العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:12 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post تفسير سورة المعارج [ من الآية (1) إلى الآية (7) ]

{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:13 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سأل سائل قال سأل سائل عن عذاب واقع فقال الله للكافرين ليس له دافع من الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/316]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا بشر بن خالدٍ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} [المعارج: 1]، قال: «النّضر بن الحارث بن كلدة»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ (4) فاصبر صبرًا جميلاً}.
قال أبو جعفرٍ: اختلفت القرأة في قراءة قوله: {سأل سائلٌ} فقرأته عامّة قرأة الكوفة والبصرة: {سأل سائلٌ} بهمز {سأل سائلٌ} بمعنى سأل سائلٌ من الكفّار عن عذاب اللّه، بمن هو واقعٌ؛ وقرأ ذلك بعض قرأة المدينة: (سال سائلٌ) فلم يهمز (سال)، ووجّهه إلى أنّه (فعل) من السّيل.
والّذي هو أولى القراءتين بالصّواب قراءةٌ من قرأه بالهمز لإجماع الحجّة من القرّاء على ذلك، وأنّ عامّة أهل التّأويل من السّلف بمعنى الهمز تأوّلوه.
ذكر من تأوّل ذلك كذلك، وقال تأويله نحو قولنا فيه:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ}. قال: ذاك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه، وهو واقعٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {إن كان هذا هو الحقّ من عندك}. الآية، قال: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ}.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {سأل سائلٌ}. قال: دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ قال: يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ}. قال: سأل عذاب اللّه أقوامٌ، فبيّن اللّه على من يقع على الكافرين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: {سأل سائلٌ} قال: سأل عن عذابٍ واقعٍ، فقال اللّه: {للكافرين ليس له دافعٌ}.
وأمّا الّذين قرءوا ذلك بغير همزٍ، فإنّهم قالوا: السّائل وادٍ من أودية جهنّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ}. قال: قال بعض أهل العلم: هو وادٍ في جهنّم يقال له سائلٌ). [جامع البيان: 23 / 248-249]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج} [المعارج: 2] ذي الدّرجات {سأل سائلٌ} [المعارج: 1] قال: هو النّضر بن الحارث بن كلدة قال: «اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارةً من السّماء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 5.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد والنسائي، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {سأل سائل} قال: هو النضر بن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وفي قوله: {بعذاب واقع} قال: كائن {للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج} قال: ذي الدرجات.
وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {سأل سائل} قال: نزلت بمكة في النضر بن الحارث وقد قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية وكان عذابه يوم بدر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {بعذاب واقع} قال: يقع في الآخرة قولهم في الدنيا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك هو النضر بن
الحارث.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال: {سأل سائل بعذاب واقع} فقال الناس: على من يقع العذاب فأنزل الله {للكافرين ليس له دافع}.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {سأل سائل} قال: دعا داع وفي قوله: {بعذاب واقع} قال: يقع في الآخرة وهو قولهم: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: رجل من عبد برار ويقال له الحارث بن علقمة: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فقال الله: (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب) (سورة ص الآية 86) وقال الله: (ولقد جئتمونا فرادى) (سورة الأنعام الآية 94) وقال الله: {سأل سائل بعذاب واقع} هو الذي قال: إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر وهو الذي قال: (ربنا عجل لنا قطنا) وهو الذي سأل عذابا هو واقع به.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {سأل سائل} قال: سأل واد في جهنم). [الدر المنثور: 14 / 684-686]

تفسير قوله تعالى: (لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بعذابٍ واقعٍ}. يقول: سأل بعذابٍ للكافرين واجبٍ لهم يوم القيامة واقعٍ بهم. ومعنى {للكافرين} على الكافرين.
- كالّذي: حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين}. يقول: واقعٍ على الكافرين.
واللاّم في قوله: {للكافرين} من صلة الواقع.
وقوله: {ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج}. يقول تعالى ذكره: ليس للعذاب الواقع على الكافرين من اللّه دافعٌ يدفعه عنهم). [جامع البيان: 23 / 250]

تفسير قوله تعالى: (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذي المعارج}. يعني: ذا العلوّ والدّرجات والفواضل والنّعم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ذي المعارج}. يقول: العلوّ والفواضل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من اللّه ذي المعارج}: ذي الفواضل والنّعم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {من اللّه ذي المعارج}. قال: معارج السّماء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ذي المعارج}. قال: اللّه ذو المعارج.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ذي المعارج}. قال: ذي الدّرجات). [جامع البيان: 23 / 250-251]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن سفيان الثّوريّ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج} [المعارج: 2] ذي الدّرجات {سأل سائلٌ} [المعارج: 1] قال: هو النّضر بن الحارث بن كلدة قال: «اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، فأمطر علينا حجارةً من السّماء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي العلو والفواضل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله: {ذي المعارج} قال: معارج السماء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ذي المعارج} قال: ذي الفضائل والنعم.
وأخرج أحمد، وابن خزيمة عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يقول: لبيك ذي المعارج فقال: إنه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك). [الدر المنثور: 14 / 686]

تفسير قوله تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن أبي نجيح عن وهب بن منبه في قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال هو ما بين أسفل الأرض إلى العرش). [تفسير عبد الرزاق: 2/315]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال معمر وأخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قالا الدنيا من أولها إلى أخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي إلا الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/316]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة في قوله تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال هو يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/316]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال ما طول يوم القيامة على المؤمن إلا ما بين الظهر إلى العصر). [تفسير عبد الرزاق: 2/316]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: قال رسول الله إن طول نهار يوم القيامة على المؤمن مثل صلاة صلاها في الدنيا فأكملها وأحسنها). [تفسير عبد الرزاق: 2/316]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وحدثني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جبينه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: حدّثني سهيلٌ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ما من رجلٍ لا يؤدّي زكاة ماله إلّا جعل يوم القيامة شجاعًا من نارٍ، فيكوى بها جبهته وجبينه وظهره {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} [المعارج: 4] حتّى يقضى بين النّاس "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والرّوح، وهو جبريل عليه السّلام إليه، يعني إلى اللّه جلّ وعزّ؛ والهاء في قوله: {إليه} عائدةٌ على اسم اللّه. {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يومٍ لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنةٍ، وذلك أنّها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السّابعة إلى منتهى أمره من فوق السّموات السّبع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّام بن سلمٍ، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السّموات مقدار خمسين ألف سنةٍ؛ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ، يعني بذلك نزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ، فذلك مقداره ألف سنةٍ، لأنّ ما بين السّماء إلى الأرض، مسيرة خمسمائة عامٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ}. يفرغ فيه من القضاء بين خلقه، كان قدر ذلك اليوم الّذي فرغ فيه من القضاء بينهم قدر خمسين ألف سنةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. قال: في يومٍ واحدٍ يفرغ في ذلك اليوم من القضاء، كقدر خمسين ألف سنةٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سماكٍ، عن عكرمة، {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. قال: يوم القيامة.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة في هذه الآية {خمسين ألف سنةٍ}. قال: يوم القيامة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}: ذاكم يوم القيامة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال معمرٌ: وبلغني أيضًا، عن عكرمة، في قوله: {مقداره خمسين ألف سنةٍ}: لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلاّ اللّه.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. فهذا يوم القيامة، جعله اللّه على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. يعني: يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. قال: هذا يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ، درّاجًا حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، أنّه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}. ما أطول هذا. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من الصّلاة المكتوبة يصلّيها في الدّنيا.
قد روي عن ابن عبّاسٍ في ذلك غير القول الّذي ذكرنا عنه.
- وذلك ما: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، أنّ رجلاً سأل ابن عبّاسٍ عن {يومٍ كان مقداره ألف سنةٍ}. فقال: فما {يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}؟ قال: إنّما سألتك لتخبرني، قال: هما يومان ذكرهما اللّه في القرآن، اللّه أعلم بهما. فكره أن يقول في كتاب اللّه ما لا يعلم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن يومٍ كان مقداره ألف سنةٍ، قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتخبرني، فقال: هما يومان ذكرهما اللّه جلّ وعزّ، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم.
وقرأت عامّة قرّاء الأمصار قوله: {تعرج الملائكة والرّوح} بالتّاء، خلا الكسائيّ، فإنّه كان يقرأ ذلك بالياء بخبرٍ كان يرويه عن ابن مسعودٍ أنّه قرأ ذلك كذلك.
والصّواب من قراءة ذلك عندنا ما عليه قرأة الأمصار، وهو بالتّاء لإجماع الحجّة من القرأة عليه). [جامع البيان: 23 / 251-254]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله كان مقداره خمسين ألف سنة يقول لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة في أيامكم قال يعني يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 2/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {تعرج الملائكة} بالتاء.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق رضي الله عنه قال: كان عبد الله يقرأ يعرج الملائكة بالياء.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سموات {مقداره خمسين ألف سنة} ويوم كان مقداره ألف سنة يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: غلظ كل أرض خمسمائة عام فذلك أربعة عشر ألف عام وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام فذلك قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} قال: هذا في الدنيا {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} وفي قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال: لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم قال: يعني يوم القيامة.
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال: سأل رجل ابن عباس رضي الله عنهما ما هؤلاء الآيات {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} قال: يوم القيامة حساب خمسين ألف سنة وخلق السموات والأرض في ستة أيام كل يوم ألف سنة ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه {في يوم كان مقداره ألف سنة} قال: ذلك مقدار المسير.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قالا: هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: هو ما بين أسفل الأرض إلى العرش.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال: ذلك يوم القيامة.
وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن جرير، وابن حبان والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ما أطول هذا اليوم فقال: والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال: قدر يوم القيامة على المؤمن قدر ما بين الظهر إلى العصر.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: يشتد كرب يوم القيامة حتى يلجم الكافر العرق قيل: فأين المؤمنون يومئذ قال: يوضع لهم كراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام ويقصر ذلك اليوم عليهم ويهون حتى يكون كيوم من أيامكم هذه.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: يكون عليهم كصلاة المكتوبة.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال: ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين إلا كقدر ما بين الظهر إلى العصر). [الدر المنثور: 14 / 687-690]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاصبر صبرًا جميلاً}. يقول تعالى ذكره: فاصبر يا محمّد {صبرًا جميلاً}، يعني: صبرًا لا جزع فيه. يقول له: اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربّك أن تبلّغهم من الرّسالة.
وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما:
- حدّثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فاصبر صبرًا جميلاً}. قال: هذا حين كان يأمره بالعفو عنهم لا يكافئهم، فلمّا أمر بالجهاد والغلظة عليهم أمر بالشّدّة والقتل حتّى يتركوا، ونسخ هذا.
وهذا الّذي قاله ابن زيدٍ أنّه كان أمر بالعفو بهذه الآية، ثمّ نسخ ذلك قولٌ لا وجه له، لأنّه لا دلالة على صحّة ما قال من بعض الأوجه الّتي تصحّ منها الدّعاوي، وليس في أمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الصّبر الجميل على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمرًا منه له به في بعض الأحوال، بل كان ذلك أمرًا من اللّه له به في كلّ الأحوال، لأنّه لم يزل صلّى اللّه عليه وسلّم من لدن بعثه اللّه إلى أن اخترمه في أذًى منهم، وهو في كلّ ذلك صابرٌ على ما يلقى منهم من أذًى قبل أن يأذن اللّه له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك). [جامع البيان: 23 / 255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {صبرا جميلا} قال: لا تشكو إلى أحد غيره.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الأعلى بن الحجاج في قوله: {فاصبر صبرا جميلا} يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو). [الدر المنثور: 14 / 690]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّهم يرونه بعيدًا (6) ونراه قريبًا (7) يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ هؤلاء المشركين يرون العذاب الّذي سألوا عنه، الواقع عليهم بعيدًا وقوعه، وإنّما أخبر جلّ ثناؤه أنّهم يرون ذلك بعيدًا، لأنّهم كانوا لا يصدّقون به، وينكرون البعث بعد الممات، والثّواب والعقاب، فقال: إنّهم يرونه غير واقعٍ، ونحن نراه قريبًا، لأنّه كائنٌ، وكلّ ما هو آتٍ قريبٌ.
والهاء والميم من قوله: {إنّهم} من ذكر الكافرين، والهاء من قوله: {يرونه} من ذكر العذاب). [جامع البيان: 23 / 255-256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 6 - 18
أخرج عبد بن حميد عن الأعمش رضي الله عنه {إنهم يرونه بعيدا} قال: الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إنهم يرونه بعيدا} قال: بتكذيبهم {ونراه قريبا} قال: صدقا كائنا). [الدر المنثور: 14 / 690]

تفسير قوله تعالى: (وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّهم يرونه بعيدًا (6) ونراه قريبًا (7) يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ هؤلاء المشركين يرون العذاب الّذي سألوا عنه، الواقع عليهم بعيدًا وقوعه، وإنّما أخبر جلّ ثناؤه أنّهم يرون ذلك بعيدًا، لأنّهم كانوا لا يصدّقون به، وينكرون البعث بعد الممات، والثّواب والعقاب، فقال: إنّهم يرونه غير واقعٍ، ونحن نراه قريبًا، لأنّه كائنٌ، وكلّ ما هو آتٍ قريبٌ). [جامع البيان: 23 / 255-256] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إنهم يرونه بعيدا} قال: بتكذيبهم {ونراه قريبا} قال: صدقا كائنا). [الدر المنثور: 14 / 690] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:17 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله: {سأل سائلٌ...}.دعا داعٍ بعذاب واقع، وهو: النضر [بن الحارث] بن كلدة، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فأسر يوم بدر، فقتل صبرا هو وعقبة). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بعذابٍ واقعٍ...} يريد: للكافرين، والواقع من نعت العذاب. واللام التي في الكافرين دخلت للعذاب لا للواقع). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سأل سائلٌ}: سأل سائل. أي دعا داع ، {بعذابٍ واقعٍ للكافرين ليس له دافعٌ من اللّه ذي المعارج}).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {سأل سائل بعذاب واقع (1)} وقرئ سال بغير همز، يقال:. سالت اسال، وسلت أسال، والرجلان يتساءلان ويتساولان بمعنى واحد.والتأويل دعا داع بعذاب واقع.وذلك كقولهم: (اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم (32).وقيل معنى سأل سائل بعذاب، أي عن عذاب واقع، فالجواب قوله: (للكافرين ليس له دافع).
أي يقع بالكافرين، وقيل إن سال سايل بغير همز، سايل واد في جهنم). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) :
( (بعذاب واقع) أي: عن عذاب واقع). [ياقوتة الصراط: 529]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَأَلَ سَائِلٌ} أي دعا داعٍ، وقيل: معناه سأل الكافر عن عذاب واقع بهم، وتصديقه قوله تعالى حكاية عن الكفار: {إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ.....} الآية فرغبوا في العذاب وقيل: هو من السيل، والمعنى: سال وادي جهنم بعذاب واقع على الكافرين له دافع له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278-279]

تفسير قوله تعالى:{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ذي المعارج...}.من صفة الله عز وجل؛ لأن الملائكة تعرج إلى الله عز وجل، فوصف نفسه بذلك). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ من اللّه ذي المعارج} يريد: معارج الملائكة.وأصل «المعارج»: الدّرج، وهو من «عرج»: إذا صعد).[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من اللّه ذي المعارج (3)} قيل معارج الملائكة،. وقيل ذي الفواصل). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَعَارِج} يريد معارج الملائكة، وأصله الدَرَج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ...}.يقول: لو صعد غير الملائكة لصعدوا في قدر خمسين ألف سنة، وأما (يعرج)، فالقراء مجتمعون على التاء، وذكر بعض المشيخة عن زهير عن أبي إسحاق الهمداني قال: قرأ عبد الله "يعرج" بالياء وقال الأعمش: ما سمعت أحداً يقرؤها إلا بالتاء. وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (4)} جاء في التفسير أنه يوم القيامة، وجاء أيضا أن مقداره لو تكلفتموه خمسون ألف سنة، والملائكة تعرج في كل يوم واحد.وقرئت: تعرج [معاني القرآن: 5/219]
الملائكة، ويعرج الملائكة.وقيل منذ أول أيام الدنيا إلى انقضائها خمسون ألف سنة.وجائز أن يكون " في يوم " من صلة " واقع "، فيكون المعنى سأل سائل بعذاب واقع في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. وذلك العذاب يقع في يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/220]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فاصبر صبرا جميلا} هذا يدل على أن ذلك قبل أن يؤمر النبي عليه السلام بالقتال). [معاني القرآن: 5/220]
016

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّهم يرونه بعيداً...}.يريد: البعث، ونراه نحن قريباً؛ لأن كلّ ما هو آت: قريب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)} يرونه بعيدا عندهم كأنهم يستبعدونه على جهة الإحالة، كما تقول لمناظرك: هذا بعيد لا يكون). [معاني القرآن: 5/220]

تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ونراه قريبا (7)} أي صحيحا يقرب فهم مثله بما دل اللّه على يوم البعث بقوله: (قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة).وما أشبه هذا من الاحتجاجات في البعث). [معاني القرآن: 5/220]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:18 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) }

تفسير قوله تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) }

تفسير قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) }

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ (4) فاصبر صبراً جميلاً (5) إنّهم يرونه بعيداً (6) ونراه قريباً (7) يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسئل حميمٌ حميماً (10) يبصّرونهم
قرأ جمهور السبعة: «سأل» بهمزة مخففة، قالوا والمعنى: دعا داع، والإشارة إلى من قال من قريش: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء [الأنفال: 32]. وروي أن قائل ذلك النضر بن الحارث، وإلى من قال: ربّنا عجّل لنا قطّنا [ص: 16]، ونحو هذا، وقال بعضهم المعنى: بحث باحث، واستفهم مستفهم، قالوا والإشارة إلى قول قريش: متى هذا الوعد؟ وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة، فأما من قال استفهم مستفهم فالباء توصل توصيل عن، كأنه قال عن عذاب، وهذا كقول علقمة بن عبدة: [الطويل]
فإن تسألوني بالنساء فإنني = بصير بأدواء النساء طبيب
وقرأ نافع بن عامر: «سال سائل» ساكنة الألف، واختلفت القراءة بها، فقال بعضهم: هي «سأل» المهموزة، إلا أن الهمزة سهلت كما قال
... ... ... ... = ... ... لا هناك المرتع
ونحو ذلك. وقال بعض هي لغة من يقول سلت أسأل، ويتساولون، وهي بلغة مشهورة حكاها سيبويه، فتجيء الألف منقلبة من الواو التي هي عين كقال وحاق، وأما قول الشاعر [حسان بن ثابت]: [البسيط]
سالت هذيل رسول الله فاحشة = ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب
فإن سيبويه قال: هو على لغة تسهيل الهمزة. وقال غيره: هو على لغة من قال: سلت، وقال بعضهم في الآية: هو من سال يسيل: إذا جرى وليست من معنى السؤال، قال زيد بن ثابت: في جهنم واد يسمى سايلا، والاخبار هاهنا عنه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل إن لم يصح أمر الوادي أن يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له لفظ السيل لما عهد من نفوذ السيل وتصميمه، وقرأ ابن عباس: «سال سيل» بسكون الياء، وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود: «سال سال» مثل قال قال، ألقيت الياء من الخط تخفيفا، والمراد «سائل». وسؤال الكفار عن العذاب حسب قراءة الجماعة إنما كان على أنه كذب. فوصفه الله تعالى بأنه واقعٍ وعيدا لهم). [المحرر الوجيز: 8/ 399-401]

تفسير قوله تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: للكافرين. قال بعض النحويين: اللام توصل المعنى توصيل «على». وروي أنه في مصحف أبي بن كعب: «على الكافرين»، وقال قتادة والحسن المعنى: كأن قائلا قال لمن هذا العذاب الواقع؟ فقيل للكافرين). [المحرر الوجيز: 8/ 401]

تفسير قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والمعارج في اللغة الدرج في الأجرام، وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة، قاله قتادة وابن عباس. وقال ابن عباس: المعارج السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء. وقال الحسن: هي المراقي إلى السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 401]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: تعرج الملائكة معناه: تصعد على أصل اللفظة في اللغة. والرّوح عند جمهور العلماء: هو جبريل عليه السلام خصصه بالذكر تشريفا. وقال مجاهد: الرّوح ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. وقال بعض المفسرين: هو اسم الجنس في أرواح الحيوان.
واختلف المتأولون في قوله تعالى: في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ. فقال منذر بن سعيد وجماعة من الحذاق: المعنى تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ من أيامكم هذه مقدار المسافة أن لو عرجها آدمي خمسون ألف سنة، وقاله ابن إسحاق فمن جعل «الروح» جبريل أو نوعا من الملائكة قال: المسافة هي من قعر الأرض السابعة إلى العرش، قاله مجاهد. ومن جعل «الروح» جنس الحيوان قال المسافة من وجه هذه الأرض إلى منتهى العرش علوا، قاله وهب بن منبه. وقال قوم المعنى: تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره في نفسه خمسين ألف سنةٍ من أيامكم، ثم اختلفوا في تعيين ذلك اليوم، فقال عكرمة والحكم: أراد مدة الدنيا فإنها خمسون ألف سنة، لا يدري أحد ما مضى منها ولا ما بقي، فالمعنى تعرج الملائكة والرّوح إليه في مدة الدنيا، وبقاء هذه البنية ويتمكن على هذا في «الروح» أن يكون جنس أرواح الحيوان، وقال ابن عباس وغيره: بل اليوم المشار إليه يوم القيامة ثم اختلفوا، فقال بعضهم قدره في الطول قدر خمسين ألف سنة، وهذا هو ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له صفائح من نار يوم القيامة، تكوى بها جبهته وظهره وجنباه في يوم كان مقداره ألف سنة». وقال ابن عباس وأبو سعيد الخدري: بل قدره في هوله وشدته ورزاياه للكفار قدر خمسين ألف سنةٍ. وهذا كما تقول في اليوم العصيب، إنه كسنة ونحو هذا قال أبو سعيد، قيل يا رسول الله ما أطول يوما مقداره خمسون ألف سنة، فقال: «والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة»، وقال عكرمة: المعنى كان مقدار ما ينقضي فيه من القضايا والحساب قدر ما ينقضي بالعدل في خمسين ألف سنةٍ من أيام الدنيا. وقد ورد في يوم القيامة أنه كألف سنة وهذا يشبه أن يكون في طوائف دون طوائف. والعامل في قوله في يومٍ على قول من قال إنه يوم القيامة قوله من دافعٌ وعلى سائر الأقوال تعرج، وقرأ جمهور القراء: «تعرج» بالتاء من فوق، وقرأ الكسائي وحده: «يعرج» بالياء لأن التأنيث بالياء غير حقيقي، وبالياء من تحت قرأ ابن مسعود لأنه كان يذكر الملائكة وهي قراءة الأعمش). [المحرر الوجيز: 8/ 401-403]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه بالصبر الجميل، وهو الذي لا يلحقه عيب من فشل ولا تشكك ولا قلة رضى ولا غير ذلك. والأمر بالصبر الجميل محكم في كل حالة، وقد نزلت هذه الآية قبل الأمر بالقتال). [المحرر الوجيز: 8/ 403]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّهم يرونه بعيداً يعني يوم القيامة لأنهم يكذبون به، فهو في غاية البعد عندهم، والله تعالى يراه قريباً من حيث هو واقع وآت وكل آت قريب. وقال بعض المفسرين: الضمير في يرونه عائد على العذاب). [المحرر الوجيز: 8/ 403]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ (4) فاصبر صبرًا جميلًا (5) إنّهم يرونه بعيدًا (6) ونراه قريبًا (7) }
{سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} فيه تضمينٌ دلّ عليه حرف "الباء"، كأنّه مقدر: يستعجل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ. كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده} أي: وعذابه واقعٌ لا محالة.
قال النّسائيّ: حدّثنا بشر بن خالدٍ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: النّضر بن الحارث بن كلدة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ في قوله: تعالى {سأل سائلٌ} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32].
وقال ابن زيدٍ وغيره: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} أي: وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب. وهذا القول ضعيفٌ، بعيدٌ عن المراد. والصّحيح الأوّل لدلالة السّياق عليه.
وقوله: {واقعٍ للكافرين} أي: مرصد معدّ للكافرين.
وقال ابن عبّاسٍ: {واقعٍ} جاءٍ {ليس له دافعٌ} أي: لا دافع له إذا أراد اللّه كونه؛ ولهذا قال {من اللّه ذي المعارج}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]

تفسير قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من اللّه ذي المعارج} قال الثّوريّ، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ذي المعارج} قال: ذو الدّرجات.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ذي المعارج} يعني: العلوّ والفواضل.
وقال مجاهدٌ: {ذي المعارج} معارج السّماء. وقال قتادة: ذي الفواضل والنّعم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه} قال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة: {تعرج} تصعد.
وأمّا الرّوح فقال أبو صالحٍ: هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا.
قلت: ويحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ. ويحتمل أن يكون اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء، كما دلّ عليه حديث البراء. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث المنهال، عن زاذان، عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ في حديث أبي هريرة فيما تقدّم من رواية الإمام أحمد والتّرمذيّ وابن ماجه، من طريق ابن أبي ذئبٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عنه وهذا إسنادٌ رجاله على شرط الجماعة، وقد بسطنا لفظه عند قوله تعالى: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضلّ اللّه الظّالمين ويفعل اللّه ما يشاء} [إبراهيم: 27].
وقوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} فيه أربعة أقوالٍ:
أحدهما: أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي في وسط الأرض السّابعة. وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ، وأنّه من ياقوتةٍ حمراء، كما ذكره ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش. وقد قال ابن أبي حاتمٍ عند هذه الآية:حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
وقد رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن حكّام بن سلمٍ، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قوله، لم يذكر ابن عبّاسٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا نوحٌ المؤدّب، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}
القول الثّاني: أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة، قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أبو زرعة، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ -وعن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، وهو قولٌ غريبٍ جدًّا. قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا بهلول بن المورق حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن كعبٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة.
القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة، قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: يوم القيامة. هذا وإسناده صحيحٌ. ورواه الثّوريّ عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} يوم القيامة. وكذا قال الضّحّاك، وابن زيدٍ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ.
وقد وردت أحاديث في معنى ذلك، قال الإمام أحمد:
حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".
ورواه ابن جريرٍ، عن يونس، عن ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، به إلّا أنّ درّاجا وشيخه ضعيفان، واللّه أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي عمرٍو الغداني قال: كنت عند أبي هريرة فمرّ رجلٌ من بني عامر بن صعصعة، فقيل له: هذا أكثر عامريٍّ مالًا. فقال أبو هريرة: ردّوه فقال: نبّئت أنّك ذو مالٍ كثيرٍ؟ فقال العامريّ: إي واللّه، إنّ لي لمائةً حمرًا ومائة أدمًا، حتّى عدّ من ألوان الإبل، وأفنان الرقيق، ورباط الخيل فقال أبو هريرة: إيّاك وأخفاف الإبل وأظلاف النّعم -يردّد ذلك عليه، حتّى جعل لون العامريّ يتغيّر-فقال: ما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "من كانت له إبلٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها -قلنا يا رسول اللّه: ما نجدتها ورسلها؟ قال: "في عسرها ويسرها-" فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره، حتّى يبطح لها بقاعٍ قرقر، فتطؤه بأخفافها، فإذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ، حتّى يقضى بين النّاس فيرى سبيله، وإذا كانت له بقرٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها، فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره ثم يبطح لها بقاعٍ قرقر فتطؤه كلّ ذات ظلفٍ بظلفها، وتنطحه كلّ ذات قرنٍ بقرنها، إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ حتّى يقضى بين النّاس فيرى سبيله. وإذا كانت له غنمٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها، فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأسمنه وآشره، حتّى يبطح لها بقاعٍ قرقر، فتطؤه كلّ ذات ظلفٍ بظلفها وتنطحه كلّ ذات قرنٍ بقرنها، ليس فيها عقصاء ولا عضباء، إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ، حتّى يقضى بين النّاس، فيرى سبيله". قال العامريّ: وما حقّ الإبل يا أبا هريرة؟ قال: أن تعطي الكريمة، وتمنح الغزيرة، وتفقر الظّهر، وتسقي اللّبن وتطرق الفحل.
وقد رواه أبو داود من حديث شعبة، والنّسائيّ من حديث سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
طريقٌ أخرى لهذا الحديث: قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو كاملٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار". وذكر بقيّة الحديث في الغنم والإبل كما تقدّم، وفيه: "الخيل الثلاثة؛ لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلىرجلٍ وزرٌ" إلى آخره.
ورواه مسلمٌ في صحيحه بتمامه منفردًا به دون البخاريّ، من حديث سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة وموضع استقصاء طرقه وألفاظه في كتاب الزّكاة في "الأحكام"، والغرض من إيراده هاهنا قوله: "حتّى يحكم اللّه بين عباده، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ".
وقد روى ابن جريرٍ عن يعقوب عن ابن عليّة وعبد الوهّاب، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة قال: سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 221-224]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فاصبر صبرًا جميلا} أي: اصبر يا محمّد على تكذيب قومك لك، واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه، كقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} [الشّورى: 18]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال: {إنّهم يرونه بعيدًا} أي: وقوع العذاب وقيام السّاعة يراه الكفرة بعيد الوقوع، بمعنى مستحيل الوقوع). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونراه قريبًا} أي: المؤمنون يعتقدون كونه قريبًا، وإن كان له أمدٌ لا يعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ، لكن كلّ ما هو آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة