استعمالات [أرأيت] في القرآن
بإحصاء مواضع [أرأيت] بمعنى أخبرني في القرآن يمكن تقسيمها إلى هذه المجموعات:
أ- المجموعة التي وقع بعد [أرأيت] [إن] الشرطية، وكانت الجملة الاستفهامية خالية من الفاء اختار أبو حيان فيها أن الفعل [أرأيت] قد تنازع العمل مع فعل الشرط، وأعمل الثاني وهو فعل الشرط، وجملة الاستفهام هي المفعول الثاني لأرأيت، وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه، وذلك في قوله تعالى:
1- {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون} [6: 40].
تنازع {أرأيتكم} و{أتاكم} في {عذاب الله} وأعمل الثاني.
وجملة الاستفهام هي المفعول الثاني، والرابط محذوف تقديره تدعونه لكشفه.
وجواب الشرط محذوف تقديره ؛ فأخبروني عنه، وجعل الزمخشري جملة الاستفهام هي جواب الشرط ورد عليه أبو حيان بأنها لو كانت جوابا لوجب اقترانها بالفاء.
[البحر:4/125-128]، [الكشاف:2/13-14].
2- {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به} [6: 46].
تنازع {أرأيتكم} و{أخذ} في {سمعكم} وأعمل الثاني، وجملة الاستفهام المفعول الثاني، وجواب الشرط محذوف. [البحر:4/132].
3- {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} [6: 47].
الرابط لجملة الاستفهام محذوف، أي هل يهلك به. [البحر:4/132].
4- {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون} [10: 50].
جواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني. وجوز الزمخشري أن تكون جملة الاستفهام جواب الشرط ورد عليه أبو حيان بخلوها من الفاء.
[البحر:5/166-167]، [الكشاف:2/193].
5- {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء} [28: 71].
6- {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه} [28: 72].
المتنازع فيه في الآيتين الليل والنهار، والعائد من جملة الاستفهام محذوف تقديره: بعده وجواب الشرط محذوف. [البحر:7/130]، [الجمل:3/357-358].
7- {أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} [26: 205-207].
المتنازع فيه {ما يوعدون} وأعمل الثاني، وجملة {ما أغنى عنهم} استفهامية وهي المفعول الثاني ورابطها محذوف، وجواب الشرط محذوف. [البحر:7/43]، [الجمل:3/295].
ب- حذف المفعول الأول وجواب الشرط في قوله تعالى:
1- {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وءآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها} [11: 28].
المفعول الأول محذوف تقديره: أرأيتكم البينة من ربي إن كنت عليها. والجملة الاستفهامية هي المفعول الثاني. وجواب الشرط محذوف يدل عليه {أرأيتم}.
[البحر:5/216]، [الجمل:2/385].
2- {قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد} [41: 52].
المفعول الأول محذوف تقديره: أرأيتم أنفسكم، والثاني جملة الاستفهام، وجواب الشرط محذوف تقديره: فلا أحد أضل منكم. [البحر:7/505]، [الجمل:4/48].
3- {أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلمن بأن الله يرى} [96: 13-14].
المفعول الأول محذوف، أي الذي، وجواب الشرط محذوف تدل عليه جملة الاستفهام وجعل الزمخشري جملة الاستفهام جواب الشرط ورد عليه أبو حيان.
[البحر:8/494]، [الكشاف:4/224]، [الجمل:4/554].
ج – حذف المفعول الثاني، ولم تكن جملة الاستفهام المذكورة هي المفعول الثاني لاقترانها بالفاء، وذلك في قوله تعالي:
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله} [23: 45].
تقدير المفعول الثاني: أيهديه يدل عليه قوله بعد {فمن يهديه من بعد الله} [البحر:48/8].
د – حذف المفعول الثاني وليس في الكلام جمل استفهامية ولا شرط في قوله تعالي:
1- {قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتني إلى يوم القيامة} [62: 17].
تقدير المفعول الثاني: لم كرمته على.. [البحر:6/57-58]، و[النهر:ص56]، [الكشاف:366/2]، [الرضى:262/2]، [المغني:156/1].
2- {أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم} [107: 1-2]
3- {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} [26: 75-77].
هـ - حذف المفعولان وذكر جواب الشرط في قوله تعالي:
1- {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته} [63: 11].
المفعول الثاني محذوف تقديره: أأعصيه في ترك ما أنا عليه من البينة دل عليه قوله: {فمن ينصرني من الله إن عصيته}.
[البحر:239/5]، [الجمل:401/2].
2- {قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم} [28: 67].
[البحر:304/8]، [الجمل:374/4].
3- {أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين} [30: 67].
[البحر:304/8].
و- حذف المفعولان وجواب الشرط في قوله تعالي:
1- {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} [88: 11].
المفعول الأول محذوف تقديره: البينة، والثاني جملة الاستفهام المحذوفة، وهي دليل على جواب الشرط المحذوف قدرها الزمخشري: أيصح لي أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان، وقدر ابن عطية: أضل كما ضللتم أو أترك تبليغ الرسالة ودر الجمل الجواب بقوله: فهل يسعني مع هذه النعم العظيم أن أخون في وحيه.
[الكشاف:2/230]، [البحر:5/254]، [الجمل:2/411].
2- {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} [46: 10].
تقدير المفعولين: أرأيتم حالكم إن كان كذا ألستم ظالمين، وجواب الشرط محذوف تقديره: فقد ظلمتم. [البحر:8/57]، [الكشاف:3/444]، [المغني:2/175]، [الجمل:4/123]، [العكبري:2/123].
3- {أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى} [96: 11–12].
المفعول الأول محذوف، أي الذي، والثاني محذوف يدل عليه الجملة الاستفهامية بعد، وجواب الشرط محذوف أيضا. [البحر:8/494]، [الكشاف:4/224]، [الجمل:4/554]، [الرضي:1/262].
ز- حذف المفعولان اختصارا، ولا شرط في الكلام كقوله تعالى:
{قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت} [18: 63].
في [النهر:6/142] «ويجوز أن يكون {أرأيت} هنا بمعنى أعلمت، أي أعلمت ما جرى، فلا يكون بمعنى أخبرني».
وفي [الجمل:3/43] «وقال أبو حيان: يمكن أن يكون مما حذف فيه المفعولان اختصارا، والتقدير: أرأيت أمرنا ما عاقبته». [البحر:6/146]، [الكشاف:2/396].
ح- حذف جواب الشرط، وذكر المفعولان في قوله تعالى:
{قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره} [39: 38].
العائد على [ما] لفظ [هن] وأنت تحقيرا لها. [البحر:7/429].
ط- ذكر المفعولان ولا شرط في الكلام في قوله تعالى:
1- {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا} [19: 77-78].
في [النهر:6/211] «مفعول {أرأيت} الأول {الذي كفر}، والمفعول الثاني جملة الاستفهام التي هي [اطلع]».
وفي [الكشاف:2/421] «استعملوا {أرأيت} في معنى أخبر، والفاء جاءت لإفادة معناها الذي هو التعقيب، كأنه قال: أخبر أيضا بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقب حديث أولئك.
2- {أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا} [25: 43].
في [النهر:6/498] «مفعول {أرأيت} الأول هو [من]، والجملة الاستفهامية في موضع المفعول الثاني». [البحر:6/501].
3- {أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى * أعنده علم الغيب فهو يرى} [53: 33-35].
في [النهر:8/165] «[أفرأيت] هنا بمعنى أخبرني، ومفعولها الأول الموصول، والثاني الجملة الاستفهامية {أعنده علم الغيب}.
4- {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم} [10: 59].
في [البحر:5/172] «المفعول الثاني قوله: {آلله أذن لكم} والعائد محذوف، أي فيه، وكرر [قل] على سبيل التوكيد. وقيل: [ما] استفهامية، وجعلها موصولة هو الوجه». انظر [النهر:ص172]، [الكشاف:2/194].
5- {قل أرأيتن شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض} [35: 40].
المفعول الأول {شركاءكم} والثاني {ماذا خلقوا} و{أروني} جملة اعتراضية فيها تأكيد للكلام، ويحتمل أن يكون ذلك من باب الإعمال؛ لأنه توارد على {ماذا خلقوا} أرأيتم، وأروني. [البحر:7/317]، [الكشاف:3/277].
6- {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض} [46: 4].
إعرابها كالآية السابقة. [البحر:8/54-55].
7- {أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} [56: 58-59].
8- {أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} [56: 63-64].
9- {أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون} [56: 68-69].
10- {أفرأيتم النار التي تورون * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون} [56: 72-73].
في [البحر:8/211] «جاء {أفرأيتم} هنا مصرحا بمفعولها الأول، ومجيء جملة الاستفهام في موضع المفعول الثاني على ما هو المقرر فيها إذا كانت بمعنى أخبرني».