تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (96) إلى فرعون وملئه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ}.
يقول عزّ وجلّ: ولقد أرسلنا موسى بأدلّتنا على توحيدنا، وحجّةٍ تبيّن لمن عاينها، وتأمّلها بقلبٍ صحيحٍ، أنّها تدلّ على توحيد اللّه، وكذب كلّ من ادّعى الرّبوبيّة دونه، وبطول قول من أشرك معه في الألوهة غيره). [جامع البيان: 12/561]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولقد أرسلنا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ أرسل قال بعث.
قوله تعالى: بآياتنا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بآياتنا قال: بالبينات.
قوله تعالى: وسلطانٍ مبينٍ
- حدّثنا أبي، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كلّ سلطانٍ في القرآن حجّةٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: وسلطانٍ مبينٍ: سلطانٍ من اللّه وعذرٍ مبينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2079-2080]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إلى فرعون وملئه} يعني إلى أشراف جنده وتبّاعه. {فاتّبعوا أمر فرعون} يقول: فكذّب فرعون وملؤه موسى، وجحدوا وحدانيّة اللّه، وأبوا قبول ما أتاهم به موسى من عند اللّه، واتّبع ملأ فرعون أمره دون أمر اللّه، وأطاعوه في تكذيب موسى وردّ ما جاءهم به من عند اللّه عليه يقول تعالى ذكره: {وما أمر فرعون برشيدٍ} يعني: أنّه لا يرشد أمر فرعون من قبله منه، في تكذيب موسى، إلى خيرٍ، ولا يهديه إلى صلاحٍ، بل يورده نار جهنّم). [جامع البيان: 12/561]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إلى فرعون وملئه فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود (98)
قوله تعالى: إلى فرعون وملائه
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن المنكدر قال: عاش فرعون ثلاثمائة سنةٍ فيها مائتان وعشرون سنةً لم ير فيها يقذي عينه، ودعاه موسى ثمانين سنةً.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، ثنا أبو أسامة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: كان فرعون فارسيًّا من أهل اصطخر.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى المصريّ، ثنا ابن وهبٍ أخبرني ابن لهيعة أنّ فرعون كان من أبناء مصر.
قوله تعالى: فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيدٍ
بياضٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2080]
تفسير قوله تعالى: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة قال فرعون يقدم قومه يوم القيامة يقول يمضي بين أيديهم حتى يهجم بهم على النار). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عمن سمع ابن عباس يقول فأوردهم النار قال الورد الدخول). [تفسير عبد الرزاق: 1/313]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس الورود الدخول وقال نافع لا قال فقرأ ابن عباس {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} أورد هؤلاء أم لا وقرأ {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أورد هؤلاء أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا وما أرى الله مخرجك منها لتكذيبك قال فضحك نافع فقال ابن عباس ففيم الضحك إذا). [تفسير عبد الرزاق: 2/11] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود}.
يقول تعالى ذكره: يقدم فرعون قومه يوم القيامة يقودهم، فيمضي بهم إلى النّار حتّى يوردهموها، ويصليهم سعيرها. {وبئس الورد} يقول: وبئس الورد الّذي يردونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {يقدم قومه يوم القيامة} قال: فرعون يقدم قومه يوم القيامة؛ يمضي بين أيديهم حتّى يهجم بهم على النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: يقود قومه فأوردهم النّار.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال. ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ قوله: {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: أضلّهم فأوردهم النّار.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال. أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عمّن سمع ابن عبّاسٍ يقول في قوله: {فأوردهم النّار} قال: الورد: الدّخول.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فأوردهم النّار} كان ابن عبّاسٍ يقول: الورد في القرآن أربعة أورادٍ: في هود قوله: {وبئس الورد المورود} وفي مريم: {وإن منكم إلاّ واردها} وورد في الأنبياء: {حصب جهنّم أنتم لها واردون} وورد في مريم أيضًا: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} كان ابن عبّاسٍ يقول: كلّ هذا الدّخول، واللّه ليردنّ جهنّم كلّ برٍّ وفاجرٍ. {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}). [جامع البيان: 12/561-563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يقدم قومه يوم القيامة
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: يقدم قومه يوم القيامة يقول: يقود قومه يوم القيامة.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة يقدم قومه يوم القيامة يمضي بين أيديهم يحم بهم على النّار.
قوله تعالى: فأوردهم النّار
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا ابن عيينة، عن عمر بن دينارٍ، عمّن سمع ابن عبّاسٍ يقول في قول اللّه: فأوردهم النّار قال: الورد الدّخول.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن مرزوق بن أبي سلامة قال نافع بن الأزرق لابن عبّاسٍ يا ابن عبّاسٍ ما الورود قال: الدّخول قال إنّما الورود: الوقوف على شفيرها قال: فقال ابن عبّاسٍ واللّه لأردنّها ولتردنّها وإنّي لأرجوا أن أكون من الّذين قال اللّه: ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا وتكون أنت من الّذين قال اللّه تعالى: ونذر الظّالمين فيها جثيًّا قال: وكذلك كان يقرأها ويحك يا نافع بن الأزرق أما تقرأ كتاب اللّه وما أمر فرعون برشيدٍ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار أفتراه ويحك إنّما أقامهم على شفيرها واللّه تعالى يقول: ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب
قوله تعالى: وبئس الورد المورود
- أخبرنا أحمد بن الأزهر أبو الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك، أمّا قوله: وبئس الورد المورود فإنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: المورد في القرآن أربعة أورادٍ وإن منكم إلا واردها). [تفسير القرآن العظيم: 6/2080-2081]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 98 - 99.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} يقول: أضلهم فأوردهم النار). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} قال: فرعون يمضي بين يدي قومه حتى يهجم بهم على النار). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فأوردهم النار} قال الورود الدخول). [الدر المنثور: 8/134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الورود في القرآن أربعة، في هود {وبئس الورد المورود} وفي مريم (وإن منكم إلا واردها) (مريم الآية 71) وفيها أيضا (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) (مريم الآية 86) وفي الأنبياء (حصب جهنم أنتم لها واردون) (الأنبياء الآية 98) قال: كل هذا الدخول). [الدر المنثور: 8/135]
تفسير قوله تعالى: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ويوم القيمة بئس الرفد المرفود قال لعنة في الدنيا وزيدوا فيها لعنة في الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 1/312]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الرّفد المرفود} [هود: 99] : " العون المعين، رفدته: أعنته "). [صحيح البخاري: 6/74] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الرفد المرفود العون المعين رفدته أعنته كذا وقع فيه وقال أبو عبيدة الرفد المرفود العون المعين يقال رفدته عند الأمير أي أعنته قال الكرماني وقع في النّسخة الّتي عندنا العون المعين والّذي يدل عليه التّفسير المعان فأما أن يكون الفاعل بمعنى المفعول أو المعنى ذو إعانة). [فتح الباري: 8/354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الرّفد المرفود العون المعين رفدته أعنته
أشار به إلى قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} (هود: 99) وفسّر الرفد المرفود بقوله: العون المعين، أي: بئس العون المعان، كذا فسره الزّمخشريّ، وكذا وقع في بعض النّسخ، والمشهور بلفظ المعين على لفظ إسم الفاعل، ووجهه أن يقال: الفاعل بمعنى المفعول، أو يقال: معناه بذي عون. قوله: (رفدته أعنته) أشار به إلى أن معنى الرفد العون، يقال: رفدت فلانا، أي: أعنته، وقال مجاهد: رفدوا يوم القيامة بلعنة أخرى). [عمدة القاري: 18/296]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الرفد المرفود}) [هود: 99] قال أبو عبيدة (العون المعين) بضم الميم وكسر العين فسر المرفود بالمعين. قال في المصابيح وفيه نظر، وقال البرماوي: والوجه المعان، ثم وجهه كالكرماني بأن يكون الفاعل فيه بمعنى المفعول أو يكون من باب ذي كذا أي عون ذي إعانة وفي نسخة المعان بالألف بدل المعين (رفدته) أي (أعنته) ). [إرشاد الساري: 7/172]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}.
يقول اللّه تعالى ذكره: وأتبعهم اللّه في هذه، يعني في هذه الدّنيا مع العذاب الّذي عجّله لهم فيها من الغرق في البحر، لعنته. {ويوم القيامة} يقول: وفي يوم القيامة أيضًا يلعنون لعنةً أخرى.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: لعنةً أخرى.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: زيدوا بلعنته لعنةً أخرى، فتلك لعنتان.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} اللّعنة في أثر اللّعنة.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة} قال: زيدوا لعنةً أخرى، فتلك لعنتان.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في هذه} قال: في الدّنيا {ويوم القيامة} أردفوا بلعنةٍ أخرى زيدوها، فتلك لعنتان.
وقوله: {بئس الرّفد المرفود} يقول: بئس العون المعان، اللّعنة المزيدة فيها أخرى منها.
وأصل الرّفد: العون، يقال منه: رفد فلانٌ فلانًا عند الأمير يرفده رفدًا بكسر الرّاء، وإذا فتحت، فهو السّقي في القدح العظيم، والرّفد: القدح الضّخم، ومنه قول الأعشى:
ربّ رفدٍ هرقته ذلك اليو = م وأسرى من معشرٍ أقتال
ويقال: رفد فلانٌ حائطه، وذلك إذا أسنده بخشبةٍ لئلاّ يسقط. والرّفد بفتح الرّاء المصدر، يقال منه: رفده يرفده رفدًا. والرّفد: اسم الشّيء الّذي يعطاه الإنسان وهو المرفد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بئس الرّفد المرفود} قال: لعنة الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {بئس الرّفد المرفود} قال: لعنهم اللّه في الدّنيا، وزيد لهم فيها اللّعنة في الآخرة.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} قال: لعنةٌ في الدّنيا، وزيدوا فيها لعنةً في الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} يقول: ترادفت عليهم اللّعنتان من اللّه لعنةٌ في الدّنيا، ولعنةٌ في الآخرة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: أصابتهم لعنتان في الدّنيا، رفدت إحداهما الأخرى، وهو قوله: {ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}). [جامع البيان: 12/563-566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود (99)
قوله تعالى: وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة: زيدوا بلعنةٍ أخرى فتلك لعنتان.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة قال: لم يبعث نبيّ بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة ترفد لعنة اللّه أخرى في النّار
قوله تعالى: الرّفد المرفود
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: بئس الرّفد المرفود يقول: لعنة الدّنيا والآخرة.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة بئس الرّفد المرفود يقول: ترادفت عليه لعنتان من اللّه لعنة الدنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2081]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان {بئس الرفد المرفود} اللعنة في أثر اللعنة). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {بئس الرفد المرفود} قال: لعنة الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة يزيد لعنة أخرى في النار). [الدر المنثور: 8/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {بئس الرفد المرفود} قال: بئس اللعنة بعد اللعنة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
لا تقدمن بركن لا كفاء له * وإنما تفك الأعداء بالرفد). [الدر المنثور: 8/135-136]