العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة سبأ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة سبأ [ من الآية (34) إلى الآية (39) ]

تفسير سورة سبأ
[ من الآية (34) إلى الآية (39) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وما بعثنا إلى أهل قريةٍ نذيرًا ينذرهم بأسنا أن ينزل بهم على معصيتهم إيّانا، إلاّ قال مترفوها؛ كبراؤها ورؤساؤها في الضّلالة كما قال قوم محمّدٍ من المشركين له: إنّا بما أرسلتم به من النّذارة، وبعثتم به من توحيد اللّه، والبراءة من الآلهة والأنداد كافرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون} قال: هم رءوسهم وقادتهم في الشّرّ). [جامع البيان: 19/293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين * قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر فلما بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله، ما فعل فكتب اليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم فترك تجارته واتى صاحبه فقال له: دلني عليه وكان يقرأ الكتب فاتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعو قال إلى كذا وكذا، قال: أشهد أنك رسول الله قال: ما علمك بذلك قال: انه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم، فنزلت هذه الآية {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها} الآيات، فارسل اليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل تصديق ما قلت). [الدر المنثور: 12/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إلا قال مترفوها} قال: هم جبابرتهم ورؤوسهم وأشرافهم وقادتهم في الشر). [الدر المنثور: 12/221-222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إلا قال مترفوها} قال: جبابرتها). [الدر المنثور: 12/222]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولادًا وما نحن بمعذّبين (35) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وقال أهل الاستكبار على اللّه من كلّ قريةٍ أرسلنا فيها نذيرًا لأنبيائها ورسلها: نحن أكثر منكم أموالاً وأولادًا وما نحن في الآخرة {بمعذّبين} لأنّ اللّه لو لم يكن راضيًا ما نحن عليه من الملّة والعمل لم يخوّلنا الأموال والأولاد، ولم يبسط لنا في الرّزق، وإنّما أعطانا ما أعطانا من ذلك لرضاه أعمالنا، وآثرنا بما آثرنا على غيرنا لفضلنا، وزلفةٍ لنا عنده). [جامع البيان: 19/294]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، قال: يخير له). [الزهد لابن المبارك: 2/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقول اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم يا محمّد: {إنّ ربّي يبسط الرّزق} من المعاش والرّياش في الدّنيا {لمن يشاء} من خلقه {ويقدر} فيضيّق على من يشاء لا لمحبّةٍ فيمن يبسط له ذلك ولا خيرٍ فيه ولا زلفةٍ له، استحقّ بها منه، ولا لبغضٍ منه لمن قدر عليه ذلك، ولا مقتٍ، ولكنّه يفعل ذلك محنةً لعباده وابتلاءً، وأكثر النّاس لا يعلمون أنّ اللّه يفعل ذلك اختبارًا لعباده، ولكنّهم يظنّون أنّ ذلك منه محبّةٌ لمن بسط له ومقتٌ لمن قدر عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} الآية، قال: قالوا: نحن أكثر أموالاً وأولادًا، فأخبرهم اللّه أنّه ليست أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى، {إلاّ من آمن وعمل صالحًا}، قال: هذا قول المشركين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، قالوا: لو لم يكن اللّه عنّا راضيًّا لم يعطنا هذا، كما قال قارون: لولا أنّ اللّه رضي بي وبحالي ما أعطاني هذا قال: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} ). [جامع البيان: 19/294-295]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلاّ من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول جلّ ثناؤه: وما أموالكم الّتي تفتخرون بها أيّها القوم على النّاس، ولا أولادكم الّذين تتكبّرون بهم بالّتي تقرّبكم منّا قربةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عندنا زلفى} قال: قربى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} لا يعتبر النّاس بكثرة المال أو الولد، فإنّ الكافر قد يعطى المال، وربّما حبس عن المؤمن.
وقال جلّ ثناؤه: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} ولم يقل باللّتين، وقد ذكر الأموال والأولاد، وهما نوعان مختلفان لأنّه ذكر من كلّ نوعٍ منهما جمعًا يصلح فيه الّتي؛ ولو قال قائلٌ: أريد بذلك أحد النّوعين لم يبعد قوله، وكان ذلك كقول الشّاعر:

نحن بما عندنا، وأنت بما = عندك راضٍ والرّأي مختلف
ولم يقل: راضيان.
وقوله: {إلاّ من آمن وعمل صالحًا} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى، إلاّ من آمن وعمل صالحًا، فإنّه تقربهم أموالهم وأولادهم بطاعتهم اللّه في ذلك وأدائهم فيه حقّه إلى اللّه زلفى دون أهل الكفر باللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {إلاّ من آمن وعمل صالحًا} قال: لم تضرّهم أموالهم ولا أولادهم في الدّنيا للمؤمنين، وقرأ: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} فالحسنى: الجنّة، والزّيادة: ما أعطاهم اللّه في الدّنيا لم يحاسبهم به، كما حاسب الآخرين، فـ{من} على هذا التّأويل نصب بوقوع تقرّب عليه.
وقد يحتمل أن يكون من في موضع رفعٍ، فيكون كأنّه قيل: وما هو إلاّ من آمن وعمل صالحًا.
وقوله: {فأولئك لهم جزاء الضّعف} يقول: فهؤلاء لهم من اللّه على أعمالهم الصّالحة الضّعف من الثّواب، بالواحدة عشر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا} قال: بأعمالهم قال: بالواحدة عشرٌ، وفي سبيل اللّه بالواحدة سبعمائةٍ.
وقوله: {في الغرفات آمنون} يقول: وهم في غرفات الجنّات آمنون من عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/295-297]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله زلفى قال قربى). [تفسير مجاهد: 528]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون * والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {عندنا زلفى} قال: قربى). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: لا تعتبروا الناس بكثرة المال والولد وان الكافر يعطى المال وربما حبسه عن المؤمن). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن طاووس أنه كان يقول: اللهم ارزقني الايمان والعمل وجنبني المال والولد فاني سمعت فيما أوحيت {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى} ). [الدر المنثور: 12/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). [الدر المنثور: 12/222-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا} قال: بالواحد عشرا وفي سبيل الله بالواحد سبعمائة). [الدر المنثور: 12/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال: اذا كان المؤمن غنيا تقيا آتاه الله أجره مرتين، وتلا هذه الآية {وما أموالكم} إلى قوله {فأولئك لهم جزاء الضعف} قال: تضعيف الحسنة، أما قوله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} ). [الدر المنثور: 12/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبه والترمذي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام). [الدر المنثور: 12/223-224]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله والذين يسعون في آياتنا معجزين قال يظنون أنهم يعجزون الله ولن يعجزوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون (38) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: والّذين يعملون في آياتنا، يعني: في حججنا وآي كتابنا، يبتغون إبطاله، ويريدون إطفاء نوره مفاوتين، يحسبون أنّهم يفوتوننا بأنفسهم، ويعجزوننا {أولئك في العذاب محضرون} يعني في عذاب جهنّم محضرون يوم القيامة). [جامع البيان: 19/298]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ عن المنهال بن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: في غير إسرافٍ ولا تقتير [الآية: 39]). [تفسير الثوري: 244]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي يونس عن مجاهدٍ قال: لا يتأوّل أحدكم هذه الآية {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} يعني أن يسرف في ماله فينفقه فإن الرزق مقسوم). [تفسير الثوري: 244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده} يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من خلقه، فيوسّعه عليه تكرمةً له وغير تكرمةٍ، ويقدر على من يشاء منهم فيضيّقه ويقتره إهانةً له وغير إهانةٍ، بل محنةً واختبارًا {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} يقول: وما أنفقتم أيّها النّاس من نفقةٍ في طاعة اللّه، فإنّ اللّه يخلفها عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} قال: ما كان في غير إسرافٍ ولا تقتيرٍ.
وقوله: {وهو خير الرّازقين} يقول: وهو خير من قيل إنّه يرزق ووصف به، وذلك أنّه قد يوصف بذلك من دونه، فيقال: فلانٌ يرزق أهله وعياله). [جامع البيان: 19/298-299]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين.
أخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه أنه سأل عن قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} النفقة في سبيل الله قال: لا، ولكن نفقة الرجل على نفسه وأهله فالله بخلفه). [الدر المنثور: 12/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب المفرد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: في غير اسراف ولا تقتير). [الدر المنثور: 12/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنفقتم على أهليكم في غير اسراف ولا تقتير فهو في سبيل الله). [الدر المنثور: 12/224-225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: من غير اسراف ولا تقتير). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: اذا كان لاحدكم شيء فليقتصد ولا يتاول هذه الآية {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} فان الرزق مقسوم يقول: لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: ما كان من خلف فهو منه وربما أنفق الانسان ماله كله في الخير ولم يخلف حتى يموت، ومثلها {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} هود الآية 6 يقول: ما آتاهم من رزق فمنه وربما لم يرزقها حتى تموت). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنا إلا نفقة في بنيان أو معصية). [الدر المنثور: 12/225]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل معروف صدقة وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقي به عرضه كتب له به صدقة وكل نفقة انفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن إلا نفقة في معصية أو بنيان، قيل لابن المنكدر: وما أراد بما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة قال: ما اعطى الشاعر وذا اللسان المتقى). [الدر المنثور: 12/225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا ان بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق قال الله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} ). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان لكل يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ثم قال: اقرؤا مواضع الخلف فاني سمعت الله يقول {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} اذا لم تنفقوا كيف يخلف). [الدر المنثور: 12/226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان المعونة تنزل من السماء على قدر المؤونة). [الدر المنثور: 12/226-227]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم والترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بطرف عمامتي من ورائي، ثم قال: يا زبير إني رسول الله إليك خاصة وإلى الناس عامة أتدرون ماذا قال ربكم قلت: الله ورسوله أعلم قال: ربكم حين استوى على عرشه فنظر خلقه: عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي فلا تتبعوا فيما تكفلت لكم فاطلبوا مني أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم قال الله تبارك وتعالى: أنفق أنفق عليك وأوسع أوسع عليك ولا تضيق أضيق عليك ولا تصر فأصر عليك ولا تحزن فأحزن عليك إن باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات متواصل إلى العرش لا يغلق ليلا ولا نهارا ينزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته وعطيته وصدقته ونفقته فمن أكثر أكثر له ومن أقل أقل له ومن أمسك أمسك عليه يا زبير فكل وأطعم ولا توك فيوكى عليك ولا تحص فيحصى عليك ولا تقتر فيقتر عليك ولا تعسر فيعسر عليك يا زبير إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار وإن السخاء من اليقين والبخل من الشك فلا يدخل النارمن أيقن ولا يدخل الجنة من شك، يا زبير إن الله يحب السخاوة ولو بفلقة تمرة والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حيه، يا زبير إن الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل واليقين النافذ عند مجيء الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات والورع الصادق عند الحرام والخبيثات، يا زبير عظم الإخوان وجلل الأبرار ووقر الأخيار وصل الجار ولا تماشي الفجار، من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إلي ووصيتي إليك). [الدر المنثور: 12/227-228]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ} [سبأ: 34] من نبيٍّ ينذرهم عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة.
{إلا قال مترفوها} [سبأ: 34] جبابرتها في تفسير قتادة، والمترفون أهل السّعة والنّعمة.
{إنّا بما أرسلتم به كافرون} [سبأ: 34] فاتّبعهم على ذلك السّفلة، فجحدوا كلّهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/763]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ إلاّ قال مترفوها }: كفارها المتكبرون.)..
[مجاز القرآن: 2/149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {المترفون}: المتكبرون.) [تفسير غريب القرآن: 357]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما أرسلنا في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون (34)}
مترفوها : أولو التّرفة , وهم رؤساؤها , وقادة الشرّ , ويتبعهم السّفلة.). [معاني القرآن: 4/255]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون}
أي: رؤساؤها , ومتكبروها , وقادتتها.). [معاني القرآن: 5/419]


تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادًا} [سبأ: 35] قالوا ذلك للأنبياء والمؤمنين يعيّرونهم بالفقر وبقلّة المال.
{وما نحن بمعذّبين} [سبأ: 35] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/763]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر} [سبأ: 36]، أي: ويقتّر عليه
[تفسير القرآن العظيم: 2/763]
الرّزق، فأمّا المؤمن فذلك نظرٌ من اللّه له.
قال: {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} [سبأ: 36]، يعني: جماعة المشركين لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 2/764]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر }:يبسط: يوسع ويكثر , " ويقدر " من قول الله: " قدر عليه رزقه ".).
[مجاز القرآن: 2/149]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما أموالكم ولا أولادكم} [سبأ: 37] يقوله للمشركين.
{بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} [سبأ: 37] والزّلفى القرابة.
لقولهم للأنبياء والمؤمنين: نحن أكثر أموالا وأولادًا منكم.
- يحيى، عن بعض أصحابه، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قولكم وإلى أعمالكم».
قال: {إلا} استثنى.
{من آمن}، أي: ليس القربة عندنا إلا لمن آمن.
{وعمل صالحًا} فإنّ ذلك يقرّب إلى اللّه، وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {فأولئك لهم جزاء الضّعف} [سبأ: 37] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: تضعيف الحسنات، كقوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160] ثمّ نزل بعد ذلك بالمدينة {مثل الّذين ينفقون أموالهم في سبيل اللّه كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلةٍ مائة حبّةٍ واللّه يضاعف لمن يشاء} [البقرة: 261] ثمّ صارت بعد في الأعمال الصّالحة كلّها، الواحد سبع مائةٍ.
- وحدّثني أبو أميّة، عن الحسن، أو حمّاد بن سلمة، عن يونس بن عبيدٍ، عن
[تفسير القرآن العظيم: 2/764]
الحسن أو كلاهما، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: لأن أعلم أنّه تقبّلت منّي تسبيحةٌ واحدةٌ أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها.
- عثمان بن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن مخارق بن أحمد قال: دخلت على أبي ذرٍّ فرأيته يصلّي، يكثر الرّكوع والسّجود، فقلت له في ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من ركع ركعةً أو سجد سجدةً دخل الجنّة وكتب اللّه له بها حسنةً».
- أبو أميّة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن أبي الزّبير، عن معاذ بن جبلٍ قال: إنّ الرّجل إذا أماط الأذى عن الطّريق كتب اللّه له حسنةً، ومن كتب له حسنةً دخل الجنّة.
قال يحيى: وبلغني عن سعيد بن جبيرٍ، قال: من كتب اللّه له حسنةً دخل الجنّة.
{وهم في الغرفات} [سبأ: 37]، يعني: غرف الجنّة.
{آمنون} من النّار، ومن الموت، ومن الخروج منها، ومن الأحزان ومن الأسقام). [تفسير القرآن العظيم: 2/765]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {زلفى إلاّ من آمن...}
(من) في موضع نصب بالاستثناء, وإن شئت أوقعت عليها التقريب، أي: لا تقرّب الأموال إلاّ من كان مطيعاً, وإن شئت جعلته رفعاً، أي: ما هو إلا من آمن.
ومث:{لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليمٍ}, وإن شئت جعلت (من) في موضع نصبٍ بالاستثناء, وإن شئت نصباً بوقوع ينفع, وإن شئت رفعاً فقلت: ما هو إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.
وقوله: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي} : إن شئت جعلت (الّتي) جامعة للأموال والأولاد؛ لأن الأولاد يقع فيها (الّتي) , فلما أن كانا جمعاً صلح للّتي أن تقع عليهما, ولو قال: (باللتين) كان وجهاً صواباً, ولو قال: باللّذين كما تقول: أمّا العسكر والإبل فقد أقبلا.
وقد قالت العرب: مرّت بنا غنمان سودان، فقال: غنمان: ولو قال: غنم لجاز, فهذا شاهد لمن قال (بالتي), ولو وجّهت (التي) إلى الأموال, واكتفيت بها من ذكر الأولاد صلح ذلك، كما قال مرّار الأسدي:
نحن بما عندنا وأنت بما = عندك راضٍ والرأي مختلف
وقال الآخر:
إني ضمنت لمن أتاني ما جنى = وأبي وكان وكنت غير غدور
ولم يقل: غير غدورين, ولو قال: وما أموالكم ولا أولادكم بالذين يذهب بها إلى التذكير للأولاد لجاز.
وقوله: {لهم جزاء الضّعف}: لو نصبت بالتنوين الذي في الجزاء كان صواباً, ولو قيل: {لهم جزاء الضّعف} , ولو قلت: جزاءٌ الضّعف كما قال: {بزينةٍ الكواكب} , {وهم في الغرفات}, و{الغرفة}.). [معاني القرآن: 2/363-364]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى }: مجاز " زلفى " بما يقع على الجميع , وعلى الواحد سواء, وزلفى: قربى ومجازه مجاز المشركين يخبر عن أحدهما بلفظ الواحد منهما , ويكف عن الآخر , وقد دخل معه في المعنى , فمجازها: وما أموالكم بالتي تقربكم إلينا زلفى , ولا أولادكم أيضاً , فالخبر بلفظ أحدهما , وقد دخل معه في المعنى : ولو جمع خبرهما , لكان مجازه: وما أموالكم
ولا أولادكم بالذين يقربونكم عندنا زلفى ؛ لأن العرب إذا أشركوا بين الآدميين, والموات غلب تقدم فعل الآدميين على فعل الموات.). [مجاز القرآن: 2/150]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلاّ من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون}
وقال: {تقرّبكم عندنا زلفى}, و "زلفى" ههنا اسم المصدر , كأنه أراد: بالتي تقرّبكم عندنا إزلافا.). [معاني القرآن: 3/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({زلفى}: منزلة). [غريب القرآن وتفسيره: 308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تقرّبكم عندنا زلفى} أي : قربي , ومنزلة عندنا.


{فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا}: لم يرد فيما يرى أهل النظر - واللّه اعلم - أنهم يجازون على الواحد بواحد مثله، ولا اثنين, وكيف يكون هذا، واللّه يقول : {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}, وخيرٌ منها؟!.

ولكنه أراد لهم جزاء التضعيف. وجزاء التضعيف إنما هو مثل يضم إلى مثل، إلى ما بلغ. وكأن «الضعف»: الزيادة، أي لهم جزاء الزيادة.
ويجوز أن يجعل «الضعف» في معنى الجمع، أي لهم جزاء الأضعاف, ونحوه: {عذاباً ضعفاً في النّار}: أي: مضعف.). [تفسير غريب القرآن: 357-358]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ :{وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلّا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون (37)}
ولم يقل باللتين , ولا باللذين , ولا باللاتي، وكل ذلك جائز، ولكن الذي في المصحف : التي، والمعنى : وما أموالكم بالتي تقربكم , ولا أولادكم بالذين يقربونكم , ولكنه حذف اختصارا وإيجازا, وقد شرحنا مثل هذا.
وقوله{إلا من آمن وعمل صالحا}: موضع " من " نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم.
على معنى : ما يقرب إلا من آمن وعمل صالحا، أي: ما تقرب الأموال إلا من آمن , وعمل بها في طاعة اللّه.
{فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا}:الضعف ههنا يحتاج إلى تفسير , ولا أعلم أحدا فسّره تفسيرا بيّنا.
وجزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأويله: فأولئك لهم جزاء الضعف الذي أعلمناكم مقداره، وهو قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}
فيه أوجه في العربية، فالذي قرئ به خفض الضعف بإضافة الجزاء إليه، ويجوز :{فأولئك لهم جزاء الضّعف}: على معنى : فأولئك لهم الضعف جزاء، المعنى: في حال المجازاة، ويجوز فأولئك لهم جزاء الضعف على نصب الضعف, المعننى: فأولئك لهم أن نجازيهم الضعف.
ويجوز رفع الضعف من جهتين:
على معنى : فأولئك لهم الضعف على أن الضعف بدل من الجزاء، فيكون مرفوعا على إضمار هو، فأولئك لهم جزاء، كأنّه قال ما هو فقال: الضعف.
ويجوز النصب في الضعف على مفعول ما لم يسم فاعله على معنى : فأولئك لهم أن يجازوا الضعف.
والقراءة من هذه الأوجه كلها خفض الضعف , ورفع جزاء.). [معاني القرآن: 4/255-256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى}
المعنى : وما أموالكم بالتي تقربكم , ولا أولادكم بالذين يقربونكم , ثم حذف وقوله جل وعز: {فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا}
أي : جزاء الضعف الذي أعلمناكموه , وهو قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} .). [معاني القرآن: 5/420]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {زلفى}:أي: قربى.). [ياقوتة الصراط: 415]


تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {والّذين يسعون} [سبأ: 38] يعلمون.
{في آياتنا معاجزين} [سبأ: 38] تفسير الكلبيّ: {معاجزين} [سبأ: 38] يبطّئون النّاس عن آياتنا، أي: عن الإيمان بها ويجحدون بها.
وتفسير الحسن: يظنّون أنّهم يسبقونا حتّى لا نقدر عليهم فنعذّبهم، قال: {أولئك في العذاب محضرون} [سبأ: 38] مدخلون في تفسير الكلبيّ.
وتفسير قتادة: محضرون في العذاب، وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/765]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} [سبأ: 39] وهي مثل الأولى.
قال: {وما أنفقتم من شيءٍ} [سبأ: 39]، أي: في طاعة اللّه وهو تفسير السّدّيّ.
{فهو يخلفه وهو خير الرّازقين} [سبأ: 39] ليس، يعني: أنّه إذا أنفق شيئًا أخلف له مثله ولكن يقول الخلف كلّه من اللّه أكثر ممّا أنفق أو أقلّ، ليس يخلف النّفقة ويرزق العباد إلا اللّه.
وقال السّدّيّ: {فهو يخلفه} [سبأ: 39]، يعني: في الآخرة، أي: أن يخلفوا خيرًا في الآخرة ويعوّضكم من الجنّة.
سفيان الثّوريّ، عن الحسن، قال يحيى: أراه ابن سعدٍ عن مجاهدٍ، قال: إذا كان في يدي أحدكم ما يقيمه، فليقتصد ولا يتأوّل هذه الآية: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} [سبأ: 39] قال يحيى: وبلغني عن مجاهدٍ، قال: لا ينفق أحدكم كلّ ما في يديه، يتأوّل هذه الآية: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} [سبأ: 39].
سفيان، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ قال: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} [سبأ: 39] في غير سرفٍ ولا تقتيرٍ.
- وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن خارجة بن عبد الملك بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّه لمّا تيب عليه جاء بماله كلّه إلى النّبيّ صدقةً فقال له رسول
[تفسير القرآن العظيم: 2/766]
اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمسك عليك الشّطر فهو خيرٌ لك»). [تفسير القرآن العظيم: 2/767]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}
روى المنهال , عن سعيد بن جبير قال : في غير سرف , ولا تقتير , أي: فالله جل وعز يخلفه بالثواب.).[معاني القرآن: 5/420-421]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 10:39 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال المأمون لمحمد بن عبّاد المهلّبيّ: أنت متلافٌ. فقال: يا أمير المؤمنين، منع الموجود سوء ظنّ بالله، يقول اللّه تعالى: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرازقين} ). [عيون الأخبار: 8/175]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين * قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون}
هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عن فعل قريش وقولها، أي: هذه يا محمد سيرة الأمم، فلا يهمنك أمر قومك، و"القرية": المدينة، و"المترف": المنعم البطال الغني القليل تعب النفس والجسم، فعادتهم المبادرة بالتكذيب).[المحرر الوجيز: 7/ 189]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا} يحتمل أن يعود الضمير على "المترفين"، ويكون ذلك من قولهم مع تكذيبهم، ولما كانت قريش مثلهم أمره الله تعالى بأن يقول: {إن ربي يبسط} الآية، ويحتمل أن يعود الضمير في "قالوا" لقريش، ويكون كلام "المترفين" قد تقدم، ثم تطرد الآية بعد. ومعنى قولهم: نحن أكثر أموالا وأولادا الاحتجاج بأن الله لم يعطنا هذا وقدره لنا إلا لرضاه عنا وعن طريقتنا، ونحن ممن لا يعذب البتة; إذ الله الذي تزعم أنت علمه بجميع الأشياء وإحاطته قد قدر علينا النعم، فهو إذن راض عنا. وقال بعض المفسرين: معنى قولهم: وما نحن بمعذبين أي: بالفقر، وهذا ليس كالأول في القوة،
فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: إن الأمر ليس كما ظنوا، بل بسط الرزق وقدره معلق بالمشيئة في كافر ومؤمن، وليس شيء من ذلك دليلا على رضى الله تعالى والقرب منه; لأنه قد يعطي ذلك إملاء واستدراجا، وكثير من الناس لا يعلم ذلك كأنتم أيها الكفرة. وقرأت فرقة: "ويقدر"، وقرأت فرقة بالتشديد، وهي راجعة إلى معنى التضييق الذي هو ضد البسط). [المحرر الوجيز: 7/ 189-190]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبرهم بأن أموالهم وأولادهم ليست بمقربة من الله "زلفى"، وهي مصدر بمعنى القرب، وكأنه قال: تقربكم عندنا تقريبا، وقرأ الضحاك: "زلفى" بفتح اللام وتنوين. وقوله: {إلا من آمن} استثناء، و"من" في موضع نصب بالاستثناء. وقال الزجاج: هي بدل من الضمير في "تقربكم"، وقال الفراء: في موضع رفع، وتقدير الكلام: ما هو مقرب إلا من آمن. وقرأ الجمهور: "جزاء الضعف" بالإضافة، وقرأ قتادة: "جزاء" منونا "الضعف" رفعا، وحكى عنه الداني "جزاء" نصبا منونا "الضعف" نصبا. و"الضعف" هنا اسم جنس، أي بالتضعيف; إذ بعضهم يجازى إلى عشرة، وبعضهم أكثر صاعدا إلى سبعمائة بحسب الأعمال ومشيئة الله فيها.
وقرأ الجمهور: "في الغرفات" بالجمع، وقرأ حمزة وحده: "في الغرفة" على اسم الجنس يراد به الجمع، ورويت عن الأعمش، وهما في القراءة حسنتان. قال أبو علي: وقد يجيء هذا الجمع بالألف والتاء "الغرفات" ونحوه للتكثير، ومنه قول حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فلم يرد إلا كثرة جفان، وتأمل نقد الأعشى في هذا البيت.
وقرأ الأعشى، والحسن، وعاصم - بخلاف -: "في الغرفات" بسكون الراء). [المحرر الوجيز: 7/ 190]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون * قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}
لما ذكر تعالى المؤمنين العاملين الصالحات وثوابهم عقب بذكر ضدهم وذكر جزائهم ليظهر تباين المنازل، وقرأت فرقة: "معاجزين"، وفرقة "معجزين"، وقد تقدم تفسيرها.
و"محضرون" من الإحضار والإعداد). [المحرر الوجيز: 7/ 191]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم كرر القول ببسط الرزق وقدره تأكيدا وتبيينا، وقصد به هاهنا رزق المؤمنين، وليس سوقه على المعنى الأول الذي جلب للكافرين، بل هذا هنا على جهة الوعظ والتزهيد في الدنيا، والحض على النفقة في الطاعات، ثم وعد بالخلف في ذلك وهو بشرط الاقتصاد والنية في الطاعة ودفع المضرات وعد منجز، إما في الدنيا، وإما في الآخرة. وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك"، وفي البخاري: "أن الملك ينادي كل يوم، اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول ملك آخر: اللهم أعط ممسكا تلفا".
وأما قوله: {وهو خير الرازقين} فمن حيث يقال في الإنسان: إنه يرزق عياله، والأمير جنده، لكن ذلك من مال يملك عليهم، والله تعالى من خزائن لا تفنى، ومن إخراج من عدم إلى وجود. وقرأ الأعمش: "ويقدر" بضم الياء وشد الدال). [المحرر الوجيز: 7/ 191]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون (34) وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن بمعذّبين (35) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (36) وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون (37) والّذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون (38) قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين (39)}.
يقول تعالى مسلّيًا لنبيّه، وآمرًا له بالتّأسّي بمن قبله من الرّسل، ومخبره بأنّه ما بعث نبيًّا في قريةٍ إلّا كذّبه مترفوها، واتّبعه ضعفاؤهم، كما قال قوم نوحٍ: {أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون} [الشّعراء: 111]، {وما نراك اتّبعك إلا الّذين هم أراذلنا بادي الرّأي} [هودٍ: 27]، وقال الكبراء من قوم صالحٍ: {للّذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أنّ صالحًا مرسلٌ من ربّه قالوا إنّا بما أرسل به مؤمنون. قال الّذين استكبروا إنّا بالّذي آمنتم به كافرون} [الأعراف: 75، 76]
وقال تعالى: {وكذلك فتنّا بعضهم ببعضٍ ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه بأعلم بالشّاكرين} [الأنعام: 53]؟ وقال: {وكذلك جعلنا في كلّ قريةٍ أكابر مجرميها ليمكروا فيها} [الأنعام: 122] وقال: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها [فحقّ عليها القول]} [الإسراء: 16]. وقال هاهنا: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ} أي: نبيٍّ أو رسولٍ {إلا قال مترفوها}، وهم أولو النّعمة والحشمة والثّروة والرياسة.
قال قتادة: هم جبابرتهم وقادتهم ورؤوسهم في الشّرّ. {إنّا بما أرسلتم به كافرون} أي: لا نؤمن به ولا نتّبعه.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا هارون بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب عن سفيان عن عاصمٍ، عن أبي رزين قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى السّاحل وبقي الآخر، فلمّا بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كتب إلى صاحبه يسأله: ما فعل؟ فكتب إليه أنّه لم يتبعه أحدٌ من قريشٍ، إنّما اتّبعه أراذل النّاس ومساكينهم. قال: فترك تجارته ثمّ أتى صاحبه فقال: دلّني عليه -قال: وكان يقرأ الكتب، أو بعض الكتب-قال: فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إلام تدعو؟ قال: "إلى كذا وكذا". قال: أشهد أنّك رسول اللّه. قال: "وما علمك بذلك؟ " قال: إنّه لم يبعث نبيٌّ إلّا اتّبعه رذالة النّاس ومساكينهم. قال: فنزلت هذه الآية: {وما أرسلنا في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنّا بما أرسلتم به كافرون}] الآيات]، قال: فأرسل إليه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "إنّ اللّه قد أنزل تصديق ما قلت".
وهكذا قال هرقل لأبي سفيان حين سأله عن تلك المسائل، قال فيها: وسألتك: أضعفاء النّاس اتّبعه أم أشرافهم فزعمت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرّسل). [تفسير ابن كثير: 6/ 520-521]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى إخبارًا عن المترفين المكذّبين: {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن بمعذّبين} أي: افتخروا بكثرة الأموال والأولاد، واعتقدوا أنّ ذلك دليلٌ على محبّة اللّه لهم واعتنائه بهم، وأنّه ما كان ليعطيهم هذا في الدّنيا، ثمّ يعذّبهم في الآخرة، وهيهات لهم ذلك. قال اللّه: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] وقال: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التّوبة: 55]، وقال تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدًا. وجعلت له مالا ممدودًا. وبنين شهودًا. ومهّدت له تمهيدًا. ثمّ يطمع أن أزيد. كلا إنّه كان لآياتنا عنيدًا. سأرهقه صعودًا.} [المدثر: 11-17].
وقد أخبر اللّه عن صاحب تينك الجنّتين: أنّه كان ذا مالٍ وولدٍ وثمرٍ، ثمّ لم تغن عنه شيئًا، بل سلب ذلك كلّه في الدّنيا قبل الآخرة؛ ولهذا قال تعالى هاهنا: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر} أي: يعطي المال لمن يحبّ ومن لا يحبّ، فيفقر من يشاء ويغني من يشاء، وله الحكمة التّامّة البالغة، والحجّة الدّامغة القاطعة {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 521-522]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما أموالكم ولا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى} أي: ليست هذه دليلًا على محبّتنا لكم، ولا اعتنائنا بكم.
قال الإمام أحمد، رحمه اللّه: حدّثنا كثير، حدّثنا جعفرٌ، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إن اللّه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنّما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". [و] رواه مسلمٌ وابن ماجه، من حديث كثير بن هشامٍ، عن جعفر بن برقان، به.
ولهذا قال: {إلا من آمن وعمل صالحًا} أي: إنّما يقرّبكم عندنا زلفى الإيمان والعمل الصّالح، {فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا} أي: تضاعف لهم الحسنة بعشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ {وهم في الغرفات آمنون} أي: في منازل الجنّة العالية آمنون من كلّ بأسٍ وخوفٍ وأذًى، ومن كلّ شرٍّ يحذر منه.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا فروة بن أبي المغراء الكنديّ، حدّثنا القاسم وعليّ بن مسهر، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ في الجنّة لغرفا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها". فقال أعرابيٌّ: لمن هي؟ قال: "لمن طيّب الكلام، وأطعم الطّعام، وأدام الصّيام، [وصلّى باللّيل والنّاس نيامٌ]"). [تفسير ابن كثير: 6/ 522]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين يسعون في آياتنا معاجزين} أي: يسعون في الصّدّ عن سبيل اللّه، واتّباع الرّسل والتّصديق بآياته، {أولئك في العذاب محضرون} أي: جميعهم مجزيون بأعمالهم فيها بحسبهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 522]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل إنّ ربّي يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} أي: بحسب ما له في ذلك من الحكمة، يبسط على هذا من المال كثيرًا، ويضيّق على هذا ويقتر على هذا رزقه جدًّا، وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركها غيره، كما قال تعالى: {انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا} [الإسراء: 21] أي: كما هم متفاوتون في الدّنيا: هذا فقيرٌ مدقعٌ، وهذا غنيٌّ موسّع عليه، فكذلك هم في الآخرة: هذا في الغرفات في أعلى الدّرجات، وهذا في الغمرات في أسفل الدّركات. وأطيب النّاس في الدّنيا كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافا، وقنّعه اللّه بما آتاه". رواه مسلمٌ من حديث ابن عمرو.
وقوله: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه} أي: مهما أنفقتم من شيءٍ فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدّنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثّواب، كما ثبت في الحديث: يقول اللّه تعالى: أنفق أنفق عليك". وفي الحديث: أنّ ملكين يصيحان كلّ يومٍ، يقول أحدهما: "اللّهمّ أعط ممسكا تلفًا"، ويقول الآخر: "اللّهمّ أعط منفقًا خلفًا" وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "أنفق بلالًا ولا تخش من ذي العرش إقلالا".
وقال ابن أبي حاتمٍ عن يزيد بن عبد العزيز الطّلّاس، حدّثنا هشيم عن الكوثر بن حكيمٍ، عن مكحولٍ قال: بلغني عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "ألا إنّ بعدكم زمانٌ عضوضٌ، يعضّ الموسر على ما في يده حذار الإنفاق". ثمّ تلا هذه الآية: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين}
وقال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا روح بن حاتمٍ، حدّثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيمٍ عن مكحولٍ قال: بلغني عن حذيفة أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "ألا إنّ بعد زمانكم هذا زمانٌ عضوضٌ، يعضّ الموسر على ما في يديه حذار الإنفاق"، قال اللّه تعالى: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرّازقين}، وينهل شرار الخلق يبايعون كلّ مضطرٍّ، ألا إنّ بيع المضطرّين حرامٌ، [ألا إنّ بيع المضطرّين حرامٌ] المسلم أخو المسلم. لا يظلمه ولا يخذله، إن كان عندك معروفٌ، فعد به على أخيك، وإلّا فلا تزده هلاكًا إلى هلاكه".
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، وفي إسناده ضعفٌ.
وقال سفيان الثّوريّ، عن أبي يونس الحسن بن يزيد قال: قال مجاهد: لا يتأولن أحدكم هذه الآية: {وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه}: إذا كان عند أحدكم ما يقيمه فليقصد فيه، فإنّ الرّزق مقسومٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 522-524]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة