العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 07:39 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (56) إلى الآية (57) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ فِي فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم في الإمالة للأزرق مع مد البدل وأدغم تاء: "نَضِجَتْ جُلُودُهُم" [الآية: 56] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام، وأظهرها نافع وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما}
{نصليهم}
قراءة الجمهور {نصليهم} بضم النون وكسر الهاء من «أصلى».
- وقرأ سلام ويعقوب (نصليهم) بضم النون، والهاء على الأصل في حركة الضمير. وهي لغة الحجاز.
- وقرأ حميد بن قيس (نصليهم) بفتح النون من: صليت.
وتقدم مثل هذا عن حميد في الآية/ 30 من هذه السورة.
{وندخلهم}
قرأ ابن محيصن بإسكان اللام واختلاس ضمتها.
- وقراءة الجماعة بضم اللام.
{نضجت جلودهم}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني وهشام بخلاف عنه وورش بإظهار التاء عند الجيم.
وأدغم التاء في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني.
قال الزجاج: «الأحسن إظهار التاء ههنا مع الجيم لئلا تكثر
[معجم القراءات: 2/91]
الجيمات، وإن شئت أدغمت التاء في الجيم؛ لأن الجيم من وسط اللسان والتاء من طرفه، والتاء حرف مهموس فأدغمته في الجيم».
{جلودًا غيرها}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/92]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ظليلا} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف عند بعض، وعليه جرى عملنا، وعند آخرين {نصيرا} قبله). [غيث النفع: 514]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيه أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا}
{الصالحات سندخلهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في السين.
- وعنهما الإظهار كالجماعة.
{سندخلهم}
قراءة الجمهور {سندخلهم} بنون العظمة.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن وثاب والنخعي (سيدخلهم) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
{مطهرة}
قراءة حمزة والكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها، والفتح عن الكسائي أرجح.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وندخلهم}
قراءة الجمهور {وندخلهم} بنون العظمة.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (ويدخلهم) بالياء على سياق القراءة في الفعل الأول (سيدخلهم) ). [معجم القراءات: 2/92]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (58) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا فِي {نعما} 58 وَقد ذكرته فِي الْبَقَرَة). [السبعة في القراءات: 234]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وتقدم ذكر (نعما) في البقرة). [التبصرة: 192]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وورش، وحفص: {نعما} (58): بكسر النون والعين.
وقالون، وأبو عمرو، وأبو بكر: بكسر النون، وإخفاء حركة العين، ويجوز إسكانها، وبذلك ورد النص عنهم، والأول أقيس.
والباقون: بفتح النون، وكسر العين). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتيلا انظر، وإن اللّه يأمركم ونعما هي وأن قتلوا وأو اخرجوا) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 340] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي نِعِمَّا فِي آخِرَةِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نعما} [58] ذكر في آخر البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمركم" [الآية: 58] أبو عمرو بإسكان الراء واختلاس ضمتها، وللدوري إتمام الحركة كالباقين.
وإبدل همزتها ألفا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وإبدال الهمزة من "تؤدوا" [الآية: 59] واوا مفتوحة ورش من طريقيه وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نعما" [الآية: 58] بفتح النون وكسر العين كسرة تامة ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف، والباقون بكسر النون، وقرأ أبو جعفر بإسكان العين واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين ساكنين، وروى أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/514]
وهما صحيحان عنهم كما في النشر، قال: غير أن النص عنهم الإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم، والباقون بكسر النون والعين، واتفقوا على تشديد الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات}
{يأمركم} [58] قرأ البصري بإسكان الراء، وللدوري أيضًا اختلاسها، والباقون بضمها، وورش وسوسي على أصلهما من الإبدال). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تؤدوا} إبداله لورش لا يخفى). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({نعما} قرأ الأخوان بفتح النون، والباقون بكسرها، وقالون وبصري وشعبة باختلاس كسرة العين وإسكانها، والباقون بالكسر المحض). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا}
{يأمركم}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والسوسي وورش والأزرق وأبو جعفر واليزيدي (يامركم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في الوصل والوقف.
- والإبدال قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة على التحقيق {يأمركم}.
- وقرأ أبو عمرو من رواية السوسي، وابن محيصن {يأمركم} بسكون الراء، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبًا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد، كالضمة هنا.
- وقرأ أبو عمرو من رواية الدوري باختلاس ضمة الراء، والاختلاس هو الإتيان بثلثي الحركة، أو بأكثرها عند بعضهم.
وعكس بعضهم الرواية عن أبي عمرو فذكر رواية الإسكان للدوري، والاختلاس للسوسي.
- وروي الدوري عن أبي عمرو إتمام الحركة، وهي ضمة الراء، وذلك كقراءة الباقين، وهي رواية علي بن نصر عنه أيضًا (يأمركم).
[معجم القراءات: 2/93]
وتقدم هذا الخلاف في الآية/ 67 من سورة البقرة.
{أن تؤدوا}
قرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (أن تودوا).
- وبالإبدال في الوقف قرأ حمزة.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {أن تؤدوا}.
{الأمانات}
قراءة الجماعة {الأمانات} على الجمع.
- وقرأ عيسى بن عمر (الأمانة) على التوحيد، والمفرد يقوم مقام الجمع.
{بين الناس}
تقدمت الإمالة في {الناس} في الآية/ 8 من سورة البقرة، عن أبي عمرو من رواية الدوري.
{نعما}
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص ونافع في رواية ورش، ويعقوب والأعشى والبرجمي عن أبي بكر {نعما} بكسر النون والعين، وكسر العين جاء إتباعًا لكسر ما قبله، وهي لغة هذيل.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (نعما) بفتح النون، على الأصل؛ إذ الأصل نعم، على وزن «شهد».
- وقرأ نافع في رواية قالون وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وأبو جعفر واليزيدي والحسن (نعما) بإسكان العين،
[معجم القراءات: 2/94]
فيكون جمعًا بين ساكنين، وذكر الزجاج أن هذا شيء ينكره البصريون، ويزعمون أنه غير جائز، وذهب الأخفش إلى انه إخفاء، فهو بين الإدغام والإظهار.
- واختلس كسرة العين قالون وأبو عمرو وشعبة.
- قال في الإتحاف: «واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر، فروي عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارًا من الجمع بين الساكنين، وروي أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان، وهما صحيحان عنهم كما في النشر، قال [أي ابن الجزري]: غير أن النص عنهم الإسكان، ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم».
- والإسكان اختيار أبي عبيدة، وقال: هو لغة النبي صلي الله عليه وسلم.
وتقدمت القراءات في {نعما} في الآية/ 271 من سورة البقرة.
{بصيرً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/95]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلًا}
{في شيء}
تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20 و106.
{تؤمنون}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا في الآية/ 46، وانظر الآية/ 88 من سورة البقرة، والآية/ 185 من سورة الأعراف.
{خير}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 2/95]
{تأويلًا}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني وورش والسوسي (تاويلا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز {تأويلا} ). [معجم القراءات: 2/96]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (60) إلى الآية (63) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" وقد أمروا أن يكفروا بها " على التأنيث عباس بن الفضل في اختياره، الباقون (بِهِ) على التذكير، وهو الاختيار لموافقة المصاحف، ولأن الطاغوت المراد به كعب بن الأشرف أو حيي بن أخطب أو الشيطان). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}
{أنزل... أنزل}
قراءة الجمهور في الفعلين بضم أولهما وكسر الزاء على البناء للمفعول {أنزل... أنزل}.
- وقرأ أبو نهيك (أنزل... أنزل) بفتح أولهما على البناء للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى.
{أن يكفروا به}
قراءة الجماعة {أن يكفروا به} أي بالطاغوت، وهو مفرد.
- وقرأ عباس بن الفضل (أن يكفروا بها) بضمير المؤنث، ذهابًا بالطاغوت إلى الجمع.
وذكر العكبري أنه يذكر ويؤنث، ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث.
- قال السمين: وقرأ عباس بن الفضل (أن يكفروا بهن).
وقال الشهاب: «وقرئ بها، وبهن؛ لأن الطاغوت يكون للواحد والجمع، فإذا أريد الثاني أنث باعتبار معنى الجماعة؛ ولذا ورد
[معجم القراءات: 2/96]
تذكيره وتأنيثه» ). [معجم القراءات: 2/97]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِشْمَامُ قِيلَ لَهُمْ أَوَائِلَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({قيل} [61] لا يخفى). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}
{قيل}
قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام القاف الضم.
- وقراءة الباقين بإخلاص الكسر {قيل}.
{قيل لهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{تعالوا}
قراءة الجماعة {تعالوا} بفتح اللام، وهو أمر من «تعالى».
- وروي قتادة عن الحسن (تعالوا) بضم اللام.
- وتقدم في الآية/ 61 من آل عمران.
قال ابن جني: «... وجه ذلك أنه حذف اللام من «تعاليت» استحسانًا وتخفيفًا، فلما زالت اللام من «تعالى» ضمت لام «تعال» لوقوع واو الجمع بعدها كقولك: تقدموا وتأخروا...».
{وإلى الرسول رأيت}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في الراء.
- وعنهما الإظهار كالجماعة.
{يصدون}
قراءة الجمهور {يصدون} بالياء المفتوحة وضم الصاد من «صد» الثلاثي المضعف.
- وقرأ الحسن (يصدون) بضم الياء وكسر الصاد، من «أصد»،
[معجم القراءات: 2/97]
وهي لغة، يقال: صده وأصده). [معجم القراءات: 2/98]

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس، وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا}
{أيديهم}
قراءة يعقوب (أيديهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {أيديهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء.
{جاءوك}
قرأه بالإمالة حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام من رواية الداجوني.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الحلواني عن هشام.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر، وله أيضًا القراءة بإبدالها واوًا مع المد والقصر). [معجم القراءات: 2/98]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا (63)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا}
{في أنفسهم}
قراءة حمزة بتحقيق الهمز مع عدم السكت على الساكن قبله في الوقف.
- وعنه تحقيق الهمز مع السكت على الياء في الوقف.
- وروي عنه النقل (في نفسهم).
- وروي عنه أيضًا الإدغام (في نفسهم).
وانظر تفصيل هذه القراءات في الآية/ 234 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/98]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (64) إلى الآية (65) ]

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا}
{بإذن}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{إذ ظلموا}
اتفق القراء على إدغام الذال في الظاء.
{ظلموا}
قراءة ورش والأزرق بتغليظ اللام.
{جاءوك}
وقراءة الباقين بالترقيق.
انظر الإمالة فيه، والوقف في الآية السابقة/ 62.
{واستغفر لهم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام بخلاف عنهما.
{الرسول لوجدوا}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام). [معجم القراءات: 2/99]

قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} {لا يؤمنون}
تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الآية/ 46 من هذه السورة.
{شجر}
قراءة الجماعة {شجر} بفتح الشين والجيم.
- وقرأ أبو السمال (شجر) بفتح فسكون، وكأنه فر من توالي الحركات.
[معجم القراءات: 2/99]
وقالوا: إنه ليس بالقوي؛ لخفة الفتحة، بخلاف الضمة والكسرة، فإن السكون بدلها مطرد على لغة تميم، قال السمين: «وهي ضعيفة لأن الفتح أخو السكون».
{في أنفسهم}
تقدم حكم الهمز في الآية السابقة/ 63 من هذه السورة. وانظر الآية/ 234 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/100]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (66) إلى الآية (70) ]

{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70)}

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا فِي كسر النُّون وَضمّهَا من قَوْله {أَن اقْتُلُوا} ... {أَو اخْرُجُوا}) 66 وَكسر الْوَاو وَضمّهَا
فروى نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن أبي عَمْرو {أَن اقْتُلُوا} بِكَسْر النُّون {أَو اخْرُجُوا} بِضَم الْوَاو فِيهِ مثل قَول اليزيدي
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَابْن كثير وَنَافِع وَالْكسَائِيّ {أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم أَو} بضمهما
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة (أَن اقْتُلُوا أَو اخْرُجُوا) بِكَسْر النُّون وَالْوَاو). [السبعة في القراءات: 234]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - قَوْله {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُم} 66
كلهم قَرَأَ {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُم} رفعا إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم) نصبا وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصاحفهم). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إلا قليلا منهم} شامي). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وإلا قليلًا} [66]: نصب: دمشقي). [المنتهى: 2/654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ألا قليلاً) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو: {فتيلا انظر} (49، 50)، و: {أن اقتلوا ... أو اخرجوا} (66): بكسر الواو والنون والألف للتنوين.
والباقون: بالرفع). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {إلا قليلا منهم} (66): بالنصب، ويقف بالألف.
والباقون: بالرفع، ويقفون بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (فتيلا انظر، وإن اللّه يأمركم ونعما هي وأن قتلوا وأو اخرجوا) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 340] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر: (إلّا قليلا منهم) بالنّصب ويقف بالألف، والباقون بالرّفع ويقفون بغير ألف). [تحبير التيسير: 340]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَلِيلًا) بالنصب دمشقي غير ابن الحارث، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار لموافقة مصحف الحجاز، ولأنه استثناء من منفي فالبدل فيه أولى). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {إِلَّا قَلِيلٌ} نصب، ويقف بالألف: ابن عامر). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (601- .... .... .... .... = وَرَفْعُ قَلِيلٌ مِنْهُمُ النَّصْبَ كُلِّلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (ورفع قليل منهم): مبتدأ.
وكلل النصب: خبره.
والمفعول الذي أقيم مقام الفاعل -أعني الضمير في كلل-، هو العائد إلى (رفع قليل).
وإنما أجاز أن يقال: كلل الرفع بالنصب؛ أي جعل له كالإكليل، من قولهم: روضة مكللة: محفوفة بالنور؛ لأن الأولى عند النحويين قراءة الرفع على البدل، والنصب جائز على أصل الاستثناء.
ويجوز أن يحمل على: إلا فعلا قليلًا؛ فكأن قراءة النصب لما كانت تابعة لقراءة الرفع، أشبهت الإكليل التابع للروضة). [فتح الوصيد: 2/838]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [601] ولامستم اقصر تحتها وبها شفا = ورفع قليل منهم النصب كللا
ح: (لامستم): مفعول (اقصر)، (تحتها وبها): ظرفا (لامستم)، والهاءان: للسورة، (شفا): جملة حالية بتقدير (قد)، (رفع): مبتدأ، بمعنى المرفوع، (قليلٌ): مضاف إليه، (النصب): مفعول (كللا)، والجملة: خبر المبتدأ، أي: جعل النصب له كالإكليل، وهو التاج في الحسن والزينة.
[كنز المعاني: 2/154]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (أو لمستم النساء) في المائدة [6] تحت هذه السورة، وفي هذه أيضًا {43]: (لمستم) بالقصر من اللمس على أنه: سواء كان هو بمعنى المس كما هو رأي الشافعي، أو الجماع كما هو رأي أبي حنيفة- يكون الرجل هو البادئ بذلك القاصد له.
والباقون بألف من الملامسة بأحد المعنيين، لأن المرأة في المس
[كنز المعاني: 2/155]
والجمال تنال من الرجل مثل ما ينال منها.
وقرأ ابن عامر: {ما فعلوه إلا قليلًا منهم} [66] بنصب {قليلًا} على أصل الاستثناء، والباقون برفعه على البدل، كأنه قال: ما فعله إلا قليل). [كنز المعاني: 2/156] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}؛ فالرفع فيه هو الوجه الأقوى عند النحويين على البدل من فاعل فعلوه كأنه قال: ما فعله إلا قليل منهم ولو كان بهذه العبارة لم يكن إلا بالرفع، ومعنى اللفظين واحد، والنصب جائز على أصل باب الاستثناء كما في الإيجاب لو قلت: فعلوه إلا قليلا لم يجز إلا النصب، وقد أجمعوا على رفع: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}.
واختلفوا في: {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}.
وفيه بحث حسن سيأتي إن شاء الله تعالى، قوله: ورفع قليل؛ أي: مرفوعه وهو اللام الأخيرة كلّل النصب؛ أي: بالنصب؛ أي: جعل له كالإكليل وهو التاج أو يكون من قولهم: روضة مكللة؛ أي: محفوفة بالنور، فيكون قوله: رفع على ظاهره ليس بمعنى مرفوع؛ يعني: أن النصب في مثل هذا تابع للرفع كالنور التابع للروضة؛ لأن أصل هذا الباب عند النحويين البدل كما ذكرنا، فكأن النصب طارئ على ما هو وجه الكلام وأصله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/74]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (601 - .... .... .... .... .... = ورفع قليل منهم النّصب كلّلا
....
وقرأ ابن عامر ما فعلوه إلّا قليلا مّنهم بالنصب فتكون قراءة غيره بالرفع. ومعنى: (كلّلا) النصب جعل النصب له كالإكليل في الحسن والزينة). [الوافي في شرح الشاطبية: 246]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالنَّصْبِ، وَكَذَا هُوَ فِي مُصْحَفِ الشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ضَمِّ التَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ مِنْ فَتِيلًا انْظُرْ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ فَمَنِ اضْطُرَّ. وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ أَنِ اقْتُلُوا، أَوِ اخْرُجُوا عِنْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {إلا قليلًا منهم} [66] بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فتيلًا * انظر} [49، 50] ذكر عند {فمن اضطر} في البقرة [173]، وكذا {أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم} [66] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 494] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (565- .... .... .... .... .... = .... .... إلاّ قليلاً نصب كر
566 - في الرّفع .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (إلا قليل) يعني قوله تعالى «ما فعلوا إلا قليل منهم» بالنصب، قرأ ابن عامر والباقون بالرفع كما قيده في البيت الآتي، ولا يرد عليه قوله تعالى «لاتبعتم الشيطان إلا قليلا» الذي بعده للترتيب لأنه ذكره بعد هذا الخلاف خلافهم في «يكن» وخلافهم في «يظلمون» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 215]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حقّ) و(عمّ) الثّقل لامستم قصر = معا (شفا) إلّا قليلا نصب (ك) ر
ش: أي: قرأ ذو نون (نما) آخر الأول عاصم، و(حق) البصريان، وابن كثير لو تسوى بهم الأرض [النساء: 42] بضم التاء، والباقون بفتحها.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/271]
وقرأ ذو (عم) المدنيان وابن عامر بتثقيل السين، والباقون بتخفيفها؛ فصار الثلاثة بالفتح والتشديد. و(نما) [و] (حق) بالضم، والتخفيف، والباقون بالفتح والتخفيف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة والكسائي وخلف أو لمستم النساء هنا النساء [الآية: 43] والمائدة [الآية: 6] بالقصر، أي: حذف الألف، والباقون بإثباتها.
وقرأ ذو كاف (كر) ابن عامر ما فعلوه إلا قليلا [النساء: 66] بنصب اللام، والباقون برفعها.
وجه ضم تسوّى [النساء: 42]: أنه مضارع «سوّى» بمعنى: ساوى، بنى للمفعول، والأرض نائب فاعل، وأصله: لو يسوى الله بهم الأرض أي: يتمنون الموت، [أو أنهم لم يبعثوا] فتسوى بهم الأرض؛ لانحلالهم إلى التراب، أو يجعلون ترابا كالبهائم كقوله: كنت تربا [النبأ: 40].
ووجه التشديد: أنه مضارع تسوّت واسّوّت عليهم: استوت عليهم، والأرض فاعله.
ووجه التخفيف: حذف إحدى التاءين، أي: يودون لو ساخوا فيها.
ووجه القصر لمستم [النساء: 43، والمائدة: 6]: أنه لواحد.
ووجه مده: أنه على حد «عافاك الله» فيتحدان، أو أنه من مفاعلة المشاركة، وهو المختار؛ لأنه أظهر في الجماع.
ووجه نصب قليلا [النساء: 66]: أن الاستثناء كالموجب بجامع الوقوع بعد التمام، وعليها رسم الشامي.
ووجه رفعه: إبداله من الواو، أي: ما فعل إلا قليل وعليه المدني، والعراقي، وهو المختار؛ لأنه الفصيح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/272] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أن اقتلوا" [الآية: 66] بكسر النون وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب، وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر الواو من "أو اخرجوا" [الآية: 66] عاصم وحمزة فقط وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إلا قليل" [الآية: 66] فابن عامر بالنصب على الاستثناء، والباقون بالرفع بدل من فاعل فعلوه وهو المختار، والكوفيون يجعلونه عطفا على الضمير بإلا؛ لأنها تعطف عندهم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({أن اقتلوا} {أو اخرجوا} [66] قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر نون {أن} في الوصل، والباقون بالضم، وقرأ عاصم وحمزة بكسر واو {أو} والباقون بالضم). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({إلا قليل} قرأ الشامي بالنصب، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا}
{عليهم}
تقدمت القراءة فيه بضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة.
{أن اقتلوا أنفسكم}
قرأ أبو عمرو من رواية نصر بن علي عن أبيه عنه وعاصم وحمزة ويعقوب وسهل واليزيدي {أن اقتلوا} بكسر النون في الوصل، وذلك على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.
- وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو جعفر (أن اقتلوا) بضم النون.
والضم على الإتباع لحركة همزة الوصل في الفعل بعدها.
{أو اخرجوا}
قرأ عاصم وحمزة وسهل والمطوعي والحسن {أو اخرجوا} بكسر الواو لالتقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 2/100]
- وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو عمرو ونصر بن علي عن أبيه واليزيدي وأبو جعفر ويعقوب (أو اخرجوا) بضم الواو، على الإتباع لحركة الهمزة.
{من دياركم}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 84 من سورة البقرة.
وهي قراءة أبي عمرو والدوري عن الكسائي واليزيدي وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{ما فعلوه}
قراءة ابن كثير في الوصل بوصل الهاء بواو (فعلوهو).
- وقراءة الباقين بهاء مضمومة {فعلوه}.
{ما فعلوه إلا قليل منهم}
قراءة الجمهور {... إلا قليل} بالرفع على البدل من الواو في
[معجم القراءات: 2/101]
{فعلوه}، أو بالعطف بإلا على الضمير، وهو بالرفع في مصاحف أهل العراق، والرفع أجود عند النحاة.
- وقرأ أبي بن كعب وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وابن عامر {... إلا قليلًا} بالنصب على الاستثناء، وهو كذلك في مصاحف أهل الشام، ومصحف أنس رحمه الله.
قال العكبري: «يقرأ بالرفع بدلا من الضمير المرفوع، وعليه المعنى؛ لأن المعنى فعله قليل منهم، وبالنصب على أصل باب الاستثناء. والأول أقوى».
وقال أبو حيان: «وارتفع {قليل} على البدل من الواو في فعلوه، على مذهب البصريين، وعلى العطف على الضمير على قول الكوفيين...، ونص النحويون على أن الاختيار في مثل هذا التركيب إتباع ما بعد إلا لما قبلها في الإعراب على طريقة البدل، أو العطف باعتبار المذهبين اللذين ذكرناهما».
{خيرً}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/102]

قوله تعالى: {وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67)}

قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأشم صاد "صراطا" خلف عن حمزة، وبالسين قرأ قنبل بخلفه ورويس، وأثبت في الأصل هنا الخلف فيها لخلاد، وفيه نظر وكذا في قطعه لقنبل بالسين فليعلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({صراطا} [68] و{النبين} [69] و{حذركم} [71] كله جلي). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولهديناهم صراطًا مستقيما}
{صراطًا}
قرأ خلف عن حمزة، والمطوعي بإشمام الصاد الزاي.
- وقرأ رويس وقنبل من طريق ابن مجاهد وابن محيصن والشنبوذي (سراطًا) بالسين.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في سورة الفاتحة فارجع إليها). [معجم القراءات: 2/102]

قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَحَسُنَ أُولَئِكَ) بإسكان السين أبو السَّمَّال، وأبان بن ثعلب ونعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالإشباع، وهو الاختيار؛ لأنه أفخم). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "النبيين" [الآية: 69] بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا}
{عليهم}
تقدمت القراءة فيه بضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة.
{من النبين}
قراءة نافع بالهمز (النبيئين)، وهذه قراءته على هذا النسق في أمثاله، وتقدم في سورة البقرة الآية/ 61.
{حسن}
قرأ الجمهور {حسن} بضم السين، وهو الأصل، وهي لغة الحجاز.
- وقرأ أبو السمال العدوي (حسن) بسكون السين، وهي لغة تميم). [معجم القراءات: 2/103]

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}
{كفى}
تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 6 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/103]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (71) إلى الآية (73) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ورقق الأزرق رائي "حذركم وانفروا" بخلف عنه فيهما، فإن جمع بينهما
[إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
تحصل له بحسب الطرق ثلاثة أوجه: تفخيم الأول وترقيق الثاني وعكسه وترقيقهما، أما تفخيمهما فلا يعلم له طريق عنه حرره شيخنا رحمه الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعًا}
{حذركم}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فانفروا... أو انفروا}
قراءة الجمهور بكسر الفاء في الموضعين {فانفروا... أو انفروا}.
- وقرأ الأعمش ومجاهد بضم الفاء فيهما (فانفروا... أو انفروا).
[معجم القراءات: 2/103]
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء فيهما.
{ثبات}
- قراءة الجماعة (ثبات) بكسر التاء، وهو جمع ثبة.
وقرئ (ثباتا) بفتح التاء.
قال أبو حيان: (ولم يقرأ (ثبات، فيما علمنا إلا بكسر التاء، وانتصابه على الحال).
وقال الفراء: (وربما عربوا التاء منها بالنصب والخفض، وهي تاء جماع، ينبغي أن تكون خفضًا في النصب والخفض، فيتوهمون أنها هاء، وأن الألف قبلها من الفعل، وانشدني بعضهم:
إذا ما جلاها بالأيام تحيزت = ثباتًا عليها ذلها واكتئابها)
وقال الرضي: (وجاء في الشاذ (انفروا ثباتًا)، ولعل ذلك لأجل توهمهم تاء الجمع عوضًا من اللام) ). [معجم القراءات: 2/104]

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
فِي هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لم يخْتَلف فِيهِنَّ
قَوْله {إِنِّي تبت الْآن} 18 وَقَوله {قد أنعم الله عَليّ} 72 وَقَوله {يَا لَيْتَني كنت مَعَهم} 73). [السبعة في القراءات: 240] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَيُبَطِّئَنَّ) بإِسكان الباء من الإبطاء مجاهد، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بفتح الباء وهو الاختيار (لَيُبَطِّئَنَّ) غيره أما هو بنفسه فلم يؤمن أصلًا، يعني: المنافقين). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالُ أَبِي جَعْفَرٍ (ليبطئنَّ) فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ليبطئن} [72] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "ليبطئن" [الآية: 72] ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/515]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ليبطئن} [72] إبدال همزه ياء لحمزة لدى الوقف كذلك). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
{لَيُبَطِّئَنَّ}
- قراءة الجمهور (ليبطئن) بتشديد الطاء من (بطأ).
[معجم القراءات: 2/104]
- وقرأ مجاهد والنخعي والكلبي ويزيد والشموني (ليبطئن) بالتخفيف من (أبطأ).
- وقرأ بعضهم (ليبطئن) بضم الهمزة، وهي قراءة شاذة ذكرها أبو حيان ولم يضبط الفعل.
- وقرأ أبو جعفر (ليبطين) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف والوصل.
- وقرأ حمزة كذلك بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الوقف.
{عَلَيَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (عليه) ). [معجم القراءات: 2/105]

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {كَأَن لم تكن بَيْنكُم وَبَينه مَوَدَّة} 73
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَفْص والمفضل عَن عَاصِم {كَأَن لم تكن} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة والكسائي {يكن} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
فِي هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لم يخْتَلف فِيهِنَّ
قَوْله {إِنِّي تبت الْآن} 18 وَقَوله {قد أنعم الله عَليّ} 72 وَقَوله {يَا لَيْتَني كنت مَعَهم} 73). [السبعة في القراءات: 240] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كأن لم تكن} بالتاء مكي وحفص والبرجمي ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 227]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({كأن لم تكن}[73]: بالتاء مكي، وسلام، وسهل، ويعقوب غير روح، والبرجمي، وحفص، والمفضل، وعبد الوارث). [المنتهى: 2/654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحفص (كان لم تكن) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحفص: {كأن لم تكن} (73): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحفص [ورويس] (كأن لم تكن) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 341]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((لَيَقُولَنَّ) بضم اللام الحسن، الباقون بفتحها، وهو الاختيار قوله: (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ)، (كَأَنْ لَمْ تَكُنْ) بالتاء حفص، والمفضل وأبان والبرجمي، والْأَعْمَش، وابن صبيح، وقُتَيْبَة، والشيزري عن أبي جعفر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو غير عبد الوارث، وَرَوْحٌ، الباقون بالياء، وهو الاختيار لأن التذكير أولى بالقرآن، ولأن المودة تأنيث غير حقيقي كيف وقد حال بين الفعل والاسم حائل). [الكامل في القراءات العشر: 528]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَأَفُوزُ) بالرفع الشيزري عن أبي جعفر، الباقون نصب، وهو الاختيار على جواب التمني). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([73]- {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} بالتاء: ابن كثير وحفص). [الإقناع: 2/630]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602 - وَأَنِّثْ يَكُنْ عَنْ دَارِمٍ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([602] وأنث يكن (عـ)ن (د)ارمٍ تظلمون غيـ = ـب (شـ)هدٍ (د) إدغام بيت (فـ)ي (حـ)لا
الدارم: الذي يُقارب في مشيه الخطى، والشيخ يقارب الخطو؛ يشير إلى أن القراءة منقولة عن شيخ طعن في السن حتى قارب الخطو.
وابن كثير أيضًا دارمي، فالقراءة منقولة عن دارم لأنه منهم.
والتاء تأنيث للمودة والياء؛ لأن المودة بمعنى الود، وللفصل بين الفعل والفاعل؛ ولأن المؤنث غير حقيقي). [فتح الوصيد: 2/838]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (602- وَأَنِّثْ يَكُنْ "عَـ"ـنْ "دَ"ارِمٍ "تظْلَمُونَ غَيْـ،.. ـبُ شُهْدٍ "دَ"نَا إِدْغَامُ بَيَّتَ "فِـ"ـي "حُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/74]
يعني: "كأن لم يكن بينكم وبينه مودة".
التأنيث لأجل لفظ مودة، والتذكير لأجل الفصل الواقع بين الفعل والفاعل مع أن المودة بمعنى الود والدارم الذي يقارب الخطا في مشيه؛ أي: القراءة منقولة عن شيخ هذه صفته ودارم أيضا: اسم قبيلة من تميم وليس ابن كثير منهم، خلافا لما وقع في شرح الشيخ -رحمه الله- وقد بينا الوهم في ذلك في الشرح الكبير في ترجمة ابن كثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - وأنّث يكن عن دارم .... = .... .... .... .... ....
قرأ حفص وابن كثير: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ بتاء التأنيث. وقرأ غيرهما بياء
[الوافي في شرح الشاطبية: 246]
التذكير). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... يَكُنْ = فَأَنِّثْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: يكن فأنث واشمم باب أصدق طب ولا أي قرأ مرموز (طا) طب وهو رويس {كأن لم تكن بينكم وبينه} [73] بتأنيث الفعل وعلم من انفراده للآخرين وروح بالتذكير لأنه غير حقيقي). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وحفص ورويس {كأن لم تكن} [73] بالتأنيث، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (566- .... تأنيث تكن دن عن غفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (ش) فا
يعني قوله تعالى «كأن لم يكن بينكم وبينه مودة» قرأ بالتأنيث ابن كثير وحفص ورويس لأجل لفظ مودة، والباقون بالتذكير لأجل الفصل بين الفعل والفاعل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولمخالفة الاصطلاح قيد النصب، فقال:
ص:
في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (شفا)
ش: أي: قرأ ذو دال (دن) ابن كثير وعين (عن) حفص وغين (غفا) رويس- كأن لّم تكن بينكم وبينه مودّة [النساء: 73] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ دال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر، ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف- ولا يظلمون فتيلا [النساء: 77] بياء الغيب من الإطلاق.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح فرواه عنه أبو الطيب بالغيب.
ورواه سائر الرواة بالخطاب كالباقين.
تنبيه:
الخلاف في يظلمون الثاني [النساء: 124].
واتفقوا على غيب الذي قبل فتيلا [النساء: 77].
وجه تأنيث تكن [النساء: 73]: أنه مسند إلى مودّة [النساء: 73].
ووجه تذكيره: أنه مجازي، ومفصول، وبمعنى: الود، وهو المختار؛ [لأنه] الفصيح في مثلها.
ووجه غيب يظلمون [النساء: 77]: إسناده إلى الغائبين، وهم جماعة من الصحابة استأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد؛ مناسبة لقوله تعالى: ألم تر إلى الّذين قيل لهم [النساء: 77] وما بعده.
ووجه الخطاب: إسناده إليهم على الالتفات، أو في سياق: قل [النساء: 77]؛ مناسبة لقوله: أينما تكونوا يدرككم الموت [النساء: 78] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كَأَنْ لَمْ تَكُن" [الآية: 73] فابن كثير وحفص ورويس بالتاء وافقهم ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالتذكير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({كأن لم يكن} [73] قرأ المكي وحفص بالتاء، على التأنيث، والباقون بالياء، على التذكير). [غيث النفع: 517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عظيما} كاف وقيل تام فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند قوم، وعند بعض {عليما} قبله، وقيل {جميعا} ). [غيث النفع: 517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
{وَلَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{لَيَقُولَنَّ}
- قراءة الجمهور (ليقولن) بفتح اللام على جعل الفعل للمفرد، وهو المبطئ.
- وقراءة الحسن (ليقولن) بضم اللام، فقد أضمر فيه ضمير الجمع على معنى (من)، وهو شائع في العربية مقبول.
{كَأَنْ}
- قرأ الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
[معجم القراءات: 2/105]
{كَأَنْ لَمْ تَكُنْ}
- قرأ ابن كثير وحفص والمفضل عن عاصم ورويس وابن محيصن وسهل ويعقوب والبرجمي عن أبي بكر والشنبوذي (.. لم تكن) بالتاء على التأنيث؛ لأن بعده (مودة)، وهو مؤنث.
- وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر (.. لم يكن) بالياء على التذكير؛ لأن (مودة) مؤنث مجازي، ثم هو مفصول عن الفعل بفاصل، وهو (بينكم وبينه)، وقيل: لأن المودة بمعنى الود.
{فَأَفُوزَ}
قرأ الجمهور (فأفوز) بنصب الزاي، وهو جواب التمني في قوله تعالى: (يا ليتني..).
- وقرأ الحسن ويزيد النحوي (فأفوز) برفع الزاي عطفًا على (كنت)، أو على الاستئناف، أي: فأنا أفوز). [معجم القراءات: 2/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 10:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (74) إلى الآية (76) ]

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)}

قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (قال أبو الفضل: وقرأت عن أبي زيد إلا على اللنباني (أو يغلب فسوف يؤتيه) [74] بالياء). [المنتهى: 2/654]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) بالياء أبو زيد عن أبي عمر ووغير البناني، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة.
[الكامل في القراءات العشر: 528]
(مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ) بالياء ابن أبي عبلة، وأبو بحرية، وسهل، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو عَمْرٍو والحسن، والْجَحْدَرَيّ، وابن السَّمَّال، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وأبو عبيد، ومحمد، وَسَوْرَة وأبو ذهل، وقُتَيْبَة، والشيزري، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وهو الاختيار لقوله: (مَرْضَاتِ اللَّهِ)، الباقون بالنون، وقوله: (سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا) بالياء، وأبان والعباس، والْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ، الباقون بالنون، وهو الاختيار لما ذكرت، (فَيُقْتَلْ) بفتح الياء طَلْحَة في رواية الفياض، الباقون بضم الياء، وهو الاختيار ليميز بين الفعلين بمعنيين وهو أولى من معنى واحد). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... نُونَ يُؤْتِيِهْ حُطْ
.... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نون نؤتيه حط أي قرأ مرموز (حا) حط وهو يعقوب {فسوف نؤتيه أجرًا} [114] بنون العظمة وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه لخلف بالغيبة، واتفقوا في الحرف الأول وهو {أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا} [74] لبعد الاسم العظيم عنه فلا تحسن فيه الغيبة كحسنها في الأول لقربه فلا تتعدى هذه الترجمة إلى الأول لتقدم محله وشهرة الخلاف في هذا دون ذاك). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ مِنْ بَابِ " حُرُوفٌ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا "). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أو يغلب فسوف} [74] ذكر في حروف قربت مخارجها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم باء "يغلب فسوف" أبو عمرو وهشام وخلاد بخلف عنهما والكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الشنبوذي "يؤتيه" بالياء والجمهور بالنون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}
{فَلْيُقَاتِلْ}
- قراءة الجمهور (فليقاتل) بسكون لام الأمر.
- وقرأت فرقة (فليقاتل) بكسر اللام.
[معجم القراءات: 2/106]
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{بِالْآَخِرَةِ}
- تقدمت القراءات فيه في سورة البقرة الآية/4، وهي
- تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف.
- السكت، ترقيق الراء.
- إمالة الهاء.
{فَيُقْتَلْ}
- قراءة الجماعة (فيقتل) مبنيًا للمفعول.
- وقرأ محارب بن دثار (فيقتل) مبنيًا للفاعل.
{يَغْلِبْ فَسَوْفَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي والدوري عن حمزة والداجوني وأبو بكر بإدغام الباء في الفاء.
- وعن خلاد وهشام خلاف في ذلك.
- وبالإظهار قرأ باقي السبعة وأبو جعفر ويعقوب.
{نُؤْتِيهِ}
- قراءة الجمهور (نؤتيه) بنون العظمة.
- وقرأ الأعمش وطلحة بن مصرف والشنبوذي (يؤتيه) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (نوتيه) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على تحقيق الهمز (نؤتيه)، (يؤتيه) على ما تقدم.
[معجم القراءات: 2/107]
- وقرأ ابن كثير في الوصل (نؤتيهي) بوصل الهاء بياء على مذهبه المعروف في أمثاله.
{أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ}
- قرأ ابن مسعود (أو يغلب نؤته)، أسقط (فسوف)، وجعل (نؤته) مجزومًا على أنه جواب (من) الشرطية.
- وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو والأعمش وطلحة بن مصرف (يغلب.. يؤتيه) بالياء فيهما). [معجم القراءات: 2/108]

قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)}
{.. فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}
- قرأ ابن شهاب (في سبيل الله المستضعفين) بدون واو العطف.
قال أبو حيان: (.. فإما أن يخرج على إضمار حرف العطف، وإما على البدل من سبيل الله، أي: في سبيل الله سبيل المستضعفين؛ لأنه سبيل الله تعالى).
- وقراءة الجماعة: (في سبيل الله والمستضعفين) بواو العطف على سبيل الله، أي في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين، وقيل في التقدير غير هذا.
[معجم القراءات: 2/108]
{أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (أخرجنا من القرية التي كانت ظالمة).
{نَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/109]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 10:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (77) إلى الآية (79) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {وَلَا تظْلمُونَ فتيلا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة والكسائي {وَلَا يظْلمُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {تظْلمُونَ} بِالتَّاءِ
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي قَوْله {يُزكي من يَشَاء وَلَا يظْلمُونَ فتيلا} النِّسَاء 49 أَنه بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يظلمون فتيلاً} بالياء، مكي كوفي غير عاصم- ويزيد، وهشام). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يظلمون} [77]: بالياء مكي، كوفي غير عاصم، ويزيد، وسلام). [المنتهى: 2/655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (ولا يظلمون فتيلا أينما) الثاني بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وكلهم قرؤوا الأول بالياء). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وحمزة، والكسائي: {ولا يظلمون فتيلا} (77)، وهو الثاني: بالياء.
والباقون: بالتاء.
ولا خلاف في الأول (49): أنه بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 264] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وحمزة والكسائيّ وخلف وأبو جعفر وروح: (ولا يظلمون فتيلا) [وهو] الثّاني بالياء، [والباقون بالتّاء] ولا خلاف في الأول أنه بالياء). [تحبير التيسير: 341] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُظْلَمُونَ) بالياء مكي، وأبو جعفر وهشام في قول ابن مهران، والعراقي، والرَّازِيّ وسلام، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (أَيْنَمَا تَكُونُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602- .... .... .... تظْلَمُونَ غَيْـ = ـبُ شُهْدٍ دَنَا .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والياء في (تظلمون)، لأن قبله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم...} إلى آخره.
[فتح الوصيد: 2/838]
فالغيب رد على ذلك، والخطاب رد على قوله: {قل متع الدنيا قليلٌ}، فهو للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، أو على: وقل لهم ولا تظلمون.
وشبه قراءة الغيب بالشهد الذي دنا لسهولة معناه وظهوره، فهو حلو كالشهد الذي يتناوله مع دنو من غير بعد ولا كلفة). [فتح الوصيد: 2/839]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {أَيْنَمَا تَكُونُوا}، فقرئ بالغيب؛ ردًّا على ما قبله من قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ} إلى آخر الآية، والخطاب على الالتفات وإن كان المراد: قل لهم فالغيب والخطاب من باب قولك: قل لزيد لا يضرب ولا تضرب بالياء والتاء، ومنه ما سبق.
"قل للذين كفروا سيغلبون"، و"لا يعبدون إلا الله"، ولا خلاف في الأول أنه بالغيبة وهو: {لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - .... .... .... تظلمون غيـ = ـب شهد دنا .... .... ....
....
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: ولا يظلمون فتيلا بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وأراد الناظم: ولا يظلمون فتيلا الذي بعده أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ، والذي دلنا على أن الناظم أراد هذا الموضع: أنه ذكره بعد بيان حكم ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ، وأما وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا الذي بعده انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ فقد اتفق القراء على قراءته بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96 - وَلاَ يُظْلَمُوا أُْد يَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص- ولا يظلموا (أ)د (يـ)ـا و(حـ)ـز حصرت فنو = ون انصب وأخرى مؤمنًا فتحه (بـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) أد وهو أبو جعفر وروى مرموز (يا) وهو روح {ولا تظلمون فتيلًا أينما تكونوا} [77- 78] بالغيب كما نطق به وهو الموضع الثاني وخرج الأول وهو {يظلمون فتيلًا انظر} [49 - 50] فإنه متفق عليه وعلم من الوفاق أنه لخلف كذلك ولرويس بالخطاب على الالتفات). [شرح الدرة المضيئة: 116] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَمَا فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ رَوْحٍ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ كَذَلِكَ بِالْغَيْبِ، وَرَوَى عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ بِالْخِطَابِ كَالْبَاقِينَ. وَقَدْ رَوَى الْغَيْبَ أَيْضًا الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْ هِشَامٍ لَكِنَّهُ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْغَيْبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} فَلَيْسَ فِيهَا خِلَافٌ مِنْ طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ، وَلَا رِوَايَةٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِأَجْلِ أَنَّ قَوْلَهُ مَنْ يَشَاءُ لِلْغَيْبِ فَرَدَّ عَلَيْهِ.
وَالْعَجَبُ مِنَ الْإِمَامِ الْكَبِيرِ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ مَعَ جَلَالَتِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْخِلَافَ فِيهِ دُونَ الثَّانِي فَجَعَلَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ مُخْتَلَفًا فِيهِ وَالْمُخْتَلَفَ فِيهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وأبو الطيب عن روح {ولا تظلمون فتيلًا * أينما} [77، 78] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (566- .... .... .... .... .... = لا يظلمو دم ثق شذا الخلف شفا). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لا يظلمون) يريد قوله تعالى «ولا يظلمون فتيلا» بالغيب على اللفظ، قرأه ابن كثير وأبو جعفر وروح بخلاف عنه، وحمزة والكسائي وخلف حملا على ما قبله في قوله تعالى «ألم تر إلى الذين قيل لهم» الآية، والباقون بالخطاب على الالتفات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولمخالفة الاصطلاح قيد النصب، فقال:
ص:
في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا = لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (شفا)
ش: أي: قرأ ذو دال (دن) ابن كثير وعين (عن) حفص وغين (غفا) رويس- كأن لّم تكن بينكم وبينه مودّة [النساء: 73] بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
وقرأ دال (دم) ابن كثير وثاء (ثق) أبو جعفر، ومدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف- ولا يظلمون فتيلا [النساء: 77] بياء الغيب من الإطلاق.
واختلف عن ذي شين (شذا) روح فرواه عنه أبو الطيب بالغيب.
ورواه سائر الرواة بالخطاب كالباقين.
تنبيه:
الخلاف في يظلمون الثاني [النساء: 124].
واتفقوا على غيب الذي قبل فتيلا [النساء: 77].
وجه تأنيث تكن [النساء: 73]: أنه مسند إلى مودّة [النساء: 73].
ووجه تذكيره: أنه مجازي، ومفصول، وبمعنى: الود، وهو المختار؛ [لأنه] الفصيح في مثلها.
ووجه غيب يظلمون [النساء: 77]: إسناده إلى الغائبين، وهم جماعة من الصحابة استأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد؛ مناسبة لقوله تعالى: ألم تر إلى الّذين قيل لهم [النساء: 77] وما بعده.
ووجه الخطاب: إسناده إليهم على الالتفات، أو في سياق: قل [النساء: 77]؛ مناسبة لقوله: أينما تكونوا يدرككم الموت [النساء: 78] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم يضعفها [النساء: 40]، وإبدال رياء الناس [النساء: 38] ونعمّا [النساء: 58، والبقرة: 27]، وإشمام قيل لهم [النساء: 61، 77]، وإبدال أبي جعفر ليبطين [النساء: 72] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/273] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا، أَيْنَمَا" [الآية: 77] فابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح من طريق أبي الطيب وخلف بالغيب، وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالخطاب.
واتفق على غيب الأول وهو قوله تعالى: "يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُون" [الآية: 77، 78] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فليقاتل في سبيل الله الذين}
{قيل} [77] لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({عليهم القتال} قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({لم} خلاف البزي في إثبات هاء السكت إن وقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ولا تظلمون فتيلا} قرأ المكي والأخوان بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب، وهذا هو الذي أراد بقوله: تظلمون غيب شهد دنا.
وإنما لم يقيده لذكره بعد {قليل}، فاكتفى بذلك عن التقييد، وأما الأول وهو {ولا يظلمون فتيلا انظر} فليس فيه خلاف من طريق من الطرق، ولا رواية من الروايات). [غيث النفع: 519]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}
{قِيلَ}
- تقدم الإشمام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة والبقرة، وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{قِيلَ لَهُمْ}
- تقدم إدغام اللام في اللام، وانظر الآيتين/11 و59 من سورة البقرة،
وانظر الآية/61 من هذه السورة: النساء.
{الصَّلَاةَ}
- تقدم في الآية/43 من هذه السورة تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن (عليهم القتال) بكسر الهاء وضم الميم، ووجهه مناسبة الهاء للياء، وتحريك الميم بالحركة الأصلية، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (عليهم القتال) بكسر الهاء والميم، أما كسر الهاء فلمناسبة الياء، وأما كسر الميم فعلى أصل التقاء الساكنين.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش ويعقوب (عليهم القتال)
[معجم القراءات: 2/109]
بضمهما؛ لأن الميم حركت بحركة الأصل وضم الهاء إتباعًا لها.
- وأما في الوقف فكلهم على أسكان الميم (عليهم).
وحمزة ويعقوب بضم الهاء مع أسكان الميم.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في الآية/246 من سورة البقرة.
{رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ}
- قرأ يعقوب والبزي بخلاف عنه (ربنا لمه..) بهاء السكت في الوقف.
- وقراءة الباقين (ربنا لم..) بغير هاء في الوقف.
- والهاء ساقطة في الوصل عند الجميع.
{الْقِتَالَ لَوْلَا}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}
- قرأ ابن مسعود (لولا أخرتنا إلى أجل قريب فنموت حتف أنفنا ولا نقتل فتسر بذلك الأعداء).
وهذه القراءة وما شابهها تحمل على التفسير.
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{وَالْآَخِرَةُ}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة.
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{اتَّقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/110]
{وَلَا تُظْلَمُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (ولا تظلمون) بتاء الخطاب على الالتفات.
- وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير وخلف وأبو جعفر وهشام وابن مجاهد وروح وابن محيصن والأعمش والحلواني وابن ذكوان (ولا يظلمون) بياء الغيبة). [معجم القراءات: 2/111]

قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُدْرِكْكُمُ) بإظهار الكافين مع إسكان الأول اختيار الزَّعْفَرَانِيّ برفعهما طَلْحَة وعنه بالنصب، الباقون بكاف واحدة مشددة، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَقْفِ عَلَى فمال مِنْ بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فمال هؤلاء} [78] ذكر في باب الوقف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على ما من مال في مواضعه الأربعة أبو عمرو دون اللام على ما نص عليه الشاطبي وجمهور المغاربة، واختلف فيه عن الكسائي فيه على اللام، أو ما، ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على ما لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا
[إتحاف فضلاء البشر: 1/516]
وحكما كما اختاره في النشر، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر، ثم إذا وقف على ما أو اللام اضطرارا أو اختيارا بالموحدة، امتنع الابتداء بقوله تعالى: لهذا وهذا، وإنما يبتدأ فمال هؤلاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فمال} [78] الوقف فيها على (ما) دون اللام للبصري، واختلف عن علي فقيل كذلك، وقيل على اللام، والباقون يقفون على اللام، قال المحقق: (والأصح جواز الوقف على (ما) للجميع، لأنها كلمة برأسها، ولأن كثيرًا من الأئمة والمؤلفين لم ينصوا فيها عن أحد بشيء، فصار كسائر الكلمات المفصولات، وأما الوقف على اللام فيحتمل لانفصالها خطا، ولم يصح في ذلك عندنا نص عن الأئمة) اهـ.
[غيث النفع: 519]
ولا ينبغي الوقف عليه إلا من ضرورة، لأن فيه كما قال الصفاقسي في إعرابه قطع المبتدأ عن الخبر والجار عن المجرور). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)}
{يُدْرِكُكُمُ}
- قرأ طلحة بن سليمان (يدرككم) برفع الكافين.
وخرجه أبو الفتح على حذف فاء الجواب أي: فيدرككم الموت، وهي عند أبي حيان قراءة ضعيفة.
وقال ابن مجاهد: (وهذا مردود في العربية).
وقال ابن جني: (هو لعمري ضعيف في العربية، وبابه الشعر والضرورة، إلا أنه ليس بمردود؛ لأنه قد جاء عنهم، ولو قال [أي
[معجم القراءات: 2/111]
ابن مجاهد]: مردود في القرآن لكان أصح معنى؛ وذلك أنه على حذف الفاء، كأنه قال: فيدرككم الموت..).
- وقراءة الجماعة (يدرككم) بسكون الكاف الأولى، على أنه جواب الشرط.
- وقرأه الحسن بفتح الكاف (يدرككم)، وهي رديئة.
{مُشَيَّدَةٍ}
- قراءة الجماعة (مشيدة) بالياء المشددة المفتوحة، وضم الميم في أوله، اسم مفعول بمعنى مرفوعة أو مجصصة.
- وقرأ نعيم بن ميسرة (مشيدة) بالياء المشددة المكسورة والميم المضمومة، وصفًا لها بفعل فاعلها مجازًا كما قيل: قصيدة شاعرة، وإنما الشاعر ناظمها.
- وقرأ مجاهد (مشيدة) بفتح الميم وتخفيف الياء، من شاد القصر إذا رفعه أو طلاه بالشيد، وهو الجص.
وهذا مثل قوله تعالى: (وقصر مشيد).
{مِنْ عِنْدِكَ قُلْ}
- إدغام الكاف في القاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{فَمَالِ هَؤُلَاءِ}
- اتفق كتاب المصاحف على رسم هذه اللام مقطوعة (فمال) مع أنها حرف جر، واختلف القراء في الوقف عليها:
[معجم القراءات: 2/112]
- وقف أبو عمرو من رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه والكسائي بخلاف عنه على (فما).
- ووقف بقية القراء على اللام (فمال) اتباعًا للخط، وهو الوجه الثاني عن الكسائي.
قال الفراء: (ولاتصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام؛ لأنها خافضة).
- وقال النحاس: (واللام متصلة عند البصريين والفراء لأنها لام خفض، وحكى ابن سعدان انفصالها).
وقال أبو حيان: (ولا ينبغي تعمد ذلك [أي الوقف]؛ لأن الوقف على (فما) فيه قطع عن الخبر، وعلى اللام فيه قطع عن المجرور دون حرف الجر، وإنما يكون ذلك لضرورة انقطاع النفس).
وقال العكبري: (ومن القراء من يقف على اللام من قوله (فمال هؤلاء)، وليس موضع وقف، واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء، وهي خبر المبتدأ).
وقال ابن الجزري: (وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها، فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم؛ حيث لم يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسًا.
ويحتمل ألا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
وأما الوقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظًا وحكمًا ورسمًا، وهذا هو الأشبه عندي
[معجم القراءات: 2/113]
بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضًا، وآخذ به؛ فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا..).
{هَؤُلَاءِ}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فصورة الوقف عنده على ما يلي:
أ- الهمزة الأولى:
- التسهيل مع المد والقصر.
- الإبدال واوًا مع المد والقصر.
- المد مع التحقيق.
ب- الهمزة الثانية:
وله في الثانية خمسة أوجه أيضًا:
- إبدالها ألفًا مع المد والتوسط والقصر.
- تسهيلها مع المد والقصر.
- ولهشام في الهمزة الثانية ما ذكر عن حمزة.
{لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}
- قرأ تميم بن حذلم (لا يكادون يفقهون حديثًا) بضم الياء مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 2/114]

قوله تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمِنْ نَفْسِكَ) بفتح الميم ميمونة عن أبي جعفر، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لقوله: (فَمِنَ اللَّهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)}
{فَمِنَ اللَّهِ}
- روى كرداب عن يعقوب (.. فمن الله) بتشديد النون ورفعها ونصب الميم وخفض اسم الله.
[معجم القراءات: 2/114]
{فَمِنْ نَفْسِكَ}
- قرأت عائشة رضي الله عنها، وكرداب عن يعقوب (فمن نفسك).
من: استفهام معناه الإنكار.
أي: فمن نفسك حتى ينسب إليها فعل؟
والمعنى: ما للنفس في الشيء فعل.
- وفي مصحف ابن مسعود، وقراءة ابن عباس (فمن نفسك وإنما قضيتها عليك).
قالوا: وهذه قراءة تحمل على التفسير.
- وحكى أبو عمرو أنها في مصحف ابن مسعود وقراءة أبي وابن عباس (فمن نفسك وأنا كتبتها عليك)، ورواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس، وهي عند النحاس قراءة على التفسير.
قال القرطبي: (هذه قراءة على التفسير أثبتها أهل الزيغ في القرآن).
وذكر أنه رواها ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس وأبي وابن مسعود.
والحديث بذلك عن ابن مسعود وأبي منقطع؛ لأن مجاهدًا لم ير عبد الله ولا أبيًا. كذا عند القرطبي.
- وروي أن ابن مسعود وأبيًا قرأا: (فمن نفسك وأنا قدرتها عليك).
- وقرأ ابن مسعود (.. وأنا عددتها عليك).
- وحكى الكسائي عن بعضهم (فمن نفسك).
[معجم القراءات: 2/115]
كذا ضبط فيه بفتح الفاء، ولا أعلم أهو قراءة أو هو جائز لغة.
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات: 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين: 45، 50 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/116]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 10:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (80) إلى الآية (82) ]

{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)}

قوله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تولى" [الآية: 80] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا كفى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}
{تَوَلَّى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم في الآية/6 من هذه السورة كسر الهاء وضمها). [معجم القراءات: 2/116]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا فِي إدغام التَّاء وإظهارها من قَوْله {بَيت طَائِفَة} 81
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة {بَيت طَائِفَة} مدغما
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {بَيت طَائِفَة} بِنصب التَّاء غير مدغمة). [السبعة في القراءات: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بيت طائفة} [81]: مدغم: أبو عمرو، وحمزة، وزيدٌ طريق البخاري). [المنتهى: 2/655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة (بيت طائفة) بالإدغام، وقرأ الباقون بفتح التاء والإظهار، وهو اختيار أبي أيوب الخياط). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وحمزة: {بيت طائفة منهم} (81): بإدغام التاء في الطاء.
والباقون: بفتح التاء، من غير إدغام). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو وحمزة: بيت طائفة منهم) بإدغام التّاء في الطّاء والباقون بفتح التّاء من غير إدغام). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} مدغم: أبو عمرو وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (602- .... .... .... .... = .... إِدْغَامُ بَيَّتَ فِي حُلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وإنما كان (إدغام بيت في حلا)، وهو جمع حلية، لأن التاء من مخرج الطاء، والطاء أقوى منها.
وإدغام الأضعف في الأقوى حسن، لأنه تقويةٌ له، فيصير بالتقوية في حلى.
وكره ذلك أبو عبيد وأصحاب الاختيار وقال: لأن ترك الإدغام ممكن). [فتح الوصيد: 2/839]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [602] وأنث يكن عن دارم تظلمون غيـ = ـب شهدٍ دنا إدغام بيت في حلا
ب: (الدارم): الذي يقارب الخطا، أو قبيلة من تميم، (الشهد): العسل.
ح: (يكن): مفعول (أنث)، (عن دارمٍ): في محل الحال، أي: منقولًا عنه: (يظلمون): مبتدأ، و(غيب): مبتدأ ثانٍ، (شهد): مضاف إليه، (دنا): صفته، والخبر: محذوف، أي: فيه، (إدغام): مبتدأ، (بيت): مضاف إليه، (في حلا): خبر.
ص: قرأ حفص وابن كثير: {كأن لم تكن بينكم وبينه مودةٌ} بتأنيث {تكن}؛ لأن الفاعل مؤنث وهو المودة، والباقون بتذكيره لأنه غير حقيقي، ولا سيما وقد فصل بينهما.
[كنز المعاني: 2/156]
ومعنى (عن دارم)، عن شيخ متقارب الخطى في القراءة ليس ببعيد عنها، أو عن شيخ من قبيلة تميم، لما نقل: أن ابن كثير منهم.
وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير: (ولا يظلمون إلا فتيلًا) [77] بباء الغيبة راجعًا إلى {الذين} في: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} [77]، والباقون بتاء الخطاب على الالتفات، أو لأن قبله: {قل متاع الدنيا} [77].
والمعنى: قراءة الغيبة حلوة غير بعيدة، أي: سهلة قريبة التوجيه.
وقرأ حمزة وأبو عمرو: {بيت طائفةٌ منهم} [81] بإدغام التاء في الطاء، وإنما ذكر مع أن أصل أبي عمرو إدغام المتقاربين لموافقة حمزة إياه). [كنز المعاني: 2/157] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما "بَيَّتَ طَائِفَةٌ"، فأبو عمرو على أصله في إدغامه، ووافقه حمزة فيه كما وافقه في مواضع أخر تأتي في أول سورة "والصافات"، ولولا حمزة لما احتاج إلى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/75]
ذكر هذا الحرف لأبي عمرو هنا بل كان ذلك معلوما من إدغام الحرفين المتقاربين، فلما احتاج إلى ذكره لأجل حمزة رمز لأبي عمرو معه خشية أن يظن أنه لحمزة وحده، ولهذا نظائر سابقة ولاحقة، وكان يلزمه مثل ذلك في أول "والصافات" فلم يفعله، وقد قيل إن إدغام: "بَيَّتَ طَائِفَةٌ" ليس من باب الإدغام الكبير بل من الصغير، والتاء ساكنة للتأنيث مثل: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ}.
وقد ذكرنا وجه هذا القول على بعده في الشرح الكبير في باب الإدغام، وفي هذا البيت ثلاث مسائل وصلها بغير واو فاصلة بينها؛ إذ لا ريبة في ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (602 - .... .... .... .... .... = .... .... إدغام بيّت في حلا
....
وقرأ حمزة وأبو عمرو بإدغام تاء بَيَّتَ في طاء طائِفَةٌ وقرأ بإظهارها الباقون. وقد يقال علم من باب إدغام المتقاربين أن السوسي يدغم التاء في الطاء مثل بَيَّتَ طائِفَةٌ، فكان ينبغي للناظم أن يقتصر هنا على بيان مذهب حمزة والدوري عن أبي عمرو؛ لأن مذهب السوسي قد علم ويجاب عن هذا بأن الناظم ضم إليهما السوسي خشية أن يتوهم متوهم أن حمزة والدوري اختصا بإدغام هذا الحرف وأن السوسي خالف فيه أصله فقرأ بإظهاره). [الوافي في شرح الشاطبية: 247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ إِدْغَامِ بَيَّتَ طَائِفَةٌ لِأَبِي عَمْرٍو وَحَمْزَةَ فِي آخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بيت طائفةٌ} [81] ذكر في بابه إدغامه لأبي عمرو وحمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" تاء "بيت طائفة" أبو عمرو وحمزة والباقون بفتح التاء مع الإظهار، وقطع أبو عمرو بإدغامه مع أنه من الكبير؛ لأن قياسه بيتت لإسناده لمؤنث فلما حذفت التاء لكونه مجازيا صارت اللام مكان تاء تأنيث فسكنت لضرب من النيابة، ولذا وافقه حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن إدغام يكتب ما يبيتون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)}
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}
- قراءة الجمهور (.. طاعة) بالرفع، أي: أمرنا طاعة، أو منا طاعة.
- وقرأ نصر بن عاصم والحسن والجحدري (.. طاعة) بالنصب على المصدر، أي نطيع طاعةً.
قال الأخفش: (ويجوز: طاعةً، بالنصب أي نطيع طاعةً).
[معجم القراءات: 2/116]
{بَيَّتَ طَائِفَةٌ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم والكسائي ويعقوب وأبو جعفر بإظهار التاء (بيت طائفة).
وذكر مكي أن الإظهار هو اختيار أبي أيوب الخياط.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء في الطاء (بيت طائفة).
قال ابن الأنباري: (من قرأ (بيت طائفة) بسكون التاء مدغمة فأصلها: بيتت طائفة، بتاءين: تاء التأنيث، وتاء هي لام الكلمة، فحذفت التاء التي هي لام الكلمة كراهية لاجتماع المثلين.
ومن قرأ (بيت طائفة) بفتح التاء جعلها لام الكلمة، ولم يأت بعلامة تأنيث، وذكر الفعل لتقدمه، وأن تأنيث الفاعل غير حقيقي.
قال الفراء: (وقد جزمها حمزة.. جزمها لكثرة الحركات فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء).
وقال الزجاج: (وقرأ القراء: بيت طائفة) على إسكان التاء وإدغامها في الطاء.
وروي عن الكسائي أن ذلك إذا كان في فعل فهو قبيح، [قال الزجاج]: ولا فرق في الإدغام ههنا في فعل كان أو في اسم، لو قلت: بيت طائفة، وهذا بيت طائفةٍ، وأنت تريد: بيت طائفة كان واحدًا.
[معجم القراءات: 2/117]
وإنما جاز الإدغام لأن التاء والطاء من مخرج واحد).
وقال الشهاب: (والإدغام هنا على خلاف الأصل والقياس، قال الداني: لم تدغم تاء متحركة غير هذه).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (بيت مبيت منهم يا محمد).
{غَيْرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{تَقُولُ}
- قراءة الجمهور (تقول) بالتاء على الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ يحيى بن يعمر ونبيح والحسن (يقول) بياء الغيبة، ويحتمل أن يكون الضمير للرسول، ويكون التفاتًا من الخطاب إلى الغيبة، ويحتمل أن يعود على الطائفة، لأنها في معنى القوم أو الفريق.
{وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}
- قرأ ابن محيصن بإدغام الباء في الميم، وهو على الصحيح إخفاء.
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/45 و50 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/118]

قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل القرآن ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({القرءان} [82] نقل حركة الهمزة إلى الراء وحذفها للمكي، وإثباتها مع إسكان الراء للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}
{يَتَدَبَّرُونَ}
- قراءة الجمهور (يتدبرون) بياءٍ وتاءٍ بعدها على الأصل.
- وقرأ ابن محيصن (يدبرون) بإدغام التاء في الدال.
{الْقُرْآَنَ}
- قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، فالهمزة مفتوحة والراء ساكنة، وبعد النقل تصبح الراء مفتوحة، والهمزة
[معجم القراءات: 2/118]
ألفًا (القران)، وهي رواية عن ابن محيصن.
- وعلى هذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/119]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (83) إلى الآية (84) ]

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84)}

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ) بإسكان اللام وهكذا (لُعِنُوْا) بإسكان العين). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا (83)}
{جَاءَهُمْ}
- تقدمت الإمالة والوقف في الآية/62 من هذه السورة.
{رَدُّوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (ردوهو) بوصل الهاء بواو.
- والجماعة بهاء مضمومة (ردوه).
{لَعَلِمَهُ}
- قرأ أبو السمال (لعلمه) بسكون اللام.
وتسكن عين (علم) مطرد في لغة تميم.
- وقراءة الجماعة بكسر اللام (لعلمه) ). [معجم القراءات: 2/119]

قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({بأس} و{بأسا} [84] إبدالها للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)}
{لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}
- قرأ الجمهور من القراء (لا تكلف..) بالرفع على الخبر، وهو مبني للمفعول.
قال الأخفش: (وبالرفع نقرأ).
[معجم القراءات: 2/119]
- وقرأ عبد الله بن عمر، ونقله الأخفش (لا تكلف..) بالجزم على جواب الأمر (فقاتل) وهو بعيد عند الشهاب.
- وقال ابن خالويه: (لا يكلف إلا نفسك) بحزم الفاء وضمار فاعل في (يكلف)، حكاه الأخفش. والذي وجدته في معاني الأخفش بالتاء من فوق، وليس بالياء من تحت كما أثبته ابن خالويه.
- وقرئ (لا نكلف..) بالنون وكسر اللام.
قال أبو حيان: (ويحتمل وجهي الإعراب: الحال أو الاستئناف)، وهو عند الشهاب على تقدير: لا نكلف أحدًا الخروج إلا نفسك.
{الْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
انظر الآية/223 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/19 من هذه السورة.
{أَنْ يَكُفَّ}
- قرأ زيد بن علي (أن يكفي) من الكفاية.
{بَأْسَ ... بَأْسًا}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي وأبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا (باس.. باسًا) ). [معجم القراءات: 2/120]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #36  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (85) إلى الآية (87) ]

{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87)}

قوله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)}
{مَنْ يَشْفَعْ ...}
- قراءة الجمهور (من يشفع..) بسكون العين جزمًا؛ لأنه فعل الشرط، وجوابه: (يكن).
- وقرأ أبو الهيثم (من يشفع..) برفع العين، ولعله هنا على تقدير (من) اسمًا موصولًا، فارتفع الفعل بعده.
قال في التهذيب: (وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قرأ (من يشفع شفاعة حسنة) أي يزداد عملًا إلى عمل).
{سَيِّئَةً}
- تقدم الحديث في (سيئة) فيما يجوز الوقف فيه، انظر الآية/81 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/121]

قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({حسيبا} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب التاسع بلا خلاف). [غيث النفع: 520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/121]

قوله تعالى: {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ومن أصدق من الله) و(تصدية) و(قصد السبيل) وشبهه إذا سكنت الصاد وأتت الدال بعدها وجميع ما في كتاب الله عز وجل منه اثنا عشر موضعًا بين الصاد والزاي، وقرأ الباقون بالصاد). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ومن أصدق} (87)، و: {يصدفون} (الأنعام: 46)، و: {وتصدية} (الأنفال: 35)، و: {يصدر} (القصص: 23)، و: {قصد السبيل} (النحل: 9)، وشبهه، إذا كانت الصاد ساكنة، وبعدها دال: بإشمام الصاد الزاي.
والباقون: بالصاد خالصة). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف ورويس: (ومن أصدق ويصدفون وتصديق وتصدية وقصد السّبيل). وشبهه إذا كانت الصّاد ساكنة وبعدها دال بإشمام الصّاد الزّاي، والباقون بالصّاد خالصة). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([87]- {وَمَنْ أَصْدَقُ} بإشمام الصاد الزاي إذا سكنت وبعدها دال: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (603 - وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ = كَأَصْدَقُ زَايًا شَاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا (شـ)اع وارتاح أشملا
قوله: (كأصدق)، دليل على أن له نظائر.
وذلك نحو: {تصدية} و{يصدفون} و {تصدیق}.
وجاء اثني عشر موضعًا:
في هذه السورة موضعان، وفي الأنعام ثلاثة والباقي سبعة في سبع سور: الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص والزلزلة.
[فتح الوصيد: 2/839]
ومعنى قوله: (شاع)، أي انتشر في النقل والعربية، وارتاحت شمائله.
والارتياح: النشاط. والشمائل والأشمل: جمع شمال، والشمال: اليد والخلق؛ قال جرير:
...وما لومي أخي من شماليا
أي من خلقي.
والعلة في هذا الإشمام، كالعلة المذكورة في: {الصرط}، لأن الدال حرفٌ مجهور، والصاد مهموسٌ). [فتح الوصيد: 2/840] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا شاع وارتاح أشملا
ب: (الارتياح): النشاط، (الأشمل): جمع (الشمال) بالكسر، وهو الخلق أو اليد.
[كنز المعاني: 2/157]
ح: (إشمام): مبتدأ، (ساكنٍ قبل داله): صفتا (صادٍ)، والهاء: للصاد أضيف إليها لملابسة المصاحبة، (كأصدق): نصب على الظرف، (زايًا): مفعول (إشمامُ)، (شاع): خبر، و (ارتاح): عطف، (أشملا): تمييز، ومعناه: ارتاح وحسن أخلاقًا.
ص: قرأ حمزة والكسائي كل صاد ساكن بعده دال بإشمام ذلك الصاد زايًا، نحو: {ومن أصدق من الله} [87، 122]، و{تصدية} [الأنفال: 35]، و{تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع بما} [الحجر: 94]، و{قصد السبيل} [النحل: 9] وشبهه.
لأن الصاد مهموسة والدال مجهورة، فكرهوا الخروج من الهمس إلى الجهر، فأشموا الصاد شيئًا من الزاي لمناسبتها الصاد في الصفير، والدال في الجهر، وهذا البحث جرى في: {الصراط} [الفاتحة: 6].
والباقون بالصاد الخالصة على الأصل). [كنز المعاني: 2/158] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (603- وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ،.. كَأَصْدَقُ زَايًا "شَـ"ـاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلا
يعني: نحو: "تَصْدِيَةً"، و"يَصْدِفُونَ"، و"يُصْدِرَ"، و"تَصْدِيقَ"، و"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ"، و"عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ"، و"مَنْ أَصْدَقُ"، وجه هذا الإشمام ما تقدم في "الصراط"؛ لأن الدال مجهورة، وقراءة الباقين بالصاد الخالصة، وقوله: زايا بالنصب هو ثاني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
مفعولي وإشمام والأول أضيف إليه وهو صاد؛ لأنك تقول أشم الصاد زايا والمصدر يتعدى تعدية فعله، وأشملا تمييز والارتياح النشاط وأشملا جمع شمال بكسر الشين وهو الخلق واليد يشير إلى حسنه في العربية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (603 - وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زاء شاع وارتاح أشملا
قرأ حمزة والكسائي بإشمام كل صاد زاء إذا كانت الصاد ساكنة ووقعت قبل دال نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ*، يُصَدِّقُونَ، وَتَصْدِيَةً، وَلكِنْ تَصْدِيقَ*، فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، يُصْدِرَ الرِّعاءُ، يَصْدُرُ النَّاسُ. فإذا كانت الصاد متحركة نحو صَدَقَةٍ* صَدَقُوا* أو كانت ساكنة ولم تقع قبل دال نحو: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ فلا إشمام فيها لأحد. وكيفية الإشمام أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد خالصة ولا بزاي خالصة ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما ينطق العوام بالظاء. وقرأ الباقون بالصاد الخاصة. و(شاع): انتشر.
و(الارتياح): النشاط. و(أشملا): جمع شمال وهو جمع قلة لأن جمع الكثرة شمائل). [الوافي في شرح الشاطبية: 247] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... .... = .... وَأَشْمِمْ بَابَ أَصْدَقُ طِبْ وَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وروى أيضًا رويس إشمام كل صاد قبل دال وعمم الحكم بقوله: باب أصدق فاندرج فيه نحو «يصدفون، وتصديق، وقصد السبيل» وعلم من الوفاق أنه لخلفكذلك ولأبي جعفر وروح بالصاد الخالصة). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُصَدِّقٌ (وَتَصْدِيقَ) وَ (يَصْدِفُونَ) وَ (فَاصْدَعْ) وَ (قَصْدُ) وَ (يُصْدِرَ) وَمَا أَشْبَهَهُ إِذَا سَكَنَتِ الصَّادُ وَأَتَى بَعْدَهَا دَالٌ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ،
[النشر في القراءات العشر: 2/250]
بِإِشْمَامِ الصَّادِ الزَّايَ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي (يُصْدِرَ)، وَهُوَ فِي الْقَصَصِ وَالزَّلْزَلَةِ.
وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي غَيْرِهِ، فَرَوَى عَنْهُ النَّخَّاسُ وَالْجَوْهَرِيُّ كَذَلِكَ بِالْإِشْمَامِ جَمِيعَ ذَلِكَ، وَبِهِ قَطَعَ ابْنُ مِهْرَانَ بِهِ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ وَابْنُ مِقْسَمٍ بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ، وَبِهِ قَطَعَ الْهُذَلِيُّ وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {أصدق} [87]، وفي كل صاد ساكنة بعدها دال نحو {تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع} [الحجر: 94] بإشمام
[تقريب النشر في القراءات العشر: 495]
الصاد الزاي، وافقهم رويس في {يصدر} في القصص [23]، والزلزلة [6]، واختلف عنه في سائر الباب، والباقون بالصاد الخالصة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أصدق" [الآية: 87] وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعا "وَمَنْ أَصْدَق" [الآية: 87، 122] معا هنا "هم يصدفون، الذين يصدفون، كانوا يصدفون" [بالأنعام الآية: 46، 157] و"تصدية" [بالأنفال الآية: 35] و"لَكِنْ تَصْدِيق" [يونس الآية: 37] [ويوسف الآية: 111] "فاصدع" [بالحجر الآية: 94] "قَصْدُ السَّبِيل" [بالنحل الآية: 9] "يُصْدِرَ الرِّعَاء" [القصص الآية: 23] "يَصْدُرُ النَّاس" [بالزلزلة الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معا وافقهم الأعمش والباقون بالصاد الخالصة على الأصل، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم مد "لا ريب فيه" مدا متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/517]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الله لا إله إلا هو}
{أصدق} [87] قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، للمجانسة وقصد الخفة، والباقون بالصاد الخالصة، على الأصل). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)}
{لَا رَيْبَ}
- تقدم مد حمزة لـ(لا) مدًا متوسطًا بخلاف عنه، وكذا حفص وهبيرة.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}
- تقدم إدغام الباء في الفاء والخلاف فيه لأبي عمر.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/121]
{أَصْدَقُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه والأعمش بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة، وهي لغة قيس، وقيل: إنهم قرأوا بالزاي.
- وقرأ الباقون بالصاد الخالصة على الأصل، وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس، وهي لغة قريش). [معجم القراءات: 2/122]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (88) إلى الآية (91) ]

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91)}

قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فئتين} [88] إبدال الهمزة ياء لحمزة إن وقف عليه لا يخفى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)}
{فِئَتَيْنِ}
- قرأ أبو جعفر (فيتين) بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة في الوقف والوصل.
- وقرأ كذلك بالإبدال حمزة في الوقف.
{أَرْكَسَهُمْ}
- قرأ الجمهور (أركسهم) رباعيًا، أي نكسهم، وردهم في كفرهم.
- وقرئ (ركسهم) بالتضعيف، والتشديد للثقل والتكثير.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب (ركسهم) ثلاثيًا). [معجم القراءات: 2/122]

قوله تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سواء} [89] تسهيل همزه مع المد والقصر له أيضًا إن وقف كذلك). [غيث النفع: 523]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإن تولوا} وافق البزي الجماعة على تخفيف التاء، لأنه ماض، وما في القرآن غير هذا من لفظ {تولوا} كالذي في آل عمران {فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} وفي المائدة {فإن تولوا فاعلم} [49] فكله بالتخفيف، إلا ما نعينه في مواضعه، إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)}
{سَوَاءً}
- قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل مع المد والقصر.
{أَوْلِيَاءَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسكين الهمزة، ثم إبدالها ألفًا من جنس ما قبلها فيجتمع ألفان: (أولياا) فيجوز حذف إحداهما للساكنين، فإن قدر المحذوف الأولى، وهو القياس، قصر..، وإن قدر الثانية جاز المد والقصر، لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف.
ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين.
{حَتَّى يُهَاجِرُوا}
- رقيق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
{نَصِيرًا}
رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 2/123]

قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({حصرة صدورهم} نصب يعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({حصرت} [90]: منونه: بصري غير أبي عمرو والحريري، والمفضل). [المنتهى: 2/655]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَصِرَتْ) منون بصري غير أيوب، وأَبُو عَمْرٍو، والجريري، والمفضل، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح، وهو الاختيار ليكون في موضع الحال، الباقون على الفعل، (فَلَقَاتَلُوكُمْ) بالتشديد من القتل مجاهد، الباقون من القتال، وهو الاختيار لقوله: (أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... وَحُزْ حَصِرَتْ فَنَوْ = وِنِ انْصِبْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وحز حصرت أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {حصرت صدورهم} [90] بنصب تاء التأنيث منونة ويقف بالهاء على أصله وعلم من انفراده للآخرين بإسكان التاء ويقفان بالتاء). [شرح الدرة المضيئة: 116]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِنَصْبِ التَّاءِ مُنَوَّنَةً، وَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الْوَقْفِ عَلَيْهِ بِالْهَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ، كَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْعِزِّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ فِي مَذْهَبِهِ وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ أَصْلُهُ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ الْوَقْفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ لِجَمِيعِ الْقُرَّاءِ كَابْنِ سَوَّارٍ وَغَيْرِهِ فَأَدْخَلَ يَعْقُوبَ فِي جُمْلَتِهِمْ إِجْمَالًا، وَالصَّوَابُ تَخْصِيصُهُ بِالْهَاءِ عَلَى أَصْلِهِ فِي كُلِّ مَا كُتِبَ مِنَ الْمُؤَنَّثِ بِالتَّاءِ وَيُوقَفُ عَلَيْهِ هُوَ وَغَيْرُهُ بِالْهَاءِ عَلَى أُصُولِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَكِّنُوا شَيْئًا، وَالْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ التَّاءِ وَصْلًا وَوَقْفًا. وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِدْغَامِ تَائِهَا مِنْ فَصْلِ تَاءِ التَّأْنِيثِ. وَكَذَا مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي الرَّاءِ مِنْ بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {حصرت صدورهم} [90] بنصب التاء منونة، ويقف بالهاء على أصله في المرسوم، والباقون بإسكان التاء في الحالين، وهم على ما أصل في الإدغام الصغير، وذكر ترقيق الأزرق في الراءات). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (567 - وحصرت حرّك ونوّن ظلما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 70]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وحصرت حرّك ونوّن (ظ) لعا = تثبّتوا (ش) فا من الثّبت معا
أي قوله «حصرت صدورهم» كما قيده بتحريك الساكن وهو التاء وتنويها فيصير حصرة يعقوب ويقف بالهاء وليست مخالفة للرسم، لأنهم كتبوا على بينت ومن ثمرت بالتاء لاحتمال القراءتين فكذا هنا، والباقون حصرت كما لفظ به بالإسكان بغير تنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وحصرت حرّك ونوّن (ظ) لعا = تثبّتوا (شفا) من الثّبت معا
مع حجرات ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظلعا) يعقوب حصرة صدورهم [النساء: 90] بتحريك التاء بالنصب وتنوينها على الحال من فاعل جآءوكم [النساء: 90].
وهو على أصله في الوقف عليه بالهاء كما تقدم في الوقف على المرسوم.
وكذا نص عليه أبو العز وغيره، وهو الصحيح في مذهبه، والذي يقتضيه أصله؛ لأنه كتب بالتاء، والباقون بإسكان التاء، وصلا، ووقفا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب: (حصرة صدورهم) بنصب تاء التّأنيث منونة ويقف بالهاء على أصله، والباقون بالإسكان ويقفون بالتّاء. والله الموفق). [تحبير التيسير: 341]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حَصِرَتْ صُدُورُهُم" [الآية: 90] فيعقوب بنصب التاء منونة على الحال بوزن تبعة وافقه الحسن، والباقون بسكون التاء فعلا ماضيا على أصله في الوقف بالهاء فيما رسم بالتاء وافقه الحسن "ورقق" راءها الأزرق وأدغم التاء في الصاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأظهرها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فلقتلوكم" بغير ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حصرت} [90] ورش فيه على أصله من ترقيق الراء، ومن قال فيه بالتفخيم وصلاً واعتل بوقوع الراء بين صادين فليس بشيء، لانفصال الصاد الثانية عنها بالتاء، وقد أجمعوا على ترقيق الراء من {الذكر صفحا} [الزخرف: 5] و{لتنذر قوما} معًا و{المدثر قم} ولم يوجد فيه إلا الانفصال الخطي فهذا أولى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}
{مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ}
- في مصحف أبي وقراءته (ميثاق جاءوكم)، بغير (أو).
[معجم القراءات: 2/123]
- وقرأ أبي أيضًا: (ميثاق حصرت صدورهم)، وليس في هذه القراءة (أو جاءوكم).
{جَاءُوكُمْ}
- تقدمت القراءة فيه بالإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/62 من هذه السورة، وانظر الآية/87 من سورة البقرة.
{حَصِرَتْ}
- قراءة الجماعة (حصرت) بسكون التاء، على أنه فعل ماضٍ، أي: ضاقت صدورهم.
- وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب والمفضل والمهدوي عن عاصم وهي رواية حفص وسهل وأبي زيد عن أبي عمرو من طريق الأهوازي (حصرة) بالنصب على الحال من الواو في (جاءوكم).
قال الطبري: (وهي صحيحة في العربية فصيحة غير أنه غير جائزة القراءة بها عندي لشذوذها وخروجها عن قراءة قراء الإسلام).
- قرئ (حصرة) بالرفع، خبر مقدم، أي: صدورهم حصرة.
- وذكر العكبري انه قرئ (حصرةٍ) بالجر صفة لقوم.
[معجم القراءات: 2/124]
- وذكر هذا ابن النحاس وجهًا جائزًا في الإعراب لا قراءة.
- وقرأ الحسن والضحاك (حصراتٍ) بألف، حال من قوم.
- وقرأ جناح بن حبيش والحسن (حاصرات) بألفين.
- وقرأ المفضل ويعقوب والحسن بالهاء (حصره)، في الوقف، وتقدمت قراءة الحسن في الوصل بالتنوين.
- والباقون يقفون بالتاء (حصرت).
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في الوقف.
قال مكي: (فإن وقف [أي ورش] على (حصرت) رقق الراء لزوال حرف الاستعلاء الذي أوجب التغليظ في الراء، ولزوم الكسرة قبل الراء).
{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بإدغام التاء في الصاد (حصرت صدورهم).
- وقراءة الباقين بإظهار التاء مع الصاد.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/20 من سورة البقرة.
{فَلَقَاتَلُوكُمْ}
- قراءة الجماعة بألف المفاعلة (فلقاتلوكم).
[معجم القراءات: 2/125]
- وقرأ مجاهد والحسن (فلقتلوكم) من (قتل) على وزن (ضربوكم).
- وقرأ الحسن والجحدري (فلقتلوكم) بالتشديد، وهو يفيد التكثير.
{السَّلَمَ}
- قراءة الجماعة بفتح السين واللام (السلم) أي الانقياد.
- وقرأ الجحدري وقتادة (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
- وقرأ الحسن وجبلة والمفضل وأبان عن عاصم (السلم) بكسر السين وسكون اللام). [معجم القراءات: 2/126]

قوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُدُّوا) بكسر الراء جرير عن الْأَعْمَش، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنها أفشى اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)}
{أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا}
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (أن يامنوكم ويامنوا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والجماعة على الهمز.
{رُدُّوا}
- قرأ ابن وثاب والأعمش وعلقمة (ردوا) بكسر الراء، وأصله رددوا، فلما أدغمت الدال نقلت كسرة الأولى إلى الراء.
- وقراءة الجماعة (ردوا) بضم الراء على الأصل.
[معجم القراءات: 2/126]
{أُرْكِسُوا فِيهَا}
- قرأ عبد الله (ركسوا) بضم الراء من غير ألف، وذكرها الألوسي عن أبي أيضًا.
قال العكبري: (... وفيها لغة أخرى، وهي ركسه الله بغير همزة ولا تشديد، ولا أعلم أحدًا قرأ به).
- وقرأ عبد الله أيضًا (ركسوا) بالتشديد، وهو للتكثير والتكرير معًا.
- وقرأ الجمهور (أركسوا) على إثبات الهمزة مضمومة، وهو متعد إلى مفعول واحد.
{السَّلَمَ}
- لم يصرحوا في هذا الموضع في القراءة بغير ما عليه الجماعة، وهو فتح السين واللام، وأحسب أنه لا يختلف عن الوجوه الثلاثة التي أثبتها في الآية السابقة/90.
- قال ابن عطية: (والخلاف في السلم حسب ما تقدم).
{حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
- إدغام الثاء في الثاء عن أبي عمرو ويعقوب، وتقدم مثل هذا في الآية/191 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/6 من هذه السورة بضم الهاء وكسرها). [معجم القراءات: 2/127]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #38  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (92) إلى الآية (93) ]

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَدِيَةٌ) مشدد الفليحي عن أبي جعفر، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وطَلْحَة غير الفياض، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، وقرأ ابْن مِقْسَمٍ (فَدِيَةً) مخفف منصوب، وهكذا (مُسَلَّمَةٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 529]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "خطاء" معا بوزن سماء ولا خلاف في فتح الخاء والطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطئا} [92] تسهيل همزه لحمزة لدى الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 523]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}
{لِمُؤْمِنٍ ... مُؤْمِنًا ... مُؤْمِنَةٍ ... مُؤْمِنٌ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني بإبدال الهمزة الساكنة واوًا (المومن ... مومنًا ...).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{إِلَّا خَطَأً ... خَطَأً}
- قراءة الجمهور فيهما (خطأ) على وزن: نبأ.
- وقراءة الحسن والأعمش والمطوعي والسلمي والنخعي وعمرو بن خالد والضحاك وأبو بكر عن عاصم (خطاءً) ممدودًا على وزن: سماء.
- وروى الوقاصي عن الزهري (خطًا) على وزن عصا، مقصورًا؛ لكونه خفيف الهمزة؛ وذلك بإبدالها ألفًا، أو بحذف الهمزة فبقي مثل: دم.
[معجم القراءات: 2/128]
- وقرأ عبيد بن عمير (خطئًا) بفتح فسكون مثل (وطئًا).
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين، وكذا قرأ هشام.
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ... وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}
- وقرأ أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في الراء في المواضع الثلاثة.
{وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ}
- قرأ زيد بن علي (وديةً مسلمةً) بالنصب أي ويعطى ديةً.
- وقراءة الجماعة (ودية مسلمة) بالرفع.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ودية ...) بتشديد الياء.
{إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}
- قراءة الجمهور (... أن يصدقوا)، وأصله: يتصدقوا، فأدغمت التاء في الصاد.
- وقرأ الحسن وأبو عبد الرحمن وعبد الوارث عن أبي عمرو (... أن تصدقوا) بالتاء على الخطاب.
- وقرأ أبو عبد الرحمن ونبيح (... أن تصدقوا) بالتاء وتخفيف الصاد، وأصله: تتصدقوا، فحذف إحدى التاءين على الخلاف في أيهما المحذوفة، وعن أبي وعبد الله بن مسعود قراءتان:
1- الأولى: (... أن يتصدقوا) بالياء وتاء بعدها.
[معجم القراءات: 2/129]
2- الثانية: (... أن تتصدقوا) بتاءين.
وذكر الشوكاني عن أبي قراءة ثالثة (إلا يتصدقوا) كذا جاءت عنده من غير (أن)، فلعلها محرفة عن القراءة الأولى مما تقدم!.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وسكونها في مواضع، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{بَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}
- قرأ يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن (بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن) بزيادة: (وهو مؤمن) على قراءة الجماعة.
{فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ}
- قراءة الجماعة بالرفع (فصيام شهرين) أي عليه صيام ...
- وقرأ زيد بن علي (فصيام ...) بالنصب، أي فليصم صيام شهرين، فهو منصوب على المصدر). [معجم القراءات: 2/130]

قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... .... .... .... = .... .... وَأُخْرَى مُؤْمِنًا فَتْحُهُ بَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وأخرى مؤمنًا فتحه بلا أي روى مرموز (با) بلا وهو ابن وردان {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الأخيرة منه واحترز بالأخرى عن
[شرح الدرة المضيئة: 116]
الأولى وهي {ومن يقتل مؤمنًا} [93] لأنه متفق عليه بالكسر على أنه اسم مفعول وعلم من انفراده للآخرين وابن جماز بكسر الميم كالجماعة على أنه اسم فاعل). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}
{مُؤْمِنًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة.
{مُتَعَمِّدًا}
- روى عبدان عن الكسائي (متعمدًا) التاء، كأنه يرى توالي الحركات). [معجم القراءات: 2/130]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (94) إلى الآية (96) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا فِي التَّاء والثاء وَالْيَاء وَالنُّون من قَوْله {فَتَبَيَّنُوا} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {فَتَبَيَّنُوا} بِالْيَاءِ وَالنُّون
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات 6
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (فتثبتوا) بالثاء وَالتَّاء
وَكَذَلِكَ فِي الحجرات). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْألف وإخراجها من قَوْله {ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَفْص {السّلم} بِالْألف
وروى علي بن نصر عَن أبان عَن عَاصِم {السّلم} بِأَلف
وَحدثنَا الأشناني قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن صَالح قَالَ حَدثنَا حرمي عَن أبان
وحدثني مُوسَى بن هرون عَن شَيبَان عَن أبان عَن عَاصِم (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام
وروى الْمفضل عَن عَاصِم {السّلم} بِغَيْر ألف مثل حَمْزَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة {السّلم} بِفَتْح اللَّام بِغَيْر ألف
وروى قنبل والبزي ومطرف عَن ابْن كثير وَحَكِيم عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِأَلف
وروى عَن شبْل عَن ابْن كثير {السّلم} بِغَيْر ألف
وروى عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ألْقى إِلَيْكُم السّلم) بِغَيْر ألف قَالَ عبيد وهم يقرءُون كل شيء فِي الْقُرْآن من الاستسلام بِغَيْر ألف). [السبعة في القراءات: 236]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فتثبتوا} وفي الحجرات بالثاء كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إليكم السلم} مدني، شامي، وحمزة، وخلف وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 228]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إليكم السلم} [94]: بغير ألف شامي، مدني، وحمزة، وخلف، وأيوب، وسهل، والمفضل.
[المنتهى: 2/655]
{لست مؤمنًا} [94]: بالوجهين العمري). [المنتهى: 2/656]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فتثبتوا} [94]، وفي الحجرات [6]: بالثاء هما، وخلف). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فتثبتوا) بالتاء والثاء من التثبت، هنا موضعان، وفي الحجرات موضع، وقرأهن الباقون بالتاء والياء من البيان). [التبصرة: 193]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر وحمزة (إليكم السلم لست مؤمنا) بغير ألف، وقرأ الباقون (السلم) بألف، ولا اختلا في غيره). [التبصرة: 193]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {فتثبتوا} (94) في الموضعين، هنا، وفي الحجرات: بالتاء، والثاء، والباء: من (التثبت).
والباقون: بالباء، والياء، والنون: من (البيان) ). [التيسير في القراءات السبع: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {إليكم السلم لست مؤمنا} (94)، وهو الأخير: بغير ألف.
والباقون: بالألف). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر [وحمزة وخلف] (السّلام لست
[تحبير التيسير: 341]
مؤمنا) وهو الأخير بغير ألف، والباقون بالألف.
قلت: [ابن وردان] : (لست مومنا) بفتح الميم الثّانية. والباقون بكسرها [وكل منهم] على أصله في الإبدال [والتّحقيق] والله الموفق.
حمزة والكسائيّ وخلف: (فتثبتوا) في الموضعين هنا وفي الحجرات بالتّاء والثاء من التثبت والباقون بالياء والنّون من التبين). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَبَيَّنُوا) موضعان، وفي الحجرات بالثاء من الثبات الحسن في رواية عباد، وقَتَادَة وكوفي غير عَاصِم وقاسم، الباقون من البيان وهو الاختيار أكثر القراء، والقصة تدل عليه وهي قصة أسامة بن زيد مع الكافر الذي أظهر الإيمان فقتله أسامة
[الكامل في القراءات العشر: 529]
فعاتبه فيه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال أسامة: إنما قالها توقيًا لنفسه يا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول اللَّه: هل شققت عن قلبه .. القصة، (السَّلَامَ) بغير ألف مدني شامي، وحَمْزَة، وأيوب، وسهل، والمفضل، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، الباقون بألف، وهو الاختيار لأن الاستسلام أولى بالقصة، وروى أبان " السِّلم " بكسر السين، وروى الْجَحْدَرِيّ " السلم " بجر اللام ونصب السين، وهكذا جرير عن الْأَعْمَش (لَسْتَ مُؤْمِنًا) بفتح الميم الثاني الهاشمي عن أبي جعفر، وشيبة، والْعُمَرِيّ في قول الْخُزَاعِيّ وهو قول أبو حيوة، الباقون بكسر الميم، وهو الاختيار؛ لأنه من الإيمان لا من الأمان). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {فَتَبَيَّنُوا}، وفي [الحجرات: 6] بالثاء والتاء: حمزة والكسائي.
[94]- {إِلَيْكُمُ السَّلامَ} بغير ألف: نافع وابن عامر وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (604 - وَفِيهَا وَتَحْتَ الْفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا = مِنَ الثَّبْتِ وَالْغَيْرُ الْبَيَانِ تَبَدَّلاَ
605 - وَ عَمَّ فَتًى قَصْرُ السَّلاَمَ مُؤَخَّراً = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
قوله: (من الثبت)- ولم يقل من التثبت، كما قال مكي وغيره، يشير إلى أن معنى القراءة طلب التثبت؛ فهو: تفعلوا، بمعنی استفعلوا من طلب بيان الأمر.
والقراءة الأخرى كذلك، أمر بطلب بيان الأمر.
[فتح الوصيد: 2/840]
[605] و (عم) (فـ)تى قصرُ السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع (فـ)ي (حق) (نـ)هشلا
(فتى)، أي سخيًّا: منصوب على الحال، وصاحبها (قصر السلام)، و(مؤخرًا): حال.
يقال: ألقى السلم والسلام، إذا استسلم وانقاد.
وقيل: السلام هنا التسليم). [فتح الوصيد: 2/841]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [604] وفيها وتحت الفتح قل فتثبتوا = من الثبت والغير البيان تبدلا
ح: (فيها): ظرف (فتثبتوا)، والهاء: للسورة، و (تحت): عطف عليه، و (فتثبتوا): مفعول (قل)، (من الثبت): حال، (الغير): مبتدأ، (تبدلا): خبر، (البيان): مفعول، أي: أبدل البيان بالثبت.
[كنز المعاني: 2/158]
ص: قرأ حمزة والكسائي: (إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا)، و(فمن الله عليكم فتثبتوا) ههنا [94]، وفي سورة الحجرات تحت الفتح -: (إن جاءكم فاسقٌ بنبإ فتثبتوا) [6] بالثاء المثلثة من الثبوت، أي: لا تعجلوا بل تثبتوا.
والباقون أبدلوا البيان بالثبت، أي: قرءوا: {فتبينوا} بالباء المعجمة أسفل، يعني: لا تقبلوا من لم تعرفوا حاله، بل تبينوا أمره.
[605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع فى حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/159]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (604- وَفِيهَا وَتَحْتَ الفَتْحِ قُلْ فَتَثَبَّتُوا،.. مِنَ الثَّبْتِ وَالغَيْرُ البَيَانِ تَبَدَّلا
يعني: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}، {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا}، وفي الحجرات: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}.
قرأها حمزة والكسائي من الثبات في الأمر والثبت هو خلاف الإقدام والمراد: التأني وخلاف العجلة ومنه قوله تعالى: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}، أي وأشد وفقا لهم عما وعظوا بأن لا يقدموا عليه وقرأها الباقون من بيان الأمر وهو ثمر التثبت فيه فيستعمل في موضعه قال الأعشى:
كما راشد تجدن أمرا تبين ... ثم ارعوى أو قدم
قدم؛ أي: أقدم قال أبو علي: فاستعمل التبيين في الموضع الذي يقف فيه ناظرا في الشيء حتى يقدم عليه أو يرتدع عنه، وقال في موضع: الزجر النهي والتوقف:
أزيد مناةَ توعِدُ يا ابن تيم،.. تبيَّن أين تاه بك الوعيد
وقال الفراء: هما متقاربان في المعنى، يقول ذلك للرجل: لا تعجل بإقامة الحد حتى يتبين ويتثبت، وقول الناظم: من الثبت؛ أي: اشتقاقه من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77]
كلمة الثبت، يقال رجل ثبت؛ أي: ثابت القلب واستعمله العلماء الحائزون أحوال الرواة ونقلة الأحاديث في الحافظ الذاكر لما حدث به الضابط له الذي لا تدخله شبهة في ذلك ولا تشكك فيه فيقولون هو: ثقة ثبت وهو من ذلك، وعسر على الناظم أن يقول: من التثبت أو التثبيت وكان هو وجه الكلام كما قال غيره: فعدل إلى كلمة فيها الحروف الأصول التي مرجع جميع ما اشتق من ذلك إليها، وقال الشيخ: أشار إلى أن معنى القراءة طلب الثبت، وهو تفعلوا بمعنى استفعلوا من طلب ثبات الأمر، والقراءة الأخرى أمر بطلب بيان الأمر، ثم قال الناظم والغير تبدل من الثبت البيان؛ أي: جعله مشتقا من البيان لا من الثبت ولم يذكر للقراءة من الثبت رمزا اعتمادا على ارمز السابق في إشمام "أصدق" وبابه؛ لأنه أول رمز يليه.
فإن قلت: فلقائل أن يقول: ينبغي أن يؤخذ لها ما يرمز به في المسألة التي بعدها كما أنه جمع بين مسألتين لرمز واحد فيما مضى في البقرة، وهما: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، و{كُنْ فَيَكُونُ}، وجمع بين ثلاث مسائل لرمز واحد في آل عمران في البيت الذي أوله: "سنكتب".
قلت: اهتمامه ببيان قراءة الغير في هذا البيت قطع ذلك الاحتمال؛ لأنه يعلم أنه ما شرع في بيان قراءة الغير إلا وقد تم بيانه للقراءة الأخرى قيدا ورمزا، فتعين اعتبار الرمز السابق؛ إذ ليس غيره فكأنه قال: اشما، وقرءا، فتثبتوا من الثبت، وكان النظم يحتمل زيادة بيان، فيقال في الثبت السابق:
كأصدق زايا شاع والتثبت شمللا
إليها، وتحت الفتح في "فتثبتوا" ... وغيرهما لفظ الثبات تبدلا
أي: أسرع الثبت إلى هذه السورة وإلى الحجرات في لفظ: "فتثبتوا"، وغير حمزة والكسائي يبدل عن ذلك لفظ البيان والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/78]
605- وَ "عَمَّ فَـ"ـتًى قَصْرُ السَّلامَ مُؤَخَّرًا،.. وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ "فِـ"ـى "حَقِّ نَـ"ـهْشَلا
فتى مفعول عم؛ أي: عم قصر السلام قارئا ذا فتوة أو سخيا بعلمه أو قويا في العلم؛ لأن الفتى يكنى به عن الشاب، والشاب مظنة القوة فهو كما سبق شرحه في قوله: وكم من فتى كالمهدوي، وقال الشيخ: فتى حال من قصر السلام، ومؤخرا حال من السلام يريد قوله سبحانه وتعالى: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ}؛ احترازا من اللتين قبله ولا خلاف في قصرهما: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}، وبعده: {وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}.
وكذا لا خلاف في قصر التي في النحل: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}.
فلعله أشار بالعموم إلى هذا؛ إذ سخا القصر في الجميع يقال: ألقى السلام والسلم إذا استسلم وانقاد، وقيل السلام هنا التسليم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (604 - وفيها وتحت الفتح قل فتثبّتوا = من الثّبت والغير البيان تبدّلا
قرأ حمزة والكسائي المشار إليهما في البيت السابق ب (شاع)، إذا ضربتم فى سبيل الله فتثبّتوا، فمنّ الله عليكم فتثبّتوا والموضوعان في هذه السورة، إن جاءكم فاسق بنبإ فتثبّتوا، في السورة التي تحت الفتح وهى الحجرات بثاء مثلثة مفتوحة وبعدها باء
[الوافي في شرح الشاطبية: 247]
موحدة مفتوحة مشددة وبعدها تاء مضمومة، وقرأ الباقون فَتَبَيَّنُوا* بياء موحدة مفتوحة وبعدها ياء مثناة مفتوحة مشددة، وبعدها نون مضمومة، وقراءة حمزة والكسائي مأخوذة من الثبت بمعنى التثبت وعدم العجلة، وقراءة الباقين مأخوذة من البيان أي التبين والمعنيان متقاربان. ومعنى قوله (والغير البيان تبدلا) أن باقي القراء تبدلوا البيان بالتثبت أي البيان مكان التثبت فقرءوا: فَتَبَيَّنُوا*.
605 - وعمّ فتى قصر السّلام مؤخّرا = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
قرأ نافع وابن عامر وحمزة ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم لست مؤمنا، وهو الموضع الأخير في السورة بالقصر أي بحذف الألف بعد اللام. وقرأ الباقون بالمد أي بإثبات الألف بعد اللام واحترز بقوله: (مؤخرا) عن الموضعين السابقين عليه وهما وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ، وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فلا خلاف بين القراء في حذف ألفهما.
وأيضا لا خلاف بينهم في حذف ألف وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ في سورة النحل). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (96- .... .... .... .... .... = .... .... وَأُخْرَى مُؤْمِنًا فَتْحُهُ بَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وأخرى مؤمنًا فتحه بلا أي روى مرموز (با) بلا وهو ابن وردان {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الأخيرة منه واحترز بالأخرى عن
[شرح الدرة المضيئة: 116]
الأولى وهي {ومن يقتل مؤمنًا} [93] لأنه متفق عليه بالكسر على أنه اسم مفعول وعلم من انفراده للآخرين وابن جماز بكسر الميم كالجماعة على أنه اسم فاعل). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَتَبَيَّنُوا الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْحُجُرَاتِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ فِي الثَّلَاثَةِ فَتَثَبَّتُوا مِنَ التَّثَبُّتِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الثَّلَاثَةِ مِنَ التَّبَيُّنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِحَذْفِ أَلِفِ السَّلَامَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا فِي لَسْتَ مُؤْمِنًا، فَرَوَى النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ وَابْنِ هَارُونَ كِلَاهُمَا عَنِ الْفَضْلِ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ فَتْحَ الْمِيمِ الَّتِي بَعْدَ الْوَاوِ كَذَلِكَ رَوَى الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَغَازِلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ جَمَّازٍ وَكَسَرَهَا سَائِرُ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {فتبينوا} في الحرفين هنا [94]، وفي الحجرات [6] من التثبت، والباقون من التبين في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر وحمزة وخلف {السلام لست} [94] بغير ألف بعد اللام، والباقون بالألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر بخلاف عنه {لست مؤمنًا} [94] بفتح الميم الثانية، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (567- .... .... .... .... = تثبّتوا شفا من الثّبت معا
[طيبة النشر: 70]
568 - مع حجراتٍ ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
569 - عمّ فتىً وبعد مؤمنًا فتح = ثالثه بالخلف ثابتًا وضح). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تبينوا) يعني قوله تعالى «في سبيل الله فتبينوا، فمن الله عليكم فتبينوا» من التثبت في الموضعين حمزة والكسائي وخلف وكذا في الحجرات كما سيأتي:
مع حجرات ومن البيان عن = سواهم السّلام لست فاقصرن
يريد قوله تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وقرأ «السلام لست مؤمنا» بالقصر يعني بحذف الألف نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وخلف كما سيأتي، واحترز بقوله «لست مؤمنا» من قوله تعالى قبل ذلك «وألقوا إليكم السلم» فإنه لا خلاف في قصره وكذا الذي في النحل وهو «وألقوا إلى الله يومئذ السلم».
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
والباقون بالمد وهو إثبات الألف بعد اللام وأحسن في قوله عم، لأن القصر عم في المواضع الأربعة (قوله وبعد) أي وبعد «السلام لست» فتح ميم «مؤمنا» التي وقعت ثالثة منه لأنها بعد الهمزة الساكنة أبو جعفر بخلاف عنه، واحترز بذلك عن الميم أوله، والباقون بالكسر قوله: (فتح) أي القارئ وهو أبو جعفر كما سبق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ (شفا)، حمزة والكسائي وخلف إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا [النساء: 94]، [و] فمن الله عليكم فتثبتوا [النساء: 94]، وهو معنى قوله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا بالحجرات [الآية: 6] بثاء مثلثة ثانية، وباء موحدة، وتاء مثناة [فوق:] والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون.
تنبيه:
لما اتزن البيت بهما قيد قراءة المذكور بفعل مشتق من التثبت المدلول عليه بـ (الثبت)؛ لأنه أصله، والمسكوت عنه بفعل مشتق من التبين المدلول عليه بالثبات.
والتثبت: الوقوف، نحو: وأشدّ تثبيتا [النساء: 66] خلاف الإقدام والسرعة.
والبيان: الظهور.
ووجه التثبيت: الاحتياط من زلل السرعة.
أي: إذا عرفتم فتبينوا، ولا تعجلوا بالحرب.
الرأي قبل شجاعة الشجعان = ... ... ... ...
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/274]
ولا تعجلوا بقتل من ألقى سلمه، فربما كان قتله حراما، ولا بتصديق كل مخبر؛ لاحتمال كذبه.
ووجه التبين: الأمن من الخطأ في المذكورات.
ثم كمل (السلام) فقال:
ص:
(عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح = ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح
ش: أي: قرأ مدلول (عم) المدنيان وابن عامر و(فتى) حمزة وخلف ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم [النساء: 94] بحذف الألف، والباقون بإثباتها.
واختلف عن ذي ثاء (ثبت) أبو جعفر في لست مؤمنا [النساء: 94]:
فروى النهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب، وابن هارون، كلاهما عن الفضل، والحنبلي عن هبة الله، كلاهما عن ابن وردان- (فتح) الميم من «الأمان».
وكذلك روى الجوهري، والمغازلي عن الهاشمي في رواية ابن جماز، وكسرها سائر أصحاب أبي جعفر كالباقين من «الإيمان».
تنبيه:
خرج بالترتيب وألقوا إليكم السّلم [النساء: 90]، وو يلقوا إليكم السّلم [النساء: 91]؛ فإنهما متفقا القصر.
وجه القصر: أن معناه: الاستسلام؛ روى أن رجلا قال لعمر: «إني مسلم، [وتشهد]، فلم يصدقوه وقتلوه»، وهو المختار؛ لنصه على المعنى الحاقن الدم.
ووجه المد: أنه ظاهر في التحية؛ روى عن ابن عباس: «أن الرجل سلم عليهم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/275]
فقتلوه» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في فتبينوا في الموضعين هنا وفي الحجرات [الآية: 94، 60] فحمزة والكسائي وخلف بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية من الثبت، أو التثبت وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون من التبين وهما متقاربان يقال تثبت في الشيء تبينه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ألقاها وألقيه وتوفيهم وكذا الدنيا، وبوجهي الأزرق قرأ أبو عمرو فيها، وجاء عن الدوري عنه فيها الإمالة المحضة أيضا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إليكم السلم لست" [الآية: 94] فنافع وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلف بفتح اللام من غير ألف بعدها من الانقياد فقط
[إتحاف فضلاء البشر: 1/518]
والباقون بالألف، والظاهر أنه التحية وقيل الانقياد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لست مؤمنا" [الآية: 94] فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول أي: لا نؤمنك في نفسك والباقون بكسرها اسم فاعل أي: إنما فعلت ذلك متعوذا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتبينوا} [94] معًا، قرأ الأخوان بثاء مثلثة، بعدها باء موحدة، بعدها مثناة فوقية، من التثبت، للاحتياط من زلل السرعة والباقون بياء موحدة، وياء مثناة تحتية، ونون، من التبين). [غيث النفع: 523]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السلم لست} قرأ نافع والشامي وحمزة بحذف الألف بعد اللام، والباقون بإثباته، وقيدنا بــ{لست} احترازًا مما قبله، وهو {وألقوا إليكم السلم} [90] و{ويلقوا
[غيث النفع: 523]
إليكم السلم} [91] ومن الذي في النحل {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} [87] فلا خلاف أنها بحذف الألف). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرًا}
{فتبينوا... فتبينوا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {فتبينوا} في الموضعين، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وابن مسعود وابن وثاب وطلحة وعيسى (فتثبتوا) بالثاء في الموضعين، والقراءتان عند الطبري سواء.
وقال قوم: تبينوا أبلغ وأشد من تثبتوا؛ لأن المتثبت قد لا يتبين.
{ألقى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 2/131]
{السلام}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وعاصم وحفص وأبو بكر وعلي بن نصر وأبان وابن عباس وابن جبير وابن هرمز وقتادة والجحدري وابن سيرين وقنبل والبزي ومطرف وحكيم عن شبل عن ابن كثير، ويعقوب وأبو عبد الرحمن {السلام} بألف، والمراد به الاستسلام وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين، ويجوز أن يكون من التسليم وهو التحية.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة وابن كثير من رواية عبيد عن شبل عنه وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو جعفر وابن عباس (السلم) بفتح السين واللام من غير ألف، وهو الانقياد والاستسلام.
- وقرأ الجحدري (السلم) بفتح السين وسكون اللام.
- وقرأ أبان بن زید عن عاصم، وأبو رجاء (السلم) بكسر السين، وإسكان اللام، وهو الانقياد والطاعة.
- قال ابن عطية: «وهو الصلح».
[معجم القراءات: 2/132]
{مؤمنًا}
- قراءة الجمهور {مؤمنًا} بالهمز وكسر الميم الثانية، اسم فاعل، من الإيمان. وهي قراءة أبي جعفر بخلاف عنه.
- وقرأ أبو جعفر من طريق النهرواني، والحنبلي والشنبوذي وعلي وابن عباس وعكرمة وأبو العالية ويحيى بن يعمر وابن مسعود ومحمد علي الباقر وابن وردان وأبو حمزة واليماني وعلي وأبو بكر عن عاصم (مؤمنًا) بالهمز وفتح الميم الثانية، اسم مفعول، أي لا نؤمنك في نفسك، فهو من الأمان.
- وقرأ أبو جعفر وورش والأزرق والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه (مومنًا) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا في الوقف والوصل.
- وقرأ الحلواني عن أبي جعفر (مومنًا) بفتح الميم الثانية مع إبدال الهمز.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيتين/ 85 و114 من سورة البقرة.
{كثيرةٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{كذلك كنتم}
- أدغم الكاف في الكاف أبو عمرو ويعقوب.
{إن الله}
- قراءة الجمهور {إن الله...} بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرئ (أن الله...) بفتح الهمزة على أنها وما بعدها معمولة للفعل
[معجم القراءات: 2/133]
{فتبينوا}، أو على حذف لام التعليل.
{خبيرًا}
- تقدم ترقيق الراء وتفخيمها في الآية/ 35 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/134]

قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا فِي رفع الرَّاء ونصبها من قَوْله {غير أولي الضَّرَر} 95
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة {غير أولي الضَّرَر} بِرَفْع الرَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر {غير أولي الضَّرَر} نصبا
حَدثنِي الصُّوفِي حُسَيْن بن بشر قَالَ حَدثنَا روح قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير أَنه قَرَأَ {غير أولي الضَّرَر} نصبا). [السبعة في القراءات: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({غير
[الغاية في القراءات العشر: 228]
أولي} نصب مدني، شامي، والكسائي وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غير أولي} [95]: بفتح الراء مدني، دمشقي، وعلي، وقاسم، وخلف، وأيوب). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي وابن عامر (غير أولي الضرر) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي: {غير أولي الضرر} (95): بنصب الراء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 265]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر وخلف (غير أولى الضّرر) بنصب الرّاء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 342]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (قال أبو الحسن الهاشمي: (غَيْرُ أُولِي) بنصب الراء مدني دمشقي غير ابن مسلم، وأيوب، وخلف والكسائي، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار على الاستثناء أوعلى الحال، الباقون رفع الراء وهو أبي نصر بن علي عن ابن مُحَيْصِن بالجر). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (605- .... .... .... .... = وَغَيْرُ أُولِى بِالرَّفْعِ فِى حَقِّ نَهْشَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(نهشل)، أراد به القبيلة، جعله اسمًا لطائفة الضعفاء وأولي العذر، فلم يصرفه.
وإذا أريد به الأب، صرف كما قال:
إنا بني نهشلٍ لا نُدعى لأب = منه ولا هو بالأبناء يشرينا
قال سيبويه: هو فعلل كجعفر، ونرجس: نفعلٌ، لأنه لا فعللٌ في الكلام.
وفائدة قوله: (في حق نهشلا)، الإشارة باشتقاقه على طريق الكناية إلى أولي الضرر، لأنه من نهشل الرجل، إذا أسن واضطرب، وكذلك خنشل، إذا كان الرفع صفة لـ{القاعدون}، وبه خرج (أولو الضرر)، من جملة القاعدين المفضل عليهم.
[فتح الوصيد: 2/841]
جاء في الحديث: «لقد خلفتم في المدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم حبسهم العذر».
ووصف القاعدون، وهو معرفة، بغير الذي لا يتعرف بالإضافة، لأن (القاعدون) عام شائعٌ، فهو نكرة في المعنى كما قال:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
وعن المبرد، هو بدلٌ من (القاعدون).
وأما النصب، فعل الحال من (القاعدون)، أو على الاستثناء منهم.
فإن قيل: قد قضيتم بكونه نكرة حتي وصفتموه بـ(غير)، فكيف تصح الحال منه؟
قلنا: هو وإن كان معناه العموم والشياع، معرفةٌ في اللفظ). [فتح الوصيد: 2/842]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [605] وعم فتًى قصر السلام مؤخرًا = وغير أولي بالرفع في حق نهشلا
ب: (نهشل): سم قبيلة، واشتقاقه من (نهشل الرجل): إذا كبر واضطرب.
ح: (قصر): فاعل (عم)، (فتًى): مفعوله، (مؤخرًا): حال من (السلام)، (غير أولي): مبتدأ، (بالرفع): حال، (في حق): خبر، و (نهشلا): مجرور على الإضافة فتح لكونه غير منصرف للعلمية ووزن الفعل.
ص: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لمن ألقى إليكم السلم} [94] بالقصر، والباقون بالمد، وهما لغتان بمعنى: الاستسلام والانقياد، أو التحية.
[كنز المعاني: 2/159]
وقال: (مؤخرًا) ليخرج موضعان قبله لا خلاف في قصرهما: {وألقوا إليكم السلم} [90]، وبعده: {ويلقوا إليكم السلم} [91].
ولا خلاف في قصر الذي في النحل أيضًا، وهو: {وألقوا إلى الله يومئذٍ السلم} [87].
وقرأ حمزة وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر} [95] برفع {غير} على أنه صفة: {القاعدون}، نحو: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] في تعريف (الغير)، والباقون بالنصب على الاستثناء أو الحال.
وأشار بقوله: (في حق نهشلا) إلى أنه في بيان أولي الضرر، بدلالة الاشتقاق على الاضطراب). [كنز المعاني: 2/160] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، بالرفع صفة للقاعدين كقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ}؛ لأن القاعدين كانوا نوعين: أولي الضرر وأصحاء، فمعناه غير أولي الضرر منهم، فحصل الحصر بين القسمين أو يكون بدلا من القاعدين؛ لأنه استثناء من المنفي، فيجوز فيه البدل والنصب، وقراءة النصب على الحال من القاعدين أو على الاستثناء وقرئ شاذا بالجر على أنه صفة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/79]
للمؤمنين، ونهشل اسم قبيلة فلهذا لم يصرفه، وأشار باشتقاقه إلى أولي الضرر؛ لأنه من قولهم: نهشل الرجل: إذا أسن واضطرب أو يكون قوله: نهشلا فعلا ماضيا على حذف الموصوف؛ أي: في حق الذي نهشل؛ أي: جاء غير أولى بالرفع في حق هؤلاء المعذورين؛ لأنه وصف القاعدون بلك؛ ليخرج منهم أولي الضرر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (605 - .... .... .... .... .... = وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا
....
وقرأ حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ برفع راء غَيْرُ: وقرأ الباقون وهم نافع وابن عامر والكسائي بنصبها. و(نهشل): اسم قبيلة). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97 - وَغَيْرُ انْصِبًا فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- وغير انصبًا (فـ)ـز نون يوتيه (حـ)ـط ويد = خلوا سم (طـ)ـب جهل كطول وكاف (أ)لا
وفاطر مع نزل وتلويه سم (حـ)ـم = وتلووا (فـ)ـدًا تعد و(ا)تل سكن مثقلا
ش - أي قرأ مرموز (فاء) فز وهو خلف بنصب راء {غير} [95] الاستثناء أو الحال وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه ليعقوب بالرفع على أنه صفة للقاعدين). [شرح الدرة المضيئة: 117]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي " غَيْرُ أُولِي " فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر والكسائي وخلف {غير أولي} [95] بنصب الراء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 496]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570 - غير ارفعوا في حقّ نل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) ل نوتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 216]
يعني «غير أولي الضرر» بالرفع حمزة وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غير أولي الضرر" [الآية: 95] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب برفع الراء على البدل من القاعدون أو الصفة له، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بنصبها على الاستثناء أو الحال من القاعدون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غير أولي الضرر} [95] قرأ نافع وشامي وعلي بنصب الراء، حال من {القاعدون} والباقون بالرفع بدل منه). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا}
{من المؤمنين}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا. انظر الآية/ 223 من سورة البقرة.
{غير أولي الضرر}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم ويعقوب واليزيدي والحسن والأعمش {غير...} بالرفع على البدل من {القاعدون} أو الصفة له.
- وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وشبل عن ابن كثير وجبلة عن المفضل عن عاصم، وخلف وأبو حاتم وزيد بن ثابت وأبو جعفر وشيبة وأبو الزناد وابن الهادي وابن محيصن (غير...) بالنصب على الاستثناء، أو الحال، والنصب اختيار أبي عبيد وأبي طاهر والطبري وابن خالويه.
[معجم القراءات: 2/134]
- وقرأ الأعمش وأبو حيوة وأبو موسى والكاهلي كلاهما عن حمزة (غير...) بالجر، وهو بدل من {المؤمنين}، أو وصف لهم.
- وروي عن ابن محيصن الأوجه الثلاثة: الضم والفتح والكسر.
{الضرر}
- كذا قراءة الجماعة {الضرر}.
- وعن النبي صلي الله عليه وسلم وابن مسعود (الضرير).
{بأموالهم}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{وكلًّا وعد الله الحسنى}
- قراءة الجمهور {وكلا...} بالنصب، وهو المفعول الأول للفعل {وعد}، والمفعول الثاني هو {الحسنى}.
- وقرأ الحسن وابن عباس (وكل...) بالرفع على الابتداء وحذف العائد، أي: وكلهم وعد الله.
قال الشهاب: «إن قلت: لم نصبه السبعة هنا إذ لم يرفعه إلا الحسن في قراءة شاذة، وقرأ ابن عامر في الحديد {وكل وعد الله} بالرفع من أن حذف العائد في نحو: «زيد ضرب» مخصوص
[معجم القراءات: 2/135]
بالشعر عند ابن الشجري.
قلت: أجابوا عنه بأن قبله فعلية هنا، وهي قوله: {فضل الله} إلخ، بخلاف ما في الحديد [أية/ 10] فلذا رفعه ابن عامر، ونصب هنا كما في أمالي ابن الشجري...».
وقال ابن هشام: «... ومنصوبا كقراءة ابن عامر في سورة الحديد {وكل وعد الله الحسنى}، ولم يقرأ بذلك في سورة النساء، بل قرأ بنصب {كل} كالجماعة؛ لأن قبله جملة فعلية...».
وقال ابن الشجري: «على أن الروايات قد تظاهرت عن ابن عامر بأنه قرأ {كل وعد الله الحسنى} في سورة الحديد [آية/ 10]».
وقد تعجب من إطالة النقل هنا، والحديث عن آية سورة الحديد، في معرض حديثي عن آية سورة النساء، ويزول عجبك إذا علمت أن بعض المحققين ألتبس عليهم الأمر في الآيتين، فذكروا قراءة الرفع عن ابن عامر في «آية سورة النساء»، وقد رأيت مما سبق أن الرواية عنه فيها بالنصب كالجماعة، وأن رواية الرفع عنه في سورة الحديد وحدها.
أما المرجع الأول فهو «همع الهوامع».
قال السيوطي: «كقراءة ابن عامر: {وكل وعد الله الحسنى} أي وعده...» فوضع المحقق لهذه الآية الرقم/ 95 من سورة النساء، وهذا ليس بالصواب كما رأيت، بل هي الآية/ 10 من سورة الحديد، فعليه أن يسلك هذه الآية في الفهرس مع آيات سورة الحديد،
[معجم القراءات: 2/136]
ويحذفها من مجموع آيات سورة النساء.
- والمرجع الثاني هو: إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج قال:
{وكل وعد الله الحسنى} أي وعده في قراءة ابن عامر حيث رفع»، ووضع المحقق للآية/ الرقم/ 95 وذكرها مع آيات سورة النساء، وليس هذا بالصواب! فتأمل يرحمك ويرحمني الله!!
- والمرجع الثالث هو: شرح الكافية الشافية لابن مالك، فقد وقع المحقق في تعليقاته عليه في الخطأ الذي وقع فيه غيره، فذكر الآية في سورة النساء.
- على أن هذا الذي وقع فيه هؤلاء المحققون تنبه له الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في «أوضح المسالك»، وذكر الآية على أنها في سورة الحديد، لا في سورة النساء.
{الحسنى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 2/137]

قوله تعالى: {دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {درجات منه ومغفرةً ورحمةً وكان الله غفورًا رحيمًا}
{مغفرةً}
- رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 2/137]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #40  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (97) إلى الآية (99) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ) بالتاء، وفي النحل موضعان علي الماضي حميد بن الربيع عن علي، الباقون بالياء على المستقبل، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (الَّذِينَ تَّوَفَّاهُمُ) الْبَزِّيُّ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الذين توفاهم} [97] ذكر للبزي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الذين توفاهم الملائكة ظالمي" [الآية: 97] بتشديد التاء البزي بخلفه وأدغم تاء الملائكة في الظاء أبو عمرو بخلفه، ومثله يعقوب من المصباح ووقف اليزيدي ويعقوب بخلف عنهما بهاء السكت على "فيم كنتم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {توفاهم} [97] قرأ البزي في الوصل بتشديد التاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 524]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيم} و{مأواهم} وقف البزي في الأول، وإبدال السوسي للثاني، وكونه مفعلاً، لا يخفى). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا}
{توفاهم}
- قراءة الجمهور {توفاهم} بالتاء المفتوحة وهو فعل ماض، أو مضارع، وأصله تتوفاهم، فحذفت منه إحدى التاءين.
قال النحاس: «وجاء التذكير بمعنى الجميع»، وهذا على تقديره فعلًا ماضيًا.
- وقرأ إبراهيم (توفاهم) بضم التاء مضارع وفيت.
قال أبو حيان: «والمعنى: أن الله يوفي الملائكة أنفسهم فيتوفونها، أي: يمكنهم من استيفائها فيستوفونها».
وقال ابن جني: «معنى هذا كقولك: إن الذين يعدون على الملائكة يرون إليهم يحتسبون عليهم... كأن كل ملك جعل إليه قبض نفس بعض الناس، ثم مكن من ذلك، ووفيه، أو كأن ذلك في بعض الملائكة، فجري اللفظ على الجميع...».
- وقرئ (توفتهم) بتأنيث الفعل لتأنيث الملائكة، وهو من باب الجواز؛ لأن تأنيث الملائكة مجاز.
- وقرأ ابن كثير في رواية البزي وابن فليح {إن الذين توفاهم} بتشديد التاء في الوصل.
[معجم القراءات: 2/138]
- والقراءة في الابتداء على تخفيف التاء عند الجميع، وقد تقدمت.
- وأمال {توفاهم} حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{الملائكة ظالمي}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الظاء.
- وعن أبي عمرو الإظهار كالجماعة.
{فيم}
- قرأ البزي، ويعقوب واليزيدي بخلاف عنهما بهاء السكت في الوقف (فيمه).
{فتهاجروا}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما.
{مأواهم}
- أبدل الهمزة الساكنة ألفًا أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني والسوسي، وقفًا ووصلًا (ماواهم).
- وأبدلها حمزة في الوقف.
- والباقون على الهمز.
وأماله حمزة والكسائي وخلف، في الوقف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{مصيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/139]

قوله تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98)}

قوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {غفورا} كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى ربع الحزب عند قوم، والأرجح عند آخرين {رحيما} قبله). [غيث النفع: 524]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوًّا غفورًا}
{عسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 19 من هذه السورة.
{عفوًّا غفورًا}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 2/140]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (100) إلى الآية (101) ]

{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100) وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)}

قوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورًا رحيمًا}
{مراغمًا}
- قراءة الجماعة {مراغمًا} بضم الميم وألف بعد الراء، وهو اسم مكان، ومعناه: متحولًا ومذهًبا.
- وقراءة الجراح ونبيح والحسن بن عمران، والواقدي عن عباس الضبي عن أصحابه (مرغمًا) على وزن مفعل مثل مذهب.
قال ابن جني: «ينبغي أن يكون هذا إنما جاء على حذف الزيادة من «راغم»، فعليه جاء مرغم كمضرب من ضرب، ومذهب من ذهب...».
{كثيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مهاجرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{ثم يدركه}
- قراءة الجمهور {... يدركه...} بالجزم طفا على فعل الشرط «يخرج».
[معجم القراءات: 2/140]
- وقرأ النخعي وطلحة بن مصرف أو طلحة بن سليمان، أو هما معًا (... يدركه...) برفع الكاف على أنه خبر مبتدأ محذوف: ثم هو يدركه، وذلك على الاستئناف.
- وقرأ الحسن بن أبي الحسن «البصري» ونبيح والجراح وقتادة (يدركه) بنصب الكاف على إضمار «أن» بعد ثم، وهو مذهب الكوفيين.
قال ابن جني: «هذا ليس بالسهل، وإنما بابه الشعر لا القرآن».
وقال الأزهري في شرح التصريح: «وهذه القراءات لم يثبت البصريون بها حكمًا لندورها» ). [معجم القراءات: 2/141]

قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ تَقْصُرُوا) مشددة ابْن مِقْسَمٍ، وبالياء هكذا الحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون خفيف بالتاء، وهو الاختيار؛ لأنه الأشهر قصر بقصر). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوًّا مبينًا}
{أن تقصروا}
- قراءة الجمهور «أن تقصروا» بفتح التاء من «قصر»
- وقرأ ابن عباس والضبي عن رجاله (أن تقصيروا) بضم التاء من «أقصر» الرباعي.
- وقرأ الزهري: (أن تقصروا) بتشديد الصاد من «قصر» المضعف.
[معجم القراءات: 2/141]
- وروي عباس عن القاسم (أن تفصروا) بالفاء من «أفصر».
ولم أجد لهذا معنى، وقد أهمل هذه المادة صاحب اللسان والجوهري، وذكرها صاحب القاموس، والتكملة، وكذا في التاج.
ولعل صواب القراءة (أن تقصروا) بالقاف من أقصر، فتكون هي المتقدمة عن ابن عباس!!
{الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/ 43 من هذه السورة.
{أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم}
- قرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (أن تقصروا من الصلاة أن يفتنكم...) بإسقاط {إن خفتم}، وأن يفتنكم: مفعول من أجله من حيث المعنى أي: مخافة أن يفتنكم، وثبت في مصحف عثمان {إن خفتم}.
{إن خفتم}
- أخفي أبو جعفر النون في الخاء.
{الكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة، وانظر الآية/ 100 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 2/142]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (102) إلى الآية (104) ]

{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)}

قوله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "فلتقم" بكسر اللام). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم أبو عمرو بخلفه "ولتأت طائفة" ومثله يعقوب كذلك). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" ترقيق راء "حذرهم" للأزرق وإمالة "مرضى" ويرضى و"للكافرين" و"الناس" وتغليظ لام "الصلاة" وإصلاح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن يهاجر في سبيل الله}
{حذرهم} [102] و{حذركم} ترقيق رائهما لورش، وهو المأخوذ به لمن قرأ بما في التيسير ونظمه). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتهم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابًا مهينًا}
{فيهم}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة {فيهم} بكسر الهاء لمناسبة الياء.
{الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام في الآية/ 43 من هذه السورة.
{فلتقم}
- قراءة الجماعة {فلتقم} بسكون اللام، فحذفت الكسرة منها لثقلها.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ويحيى (فلتقم) بكسر اللام، وهو الأصل.
- وذكر ابن خالويه أن الحسن ويحيى قرآ: (فليقم) بكسر اللام، وجاءت القراءة بالياء، ولعله تصحيف عن القراءة السابقة، وأن صوابه بالتاء من فوق.
{وليأخذوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (ولياخذوا) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وبالإبدال في الوقف جاءت قراءة حمزة.
- والباقون على القراءة بالهمز.
[معجم القراءات: 2/143]
{ولتأت}
- قراءة الجماعة {ولتأت} بالتاء على تأنيث الطائفة.
- وقرأ أبو حيوة (وليأت) بالياء على تذكير الطائفة، على معنى القوم.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (ولتات) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وقراءة حمزة في الوقف بالإبدال أيضًا.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{ولتأت طائفة}
- قال ابن خالويه: (ولتأتي طايفة) بالياء القاسم بن عبد الواحد عن ابن كثير» كذا جاءت مرسومة في مختصره، وهل يعني الياء في (تأتي) أو في (طايفة) أو هما معًا؟ كل هذا محتمل.
أما في تأتي: فالجزم على حذف الحركة.
وأما الياء في (طايفة) فهو على تسهيل الهمزة.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه ويعقوب بإدغام التاء في الطاء.
قال في الإتحاف: «واختلف في «ولتأت طائفة» لمانع الجزم، لكن قوي الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء، ورواه الداني والأكثرون بالوجهين».
{أخرى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والأعمش وابن ذكوان
[معجم القراءات: 2/144]
من طريق الصوري.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{حذرهم}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{عن أسلحتكم وأمتعتكم}
- قرأ عباس هذين اللفظين باختلاس الكسر.
- والباقون على الكسر الخالص.
{وأمتعتكم}
- قراءة الجمهور {وأمتعتكم} جمع تكسير، والجر عطفًا على ما قبله.
- وقرأ سعيد بن جبير (وأمتعاتكم) على الجمع السالم، وهو شاذ، وهو جمع الجمع كما قالوا: أعطيات في أعطية جمع عطاء.
{فيميلون}
- قراءة الجماعة {فيميلون} بإثبات النون.
- وقرأ أبي بن كعب (فيميلوا) منصوبًا، فحذفت منه النون.
قال الفراء: «ولذلك قال في قراءة أبي (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا) رده على تأويل: ودوا أن تفعلوا، فإذا رفعت {فيميلون} رددت على تأويل لو...».
{ولا جناح عليكم}
- روي عن أبي عمرو خلاف في إدغام الحاء في العين، وتقدم مثل هذا في الآية/ 158 من سورة البقرة.
{أذى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 222 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/145]
{مرضى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 43 من هذه السورة.
{حذركم}
- ترقيق الراء فيه عن الأزرق وورش، كالذي تقدم في {حذرهم} قبل قليل.
{للكافرين}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة في الجزء الأول). [معجم القراءات: 2/146]

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اطمأننتم} [103] إبداله للسوسي لا يخفى {وهو} [108] كذلك). [غيث النفع: 526] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}
{الصلاة... الصلاة}
- تقدم تغليظ اللام عن الأزرق وورش في الآية/ 43 من هذه السورة.
{اطمأننتم}
- قرأ أبو جعفر وورش والسوسي والأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه والأعمش بإبدال الهمزة ألفًا (اطماننتم).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز.
{المؤمنين}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا، انظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/146]

قوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا}
{ولا تهنوا}
- قراءة الجماعة {ولا تهنوا} بكسر الهاء من وهن يهن، أي ضعف.
- وقرأ الحسن (ولا تهنوا) بفتح الهاء، والفتح هنا كالفتح في دال «يدع» من أجل حرف الحلق، أو هو من وهن.
[معجم القراءات: 2/146]
- وقرأ عبيد بن عمير (ولاتهانوا) من الإهانة، نهوا عن أن يقع منهم ما يترتب عليه إهانتهم من كونهم يجنون على أعدائهم (فيهاونون...).
{إن تكونوا}
- قراءة الجماعة {إن تكونوا...} بكسر الهمزة على الشرط.
- وقرأ عبد الرحمن الأعرج: (أن تكونوا...) بفتح الهمزة مفعولًا له.
قال ابن جني: «... أي لا تهنوا لأنكم تألمون كقولك: لا تجبن عن قرنك لخوفك منه...)
{تألمون... يألمون}
- قرأ محمد بن السميفع ومنصور بن المعتمر (تئلمون... تئلمون)، بكسر التاء والهمز فيهما.
- وقرأ ابن وثاب ومنصور بن المعتمر (تيلمون... تيلمون) بكسر تاء المضارعة، وتسهيل الهمز فيهما، وهي لغة.
- وفي شرح التسهيل: (فإنهم يئلمون كما تئلمون) بكسر الياء والتاء، قراءة يحيى ابن وثاب.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش والأزرق والأصبهاني (تالمون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف، بالإبدال.
[معجم القراءات: 2/147]
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{فإنهم}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{يألمون}
- قراءة الجماعة {يألمون}.
- وقراءة أبي عمرو وأبي جعفر والسوسي وورش والأزرق والأصبهاني (يالمون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- ومثلهم في الوقف قراءة حمزة.
- وتقدم هذا في {تألمون}.
- وقرأ ابن وثاب ومنصور بن المعتمر (يئلمون) بالياء المكسورة والهمز.
- وقرأ ابن وثاب (ييلمون) بكسر الياء، وقلب الهمز ياء.
وكسر الياء مرغوب عنه لثقله). [معجم القراءات: 2/148]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #43  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (105) إلى الآية (109) ]

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)}

قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا}
{الكتاب بالحق}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء وبالإظهار.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{لتحكم بين الناس}
- قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن ويعقوب (لتحكم بين...) بإدغام الميم في الباء، كذا ذكر بعض المتقدمين، والصواب أنه إخفاء؛ إذ تسكن الميم عند الباء إذا تحرك ما قبلها تخفيفًا لتوالي الحركات، فتخفى إذ ذاك بغنة.
[معجم القراءات: 2/148]
قال النحاس: «وروي عن الحسن وأبي عمرو أنهما أدغما الميم في الباء، ولا يجيز ذلك النحويون لأن في الميم غنة».
{بين الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة.
{أراك}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش
- وبالفتح قرأ الباقون، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/149]

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106)}

قوله تعالى: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)}

قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اطمأننتم} [103] إبداله للسوسي لا يخفى {وهو} [108] كذلك). [غيث النفع: 526] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطًا}
{من الناس}
- انظر الآية السابقة/ 105 ففيها الإحالة على ما سبق.
{وهو}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، وانظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{يرضى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/149]

قوله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَا أَنْتُمْ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ها أنتم} [109] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم اختلافهم في "ها أنتم" قريبا بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هاانتم هؤلاء} [109] تقدم تقريبًا). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا}
{ها أنتم هؤلاء}
- تقدمت القراءات فيه مفصلة في الآية/ 66 من سورة آل عمران.
[معجم القراءات: 2/149]
{جادلتم عنهم... يجادل الله عنهم}
- قراءة الجماعة {عنهم... عنهم} على الجمع في الموضعين، أي عن أهل الريب والمعاصي، وهو أبو طعمة وذووه.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب (عنه... عنه) على المفرد في الموضعين، أي عن أبي طعمة.
وقصة أبي طعمة، وهو رجل من الأنصار، أنه سرق درعًا وجعله في غرارة دقيق، وكان فيه خرق فانتشر الدقيق من مكان سرقته إلى منزله، فظن أنه سارق الدرع، وحيص في أمره، فمضي بالدرع إلى يهودي، فأودعها عنده ثم صار إلى قومه، ثم تتبعوا أثر الدرع فعلم أنها عند اليهودي، وأنه سارقها، فجاء قوم أبي طعمة إلى النبي صلي الله عليه وسلم، وسألوه أن يعذره عند الناس، وأعلموه أن اليهودي صاحب الدرع، فهم النبي صلي الله عليه وسلم بذلك، فأوحي إليه الله، وعرفه قصة أبي طعمة، وأعلمه أنه خائن...، فهرب إلى مكة، وارتد عن الإسلام، ثم سقط عليه حائط فقتله!...
{الدنيا}
- تقدمت الإمالة فيه في سورة البقرة، انظر الآيتين/ 85، 114.
{عليهم}
- تقدم ضم الهاء وكسرها في الآية/ 6 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/150]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (110) إلى الآية (112) ]

{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)}


قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا}
{سوءًا}
- قراءة حمزة في الوقف بالنقل والإدغام.
- وكذا هشام بخلاف عنه). [معجم القراءات: 2/150]

قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)}

قوله تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا}
{يكسب}
- قراءة الجماعة {يكسب} بكسر السين خفيفة.
- وقرأ معاذ بن جبل (يكسب) بكسر الكاف وشد السين، وأصله يكتسب.
قال ابن خالويه: «تقديره يكتسب، ثم يدغم، ويكسر الكاف لالتقاء الساكنين، مثل: يهدي».
{خطيئةً}
- قرأ الزهري (خطية)، وذلك بإبدال الهمزة ياء ثم إدغامها في الياء، وهو قياس تخفيفها.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء، ثم يدغم الياء في الياء.
وجاء في النشر: أنه حكي فيه وجه آخر، وهو تسهيل الهمزة بين بين، ذكره الحافظ أبو العلاء، وهو عند صاحب النشر ضعيف.
{بريئًا}
- الحكم في الوقف عند حمزة كالذي تقدم في {خطيئة}.
- إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء.
وصورة القراءة: (بريًّا).
- وذكر النيسابوري هذا قراءة ليزيد والشموني.
- وروي عن حمزة تسهيل الهمزة بين بين أيضًا في الوقف). [معجم القراءات: 2/151]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #45  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ الآية (113) ]

{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}

قوله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عظيما} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى نصف الحزب للأكثر، وعند بعضهم {بين الناس} [114] بعده). [غيث النفع: 526]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفةٌ منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا}
{لهمت طائفةٌ} أجمع السبعة على إدغام التاء في الطاء، وتقدم مثل هذا في الآية/ 123 من سورة آل عمران في {همت طائفتان}.
قال الأصبهاني: «... وعلى هذا إجماع القراء وكلام العرب، ولا ننظر إلى قول من أظهر منه شيئًا في القرآن في رواية شاذة بعيدة غير صحيحة، وإنما الاعتماد على ما أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه، والله أعلم».
{من شيء}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/ 20، 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #46  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (114) إلى الآية (115) ]

{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)}

قوله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {فَسَوف نؤتيه أجرا عَظِيما} 114
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر والكسائي {فَسَوف نؤتيه} بالنُّون
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة (فَسَوف يؤتيه) بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 237]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فسوف يؤتيه} بالياء، أبو عمرو وحمزة، وسهل، وخلف وقتيبة). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فسوف يؤتيه} [114]: بالياء حمصي، وأبو عمرو، وحمزة، وقاسم، وخلف، وعيسى، وقتيبة، وسهل). [المنتهى: 2/656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة (يؤتيه) الثاني بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وأبو عمرو: {فسوف يؤتيه أجرا} (114): بالياء.
[التيسير في القراءات السبع: 265]
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وأبو عمرو وخلف (فسوف يؤتيه أجرا) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 343]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([114]- {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} بالياء: أبو عمرو وحمزة). [الإقناع: 2/631]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (606 - وَنُؤْتِيهِ بِالْيَا فِى حِمَاهُ .... = .... .... .... ....). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([606] ونؤتيه باليا (فـ)ي (حـ)ماه وضم يد = خلون وفتح الضم (حق) (صـ)رى حلا
الهاء في (حماه)، عائدة على يؤتيه.
وإنما كان في حماه، لأنه مردود على ما قبله وهو: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله}.
[فتح الوصيد: 2/842]
(ونؤتيه بالياء): مبتدأ. و(في حماه): خبرٌ.
والقراءة الأخرى بنون: الأمر المطاع). [فتح الوصيد: 2/843]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [606] ونؤتيه باليا في حماه وضم يد = خلون وفتح الضم حق صرى حلا
[كنز المعاني: 2/160]
ب: (الصرى): الماء المجتمع، (حلا): من الحلو، أي العذب.
ح: (نؤتيه ... في حماه): مبتدأ وخبر، (ضم): مبتدأ، (يدخلون): مضاف إليه، بمعنى (في)، (فتح الضم): عطف على المبتدأ، (حق): خبر، (حلا): صفة (صرًى) .
ص: أي: قرأ حمزة وأبو عمرو: (فسوف يؤتيه أجرًا عظيمًا) [114] بياء الغيبة؛ لأن قبله: {ابتغاء مرضات الله} [114]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة} [124] بضم يائه وفتح خائه على بناء المجهول، وشبه القراءة بالماء الصافي الحلو؛ لأنها على الأصل، وليطابق ما بعده: {ولا يظلمون نقيرًا} [124]، والباقون بفتح الياء وضم الخاء على بناء الفاعل). [كنز المعاني: 2/161] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (606- وَنُؤْتِيهِ بِاليَا "فِـ"ـى "حِـ"ـمَاهُ وَضَمُّ يَدْ،.. خُلُونَ وَفَتحُ الضَّمِّ "حَقٌّ صِـ"ـرًى حَلا
يريد: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا} القراءة بالنون والياء ظاهرة، والهاء في حماه عائدة على يؤتيه كقولك: زيد بماله في داره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (606 - ونؤتيه باليا في حماه .... .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ حمزة وأبو عمرو: فسوف يؤتيه أجرا عظيما بالياء، وقرأ غيرهما بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 248]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... نُونَ يُؤْتِيِهْ حُطْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نون نؤتيه حط أي قرأ مرموز (حا) حط وهو يعقوب {فسوف نؤتيه أجرًا} [114] بنون العظمة وعلم من الوفاق أنه لأبي جعفر كذلك وأنه لخلف بالغيبة، واتفقوا في الحرف الأول وهو {أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا} [74] لبعد الاسم العظيم عنه فلا تحسن فيه الغيبة كحسنها في الأول لقربه فلا تتعدى هذه الترجمة إلى الأول لتقدم محله وشهرة الخلاف في هذا دون ذاك). [شرح الدرة المضيئة: 117] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا وَمَنْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ (يُؤْتِيهِ) بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
[النشر في القراءات العشر: 2/251]
بِالنُّونِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْحَرْفِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَنَّهُ بِالنُّونِ لِبُعْدِ الِاسْمِ الْعَظِيمِ عَنْ " فَسَوْفَ يُؤْتِيهِ " فَلَمْ يَحْسُنْ فِيهِ الْغَيْبَةُ كَحُسْنِهِ فِي الثَّانِي لِقُرْبِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة وخلف {فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا * ومن} [114- 115] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570- .... .... .... .... نؤتيه يا = فتىً حلاً .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (نؤتيه) أي قوله تعالى «فسوف نؤتيه أجرا عظيما» بالياء حمزة وخلف وأبو عمرو، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "نجويهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/519]
وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث وأظهرها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرضات" الكسائي ووقف عليها بالهاء على أصله، وبالتاء وقف الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فسوف يؤتيه أجرا عظيما ومن" [الآية: 114] فأبو عمرو وحمزة وخلف يؤتيه بالياء المثناة تحت، وافقهم اليزيدي والشنبوذي والباقون بنون العظمة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا خير في كثير من نجواهم}
{نؤتيه} [114] قرأ البصري وحمزة بالياء التحتية، والباقون بنون العظمة، وصلة هائه لمكي جلي). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروٍف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا}
{لا خير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{نجواهم}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
{إصلاح}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
{الناس}
- تقدمت الإمالة في الآيات/ 8، 94، 96 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 2/152]
{ومن يفعل ذلك}
- أدغم اللام في الذال أبو الحارث عن الكسائي.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
{مرضات}
- أمال الكسائي وورش {مرضات} إمالة محضة.
- وعن ورش خلاف، وبالوجهين: الفتح والإمالة قرأ له أبو حيان.
- ووقف عليها الكسائي وخلف بالهاء (مرضاه)، وهي لغة قريش.
- ووقف الباقون بالتاء (مرضات)، وهي لغة طيء.
- وتقدم هذا مفصلًا في الآية/ 207 من سورة البقرة.
{فسوف نؤتيه}
- قراءة الجماعة {فسوف نؤتيه}.
- وقرأ ابن مسعود (فسيؤتيه) بالسين.
{نؤتيه}
- قرأ أبو عمرو وقتيبة عن الكسائي وحمزة وخلف واليزيدي والسراج عن حماد والشنبوذي وسهل وابن مسعود (يؤتيه) بالياء حملًا على {من يفعل}.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {نؤتيه} بنون العظمة، لقوله بعد {نوله ونصله} وهو
[معجم القراءات: 2/153]
أوقع للتعظيم.
قال ابن عطية: «والقراءتان حسنتان».
- وقرأ ابن كثير في الوصل (نؤتيهي) لوصل الهاء بياء.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي (نوتيه) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف جاءت بالإبدال). [معجم القراءات: 2/154]

قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُوَلِّهِ)، (وَنُصْلِهِ) بالياء فيهما الزَّعْفَرَانِيّ، والْأَعْمَش في رواية جرير، والقطيعي عن ابن عقيل عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالنون، وهو الاختيار للعظمة.
(وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) بالعين الشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بالغين، وهو الاختيار لموافقة الجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْهَاءِ مِنْ نُوَلِّهِ، وَنُصْلِهِ مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({نوله} {ونصله} [115] ذكرا في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نوله ونصله" [الآية: 115] بإسكان الهاء فيهما أبو عمرو وأبو بكر وحمزة واختلف عن هشام وابن وردان وابن جماز، وقرأ قالون ويعقوب وأبو جعفر في وجهه الثاني بكسر الهاء بلا صلة والباقون بالصلة بخلف عن ابن ذكوان، وعن هشام أيضا فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والقصر والإشباع، ولابن ذكوان وجهان: القصر والإشباع ولأبي جعفر الإسكان والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نوله} و{نصله} [115] قرأ قالون وهشام بخلف عنه بكسر الهاء من غير صلة فيهما، والبصري وشعبة وحمزة بإسكانه، والباقون بالكسرة مع الصلة، وهو الطريق الثاني لهشام). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت جهنم وساءت مصيرًا}
{تبين له}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
وتقدم في الآية/ 259 من سورة البقرة.
{الهدى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/ 2 و5 من سورة البقرة.
{غير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{المؤمنين}
- تقدم إبدال الهمزة واوًا في الآية/ 223 من سورة البقرة.
{المؤمنين نوله}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{نوله... نصله}
- قرأ ابن أبي عبلة (يوله... يصله) بالياء فيهما جريًا على قوله: {فسوف يؤتيه} في الآية السابقة.
- وقراءة الجماعة بالنون فيهما {نوله... نصله}.
- [معجم القراءات: 2/154]
- وقرأ (نوله... نصله) بسكون الهاء فيهما أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر من طريق النهرواني واختلف عن ابن وردان وابن جماز، وهي رواية الداجوني عن هشام، والعجلي وأوقيه وأبو شعيب السوسي عن اليزيدي.
- وقرأ {نوله... نصله} بكسر الهاء بلا صلة قالون ويعقوب وأبو جعفر في وجهه الثاني وابن مهران والخبازي والوراق وهبة الله.
- وقرأ ابن كثير بالصلة (نولهي نصلهي) أي بوصل الهاء المكسورة بياء، وفيه خلاف عن ابن ذكوان وهشام.
وفي المكرر:
«واختلس كسرة الهاء قالون، ولهشام وجهان: الاختلاس كقالون، وإشباع الحركة كباقي القراء».
ومما سبق يتبين ما يلي:
هشام: وله الإسكان، والقصر، والإشباع، والاختلاس.
- ابن ذكوان: وله القصر، والإشباع.
- أبو جعفر: وله الإسكان، والقصر.
{نصله}
- ذكر أبو حيان أنه قرئ (نصله) بفتح النون من «صلاه».
{تولى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 2/155]
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
{مصيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/156]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #47  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (116) إلى الآية (121) ]

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "فقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا}
{لا يغفر... ويغفر}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{يشاء}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/ 213 من سورة البقرة.
{فقد ضل}
- أدغم الدال في الضاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وهشام وابن ذكوان وورش.
- وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وقالون وأبو جعفر ويعقوب بإظهار الدال). [معجم القراءات: 2/156]

قوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و(إِنْ يَدْعُونَ) بالتاء ابن مسلم في قول الدهان، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (مَنْ يُشْرِكْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "إلا أنثى" بالإفراد على إرادة الجنس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن يدعون من دونه إلا إناثًا وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا}
{إن يدعون... وإن يدعون}
- قرأ أبو رجاء وعاصم وعيسى بن سليمان عن بعضهم (إن تدعون) بالتاء على الخطاب فيهما، وهو كذلك في مصحف عائشة.
- وقراءة الجمهور {إن يدعون} بالياء على الغيبة.
[معجم القراءات: 2/156]
{إناثًا}
- قراءة الجمهور {إناثًا} جمع أنثى، ولا يجيز الطبري القراءة بغيرها، وكذا جاء في مصحف عائشة.
- وفي مصحف عائشة من رواية عروة عن أبيه، وقراءة أبي السوار والهنائي ومجاهد (أوثانًا) جمع وثن، وهو الصنم.
- وقرأ الحسن وأبو هريرة والجوني (أنثى) على وزن فعلى، وهو مفرد أريد به الجمع.
- وقرأ أبو العالية ومعاذ القارئ وأبو نهيك وعائشة (أناثًا) برفع الهمزة.
- وقرأ ابن عباس وأبو حيوة والحسن وعطاء وابن عمر وأبو رزين وأبو العالية وأبو نهيك ومعاذ القارئ وعائشة عن النبي صلي الله عليه وسلم (أنثًا)، وهو جمع أنيث، مثل: غدير وغدر، ورسول ورسل.
وحكى الطبري أنه جمع إناث كثمار وثمر.
- وقرأ سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وأبو مجلز وأبو المتوكل وابن عباس وأبو الجوزاء (وثنًا) بفتح الواو والثاء من غير همز في أوله.
[معجم القراءات: 2/157]
قال ابن عطية: «بفتح الواو والثاء على إفراد اسم الجنس».
- وقرأ سعيد بن المسيب ومسلم بن جندب ومورق العجلي وابن عباس وابن عمر وعطاء وابن مسعود وعائشة وعبد الله بن حسين ومجاهد والنبي صلي الله عليه وسلم (أثنًا).
يريدون (وثنًا) فأبدل الهمزة واوًا، وخرج على أنه جمع الجمع.
وذكرها ابن خالويه قراءة للنبي صلي الله عليه وسلم وجماعة.
- وقرأ أيوب السختياني وعائشة (وثنًا)بضم الواو والثاء من غير همز.
وعند ابن خالويه: «عن النبي وجماعة».
وعند ابن عطية قراءة ابن عباس، ومثله عند الطوسي.
- وقرأ ابن عباس (وثنًا).
- وقرأ عطاء بن أبي رباح وابن عباس (أثنًا) بسكون الثاء، وأصله «وثنًا»، والواحد: وثن، وهو الصنم، قال الفراء «جمع» الوثن «فضم الواو فهمزها» ). [معجم القراءات: 2/158]

قوله تعالى: {لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبًا مفروضًا}
{قال لأتخذن}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن يعقوب). [معجم القراءات: 2/159]

قوله تعالى: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولأضلنهم ولأمنيهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليًّا من دون الله فقد خسر خسرانًا مبينًا}
{ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم}
- قرأ أبي (وأضلنهم وأمنينهم وآمرنهم) بغير لام القسم، فتكون جملا مقولة لا مقسما عليها.
- وعند الفراء، قراءة أبي (وأضلهم وأمنيهم) كذا بغير لام ونون توكيد.
- وذكرها ابن عطية في هذين وفي الفعل الثالث (وآمرهم).
- وقرأ يحيى بن يعقوب وعن جده: (ولأضلنهم) بتخفيف النون.
{ولآمرنهم) قرأ أبو عمرو في رواية عنه- بالقصر (ولأمرنهم)، أي بغير ألف، وذكرها الجهضمي عن أبي عمرو بسكون الهمزة.
{خسر}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/159]

قوله تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "يعدهم" بسكون الدال تخفيفا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)}
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ}
- قرأ الأعمش وابن محيصن (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم) بسكون الدال فيهما، وهو تخفيف لتوالي التحركات وثقل الضمة.
قال ابن جني (.. قال حماد بن شعيب: قلت للأعمش: يعدهم ويمنيهم وما يعدهم) فقال: أيعدهم؟ وإنما هو يعدهم.. وما يعدهم).
{وَيُمَنِّيهِمْ}
- قراءة يعقوب بضم الهاء على الأصل (يمنيهم).
- والباقون على كسرها لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 2/160]

قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مأواهم} [121] إبداله للسوسي وعدم إمالة البصري له لا يخفى {أصدق} [122] كذلك). [غيث النفع: 528] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
{مَأْوَاهُمْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والسوسي (ماواهم) بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وأمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 2/160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #48  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (122) إلى الآية (124) ]

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ومن أصدق} ونحوه بإشمام الزاي، كوفي،-غير عاصم- ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 229]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (603 - وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ = كَأَصْدَقُ زَايًا شَاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلاَ). [الشاطبية: 48] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا (شـ)اع وارتاح أشملا
قوله: (كأصدق)، دليل على أن له نظائر.
وذلك نحو: {تصدية} و{يصدفون} و {تصديق}.
وجاء اثني عشر موضعًا:
في هذه السورة موضعان، وفي الأنعام ثلاثة والباقي سبعة في سبع سور: الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص والزلزلة.
[فتح الوصيد: 2/839]
ومعنى قوله: (شاع)، أي انتشر في النقل والعربية، وارتاحت شمائله.
والارتياح: النشاط. والشمائل والأشمل: جمع شمال، والشمال: اليد والخلق؛ قال جرير:
...وما لومي أخي من شماليا
أي من خلقي.
والعلة في هذا الإشمام، كالعلة المذكورة في: {الصرط}، لأن الدال حرفٌ مجهور، والصاد مهموسٌ). [فتح الوصيد: 2/840] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [603] وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زايًا شاع وارتاح أشملا
ب: (الارتياح): النشاط، (الأشمل): جمع (الشمال) بالكسر، وهو الخلق أو اليد.
[كنز المعاني: 2/157]
ح: (إشمام): مبتدأ، (ساكنٍ قبل داله): صفتا (صادٍ)، والهاء: للصاد أضيف إليها لملابسة المصاحبة، (كأصدق): نصب على الظرف، (زايًا): مفعول (إشمامُ)، (شاع): خبر، و (ارتاح): عطف، (أشملا): تمييز، ومعناه: ارتاح وحسن أخلاقًا.
ص: قرأ حمزة والكسائي كل صاد ساكن بعده دال بإشمام ذلك الصاد زايًا، نحو: {ومن أصدق من الله} [87، 122]، و{تصدية} [الأنفال: 35]، و{تصديق} [يونس: 37]، و{فاصدع بما} [الحجر: 94]، و{قصد السبيل} [النحل: 9] وشبهه.
لأن الصاد مهموسة والدال مجهورة، فكرهوا الخروج من الهمس إلى الجهر، فأشموا الصاد شيئًا من الزاي لمناسبتها الصاد في الصفير، والدال في الجهر، وهذا البحث جرى في: {الصراط} [الفاتحة: 6].
والباقون بالصاد الخالصة على الأصل). [كنز المعاني: 2/158] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (603- وَإِشْمَامُ صَادٍ سَاكِنٍ قَبْلَ دَالِهِ،.. كَأَصْدَقُ زَايًا "شَـ"ـاعَ وَارْتَاحَ أَشْمُلا
يعني: نحو: "تَصْدِيَةً"، و"يَصْدِفُونَ"، و"يُصْدِرَ"، و"تَصْدِيقَ"، و"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ"، و"عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ"، و"مَنْ أَصْدَقُ"، وجه هذا الإشمام ما تقدم في "الصراط"؛ لأن الدال مجهورة، وقراءة الباقين بالصاد الخالصة، وقوله: زايا بالنصب هو ثاني
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/76]
مفعولي وإشمام والأول أضيف إليه وهو صاد؛ لأنك تقول أشم الصاد زايا والمصدر يتعدى تعدية فعله، وأشملا تمييز والارتياح النشاط وأشملا جمع شمال بكسر الشين وهو الخلق واليد يشير إلى حسنه في العربية والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/77] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (603 - وإشمام صاد ساكن قبل داله = كأصدق زاء شاع وارتاح أشملا
قرأ حمزة والكسائي بإشمام كل صاد زاء إذا كانت الصاد ساكنة ووقعت قبل دال نحو: وَمَنْ أَصْدَقُ*، يُصَدِّقُونَ، وَتَصْدِيَةً، وَلكِنْ تَصْدِيقَ*، فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، يُصْدِرَ الرِّعاءُ، يَصْدُرُ النَّاسُ. فإذا كانت الصاد متحركة نحو صَدَقَةٍ* صَدَقُوا* أو كانت ساكنة ولم تقع قبل دال نحو: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ فلا إشمام فيها لأحد. وكيفية الإشمام أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد خالصة ولا بزاي خالصة ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما ينطق العوام بالظاء. وقرأ الباقون بالصاد الخاصة. و(شاع): انتشر.
و(الارتياح): النشاط. و(أشملا): جمع شمال وهو جمع قلة لأن جمع الكثرة شمائل). [الوافي في شرح الشاطبية: 247] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (95- .... .... .... .... .... = .... وَأَشْمِمْ بَابَ أَصْدَقُ طِبْ وَلَا). [الدرة المضية: 26] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "أصدق" قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مأواهم} [121] إبداله للسوسي وعدم إمالة البصري له لا يخفى {أصدق} [122] كذلك). [غيث النفع: 528] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}
{الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب التاء في السين بخلاف. وتقدم في الآية/57.
{سَنُدْخِلُهُمْ}
- قراءة الجماعة بنون العظمة (سندخلهم).
- وقرئ (سيدخلهم) بياء الغيبة، أي الله سبحانه وتعالى.
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/57 منسوبة إلى عبد الله بن مسعود والنخعي وابن وثاب. غير أن أبا حيان لم يذكر لها هنا في الموضع الثاني قارئًا..
{أَصْدَقُ}
- قراءة حمزة والكسائي وخلف والأعمش ورويس عن يعقوب بإشمام الصاد الزاي، وهي لغة قيس.
- وقرأ الباقون (أصدق) بالصاد الخالصة، وهي لغة قريش.
وتقدم هذا في الآية/87 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/161]

قوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (أَمَانِيِّكُمْ وَأَمَانِيِّ) لِأَبِي جَعْفَرٍ وَكَذَا " إِبْرَاهَامُ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أمانيكم، وأماني [النساء: 123] لأبي جعفر وإبراهيم [125] في (تعينه من دون سائر أفراد جنسه، فتعريفها لفظي لا يفيد التعين، وإن كان في اللفظ معرفة. وثانيهما تعين المضارع للمضي إذا عطف الماضي عليه)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/278]
الثلاثة الأخيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/279] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بأمانيكم" [الآية: 123] و"إلا أماني" [الآية: 78] من سورة البقرة بتخفيف الياء مع تسكينها أبو جعفر كأنه جمع على فعالل دون فعاليل كما قالوا في قرقور قراقر وقراقير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (123)}
{بِأَمَانِيِّكُمْ ... أَمَانِيِّ}
- قراءة الجمهور بتشديد الياء في الموضعين (بأمانيكم ... أماني).
- وقرأ الحسن بخلاف وأبو جعفر وشيبة بن نصاح والحكم والأعرج وابن جماز لنافع (بأمانيكم ... أماني) بسكون الياء، جمع على فعالل.
وانظر الآية/75 من سورة البقرة.
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا}
- روى بعضهم عن الكسائي إدغام اللام في السين (من يعمل سوءًا).
{سُوءًا}
- فيه لحمزة في الوقف النقل والإدغام مع السكون المحض.
- وكذا هشام بخلاف عنه.
- وتقدم هذا في الآية/110 من هذه السورة.
{وَلا يَجِدْ..}
- قراءة الجمهور بجزم الدال (ولا يجد)، عطفًا على جواب الشرط (يجز به).
وقال ابن خالويه: (ولا يجد) برواية عن ابن عامر، ويجد: لغة غير قراءة)، وذكرها ابن عطية لابن بكار عن ابن عامر، وأراد بذلك قراءة الرفع على تقدير: وهو لا يجد، فلم يبق للجزم نصيب.
[معجم القراءات: 2/162]
{نَصِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 2/163]

قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَفتحهَا من قَوْله {يدْخلُونَ الْجنَّة} 124
فَقَرَأَ ابْن كثير {يدْخلُونَ الْجنَّة} بِضَم الْيَاء فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع هَهُنَا فِي النِّسَاء وفي مَرْيَم 60 وفي الْمُؤمن 40 ورابعا فِيهِ سين وَهُوَ قَوْله {سيدخلون جَهَنَّم} غَافِر 60
وروى مطرف الشقري عَن مَعْرُوف بن مشكان عَن ابْن كثير أَنه ضم الْحَرْف الذي في سُورَة الْمَلَائِكَة {جنَّات عدن يدْخلُونَهَا} 33 وَلم يَأْتِ بِهِ مضموما عَن ابْن كثير غَيره
وَقَرَأَ عَاصِم مثل ابْن كثير {يدْخلُونَ} في رِوَايَة أَبي هِشَام عَن يحيى وَابْن عُطَارِد عَن أَبي بكر
وَأما خلف وَمُحَمّد بن الْمُنْذر وَأحمد بن عمر فرووا عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم فتح الْيَاء في {يدْخلُونَ الْجنَّة} في الْمُؤمن
وروى حَفْص عَن عَاصِم فتحهن كُلهنَّ
وروى الكسائي عَن أَبي بكر وخلاد عَن حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم فتحهن كُلهنَّ مثل حَفْص
وَقَالَ خلف عَن يحيى سَمِعت أَبَا بكر يَوْمًا وَقد سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ {يدْخلُونَ} و{سيدخلون} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو في النِّسَاء وفي مَرْيَم وفي الْمَلَائِكَة وفي الْمُؤمن {يدْخلُونَ الْجنَّة} بِضَم الْيَاء وَفتح الْيَاء من {سيدخلون جَهَنَّم}
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَنَافِع وَحَمْزَة والكسائي
بِفَتْح الْيَاء فِي ذَلِك أجمع). [السبعة في القراءات: 237 - 238]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يدخلون الجنة} وفي مريم، وحم، بضم الياء، مكي،
[الغاية في القراءات العشر: 229]
بصري، ويزيد، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 230]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يدخلون} [124]، وفي مريم [60]، وحم [غافر: 40]: بضم الياء مكي، ويزيد، وبصرى غير سلام وأيوب، وعاصم غير علي وأبي حمدون وحفصي. وافق أبو حمدون في المؤمن، وأبو بشر إلا هنا). [المنتهى: 2/657]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (يدخلون) بضم الياء وفتح الخاء هنا وفي مريم والأول من غافر، وتفرد أبو عمرو بهذه الترجمة في سورة الملائكة، قرأ ابن كثير وأبو بكر بضم الياء وفتح الخاء في الثان من سورة غافر، وقرأ الباقون في الخمسة المواضع بفتح الياء وضم الخاء، ولم يختلف في غيرهن أنه بفتح الياء). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر: {يدخلون الجنة} (124)، هنا، وفي مريم (60)، وأول غافر (40). وأيضًا ابن كثير، وأبو بكر: الثاني من غافر (60)، وأبو عمرو في فاطر (33): بضم الياء، وفتح الخاء.
والباقون: بفتح الياء، وضم الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأبو بكر وروح: (يدخلون الجنّة) هنا وفي مريم وغافر بضم الياء وفتح الخاء وافقهم رويس في مريم [وأول غافر]. والباقون بفتح الياء وضم الخاء). [تحبير التيسير: 343]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَدْخُلُونَ)، وفي مريم، وحم بضم الياء وفتح الخاء مكي، وأبو جعفر، وشيبة ونصري غير سلام، وأيوب، وعَاصِم غير أبي الحسين، وأي حمدون، وحفص، وافق أبو بشر إلا ها هنا، وأبو حمدون في المؤمن، زاد أَبُو عَمْرٍو والْعُمَرِيّ طريق الطبراني في فاطر، زاد الْعُمَرِيّ طريق الطبراني في النحل والرعد، والاختيار ما عليه أبو عمرو لقوله تعالى: (وَلَا يُظْلَمُونَ)، وهكذا (يرزقون)الباقون بفتح الياء وضم الحاء، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([124]- {يَدْخُلُونَ} هنا، وفي [مريم: 60]، [وغافر: 40] مبني
[الإقناع: 2/631]
للمفعول: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر). [الإقناع: 2/632]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (606- .... .... .... وَضَمُّ يَدْ = خُلُونَ وَفَتحُ الضَّمِّ حَقٌّ صِرًى حَلاَ
607 - وَفي مَرْيَمٍ وَالطَّوْلِ الأَوَّلِ عَنْهُمُ = وَفِي الثَّانِ دُمْ صَفْوًا وَفِي فَاطِرٍ حَلاَ). [الشاطبية: 48]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وضم يدخلون)، في يائه. (وفتح الضم)، في الخاء.
والصرى بالكسر والفتح: الماء المجتمع المستنقع.
وإذا اجتمع الماء واستقر، صفا. وهو مع ذلك حلو، فهو الغاية.
فكأن هذه القراءة في صفائها وحلاوتها، بمنزلة ذلك الماء، لأنهم يدخلون الجنة حقيقة. وإنما يدخلونها إذا أدخلوا.
[607] وفي مريم والطول الاول عنهم = وفي الثان (د)م (صـ)فوًا وفي فاطر (حـ)لا
(في مريم): {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا}.
والأول في الطول: {فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها}.
و(عنهم)، عائد على الترجمة الأولى: (حق صری).
وفي الثاني في الطول: وهو قوله تعالى: {سيدخلون جهنم داخرين}.
(دم صفوًا)، أي صفو.
وفي فاطر: {ذلك هو الفضل الكبير جنت عدن يدخلونها}.
[فتح الوصيد: 2/843]
وقافية هذا البيت مغايرة لقافية الأول في المعنى، وإن اتفق اللفظ، وذلك من باب التجنيس وليس بإيطاء؛ وهو من قولهم: حلا فلان امرأته يحليها ويحلوها، إذا جعلها ذات حلي؛ كأن هذا الحرف على قراءة أبي عمرو. وقد جعل المعني ذا حلية لحسن القراءة ومشاكلتها للمعنى؛ أو من: حلوت فلانًا، إذا أعطيته حُلوانا). [فتح الوصيد: 2/844]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [606] ونؤتيه باليا في حماه وضم يد = خلون وفتح الضم حق صرى حلا
[كنز المعاني: 2/160]
ب: (الصرى): الماء المجتمع، (حلا): من الحلو، أي العذب.
ح: (نؤتيه ... في حماه): مبتدأ وخبر، (ضم): مبتدأ، (يدخلون): مضاف إليه، بمعنى (في)، (فتح الضم): عطف على المبتدأ، (حق): خبر، (حلا): صفة (صرًى) .
ص: أي: قرأ حمزة وأبو عمرو: (فسوف يؤتيه أجرًا عظيمًا) [114] بياء الغيبة؛ لأن قبله: {ابتغاء مرضات الله} [114]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة} [124] بضم يائه وفتح خائه على بناء المجهول، وشبه القراءة بالماء الصافي الحلو؛ لأنها على الأصل، وليطابق ما بعده: {ولا يظلمون نقيرًا} [124]، والباقون بفتح الياء وضم الخاء على بناء الفاعل.
[607] وفي مريم والطول الأول عنهم = وفي الثان دم صفوا وفي فاطر حلا
ب: (حلا): جعل الشي ذا حلية، فلم يكن مكررًا مع البيت قبله.
ح: المبتدأ: محذوف، أي: ضم {يدخلون} وفتح الضم في مريم،
[كنز المعاني: 2/161]
و(عنهم): خبر، والضمير: للمذكورين قبل، (الأول): رفع عطفًا على المبتدأ المحذوف، أو جر بدلًا من (الطول)، أي: حرف الطول الأول، و(في الثاني): عطف على (الأول) جرًا، (صفوًا): حال أو تمييز، و(في فاطرٍ حلا): عطف على الجملة قبلها، والضمير لـ (يدخلون).
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر: {فأولئك يدخلون الجنة لا يظلمون شيئًا} في مريم [60]، و{يدخلون الجنة يرزقون فيها} في أول حرفي المؤمن سورة الطول [40] بضم الياء وفتح الخاء على ما ذكر.
وابن كثير وأبو بكر فقط في الحرف الثاني من الطول، وهو: {سيدخلون جهنم} [60]، وأبو عمرو فقط في فاطر: {جناتُ عدنٍ يدخلونها} [33].
والباقون منهم بفتح الياء وضم الخاء في الكل). [كنز المعاني: 2/162]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويدخلون الجنة بضم الياء وفتح الخاء على بناء الفعل للمفعول وبفتح الياء وضم الخاء على بنائه للفاعل وكلاهما ظاهر المعنى والصري بكسر الصاد وفتحها: الماء المجتمع المستنقع يشير إلى عذوبة القراءة وكل عذب.
607- وَفي مَرْيَمٍ وَالطَّوْلِ الَاوَّلِ عَنْهُمُ،.. وَفِي الثَّانِ "دُ"مْ "صَـ"ـفْوًا وَفِي فَاطِرٍ "حَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/80]
وقع في نسخ القصيدة الأول بالرفع، والأولى أن يكون مجرورًا على أنه بدل من الطول أو: وفي مريم وحرف الطول الأول، ويدل عليه قوله: بعد ذلك، وفي الثان؛ أي: في الأول عنهم وفي الثانِ عن دم صفوا، وقوله: عنهم؛ أي: عن المذكورين بضم الياء وفتح الخاء والذي في مريم: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}.
والأول في الطول: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا}.
والثاني فيها: {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
دم صفوا؛ أي: ذا صفوا أو دام صفوك نحو طب نفسا وقر عينا فهو حال على الأول تمييز على الثاني وحلا في آخر هذا البيت ليس بمعنى حلا في آخر البيت الذي قبله وإن اتفقا لفظا بل هو من حلا فلان امرأته؛ أي: جعلها ذات حلى كأن حرف فاطر وهو قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا} لما صحبه ذكر الحلية كأنه قد حلا، وقال الشيخ: كأن هذا الحرف على قراءة أبي عمرو قد جعل المعنى: ذا حلية لحسن القراءة ومشاكلتها للمعنى، أو من حلوت فلانا: إذا أعطيته حلوانا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/81]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (606 - .... .... .... .... وضمّ يد = خلون وفتح الضّمّ حقّ صرى حلا
607 - وفي مريم والطّول الاوّل عنهم = وفي الثّان دم صفوا وفي فاطر حلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وشعبة يَدْخُلُونَ* هنا في فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً وفي مريم في قوله تعالى فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً وفي الموضع الأول من سورة غافر وهو فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ بضم الياء وفتح ضم الخاء. وقرأ غيرهم بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الثلاثة. وقرأ ابن كثير وشعبة بضم الياء وفتح ضم الخاء في الموضع الثاني من سورة غافر وهو سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ وغيرهما بفتح الياء وضم الخاء. وقرأ أبو عمر وحده بضم الياء وفتح ضم الخاء في موضع فاطر وهو جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وقرأ غيره بفتح الياء وضم الخاء واتفق
[الوافي في شرح الشاطبية: 248]
القراء على فتح الياء وضم الخاء في جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها* في سورتي الرعد والنحل.
و (الصري) بكسر الصاد: الماء المجتمع. و(حلا) بفتح الحاء آخر البيت الأول معناه: عذب، وفي آخر البيت الثاني وهو بفتح الحاء أيضا: مأخوذ من قولهم: حلا زوجته إذ ألبسها الحلى، ففي البيتين جناس تام). [الوافي في شرح الشاطبية: 249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (97- .... .... .... .... وَيَدْ = خُلُوا سَمِّ طِبْ جَهِّلْ كَطَوْلٍ وَكَافَ الَا
98 - وَفَاطِرَ مَعْ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويدخلوا سم طب أي روى مرموز (طا) طب وهو رويس {يدخلون الجنة} [124] بالتسمية للفاعل أي بفتح الياء وضم الخاء وعلم من
[شرح الدرة المضيئة: 117]
الوفاق أنه لروح بالتجهيل كأصله ويريد هنا فقط بدليل تفصيله عقب ذلك مستأنفًا لأبي جعفر بقوله: جهل كطول وكاف ألا يريد بالكاف تشبيه موضع النساء بالطول ومريم معناه جهل التي هنا مع التي في الطول[40] ومريم[60] وبهذا ظهر صحة ما قلنا قبل في مراده يعني قرأ مرموز(ألف) ألا وهو أبو جعفر بتجهيل هذه الكلم هنا وفي الطول في الموضعين [40، 60] وفي مريم [60] فاتفق روح وأبي جعفر في النساء [124] بالتجهيل وعلم من الوفاق لرويس بالتسمية وأما في الطول فأبو جعفربالتجهيل في الموضعين[40، 60] ووافقه يعقوب في الأول[40] وكذلك وافقه رويس في الموضع الثاني [60] منه كما يجيء في سورته وعلم من الوفاق التسمية في الموضع الثاني لروح وفي الموضعين لخلف، وأما مريم فأبو جعفر بالتجهيل ووافقه يعقوب وخلف بالتسمية فهذه أربع مواضع واندرج الخامس في قوله: وفاطر مع نزل وتلويه سم حم، قوله فاطر من تتمة السابق إلا أنه فصله لاشتراكه مع نزل وتلويه في تسمية يعقوب أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب {يدخلونها} [33] في فاطر بالتسمية بخلاف أصله وعلم من الوفاق للآخرين كذلك.
توضيح: قد تلخص مما ذكر في المواضع الخمسة أن أبا جعفر وروحًا جهلًا في هذه السورة ومريم وموضعي الطول ووافقهما رويس في مريم وموضعي الطول وسمي خلف في المواضع الخمسة، ووافقه الآخران في فاطر، ورويس في النساء، وروح في ثاني الطول فتأمل في استخراجها
[شرح الدرة المضيئة: 118]
فإنه من مشكلات هذه القصيدة). [شرح الدرة المضيئة: 119]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَدْخُلُونَ هُنَا، وَفِي مَرْيَمَ وَفَاطِرَ وَمَوْضِعَيِ الْمُؤْمِنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَمَرْيَمَ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي مَرْيَمَ وَأَوَّلِ الْمُؤْمِنِ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَرُوَيْسٌ الْحَرْفَ الثَّانِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِ، وَهُوَ قَوْلُهُ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ. (وَاخْتُلِفَ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِيهِ، فَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِيِّينَ قَاطِبَةً فَتْحَ الْيَاءِ وَضَمَّ الْخَاءِ، وَهُوَ الْمَأْخُوذُ بِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ، وَاخْتُلِفَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْهُ كَذَلِكَ وَجُعِلَ مِنْ طَرِيقِ الشَّنَبُوذِيِّ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ: رَوَى الشَّنَبُوذِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى فَتْحَ الْيَاءِ وَضَمَّ الْخَاءِ، قَالَ: الْكَارَزِينِيُّ وَالَّذِي قَرَأْتُهُ بِضَمِّ الْيَاءِ فَيَكُونُ عَنِ الشَّنَبُوذِيِّ وَجْهَانِ.
(قُلْتُ): وَعَلَى ضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ يَحْيَى، وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْخَاءِ فِي الْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنِ خَاصَّةً، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو يَدْخُلُونَهَا فِي فَاطِرَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْخَاءِ فِي الْمَوَاضِعِ الْخَمْسَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأبو بكر وروح {يدخلون} بضم الياء وفتح الخاء هنا [124]، ومريم [60]، والأول من غافر [40]، وافقهم رويس في مريم وأول غافر. وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ورويس الثاني من غافر وهو {سيدخلون جهنم} [غافر: 60] بالضم، واختلف فيه عن أبي بكر وقرأ
[تقريب النشر في القراءات العشر: 497]
أبو عمرو {يدخلونها} في فاطر [33] كذلك، والباقون بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الخمسة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (570- .... .... .... .... .... = .... .... ويدخلون ضمّ يا
571 - وفتح ضمٍّ صف ثنا حبرٍ شفي = وكاف أولى الطّول ثب حقٌّ صفي
572 - والثّان دع ثطا صبا خلفًا غدا = وفاطرٍ حز .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويدخلون) أي وقرأ قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» بضم الياء شعبة وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وروح كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بفتح الياء وضم الخاء.
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) ب (حقّ) (ص) فى
يعني وقرأ بهذه الترجمة: أي ضم الياء وفتح الخاء في كاف يعني مريم قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» والموضع الأول من الطول وهو قوله تعالى «يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب» أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة.
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
أي وقرأ الحرف الثاني من الطول أيضا بهذه الترجمة أيضا ابن كثير وأبو جعفر ورويس وشعبة بخلاف: أي يريد قوله تعالى «سيدخلون جهنم داخرين» قوله: (وفاطر) يعني وقرأ الموضع الذي في فاطر بالترجمة المذكورة: أي بضم الياء وفتح الخاء أبو عمرو، يريد قوله تعالى «جنات عدن يدخلونها يحلون فيها» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يدخلون" [الآية: 124] هنا و[مريم الآية: 60] و[طه وفاطر الآية: 33] وموضعي [غافر الآية: 40]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/520]
فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر وروح بضم حرف المضارعة وفتح الخاء مبنيا للمفعول في هذه السورة، ومريم وأول غافر وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ أبو عمرو كذلك في فاطر فقط، وافقه اليزيدي والحسن وكذا قرأ رويس في مريم والأول من غافر، وقرأ كذلك في ثاني غافر وهو سيدخلون جهنم ابن كثير وأبو بكر بخلاف عنه، وكذا أبو جعفر ورويس وافقهم ابن محيصن والباقون بفتح حرف المضارعة، وضم الخاء مبنيا للفاعل في الخمسة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يدخلون} [124] قرأ المكي وشعبة بضم الياء، وفتح الخاء، مبنيًا للمفعول، والباقون بفتح الياء، وضم الخاء). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}
{أُنْثَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها، انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{مُؤْمِنٌ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (مومن) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
{يَدْخُلُونَ}
- قرأ ابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وعاصم برواية حفص، وخلف (يدخلون) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وروح وحماد وابن محيصن واليزيدي (يدخلون) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 2/163]
{وَلَا يُظْلَمُونَ}
- عن الأزرق وورش تغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
- إدغام النون في النون عن أبي عمرو ويعقوب.
{نَقِيرًا}
- القراءة على تفخيم الراء.
- والأزرق وورش على الترقيق). [معجم القراءات: 2/164]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #49  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (125) إلى الآية (126) ]

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا (126)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (أَمَانِيِّكُمْ وَأَمَانِيِّ) لِأَبِي جَعْفَرٍ وَكَذَا " إِبْرَاهَامُ " فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/252] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {إبراهيم} [54، 125، 163] في الثلاثة ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أمانيكم، وأماني [النساء: 123] لأبي جعفر وإبراهيم [125] في (تعينه من دون سائر أفراد جنسه، فتعريفها لفظي لا يفيد التعين، وإن كان في اللفظ معرفة. وثانيهما تعين المضارع للمضي إذا عطف الماضي عليه)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/278]
الثلاثة الأخيرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/279] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "إبراهام" [الآية: 125] الثلاثة الأواخر من هذه السورة، وهي: واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم، بألف بدل الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [125] معًا قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها فيهما، والباقون بكسر الهاء والياء بعدها). [غيث النفع: 528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)}
{وَهُوَ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي (وهو) بسكون الهاء.
- والباقون بالضم (وهو).
- وتقدم هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة مفصلًا بأحسن مما ههنا.
{إِبْرَاهِيمَ ... إِبْرَاهِيمَ}
- قرأ ابن عامر وابن ذكوان وهشام (إبراهام) بألف في الموضعين. وقد مضى بيان هذا مفصلًا بأوفى مما ذكرته هنا في الآية/124 من سورة البقرة، فارجع إليها إن شئت). [معجم القراءات: 2/164]

قوله تعالى: {وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا (126)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)}
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه في الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/164]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #50  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 05:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ من الآية (127) إلى الآية (128) ]

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}

قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يتلى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم لليتامى وكذا يتامى وقفا وزاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير فأمال فتحة التاء مع الألف بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}
{فِيهِنَّ}
- قراءة يعقوب (فيهن) بضم الهاء.
- وقرأ أيضًا في الوقف (فيهنه) بهاء السكت.
{يُتْلَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{يَتَامَى}
- روى الضبي عن أبي عبد الله المدني (ييامى) بياءين) من تحت.
وأخرجه ابن جني على أن الأصل (أيامى)، فأبدل من الهمزة ياءً فصارت: ييامى.
وقالوا: باهلة بن يعصر، وإنما هو ابن أعصر.
- وقراءة الجماعة (يتامى) بياء وتاء بعدها. جمع يتيمة.
[معجم القراءات: 2/165]
وفيها إمالتان في الوقف:
الأولى: أمال حمزة والكسائي وخلف الألف الأخيرة.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
الثانية: إمالة فتحة التاء مع الألف بعدها وهي للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وهذه الإمالة جاءت على الإتباع للإمالة التي بعدها.
وتقدم هذا في الآية/83 من سورة البقرة.
{تُؤْتُونَهُنَّ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (توتونهن) بإبدال الهمزة الساكنة واوًا.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز.
- وقرأ يعقوب في الوقف بهاء السكت (تؤتونهنه).
{مَا كُتِبَ لَهُنَّ}
- قراءة الجماعة (ما كتب لهن) الفعل مبني للمفعول.
- وقرئ: (ما كتب الله لهن) بالتصريح بالفاعل.
{لَهُنَّ}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت (لهنه).
{تَنْكِحُوهُنَّ}
- قراءة يعقوب بهاء السكت في الوقف (تنكحوهنه).
{لِلْيَتَامَى}
- تقدمت فيه إمالتان في اللفظ المتقدم (يتامى).
{مِنْ خَيْرٍ}
- أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغنة.
- والباقون على الإظهار). [معجم القراءات: 2/166]

قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في ضم الْيَاء وَالتَّخْفِيف وَفتحهَا وَالتَّشْدِيد من قَوْله {أَن يصلحا} 128
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {يصلحا} بِفَتْح الْيَاء وَالتَّشْدِيد
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {يصلحا} بِضَم الْيَاء وَالتَّخْفِيف). [السبعة في القراءات: 238]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن يصلحا} خفيف، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 230]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن يصلحا} [128]: خفيف: كوفي غير قاسم). [المنتهى: 2/657]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (أن يصلحا) بضم الياء وكسر اللام من غير ألف والتخفيف، وقرأ الباقون بفتح الياء وفتح اللام وبألف بعد الصاد والتشديد). [التبصرة: 194]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {أن يصلحا} (128): بضم الياء، وإسكان الصاد، وكسر اللام.
والباقون: بفتح الياء والصاد واللام مع تشديد الصاد، وإثبات ألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 266]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيون: (أن يصلحا) بضم الياء وإسكان الصّاد وكسر اللّام، والباقون بفتح الياء والصّاد واللّام مع تشديد الصّاد وإثبات ألف بعدها). [تحبير التيسير: 343]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنْ يَصَّلَحَا) بفتح الياء وتشديد الصاد (أَنْ يُصْلِحَا) خفيف الياء الزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير قاسم ومحمد، الباقون بفتح الياء وبالألف، والتشديد وهو
[الكامل في القراءات العشر: 530]
الاختيار لقوله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا) ). [الكامل في القراءات العشر: 531]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([128]- {أَنْ يُصْلِحَا} خفيف: الكوفيون). [الإقناع: 2/632]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (608 - وَيَصَّالَحَا فَاضْمُمْ وَسَكِّنْ مُخَفِّفًا = مَعَ الْقَصْرِ وَاكْسِرْ لاَمُهُ ثَابِتًا تَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([608] ويصالحا فاضمم وسكن مخففًا = مع القصر واكسر لامه (ثـ)ابتًا تلا
من قرأ {يصلحا}، فهو من أصلح يُصلح.
ومن قرأ {يصلحا}، فهو من باب تصالحا، يتصالحان، وأدغمت التاء في الصاد.
و(التلاء) بالمد: الذمة؛ وهو منصوب على التمييز). [فتح الوصيد: 2/844]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [608] ويصالحا فاضمم وسكن مخففا = مع القصر واكسر لامه ثابتا تلا
ب: (تلا): تبع.
ح: (يصالحا): مفعول (فاضمم)، و (مخففا) بالكسر-: حال من فاعل (سكن)، (ثابتًا): مفعول (تلا)، والمعنى: تبع ما ثبت وتقدم ذكره.
ص: قرأ الكوفيون: {أن يُصلحا} [128] بضم الياء وإسكان الصاد
[كنز المعاني: 2/162]
وتخفيفها مع حذف الألف بعدها وكسر اللام، فيكون {يُصلحا} من (أصلح يُصلح).
وقرأ الباقون باللفظ المنظوم، والأصل: (يتصالحا)، أدغم التاء في الصاد). [كنز المعاني: 2/163]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (608- وَيَصَّالَحَا فَاضْمُمْ وَسَكِّنْ مُخَفِّفًا،.. مَعَ القَصْرِ وَاكْسِرْ لامُهُ "ثَـ"ـابِتًا تَلا
يعني: قرأ الكوفيون: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}.
من أصلح يصلح، وقرأ الباقون بهذا اللفظ المنظوم، وأصله يتصالحا، فأدغمت التاء في الصاد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/81]
وثابتا حال من اللام أو من الهاء في لامه أو من فاعل اكسر؛ أي: في حال ثباتك فيما تفعل؛ فإنك على ثقة من أمرك وبصيرة من قراءتك أو يكون نعت مصدر محذوف؛ أي: كسرا ثابتا تلا ما قبله من الحركات المذكورة أو هو مفعول تلا؛ أي: تبع هذا المذكور أمرا ثابتا وهو كل ما تقدم ذكره من الحروف، وقال الشيخ: التلاء بالمد الذمة وهو منصوب على التمييز). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/82]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (608 - ويصّالحا فاضمم وسكّن مخفّفا = مع القصر واكسر لامه ثابتا تلا
قرأ الكوفيون: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بضم الياء وسكون الصاد مع تخفيفها وحذف الألف المعبر عنه بالقصر بعدها وبكسر اللام، وقرأ أهل سما وابن عامر بفتح الياء والصاد وتشديدها وإثبات ألف بعدها مع فتح اللام كما لفظ به). [الوافي في شرح الشاطبية: 249]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (أَنْ يَصَّالَحَا) فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ يُصْلِحَا بِضَمِّ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالصَّادِ وَاللَّامِ وَتَشْدِيدِ الصَّادِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {يصلحا} [128] بضم الياء وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف، وقرأ الباقون بفتح الياء والصاد واللام وتشديد الصاد وألف بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 498]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (572- .... .... .... .... .... = .... .... يصلحا كوفٍ لدا
573 - يصّالحا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يصلحا) أي قرأ يصلحا، يعني قوله تعالى «أن يصلحا بينهما صلحا» بضم الياء وإسكان الصاد مخففا وكسر اللام من غير ألف كما لفظ به الكوفيون والباقون يصلحا كما لفظ به أول البيت الآتي قوله: (لدى) أي موضع يصلحا الذي هو بفتح الياء وفتح الصاد مشددة وألف بعدها وفتح اللام كما لفظ به). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 217]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) لـ نؤتيه يا = (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا
وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في = وكاف أولى الطّول (ث) بـ (حقّ) (ص) فى
والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا = وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فى) حمزة، و(حق) البصريان، وابن كثير، ونون (نل) عاصم [غير أولي الضّرر [النساء: 95] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ مدلول (فتى)] حمزة وخلف وحاء (حلا) أبو عمرو فسوف يؤتيه أجرا [النساء: 74] (بالياء)، والباقون بالنون.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر وثاء (ثنا) أبو جعفر، ومدلول (حبر) ابن كثير، وأبو عمرو، وذو شين (شفا) روح- يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [النساء: 124] (بضم الياء) و(فتح) الخاء.
وكذلك قرأ ذو ثاء (ثب) و(حق) وصاد (صفى) يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا بكهيعص [مريم: 60]، [و] فأولئك يدخلون الجنة يرزقون أول الطول [غافر: 40].
وكذلك قرأ ذو دال (دع) ابن كثير وثاء (ثطع) أبو جعفر وغين (غدا) رويس سيدخلون جهنم داخرين [غافر: 60] ثاني الطول.
واختلف فيه عن ذي صاد (صبا) أبو بكر.
فروى العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء، وهو المأخوذ به من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/276]
جميع طرقه.
واختلف عن يحيى بن آدم عنه.
فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك، وجعل له من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين، وعلى ضم الياء، وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى.
وكذلك قرأ ذو حاء (حز) أبو عمرو جنات عدن يدخلونها بفاطر [الآية: 33] والباقون [بفتح الياء وضم الخاء] في الجميع.
وقرأ الكوفيون يصلحا بينهما [النساء: 128] بضم الياء وسكون الصاد وكسر اللام، والباقون بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها وفتح اللام، واستغنى بلفظ القراءتين.
تنبيه:
لا خلاف في غير ما ذكر، وقيد الفتح للضد وعلمت تراجم الثلاث من عطفها على الأولى.
وجه رفع غير [النساء: 95]: أنه صفة القاعدين، وهي معرفة؛ لأنه لم يقصد قوما بأعيانهم فشاعت على حد:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني = ... ... ... ....
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/277]
إذ لا يوصف بالجمل إلا النكرة.
أو اللام بمعنى «الذى».
أو على جهة الاستثناء، أي: لا يستوى القاعدون، والمجاهدون إلا أولو الضرر.
ووجه نصبها: استثناء من القاعدون أو من المؤمنين أو حال القاعدون، والمختار النصب على الاستثناء.
ووجه (ياء) يؤتيه [النساء: 114]: إسناده إلى الحق تعالى على وجه الغيبية مناسبة لقوله تعالى: ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [النساء: 114].
ووجه النون: إسناده إليه على جهة التعظيم مناسبة لقوله: نولّه، وو نصله [النساء: 115] وهو المختار مراعاة لمناسبة التقسيم.
ووجه (ضم) يدخلون [النساء: 124]: بناؤه للمفعول على حد: وأدخل الّذين [إبراهيم: 23]، وأصله: يدخلهم الله إياها.
ووجه (الفتح): بناؤه للفاعل على حد: ادخلوا الجنّة [الأعراف: 49، والزخرف: 70].
ووجه التفريق: الجمع.
[وفتح أبو عمرو فاطر [الآية: 33] لعدم المناسب].
ووجه قصر يصلحا [النساء: 128]: أنه مضارع «أصلح» متعد إلى واحد ومفعوله صلحا [النساء: 128]، وهو اسم المصدر كالعطاء.
ووجه المد: أنه مضارع «صالح» وأصله «يتصالحا» فأدغمت التاء في الصاد، وحذفت النون للنصب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/278] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفخم" الأزرق كغيره راء "إعراضا" من أجل حرف الاستعلاء بعد، وكذا إعراضهم بالأنعام وضم يعقوب هاء "عليهما" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أن يصلحا" [الآية: 128] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف من أصلح وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والصاد مشددة وبألف بعدهما وفتح اللام على أن أصلها يتصالحا، فأبدلت التاء صادا وأدغمت، وغلظ الأزرق لامها لكن بخلف عنه لفصلها عن الصاد بالألف، وكذا طال وفصالا كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/521]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إعراضًا} [128] راؤه مفخم للجميع). [غيث النفع: 528]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصلحا} قرأ الكوفيون بضم الياء، وإسكان الصاد، وكسر اللام، من غير ألف، والباقون بفتح الياء والصاد واللام، وتشديد الصاد، وألف بعدها.
ولورش تفخيم اللام وترقيقها، للفصل بالألف، ولا يضرنا ما في كلام الشاطبي رحمه الله من إيهام قصر الحكم على {طال} [الأنبياء: 44] و{فصالاً} [البقرة: 233] فإنه ليس كذلك، بل كل كلمة حالت الألف فيها بين الطاء واللام، أو بين الصاد واللام،
[غيث النفع: 528]
نحو {أفطال عليكم} [طه: 86] {أن يصلحا} ففيه بين أهل الأداء خلاف، ذهب بعضهم إلى التفخيم، وبعضهم إلى الترقيق، مع ثبوت الرواية بهما.
قال العلامة أبو شامة «ولو قال:
وفي طال خلف مع فصالا ونحو = وساكن وقف والمفخم فضلا
لزال الإيهام» ). [غيث النفع: 529]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}
{امْرَأَةٌ خَافَتْ}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء مع الغنة.
- والباقون على الإظهار.
{خَافَتْ}
- قراءة حمزة بالإمالة.
{إِعْرَاضًا}
- قراءة الأزرق وورش بتفخيم الراء كغيرهما من القراء من أجل حرف الاستعلاء.
{فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}
- روي عن أبي عمرو والدوري إدغام الحاء في العين.
وتقدم بيان مثل هذا في الآيتين/158، 233 من سورة البقرة.
{عَلَيْهِمَا}
- قرأ يعقوب والشنبوذي (عليهما) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمجاورة الياء (عليهما).
{أَنْ يُصْلِحَا}
- قرأ حمزة والكسائي وعاصم وخلف والأعمش (أن يصلحا) بضم الياء وتخفيف الصاد من (أصلح).
[معجم القراءات: 2/167]
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعلي وأبو جعفر ويعقوب وابن عباس وعائشة (أن يصالحا) بفتح الياء وشد الصاد، وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد والطبري، وأصله: يتصالحا، فأدغمت التاء في الصاد.
- وقرأ عبيدة السلماني: (أن يصالحا) من المفاعلة، أي من (صالح).
- وقرأ الأعمش وابن مسعود (أن اصالحا)، وقد جعلاه فعلًا ماضيًا، وأصله: تصالح، فأدغمت التاء في الصاد، واجتلبت الهمزة.
- وذكر العكبري أنه قرئ (أن يصطلحا) بإبدال التاء طاءً من: اصتلح، فصارت: اصطلح.
قال الأخفش: (وقال بعضهم: يصطلحا، وهي الجيدة، لما لم يقدر على إدغام الصاد في التاء حول في موضع التاء حرف مطبق).
[معجم القراءات: 2/168]
وقرأ عاصم الجحدري وعثمان البتي والليثي [كذا] (أن يصلحا).
قال ابن خالويه: (أراد يصطلحا، ثم أدغم).
وقال الشهاب: (وهي قراءة لليثي، والجحدري، شاذة، وأصله يصطلحا، فخفف بإبدال الطاء المبدلة من تاء الافتعال صادًا، وأدغمت الأولى فيها، لا أنه أبدلت التاء ابتداءً صادًا وأدغم؛ لأن تاء الافتعال يجب قلبها طاء بعد الحرف الأربعة).
- وقراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام بخلاف عنهما.
{صُلْحًا}
- ذكر النحاس أن الأعمش قرأ (إصلاحًا).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{وَأُحْضِرَتِ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{الشُّحَّ}
- قرأ أبو السمال العدوي (الشح) بكسر الشين، وهو لغة.
- وقراءة الضم فيه عن الجماعة (الشح).
{خَبِيرًا}
- تقدمت القراءة فيه بترقيق الراء في الآية/35 من هذه السورة). [معجم القراءات: 2/169]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة