العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 06:22 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

نزول سورة التحريم

هل سورة التحريم مكية أو مدنية؟
... من حكى الإجماع على أنها مدنية
... من نص على أنها مدنية
ترتيب نزول سورة التحريم
أسباب نزول سورة التحريم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 01:01 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

هل سورة التحريم مكية أو مدنية؟

من حكى الإجماع على أنها مدنية :
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهي مدنية بإجماع من أهل العلم بلا خلاف). [المحرر الوجيز: 28/338]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مدنية كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 8/302]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مدنيّة لا خلاف فيها). [عمدة القاري: 19/355]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع، وتسمّى: سورة النّبيّ.
وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة التّحريم بالمدينة)، ولفظ ابن مردويه: (سورة المحرّم).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير قال: (أنزلت بالمدينة سورة النساء {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم} الآية [التحريم: 1])). [فتح القدير: 5/331]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وهي مدنية اتفاقًا). [القول الوجيز: 319]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(وهي مدنيّةٌ. قال ابن عطيّة: بإجماع أهل العلم وتبعه القرطبيّ.

وقال في "الإتقان" عن قتادة: (إنّ أوّلها إلى تمام عشر آياتٍ وما بعدها مكّيٌّ)، كما وقعت حكاية كلامه. ولعلّه أراد إلى عشر آياتٍ، أي أنّ الآية العاشرة من المكّيّ إذ من البعيد أن تكون الآية العاشرة مدنيّة والحادية عشرة مكّيّةً). [التحرير والتنوير: 28/343]

من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 2/301]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن:471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( (مدنية) ). [معاني القرآن:5/191]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (مدنية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 61]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (نزلت بالمدينة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 182]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مدنية). [الكشف والبيان: 9/343]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية ). [البيان: 250]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(
مدنية). [الوسيط: 4/317]

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مدنيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/161]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية). [الكشاف: 6/153]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مدنية).[علل الوقوف: 3/1029]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ):
(مدنية).
[أنوار التنزيل: 5/224]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية). [التسهيل: 2/389]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/158]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: (نزلت سورة التحريم بالمدينة).
ولفظ ابن مردويه: (سورة المتحرم)). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وَأخرَج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: (أنزلت بالمدينة سورة النساء و{يا أيها النَّبِيّ لم تحرم} الآية [التحريم: 1])). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [لباب النقول: 241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 270]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ):
(مدنية). [إرشاد الساري: 7/392]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مدنية). [منار الهدى: 398]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 01:03 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

ترتيب نزول سورة التحريم

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ([نزلت بعد الحجرات]). [الكشاف: 6/153]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الحجرات). [التسهيل: 2/389]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الحجرات وقبل سورة الجمعة). [عمدة القاري: 19/355]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الحجرات، ونزلت بعدها سورة الجمعة). [القول الوجيز: 319]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(وهي معدودةٌ الخامسة بعد المائة في عداد نزول سور القرآن، نزلت بعد سورة الحجرات وقبل سورة الجمعة.

ويدلّ قوله: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} [التّحريم: 2] أنّها نزلت بعد سورة المائدة كما سيأتي). [التحرير والتنوير: 28/343-344]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 01:05 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

أسباب نزول سورة التحريم

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}
عن ابن عبّاسٍ قال: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يشرب من شرابٍ عند سودة من العسل، فدخل على عائشة فقالت: إنّي أجد منك ريحًا، فدخل على حفصة فقالت: إنّي أجد منك ريحًا، فقال: ((أراه من شرابٍ شربته عند سودة واللّه لا أشربه)) فأنزل اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} الآية [التحريم: 1]).
وبسندٍ ضعيفٍ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت هذه الآية: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] في المرأة الّتي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3362]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ):
(حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطّة الأصبهانيّ، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن زكريّا الأصبهانيّ، ثنا محمّد بن بكيرٍ الحضرميّ، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا ثابتٌ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، " أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانت له أمةٌ يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتّى جعلها على نفسه حرامًا، فأنزل اللّه هذه الآية {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} [التحريم: 1] إلى آخر الآية «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/535]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حفصة في يوم نوبتها فخرجت هي لبعض شأنها فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مارية جاريته وأدخلها بيت حفصة وواقعها، فلما رجعت حفصة علمت بذلك فغضبت وبكت وقالت: (أما لي حرمة عندك وحق؟!) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسكتي فهي حرام علي أبتغي بذلك رضاك))، وحلف أن لا يقربها وبشرها بأن الخليفة من بعده أبوها وأبو عائشة رضي الله عنهم أجمعين ذكورا وإناثا وقال لها: ((لا تخبرني أحدا بما أسررت إليك من أمر الجارية وأمر الخلافة من بعدي)) فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها أخبرت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بذلك وقالت: (قد أراحنا الله من مارية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمها على نفسه، وقصت عليها القصة فنزل: {لم تحرم ما أحل الله لك} الآية [التحريم: 1])). [الوجيز: 1/1111]

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهنّ، فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس أكثر مما كان يحتبس، فغرت فسألت عن ذلك؟ فقيل لي: أهدت لها امرأةٌ من قومها عكّة من عسلٍ، فسقت النبيّ صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالنّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، إذا دنا منك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ - زاد في رواية: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتدّ عليه أن يوجد منه الريح - فأنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسلٍ، فقولي له: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفيّة مثل ذلك، قالت: تقول سودة: فوالله الّذي لا إله إلا هو، ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أبادئه بما أمرتني فرقاً منك، فلمّا دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال: «لا» قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نحله العرفط، فلما دار إليّ، قلت له نحو ذلك، فلمّا دار إلى صفيّة، قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة، قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت: تقول سودة: والله لقد حرّمناه، قلت لها: اسكتي.
وفي رواية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث عند زينب بنت جحشٍ، فيشرب عندها عسلاً، قالت: فتواطأت أنا وحفصة، أنّ أيّتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلتقل له: إنّي أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له، فقال: بل شربت عسل عند زينب بنت جحش، ولن أعود له، فنزل {يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] {إن تتوبا إلى اللّه} [التحريم: 4] لعائشة وحفصة {وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً} [التحريم: 3] لقوله: بل شربت عسلاً ولن أعود له، وقد حلفت، فلا تخبري بذلك أحداً. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وأخرج النسائي الرواية الثانية.
[شرح الغريب]
(عكة) العكة: الظرف الذي يكون فيه العسل.
(مغافير) المغافير بالفاء والياء: شيء ينضجه العرفط، حلو كالناطف وله ريح كريهة.
(جرست العرفط) جرست النحل العرفط: إذا أكلته، ومنه قيل للنحل: جوارس، والعرفط: جمع عرفطة، وهو شجر من العضاه زهرته مدحرجة، والعضاه: كل شجر يعظم وله شوك كالطلح والسمر والسلم ونحو ذلك.
(فرقاً) الفرق: الفزع والخوف). [جامع الأصول: 2/397-400]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له أمةٌ يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرّمها على نفسه، فأنزل الله: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك... } الآية. أخرجه النسائي). [جامع الأصول: 2/410]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم} [التحريم: 1].
- عن ابن عبّاسٍ {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] قال: نزلت هذه الآية في سرّيّته.
رواه البزّار بإسنادين والطّبرانيّ، ورجال البزّار رجال الصّحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقةٌ.
- وعن أبي هريرة قال: «دخل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بمارية القبطيّة سرّيّته، بيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول اللّه، في بيتي من بين بيوت نسائك؟ قال: " فإنّها عليّ حرامٌ أن أمسّها يا حفصة واكتمي هذا عليّ ". فخرجت حتّى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكرٍ، ألا أبشّرك؟ قالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - في بيتي، فقلت: يا رسول اللّه، في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وكان أوّل السّرور أن حرّمها على نفسه، ثمّ قال لي: " يا حفصة، ألا أبشّرك ". فقلت: بلى، بأبي وأمّي يا رسول اللّه، فأعلمني: " أنّ أباك يلي الأمر من بعدي، وأنّ أبي يليه بعد أبيك "، وقد استكتمني ذلك فاكتميه. فأنزل اللّه - عزّ وجلّ - {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] أي من مارية {تبتغي مرضاة أزواجك واللّه غفورٌ رحيمٌ} [التحريم: 1] أي لما كان منك {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم واللّه مولاكم وهو العليم الحكيم - وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثًا} [التحريم: 2 - 3] يعني حفصة {فلمّا نبّأت به} [التحريم: 3] يعني عائشة {وأظهره اللّه عليه} [التحريم: 3] يعني بالقرآن {عرّف بعضه} [التحريم: 3] عرّف حفصة ما أظهر من أمر مارية {وأعرض عن بعضٍ} [التحريم: 3] عن ما أخبرت به من أمر أبي بكرٍ وعمر فلم يبده عليها {فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير} [التحريم: 3] ثمّ أقبل عليها يعاتبها فقال {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} [التحريم: 4] يعني أبا بكرٍ وعمر {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ - عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ ثيّباتٍ وأبكارًا} [التحريم: 4 - 5] فوعده من الثّيّبات آسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون وأخت نوحٍ، ومن الأبكار مريم ابنة عمران وأخت موسى - عليهما السّلام -».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثيرٍ عن عمّه، قال الذّهبيّ: مجهولٌ وخبره ساقطٌ.
- وعن ابن عبّاسٍ قال: «كان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يشرب عند سودة العسل، فدخل على عائشة، فقالت: إنّي أجد منك ريحًا. ثمّ دخل على حفصة، فقالت: إنّي أجد منك ريحًا. فقال: " أراه من شرابٍ شربته عند سودة، واللّه لا أشربه ". فنزلت هذه الآية {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1]».
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح.
- وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعودٍ - «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قول اللّه - عزّ وجلّ - {فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} [التحريم: 4] قال: صالح المؤمنين أبو بكرٍ وعمر».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحيم بن زيدٍ العمّيّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/126-127]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا بشرٌ، ثنا ابن رجاءٍ، عن إسرائيل، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] قال: نزلت هذه الآية في سريّته.
- حدّثنا محمّد بن موسى القطّان الواسطيّ، ثنا عاصم بن عليٍّ، ثنا قيسٌ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال:...
، بنحوه.
قال البزّار: لا نعلمه متّصلا عن ابن عبّاسٍ إلا من هذين الوجهين). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/76-77]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال الحارث: حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان، ثنا الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لمّا حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطحٍ رضي الله عنه، فأنزل الله عز وجل: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} فأحلّ يمينه، وأنفق عليه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/363]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ):
(وقيل: نزلت في تحريم مارية، أخرجه النّسائيّ وصححه الحاكم على شرط مسلم. وقال الدّاوديّ: في إسناده نظر. ونقله الخطابيّ عن أكثر المفسّرين، والصّحيح أنه في الغسل، وقال النّسائيّ: حديث عائشة في الغسل جيد غاية،
وحديث مارية وتحريمها لم يأت من طريق جيّدة). [عمدة القاري: 19/355-356]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 2.
أخرج ابن سعد، وعبد بن حميد والبخاري، وابن المنذر، وابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أتينا دخل عليها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل إلى إحداهما فقالت ذلك له فقال: لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود فنزلت {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى {إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة {وإذ أسر النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} لقوله: بل شربت عسلا). [الدر المنثور: 14/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا فدخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا فقال: أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} الآية). [الدر المنثور: 14/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: سألت أم سلمة عن هذه الآية {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} قالت: كانت عندي عكة من عسل أبيض فكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان يحبسه فقالت له عائشة: نحلها تجرش عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية). [الدر المنثور: 14/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الآية {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان اللتان تظاهرتا قال: عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن مارية أم إبراهيم القبطية أصابها النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها فوجدت حفصة فقالت: يا نبي الله لقد جئت إلي شيئا ما جئته إلى أحد من أزواجك في يومي وفي داري وعلى فراشي فقال ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها قالت: بلى فحرمها وقال: لا تذكري ذلك لأحد فذكرته لعائشة رضي الله عنها فأظهره الله عليه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر عنها فأظهر الله يمينه وأصاب جاريته). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عائشة وحفصة متحابتين فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدث عنده فأرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه حفصة فوجدتهما في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فأخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت: قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والله لأرضينك وإني مسر إليك سرا فاحفظيه قالت: ما هو قال: إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأسرت إليها أن أبشري إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أظهر الله النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك}). [الدر المنثور: 14/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنزل أم إبراهيم منزل أبي أيوب قالت عائشة رضي الله عنها: فدخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم قالت عائشة: فلما استبان فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولدت فلم يكن لأمة لبن فاشترى له ضائنة يغذي منها الصبي فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة كيف تري الشبه فقلت: أنا غيري ما أدري شبها فقال: ولا باللحم فقلت: لعمري لمن تغذى بألبان الضأن ليحسن لحمه قال: فجزعت عائشة رضي الله عنها وحفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها وأسر إليها سرا فأفشته إلى عائشة رضي الله عنها فنزلت آية التحريم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة). [الدر المنثور: 14/569-570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك أن حفصة زارت أباها ذات يوم وكان يومها فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية فأصاب منها في بيت حفصة وجاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله: أتفعل هذا في بيتي وفي يومي قال: فإنها علي حرام ولا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله: {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته). [الدر المنثور: 14/572-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال: فإنها علي حرام أن أمسها واكتمي هذا علي فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: ألا أبشرك قالت: بماذا قالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي: يا حفصة ألا أبشرك فأعلمي عائشة أن أباك يلي الأمر من بعده وأن أبي يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم} إلى قوله: {غفور رحيم}). [الدر المنثور: 14/573-574] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وإذ أسر النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} قال: دخلت حفصة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة فإن أباك يلي الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا قال: نبأني العليم الخبير فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم}). [الدر المنثور: 14/575-576] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم جارية له في يوم عائشة وكانت حفصة وعائشة متحابتين فأطلعت حفصة على ذلك فقال لها: لا تخبري عائشة بما كان مني وقد حرمتها علي فأفشت حفصة سر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {يا أيها النّبيّ لم تحرم} الآيات). [الدر المنثور: 14/577]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 03:28 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أَيُّها النَبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ} الآية.
أخبرنا محمد بن منصور الطوسي أخبرنا علي بن عمر بن مهدي حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني إسحاق بن محمد حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبد الله عن علي بن عباس عن ابن عباس عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها فقالت: لم تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك؟ فقال لها: ((لا تذكري هذا لعائشة هي علي حرام إن قربتها)) قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك فحلف لها لا يقربها وقال لها: ((لا تذكريه لأحد)) فذكرته لعائشة فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرًا واعتزلهن تسعًا وعشرين ليلة فأنزل الله تبارك وتعالى: {يا أيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تبتغي مرضاة أزواجك} الآية.
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر أخبرنا جعفر بن الحسن الفريابي حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فعرفت فسألت عن ذلك فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت منه النبي صلى الله عليه وسلم شربة قلت: أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل فقولي: جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذلك قالت: تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمرتني به فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله أكلت مغافير قال: ((لا)) قالت: فما هذه الريح التي أجد منك قال: ((سقتني حفصة شربة عسل)) فقالت: جرست نحله العرفط قالت: فلما دخل علي قلت له مثل ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله أسقيك منه قال: ((لا حاجة لي فيه)) تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي. رواه البخاري عن فروة بن أبي المغراء ورواه مسلم عن سويد بن سعيد كلاهما عن علي بن مسهر.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو داود حدثنا عامر الحزاز عن ابن أبي مليكة أن سودة بنت زمعة كانت لها خؤولة باليمن وكان يهدى إليها العسل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل وكانت حفصة وعائشة متؤاخيتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحداهما للأخرى: أما ترين إلى هذا قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل فإذا دخل عليك فخذي بأنفك فإذا قال: ما لك؟ قولي: أجد منك ريحًا لا أدري ما هي فإنه إذا دخل علي قلت مثل ذلك فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بأنفها فقال: ((ما لك؟)) قالت: ريحًا أجد منك وما أراه إلا مغافير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذا وجدها ثم إذ دخل على الأخرى قالت له مثل ذلك فقال: ((لقد قالت لي هذا فلانة وما هذا إلا من شيء أصبته في بيت سودة ووالله لا أذوقه أبدًا)). قال ابن أبي مليكة: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا {يا أَيُّها النَبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحلَّ اللهُ لَكَ تَبتَغي مَرضاةَ أَزواجِكَ}). [أسباب النزول: 466-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}
أخرج الحاكم والنسائي بسند صحيح عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها
فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما، فأنزل الله: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}). [لباب النقول: 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}
وأخرج الضياء في المختارة من حديث ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: ((لا تخبري أحدا أن أم إبراهيم علي حرام))، فلم يقربها حتى أخبرت عائشة فأنزل الله: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم}.
(ك)، وأخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية سريته بنت حفصة فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي دون بيوت نسائك؟ قال: ((فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة))، واكتمي هذا علي، فخرجت حتى أتت عائشة فأخبرتها، فأنزل الله: {يا أيها النبي لم تحرم} الآيات.
وأخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال: نزلت {يا أيها النبي لم تحرم} الآية في سريته.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة العسل، فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت مثل ذلك فقال: ((أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه))، فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}
وله شاهد في الصحيحين. قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: سألت أم سلمة عن هذه الآية: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قالت: كان عندي عكة من عسل أبيض، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان
يحبه، فقالت له عائشة: نحلها يجرس عرفطا، فحرمها، فنزلت هذه الآية.
(ك)، وأخرج الحارث بن أسامة في مسنده عن عائشة قالت: لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح، أنزل الله: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} فأنفق عليه، غريب جدا في سبب نزولها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}: في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، غريب أيضا، وسنده ضعيف). [لباب النقول: 270-271] (م)


في من نزلت الآية:

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والطبراني بسند حسن صحيح عن ابن عباس قال: نزلت {يا أيها النّبيّ لم تحرم} الآية في سريته). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/574]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 03:33 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}
وأخرج الضياء في المختارة من حديث ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: ((لا تخبري أحدا أن أم إبراهيم علي حرام))، فلم يقربها حتى أخبرت عائشة فأنزل الله: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم}.
(ك)، وأخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية سريته بنت حفصة فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي دون بيوت نسائك؟ قال: ((فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة))، واكتمي هذا علي، فخرجت حتى أتت عائشة فأخبرتها، فأنزل الله: {يا أيها النبي لم تحرم} الآيات.
وأخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال: نزلت {يا أيها النبي لم تحرم} الآية في سريته.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة العسل، فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت مثل ذلك فقال: ((أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه))، فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}
وله شاهد في الصحيحين. قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.
[لباب النقول: 270]
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: سألت أم سلمة عن هذه الآية: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قالت: كان عندي عكة من عسل أبيض، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان
يحبه، فقالت له عائشة: نحلها يجرس عرفطا، فحرمها، فنزلت هذه الآية.
(ك)، وأخرج الحارث بن أسامة في مسنده عن عائشة قالت: لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح، أنزل الله: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} فأنفق عليه، غريب جدا في سبب نزولها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}: في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، غريب أيضا، وسنده ضعيف). [لباب النقول: 271] (م)



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 03:35 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِن تَتوبا إِلى اللهِ فقد صغت قلوبكما} الآية.
أخبرنا أبو منصور المنصوري أخبرنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا أحمد بن محمد بن
عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: وجدت حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أم إبراهيم في يوم عائشة فقالت: لأخبرنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي علي حرام إن قربتها)) فأخبرت عائشة بذلك فأعلم الله رسوله ذلك فعرف حفصة بعض ما قالت فقالت له: من أخبرك؟ قال: ((نبأني العليم الخبير)) فآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرًا فأنزل الله تبارك وتعالى: {إِن تَتوبا إِلى اللهِ فَقَد صَغَت قُلوبُكُما} الآية). [أسباب النزول: 468-469]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 03:38 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}
تقدم سبب نزولها وهو قول عمر في سورة البقرة). [لباب النقول: 271]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسبب نزولها حادثتان حدثتا بين أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم:
إحداهما: ما ثبت في "الصّحيح" عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان شرب عسلًا عند إحدى نسائه اختلف في أنّها زينب بنت جحشٍ، أو حفصة، أو أمّ سلمة، أو سودة بنت زمعة. والأصحّ أنّها زينب.
فعلمت بذلك عائشة فتواطأت هي وحفصة على أنّ أيّتهما دخل عليها تقول له: (إنّي أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير) (والمغافير صمغ شجر العرفط وله رائحةٌ مختمرةٌ) وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يكره أن توجد منه رائحةٌ وإنّما تواطأتا على ذلك غيرةً منهما أن يحتبس عند زينب زمانًا يشرب فيه عسلًا. فدخل على حفصة فقالت له ذلك، فقال: ((بل شربت عسلًا عند فلانةٍ ولن أعود له))، أراد بذلك استرضاء حفصة في هذا الشّأن وأوصاها أن لا تخبر بذلك عائشة (لأنّه يكره غضبها) فأخبرت حفصة عائشة فنزلت الآيات.
هذا أصحّ ما روي في سبب نزول هذه الآيات. والتّحريم هو قوله: ((ولن أعود له)) (لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يقول إلّا صدقًا وكانت سودة تقول: (لقد حرمناه)).
والثّانية: ما رواه ابن القاسم في "المدوّنة" عن مالكٍ عن زيد بن أسلم قال: (حرّم رسول اللّه أمّ إبراهيم جاريته فقال: ((واللّه لا أطؤك)) ثمّ قال: ((هي عليّ حرامٌ)) فأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} [التّحريم: 1]).
وتفصيل هذا الخبر ما رواه الدّارقطنيّ عن ابن عبّاسٍ عن عمر قال: (دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأمّ ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها، وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها. فقالت حفصة: تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلّا من هواني عليك. فقال لها: ((لا تذكري هذا لعائشة فهي عليّ حرامٌ إن قربتها)). قيل: فقالت له حفصة: كيف تحرم عليك وهي جاريتك فحلف لها أن لا يقربها فذكرته حفصة لعائشة فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرًا فأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}). وهو حديثٌ ضعيفٌ). [التحرير والتنوير: 28/344-345]

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):( [البخاري: 11 /293] حدثني الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمكث عند زينب ابنة جحش، ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلتقل: إني لأجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير. فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: ((لا بأس شربت عسلا عند زينب ابنة جحش ولن أعود له)). فنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى {تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} لعائشة وحفصة {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} لقوله: بل شربت عسلا.
الحديث أعاده مسندا مع تغيير في [المتن يسير: 14/385] ثم قال إبراهيم بن موسى عن هشام ((ولن أعود له وقد حبفت فلا تخبري بذلك أحدا)).
وأخرجه مسلم [10/75]، وأبو داود [3 /386] وقال صاحب عون المعبود: قال المنذري وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه مختصرا ومطولا ا.هـ. وهو في [النسائي: 6 /123 ،:17/13]، وابن سعد [8 /76 ق1] وأبو نعيم في [الحلية: 3/276].
قال الإمام النسائي رحمه الله [2 /242] من التفسير: أخبرني إبراهيم بن يونس بن محمد نا أبي نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تنزل به عائشة وحفصة حتى حرمها فأنزل الله هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} إلى آخر الآية.
الحديث أخرجه الحاكم [2/493] وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
قال أبو عبد الرحمن: فيه محمد بن بكير الحضرمي ليس من رجال مسلم وقد رمز له في تهذيب التهذيب إلى البخاري تبعا للكمال، لكن قال المزي: لم أقف على روايته عنه لا في الصحيح ولا في غيره. اهـ.
فعلى هذا يقال في الحديث: صحيح، ولا يقال: على شرط مسلم.
قال الحافظ في الفتح بعد عزوه إلى النسائي: إن سنده صحيح [11 /292].
وفي[مجمع الزوائد: 7 /126] عن ابن عباس {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} قال نزلت هذه في سريته. رواه البزار بإسنادين والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة.
قال الضياء المقدسي في [المختارة :11/99، 300]، أخبرنا أبو أحمد عبد الباقي بن عبد الجبار بن عبد الباقي الحرضي الهروي –قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد- قيل له: أخبركم أبو شجاع، عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي –قراءة عليه وأنت تسمع- أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد، الهيثم بن كليب الشاشي، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحفصة: ((لا تحدثي أحدا، وإن أم إبراهيم علي حرام)) فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال:
((فوالله لا أقربها)). قال: فلم يقربها نفسها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله عز وجل: {قد فرض الله لكم تحل أيمانكم}. أبو قلابة صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد. اهـ. تقريب.
قال الحافظ ابن كثير بعد ذكره بسنده: هذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
قال الحافظ في [الفتح:10/283]: يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا ا.هـ. أي بسبب تحريمه العسل وتحريمه جاريته. وقال الشوكاني في تفسيره [5 /252]: فهذان سببان صحيحان لنزول الآية، والجمع ممكن بوقوع القصتين: قصة العسل وقصة مارية، وأن القرآن نزل فيهما جميعا وفي كل واحد منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه). [الصحيح المسند في أسباب النزول:250-252]


قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):
(قوله تعالى:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [الآية: 5].
مسلم [10/82] حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون الحصى ويقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، قال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم. قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا ابنة أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك. قال: فدخلت على حفصة فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر، فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا من ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق، قال: فابتدرت عيناي. قال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب))؟ قلت: يا نبي الله وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصفوته وهذه خزانتك. فقال: ((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا)). قلت: بلى. قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب. فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت الآية، آية التخيير {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله: أطلقتهن؟ قال: ((لا)). قلت: يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله نساءه. أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن. قال: ((نعم إن شئت)). فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزلت، فنزلت أتشبث بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت: يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال: ((إن الشهر يكون تسعا وعشرين)). فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه ونزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير.
وقد تقدم في سورة البقرة قول عمر وافقت ربي في ثلاث وذكر منها: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 252-254]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة