ما نزل في القرآن ولم ينزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل منه على بعض الأنبياء
ما نزل في القرآن ولم ينزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلمقالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس عشر والسادس عشر: ما نزل فيه ولم ينزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل منه على بعض الأنبياء
هذان نوعان من زيادتي.
ومن أمثلة الأول: الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس:" أتى النبي صلى الله عليه وسلم – ملك وقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة".). [التحبير في علم التفسير: 107-110]
ما أنزل من القرآن على بعض الأنبياء السابقين
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأما الثاني: فأمثلته كثيرة، فروى الحاكم وصححه من طريق عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} قال صلى الله عليه وسلم: ((كلها في صحف إبراهيم وموسى))، فلما نزلت: {والنجم إذا هوى} فبلغ: {وإبراهيم الذي وفى} قال: {وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله: {هذا نذير من النذر الأولى}.
وروى أيضاً من طريق القاسم عن أبي أمامة قال: "أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد {التائبون العابدون} إلى آخر الآية: {قد أفلح المؤمنون} إلى قوله: {فيها خالدون} و{إن المسلمين والمسلمات} الآية، والتي في سأل {الذين هم على صلاتهم دائمون} إلى قوله: {قائمون} فلم يف بهذه السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم".
وروى أيضاً من طريق عطاء عن ميسرة "أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} أول سورة الجمعة".
وروى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص "أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم الموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وحرزاً للأميين" الحديث.
وروى البيهقي في الشعب من طريق الوليد بن العيزار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطي موسى منها اثنين".
وروى أيضاً من طريق أبي المليح عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، والمفصل نافلة)).
فالظاهر أن (من) في قوله: ((من ألواح موسى)) للتبعيض كهي فيما بعده، ويحتمل أن تكون للبدل فلا يكون مما أعطي موسى.
وروى أبو عبيد عن كعب قال: " أول ما أنزل الله في التوراة: بسم الله الرحمن الرحيم: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآيات".
وبقي أمثلة أخرى.
وقد يدخل في هذا النوع البسملة؛ لأنها نزلت على سليمان، وقد روى الدارقطني وغيره من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري)) فذكرها.
وروى البيهقي عن ابن عباس: "أيها الناس: آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا أن يكون سليمان بن داوود" فذكرها). [التحبير في علم التفسير: 107-110]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( النوع الخامس عشر : ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم
من الثاني الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في الأحاديث قريبا .
وروى مسلم عن ابن عباس "أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ".
وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال "ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة {آمن الرسول} إلى خاتمتها فإن الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم".
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن كعب قال "إن محمدا صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى وإن موسى أعطي آية لم يعطها محمد قال والآيات التي أعطيهن محمد: {لله ما في السماوات وما في الأرض} حتى ختم البقرة فتلك ثلاث آيات وآية الكرسي والآية التي أعطيها موسى اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه من أجل أن لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء الدهر الداهر أبدا أبدا آمين آمين ".
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال "السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطي موسى منها اثنتين" .
وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعا: ((أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة {إنا لله وإنا إليه راجعون})).
ومن أمثلة الأول ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس قال لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم: ((كلها في صحف إبراهيم وموسى)) فلما نزلت {والنجم إذا هوى} فبلغ {وإبراهيم الذي وفى} قال: {وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله: {هذا نذير من النذر الأولى} .
وقال سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس قال "هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى"
وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ نسخ من صحف إبراهيم وموسى .
وأخرج عن السدي قال إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الفريابي نبأنا سفيان عن أبيه عن عكرمة: {إن هذا لفي الصحف الأولى} قال: "هؤلاء الآيات ".
وأخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال " أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد: {التائبون العابدون} إلى قوله:
{وبشر المؤمنين} و{قد أفلح المؤمنون} إلى قوله: {فيها خالدون} و{إن المسلمين والمسلمات} الآية والتي في سأل {الذين هم على صلاتهم دائمون} إلى قوله: {قائمون} فلم يف بهذه السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم ".
وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال "إنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين)" الحديث .
وأخرج ابن الضريس وغيره عن كعب قال "فتحت التوراة بـ{الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} وختمت بـ{الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا} إلى قوله: {وكبره تكبيرا}".
وأخرج أيضا عنه قال: "فاتحة التوراة فاتحة الأنعام {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور} وخاتمة التوراة خاتمة هود {فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون}" .
وأخرج من وجه أخر عنه قال "أول ما أنزل في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخرها ".
وأخرج أبو عبيد عنه قال "أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم {قل تعالوا أتل} الآيات".
قال بعضهم يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب وهي توحيد الله والنهي عن الشرك واليمين الكاذبة والعقوق والقتل والزنا والسرقة والزور ومد العين إلى ما في يد الغير والأمر بتعظيم السبت .
وأخرج الدارقطني من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري بسم الله الرحمن الرحيم)).
وروى البيهقي عن ابن عباس قال: "أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم" .
وأخرج الحاكم عن ميسرة "أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} أول سورة الجمعة ".
فائدة
يدخل في هذا النوع ما أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال البرهان الذي أري يوسف ثلاث آيات من كتاب الله: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون} وقوله: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن} الآية وقوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} زاد غيره آية أخرى: {ولا تقربوا الزنى}.
وأخرج ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: "رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط"). [الإتقان في علوم القرآن: 1/ 259-267]