولكنّه تعالى ذكره خالف بينكم فجعلكم أهل مللٍ شتّى، بأن وفّق هؤلاء للإيمان به والعمل بطاعته فكانوا مؤمنين، وخذل هؤلاء فحرمهم توفيقه فكانوا كافرين، وليسألنّكم اللّه جميعًا يوم القيامة عمّا كنتم تعملون في الدّنيا فيما أمركم ونهاكم، ثمّ ليجازينّكم جزاء المطيع منكم بطاعته، والعاصي له بمعصيته). [جامع البيان: 14/347-348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال: ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعني بعد ما أبرمته {تتخذون أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم} يعني بين أهل العهد يعني مكرا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني أكثر {إنما يبلوكم الله به} يعني بالكثرة {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (92) ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} يعني المسلمة والمشركة {أمة واحدة} يعني ملة الإسلام وحدها {ولكن يضل من يشاء} يعني عن دينه وهم المشركون {ويهدي من يشاء} يعني المسلمين {ولتسألن} يوم القيامة {عما كنتم تعملون} ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال: {ولا تتخذوا أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} يقول: إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني العقوبة {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} يعني عرضا من الدنيا يسيرا {إنما عند الله} يعني الثواب {هو خير لكم} يعني أفضل لكم من العاجل {ما عندكم ينفد} يعني ما عندكم من الأموال يفنى {وما عند الله باق} يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين {الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم). [الدر المنثور: 9/107-109] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تتّخذوا أيمانكم دخلاً بينكم فتزلّ قدمٌ بعد ثبوتها وتذوقوا السّوء بما صددتم عن سبيل اللّه، ولكم عذابٌ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولا تتّخذوا أيمانكم بينكم دخلاً وخديعةً بينكم، تغرّون بها النّاس {فتزلّ قدمٌ بعد ثبوتها} يقول: فتهلكوا بعد أن كنتم من الهلاك آمنين وإنّما هذا مثلٌ لكلّ مبتلًى بعد عافيةٍ، أو ساقطٍ في ورطةٍ بعد سلامةٍ، وما أشبه ذلك: " زلّت قدمه "، كما قال الشّاعر:
سيمنع منك السّبق إن كنت سابقًا = وتلطع إن زلّت بك النّعلان
وقوله: {وتذوقوا السّوء} يقول: وتذوقوا أنتم السّوء، وذلك السّوء هو عذاب اللّه الّذي يعذّب به أهل معاصيه في الدّنيا، وذلك بعض ما عذّب به أهل الكفر. {بما صددتم عن سبيل اللّه} يقول: بما فتنتم من أراد الإيمان باللّه ورسوله عن الإيمان. {ولكم عذابٌ عظيمٌ} في الآخرة، وذلك نار جهنّم
وهذه الآية تدلّ على أنّ تأويل بريدة الّذي ذكرنا عنه في قوله: {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم} والآيات الّتي بعدها، أنّه عني بذلك: الّذين بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على الإسلام، عن مفارقة الإسلام لقلّة أهله، وكثرة أهل الشّرك هو الصّواب، دون الّذي قال مجاهدٌ أنّهم عنوا به، لأنّه ليس في انتقال قومٍ بحلف عن حلفائهم إلى آخرين غيرهم صدٌّ عن سبيل اللّه، ولا ضلالٌ عن الهدى، وقد وصف تعالى ذكره في هذه الآية فاعلي ذلك أنّهم باتّخاذهم الأيمان دخلاً بينهم ونقضهم الأيمان بعد توكيدها، صادّون عن سبيل اللّه، وأنّهم أهل ضلالٍ في الّتي قبلها، وهذه صفة أهل الكفر باللّه، لا صفة أهل النّقلة بالحلف عن قومٍ إلى قومٍ). [جامع البيان: 14/348-349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال: ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعني بعد ما أبرمته {تتخذون أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم} يعني بين أهل العهد يعني مكرا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني أكثر {إنما يبلوكم الله به} يعني بالكثرة {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (92) ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} يعني المسلمة والمشركة {أمة واحدة} يعني ملة الإسلام وحدها {ولكن يضل من يشاء} يعني عن دينه وهم المشركون {ويهدي من يشاء} يعني المسلمين {ولتسألن} يوم القيامة {عما كنتم تعملون} ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال: {ولا تتخذوا أيمانكم} يعني العهد {دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} يقول: إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني العقوبة {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} يعني عرضا من الدنيا يسيرا {إنما عند الله} يعني الثواب {هو خير لكم} يعني أفضل لكم من العاجل {ما عندكم ينفد} يعني ما عندكم من الأموال يفنى {وما عند الله باق} يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين {الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم). [الدر المنثور: 9/107-109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال: إياكم وأرأيت فإنما هلك من كان قبلكم بأرأيت ولا تقيسوا الشيء بالشيء {فتزل قدم بعد ثبوتها} وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل: لا أعلم فإنه ثلث العلم). [الدر المنثور: 9/109]