تفسير قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلاّ أن قالوا أبعث اللّه بشرًا رسولاً}.
يقول تعالى ذكره: وما منع يا محمّد مشركي قومك الإيمان باللّه، وبما جئتهم به من الحقّ {إذ جاءهم الهدى} يقول: إذ جاءهم البيان من عند اللّه بحقيقة ما تدعوهم وصحّة ما جئتهم به، إلاّ قولهم جهلاً منهم {أبعث اللّه بشرًا رسولاً} فأن الأولى في موضع نصبٍ بوقوع منع عليها، والثّانية في موضع رفعٍ، لأنّ الفعل لها). [جامع البيان: 15/91]
تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قل لو كان في الأرض ملائكةٌ يمشون مطمئنّين لنزّلنا عليهم من السّماء ملكًا رسولاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل يا محمّد لهؤلاء الّذين أبوا الإيمان بك وتصديقك فيما جئتهم به من عندي، استنكارًا لأن يبعث اللّه رسولاً من البشر: لو كان أيّها النّاس في الأرض ملائكةٌ يمشون مطمئنّين، لنزّلنا عليهم من السّماء ملكًا رسولاً، لأنّ الملائكة إنّما تراهم أمثالهم من الملائكة، أو من خصّه اللّه من بني آدم برؤيتها، فأمّا غيرهم فلا يقدرون على رؤيتها فكيف يبعث إليهم من الملائكة الرّسل، وهم لا يقدرون على رؤيتهم وهم بهيئاتهم الّتي خلقهم بها، وإنّما يرسل إلى البشر الرّسول منهم، كما لو كان في الأرض ملائكةٌ يمشون مطمئنّين، ثمّ أرسلنا إليهم رسولاً أرسلناه منهم ملكًا مثلهم). [جامع البيان: 15/91]
تفسير قوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قل كفى باللّه شهيدًا بيني وبينكم إنّه كان بعباده خبيرًا بصيرًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل يا محمّد للقائلين لك: {أبعث اللّه بشرًا رسولاً} {كفى باللّه شهيدًا بيني وبينكم} فإنّه نعم الكافي والحاكم {إنّه كان بعباده خبيرًا} يقول: إنّ اللّه بعباده ذو خبرةٍ وعلمٍ بأمورهم وأفعالهم، والمحقّ منهم والمبطل، والمهديّ والضّالّ {بصيرًا} بتدبيرهم وسياستهم وتصريفهم فيما شاء، وكيف شاء وأحبّ، لا يخفى عليه شيءٌ من أمورهم، وهو مجاز جميعهم بما قدّم عند ورودهم عليه). [جامع البيان: 15/92]
تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى عميا وبكما قال البكم الخرس). [تفسير عبد الرزاق: 1/390]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى كلما خبت زدناهم سعيرا قال كلما لان منها شيء). [تفسير عبد الرزاق: 1/390]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({خبت} [الإسراء: 97] : «طفئت»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله 69 الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا
وبه في قوله 97 الإسراء {كلما خبت} قال طفئت). [تغليق التعليق: 4/240-241] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (خبت طفئت
أشار به إلى قوله تعالى: {كلما خبت زدناهم سعيراً} (الإسراء: 97) وفسّر: (خبت) بقوله: (طفئت) يقال: خبت النّار تخبو خبواً إذا سكن لهبها، وأصل خبت خبيت قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين فصار خبت على وزن فعت). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {كلما} ({خبت}) أي (طفئت) بفتح الطاء وكسر الفاء وفتح الهمزة قالوا خبت النار إذا سكن لهبها والجمر على حاله وخمدت إذا سكن الجمر وضعف وهمدت إذا طفئت جملة، والمعنى كلما أكلت النار جلودهم ولحومهم زدناهم سعيرًا أي توقدًا بأن تبدّل جلودهم ولحومهم فترجع ملتهبة مستعرة كأنهم لما كذبوا بالإعادة بعد الإفناء جزاهم الله بأن لا يزالوا على الإعادة والإفناء). [إرشاد الساري: 7/203]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا الحسن بن موسى، وسليمان بن حربٍ، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يحشر النّاس يوم القيامة ثلاثة أصنافٍ: صنفًا مشاةً، وصنفًا ركبانًا، وصنفًا على وجوههم، قيل: يا رسول الله، وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: إنّ الّذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم، أما إنّهم يتّقون بوجوههم كلّ حدبٍ وشوكٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد روى وهيبٌ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا من هذا). [سنن الترمذي: 5/156]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّكم محشورون رجالاً وركبانًا وتجرّون على وجوهكم.
هذا حديثٌ حسنٌ). [سنن الترمذي: 5/156]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم}
- عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكيرٍ، عن شبل بن عبّادٍ، عن أبي قزعة سويد بن حجيرٍ، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه معاوية بن حيدة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّكم تحشرون رجالًا وركبانًا وتجرّون على وجوهكم...»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/156]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ومن يهد اللّه فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا مأواهم جهنّم كلّما خبت زدناهم سعيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ومن يهد اللّه يا محمّد للإيمان به ولتصديقك وتصديق ما جئت به من عند ربّك، فوفّقه لذلك فهو المهتد الرّشيد المصيب الحقّ، لا من هداه غيره، فإنّ الهداية بيده. {ومن يضلل} يقول: ومن يضلله اللّه عن الحقّ، فيخذله عن إصابته، ولم يوفّقه للإيمان باللّه وتصديق رسوله، فلن تجد لهم يا محمّد أولياء ينصرونهم من دون اللّه، إذا أراد اللّه عقوبتهم والاستنقاذ منهم. {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم} يقول: ونجمعهم بموقف القيامة من بعد تفرّقهم في القبور عند قيام السّاعة {على وجوههم عميًا وبكمًا} وهو جمع أبكم، ويعني بالبكم: الخرس، كما؛
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وبكمًا} قال: الخرس.
{وصمًّا} وهو جمع أصمّ.
فإن قال قائلٌ: وكيف وصف اللّه هؤلاء بأنّهم يحشرون عميًا وبكمًا وصمًّا، وقد قال {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها} فأخبرهم أنّهم يرون، وقال: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا مقرّنين دعوا هنالك ثبورًا} فأخبر أنّهم، يسمعون وينطقون؟
قيل: جائزٌ أن يكون ما وصفهم اللّه به من العمى والبكم والصّمم يكون صفتهم في حال حشرهم إلى موقف القيامة، ثمّ يجعل لهم أسماعٌ وأبصارٌ ومنطقٌ في أحوالٍ أخر غير حال الحشر، ويجوز أن يكون ذلك، كما روى عن ابن عبّاسٍ في الخبر الّذي؛
- حدّثنيه عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا} ثمّ قال: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا} وقال: {سمعوا لها تغيّظًا وزفيرًا} وقال {دعوا هنالك ثبورًا}.
أما قوله: {عميًا} فلا يرون شيئًا يسرّهم. وقوله: {بكمًا} لا ينطقون بحجّةٍ. وقوله: {صمًّا} لا يسمعون شيئًا يسرّهم.
وقوله: {مأواهم جهنّم} يقول جلّ ثناؤه: ومصيرهم إلى جهنّم، وفيها مساكنهم، وهم وقودها، كما؛
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مأواهم جهنّم} يعني إنّهم وقودها.
وقوله: كلّما خبت زدناهم سعيرًا يعني بقوله خبت: لانت وسكنت، كما قال عديّ بن زيدٍ العباديّ في وصف مزنةٍ:
وسطه كاليراع أو سرج المجدل = حينًا يخبو وحينًا ينير
يعني بقوله: يخبو السّرج: أنّها تلين وتضعف أحيانًا، وتقوى وتنير أخرى، ومنه قول القطاميّ:
فيخبو ساعةً ويهبّ ساعا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في العبارة عن تأويله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {كلّما خبت} قال: كلما سكنت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {كلّما خبت زدناهم سعيرًا} يقول: كلّما أحرقتهم تسعّر بهم حطبًا، فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئًا صارت جمرًا تتوهّج، فذلك خبوها، فإذا بدّلوا خلقًا جديدًا عاودتهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبى نجيح، عن مجاهدٍ قوله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ {كلّما خبت} قال: خبوّها أنّها تسعّر بهم حطبًا، فإذا أحرقتهم فلم يبق منهم شيءٌ صارت جمرًا تتوهّج، فإذا بدّلوا خلقًا جديدًا عاودتهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلّما خبت زدناهم سعيرًا} يقول: كلّما احترقت جلودهم بدّلوا جلودًا غيرها، ليذوقوا العذاب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {كلّما خبت زدناهم سعيرًا} قال: كلّما لان منها شيءٌ.
- حدّثت عن مروان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {كلّما خبت} قال: سكنت.
وقوله: {زدناهم سعيرًا} يقول: زدنا هؤلاء الكفّار سعيرًا، وذلك إسعار النّار عليهم والتهابها فيهم وتأجّجها بعد خبوّها، في أجسامهم). [جامع البيان: 15/92-96]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كلما خبت زدناهم سعيرا يقول كلما أطفئت أوقدت). [تفسير مجاهد: 370]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ الوليد بن عبد اللّه بن جميعٍ، عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيدٍ أبي سريحة الغفاريّ، قال: سمعت أبا ذرٍّ الغفاريّ رضي اللّه عنه، وتلا هذه الآية {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا} [الإسراء: 97] فقال أبو ذرٍّ: حدّثني الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواجٍ طاعمين كاسين راكبين، وفوجٌ يمشون ويسعون، وفوجٌ تسحبهم الملائكة على وجوههم» قلنا: قد عرفنا هذين فما تلك الّذين يمشون ويسعون؟ قال: «يلقي اللّه الآفة على الظّهر حتّى لا تبقى ذات ظهرٍ حتّى إنّ الرّجل ليعطي الحديقة المعجبة بالشّاردة ذات القتب» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 97 – 99
أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وأبو نعيم في المعرفة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم قال: الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم). [الدر المنثور: 9/448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (الذين يحشرون على وجوههم) (الفرقان آية 34) الآية، فقالوا: يا نبي الله وكيق يمشون على وجوههم قال: أرأيت الذي أمشاهم على أقدامهم أليس قادرا على أن يمشيهم على وجوههم). [الدر المنثور: 9/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف مشاة وصنف ركبان وصنف على وجوههم، قيل: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك). [الدر المنثور: 9/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي ذر رضي الله عنه أنه تلا هذه الاية {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما} فقال: حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين وقوج يمشون ويسعون وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم). [الدر المنثور: 9/449-450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والنسائي، وابن مردويه والحاكم عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم ههنا ونحى بيده نحو الشام). [الدر المنثور: 9/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {عميا} قال: لا يرون شيئا يسرهم {وبكما} قال: لا ينطقون بحجة {وصما} قال: لا يسمعون شيئا يسرهم). [الدر المنثور: 9/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغبطن فاجرا بنعمة فإن من ورائه طالبا حثيثا، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا} ). [الدر المنثور: 9/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا خضرة حلوة، من اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حله أحله دار الهوان، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة، يقول الله: {كلما خبت زدناهم سعيرا} ). [الدر المنثور: 9/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {مأواهم جهنم} يعني أنهم وقودها). [الدر المنثور: 9/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كلما خبت} قال: سكنت). [الدر المنثور: 9/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال: كلما طفئت أسعرت وأوقدت). [الدر المنثور: 9/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباربي في كتاب الأضداد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال: كلما أحرقتهم سعر بهم حطبا فإذا أحرقتهم فلم يبق منهم شيء صارت حمراء تتوهج، فذلك خبؤها فإذا بدلوا خلقا جديدا عاوتهم). [الدر المنثور: 9/451-452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، يقول: كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقا العذاب). [الدر المنثور: 9/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {كلما خبت} قال: الخبء الذي يطفأ مرة ويشعل أخرى، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وتخبو النار عن أدنى أذاهم * وأضرمها إذا ابتردوا سعيرا). [الدر المنثور: 9/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح في قوله: {كلما خبت} قال: معناه كلما حميت). [الدر المنثور: 9/452]
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك جزاؤهم بأنّهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنّا عظامًا ورفاتًا أئنّا لمبعوثون خلقًا جديدًا}.
يقول تعالى ذكره: هذا الّذي وصفنا من فعلنا يوم القيامة بهؤلاء المشركين، ما ذكرت أنّا نفعل بهم من حشرهم على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا، وإصلائناهم النّار على ما بيّنّا من حالتهم فيها ثوابهم بكفرهم في الدّنيا بآياتنا، يعني بأدلّته وحججه، وهم رسله الّذين دعوهم إلى عبادته وإفرادهم إيّاه بالألوهة دون الأوثان والأصنام، وبقولهم إذا أمروا بالإيمان بالميعاد، وبثواب اللّه وعقابه في الآخرة {أئذا كنّا عظامًا} باليةً {ورفاتًا} قد صرنا ترابًا {أئنّا لمبعوثون خلقًا جديدًا} يقولون: نبعث بعد ذلك خلقًا جديدًا كما ابتدئنا أوّل مرّةٍ في الدّنيا استنكارًا منهم لذلك، واستعظامًا له وتعجّبًا من أن يكون ذلك). [جامع البيان: 15/96-97]