جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {إذا الشمس كورت}؛ قال: ذهب وضوؤها، {وإذا النجوم انكدرت}؛ قال: تناثرت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {إذا الشمس كورت} قال: دُهورت.
وقال الكلبي: ذهب ضوؤها). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ فقالَ بَعْضُهم: معنَى ذلكَ: إذَا الشمسُ ذَهَبَ ضوءُها.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ قالَ: سِتُّ آياتٍ قبلَ يومِ القيامَةِ: بَيْنَا الناسُ في أَسْوَاقِهِم إذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هُمْ كذلكَ إذْ تَنَاثَرَت النجومُ، فبينَما هم كذلكَ إذْ وَقَعَت الجبالُ على وجهِ الأرضِ، فتَحَرَّكَتْ واضْطَرَبَتْ واحْتَرَقَتْ، وفَزِعَت الجِنُّ إلى الإنْسِ، والإنسُ إلى الجِنِّ، واخْتَلَطَت الدَّوابُّ والطيرُ والوَحْشُ، وماجُوا بعضُهم في بعضٍ. {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: اخْتَلَطَتْ.
{وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: أهْمَلَها أهلُها.
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قالَ: قالَت الجِنُّ للإنْسِ: نحنُ نَأْتِيكُم بالخَبَرِ. قالَ: فانْطَلَقُوا إلى البِحَارِ، فإِذَا هيَ نارٌ تَأَجَّجُ. قالَ: فبينَما هم كذلكَ إذْ تَصَدَّعَت الأرضُ صَدْعَةً واحِدَةً إلى الأرضِ السابِعَةِ السُّفْلَى، وإلى السماءِ السابِعَةِ العُلْيا. قالَ: فبينَما هم كذلكَ إذْ جَاءَتْهُم الريحُ فأماتَتْهُم.
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، يقولُ: أَظْلَمَتْ.
- حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، يعني: ذَهَبَتْ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ موسَى قالَ: أَخْبَرَنَا إسرائِيلُ، عنْ أَبِي يَحْيَى، عنْ مُجَاهِدٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: اضْمَحَلَّتْ وَذَهَبَتْ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ وابنُ المُثَنَّى، قالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ قَتَادَةَ في هَذِهِ الآيَةِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: ذَهَبَ ضَوْءُها فلا ضَوْءَ لَهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا يعقوبُ القُمِّيُّ، عنْ جَعْفَرٍ، عنْ سعيدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: غُوِّرَتْ، وهيَ بالفارِسِيَّةِ، كور تكور.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}: أمَّا تكويرُ الشَّمْسِ فَذِهَابُها.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ يَمَانٍ، عنْ أشْعَثَ، عنْ جَعْفَرٍ، عنْ سعيدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: كور بالفارسِيَّةِ.
وقالَ آخَرُونَ: معنى ذلكَ: رُمِيَ بِهَا.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا عَثَّامُ بنُ عَلِيٍّ قالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بنُ أبي خَالِدٍ، عنْ أبي صَالِحٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} قالَ: نُكِّسَتْ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عبد الرحمنِ المَسْرُوقِيُّ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ قالَ: ثَنَا إسماعيلُ، عنْ أبي صالِحٍ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا بَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قالَ: سَمِعْتُ إسماعيلَ، سَمِعَ أبا صالِحٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: أُلْقِيَتْ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبِيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عنْ رَبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: رُمِيَ بِهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ، مِثلَهُ.
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ عندَنا أنْ يُقالَ: {كُوِّرَتْ} كما قالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ. والتكويرُ في كلامِ العرَبِ: جَمْعُ بعْضِ الشيءِ إلى بعضٍ، وذلكَ كتكويرِ العِمَامَةِ، وهوَ لَفُّها على الرأْسِ، وكتكويرِ الكَارَةِ، وهيَ جمعُ الثيابِ بَعْضِها إلى بعضٍ، وَلَفُّها.
وكذلكَ قولُهُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إنَّما معناهُ: جَمْعُ بعضِها إلى بعضٍ، ثمَّ لُفَّتْ فَرُمِيَ بها، وإذا فُعِلَ ذلكَ بها ذَهَبَ ضوءُها.
فعَلَى التأويلِ الذي تَأَوَّلْنَاهُ وَبَيَّنَّاهُ لِكِلا القوليْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُ عنْ أهلِ التأويلِ وَجْهٌ صحيحٌ؛ وذلكَ أنَّها إِذَا كُوِّرَتْ ورُمِيَ بها ذَهَبَ ضَوْءُها). [جامع البيان: 24/ 128-131]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن: {إذا الشمس كورت}؛ يقول: تكور حتى يذهب ضوؤها فلا يبقى لها ضوء).[تفسير مجاهد: 2/ 732]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: أَظْلَمَتْ). [الدر المنثور: 15/ 257] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ مِن طريقِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: أُغوِرتْ). [الدر المنثور: 15/ 258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: هي بالفَارِسِيَّةِ (كور) ). [الدر المنثور: 15/ 258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: {كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: غُوِّرَتْ. قَالَ يعقوبُ: وهي بالفارسِيَّةِ كور سود). [الدر المنثور: 15/ 258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والدَّيْلَمِيُّ, عن أبي مَرْيَمَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: «كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ» ). [الدر المنثور: 15/ 259] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظََمةِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ يَوْمَ القيامةِ في البَحْرِ, ويَبْعثُ اللَّهُ رِيحاً دَبُورا فتَنْفُخُه حَتَّى يَرْجِعَ نَاراً). [الدر المنثور: 15/ 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البخاريُّ عن أبي هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- قَالَ: «الشَّمْسُ والقمرُ يُكَوَّرَانِ يَوْمَ القيامةِ». زَادَ البزَّارُ في مُسْندِه: «فِي النَّارِ» ). [الدر المنثور: 15/ 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: سِتُّ آياتٍ من هذه السورةِ في الدُّنيا والناسُ يَنظُرونَ إليهِ، وستٌّ في الآخرةِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، إلى {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}. هذه في الدنيا والناسُ يَنْظُرونَ إليه, {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، إِلَى: {وإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} هذه في الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن أبي صالِحٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: نُكِّسَتْ). [الدر المنثور: 15/ 260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: اضْمَحَلَّتْ). [الدر المنثور: 15/ 260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الضحَّاكِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا). [الدر المنثور: 15/ 260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({انكدرت}: «انتثرت»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {انكَدَرَتْ}: انتَثَرَتْ، قَالَ الفَرَّاءُ في قَولِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} يُريدُ انتَثَرتْ وقَعَتْ في وَجهِ الأَرْضِ. وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ في قَولِهِ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ). [فتح الباري: 8/ 693-694]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {انْكَدَرَتْ}: انْتَثَرَتْ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: انْتَثَرَتْ، أَيْ: تَنَاثَرَتْ وَتَسَاقَطَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، يُقَالُ: انْكَدَرَ الطَّائِرُ أَيْ: سَقَطَ عَنْ عُشِّهِ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَغَيَّرَتْ). [عمدة القاري: 19/ 280]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {انْكَدَرَتْ}؛ انْتَثَرَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَسَقَطَتْ على الأرْضِ). [إرشاد الساري: 7 / 412]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ قالَ: سِتُّ آياتٍ قبلَ يومِ القيامَةِ: بَيْنَا الناسُ في أَسْوَاقِهِم إذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هُمْ كذلكَ إذْ تَنَاثَرَت النجومُ، فبينَما هم كذلكَ إذْ وَقَعَت الجبالُ على وجهِ الأرضِ، فتَحَرَّكَتْ واضْطَرَبَتْ واحْتَرَقَتْ، وفَزِعَت الجِنُّ إلى الإنْسِ، والإنسُ إلى الجِنِّ، واخْتَلَطَت الدَّوابُّ والطيرُ والوَحْشُ، وماجُوا بعضُهم في بعضٍ). [جامع البيان: 24/ 128-129] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، يقولُ: وإِذَا النجومُ تَنَاثَرَتْ مِن السماءِ فتَسَاقَطَتْ. وأصلُ الانْكِدَارِ: الانْصِبابُ، كما قالَ العَجَّاجُ:
أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ
يعني بقولِهِ: انْكَدَرَ، انْصَبَّ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قالَ: تَنَاثَرَتْ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ، مثلَهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ قالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: أخْبَرَنَا إِسْرائيلُ، عن أبي يحيى، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قالَ: تَنَاثَرَتْ.
- حَدَّثَنِي موسَى بنِ عبدِ الرحمنِ المَسْرُوقِيُّ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ قالَ: ثَنَا إسماعيلُ، عنْ أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قالَ: انْتَثَرَتْ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قالَ: تَسَاقَطَتْ وَتَهَافَتَتْ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قالَ: رُمِيَ بها مِن السماءِ إلى الأرضِ.
وقالَ آخَرُونَ: {انْكَدَرَتْ}: تَغَيَّرَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، يقولُ: تَغَيَّرَتْ). [جامع البيان: 24/ 132-133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: أَظْلَمَتْ، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تغَيَّرتْ). [الدر المنثور: 15/ 257-258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والدَّيْلَمِيُّ, عن أبي مَرْيَمَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: «كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ»، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: «انْكَدَرَتْ فِي جَهَنَّمَ، وكُلُّ مَن عُبِدَ مِن دُونِ اللَّهِ فهو في جَهَنَّمَ إلاَّ مَا كَانَ مِنْ عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ وأُمِّه ولَوْ رَضِيَا أَنْ يُعْبَدَا لَدَخَلاهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الضحَّاكِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ). [الدر المنثور: 15/ 260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ يقولُ: وإِذَا الجبالُ سَيَّرَهَا اللَّهُ، فكانَتْ سَرَاباً وهَباءً مُنْبَثًّا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ قالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عنْ أبي يَحْيَى، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}، قالَ: ذَهَبَتْ). [جامع البيان: 24/ 133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَتْ). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني الليث قال: كان بعض من مضى يقول في قول الله: {وإذا العشار عطلت}، {العشار}: اللقاح عطلت). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 157]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وإذا العشار عطلت}؛ قال: عشار الإبل سيبت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا شريكٌ، عن عبيد بن مسروقٍ، عن منذرٍ الثّوريّ عن ربيع بن خثيمٍ {وإذا العشار عطّلت} قال: تخلّى منها أهلها فلم تحلب ولم تصرّ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 467-468]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ قالَ: سِتُّ آياتٍ قبلَ يومِ القيامَةِ: بَيْنَا الناسُ في أَسْوَاقِهِم إذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هُمْ كذلكَ إذْ تَنَاثَرَت النجومُ، فبينَما هم كذلكَ إذْ وَقَعَت الجبالُ على وجهِ الأرضِ، فتَحَرَّكَتْ واضْطَرَبَتْ واحْتَرَقَتْ، وفَزِعَت الجِنُّ إلى الإنْسِ، والإنسُ إلى الجِنِّ، واخْتَلَطَت الدَّوابُّ والطيرُ والوَحْشُ، وماجُوا بعضُهم في بعضٍ. {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: اخْتَلَطَتْ. {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: أهْمَلَها أهلُها). [جامع البيان: 24/ 128-129] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ والعِشَارُ: جمعُ عُشَرَاءَ، وهيَ التي قدْ أَتَى عليها عَشَرَةُ أَشْهُرٍ مِنْ حَمْلِها. يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وإذا هَذِهِ الحوامِلُ التي يَتَنَافَسُ أَهْلُها فيها أُهْمِلَتْ فَتُرِكَتْ مِنْ شِدَّةِ الهَوْلِ النازِلِ بِهم، فكَيْفَ بِغَيْرِها؟!
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفَضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الرَّبيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أَبِي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: إِذَا أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أَبِي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: خَلا مِنها أَهْلُها، لمْ تُحْلَبْ ولمْ تُصَرَّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خَيْثَمٍ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: لَمْ تُحْلَبْ ولمْ تُصَرَّ، وَتَخَلَّى مِنها أَرْبَابُها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ قالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: أخْبَرَنا إسرائِيلُ، عنْ أبي يَحْيَى، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: سُيِّبَتْ تُرِكَتْ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قولِهِ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: عِشَارُ الإِبِلِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا هَوْذَةُ قالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عن الحَسَنِ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: سَيَّبَهَا أهلُها فلمْ تُصَرَّ ولم تُحْلَبْ، ولمْ يَكُنْ في الدُّنيا مالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنها.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: عِشَارُ الإِبِلِ سُيِّبَتْ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، يَقُولُ: لا رَاعِيَ لَهَا). [جامع البيان: 24/ 134-135]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وإذا العشار عطلت}؛ قال: العشار هي الإبل عطلها أربابها). [تفسير مجاهد: 2/ 732]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَتْ، {وإِذَا العِشَارُ} عِشَارُ الإبِلِ، {عُطِّلَتْ}: لا رَاعِيَ لَهَا). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: سِتُّ آياتٍ قَبْلَ يَوْمِ القيامَةِ؛ بينَما الناسُ في أسواقِهم إذْ ذَهَب ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هم كذلك إِذْ وَقعَتِ الجبالُ على وجْهِ الأرضِ، فتحرَّكَتْ واضْطَربتْ واخْتلَطَتْ, ففَزِعَتِ الجنُّ إلى الإنسِ والإنسُ إلى الجنِّ، واختلَطَتِ الدوابُّ والطيرُ والوحشُ, فماجوا بَعْضُهم في بَعْضٍ: {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: اخْتَلَطَتْ، {وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}: أَهْمَلَها أَهْلُها، {وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ الجنُّ للإنسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُم بالخَبرِ. فانْطَلَقُوا إلى البحرِ فإِذَا هِي نَارٌ تَأَجَّجُ، فبينَما هم كذلك إِذِ انْصَدَعَتِ الأرضُ صَدْعةً واحدةً إلى الأرضِ السابعةِ وإلى السماءِ السابعةِ، فبينَما هم كذلك إذْ جَاءَتْهُم رِيحٌ فأمَاتَتْهُم). [الدر المنثور: 15/ 259-260] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها, أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ, ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عِكْرِمَةَ: {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: هي الإبِلُ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ, {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ, وتَخَلَّى منها أهلُها). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ قالَ: سِتُّ آياتٍ قبلَ يومِ القيامَةِ: بَيْنَا الناسُ في أَسْوَاقِهِم إذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هُمْ كذلكَ إذْ تَنَاثَرَت النجومُ، فبينَما هم كذلكَ إذْ وَقَعَت الجبالُ على وجهِ الأرضِ، فتَحَرَّكَتْ واضْطَرَبَتْ واحْتَرَقَتْ، وفَزِعَت الجِنُّ إلى الإنْسِ، والإنسُ إلى الجِنِّ، واخْتَلَطَت الدَّوابُّ والطيرُ والوَحْشُ، وماجُوا بعضُهم في بعضٍ. {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: اخْتَلَطَتْ). [جامع البيان: 24/ 128-129] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، فقالَ بعضُهم: معنَى ذلكَ: مَاتَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ قالَ: ثَنَا عَبَّادُ بنُ العَوَّامِ قالَ: أَخْبَرْنَا حُصَيْنٌ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: حَشْرُ الْبَهَائِمِ مَوْتُهَا، وحَشْرُ كلِّ شَيْءٍ المَوْتُ، غيرَ الجِنِّ والإنْسِ؛ فإِنَّهُما يُوقَفَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عنْ الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: أتَى عليها أمْرُ اللَّهِ. قالَ سُفْيانُ: قالَ أَبِي: فذَكَرْتُهُ لعِكْرِمَةَ، فقالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: حَشْرُها مَوْتُها.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ، بنحوِهِ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ: وإِذَا الوحوشُ اخْتَلَطَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ قالَ: ثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوسى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الرَّبِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: اخْتَلَطَتْ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ: جُمِعَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، إنَّ هذهِ الخلائِقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيامَةِ، فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يَشاءُ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصَّوابِ قوْلُ مَن قالَ: معنَى حُشِرَتْ: جُمِعَتْ فَأُمِيتَتْ؛ لأنَّ المعروفَ في كلامِ العرَبِ مِنْ معنى الحَشْرِ: الجَمْعُ، ومِنهُ قوْلُ اللَّهِ: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً} يعني: مَجْمُوعَةً، وقولُهُ: {فَحَشَرَ فَنَادَى}؛ وإِنَّما يُحْمَلُ تأويلُ القرآنِ على الأغْلَبِ الظاهِرِ مِنْ تأوِيلِهِ، لا على الأَنْكَرِ المجهولِ). [جامع البيان: 24/ 135-137]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن الخليل الأصبهانيّ، ثنا موسى بن إسحاق الخطميّ، ثنا أبي، ثنا عبّاد بن العوّام، أنبأ حصينٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وإذا الوحوش حشرت}؛ قال: «حشر البهائم موتها وحشر كلّ شيءٍ الموت غير الجنّ والإنس» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: سِتُّ آياتٍ قَبْلَ يَوْمِ القيامَةِ؛ بينَما الناسُ في أسواقِهم إذْ ذَهَب ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هم كذلك إِذْ وَقعَتِ الجبالُ على وجْهِ الأرضِ، فتحرَّكَتْ واضْطَربتْ واخْتلَطَتْ, ففَزِعَتِ الجنُّ إلى الإنسِ والإنسُ إلى الجنِّ، واختلَطَتِ الدوابُّ والطيرُ والوحشُ, فماجوا بَعْضُهم في بَعْضٍ: {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: اخْتَلَطَتْ، {وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}: أَهْمَلَها أَهْلُها، {وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ الجنُّ للإنسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُم بالخَبرِ. فانْطَلَقُوا إلى البحرِ فإِذَا هِي نَارٌ تَأَجَّجُ، فبينَما هم كذلك إِذِ انْصَدَعَتِ الأرضُ صَدْعةً واحدةً إلى الأرضِ السابعةِ وإلى السماءِ السابعةِ، فبينَما هم كذلك إذْ جَاءَتْهُم رِيحٌ فأمَاتَتْهُم). [الدر المنثور: 15/ 259-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الضحَّاكِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ، {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُها: مَوْتُها). [الدر المنثور: 15/ 260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها، أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ، ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عِكْرِمَةَ: {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: هي الإبِلُ، {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُ البهائِمِ: مَوْتُها). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ, {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ, وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ مَنْصورٍ, وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ مِن طريقِ عِكْرِمَةَ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُ البهائمِ: مَوْتُها، وحَشْرُ كُلِّ شَيْءٍ: المَوْتُ, غيرَ الجنِّ والإنسِ، فإنَّهما يُوَافِيَانِ يومَ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, والخطيبُ في المُتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِهِ: {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: يُحْشَرُ كُلُّ شَيْءٍ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى إِنَّ الذُّبابَ لَيُحْشَرُ). [الدر المنثور: 15/ 263]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني أبو الهذيل عمران قال: سمعت وهبا يقول في قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}؛ قال: سجرت البحار نارا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الكلبي، في قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}؛ قال: ملئت ألا ترى أنه يقول البحر المسجور.
قال معمر، قال قتادة: غار ماؤها فذهب). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {وإذا البحار سجرت}؛ قال: أوقدت). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 66]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الحسن: {سجّرت}: «ذهب ماؤها فلا يبقى قطرةٌ» وقال مجاهدٌ: {المسجور} [الطور: 6] : «المملوء» وقال غيره: {سجرت} : " أفضى بعضها إلى بعضٍ، فصارت بحرًا واحدًا). [صحيح البخاري: 6/ 166-167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {سُجِّرَتْ}؛ يَذهَبُ مَاؤُهَا فلا يَبقَى قَطْرَةٌ تَقَدَّمَ في تَفْسِيرِ سُورَةِ الطُّورِ. وأَخرَجَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ سَعيدِ بنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ بهذا. قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: المَسجُورُ: المَمْلُوءُ تَقَدَّمَ في تَفْسِيرِ سُورَةِ الطُّورِ أيضًا.
قولُهُ: وقَالَ غَيرُهُ: {سُجِّرَتْ}: أَفضَى بَعضُها إلى بَعْضٍ فصَارَت بَحرًا واحدًا) هُو مَعْنَى قَولِ السُّدِّيِّ. أَخرَجَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِهِ بلفظِ: {وإذا البِحَارُ سُجِّرَتْ} أي: فُتِحَت وسُيِّرَتْ). [فتح الباري: 8/ 693]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الحسن: {سجرت}؛ يذهب ماؤها فلا يبقى منه قطرة
وقال مجاهد: المسجور: المملوء
أما قول الحسن فتقدم في الطّور
وأما قول مجاهد فتقدم في بدء الخلق أنه فسره بالموقد وكذا تقدم في تفسير سورة الطّور عنه أنه قال المسجور الموقد وإنّما فسره بالمملوء قتادة
قال إبراهيم الحربيّ في غريبه: ثنا أحمد بن نيزك، عن الخفاف، ثنا سعيد، عن قتادة، قال: المسجور: الممتلئ). [تغليق التعليق: 4/ 361]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ الحَسَنُ: { سُجِّرَتْ}: ذَهَبَ مَاؤُها فَلاَ تَبْقَى قَطْرَةٌ، وَقَالَ مُجاهِدٌ: المَسْجُورُ: المَمْلُوءُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُجِّرَتْ: أفْضَى بَعْضُها إلَى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا).
أَيْ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} وَتَفْسِيرُهُ ظَاهِرٌ، وَكَذَا قَالَهُ السُّدِّيُّ، وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عَطِيَّةَ، وَسُفْيَانُ وَوَهْبٌ: أُوقِدَتْ فَصَارَتْ نَارًا، قَوْلُهُ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْبَحْرُ الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ، وَهُوَ فِي سُورَةِ الطُّورِ ذَكَرَهُ اسْتِطْرَادًا، قَوْلُهُ: وَقَالَ غَيْرُهُ أَيْ: غَيْرُ مُجَاهِدٍ، وَالأَصْوَبُ أَنْ يُقَالَ: غَيْرُ الْحَسَنِ عَلَى مَا لاَ يَخْفَى. مَعْنَى سُجِّرَتْ أَفْضَى إِلَى آخِرِهِ، وَهُوَ قَوْلُ مُقَاتِلٍ وَالضَّحَّاكِ). [عمدة القاري: 19/ 280]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فيما وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ {سُجِّرَتْ} في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أَيْ: (ذَهَبَ) ولأَبِي ذَرٍّ: يَذْهَبُ (مَاؤُهَا فلا يَبْقَى) فيها (قَطْرَةٌ) ولأَبِي ذَرٍّ: فلا تَبْقَى؛ بالْفَوْقِيَّةِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُوقِدَتْ فَصَارَتْ نارًا تَضْطَرِمُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ: الْمَسْجُورُ: الْمَمْلُوءُ وَسَبَقَ بِسُورَةِ الطُّورِ. وَقَالَ غَيْرُهُ غَيْرُ مُجَاهِدٍ: {سُجِّرَتْ}: أَفْضَى، ولأَبِي ذَرٍّ: أُفْضِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الضَّادِ، بَعْضُهَا إلى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا واحِدًا وهو مَعْنَى قَوْلِ السُّدِّيِّ فيما أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: المسجور الملوء ذكره هنا مع أنه في سورة الطور لمناسبة سجرت لفظاً ليبين أن فعله من الأضداد). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 78]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحُرَيْثِ قالَ: ثَنَا الفضْلُ بنُ موسَى، عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ، عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ قالَ: سِتُّ آياتٍ قبلَ يومِ القيامَةِ: بَيْنَا الناسُ في أَسْوَاقِهِم إذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هُمْ كذلكَ إذْ تَنَاثَرَت النجومُ، فبينَما هم كذلكَ إذْ وَقَعَت الجبالُ على وجهِ الأرضِ، فتَحَرَّكَتْ واضْطَرَبَتْ واحْتَرَقَتْ، وفَزِعَت الجِنُّ إلى الإنْسِ، والإنسُ إلى الجِنِّ، واخْتَلَطَت الدَّوابُّ والطيرُ والوَحْشُ، وماجُوا بعضُهم في بعضٍ. {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}، قالَ: اخْتَلَطَتْ. {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}، قالَ: أهْمَلَها أهلُها. {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قالَ: قالَت الجِنُّ للإنْسِ: نحنُ نَأْتِيكُم بالخَبَرِ. قالَ: فانْطَلَقُوا إلى البِحَارِ، فإِذَا هيَ نارٌ تَأَجَّجُ. قالَ: فبينَما هم كذلكَ إذْ تَصَدَّعَت الأرضُ صَدْعَةً واحِدَةً إلى الأرضِ السابِعَةِ السُّفْلَى، وإلى السماءِ السابِعَةِ العُلْيا. قالَ: فبينَما هم كذلكَ إذْ جَاءَتْهُم الريحُ فأماتَتْهُم). [جامع البيان: 24/ 128-129]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنى ذلكَ؛ فقالَ بعضُهم: معنى ذلكَ: وإِذَا البحارُ اشْتَعَلَتْ ناراً وحَمِيَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ قالَ: ثَنَا الفَضْلُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا الحسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ، عن الرَّبِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أبِي العَالِيَةِ قالَ: ثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: قالَت الجنُّ للإنْسِ: نحنُ نَأْتِيكم بالخَبَرِ، فانْطَلِقُوا إلى البحارِ، فإذا هيَ تَأَجَّجُ نَاراً.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ دَاوُدَ، عنْ سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قالَ: قالَ عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لرَجُلٍ مِن اليهودِ: أينَ جَهَنَّمُ؟ فقالَ: البحرُ، فقالَ: ما أَرَاهُ إِلاَّ صادِقاً؛ {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِرَتْ مُخَفَّفَةً.
- حَدَّثَنِي حَوْثَرَةُ بنُ مُحَمَّدٍ المِنْقَرِيُّ قالَ: ثَنَا أبو أُسامَةَ قالَ: ثَنَا مُجالِدٌ قالَ: أخْبَرَنِي شيخٌ مِنْ بَجِيلَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: كَوَّرَ اللَّهُ الشمسَ والقَمَرَ والنجُومَ في البحْرِ، فيَبْعَثُ عليها رِيحاً دَبُوراً، فتَنْفُخُهُ حتَّى يَصِيرَ ناراً، فذلكَ قولُهُ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: إِنَّها تُوقَدُ يَوْمَ القِيَامَةِ، زَعَمُوا ذلكَ التَّسْجِيرَ في كلامِ العَرَبِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ، عنْ حَفْصِ بنِ حُمَيْدٍ، عنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ في قَوْلِهِ: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}، قالَ: بمنزِلَةِ التَّنُّورِ المَسْجُورِ، {وإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} مِثْلُهُ.
قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: أُوقِدَتْ.
وقالَ آخَرُونَ: معنَى ذلكَ: فَاضَتْ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عنْ رَبيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: فَاضَتْ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عنْ رَبيعٍ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الكَلْبِيِّ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: مُلِئَتْ، أَلا تَرَى أنَّهُ قالَ: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}.
- حُدِّثْتُ عن الحسيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، يقولُ: فُجِّرَتْ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ عُنِيَ بذلكَ أنَّهُ ذَهَبَ ماؤُها.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: ذهبَ مَاؤُها فلمْ يَبْقَ فيها قطرةٌ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الأعلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: غَارَ مَاؤُها فَذَهَبَ.
- حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ قالَ: ثَنَا المُعْتَمِرُ بنُ سُليمانَ، عنْ أبيهِ، عن الحَسَنِ في هذا الحَرْفِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: يَبِسَتْ.
- حَدَّثَنَا الحسينُ بنُ مُحَمَّدٍ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ قالَ: ثَنَا أبو رَجَاءٍ، عن الحسَنِ، بمثلِهِ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، قالَ: يَبَسَتْ.
وَأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصَّوابِ قولُ مَن قالَ: معنَى ذلكَ: مُلِئَتْ حتَّى فَاضَتْ فانْفَجَرَتْ وسَالَتْ، كما وَصَفَهَا اللَّهُ بهِ في المَوْضِعِ الآخَرِ فقالَ: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، والعربُ تقولُ للنهرِ أو للرَّكِيِّ المملوءِ: ماءٌ مَسْجُورٌ، ومِنهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ....... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا
ويعني بالمسجورةِ: المملوءةَ ماءً.
واخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ والكُوفَةِ: {سُجِّرَتْ} بتشديدِ الجِيمِ.
وقَرَأَ ذلكَ بعضُ قَرَأَةِ البَصْرَةِ: بتخفيفِ الجِيمِ.
والصوابُ مِن القوْلِ في ذلكَ أنَّهُما قِراءَتَانِ مَعْرُوفتانِ مُتَقَارِبَتَانِ المعنَى، فبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ القَارِئُ فمُصِيبٌ). [جامع البيان: 24/ 137-141]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا شيبان، عن جابر، عن عكرمة، في قوله: {وإذا البحار سجرت}؛ قال: أفيضت.
- ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، عن ابن عباس، قال: تسجر حتى تصير نارا). [تفسير مجاهد: 2/ 732-733]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان، عن جابر، عن مجاهد، قال: يقول: أوقدت). [تفسير مجاهد: 733]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَتْ، {وإِذَا العِشَارُ} عِشَارُ الإبِلِ, {عُطِّلَتْ}: لا رَاعِيَ لَهَا، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قَالَ: سِتُّ آياتٍ قَبْلَ يَوْمِ القيامَةِ؛ بينَما الناسُ في أسواقِهم إذْ ذَهَب ضَوْءُ الشمسِ، فبينَما هم كذلك إِذْ وَقعَتِ الجبالُ على وجْهِ الأرضِ، فتحرَّكَتْ واضْطَربتْ واخْتلَطَتْ, ففَزِعَتِ الجنُّ إلى الإنسِ والإنسُ إلى الجنِّ، واختلَطَتِ الدوابُّ والطيرُ والوحشُ, فماجوا بَعْضُهم في بَعْضٍ: {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: اخْتَلَطَتْ، {وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}: أَهْمَلَها أَهْلُها، {وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ الجنُّ للإنسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُم بالخَبرِ. فانْطَلَقُوا إلى البحرِ فإِذَا هِي نَارٌ تَأَجَّجُ، فبينَما هم كذلك إِذِ انْصَدَعَتِ الأرضُ صَدْعةً واحدةً إلى الأرضِ السابعةِ وإلى السماءِ السابعةِ، فبينَما هم كذلك إذْ جَاءَتْهُم رِيحٌ فأمَاتَتْهُم). [الدر المنثور: 15/ 259-260] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الضحَّاكِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ، {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُها: مَوْتُها، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُهَا، غَارَ مَاؤُهَا. قَالَ: سُجِّرَتْ وفُجِّرَتْ سَواءٌ). [الدر المنثور: 15/ 260-261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ؛ {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها، أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ, ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ, وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}. قَالَ: فَاضَتْ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطبرانيُّ, عنِ ابنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ نَافِعَ بنَ الأزرقِ سأَلَه عن قولِه: {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: اخْتَلَطَ مَاؤُها بماءِ الأرضِ. قَالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟ قَالَ: نَعَم، أمَا سَمِعْتَ زُهَيْرَ بنَ أبي سُلْمَى وهو يقولُ:
لَقَدْ نَازَعْتُمُ حَسَباً قَدِيماً ....... وقَدْ سَجَرَتْ بِحَارُهُمُ بِحَارِي).
[الدر المنثور: 15/ 263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن السُّدِّيِّ في قولِهِ: {وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: فُتِحَتْ وسُيِّرَتْ). [الدر المنثور: 15/ 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في البَعْثِ مِن طريقِ عِكْرِمَةَ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: تُسَجَّرُ حَتَّى تَصِيرَ نَاراً). [الدر المنثور: 15/ 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنِ الحَسَنِ والضحَّاكِ في قولِهِ: {وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: غَارَ مَاؤُها فذهَبَ). [الدر المنثور: 15/ 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ في قَوْلِهِ: {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: تُسَجَّرُ كَمَا يُسَجَّرُ التَّنُّورُ). [الدر المنثور: 15/ 264]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت}؛ قال: بأشكالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت عمر يقول:{وإذا النفوس زوجت}؛ قال: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة أو النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 350]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: في قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت}؛ قال: الصالح مع الصالح والفاجر مع الفاجر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 351]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: سئل عمر، عن قول الله: {وإذا النّفوس زوّجت} قال: يقرن بين الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح في الجنّة، ويقرن بين الرّجل السّوء مع الرّجل السّوء في النّار). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 152]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال عمر: {النّفوس زوّجت}: " يزوّج نظيره من أهل الجنّة والنّار، ثمّ قرأ: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} [الصافات: 22] ). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ عُمَرُ: {النِّفُوسُ زُوِّجَتْ}: يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ من أَهلِ الجَنَّةِ والنَّارِ ثُم قَرأَ: {احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأَزْوَاجَهُمْ} وصَلَهُ عَبدُ بنُ حُمَيْدٍ والحَاكِمُ وأَبُو نُعَيمٍ في الحِليَةِ وابنُ مَرْدَوَيهِ من طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ وإَسرَائِيلَ وحمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وشَرِيكٍ، كُلُّهُم عن سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، سَمِعتُ النُّعمَانَ بنَ بَشِيرٍ، سَمعتُ عُمَرَ يقولُ في قَولِهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}: هُو الرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ من أهلِ الجَنَّةِ، والرَّجُلُ يُزَوَّجُ نظِيرَهُ من أهْلِ النَّارِ، ثُم قَرأَ {احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأَزوَاجَهُمْ} وهذا إسنادٌ مُتَّصِلٌ صَحيحٌ، ولفظُ الحاكمِ: هُما الرَّجُلانِ يَعمَلانِ العملَ يَدخُلانِ بهِ الجَنَّةَ والنَّارَ: الفَاجرُ مَعَ الفَاجرِ، والصَّالِحُ مَعَ الصَّالِحِ.
وقد رَواهُ الوَلِيدُ بنُ أَبِي ثَوْرٍ عن سِمَاكِ بنِ حَربٍ فَرفعَهُ إلى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ- وقَصَّرَ بِه، فلَم يَذكُرْ فيه عُمَرَ، جَعلَهُ من مُسنَدِ النُّعمَانِ، أَخرَجَهُ ابنُ مَرْدَوَيهِ، وأَخرَجَهُ أيضًا من وَجهٍ آخَرَ عنِ الثَّوْرِيِّ كَذلِكَ، والأولُ هُو المَحفُوظُ.
- وأَخرَجَ الفَرَّاءُ من طَرِيقِ عِكْرِمَة قَالَ: يُقرَنُ الرجلُ بقَرِينِهِ الصَّالِحِ في الدُّنيَا، ويُقرَنُ الرَّجُلُ الذي كانَ يَعْمَلُ السُّوءَ في الدُّنيَا بقَرِينِهِ الذي كانَ يُعِينُهُ في النَّارِ). [فتح الباري: 8/ 694]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه.
وقال عمر: {النّفوس زوجت}؛ يزوّج نظيره من أهل الجنّة والنّار ثمّ قرأ احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم.
قال ابن مردويه في تفسيره ثنا أبو عمرو هو ابن حكيم ثنا محمّد بن عبد الوهّاب ثنا آدم ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، سمعت النّعمان بن بشير سمعت عمر بن الخطاب يقول في قوله: {وإذا النّفوس زوجت} فسكتوا فقال عمر: لكني أعرفه هو الرجل يزوّج نظيره من أهل الجنّة والرجل يزوّج نظيره من أهل النّار يوم القيامة ثمّ قرأ احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم
قرأت على عمر بن محمّد، أنا علّي بن أبي بكر أن علّي بن أحمد أخبره، عن أحمد بن محمّد التّيميّ، أنا الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو محمّد بن حيّان، ثنا أبو يحيى الزّهريّ، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن النّعمان بن بشير، قال: سئل عمر عن قول الله -عزّ وجلّ-: {وإذا النّفوس زوجت} قال: يقرن بين الرجل الصّالح مع الرجل الصّالح في الجنّة ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النّار
رواه عبد في تفسيره والحاكم من حديث الثّوريّ وإسرائيل جميعًا، عن سماك نحوه وكذا رواه شريك عن سماك وإسناده صحيح وخالفهم الوليد بن أبي ثور فرواه عن سماك عن النّعمان عن النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم). [تغليق التعليق: 4 / 361-362]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ عُمَرُ: {وَإذَا النفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}
أَيْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}: يُزَوَّجُ الرَّجُلُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَيُزَوَّجُ الرَّجُلُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَهَذَا التَّعْلِيقُ رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَفِي لَفْظٍ: الْفَاجِرُ مَعَ الْفَاجِرَةِ، وَالصَّالِحُ مَعَ الصَّالِحَةِ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: زُوِّجَ الْمُؤْمِنُ الْحُورَ الْعِينَ وَالْكَافِرُ الشَّيْطَانَ، وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: يَجِيءُ الْمَرْءُ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِهِ، يُزَوَّجُ الرَّجُلُ بِنَظِيرِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَبِنَظِيرِهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: أُلْحِقَ كُلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: يُحْشَرُ الزَّانِي مَعَ الزَّانِيَةِ، وَالْمُسِيءُ مَعَ الْمُسِيئَةِ، وَالْمُحْسِنُ مَعَ الْمُحْسِنَةِ، قَوْلُهُ: (ثُمَّ قَرَأَ) أَيْ: ثُمَّ قَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مُسْتَدِلاًّ عَلَى مَا قَالَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} ). [عمدة القاري: 19/ 281]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فيما وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ يُزَوَّجُ -بِفَتْحِ الْوَاوِ مُشَدَّدَةً- الرَّجُلُ (نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ قَرَأَ) عُمَرُ (رَضِيَ اللَّهُ عنه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} وَأَخْرَجَ الْفَرَّاءُ من طريقِ عِكْرِمَةَ قَالَ: يُقْرَنُ الرَّجُلُ في الْجَنَّةِ بِقَرِينِهِ الصَّالِحِ في الدُّنْيَا، وَيُقْرَنُ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ السُّوءَ في الدُّنْيَا بِقَرِينِهِ الَّذِي كَانَ يُعِينُهُ في النَّارِ. وَقِيلَ: يُزَوَّجُ الْمُؤْمِنُونَ بِالْحُورِ الْعِينِ، وَيُزَوَّجُ الْكَافِرُونُ بالشَّيَاطِينِ. حَكَاهُ الْقُرْطُبِيُّ في تَذْكِرَتِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: {زوّجت} أي: قرنت بمثلها.
قوله: (يزوج نظيره من الجنة والنار) أي: فمن هو من أهل الجنة يقرن بمثله من الرجال والنساء، ومن هو من أهل النار كذلك، اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 78]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يزيد بن موهبٍ، قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال: ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ في قوله -عز وجل-: {وإذا النفوس زوجت}؛ قال: زوّجت الأرواح الأبدان).[جزء تفسير يحيى بن اليمان: 36] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في تأوِيلِهِ؛ فقالَ بعضُهم: أُلْحِقَ كُلُّ إِنسانٍ بشَكْلِهِ، وقُرِنَ بينَ الضُّرَبَاءِ والأمثالِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ سِمَاكٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشِيرٍ، عنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: هما الرجلانِ يَعْمَلانِ العَمَلَ الواحِدَ يَدْخُلانِ بهِ الجَنَّةَ، ويَدْخُلانِ بهِ النارَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفيانُ، عنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، عن النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ، عنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: هُمَا الرجلانِ يَعْمَلانِ العَمَلَ فيَدْخُلانِ بهِ الجنَّةَ، وقالَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}، قالَ: ضُرَبَاءَهُمْ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، عن النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ، عنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: هما الرجلانِ يَعْمَلانِ العَمَلَ يَدْخُلانِ بهِ الجنَّةَ أو النارَ.
- حدَّثَنا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، أنَّهُ سَمِعَ النُّعْمانَ بنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ وهوَ يَخْطُبُ قالَ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}، ثُمَّ قالَ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: أَزْوَاجٌ في الجنَّةِ، وأزواجٌ في النارِ.
- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قالَ: ثَنَا أبو الأَحْوَصِ، عنْ سِمَاكٍ، عن النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ قالَ: سُئِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عنْ قوْلِ اللَّهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: يُقْرَنُ بينَ الرجلِ الصالِحِ معَ الرجلِ الصالِحِ في الجنَّةِ، وبينَ الرجلِ السُّوءِ معَ الرجلِ السُّوءِ في النارِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ، عن الوَلِيدِ، عنْ سِماكٍ، عن النُّعْمانِ، عن النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والنُّعْمَانُ عنْ عُمَرَ وقالَ: قال: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: الضُّرَبَاءُ كلُّ رَجُلٍ معَ كلِّ قَوْمٍ كانُوا يَعْمَلُونَ عَمَلَهُ؛ وذلكَ أنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}، قالَ: هُم الضُّرَبَاءُ.
- حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولُهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: ذَلِكَ حِينَ يَكُونُ الناسُ أَزْواجاً ثَلاثةً.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا هَوْذَةُ قالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: أُلْحِقَ كلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ، قولُهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: الأمثالُ مِن الناسِ جُمِعَ بينَهم.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: لَحِقَ كُلُّ إنسانٍ بِشِيعَتِهِ، اليهودُ باليهودِ، والنصَارَى بالنصَارَى.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبِيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: يُحْشَرُ المَرْءُ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ قالَ: يَجِيءُ المَرْءُ مَعَ صاحِبِ عَمَلِهِ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ عُنِيَ بذلكَ أنَّ الأرواحَ رُدَّتْ إلى الأجسادِ فزُوِّجَتْ بها؛ أيْ: جُعِلَتْ لَهَا زَوْجاً.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي عَمرٍو، عنْ عِكْرِمَةَ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: الأرواحُ تُرْجَعُ إلى الأجسادِ.
- حدَّثَنا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عنْ دَاوُدَ، عن الشَّعْبِي أَنَّهُ قالَ في هذهِ الآيَةِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: زُوِّجَت الأَجْسَادُ فَرُدَّت الأَرْوَاحُ فِي الأَجْسَادِ.
- حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بنُ أَسْبَاطِ بنِ مُحَمَّدٍ قالَ: ثَنَا أبي، عنْ أبيهِ، عنْ عِكْرِمَةَ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: رُدَّت الأرواحُ في الأجسادِ.
- حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ زُرَيْقٍ الطُّهَوِيُّ قالَ: ثَنَا أسْبَاطٌ، عنْ أبيهِ، عنْ عِكْرِمَةَ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ قالَ: أخْبَرَنا دَاوُدُ، عن الشَّعْبِيِّ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، قالَ: زُوِّجَتُ الأرواحُ الأجسادَ.
وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ في ذلكَ بالصِّحَّةِ الذي تَأَوَّلَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ للعِلَّةِ التي اعْتَلَّ بها، وذلكَ قولُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً}، وقولُهُ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}؛ وذلكَ لا شكَّ الأَمْثَالُ والأشكالُ، في الخيرِ والشرِّ. وكذلكَ قولُهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} بالقُرَنَاءِ والأمثالِ في الخيرِ والشرِّ.
- وحَدَّثَنِي مَطَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ قالَ: ثَنَا عبدُ العَزِيزِ بنُ مُسْلِمٍ القَسْمَلِيُّ عن الربِيعِ بنِ أَنَسٍ، عنْ أَبِي العَالِيَةِ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، قالَ: سَيَأْتِي أَوَّلُها والناسُ يَنْظُرونَ، وسيأْتِي آخِرُها إذا النفُوسُ زُوِّجَتْ). [جامع البيان: 24/ 141-145]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا حماد بن سلمة قال: ثنا سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما تقولون في قوله: {وإذا النفوس زوجت}؟ فسكتوا فقال عمر: ولكني أعرفه هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة والرجل يزوج نظيره من أهل النار يوم القيامة ثم قال احشروا الذين ظلموا وأزواجهم).[تفسير مجاهد: 2/ 733]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: يقول يزوج الأمثال الأشباه من الناس يجمع بينهم).[تفسير مجاهد: 2/ 733]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وإذا النّفوس زوّجت} قال: «هما الرّجلان يعملان العمل يدخلان به الجنّة والنّار الفاجر مع الفاجر، والصّالح مع الصّالح» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 560]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا يزيد بن هارون، أبنا سفيان، عن سماكٍ، عن الشّعبيّ "سمعت عمر- رضي اللّه عنه- وهو على المنبر وهو يقول: {وإذا النفوس زوجت}؛ قال: تزويجها أن يؤلّف كلّ قومٍ إلى شيعتهم".
هذا إسنادٌ صحيحٌ موقوفٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 299]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا يزيد بن هارون، أنا سفيان، عن سماكٍ، عن الشّعبيّ قال: سمعت عمر رضي الله عنه - وهو على المنبر - وهو يقول: {وإذا النّفوس زوّجت}، قال: تزويجها أن يؤلّف كلّ قومٍ إلى شبههم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/ 427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَتْ، {وإِذَا العِشَارُ} عِشَارُ الإبِلِ، {عُطِّلَتْ}: لا رَاعِيَ لَهَا، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: الأَمْثَالُ للنَّاسِ جُمِعَ بينَهم). [الدر المنثور: 15/ 258] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: سِتُّ آياتٍ من هذه السورةِ في الدُّنيا والناسُ يَنظُرونَ إليهِ، وستٌّ في الآخرةِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ إلى {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}. هذه في الدنيا والناسُ يَنْظُرونَ إليه, {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}، إِلَى: {وإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} هذه في الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 259] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن الضحَّاكِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا؛ {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}. قَالَ: تَساقَطَتْ، {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُها: مَوْتُها، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُهَا، غَارَ مَاؤُهَا. قَالَ: سُجِّرَتْ وفُجِّرَتْ سَواءٌ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: زُوِّجَتِ الأَرْوَاحُ الأَجْسَادَ). [الدر المنثور: 15/ 260-261]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها, أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ, ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ, {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ، وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}. قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}. قَالَ: فَاضَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: كُلُّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِه). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ وأبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عن النعمانِ بنِ بَشِيرٍ, عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ أنَّه سُئِلَ عن قولِه: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ الصالحِ معَ الصالحِ في الجنَّةِ، ويُقْرنُ بينَ الرجُلِ السَّوْءِ معَ السَّوْءِ في النارِ، فذلك تَزْويجُ الأنْفُسِ). [الدر المنثور: 15/ 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ, عن عُمَرَ بنِ الخطابِ في قَوْلِهِ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: هو الرجلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَه مِن أهلِ الجَنَّةِ، والرجلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَه مِن أهلِ النَّارِ يَوْمَ القيامةِ، ثم قرَأ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْوَاجَهُمْ} ). [الدر المنثور: 15/ 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يقولُ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ:«هُمَا الرَّجُلانِ يَعْمَلانِ العَمَلَ يَدْخُلانِ الجَنَّةَ والنَّارَ» وقالَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْوَاجَهُمْ} ). [الدر المنثور: 15/ 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَنِيعٍ, عن عُمرَ بنِ الخطابِ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: تَزْوِيجُها أَنْ يُؤَلَّفَ كُلُّ قَوْمٍ إلى شِبْهِهِم). [الدر المنثور: 15/ 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَسِيلُ وَادٍ مِن أَصْلِ العَرْشِ مِن مَاءٍ فِيمَا بَيْنَ الصَّيْحَتَيْنِ -ومِقْدَارُ مَا بَيْنَهُما أربعونَ عَاماً- فيَنْبُتُ منه كلُّ خَلْقٍ بَلِيَ مِن الإنسانِ أو طيرٍ أو دَابَّةٍ, ولو مَرَّ عليهم مَارٌّ قَدْ عَرَفَهم قَبْلَ ذلك لعَرَفَهُمْ علَى وَجْهِ الأَرْضِ قَدْ نَبَتُوا, ثُمَّ تُرْسَلُ الأَرْوَاحُ فتُزَوَّجُ الأَجْسَادَ، فذلك قولُ اللَّهِ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} ). [الدر المنثور: 15/ 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ المُنْذِرِ عن أبي العَالِيَةِ في قَوْلِهِ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: زُوِّجَ الرُّوحُ للجَسَدِ). [الدر المنثور: 15/ 266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الشَّعْبِيِّ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: زُوِّجَ الرُّوحُ بالجَسَدِ, وأُعِيدَتِ الأرواحُ في الأجسادِ). [الدر المنثور: 15/ 266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن الكَلْبِيِّ {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قالَ: زُوِّجَ المُؤْمنونَ الحُورَ العِينَ, والكُفَّارُ الشَّيَاطِينَ). [الدر المنثور: 15/ 266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفرَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: يُقْرَنُ الرَّجُلُ في الجَنَّةِ بقرينِه الصالحِ في الدُّنيا، ويُقْرَنُ الرجلُ الذي كانَ يَعْمَلُ السُّوءَ في الدنيا بقرينِه الذي كانَ يُعِينُه في النارِ). [الدر المنثور: 15/ 266]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت}؛ قال: جاء قيس بن عاصم التميمي إلى النبي فقال: إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية، قال:«فأعتق عن كل واحدة رقبة» قال: إني صاحب إبل، قال: «فأهد إن شئت عن كل واحدة بدنة»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 351]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، حدّثنا الحجّاج بن المنهال، حدّثنا معتمر بن سليمان، حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، عن علقمة بن قيسٍ، عن سلمة بن يزيد الجعفيّ، قال: ذهبت أنا وأخي، إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قلت: يا رسول الله، إنّ أمّنا كانت في الجاهليّة تقري الضّيف، وتصل الرّحم، هل ينفعها عملها ذلك شيئًا؟، قال: «لا»، قال: فإنّها وأدت أختًا لها في الجاهليّة لم تبلغ الحنث؟، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الموءودة والوائدة في النّار، إلّا أن تدرك الوائدة الإسلام»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}، اخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قِراءَةِ ذلكَ، فقَرَأَهُ أبو الضُّحَى مُسْلِمُ بنُ صُبَيْحٍ: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتُ)، بمعنَى: سَأَلَت المَوْءُودَةُ الوائِدِينَ: بأيِّ ذَنْبٍ قَتَلُوها.
ذِكْرُ الروايَةِ بذلكَ:
- حَدَّثَنِي أبو السائِبِ قالَ: ثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ مُسْلِمٍ في قَوْلِهِ: (وَإِذَا المَوْءُودَةُ سَأَلَتْ)، قالَ: طَلَبَتْ بدِمَائِها.
- حَدَّثَنَا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ العَنْبَرِيُّ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن الأَعْمَشِ قالَ: قالَ أبو الضُّحَى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ)، قالَ: سَأَلَتْ قَتَلَتَهَا.
ولوْ قَرَأَ قارِئٌ مِمَّنْ قَرَأَ: (سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) كانَ لهُ وَجْهٌ، وكانَ يكونُ معنَى ذلكَ معنَى مَنْ قَرَأَ: (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتُ)، غيرَ أنَّهُ إِذَا كانَ حِكَايَةً جازَ فيهِ الوَجْهَانِ، كما يُقالُ: قالَ عبدُ اللَّهِ: بِأَيِّ ذَنْبٍ ضُرِبَ، كما قالَ عَنْتَرَةُ:
الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمْهُمَا ....... والنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتُهُمَا دَمِي
وذلكَ أنَّهما كانَا يقولانِ: إذا لَقِينَا عَنْتَرَةَ لنَقْتُلَنَّهُ، فحَكَى عنترةُ قولَهُما في شِعْرِهِ، وكذلكَ قولُ الآخَرِ:
رَجُلانِ مِنْ ضَبَّةَ أَخْبَرَانَا ....... إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلاً عُرْيَانَا
بمعنَى: أَخْبَرَانَا أَنَّهُما، ولَكِنَّهُ جرَى الكلامُ على مَذْهَبِ الحكايَةِ.
وقَرَأَ ذلكَ بعضُ عامَّةِ قَرَأَةِ الأمصارِ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}، بِمَعنى: سُئِلَت المَوْءُودَةُ بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، ومعنى قُتِلَتْ: قُتِلْتُ، غيرَ أنَّ ذلكَ ردٌّ إلى الخبَرِ على وَجْهِ الحكايَةِ على نَحْوِ القوْلِ الماضِي قبلُ.
وقدْ يَتَوَجَّهُ معنَى ذلكَ إلى أنْ يكونَ: وإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ قَتَلَتُهَا ووَائِدُوها: بأيِّ ذَنْبٍ قَتَلُوها؟ ثُمَّ رُدَّ ذلكَ إلى مَا لَم يُسَمَّ فاعِلُهُ، فقيلَ: بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ.
وأَوْلَى القراءَتَيْنِ في ذلكَ عندَنا بالصَّوابِ قِرَاءَةُ مَنْ قرَأَ ذلكَ: {سُئِلَتْ} بضمِّ السينِ، {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} على وَجْهِ الخَبَرِ؛ لإجماعِ الحُجَّةِ مِن القَرَأَةِ عليهِ. والمَوْءُودَةُ: المدفونَةُ حَيَّةً، وكذلكْ كانَت العرَبُ تَفْعَلُ بِبَنَاتِهَا. ومِنهُ قوْلُ الفَرَزْدَقِ بنِ غَالِبٍ:
ومِنَّا الذي أحْيَا الوَئِيدَ وَغَالِبٌ ....... وعمرٌو ومِنَّا حَامِلُونَ ودَافِعُ
يُقَالُ: وَأَدَهُ فهوَ يَئِدُهُ وَأْداً وَوَأَدَةً.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}، هيَ في بَعْضِ القِراءَاتِ: (سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتُ) لا بِذَنْبٍ. كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ، ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعَابَ اللَّهُ ذلكَ عليهم.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: جاءَ قَيْسُ بنُ عَاصِمٍ التَّمِيمِيُّ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالَ: إِنِّي وَأَدْتُ ثَمَانِيَ بَنَاتٍ في الجاهِلِيَّةِ، قالَ: «فَأَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً».
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}، قالَ: كانَت العرَبُ مِنْ أفْعَلِ الناسِ لذلكَ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عنْ رَبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ بِمِثْلِهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}، قالَ: البناتُ التِي كانَت طوائِفُ العرَبِ يَقْتُلونَهُنَّ، وقَرَأَ: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}). [جامع البيان: 24/ 145-148]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوائدة والموؤدة في النار». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
(الموؤدة) البنت الصغيرة، كانوا في الجاهلية إذا ولد لهم بنت دفنوها في التراب وهي حية لتموت، فحرم الإسلام ذلك). [جامع الأصول: 2/ 424-425]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}
عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وسُئِلَ عن قوْلِه: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} قالَ: جاءَ قَيْسُ بنُ عَاصِمٍ إلى رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ- فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إني قدْ وَأَدْتُ بناتٍ لي في الجاهليَّةِ. فقالَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رَقَبَةً». فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إني صَاحِبُ إِبِلٍ؟ قالَ: «فَانْحَرْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً».
رَوَاه البَزَّارُ والطبرانيُّ، ورِجالُ البَزَّارِ رِجَالُ الصحيحِ غيرَ حُسَيْنِ بنِ مَهْدِيٍّ الأَيْلِيِّ، وهو ثِقَةٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 134]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن خَلِيفَةَ بنِ حُصَيْنٍ أنَّ قَيْسَ بنَ عاصِمٍ قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: إني وَأَدْتُ في الجاهليَّةِ اثْنَتَي عَشْرةَ بنتاً أو ثلاثةَ، فقالَ له النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ-:«أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ نَسَمَةً».
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه يَحْيَى بنُ عبدِ الحميدِ الحِمَّانِيُّ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 134]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، أبنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أبنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ – يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} قَالَ: جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي وَأَدْتُ بَنَاتٍ لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فقَالَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رَقَبَةً»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي صَاحِبُ إِبِلٍ. قَالَ: «فَانْحَرْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ عَنْهُ إِلاَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلاَّ مِنَ الْحُسَيْنِ، وَقَدْ خُولِفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي إِسْنَادِهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ). [كشف الأستار: 3/ 78-79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: أَظْلَمَتْ، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تغَيَّرتْ، {وإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}؛ يَقُولُ: سَأَلَتْ). [الدر المنثور: 15/ 257-258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها، أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ، ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ، {وَإِذَا المَوْءوُدَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: هي في بَعْضِ القِرَاءَةِ: (سَأَلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قَالَ: لا بذَنْبٍ, وكانَ أَهْلُ الجاهليَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعابَ اللَّهُ ذلك عليهم). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عِكْرِمَةَ: {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: هي الإبِلُ، {وإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: حَشْرُ البهائِمِ: مَوْتُها، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: تَرْجِعُ الأَرْوَاحُ إِلَى أَجْسَادِهَا، {وإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: أَطْفَالُ المُشْرِكِينَ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: المَوْءودَةُ: هي المَدْفُونَةُ، كانَتِ المرأةُ في الجاهليَّةِ إِذَا هي حَمَلَتْ فكانَ أَوَانُ وِلادِهَا حَفَرَتْ حُفْرةً فتَمَخَّضتْ علَى رأسِ تلك الحُفْرةِ، فإنْ وَلَدَتْ جَارِيَةً رَمَتْ بها في تِلْكَ الحُفْرَةِ، وإنْ وَلَدَتْ غُلاماً حَبَسَتْهُ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فمَن زعَم أنَّهم في النارِ فقَدْ كذَبَ, بل هم في الجَنَّةِ). [الدر المنثور: 15/ 262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ, {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ, وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: فَاضَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: كُلُّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِه، {وإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: كَانَتِ العربُ مِن أَفْعَلِ الناسِ لذلك). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ والنَّسائيُّ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن سَلَمَةَ بنِ يَزِيدَ الجُعْفِيِّ, عن رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- قَالَ: «الوائِدَةُ والمَوْءُودَةُ في النَّارِ، إِلاَّ أَنْ تُدْرِكَ الوائِدةُ الإِسْلامَ فيَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 266]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن أبي الضُّحَى مُسْلِمِ بنِ صُبَيْحٍ, أنَّه قرَأ: (وإِذَا المَوْءودَةُ سَأَلَتْ). قَالَ: طَلَبَتْ قَتَلَتَهَا بدِمائِهَا). [الدر المنثور: 15/ 267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أَحْمَدُ ومُسْلِمٌ وأبو دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَهْ والطَّبَرانيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن جُدَّامَةَ بنتِ وَهْبٍ قَالَتْ: سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- عن العَزْلِ؛ فقَالَ: «ذَاكَ الوَأْدُ الخَفِيُّ, وهي: {وَإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}» ). [الدر المنثور: 15/ 267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانيُّ, عن صَعْصَعَةَ بنِ نَاجِيَةَ المُجَاشِعِيِّ, وهو جَدُّ الفَرَزْدَقِ قَالَ: قُلْتُ: يا رسولَ اللَّهِ, إنِّي عَمِلْتُ أَعْمالاً في الجاهلِيَّةِ فَهَلْ لِي فيها مِن أَجْرٍ؟ قَالَ: «ومَا عَمِلْتَ؟». قَالَ: أَحْيَيْتُ ثَلاثَمائةٍ وسِتِّينَ مِنَ المَوْءُودَةِ, أَشْتَرِي كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بنَاقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ وجَمَلٍ، فهل لي في ذلك مِن أَجْرٍ؟ فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «لَكَ أَجْرُه إِذْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بالإِسْلامِ» ). [الدر المنثور: 15/ 267]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَزَّارُ والحاكمُ في الكُنَى, والبَيْهَقِيُّ في سُننِه, عن عمرَ بنِ الخطابِ في قَوْلِهِ: {وإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: جاءَ قَيْسُ بنُ عاصمٍ التَّمِيميُّ إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فقَالَ: إنِّي وَأَدْتُ ثَمَانِ بناتٍ لي في الجاهليَّةِ، فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ:«أَعْتِقْ عَن كُلِّ وَاحِدَةٍ رَقَبَةً». قَالَ: إنِّي صَاحِبُ إِبِلٍ. قَالَ: «فَأهْدِ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً» ). [الدر المنثور: 15/ 268]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا صُحُفُ أعمالِ العِبادِ نُشِرَتْ لهم، بعدَ أنْ كانَتْ مَطْوِيَّةً على ما فيها مَكْتُوبٌ مِن الحسناتِ والسَّيِّئَاتِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ صَحِيفَتُكَ يَا ابنَ آدَمَ، يُمْلَى ما فيها ثمَّ تُطْوَى، ثُم تُنْشَرُ عليكَ يومَ القيامَةِ.
واخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قِرَاءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ: {نُشِرَتْ} بتخفيفِ الشينِ، وكذلكَ قَرَأَهُ أيضاً بعضُ الكُوفِيِّينَ.
وقَرَأَ ذلكَ بعضُ قَرَأَةِ مكَّةَ وعامَّةُ قَرَأَةِ الكوفَةِ بتشديدِ الشينِ.
واعْتَلَّ مَن اعْتَلَّ مِنهم لقراءَتِهِ ذلكَ كذلكَ بقوْلِ اللَّهِ: {أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً}، ولمْ يَقُلْ: مَنْشُورَةً، وإنَّما حَسُنَ التشديدُ فيهِ؛ لأنَّهُ خَبَرٌ عنْ جماعةٍ، كما يُقالُ: هذهِ كِباشٌ مُذَبَّحَةٌ، ولوْ أخْبَرَ عن الواحِدِ بذلك كانَتْ مُخَفَّفةً، فقيلَ: مَذْبُوحةٌ، فكذلكَ قولُهُ: مَنْشُورةٌ). [جامع البيان: 24 / 148-149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}، قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها، أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ, ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}، قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ، {وَإِذَا المَوْءوُدَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: هي في بَعْضِ القِرَاءَةِ: (سَأَلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قَالَ: لا بذَنْبٍ, وكانَ أَهْلُ الجاهليَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعابَ اللَّهُ ذلك عليهم؛ {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}. قَالَ: صَحِيفَتُكَ يا ابنَ آدمَ, يُمْلَى ما فيها، ثُمَّ تُطْوَى، ثم تُنْشَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَنْظُرُ الرَّجُلُ مَا يُمَلَى في صَحِيفَتِه). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ جُرَيْجٍ: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ طُوِيَتْ صَحِيفَتُه، ثم تُنْشَرُ يومَ القيامةِ، فيُحاسَبُ بما فيها). [الدر المنثور: 15/ 268]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وإِذَا السماءُ نُزِعَتْ وجُذِبَتْ، ثُم طُوِيَتْ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {كُشِطَتْ}، قالَ: جُذِبَتْ.
وذُكِرَ أنَّ ذلكَ في قِراءَةِ عبدِ اللَّهِ: (قُشِطَتْ) بالقافِ، والقَشْطُ والكَشْطُ بمعنًى واحِدٍ، وذلكَ تحويلٌ مِن العرَبِ الكافَ قافاً؛ لتَقَارُبِ مَخْرَجَيْهِما.
كما قِيلَ للكافُورِ: قَافُورٌ، وللقِسْطِ: كِسْطٌ، وذلكَ كثيرٌ في كلامِهِم، إذا تَقارَبَ مَخْرَجُ الحرفيْنِ أبْدَلوا مِنْ كلِّ واحِدٍ مِنهما صاحِبَهُ.
كقولِهم للأثافِيِّ: أثَاثِيٌّ، وثَوْبٌ فَرْقَبِيٌّ وثَرْقَبِيٌّ). [جامع البيان: 24/ 149-150]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {كشطت}؛ يعني اجتبذت).[تفسير مجاهد: 2/ 733-734]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {كُشِطَتْ}؛ أي: غُيِّرَتْ. وقَرَأَ عَبدُ اللهِ قُشِطَتْ مِثلُ الكَافُورِ والقَافُورِ والقِسطِ والكِسطِ. ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وذَكرَهُ غيرُه في الطِّبِ، وهُو قَوْلُ الفَرَّاءِ، قَالَ في قَولِهِ تَعَالَى: {وإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}؛ يَعنِي نُزِعَت وطُوِيَتْ، وفي قِرَاءَةِ عَبدِ اللهِ- يعنِي ابنَ مَسعُودٍ- قُشِطَتْ بالقَافِ، والمعنَى وَاحدٌ، والعَرَبُ تَقولُ: القَافُورُ والكَافُورُ، والقِسطُ والكِسطُ؛ إذا تقَارَبَ الحَرفَانِ في المَخْرَجِ تَعاقَبَا في اللُّغَةِ، كما يُقَالُ: حَدَثَ وحَدَتَ والأتَانِي والأثَانِي). [فتح الباري: 8/ 694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: دُهورتْ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَتْ، {وإِذَا العِشَارُ} عِشَارُ الإبِلِ، {عُطِّلَتْ}: لا رَاعِيَ لَهَا، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: الأَمْثَالُ للنَّاسِ جُمِعَ بينَهم، {وإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}؛ قَالَ: اجْتُبِذَتْ). [الدر المنثور: 15/ 258]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {وإذا الجحيم سعرت}؛ قال: وقدت وإذا الجنة أزلفت قال: قربت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 351]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِرَّتْ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وإذَا الجَحِيمُ أُوقِدَ عليها فأُحْمِيَتْ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ}: سَعَّرَها غَضَبُ اللَّهِ، وخَطَايا بَنِي آدَمَ.
واخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ: {سُعِّرَتْ}؛ بتشديدِ عيْنِها، بمعنَى: أُوقِدَ عليها مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ الكوفَةِ بالتخفيفِ.
والقوْلُ في ذلكَ أَنَّهُما قِراءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فبأيَّتِهما قَرَأَ القارِئُ فمُصِيبٌ). [جامع البيان: 24/ 150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها, أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ، ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ، {وَإِذَا المَوْءوُدَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: هي في بَعْضِ القِرَاءَةِ: (سَأَلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قَالَ: لا بذَنْبٍ, وكانَ أَهْلُ الجاهليَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعابَ اللَّهُ ذلك عليهم، {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ قَالَ: صَحِيفَتُكَ يا ابنَ آدمَ, يُمْلَى ما فيها، ثُمَّ تُطْوَى، ثم تُنْشَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَنْظُرُ الرَّجُلُ مَا يُمَلَى في صَحِيفَتِه، {وإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ). [الدر المنثور: 15/ 261] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ, وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: فَاضَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: كُلُّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِه، {وإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: كَانَتِ العربُ مِن أَفْعَلِ الناسِ لذلك, {وإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ}: أُوقِدَتْ). [الدر المنثور: 15/ 262-263] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وإِذَا الجنَّةُ قُرِّبَتْ وأُدْنِيَت.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}، قالَ: إلى هَذَيْنِ ما جَرَى الحديثُ: فَرِيقٌ في الجنَّةِ، وفريقٌ في السَّعِيرِ.
- حَدَّثَنِي ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي يَعْلَى، عن الرَّبيعِ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}، قالَ: إلى هَاتَيْنِ ما جَرَى الحديثُ: فريقٌ إلى الجنَّةِ، وفريقٌ إلى النارِ.
يعني الرَّبِيعُ بقولِهِ: إلى هَذَيْنِ ما جرَى الحديثُ، أنَّ ابتداءَ الخبَرِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إلى قوْلِهِ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} إنَّما عُدِّدَت الأمورُ الكائِنَةُ التي نهايَتُها أحدُ هَذَيْنِ الأمريْنِ، وذلكَ المصيرُ إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النارِ). [جامع البيان: 24/ 150-151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها، أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ، ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ، {وَإِذَا المَوْءوُدَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: هي في بَعْضِ القِرَاءَةِ: (سَأَلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قَالَ: لا بذَنْبٍ, وكانَ أَهْلُ الجاهليَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعابَ اللَّهُ ذلك عليهم، {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ قَالَ: صَحِيفَتُكَ يا ابنَ آدمَ, يُمْلَى ما فيها، ثُمَّ تُطْوَى، ثم تُنْشَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَنْظُرُ الرَّجُلُ مَا يُمَلَى في صَحِيفَتِه، {وإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ، {وإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}؛ قَالَ: قُرِّبَتْ). [الدر المنثور: 15/ 262] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: رُمِيَ بِهَا، {وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَنَاثَرَتْ، {وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ}؛ قَالَ: سَارَتْ, {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ لَمْ تُحْلَبْ ولَمْ تُصَرَّ، وتَخَلَّى منها أهلُها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: أتَى عليها أمرُ اللَّهِ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: فَاضَتْ، {وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: كُلُّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِه، {وإِذَا المَوْءودَةُ سُئِلَتْ}؛ قَالَ: كَانَتِ العربُ مِن أَفْعَلِ الناسِ لذلك, {وإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ}: أُوقِدَتْ، {وإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}: قُرِّبتْ. إلى هنا انتهى الحديثُ، {فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} ). [الدر المنثور: 15/ 262-263]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}؛ قالَ: قُرِّبَتْ). [الدر المنثور: 15/ 268]
تفسير قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلِمَتْ نَفْسٌ عندَ ذلكَ ما أَحْضَرَتْ مِنْ خَيْرٍ، فتَصِيرُ بهِ إلى الجنَّةِ، أوْ شَرٍّ فتصيرُ بهِ إلى النارِ، يقولُ: يَتَبَيَّنُ لهُ عندَ ذلكَ ما كانَ جاهِلاً بهِ، وما الَّذِي كانَ فيهِ صَلاحُهُ مِنْ غَيْرِهِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} مِنْ عَمَلٍ. قالَ: قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: وإلى هذا جرَى الحديثُ. وقولُهُ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} جَوَابٌ لقوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} وما بعدَها، كما يُقالُ: إذَا قامَ عبدُ اللَّهِ قعَدَ عَمْرٌو). [جامع البيان: 24/ 151-152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ ضَوءُها فَلا ضَوْءَ لَهَا، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}؛ قَالَ: تَساقَطَتْ وتَهَافَتَتْ، {وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}؛ قَالَ: سَيَّبَهَا أَهْلُوها, أَتَاهُم ما شَغَلَهُم عَنْها فَلَمْ تُصَرَّ ولَمْ تُحْلَبْ، ولَمْ يَكُنْ في الدنيا مَالٌ أَعْجَبَ إليهم مِنْها، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}؛ قَالَ: إِنَّ هذه الخلائقَ مُوافِيَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَقْضِي اللَّهُ فيها ما يشاءُ، {وإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ}؛ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُها ولَمْ يَبْقَ مِنْها قَطْرَةٌ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}؛ قَالَ: أُلْحِقَ كُلُّ إنسانٍ بشِيعَتِه؛ اليَهُودِيُّ باليهوديِّ والنَّصْرانيُّ بالنَّصْرانِيِّ، {وَإِذَا المَوْءوُدَةُ سُئِلَت}؛ قَالَ: هي في بَعْضِ القِرَاءَةِ: (سَأَلَتْ بأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). قَالَ: لا بذَنْبٍ, وكانَ أَهْلُ الجاهليَّةِ يَقْتُلُ أحدُهم ابْنَتَهُ ويَغْذُو كَلْبَهُ، فعابَ اللَّهُ ذلك عليهم، {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}؛ قَالَ: صَحِيفَتُكَ يا ابنَ آدمَ, يُمْلَى ما فيها، ثُمَّ تُطْوَى، ثم تُنْشَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ, فيَنْظُرُ الرَّجُلُ مَا يُمَلَى في صَحِيفَتِه، {وإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ}؛ قَالَ: أُوقِدَتْ، {وإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}؛ قَالَ: قُرِّبَتْ، {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}؛ مِن عَمَلٍ, قَالَ: قَالَ عمرُ إلى هنا آخرُ الحديثِ). [الدر المنثور: 15/ 261-262]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ من طريقِ زيدِ بنِ أَسْلَمَ, عن أبيهِ قَالَ: لما نزَلَتْ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ عمرُ لَمَّا بَلَغَ: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}؛ قَالَ: لهذا أُجْرِيَ الحَدِيثُ). [الدر المنثور: 15/ 268]