العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 09:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة لقمان

توجيه القراءات في سورة لقمان


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 09:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة لقمان

مقدمات توجيه القراءات في سورة لقمان

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة لقمان). [معاني القراءات وعللها: 2/269]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة لقمان). [الحجة للقراء السبعة: 5/452]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة لقمان). [المحتسب: 2/167]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (31 - سورة لقمان). [حجة القراءات: 563]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة لقمان). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/187]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة لقمان). [الموضح: 1012]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية، سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة، وهن قوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} «27» إلى تمام الثلاث). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/187]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ثلاث وثلاثون آية في المدني، وأربع في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/187]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة لأن ياء {يا بني} «13» ليست بياء إضافة، وياء الإضافة فيها محذوفة، ولذلك كسرت الياء، لتدل على الياء المحذوفة، وقد تقدم هذا بشرحه وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/190]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (1) إلى الآية (7) ]

{الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}


قوله تعالى: {الم (1)}
قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}
قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (3)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (هدًى ورحمةً (3)
قرأ حمزة وحده (هدًى ورحمةٌ) رفعًا. وقرأ الباقون نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (هدًى ورحمةٌ) فعلى إضمار: هو هدًى ورحمة.
ويجوز: تلك هدًى ورحمة.
ومن نصب (هدًى ورحمةً) فهو على الحال، المعنى: تلك آيات الكتاب في حال الهداية والرحمة للخلق). [معاني القراءات وعللها: 2/269]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في النّصب والرفع من قوله تعالى: هدى ورحمة للمحسنين [3].
[فقرأ حمزة وحده]: (هدى ورحمة) رفعا، وقرأ الباقون: هدى ورحمة نصبا.
[قال أبو علي]: وجه النصب، أنّه انتصب عن الاسم المبهم، وهو من كلام واحد، والرّفع على إضمار المبتدأ وهو: هو هدى ورحمة). [الحجة للقراء السبعة: 5/452]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين} 2 و3
قرأ حمزة {هدى ورحمة} بالرّفع جعلها ابتداء وخبرا
وقرأ الباقون هدى ورحمة بالنّصب على الحال المعنى تلك آيات الكتاب في حال الهداية والرّفع على معنيين أحدهما على إضمار هو هدى ورحمة والثّاني تلك هدى ورحمة للمحسنين). [حجة القراءات: 563]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {هُدى ورحمة} قرأه حمزة «ورحمة» بالرفع، ونصب الباقون.
وحجة من رفع أنه أضمر مبتدأ، وجعل «هدى» خبره، وعطف عليه «ورحمة» تقديره: هو هدى ورحمة.
2- وحجة من نصب أنه جعل «هدى» في موضع نصب على الحال من «الكتاب» وعطف عليه «ورحمة» فنصبها على الحال، تقديره: هاديًا وراحمًا للمؤمنين، يعني الكتاب؛ لأن به هدى الله المؤمنين وحرمهم، تقديره: تلك آيات الكتاب الحكيم هاديًا وراحمًا للمؤمنين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/187]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {هُدًى وَرَحْمَةٌ} [آية/ 3] بالرفع:
قرأها حمزة وحده.
والوجه أنه على إضمار المبتدأ، أي هو هدىً،
ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، فيكون قوله {تِلْكَ} مبتدأ و{آياتٌ} خبره و{هُدًى} خبر أيضًا.
وقرأ الباقون {وَرَحْمَةً} بالنصب.
والوجه أنه مصدر في موضع الحال، وذو الحال هو الاسم المبهم، والعامل فيه معنى الإشارة). [الموضح: 1012]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويتّخذها هزوًا (6)
قرأ ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو وإبن عامر (ويتخذها هزؤا) بضم الذال.
وقرأ حمزة والكسائي والحضرمي (ويتخذها) بفتح الذال.
واختلف عن عاصم فروى عنه أبو بكر مثل أبي عمرو، وروى حفص عنه مثل قراءة حمزة.
قال أبو منصور: من قرأ (ويتخذها) رفعًا ردها على قوله: (ومن النّاس من يشتري... ويتخذها).
ومن نصبها ردها على قوله: (ليضلّ.. ويتخذها) ). [معاني القراءات وعللها: 2/269]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب من قوله تعالى: (ويتخذها هزوا)
[الحجة للقراء السبعة: 5/452]
[لقمان/ 6] فقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ويتخذها هزوا نصبا، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: (ويتّخذها) رفعا.
[قال أبو علي]: من رفع (يتخذها) جعله عطفا على الفعل الأوّل من: يشتري، ويتّخذ، ومن نصب عطفه على ليضل ويتخذها، فأمّا الضمير في قوله: ويتخذها فقيل: إنّه يجوز أن يكون للحديث، لأنّه بمعنى الأحاديث، وقيل: إنّه يجوز أن يكون للسّبيل، والسبيل يؤنث، قال [الله تعالى]: قل هذه سبيلي [يوسف/ 108]، وقيل. إنّه يجوز أن يكون الضمير في قوله: (ويتّخذها) يعود إلى آيات الله. وقد جرى ذكرها في قوله تعالى: تلك آيات الله [البقرة/ 252] والفعلان المرفوع والمنصوب جميعا في الصّلة.
حدّثنا أحمد بن محمد البصري، قال: حدّثنا المؤمّل قال: حدّثنا إسماعيل عن ليث عن مجاهد ومن الناس من يشتري لهو الحديث [لقمان/ 6] قال: سماع الغناء). [الحجة للقراء السبعة: 5/453]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن النّاس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا} 6
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {ويتخذها} بفتح الذّال بالنسق على قوله {ليضل} و{ويتخذها}
وقرأ الباقون بالرّفع بالنسق على قوله {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث} {ويتخذها}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليضل} بفتح الياء وقرأ الباقون بالرّفع معناه ليضل غيره فإذا اضل غيره فقد ضل هو أيضا ومن قرأ {ليضل} فمعناه ليصير أمره إلى الضلال فكأنّه وإن لم يكن يقدر أنه يضل فإنّه سيصير أمره إلى أن يضل). [حجة القراءات: 563]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ويتخذها} قرأ حفص وحمزة والكسائي بالنصب، عطفوه على «ليضل» لأنه أقرب إليه، وهو اختيار المبرد، وقرأه الباقون بالرفع عطفوه على «يشتري» أو على القطع، ويكون الضمير في «يتخذها»، وفي قراءة من نصب، يعود على «سبيل الله» أو على «آيات القرآن»، بدلالة قوله: {تلك آيات الكتاب الحكيم} «2» وبدلالة قوله في موضع
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/187]
آخر: {ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوًا} «الجاثية 35» أو يعود في قراءة من رفع على «الأحاديث» أو على «الآيات» والرفع الاختيار لصحة المعنى، ولأن الأكثر عليه، وقد تقدم ذكر «الأذن» و«أذنيه»، وتقدم ذكر «يا بني» وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/188]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لِيَضِلَّ} [آية/ 6] بفتح الياء:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
وقرأ الباقون {لِيُضِلَّ} بضم الياء.
والوجه قد تقدم في سورة الأنعام، وفي غيرها من السور). [الموضح: 1013]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَيَتَّخِذَهَا} [آية/ 6] بالنصب:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه معطوف على قوله {لِيُضِلَّ} فهو نصب لانتصاب ما عُطف هذا عليه.
وقرأ الباقون {وَيَتَّخِذُهَا} بالرفع.
والوجه أنه معطوف على قوله {يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}، و{يَشْتَرِي} مرفوع، فما عُطف عليه أيضًا مرفوعٌ، والتقدير يشتري ويتخذ). [الموضح: 1013]

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} [آية/ 7] بسكون الذال:
قرأها نافع وحده.
وقرأ الباقون {فِي أُذُنَيْهِ} بضم الذال.
والوجه أن الأذن بضم الذال أصلٌ، كعنق وطنب، والأذن بالإسكان مخفف منه كعنق وطنب، وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 1013]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (8) إلى الآية (11) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)}
قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}
قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}
قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير (يا بني لا تشرك بالله) [لقمان/ 13] بوقف الياء، و (يا بنيّ إنّها) مكسورة الياء، ويا بني أقم الصلاة [لقمان/ 17] بنصب الياء هذه رواية ابن أبي بزّة. وأمّا قنبل فأقرأني الأولى والثالثة بوقف الياء وكسر الياء في الوسطى.
وروى حفص عن عاصم الثلاثة بفتح الياء فيهنّ. أبو بكر عن عاصم
[الحجة للقراء السبعة: 5/453]
بكسر الياء في الثالثة، وكذلك قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. المفضّل عن عاصم: يا بني نصب في الثلاثة المواضع.
[قال أبو علي]: من قال (يا بنيّ) فأسكن في الوصل فإنّه يجوز أن يكون على قول من قال: يا غلام أقبل فلمّا وقف قال يا غلام، فأسكن الحرف للوقف، ويكون قد أجرى الوصل مجرى الوقف، وهذا يجيء في الشعر كقول عمران:
قد كنت عندك حولا لا يروّعني... فيه روائع من إنس ولا جان
فإنّما خفّف جان للقافية ثم وصل بحرف الإطلاق، وأجرى الوصل مجرى الوقف وهذا لا نعلمه جاء في الكلام، ومن قال: (يا بني إنها) [لقمان/ 16] فهو على قولك: يا غلام أقبل، وهذا حسن لأنّ المستحسن في هذه الياء أن تحذف من المنادى لوقوعها موقع التنوين، وكونها بمنزلته، والتنوين يحذف في النداء فكذلك هذه الياء تحذف فيه.
ومن قال: يا بني ففتح الياء، فإنّه على قولك يا بنيّا فأبدل من ياء الإضافة ألفا، ومن الكسرة فتحة وعلى هذا حمل أبو عثمان قول من
[الحجة للقراء السبعة: 5/454]
قال: (يا أبت لم تعبد) [مريم/ 42] ويرى إبدال الألف من الياء مطّردا [في هذه الياءات] وقد تقدم ذكر ذلك فيما سلف من هذا الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/455] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني لا تشرك باللّه}
قرأ ابن كثير {يا بني لا تشرك باللّه} بإسكان الياء خفيفة لأنّه صغر الابن ولم يضفه إلى نفسه فحذف ياء وهي الّتي كانت لام الفعل وهذه الياء المبقاة هي ياء التصغير ولو أتى به على الأصل لقال يا بني لأنّه نداء مفرد ولو كان أراد الإضافة يا بني لكسر الياء وإنّما حذف الياء لأن باب النداء باب الحذف والتّخفيف ألا ترى أنّك تقول يا زيد فتحذف منه التّنوين وتقول يا قوم فتحذف منه الياء فكذلك حذفت الياء من {يا بني}
قرأ حفص يا بني بفتح الياء في جميع القرآن أراد يا بنياه فرخم قد ذكرت في سورة هود
وقرأ الباقون {يا بني} بكسر الياء لأنهم أرادوا يا بنييي بثلاث ياءات الأولى للتصغير والثّانية أصليّة لام الفعل والثّالثة ياء الإضافة إلى النّفس فحذفت الأخيرة اجتزاء بالكسر وتخفيفا وأدغمت ياء التصغير في ياء الفعل فالتشديد من أجل ذلك
قرأ ابن كثير في رواية قنبل {يا بني أقم الصّلاة} بالتّخفيف مثل الأول وفتح البزي وحفص وكسر الباقون وقد ذكرت الحجّة). [حجة القراءات: 564]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {يَا بُنَيْ لَا تُشْرِكْ} [آية/ 13] بسكون الياء من {بُنَيْ}:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الثانية {يَا بُنَيِّ إِنَّهَا} بكسر الياء، والثالثة {يَا بُنَيْ أَقِمْ} مختلف فيه عنه.
و-ص- عن عاصم بالفتح في الثلاثة.
وقرأ الباقون بالكسر في الأحرف الثلاثة.
والوجه في جميع قد تقدم في سورة هود). [الموضح: 1014]

قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (الحُلوانيّ عن شباب عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو وعيسى الثقفي: [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهَنًا عَلَى وَهَنٍ]، بفتح الهاء فيهما.
قال أبو الفتح: الكلام هنا كالكلام فيما ذكرناه آنفا في قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ}، وعلى أنه قد حكى أبو زيد: [فَمَا وَهِنُوا]، قراءة. فقد يمكن أن يكون "الوهَن" مصدر هذا الفعل، كقولهم: وَضِرَ وَضَرًا، ووَحِرَ وَحَرًا). [المحتسب: 2/167]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف وأبي رجاء الجحدري وقتادة ويعقوب: [وَفِصَلُهُ فِي عَامَيْنِ].
قال أبو الفتح: الفصل أعم من الفصال؛ لأنه مستعمل في الرضاع وغيره، والفصلا هنا أوقع؛ لأنه موضع يختص بالرضاع. فإما الفصال مصدر فاصلته فغير هذا المعنى وإن كان الأصل واحدا. ومعنى ف ص ل قريب من معنى ف س ل؛ وذلك أن الفسل الدني من الناس، والدني هو الساقط. وإذا سقط الإنسان انقطع عن معظم ما عليه الناس، ولذلك قالوا: فيه هو ساقط. ومنقطع ومتأخر، فالمعنى إذا راجع إلى الانفصال والانقطاع). [المحتسب: 2/167]

قوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (16) إلى الآية (19) ]

{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}


قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّها إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ)
قرأ نافع وحده (مثقال حبّةٍ) رفعًا.
وقرأ الباقون (مثقال حبّةٍ) نصبًا.
قال أبو منصور: من رفع (مثقال) رفعه بـ (تك) -
وقال الفراء: والنكرة يحتمل أن لا يكون لها فعل في (كان) و(ليس) وأخواتها وقال الزجاج: الرفع علي معنى القصة، كما تقول - إنها هندٌ قائمة، وإنه زيدٌ قائم.
والتأنيث في قوله: (إن تك مثقال حبّةٍ) جاز؛ لأن المثقال أضيف إلى الحبة، فكان المعنى للحبة، فذهب التأنيث إليها.
كما قال الأعشى:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته... كما شرقت صدر القناة من الدم
[معاني القراءات وعللها: 2/270]
كأنه قال: كما شرقت القناة -
ومن نصب فقال. (إنّها إن تك مثقال حبّةٍ) فلها معنيان.
أحدهما: أن التي سألتني عنها (إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ).
والمعنى الثاني: أن فعلة الإنسان إن تك صغيرة قدر مثقال حبة -
وهذا مثل لأعمال العباد، إن الله يأتي بها يوم القيامة.
(فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره (8) ). [معاني القراءات وعللها: 2/271]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (في صخرةٍ)
يقال: إن الصخرة هاهنا هي التي تحت الأرض). [معاني القراءات وعللها: 2/271]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير (يا بني لا تشرك بالله) [لقمان/ 13] بوقف الياء، و (يا بنيّ إنّها) مكسورة الياء، ويا بني أقم الصلاة [لقمان/ 17] بنصب الياء هذه رواية ابن أبي بزّة. وأمّا قنبل فأقرأني الأولى والثالثة بوقف الياء وكسر الياء في الوسطى.
وروى حفص عن عاصم الثلاثة بفتح الياء فيهنّ. أبو بكر عن عاصم
[الحجة للقراء السبعة: 5/453]
بكسر الياء في الثالثة، وكذلك قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي. المفضّل عن عاصم: يا بني نصب في الثلاثة المواضع.
[قال أبو علي]: من قال (يا بنيّ) فأسكن في الوصل فإنّه يجوز أن يكون على قول من قال: يا غلام أقبل فلمّا وقف قال يا غلام، فأسكن الحرف للوقف، ويكون قد أجرى الوصل مجرى الوقف، وهذا يجيء في الشعر كقول عمران:
قد كنت عندك حولا لا يروّعني... فيه روائع من إنس ولا جان
فإنّما خفّف جان للقافية ثم وصل بحرف الإطلاق، وأجرى الوصل مجرى الوقف وهذا لا نعلمه جاء في الكلام، ومن قال: (يا بني إنها) [لقمان/ 16] فهو على قولك: يا غلام أقبل، وهذا حسن لأنّ المستحسن في هذه الياء أن تحذف من المنادى لوقوعها موقع التنوين، وكونها بمنزلته، والتنوين يحذف في النداء فكذلك هذه الياء تحذف فيه.
ومن قال: يا بني ففتح الياء، فإنّه على قولك يا بنيّا فأبدل من ياء الإضافة ألفا، ومن الكسرة فتحة وعلى هذا حمل أبو عثمان قول من
[الحجة للقراء السبعة: 5/454]
قال: (يا أبت لم تعبد) [مريم/ 42] ويرى إبدال الألف من الياء مطّردا [في هذه الياءات] وقد تقدم ذكر ذلك فيما سلف من هذا الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/455] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: (إنها إن تك مثقال حبة) [لقمان/ 16] رفعا، ونصب الباقون اللام.
[الحجة للقراء السبعة: 5/455]
[قال أبو علي]: من نصب فقال: إن تك مثقال حبة فاسم كان ينبغي أن تكون: المظلمة، المعنى: إن تك المظلمة أو السيئة مثقال حبة من خردل أتى الله بها، وأثاب عليها، أو عاقب، إن لم يكن قد كفر، أو أحبط. ومن قال: إنّها إن تك مثقال حبة، فألحق علامة التأنيث الفعل، والفاعل مثقال المذكّر، فلأنّ المثقال هو السيئة أو الحسنة فأنّث على المعنى كما قال: فله عشر أمثالها [الأنعام/ 160] فأنث وإن كان الأمثال مذكّرا، لأنّه يراد به الحسنات، فحمل على المعنى، فكذلك المثقال. فإن قلت: فما وجه قوله سبحانه: فتكن في صخرة [لقمان/ 16]؟
وإذا كانت في صخرة فلا يخلو من أن تكون في الأرض، وإذا حصل بكونه في صخرة كائنة في الأرض أغنى: «أو في الأرض» عن قوله: «فتكن في صخرة». قيل: إنّ هذا النحو من التأكيد والتكرير لا ينكر، وعلى هذا قوله تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق [العلق/ 1] ثم قال: خلق الإنسان [العلق/ 2] فكذلك وصفت المظلمة بكونها في صخرة أخفى لها، وأغمض لمكانها ففيه تأكيد وتثبيت أن هذه المظالم لا تخفى عليه سبحانه، ولن يدع أن يثيب أو يعاقب عليها). [الحجة للقراء السبعة: 5/456]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عبد الكريم الجزري: [فَتَكِنْ فِي صَخْرَة]، بكسر الكاف.
قال أبو الفتح هذا من قولهم: وكن الطائر: إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلا، وهي أيضا عشه الذي يبيض فيه، ووكره. ومنه قوله:
وقد أغتدى والطير في وكناتها
وقد وكن يكن وكونا فهو واكن، وجمعه وكون، كقاعد وقعود. قال:
يذكرني سلمى وقد حال دونها ... حمام على بيضاتهن وكون
وكأنه من مقوب الكون؛ لأن الكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تكون في منزله واستقر). [المحتسب: 2/168]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل}
وقرأ نافع {يا بني إنّها إن تك مثقال حبّة} بالرّفع جعل {كان} بمعنى حدث ووقع أي إن وقع مثقال حبّة كقوله {وإن كان ذو عسرة} فإن قيل لم قلت {تك} بالتّاء والمثقال مذكّر قيل في ذلك إن مثقالا هو السّيئة أو الحسنة فأنث على المعنى وقال الفراء جاز تأنيث {تك} والمثقال مذكّر لأنّه مضاف إلى الحبّة والمعنى للحبة فذهب التّأنيث إليها
وقرأ الباقون إن تك مثقال نصب فاسم كان ينبغي أن يكون المظلمة أو الحسنة المعنى إن تكن المظلمة أو الحسنة مثقال حبّة من خردل). [حجة القراءات: 565]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {إن تك مثقال حبةٍ} قرأ نافع برفع «مثقال» ونصب الباقون.
وحجة من رفع أنه جعل «كان» بمعنى وقع تامة لا تحتاج إلى خبر، فرفع «المثقال» بها، وأتى الفعل بلفظ التأنيث حملًا على المعنى؛ لأن المثقال بمعنى المظلمة أو السيئة أو الحسنة، فأتت على المعنى، كما قال: {فله عشر أمثالها} «الأنعام 160» فأتت على معنى الأمثال، لأنها حسنات في المعنى، وقيل التقدير: فله عشر حسنات أمثالها، ولو حمل على اللفظ لقيل: فله عشرة أمثالها؛ لأن لفظ الأمثال مذكر، وكذلك قوله {إن تك مثقال} في قراءة من رفع حمل التأنيث على المعنى.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/188]
6- وحجة من نصب أنه جعل «كان» ناقصة، تحتاج إلى اسم وخبر، فأضمر فيها اسمها، ونصب «مثقالًا» على الخبر والتقدير: إن تكن المظلمة أو السيئة أو الحسنة قدر مثال حبة من خردل أتى الله بها، للمجازاة عليها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/189]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ} [آية/ 16] بالرفع في {مِثْقَال}:
قرأها نافع وحده.
والوجه أن قوله {مِثْقَالُ} فاعل {تَكُ}، وكان ههنا هي التامة، ولا تحتاج إلى خبرٍ، والمعنى إن تقع مثقال حبةٍ.
وأما تأنيث الفعل؛ فلأن {مِثْقَال} مضاف إلى {حَبَّةٍ}، ومثقال حبةٍ حبةٌ، كما يقال: ذهبت بعض أصابعه، فيؤنث الفعل؛ لأن بعض الأصابع أصبعٌ، قال الشاعر:
120- إذا بعض السنين تعرقتنا
وقد سبق ذكره، وإنما أنث الفعل؛ لأن بعض السنين سنةٌ، وقال الأعشى:
121- وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
[الموضح: 1014]
أراد: شرقت القناة، فهذا وجه تأنيثه.
وعن أبي علي: إن {مِثْقَالُ حَبَّةٍ} ههنا حسنةٌ أو سيئةٌ، فأنث على المعنى.
وقرأ الباقون {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} بالنصب.
والوجه أن كان على هذا ناقصةٌ، وهي المحتاجة إلى الخبر، واسمها مضمر، و{مِثْقَالَ حَبَّةٍ} خبرها، والتقدير: إن كانت المظلمة أو السيئة مثقال حبة). [الموضح: 1015]

قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)}
قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تصعّر خدّك للنّاس (18)
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب (تصعّر) بغير ألف.
وقرأ الباقون (ولا تصاعر) بألف.
[معاني القراءات وعللها: 2/269]
قال الفراء: يقال: صعر خده، صاعره، ومعناهما: الإعراض تكبرًا، ومثله ضعف الشيء وضاعفه). [معاني القراءات وعللها: 2/270]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله عزّ وجلّ: ولا تصعر خدك للناس [لقمان/ 18] فقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر: ولا تصعر بغير ألف.
وقرأ الباقون: (تصاعر) بألف.
[قال أبو علي]: يشبه أن يكون: (ولا تصعر)، (ولا تصاعر) بمعنى كما قال سيبويه في: ضعّف وضاعف. وقال أبو الحسن: لا تصاعر: لغة أهل الحجاز، ولا تصعّر: لغة بني تميم. والمعنى فيه: لا تتكبر على الناس ولا تعرض عنهم تكبرا عليهم. قال أبو عبيدة: وأصل هذا من الصّعر الذي يأخذ الإبل في رءوسها وأعناقها.
قال أبو علي: فكأنّه يقول لا تعرض عنهم، ولا تزور كازورار الذي به هذا الدّاء الذي [يكون منه في عنقه]، ويعرض بوجهه، ومثل ذلك قوله:
يهدي إليّ حياة ثاني الجيد). [الحجة للقراء السبعة: 5/455]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تصعر خدك للنّاس}
قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر {ولا تصعر خدك} بالتّشديد وقرأ الباقون (تصاعر)
قال سيبويهٍ صعر وصاعر بمعنى واحد كما تقول ضعف وضاعف). [حجة القراءات: 565]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ولا تصعر} قرأه ابن كثير وعاصم وابن عامر بغير ألف مشددًا، وقرأ الباقون بألف مخففًا، وهما جميعًا لغتان بمعنى: ولا تُعرض بوجهك عن الناس تجبرا، حكى سيبويه أن صاعر وصَعَّر بمعنى قال الأخفش: لا تصاعر بألف لغة أهل الحجاز، وبغير ألف مشددًا لغة بني تميم، وأصله من الصعر وهو داءٌ يأخذ الإبل في رؤوسها وأعناقها، فتميل أعناقها منه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/188]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَا تُصَعِّرْ} [آية/ 18] بتشديد العين من غير ألف:
قرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب.
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي {وَلَا تُصَاعِرْ} بالألف.
والوجه أن صاعر وصعَّر لغتان، كباعد وبعَّد وضاعف وضعَّف). [الموضح: 1015]

قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (20) إلى الآية (24) ]

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نعمه ظاهرةً وباطنةً)
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص، (نعمه) جماعةً - وقرأ الباقون (نعمةً) منونةً.
قال أبو منصور: من قرأ (نعمةً) فهو واحد، ومعنى النعمة: إنعامه على عبده بتوفيقه لتوحيده وإخلاصه -
ومن قرأ (نعمه) فمعناها: جميع ما أنعم الله على عباده -
قال الفراء: هذا وجه جيد؛ لأن الله قال: (شاكرًا لأنعمه اجتباه)، فهذا جمع النّعم، وهو دليل على أن (نعمه) جائز -
وأخبرني المنذري عن محمد بن يونس، قال - حدثنا عون بن عمارة عن سليمان ين عمران الكوفي عن أبي حازم عن ابن عباس في قوله: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً)
قال: الظاهرة: الإسلام.
والباطنة: ستر الذنوب.
[معاني القراءات وعللها: 2/271]
وقال غيره: الظاهرة: شهادة أن لا إله إلا الله.
والباطنة: طمأنينة القلب بشهادة أن لا إله إلا الله على ما عبّره اللسان). [معاني القراءات وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله تعالى: وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة [لقمان/ 20].
فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم نعمه جماعة، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: (نعمة) واحدة.
علي بن نصر وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو: (نعمة) واحدة، [ونعمه جماعة].
[قال أبو علي]: النعم: جمع نعمة، مثل سدرة وسدر.
فالنعم الكثير، ونعم الله تعالى كثيرة، والمفرد أيضا يدلّ على الكثرة قال [الله تعالى]: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [النحل/ 18] فهذا يدلّ على أنّه يراد به الكثرة. فأمّا قوله: ظاهرة وباطنة، فلا ترجيح فيه لإحدى القراءتين على الأخرى، ألا ترى أن النعم توصف بالظاهرة والباطنة، كما توصف النعمة بذلك، وقد جاء في التنزيل: (الكتاب، والكتب) يراد بالواحد الكثرة، كما يراد بالجمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/457]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة: [وَأَصْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً].
قال أبو الفتح: أصله السين، إلا أنها أبدلت للغين بعدها صادا، كما قالوا في سالغ: صالغ، وفي سالخ: صالح، وفي سقر: صقر، وفي السقر الصقر. وذلك أن حروف الاستعلاء تجتذب السين عن سفالها إلى تعاليهن، والصاد مستعلية، وهي أخت السين في المخرج، وأخرى حروف الاستعلاء, وهذا التقريب بين الحروف مشروح الحديث في باب الإدغام، ومنه قولهم في سطر: صطر، وفي سويق: صويق.
[المحتسب: 2/168]
وحكى يونس عنهم في السوق: الصوق، وروينا عن الأصمعي، قال: تنازع رجلان في السقر، فقال أحدهما: بالصاد، والآخر: بالسين، فتراضيا بأول من يجتاز بهما، فإذا راكب يوضع، فسألاه، فقال: ليس كما قلت ولا كما قلت، إنما هو الزقر). [المحتسب: 2/169]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} 20
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {وأسبغ عليكم نعمه} بفتح العين جمع نعمة كما تقول سدرة وسدر وحجتهم أن النعم الظّاهرة غير النعم الباطنة فهي حينئذٍ جماعة إذ كانت منوعة وقد قال جلّ وعز شاكرا لأنعمه فلم يكتف بالواحدة من الجميع فلمّا كانت
[حجة القراءات: 565]
نعم الله مختلفة بعضها في الدّين وبعضها في الأرزاق وبعضه في العوافي وغير ذلك من الأحوال قرؤوا بلفظ الجمع لكثرته واختلاف الأحوال بها
وقرأ الباقون {نعمة} وحجتهم صحة الخبر عن ابن عبّاس أنه قال هي الإسلام وذلك أن نعمة الإسلام تجمع كل خير وعنه أيضا قال شهادة أن لا إله إلّا الله باطنة في القلب ظاهرة في اللّسان وقالوا أيضا الظّاهرة شهادة أن لا إله إلّا الله والباطنة طمأنينة القلب على ما عبر لسانه وأحسن ما قيل في تفسير هذه الآية أن النّعمة الظّاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذّنوب ويجوز أن يعنى بها جماعة النعم فتؤدي الواحدة عن معنى الجمع بدلالة قوله {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ). [حجة القراءات: 566]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {نعمه} قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من جمع أن «نعم الله» جل ذكره لا تحصى كثرة، فجمع ليدل على ذلك، ودل على ذلك قوله: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} «النحل 18»، وقال: {شاكرًا لأنعمه} «النحل 121» فجمع.
8- وحجة من أفرد أن المفرد في هذا يدل على الجمع، ولذلك قال: {وإن تعدوا نعمة الله}، ولم يقل «نعم الله»، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: هي الإسلام، فهذا يدل على التوحيد، فالقراءتان بمعنى، والجمع أحب إلي؛ لأنه أدل على المعنى، وعليه المفهوم، وإليه ترجع القراءة بالتوحيد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/189]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {نِعَمَهُ ظَاهِرَةً} [آية/ 20] مفتوحة العين غير منونةٍ:
قرأها نافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه جمع نعمة، والكلمة مضافة إلى هاء ضمير الله سبحانه، وإنما جُمع؛ لأن نعم الله تعالى لا تحصى كثرةً، وأضاف إلى نفسه سبحانه ليكون أدل على الكثرة، فقد أخبر تعالى بأن النعم المضافة إليه لا تُحصى بقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا}، وانتصاب {ظَاهِرَةً} على الحال، أو على البدل من قوله {نِعَمَهُ}.
وقرأ الباقون {نِعْمَةً} ساكنة العين، منونةً، على الوحدة.
والوجه أن الكلمة وإن كانت واحدةً فإنها يجوز أن تفيد معنى الجمع، كما سبق في قوله تعالى {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ} ونحوه). [الموضح: 1016]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)}
قوله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)}
قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)}
قوله تعالى: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة لقمان
[ من الآية (25) إلى الآية (32) ]

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}


قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25)}
قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)}
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والبحر يمدّه (27)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (والبحر يمدّه) نصبًا.
وقرأ الباقون: (والبحر يمدّه) رفعًا.
قال أبو خليفة: قال محمد بن سلام: قال لي معاوية بن أبي عمرو وكان يقرأ (والبحر يمدّه).
قال أبو منصور: من نصب (البحر) عطفه على (ما) المعنى: ولو أن ما في الأرض... ولو أن البحر -
ومن رفع - فقرأ (والبحر) جعل الواو واو الحال، كأنه قال: والبحر هذه حاله، فيكون ابتداء، وخبره: (يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ)
وهذا وجه حسن). [معاني القراءات وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع الراء ونصبها من قوله جلّ وعزّ: والبحر يمده [لقمان/ 27].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: والبحر رفعا. وقرأ أبو عمرو وحده (والبحر) نصبا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/457]
قال أبو زيد أمددت القوم بمال ورجال إمدادا، وأمددت القائد بجند، ونهر كذا يمدّ نهر كذا. قال تعالى: والبحر يمده من بعده سبعة أبحر [لقمان/ 27]. وقلّ ماء ركيّتنا فمدّتها ركيّة أخرى تمدّها.
وقال أبو عبيدة: هذا مختصر سبيله كسبيل لو كتب كتاب الله بهذه الأقلام والبحر ما نفد كلام الله.
قال أبو عليّ: المراد بذلك والله أعلم: ما في المقدّر دون ما خرج منه إلى الوجود، وقال قتادة: يقول: لو كان شجر الأرض أقلاما، ومع البحر سبعة أبحر، إذا لانكسرت الأقلام، ونفد ماء البحر قبل أن تنفد عجائب الله وحكمته وخلقه وعلمه. فأمّا انتصاب البحر من قوله سبحانه: (والبحر يمده من بعده) فلأنّه معطوف على اسم إنّ وهو ما في الأرض ف (ما) اسم إن وأقلام خبرها التقدير: لو أن شجر الأرض أقلام، والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر، إذا عطفت البحر على اسم إنّ فنصبته كان خبره يمدّه، والراجع إلى البحر الضمير المنصوب [المتصل بيمدّه]. ومن رفع فقال: والبحر يمده استأنف كأنّه قال: والبحر هذه حاله فيما قال سيبويه، وإذا نصبت البحر أو رفعته فالمعنى: فكتب ما في تقدير الله لنفد ذلك قبل نفاد
[الحجة للقراء السبعة: 5/458]
المقدور، ونحو هذا من الجمل قد تحذف لدلالة الكلام عليها، كقوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق [الشعراء/ 63] والمعنى: فضرب فانفلق، ومثله: فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية [البقرة/ 196]، والمعنى: فحلق فعليه فدية، ومثله: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم [النمل/ 28].
قالت يا أيها الملأ [النمل/ 29] والمعنى: فذهب فألقى الكتاب فقرأته المرأة أو قرئ عليها فقالت: يا أيّها الملأ، ومثل ذلك فيما يحذف لدلالة الفحوى عليه في غير موضع. وقال بعض أهل النظر:
ليس هذا على الكلام ولكنّ المراد أنّ وجه الحكمة وتأمّل عجيب الصّنعة وإتقانها لا ينفد، وليس المراد الكلام). [الحجة للقراء السبعة: 5/459]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَبَحْرٌ يُمِدُّهُ]، وهي قراءة طلحة بن مصرف.
وقرأ جعفر بن محمد: [والبَحْرُ مِدَادُه].
وقرأ الأعرج الحسن: [والبَحْرُ يُمِدُّه]، برفع الياء.
قال أبو الفتح: في إعراب هذه الآية نظر؛ وذلك أن هناك حذفا، فتقديره: فكتب بذلك كلمات الله ما نفدت، فحذف ذلك للدلالة عليه، كما أن قوله {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ}، أي: فحلق فعليه فدية، فاكتفي بالمسبب، وهو الفدية من السبب، وهو الحلق، ونظائره كثيرة في القرآن وفصيح الكلام.
وأما رفع "بحر" فالابتداء، وخبره محذوف، أي: وهناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر. ولا يجوز أن يكون "وبحر" معطوفا على "أقلام"؛ لأن البحر وما فيه من الماء ليس من حديث الشجر والأقلام، وإنما هو من حديث المداد، كما قرأ جعفر بن محمد: [والبَحرُ مِدَادُه].
فأما رفع "البحر" فإن شئت كان معطوفا على موضع "أن" واسمها وإن كانت مفتوحة، كما عطف على موضعها في قوله سبحانه: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}، وقد ذكرنا ما في ذلك وكيف يسقط اعتراض من تعقب فيه فيما مضى. ويدل على صحة العطف هنا، وأن الواو ليست بواو حال قراءة أبي عمرو وغيره: [وَالْبَحْرَ يَمُدُّه]، بالنصب، فهذا عطف على "ما" لا محالة. ويشهد بجواز كون الواو حالا هنا قراءة طلحة بن مصرف: [وَبَحْرٌ يُمِدُّه]، أي: وهناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر، فهذه واو حال لا محالة.
[المحتسب: 2/169]
وأما [وَالْبَحْرُ يُمِدُّه]، بضم الياء فتشبيه بإمداد الجيش، يقال: مد النهر، ومده نهر آخر، وأمددت الجيش بمدد. قال الله تعالى: {مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}،
قال العجاج:
ما قري مدة قري
فأما قول الآخر:
نظرت إليها والنجوم كأنها ... قناديل مرس أوقدت بمداد
فليس من المداد الذي يكتب به، وإنما أراد هنا ما يمدها من الدهن، كذا فسروه، وليس بقوي أن تكون قراءة جعفر بن محمد: [والبَحرُ مِدَاده]، أي: زائدة فيه؛ لأن ماء البحر لا يعتد زائدا في الشجر والأقلام؛ لأن ليس من جنسه، فالمداد هناك إنما هو هذا المكتوب به بإذن الله). [المحتسب: 2/170]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} 27
قرأ أبو عمرو {والبحر يمده} بفتح الرّاء وقرأ الباقون بالرّفع
فأما النصب فعطف على {ما} والمعنى ولو أن ما في الأرض ولو أن البحر فإن سأل سائل إن من اختيار أبي عمرو أن يرفع المعطوف بعد الخبر كقوله {إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها} فالجواب في ذلك أن الكلام في {إن وعد الله حق} تمام ثمّ يستأنف {والساعة لا ريب فيها} والكلام عند قوله {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام}
[حجة القراءات: 566]
غير تامّ فأشبه المعطوف قبل الخبر وهذا من حذق أبي عمرو إنّما لم يتم الكلام لأن {لو} يحتاج إلى جواب
والرّفع على وجهين أحدهما على الاستئناف فجعل الواو واو الحال كأنّه قال والبحر هذه حاله ويجوز أن يكون معطوفًا على موضع {إن} مع ما بعدها). [حجة القراءات: 567]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {والبحر يمده} قرأه أبو عمرو بالنصب، ورفعه الباقون.
وحجة من نصب أنه عطفه على اسم «أن»، وهو «ما»، والخبر «أقلام».
10- وحجة من رفع أنه استأنف «البحر» فرفعه على الابتداء، و«يمده» الخبر، والجملة خبر «أن» ويدل على الرفع أن في حرف أبي: «وبحر يمده» بغير ألف ولا لا، وكذلك هو في مصحفه، فهو يدل على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/189]
الرفع، وقد ذكرنا {وأن ما يدعون} في الحج). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/190]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {وَالْبَحْرَ يَمُدُّهُ} [آية/ 27] بالنصب:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه معطوف على اسم {أَنَّ} وهو {مَا} مع صلته من قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ} و{أَقْلَامٌ} خبر أن، و{وَالْبَحْرَ} معطوف على {مَا}، فهو منصوب، كما أن {مَا} منصوب الموضع، و{يَمُدُّهُ} معطوف على الخبر مرفوع الموضع، فقد عُطف اسمٌ وخبرٌ على
[الموضح: 1016]
اسم وخبر، كما تقول: إن زيدًا في الدار وعمرًا يدخلها، والهاء في {يَمُدُّهُ} راجعة إلى البحر؛ لأنه خبر عنه، وهو جملة، والخبر إذا كان الجملة لم يكن بدٌّ من ذكرٍ يعود منه إلى ما هو خبر له.
وقرأ الباقون {وَالْبَحْرُ} بالرفع.
والوجه أنه مرفوع بالابتداء، و{يَمُدُّهُ} خبره، والكلام مستأنف، كأنه قال: والبحر هذه حاله). [الموضح: 1017]

قوله تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّ اللّه بما تعملون خبيرٌ (29)
روى عباس عن أبي عمرو (بما يعملون) بالياء، لم يروه غيره.
قال أبو منصور: والقراءة بالتاء؛ لاجتماع القراء عليها). [معاني القراءات وعللها: 2/272]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبّاس عن أبي عمرو (كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما يعملون خبير) [لقمان/ 29] بالياء لم يأت بها غيره.
[قال أبو علي]: الأبين في هذا: التاء وأن الله بما تعملون خبير، فيجازي محسنكم بإحسانه، ومسيئكم بإساءاته). [الحجة للقراء السبعة: 5/459]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (وأن ما تدعون) بالتّاء أي يا معشر العرب من الشّركاء
وقرأ الباقون بالياء والقراءة في مثل هذا الحرف بالياء لأنّه لم يعم النّاس بأنّهم كلهم كانوا يدعون من دون الله ولكن على الخواص). [حجة القراءات: 567]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} [آية/ 30] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم ص- ويعقوب.
والوجه أن التقدير: وأن ما يدعونه الكفار، أي يعبدونه من دون الله هو الباطل.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم {تَدْعُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على الخطاب موافقة لما قبله، وهو قوله تعالى {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ}، ولما بعده، وهو قوله {لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ} ). [الموضح: 1017]

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة موسى بن الزبير: [الْفُلُك]، بضم اللام.
قال أبو الفتح: حكى أبو الحسن عن عيسى بن عمران، قال: ما سمع، أو ما سمعنا: فعل إلا وقد سمعنا فيه: فعل؛ فقد يكون هذا منه أيضا، وقد ذكرناه قبل). [المحتسب: 2/170]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك: [بنِعْمَاتِ الله]، ساكنة العين، قرأها جماعة منهم الأعرج.
[المحتسب: 2/170]
قال أبو الفتح: ما كان على فعلة ففي جمعه بالتاء ثلاث لغات: فعلات، وفعلات، وفعلات: كسدرة وسدرات، وسدرات، وسدرات. وكذلك فعلة فيها الثلاث أيضا: الإتباع. والعدول عن ضمة العين إلى فتحها. والسكون هربا من اجتماع الضمتين: كغرفة وغرفات وغرفات، وغرفات.
قال أبو علي: ما يدل على أن الألف والتاء في هذا النحو في تقدير الاتصال، وأنهما ليستا كناء التأنيث في نحو: سدرة، وبسرة - اطراد الكسر في نحو: سدرات، وكسرات، وعذرات، مع عزة فعل في الواحد، يريد إبلا، وما لحق به مما لم يذكره صاحب الكتاب. ذكر ذلك عند تفسيره قول سيبويه: إنك لو سميت رجلا بذيت لقلت فيه: ذيات، بتخفيف الياء فيمن رواه هكذا. وذكر هناك أيضا صحة الواو في نحو: خطوات، ورشوات مع ضمة ما قبلها، قال: ولو كانت الألف والتاء في تقدير الانفصال لما صحت الواو في نحو: خطوات، كما لا يصح في فعلة من غزوت إذا بنيتها على التذكير فقلت: غزية؟
وأنا من بعد أرى أن تسكين عين فعلات، كنعمات وسدرات -أمثل من تسكين عين فعلات، كغرفات؛ وذلك أن صدر سدرات قليل النظير، إنما هو إبل، وإطل، وأمرأة بلز للضخمة، ومالا بال به. وصدر فعلات كثيرن كبرد، ودرج، وقرط.
ومن قال: كسرات، فأثبت كسرة السين لم يقل كذلك في رشوات؛ لأنه إن كسر الشين انقلبت الواو ياء. وكذلك مديات لا تضم ثانيها؛ لئلا تنقلب الياء واوا، فيقال: مدوات كما كان يجب في رشوات رشيات، لكنهم جنحوا فيهما إلى الإسكان الذي كان مستعملا في الصحيح العين، نحو: ظلمات، وكسرات. فأما الفتح فجائز حسن نحو: رشوات، ومديات؛ لأن حرفي العلة تصحان هنا بعد الفتحةن نحو: قنوات، وحصيات.
وأنا أرى أن إسكان عين فعلات مما جاء في الشعر من الأسماء نحو قول ذو الرمة:
أبت ذكر عدون أحشاء قلبه ... خفوقا ورفضات الهوى في المفاصل
ليس العذر فيه كالعذر في قولهم: ظبية وظبيات، وغلوة وغلوات؛ وذلك أنه
[المحتسب: 2/171]
إذا فتح العين، وأجراها على الواجب في ذلك من نحو: جفنات، وثمرات، وسفرات –لم يلزمه ما يحوج إلى الاعتذار من تصحيح اللام- وهي حرف على محرك وقبله فتحة –كما يحتاج إلى الاعتذار من ذلك في نحو: النزوان، والكروان، والنفيان، والصميان. وحكى أبو زيد في هذا الشرح: شرية وشريات، فجاءت في النثر لا على الضرورة، وهذا مما ذكرت لك فاعرفه). [المحتسب: 2/172]

قوله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة