التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالّتي هي أحسن} [العنكبوت: 46] قال يحيى: سمعت سعيدًا يذكر عن قتادة، قال: أي: بكتاب اللّه، قال: نهى اللّه عن مجادلتهم في هذه الآية ولم يكن يومئذٍ أمر بقتالهم ثمّ نسخ ذلك فأمر بقتالهم فلا مجادلة أشدّ من السّيف، فقال في سورة براءةٍ: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر
ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} [التوبة: 29] همّامٌ عن قتادة، قال: أمر بقتالهم حتّى يسلموا أو يقرّوا بالجزية.
قوله عزّ وجلّ: {إلا الّذين ظلموا منهم} [العنكبوت: 46] قال بعضهم: من قاتلك ولم يعطك الجزية، يعني: إذ أمر بجهادهم.
وإنّما أمر بجهادهم بالمدينة وهذه الآية مكّيّةٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/633]
وحدّثني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: {إلا الّذين ظلموا منهم} [العنكبوت: 46] وقالوا مع اللّه إلهًا آخر، وليس له ندٌّ ولا شريكٌ.
وقال مجاهدٌ: من أقام على الشّرك منهم ولم يؤمن.
وقال ابن مجاهدٍ: عن أبيه: {إلا الّذين ظلموا} [العنكبوت: 46] وقالوا إنّ مع اللّه إلهًا آخر أو له ندٌّ، أو له شريكٌ.
وقال السّدّيّ: يعني: من آمن.
قال: {وقولوا آمنّا بالّذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحدٌ ونحن له مسلمون} [العنكبوت: 46] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: قوله من لم يقل من هذا شيئًا من أهل الكتاب، أي: لم يقل مع اللّه إلهٌ أو له ندٌّ أو له شريكٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/634]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلّا بالّتي هي أحسن إلّا الّذين ظلموا منهم وقولوا آمنّا بالّذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (46)}
أي: أهل الحرب، فالمعنى: لا تجادلوا أهل الجزية إلاّ بالتي هي أحسن، وقاتلوا الذين ظلموا.
وقيل: إن الآية منسوخة بقوله:{قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (29)}
فكان الصّغار خارجا من التي هي أحسن، فالأشبه أن تكون منسوخة.
وجائز أن يكون الصغار: أخذ الجزية منهم , وإن كرهوا، فالذين تؤخذ منهم الجزية بنص الكتاب اليهود والنصارى؛ لأنهم أصحاب التوراة والإنجيل، فأمّا المجوس, فأخذت منهم الجزية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سنّوا بهم سنة أهل الكتاب)).
واختلف الناس فيمن سوى هؤلاء من الكفار مثل عبدة الأوثان , ومن أشبههم فهم عند مالك بن أنس يجرون هذا المجرى, تؤخذ منهم الجزية سواء كانوا عجماً, أو عرباً, وأما أهل العراق فقالوا: نقبل الجزية من العجم غير العرب إذا كانوا كفارا، وإن خرجوا من هذه الأصناف , أعني : اليهود, والنصارى, والمجوس، نحو الهند والترك والديلم، فأمّا العرب عندهم, فإذا خرجوا من هذه الثلاثة الأصناف لم تقبل منهم جزية، وكان القتل في أمرهم إن أقاموا على ملّة غير اليهودية, والنصرانية, والمجوسية.
وبعض الفقهاء لا يرى إلا القتل في عبدة الأوثان, والأصنام, ومن أشبههم). [معاني القرآن: 4/170-171]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}
روى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: (من قاتلك ولم يعطك الجزية, فقاتله بالسيف).
وروى معمر, عن قتادة: (هي منسوخة نسخها: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}, ولا مجادلة أشد من السيف).
قال أبو جعفر: قول قتادة أولى بالصواب, لأن السورة مكية, وإنما أمر بالقتال بعد الهجرة , وأمر بأخذ الجزية بعد ذلك بمدة طويلة , وأيضا فإنه قال:{وهم صاغرون}.
وقوله جل وعز: {وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم}
روى سفيان, عن سعد بن إبراهيم , عن عطاء بن يسار قال: (كان قوم من اليهود يجلسون مع المسلمين, فيحدثونهم, فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم, فقال لهم: ((لا تصدقوهم ولا تكذبوهم, وقولوا :{آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم })), إلى آخر الآية)). [معاني القرآن: 5/230-231]
تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالّذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} [العنكبوت: 47] يعني: من آمن منهم.
{ومن هؤلاء} [العنكبوت: 47]، يعني: مشركي العرب.
{من يؤمن به} [العنكبوت: 47]، يعني: القرآن.
{وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون} [العنكبوت: 47] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/634]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فالّذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به...}: بمحمّدٍ صلى الله عليه وسلم, ويقال: إنه عبد الله بن سلام
.
{ومن هؤلاء من يؤمن به}: يعني الذين آمنوا من أهل مكّة.). [معاني القرآن: 2/317]
تفسير قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما كنت تتلو} [العنكبوت: 48]، أي: تقرأ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/634]
{من قبله} من قبل القرآن.
{من كتابٍ ولا تخطّه بيمينك إذًا لارتاب المبطلون} [العنكبوت: 48] لو كنت تقرأ وتكتب.
والمبطلون في تفسير مجاهدٍ مشركو قريشٍ.
وقال بعضهم: من لم يؤمن من أهل الكتاب.
وفي تفسير السّدّيّ: {المبطلون} [العنكبوت: 48] يقول: المكذّبون، وهم اليهود). [تفسير القرآن العظيم: 2/635]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما كنت تتلو من قبله...}
: من قبل القرآن , {من كتابٍ ولا تخطّه بيمينك} , ولو كنت كذلك {لاّرتاب المبطلون} يعني: النصارى الذين وجدوا صفته , ويكون {لاّرتاب المبطلون}: أي: لكان أشدّ لريبة من كذّب من أهل مكّة وغيرهم). [معاني القرآن: 2/317]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ ولا تخطّه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون}, مجازه: ما كنت تقرأ من قبل القرآن حتى أنزل إليك , ولا قبل ذلك من كتاب، مجازه: ما كنت تقرأ كتاباً، ومن من حروف الزوائد.
وفي آية أخرى:{فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين }: مجازه: ما منكم أحد عنه حاجزين.
{ولا تخطّه بيمنك}: أي: ولا تكتب كتاباً، ومجازه: مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: ولو كنت تقرأ الكتاب , وتخطه , لارتاب المبطلون.). [مجاز القرآن: 2/116-117]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ} : يقول: هم يجدونك أمّيا في كتبهم، فلو كنت تكتب؛ لارتابوا.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48)}
أي: ما كنت قرأت الكتب , ولا كنت كاتبا، وكذلك صفة النبي صلى الله عليه وسلم عندهم في التوراة والإنجيل.
وقوله: {إذا لارتاب المبطلون}, قيل: إنهم كفار قريش). [معاني القرآن: 4/171]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} : وكذا صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة ثم قال تعالى: {إذا لارتاب المبطلون}, قال مجاهد : قريش.). [معاني القرآن: 5/231-232]
تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({بل هو} [العنكبوت: 49]، يعني: القرآن.
{آياتٌ بيّناتٌ في صدور الّذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49]، يعني: النّبيّ والمؤمنين.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: أعطيت هذه الأمّة الحفظ، وكان من قبلنا لا يقرءون كتابهم إلا نظرًا، فإذا أطبقوه لم يحفظ ما فيه إلا النّبيّون.
وقال يحيى: بلغني عن كعبٍ في صفة هذه الأمّة قال: حلماء، علماء، كأنّهم من الفقه أنبياء.
قال: {وما يجحد بآياتنا إلا الظّالمون} [العنكبوت: 49] المشركون). [تفسير القرآن العظيم: 2/635]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {بل هو آياتٌ بيّناتٌ...}: يريد القرآن.
وفي قراءة عبد الله: {بل هي آياتٌ}, يريد: بل آيات القرآن آيات بيّنات, ومثله: {هذا بصائر للنّاس}, ولو كانت هذه بصائر للناس كان صواباً، ومثله: {هذا رحمةٌ من ربّي} لو كان: هذه رحمة لجاز). [معاني القرآن: 2/317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلّا الظّالمون (49)}
قيل فيه ثلاثة أوجه:
منها: بل القرآن: آيات بينات.
ومنها: بل النبي صلى الله عليه وسلم , وأموره: آيات بينات.
ومنها: {بل هو آيات بيّنات}, أي: بل إنه لا يقرأ , ولا يكتب : آيات بينات؛ لأنه إذا لم يكن قرأ كتابا، ولا هو كاتب, ثم أخبر بأقاصيص الأولين, والأنبياء, فذلك آيات بينّات في صدور الذين أوتوا العلم.). [معاني القرآن: 4/171]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}
في معناه ثلاثة أقوال:
أ- قال الحسن: (بل القرآن آيات بينات في صدور المؤمنين).
ب- وقال قتادة: (بل النبي صلى الله عليه وسلم آية بينة) , كذا قرأ قتادة : (في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب).
ج- وقال الضحاك: (كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يكتب بيمينه , ولا يتلو كتابا , فذلك آية بينة)). [معاني القرآن: 5/232]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالوا لولا} [العنكبوت: 50] هلا.
{أنزل عليه آياتٌ من ربّه قل إنّما الآيات عند اللّه} [العنكبوت: 50] كانوا يسألون النّبيّ عليه السّلام أن يأتيهم بالآيات كقولهم: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5] وأشباه ذلك، قال اللّه تبارك وتعالى: {قل إنّما الآيات عند اللّه} [العنكبوت: 50] إذا أراد أن ينزل آيةً أنزلها كقوله: {قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزّل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنعام: 37].
وقال اللّه: {قل إنّما الآيات عند اللّه وإنّما أنا نذيرٌ مبينٌ} [العنكبوت: 50] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/635]
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال تبارك وتعالى: {أولم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} [العنكبوت: 51] أي تتلوه وتقرؤه عليهم وأنت لا تقرأ ولا تكتب، فكفاك ذلك لو عقلوا.
قال: {إنّ في ذلك لرحمةً وذكرى لقومٍ يؤمنون} [العنكبوت: 51] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/636]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {أولم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}
كان قوم من المسلمين كتبوا شيئا عن اليهود, فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه السلام: ((كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم أن رغبوا عما أتى به نبيّهم إلى ما أتى به غير نبيّهم إلى غير قومهم)) ). [معاني القرآن: 4/172]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}
روى ابن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن يحيى بن جعدة قال: (أتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيها كتاب, فقال : (( كفى بقوم حمقا, أو ضلالة: أن يرغبوا عن نبيهم إلى نبي غيره, أو إلى كتاب غير كتابهم)), فأنزل الله جل وعز: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم})). [معاني القرآن: 5/233]
تفسير قوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {قل كفى باللّه بيني وبينكم شهيدًا} [العنكبوت: 52]، أي: رسوله، وأنّ هذا الكتاب من عنده، وأنّكم على الكفر.
قال: {يعلم ما في السّموات والأرض والّذين آمنوا بالباطل} [العنكبوت: 52] بإبليس.
{وكفروا باللّه أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت: 52] في الآخرة، خسروا أنفسهم أن يغنموها، فصاروا في النّار.
وتفسير السّدّيّ: {والّذين آمنوا بالباطل} [العنكبوت: 52]، يعني بعبادة الشّيطان: الشّرك {وكفروا باللّه أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت: 52] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/636]