قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (جواب القسم (ما ضل صاحبكم وما غوى) [2].
والوقف على قوله: (وما ينطق عن الهوى) [3] حسن غير تام. وقال السجستاني: إن شئت أبدلت وبدأت (إن هو إلا وحي يوحى) [4] [من] (ما ضل صاحبكم). وهذا غلط لأن (إن) المخففة لا تكون مبدلة من «ما». الدليل على هذا أنك لا تقول: والله ما قمت إن أنا لقاعد.
...
وقوله: (فاستوى. وهو بالأفق الأعلى) [6، 7] الوقف على (استوى) قبيح لأن (هو) نسق على ما في (استوى). والمعنى «فاستوى جبريل ومحمد، عليهما السلام، بالأفق الأعلى»، أخبرنا بهذا أبو العباس، وأنشد الفراء:
ألم تر أن النبع يصلب عوده = ولا يستوي والخروع المتقصف
جعل «الخروع» نسقًا على ما في «يستوي».) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/910-911]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب القسم: {ما ضل صاحبكم وما غوى} فلا وقف دونه. والوقف على {وما ينطق عن الهوى} وهو كاف، وقيل: تام. ومثله {يوحى} ومثله {بالأفق الأعلى} ومثله {ما أوحى} ومثله {ما رأى}[المكتفى: 542]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{هوى- 1- لا} لأن ما بعده جواب القسم.
{غوى- 2- ج} للآية، مع العطف على جواب القسم.
{عن الهوى- 3- ط} {يوحى- 4- لا} لأن ما بعده صفة. {القوى- 5- لا} كذلك. ذو مرة- 6- ط} لتمام الصفة.
{فاستوى- 6- لا} لأن الواو للحال. {الأعلى- 7- ط} {فتدلى- 8- لا} لأن ما بعده من تمام المقصود {أو أنى- 9- ج} وإن اتفقت الجملتان، ولكن ضمير {فأوحى} لاسم الله تعالى، وضمير {فكان لمحمد [صلى الله عليه وسلم].
{ما أوحى- 10- ط})[علل الوقوف: 3/976 - 977]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (والنَّجم إذا هوى قسم وجوابه ما ضلَّ صاحبكم وما غوى وقال الأخفش وغيره الوقف ما ينطق عن الهوى لأنَّ وما ينطق عن الهوى داخل في القسم وواقع عليه وهو كاف إن جعل ما بعده مستأنفًا وليس بوقف إن جعل إن هو بدلاً من قوله ما ضلَّ صاحبكم جاز البدل لأنَّ أنْ بمعنى ما فكأنَّ القسم واقع عليه أيضًا وعلى هذا فلا وقف من أول السورة إلى هذا الموضع والتقدير والنجم إذا هوى ما هو إلا وحي يوحى ويصير إن هو إلا وحي يوحى داخلاً في القَسم وهو المختار عند أبي حاتم .
يوحى (كاف)
شديد القوى ليس بوقف لأنَّ ما بعده من نعته
ذو مرَّة (كاف) لأنَّه نعت شديد القوى
ثم تبتدئ فاستوى كذا عند بعضهم فضمير استوى لجبريل وهو لمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل بالعكس وهذا الوجه الثاني إنَّما يتمشى على قول الكوفيين لأنَّ فيه العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير تأكيد بالمنفصل والمعنى أنَّ جبريل استوى مع محمد بالأفق الأعلى وهو ضعيف وعليه لا يوقف على فاستوى ويجوز أن جعل وهو مبتدأ وبالأفق خبر .
الأعلى (كاف)
فتدلى (جائز)
أو أدنى (حسن )
ما أوحى (كاف) ومثله ما رأى وكذا ما يرى)[منار الهدى: 374 - 375]
- أقوال المفسرين