جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الفتح: 8]
- حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلالٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما: " أنّ هذه الآية الّتي في القرآن: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} [الأحزاب: 45] ، قال في التّوراة: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا وحرزًا للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا سخّابٍ بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللّه حتّى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلّا اللّه فيفتح بها أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا "). [صحيح البخاري: 6/135-136]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا)
- قوله حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة أي القعنبيّ كذا في رواية أبي ذرٍّ وأبي عليّ بن السّكن ووقع عند غيرهما عبد اللّه غير منسوبٍ فتردّد فيه أبو مسعودٍ بين أن يكون عبد اللّه بن رجاءٍ وعبد اللّه بن صالحٍ كاتب اللّيث وقال أبو عليٍّ الجيّانيّ عندي أنّه عبد اللّه بن صالحٍ ورجّح هذا المزّيّ وحدّه بأنّ البخاريّ أخرج هذا الحديث بعينه في كتاب الأدب المفرد عن عبد اللّه بن صالحٍ عن عبد العزيز قلت لكن لا يلزم من ذلك الجزم به وما المانع أن يكون له في الحديث الواحد شيخان عن شيخٍ واحدٍ وليس الّذي وقع في الأدب بأرجح ممّا وقع الجزم به في رواية أبي عليٍّ وأبي ذرٍّ وهما حافظان وقد أخرج البخاريّ في باب التّكبير إذا علا شرفًا من كتاب الحجّ حديثًا قال فيه حدّثنا عبد اللّه غير منسوبٍ حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة كذا للأكثر غير منسوبٍ وتردد فيه أبو مسعود بين الرجلين الّذين تردّد فيهما في حديث الباب لكن وقع في رواية أبي عليّ بن السّكن حدّثنا عبد اللّه بن يوسف فتعيّن المصير إليه لأنّها زيادةٌ من حافظٍ في الرّواية فتقدّم على من فسّره بالظّنّ قوله عن هلال بن أبي هلالٍ تقدّم القول فيه في أوائل البيوع قوله عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص تقدّم بيان الاختلاف فيه على عطاء بن يسارٍ في البيوع أيضًا وتقدّم في تلك الرّواية سبب تحديث عبد اللّه بن عمرٍو به وأنّهم سألوه عن صفة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في التّوراة فقال أجل إنّه لموصوفٌ ببعض صفته في القرآن وللدّارميّ من طريق أبي صالحٍ ذكوان عن كعبٍ قال في السّطر الأوّل محمّدٌ رسول اللّه عبدي المختار قوله إنّ هذه الآية الّتي في القرآن يا أيّها النّبي إنّا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا قال في التّوراة يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشرا أي شاهدًا على الأمّة ومبشّرًا للمطيعين بالجنّة وللعصاة بالنّار أو شاهدا المرسل قبله بالإبلاغ قوله وحرزًا بكسر المهملة وسكون الرّاء بعدها زايٌ أي حصنًا والأمّيّين هم العرب وقد تقدّم شرح ذلك في البيوع قوله سمّيتك المتوكّل أي على اللّه لقناعته باليسير والصّبر على ما كان يكره قوله ليس كذا وقع بصيغة الغيبة على طريق الالتفات ولو جرى على النّسق الأوّل لقال لست قوله بلفظ ولا غليظ هو موافق لقوله تعالى فيما رحمة اللّه لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك ولا يعارض من قوله تعالى واغلظ عليهم لأنّ النّفي محمولٌ على طبعه الّذي جبل عليه والأمر محمولٌ على المعالجة أو النّفي بالنّسبة للمؤمنين والأمر بالنّسبة للكفّار والمنافقين كما هو مصرّحٌ به في نفس الآية قوله ولا سحاب كذا فيه بالسّين المهملة وهي لغةٌ أثبتها الفرّاء وغيره وبالصّاد أشهر وقد تقدّم ذلك أيضًا قوله ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة هو مثل قوله تعالى ادفع بالّتي هي أحسن زاد في رواية كعبٍ مولده بمكّة ومهاجره طيبة وملكه بالشّام قوله وإن يقبضه أي يميته قوله حتّى يقيم به أي حتّى ينفي الشّرك ويثبت التّوحيد والملّة العوجاء ملّة الكفر قوله فيفتح بها أي بكلمة التّوحيد أعينًا عميًا أي عن الحقّ وليس هو على حقيقته ووقع في رواية القابسيّ أعين عميٍ بالإضافة وكذا الكلام في الآذان والقلوب وفي مرسل جبير بن نفيرٍ بإسنادٍ صحيحٍ عند الدّارميّ ليس بوهنٍ ولا كسلٍ ليختن قلوبًا غلفًا ويفتح أعينًا عميًا ويسمع آذانًا صمًّا ويقيم ألسنةً عوجاء حتّى يقال لا إله إلّا اللّه وحده تنبيهٌ قيل أنّي بجمع القلّة في قوله أعين للإشارة إلى أنّ المؤمنين أقلّ من الكافرين وقيل بل جمع القلّة قد يأتي في موضع الكثرة وبالعكس كقوله ثلاثة قروء والأوّل أولى ويحتمل أن يكون هو نكتة العدول إلى جمع القلّة أو للمؤاخاة في قوله آذانًا وقد ترد القلوب على المعنى الأوّل وجوابه أنّه لم يسمع للقلوب جمع قلّةٍ كما لم يسمع للآذان جمع كثرةٍ). [فتح الباري: 8/585-586]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا} (الفتح: 8)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {إنّا أرسلناك شاهدا} يعني: مبينًا لأنّه يبين الحكم. فسمى شاهدا لمشاهدته الحال والحقيقة فكأنّه النّاظر بما شاهد ويشهد عليهم أيضا بالتبليغ وبأعمالهم من طاعة ومعصية، ويبين ما أرسل به إليهم، وأصله الإخبار بما شوهد وعن قتادة وشاهدا على أمته وعلى الأنبياء عليهم السّلام. قوله: (ومبشرا) ، أي: مبشرا بالجنّة من أطاعه ونذيرا من النّار أصله الإنذار وهو التحذير.
- حدّثنا عبد الله حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلالٍ بن أبي هلالٍ عن عطاء بن يسارٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ هاذه الآية الّتي في القرآن: {يا أيّها النبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا} قال في التّوراة يا أيّها النبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا حرزا للأمّيّين أنت عبدي ورسولي سمّيتك المتوكّل ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخّابٍ بالأسواق ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة ولاكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا لا إلاه إلاّ الله فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صمّا وقلوبا غلفا..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وعبد الله كذا وقع غير منسوب في رواية غير أبي ذر، وابن السكن، ووقع في روايتهما عبد الله بن مسلمة وأبو مسعود تردد في عبد الله غير منسوب بين أن يكون عبد الله بن رجاء ضد الخوف. أو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، وقال أبو عليّ الجياني: عندي أنه عبد الله بن صالح، ورجحه المزي وعبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة دينار الماجشون، وهلال بن أبي هلال، ويقال: هلال بن أبي ميمونة وهو هلال بن عليّ المدينيّ، سمع عطاء بن يسار ضد اليمين.
والحديث مر في كتاب البيوع في: باب كراهة السخب في السّوق، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (حرزا) بكسر الحاء المهملة وسكون الرّاء بعدها زاي أي: حصنا للأميين وهم العرب. قوله: (ليس)، فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة (والسخاب) على وزن فعال بالتّشديد وهو لغة في الصخاب بالصّاد وهو العياط. قوله: (الملّة العوجاء) هي ملّة الكفر قوله: (أعينا عميا) وقع في رواية القابسيّ: أعين عمي، بالإضافة، وكذا الكلام في الآذان والقلوب. (والغلف) بضم الغين المعجمة جمع أغلف أي: مغطى ومغشى، ومنه غلاف السّيف). [عمدة القاري: 19/177-178]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({إنّا أرسلناك شاهدًا}) على أمتك بما يفعلون
({ومبشرًا}) لمن أجابك بالثواب ({ونذيرًا}) [الفتح: 8] مخوّفًا لمن عصاك بالعذاب وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلالٍ عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، -رضي الله عنهما- أنّ هذه الآية الّتي في القرآن {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} قال في التّوراة: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا، وحرزًا للأمّيّين. أنت عبدي ورسولي سمّيتك المتوكّل. ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخّابٍ بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللّه حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فيفتح بها أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا.
وبه قال: (حدّثنا عبد الله) زاد أبو ذر فقال عبد الله بن مسلمة وكذا عند ابن السكن ولم ينسبه غيرهما فتردّد أبو مسعود بين أن يكون عبد الله بن رجاء أو عبد الله بن صالح كاتب الليث وأبو ذر وابن السكن حافظان فالمصير إلى ما روياه أولى ومسلمة هو القعنبي قال: (حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة) دينار الماجشون (عن هلال بن أبي هلال) ويقال ابن أبي ميمونة والصحيح ابن علي القرشي العامري مولاهم المدني (عن عطاء بن يسار) بالسين المهملة المخففة (عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن هذه الآية التي في القرآن {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا} قال في التوراة: يا أيها النبي إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وحرزًا) بكسر الحاء المهملة وبعد الراء الساكنة زاي معجمة أي حصنًا (للأميّيين) وهم العرب لأن أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب (أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل) أي على الله (ليس بفظ) بالظاء المعجمة أي ليس بسيئ الخلق (ولا غليظ) بالمعجمة أيضًا ولا قاسي القلب ولا ينافي قوله واغلظ عليهم إذ النفي محمول على طبعه الذي جبل عليه والأمر محمول على المعالجة وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة إذ لو جرى على الأول لقال لست بفظ (ولا سخاب) بالسين المهملة والخاء المعجمة المشدّدة أي لا صياح (بالأسواق) ويقال صخاب بالصاد وهي أشهر من السين بل ضعّفها الخليل (ولا يدفع السيئة بالسيئة) كما قال الله تعالى له {ادفع بالتي هي أحسن} [فصلت: 34] (ولكن يعفو ويصفح) ما لم تنتهك حرمات الله (ولن يقبضه حتى) ولغير أبي ذر ولن يقبضه الله حتى (يقيم به الملة العوجاء) ملة الكفر فينفي الشرك ويثبت التوحيد (بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها) بكلمة التوحيد (أعينًا عميًا) عن الحق وفي رواية القابسي أعين عمى بالإضافة (وآذانًا صمًّا) عن استماع الحق (وقلوبًا غلفًا) جمع أغلف أي مغطى ومغشى.
وهذا الحديث سبق في أوائل البيع). [إرشاد الساري: 7/347]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا (8) لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرةً وأصيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أرسلناك} يا محمّد {شاهدًا} على أمّتك بما أجابوك فيما دعوتهم إليه، ممّا أرسلتك به إليهم من الرّسالة، {ومبشّرًا} لهم بالجنّة إن أجابوك إلى ما دعوتهم إليه من الدّين القيّم، ونذيرًا لهم عذاب اللّه إن هم تولّوا عمّا جئتهم به من عند ربّك). [جامع البيان: 21/249]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 8 - 9.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إنا أرسلناك شاهدا} قال: شاهدا على أمته وشاهدا على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنهم قد بلغوا {ومبشرا} يبشر بالجنة من أطاع الله {ونذيرا} ينذر الناس من عصاه {لتؤمنوا بالله ورسوله} قال: بوعده وبالحساب وبالبعث بعد الموت {وتعزروه} قال: تنصروه {وتوقروه} قال: أمر الله بتسويده وتفخيمة وتشريفه وتعظيمه قال: وكان في بعض القراءة ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 13/470-471]
تفسير قوله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتعزروه وتوقروه قال اي يعظموه). [تفسير عبد الرزاق: 2/226]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة وفي بعض الحروف وتسبحوا الله بكرة وعشيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/226]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تعزّروه} [الفتح: 9] تنصروه). [صحيح البخاري: 6/135]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يعزّروه ينصروه قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله ويعزّروه قال ينصروه وقد تقدّم في الأعراف فالّذين آمنوا به وعزروه ونصروه وهذه ينبغي تفسيرها بالتّوقير فرارًا من التّكرار والتّعزير يأتي بمعنى التّعظيم والإعانة والمنع من الأعداء ومن هنا يجيء التّعزير بمعنى التّأديب لأنّه يمنع الجاني من الوقوع في الجناية وهذا التّفسير على قراءة الجمهور وجاء في الشواذ عن بن عبّاسٍ يعزّزوه بزاءين من العزّة). [فتح الباري: 8/582]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تعزّروه: ينصروه
أشار به إلى قوله تعالى: {لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزروه وتوقروه} (الفتح: 9) الآية. وفسره بقوله: (ينصروه) وكذا روى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة نحوه، وقيل: معناه يعينوه، وعن عكرمة، يقاتلون معه بالسّيف، وقال الثّعلبيّ: بإسناده عن جابر بن عبد الله. قال: لما نزلت على النّبي صلى الله عليه وسلم، ويعزروه، قال لنا: ماذا كم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: لينصروه ويوقروه ويعظموه ويفخموه، هنا وقف تامّ). [عمدة القاري: 19/175]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله تعالى: {تعزروه وتوقروه} قال: تعظّموه وتشرّفوه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 120]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه} فقرأ جميع ذلك عامّة قرّاء الأمصار خلا أبي جعفرٍ المدنيّ وأبي عمرو بن العلاء، بالتّاء {لتؤمنوا}، {وتعزّروه، وتوقّروه، وتسبّحوه} بمعنى: لتؤمنوا باللّه ورسوله أنتم أيّها النّاس وقرأ ذلك أبو جعفرٍ وأبو عمرٍو كلّه بالياء: (ليؤمنوا). (ويعزّروه ويوقّروه ويسبّحوه) بمعنى: إنّا أرسلناك شاهدًا إلى الخلق ليؤمنوا باللّه ورسوله ويعزّروه.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا} يقول: شاهدًا على أمّته على أنّه قد بلّغهم ومبشّرًا بالجنّة لمن أطاع اللّه، ونذيرًا من النّار.
وقوله: {وتعزّروه وتوقّروه} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: يجلّوه، ويعظّموه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، (ويعزّروه) يعني: الإجلال (ويوقّروه) يعني: التّعظيم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وتعزّروه وتوقّروه} كلّ هذا تعظيمٌ وإجلالٌ.
وقال آخرون: معنى قوله: (ويعزّروه) وينصروه، ومعنى (ويوقّروه) ويفخّموه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وتعزّروه} ينصروه {وتوقّروه} أمر اللّه بتسويده وتفخيمه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وتعزّروه} قال: ينصروه، {وتوقّروه}: أي ليعظّموه.
- حدّثني أبو هريرة الضّبعيّ، قال: حدّثنا حرميّ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ جعفر بن أبي وحشيّة، عن عكرمة، (ويعزّروه) قال: يقاتلون معه بالسّيف.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني هشيم، عن أبي بشرٍ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا عثمان بن عمر، عن سعيدٍ، عن أبي بشرٍ، عن عكرمة، بنحوه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى ومحمّد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن عكرمة، مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك: ويعظّموه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتعزّروه وتوقّروه} قال: الطّاعة للّه.
وهذه الأقوال متقاربات المعاني، وإن اختلفت ألفاظ أهلها بها ومعنى التّعزير في هذا الموضع: التّقوية بالنّصرة والمعونة، ولا يكون ذلك إلاّ بالطّاعة والتّعظيم والإجلال.
وقد بيّنّا معنى ذلك بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع فأمّا التّوقير: فهو التّعظيم والإجلال والتّفخيم.
وقوله: (ويسبّحوه بكرةً وأصيلاً) يقول: ويصلّوا له يعني للّه بالغدوات والعشيّات.
والهاء في قوله: {وتسبّحوه} من ذكر اللّه وحده دون الرّسول وقد ذكر أنّ ذلك في بعض القراءات: (ويسبّحوا الله بكرةً وأصيلاً).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، (ويسبّحوه بكرةً وأصيلاً) في بعض القراءة (ويسبّحوا اللّه بكرةً وأصيلاً).
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في بعض الحروف (ويسبّحوا اللّه بكرةً وأصيلاً).
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: (ويسبّحوه بكرةً وأصيلاً) يقول: يسبّحون اللّه رجع إلى نفسه). [جامع البيان: 21/250-253]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ بقيّة بن الوليد، حدّثني مبشّر بن عبيدٍ، عن الحجّاج بن أرطأة، عن عكرمة، قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: ما قوله تعالى: {وتعزّروه} [الفتح: 9] ؟ قال: «الضّرب بين يدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالسّيف» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 8 - 9.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إنا أرسلناك شاهدا} قال: شاهدا على أمته وشاهدا على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنهم قد بلغوا {ومبشرا} يبشر بالجنة من أطاع الله {ونذيرا} ينذر الناس من عصاه {لتؤمنوا بالله ورسوله} قال: بوعده وبالحساب وبالبعث بعد الموت {وتعزروه} قال: تنصروه {وتوقروه} قال: أمر الله بتسويده وتفخيمة وتشريفه وتعظيمه قال: وكان في بعض القراءة ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 13/470-471] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: ويعزروه قال: لينصروه ويوقروه أي ليعظموه). [الدر المنثور: 13/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتعزروه} يعني الإجلال {وتوقروه} يعني التعظيم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتعزروه} قال: تضربوا بين يديه بالسيف). [الدر المنثور: 13/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {وتعزروه} قال: تقاتلوا معه بالسيف). [الدر المنثور: 13/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي، وابن مردويه والخطيب، وابن عساكر في تاريخه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وتعزروه} قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ما ذاك قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ? {لتنصروه}?). [الدر المنثور: 13/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان ابن عباس يقرأ هذه الآية {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} قال: فكان يقول: إذا أشكل ياء أو تاء فأجعلوها على ياء فإن القرآن كله على ياء). [الدر المنثور: 13/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله (ويسبحوه) قال: يسبحوا الله رجع إلى نفسه). [الدر المنثور: 13/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 13/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 13/472]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمكر، ولا تعن ماكرًا، فإن الله يقول: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، [سورة فاطر: 43]، ولا تبغ، ولا تعن باغيًا، فإن الله تعالى، يقول: {إنما بغيكم على أنفسكم} [سورة يونس: 23]، ولا تنكث ولا تعن ناكثًا، فإن الله تعالى، يقول: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} [سورة الفتح: 10] ). [الزهد لابن المبارك: 2/431]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يبايعونك إنّما يبايعون اللّه يد اللّه فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه اللّه فسيؤتيه أجرًا عظيمًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ الّذين يبايعونك} بالحديبية من أصحابك على أن لا يفرّوا عند لقاء العدوّ، ولا يولّوهم الأدبار {إنّما يبايعون اللّه} يقول: إنّما يبايعون ببيعتهم إيّاك اللّه، لأنّ اللّه ضمن لهم الجنّة بوفائهم له بذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ الّذين يبايعونك} قال: يوم الحديبية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الّذين يبايعونك إنّما يبايعون اللّه يد اللّه فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه} وهم الّذين بايعوا يوم الحديبية.
وفي قوله: {يد اللّه فوق أيديهم} وجهان من التّأويل: أحدهما: يد اللّه فوق أيديهم عند البيعة، لأنّهم كانوا يبايعون اللّه ببيعتهم نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ والآخر: قوّة اللّه فوق قوّتهم في نصرة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، لأنّهم إنّما بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على نصرته على العدوّ.
وقوله: {فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه} يقول تعالى ذكره: فمن نكث بيعته إيّاك يا محمّد، ونقضها فلم ينصرك على أعدائك، وخالف ما وعد ربّه {فإنّما ينكث على نفسه} يقول: فإنّما ينقض بيعته، لأنّه بفعله ذلك يخرج ممّن وعده اللّه الجنّة بوفائه بالبيعة، فلم يضرّ بنكثه غير نفسه، ولم ينكث إلاّ عليها، فأمّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإنّ اللّه تبارك وتعالى ناصره على أعدائه، نكث النّاكث منهم، أو وفّى ببيعته.
وقوله: {ومن أوفى بما عاهد عليه اللّه} الآية، يقول تعالى ذكره: ومن أوفى بما عاهد اللّه عليه من الصّبر عند لقاء العدوّ في سبيل اللّه ونصرة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أعدائه {فسيؤتيه أجرًا عظيمًا} يقول: فسيعطيه اللّه ثوابًا عظيمًا، وذلك أن يدخله الجنّة جزاءً له على وفائه بما عاهد عليه اللّه، ووثّق لرسوله على الصّبر معه عند البأس بالمؤكّدة من الأيمان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فسيؤتيه أجرًا عظيمًا} وهي الجنّة). [جامع البيان: 21/254-255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 10
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الذين يبايعونك} قال: يوم الحديبية). [الدر المنثور: 13/472-473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن الذين يبايعونك} قال: هم الذين بايعوه زمن الحديبية). [الدر المنثور: 13/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: كانت بيعة النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الآية فكانت بيعة النّبيّ صلى الله عليه وسلم التي بايع عليها الناس البيعة لله والطاعة للحق، وكانت بيعة أبي بكر رضي الله عنه: بايعوني ما أطعت الله فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم، وكانت بيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: البيعة لله والطاعة للحق، وكانت بيعة عثمان بن عفان رضي الله عنه: البيعة لله والطاعة للحق). [الدر المنثور: 13/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الأعرج رضي الله عنه {يد الله فوق أيديهم} قال: أن لا يفروا). [الدر المنثور: 13/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فمن وفى وفى الله له ومن نكث فإنما ينكث على نفسه). [الدر المنثور: 13/473-474]