قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((قوم فرعون) [11] حسن.
(ويضيق صدري) [13] قرأت العوام بالرفع. وقرأ الأعرج: (ويضيق صدري) بالنصب. فمن رفع وقف على (يكذبون) وابتدأ: (ويضيق صدري)، ومن نصبه على معنى: «أن يكذبون وأن يضيق صدري». لم يقف على: (يكذبون). قال أبو بكر: هذا الذي وصفته قول الأخفش. وقال الفراء: من رفع (يضيق) جعله نسقًا على (أخاف) كأنه قال: إني أخاف تكذيبهم ويضيق منه صدري. فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على (تكذبون).
(أن أرسل معنا بني إسرائيل) [17] وقف حسن.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/812-813]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({قوم فرعون} كاف. {أن يكذبون} كاف لمن قرأ (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) بالرفع على القطع، وإن نسقه على قوله: {إني أخاف} لم يكف الوقف قبل ذلك. وكذا قراءة من نصب لأنه منسوق على قوله: {أن يكذبون}.{قال كلا} تام، أي: لا يقدرون على ذلك ولا يصلون إليه. {معنا بني إسرائيل} كاف.)[المكتفى: 421-422]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الظالمين- 10- لا} لأن {قوم} بدل {الظالمين}. {فرعون- 11- ط} للعدول عن الأمر إلى الاستفهام.
{يكذبون- 12- ط} لأن قوله: {ويضيق} مستأنف، ومن عطف ونصب لم يقف. {العالمين- 16- لا} لتعلق {أن}، أي: أرسلنا بأن أرسل. {بني إسرائيل- 17- ط}.) [علل الوقوف: 2/753-754]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (موسى ليس بوقف لأنَّ الذي وقع به النداء لم يأت بعد ومثله الوقف على الظالمين لأنَّ قوم فرعون بدل من القوم الظالمين وبيان لهم ولما كان القوم الظالمين يوهم الاشتراك أزاله بعطف البيان لأنَّه يوهم في المعنى ولذلك عبر عن الظالمين بقوم فرعون ووسموا بالظلم لأنَّهم ظلموا أنفسهم بالكفر وقرئ ألا يتقون بكسر النون أي يتقوني فحذفت النون لاجتماع النونين وحذفت الياء للاكتفاء عنها بالكسرة
قوم فرعون (حسن) للعدول عن الأمر إلى الاستفهام وذلك موجب للوقف ومن قرأ يتقون بالتحتية كان زيادة في الحسن ومن قرأه بالتاء الفوقية كان كلامًا واحدًا
يكذبون (حسن) لمن قرأ ويضيق وينطلق بالرفع فيهما على الاستئناف أو عطفًا على أخاف كأنَّه قال إنَّي أخاف تكذيبهم إياي ويضيق منه صدري ولا ينطلق لساني فالرفع يفيد ثلاث علل خوف التكذيب وضيق الصدر وامتناع انطلاق اللسان وليس بوقف لمن قرأ بنصب القافين عطفًا على يكذبون
لساني (حسن) على القراءتين واستئناف ما بعده
إلى هرون (جائز)
أن يقتلون (حسن) قال نافع وأبو حاتم كلا ردَّ لقوله إنَّي أخاف أي لا تخف فإنَّهم لا يقدرون على ذلك ولا يصلون إليه ثم يبتدئ فاذهبا بآياتنا.
بآياتنا (حسن)
مستمعون (كاف)
رسول رب العالمين ليس بوقف لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله أي أرسلنا بأن أرسل بني إسرائيل لتزول عنهم العبودية لأنَّ فرعون استعبد بني إسرائيل
بني إسرائيل (كاف)) [منار الهدى: 277]
- أقوال المفسرين