التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما هذه الحياة الدّنيا إلا لهوٌ ولعبٌ} [العنكبوت: 64]، أي: أنّ أهل الدّنيا أهل لهوٍ ولعبٍ، يعني: المشركين هم أهل الدّنيا الّذين لا يريدون غيرها، لا يقرّون بالآخرة.
{وإنّ الدّار الآخرة} [العنكبوت: 64]، يعني: الجنّة.
{لهي الحيوان} [العنكبوت: 64] ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: لا موتٌ فيها، أي: يبقى فيها أهلها لا يموتون.
قال: {لو كانوا يعلمون} [العنكبوت: 64]، يعني: المشركين، أي: لو كانوا يعلمون لعلموا أنّ الآخرة خيرٌ من الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/640]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان...}: حياة لا موت فيها.).
[معاني القرآن: 2/318]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (و{ الدّار الآخرة لهي الحيوان }, مجازه: الدار الآخرة هي الحيوان، واللام تزاد للتوكيد، قال الشاعر:
أمّ الحليس لعجوزٌ شهر به= ترضى من اللحم يعظم الرّقبه
ومجاز الحيوان , الحياة واحد، ومنه قولهم: نهر الحيوان , أي : نهر الحياة، ويقال: حييت حياً على تقدير: عييت عياً، فهو مصدر، والحيوان , والحياة اسمان , منه فيما تقول العرب، قال العجاج:
= وقد ترى إذ الحياة حيّ
أي : الحياة.). [مجاز القرآن: 2/117]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الحيوان}: والحياة واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان} : يعني: الجنة هي دار الحياة، أي:لا موت فيها.). [تفسير غريب القرآن: 339]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما هذه الحياة الدّنيا إلّا لهو ولعب وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون (64)}{وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}:معناه : هي دار الحياة الدائمة.وقوله عزّ وجلّ: {لنبوّئنّهم من الجنّة غرفاً}وقرئت{لنثوينّهم}- بالثاء - يقال: ثوى الرجل إذا أقام بالمكان , وأثويته : أنزلته منزلا يقيم فيه.). [معاني القرآن: 4/173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}قال مجاهد : (لا موت فيها).
وقال قتادة : (الحيوان) : (الحياة) .
قال أبو جعفر : يقال : حيوان , وحياة , وحي , كما قال:
= قد ترى إذ الحياة حي). [معاني القرآن: 5/236]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):({الْحَيَوَانُ}: الحياة.). [العمدة في غريب القرآن: 237]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدّين} [العنكبوت: 65] إذا خافوا الغرق.
{فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون {65}). [تفسير القرآن العظيم: 2/640]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إذا هم يشركون...}
يقول: يخلصون الدعاء , والتوحيد إلى الله في البحر، فإذا نجّاهم صاروا إلى عبادة الأوثان.). [معاني القرآن: 2/318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدّين فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون (65)}أي : لم يدعوا أن تنجيهم أصنامهم , وما يعبدونه مع اللّه.{فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون}:أي: عبدون مع اللّه غيره.). [معاني القرآن: 4/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين}أي: فإذا أصابتهم شدة , دعوا الله وحده , وتركوا ما يعبدون من دونه .وقوله جل وعز: {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} : أي: يدعون معه غيره.). [معاني القرآن: 5/236]
تفسير قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ليكفروا بما آتيناهم} [العنكبوت: 66]، يعني: لئلا يكفروا بما آتيناهم , تفسير السّدّيّ.
وقال في آيةٍ أخرى: {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمت اللّه كفرًا} [إبراهيم: 28].
قال: {وليتمتّعوا} [العنكبوت: 66] في الدّنيا.
{فسوف يعلمون} [العنكبوت: 66] إذا صاروا إلى النّار، وهذا وعيدٌ.
- عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/640]
عليه وسلّم: «المؤمن يأكل في معًى واحدٍ والكافر يأكل في سبعة أمعاءٍ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/641]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وليتمتّعوا...}
قرأها عاصم , والأعمش على جهة الأمر , والتوبيخ بجزم اللام , وقرأها أهل الحجاز {وليتمتّعوا} مكسورة على جهة كي). [معاني القرآن: 2/319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتّعوا فسوف يعلمون (66)}
{وليتمتّعوا} قرئ بكسر اللام وتسكينها، والكسر أجود على معنى : لكي يكفروا , وكي يتمتعوا.). [معاني القرآن: 4/173-174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون}, وليتمتعوا على التهديد وكسر اللام.). [معاني القرآن: 5/237]
تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أولم يروا أنّا جعلنا حرمًا آمنًا} [العنكبوت: 67]، أي: بلى قد رأوا ذلك.
{ويتخطّف النّاس من حولهم} [العنكبوت: 67]، يعني: أهل الحرم أنّهم آمنوا والعرب حولهم يقتل بعضهم بعضًا ويسبي بعضهم بعضًا.
قال: {أفبالباطل يؤمنون} [العنكبوت: 67]، أي: أفبإبليس {يؤمنون} [العنكبوت: 67] يصدّقون، يعبدونه بما وسوس إليهم من عبادة الأوثان وهي عبادته، قال: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشّيطان إنّه لكم عدوٌّ مبينٌ {60} وأن اعبدوني هذا صراطٌ مستقيمٌ {61}} [يس: 60-61].
قال: {وبنعمة اللّه يكفرون} [العنكبوت: 67] وهذا على الاستفهام.
بلى قد فعلوا، وقوله عزّ وجلّ: {وبنعمة اللّه يكفرون} [العنكبوت: 67]، يعني: ما جاء به النّبيّ عليه السّلام من الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 2/641]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فعسى أن يكون من المفلحين...}
وكلّ شيء في القرآن من {عسى} فذكر لنا أنها واجبة). [معاني القرآن: 2/309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقولهم: أين قوله: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ} من قوله: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
وتأويل هذا: أن أهل الجاهلية كانوا يتغاورون ويسفكون الدماء بغير حقها، ويأخذون الأموال بغير حلّها، ويخيفون السّبل، ويطلب الرجل منهم الثأر فيقتل غير قاتله، ويصيب غير الجاني عليه، ولا يبالي من كان بعد أن يراه كفأ لوليّه ويسمّيه: الثأر المنيم، وربما قتل أحدهم حميمه بحميمه.
قال ابن مضرّس وقتل خاله بأخيه:
بكت جزعا أمّي رميلة أن رأت = دما من أخيها بالمهنّد باقيا
فقلت لها: لا تجزعي إنّ طارقا = خليلي الذي كان الخليل المصافيا
وما كنت لو أعطيت ألفي نجيبة = وأولادها لغوا وستين راعيا
لأقبلها من طارق دون أن أرى = دما من بني حصن على السيف جاريا
وما كان في عوف قتيل علمته = ليوفيني من طارق غير خاليا
وربما أسرف في القتل فقتل بالواحد ثلاثة وأربعة وأكثر.
وقال الشاعر:
هم قتلوا منكم بظنّة واحد = ثمانية ثم استمرّوا فأرتعوا
يقول: إنهم اتهموكم بقتل رجل منهم، فقتلوا منكم ثمانية به. فجعل الله الكعبة البيت الحرام وما حولها من الحرم، والشهر الحرام، والهدي، والقلائد- قواما للناس. أي أمنا لهم، فكان الرجل إذا خاف على نفسه لجأ إلى الحرم فأمن.
يقول الله جل وعز: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}.
وإذا دخل الشهر الحرام تقسّمتهم الرّحل، وتوزّعتهم النّخع، وانبسطوا في متاجرهم، وأمنوا على أموالهم وأنفسهم.وإذا أهدى الرجل منهم هديا، أو قلّد بعيره من لحاء شجر الحرم- أمن كيف تصرّف وحيث سلك.
ولو ترك الناس على جاهليتهم وتغاورهم في كل موضع وكل شهر- لفسدت الأرض، وفني الناس، وتقطّعت السّبل، وبطلت المتاجر.
ففعل الله ذلك لعلمه بما فيه من صلاح شؤونهم، وليعلموا كما علم ما فيه من الخير لهم- أنه يعلم أيضا ما في السّموات وما في الأرض من مصالح العباد ومرافقهم، وأنه بكل شيء عليم). [تأويل مشكل القرآن: 73-74] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل:كقوله سبحانه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}، أي لا معصوم من أمره.
وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}، أي مدفوق.
وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}، أي مرضيّ بها.
وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا}، أي مأمونا فيه. وقوله: {وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً}، أي مبصرا بها.
والعرب تقول: ليل نائم، وسرّ كاتم، قال وعلة الجرميّ:
ولما رأيت الخيل تترى أثايجا = علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر
أي يوم صعب مفجور فيه). [تأويل مشكل القرآن: 296-297] (م)
تفسير قوله تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا} [العنكبوت: 68] فعبد الأوثان من دونه.
{أو كذّب بالحقّ} [العنكبوت: 68] بالقرآن.
وقال السّدّيّ: {بالحقّ} [العنكبوت: 68]، يعني: التّوحيد.
قال: {لمّا جاءه} [العنكبوت: 68]، أي: لا أحد أظلم منه.
ثمّ قال: {أليس في جهنّم مثوًى} [العنكبوت: 68] منزلٌ.
{للكافرين} وهو على الاستفهام، أي: بلى فيها مثوًى للكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/641]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({أليس في جهنّم مثوًى للكافرين }: مجازه مجاز الإيجاب ؛ لأن هذه الألف يكون الاستفهام وللإيجاب , فهي هاهنا للإيجاب، وقال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا= وأندى العالمين بطون راح
فهذا لم يشك، ولكن أوجب لهم ؛ أنهم كذلك، ولولا ذلك ما أثابوه؛ والرجل يعاتب عبده , وهو يقول له: أفعلت كذا؟, وهو لا يشك.). [مجاز القرآن: 2/118]
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين جاهدوا فينا} [العنكبوت: 69]، يعني: عملوا لنا، تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/641]
{لنهدينّهم سبلنا} [العنكبوت: 69]، يعني: سبل الهدى، الطّريق إلى الجنّة.
قال: نزلت قبل أن يؤمر بالجهاد ثمّ أمر بالجهاد بعد بالمدينة.
قال: {وإنّ اللّه لمع المحسنين} [العنكبوت: 69]، أي: المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/642]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ اللّه لمع المحسنين (69)}
أعلم اللّه : أنه يزيد المجاهدين هداية , كما أنه يضل الفاسقين, ويزيد الكافرين بكفرهم ضلالة، كذلك يزيد المجاهدين هداية كذا , قال عزّ وجلّ: {والّذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم (17)} فالمعنى : أنه آتاهم ثواب تقواهم , وزادهم هدى على هدايتهم.وقوله: {وإنّ اللّه لمع المحسنين}: تأويله إن الله ناصرهم؛ لأن قوله: {والّذين جاهدوا فينا}: اللّه معهم, يدل على نصرهم، والنصرة تكون في علوّهم على عدوّهم بالغلبة بالحجة , والغلبة بالقهر , والقدرة.). [معاني القرآن: 4/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :(وقوله جل وعز: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}أي : لنزيدنهم هدى , ثم أخبرنا جل وعز أنه ينصرهم , فقال: {وإن الله لمع المحسنين}.).[معاني القرآن: 5/237]