تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه أنزل من السّماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها، إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يسمعون}.
يقول تعالى ذكره منبّه خلقه على حججه عليهم في توحيده، وأنّه لا تنبغي الألوهة إلاّ له، ولا تصلح العبادة لشيءٍ سواه: أيّها النّاس، ومعبودكم الّذي له العبادة دون كلّ شيءٍ، {أنزل من السّماء ماءً} يعني: مطرًا، يقول: فأنبت بما أنزل من ذلك الماء من السّماء الأرض الميتة الّتي لا زرع بها، ولا عشب، ولا تنبت، {بعد موتها} بعد ما هي ميتةٌ لا شيء فيها. {إنّ في ذلك لآيةً}. يقول تعالى ذكره: إنّ في إحيائنا الأرض بعد موتها بما أنزلنا من السّماء من ماءٍ لدليلاً واضحًا وحجّةً قاطعةً عذر من فكّر فيه {لقومٍ يسمعون} يقول: لقومٍ يسمعون هذا القول فيتدبّرونه ويعقلونه، ويطيعون اللّه بما دلّهم عليه). [جامع البيان: 14/269]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الأنعام لعبرةً} [النحل: 66] : " وهي تؤنّث وتذكّر، وكذلك: النّعم الأنعام جماعة النّعم "). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأنعام لعبرةً هي تؤنّث وتذكّر وكذلك النّعم الأنعام جماعة النّعم قال أبو عبيدة في قوله وإنّ لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه فذكّر وأنّث فقيل الأنعام تذكّر وتؤنّث وقيل المعنى على النّعم فهي تذكّر وتؤنّث والعرب تظهر الشّيء ثمّ تخبر عنه بما هو منه بسبب وأن لم يظهروه كقول الشّاعر قبائلنا سبعٌ وأنتم ثلاثةٌ وللسّبع أولى من ثلاثٍ وأطيب أي ثلاثةٍ أحياءٍ ثمّ قال من ثلاثٍ أي قبائل انتهى وأنكر الفرّاء تأنيث النّعم وقال إنّما يقال هذا نعمٌ ويجمع على نعمان بضمّ أوّله مثل حملٍ وحملان). [فتح الباري: 8/386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأنعام لعبرةً وهي تؤنّث وتذكّر وكذلك النّعم للأنعام جماعة النّعم
أشار به إلى قوله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم ممّا في بطونه} (النّحل: 66) قوله: (لعبرة) ، أي: لعظة. قوله: (نسقيكم) ، قرىء بفتح النّون وضمّها، قيل: هما لغتان، وقال الكسائي، تقول العرب: أسقيته لبنًا إذا جعلته له سقيا دائما، فإذا أرادوا أنهم أعطوه شربة قالوا: سقيناه. قوله: {ممّا في بطونه} ولم يقل: بطونها، لأن الأنعام والنعم واحد، ولفظ: النعم، مذكّر قاله الفراء، فباعتبار ذلك ذكّر الضّمير. قوله: (وهي) ، أي: الأنعام تؤنث وتذكر. قوله: (وكذلك النعم) ، أي: يذكر ويؤنث، وقد ذكرنا الآن عن الفراء أن النعم مذكّر ويجمع على أنعام وهي الإبل والبقر والغنم). [عمدة القاري: 19/16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {وإن لكم في} ({الأنعام لعبرة}) [النحل: 66]. (وهي) أي الأنعام (تؤنث وتذكر وكذلك النعم) تذكر وتؤنث (الأنعام) هي (جماعة النعم) ولغير أبي ذر وكذلك النعم للأنعام بحرف الجر جماعة النعم ومعنى لعبرة أي دلالة يعبر بها من الجهل إلى العلم وذكر الضمير ووحده هنا في قوله: {نسقيكم مما في بطونه} [النحل: 66] للفظ وأنثه في سورة المؤمنين للمعنى فإن الأنعام اسم جمع ولذلك عده سيبويه في المفردات المبنية على أفعال كأخلاق، ومن قال إنه جمع نعم جعل الضمير للبعض فإن اللبن لبعضها دون جميعها أو لواحده أو له على المعنى فإن المراد به الجنس قاله في الأنوار). [إرشاد الساري: 7/196-197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ لكم في الأنعام لعبرةً نسقيكم ممّا في بطونه من بين فرثٍ ودمٍ لبنا خالصًا سائغًا للشّاربين}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ لكم أيّها النّاس لعظةً في الأنعام الّتي نسقيكم ممّا في بطونه.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {نسقيكم} فقرأته عامّة أهل مكّة والعراق والكوفة والبصرة، سوى عاصمٍ، ومن أهل المدينة أبو جعفرٍ: {نسقيكم} بضمّ النّون، بمعنى: أنّه أسقاهم شرابًا دائمًا، وكان الكسائيّ يقول: العرب تقول: أسقيناهم نهرًا وأسقيناهم لبنًا: إذا جعله له شربًا دائمًا، فإذا أرادوا أنّهم أعطوه شربةً قالوا: سقيناهم، فنحن نسقيهم بغير ألفٍ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة سوى أبي جعفرٍ، ومن أهل العراق عاصمٌ: ( نسقيكم ) بفتح النّون من سقاه اللّه فهو يسقيه، والعرب قد تدخل الألف فيما كان من السّقي غير دائمٍ وتنزعها فيما كان دائمًا، وإن كان أشهر الكلامين عندها ما قال الكسائيّ، يدلّ على ما قلنا من ذلك، قول لبيدٍ في صفة سحابٍ:
سقى قومي بني مجدٍ وأسقى = نميرًا والقبائل من هلال
فجمع اللّغتين كلتيهما في معنًى واحدٍ
فإذا كان ذلك كذلك، فبأيّة القراءتين قرأ القارئ فمصيبٌ، غير أنّ أعجب القراءتين إليّ قراءة ضمّ النّون لما ذكرت من أنّ أكثر الكلامين عند العرب فيما كان دائمًا من السّقي أسقى بالألف فهو يسقي، وأن ما أسقى اللّه عباده من بطون الأنعام فدائمٌ لهم غير منقطعٍ عنهم
وأمّا قوله: {ممّا في بطونه} وقد ذكر الأنعام قبل ذلك، وهي جمعٌ والهاء في البطون موحّدةٌ، فإنّ لأهل العربيّة في ذلك أقوالاً، فكان بعض نحويّي الكوفة يقول: النّعم والأنعام شيءٌ واحدٌ، لأنّهما جميعًا جمعان، فردّ الكلام في قوله: {ممّا في بطونه} إلى التّذكير مرادًا به معنى النّعم، إذ كان يؤدّي عن الأنعام، ويستشهد لقول ذلك برجز بعض الأعراب:
إذا رأيت أنجمًا من الأسد
جبهته أو الخراة والكتد
بال سهيلٌ في الفضيخ ففسد
وطاب ألبان اللّقاح فبرد
ويقول: رجع بقوله: " فبرد " إلى معنى اللّبن، لأنّ اللّبن والألبان يكون في معنًى واحدٍ
وفي تذكير النّعم قول الآخر:
أكلّ عامٍ نعمٌ تحوونه
يلقحه قومٌ وتنتجونه
فذكّر النّعم
وكان غيره منهم يقول: إنّما قال: {ممّا في بطونه} لأنّه أراد: ممّا في بطون ما ذكرنا، وينشد في ذلك رجزًا لبعضهم:
مثل الفراخ نتّفت حواصله
وقول الأسود بن يعفر:
إنّ المنيّة والحتوف كلاهما = يوفي المخارم يرقبان سوادي
فقال: " كلاهما "، ولم يقل: " كلتاهما "، وقول الصّلتان العبديّ:
إنّ السّماحة والمروءة ضمّنا = قبرًا بمرو على الطّريق الواضح
وقول الآخر:
وعفراء أدنى النّاس منّي مودّةً = وعفراء عنّي المعرض المتواني
ولم يقل: المعرضة المتوانية، وقول الآخر:
إذ النّاس ناسٌ والبلاد بغبطةٍ = وإذ أمّ عمّارٍ صديقٌ مساعف
ويقول: كلّ ذلك على معنى هذا الشّيء وهذا الشّخص والسّواد،
وما أشبه ذلك ويقول: من ذلك قول اللّه تعالى ذكره: {فلمّا رأى الشّمس بازغةً قال هذا ربّي}، بمعنى: هذا الشّيء الطّالع، وقوله: {كلاّ إنّها تذكرةٌ. فمن شاء ذكره}، ولم يقل ذكرها، لأنّ معناه: فمن شاء ذكر هذا الشّيء، وقوله: {وإنّي مرسلةٌ إليهم بهديّةٍ فناظرةٌ بم يرجع المرسلون فلمّا جاء سليمان} ولم يقل " جاءت ".
وكان بعض البصريّين يقول: قيل: {ممّا في بطونه} لأنّ المعنى: نسقيكم من أيّ الأنعام كان في بطونه ويقول: فيه اللّبن مضمرٌ، يعني أنّه يسقي من أيّها كان ذا لبنٍ، وذلك أنّه ليس لكلّها لبنٌ، وإنّما يسقى من ذوات اللّبن
والقولان الأوّلان أصحّ مخرجًا على كلام العرب من هذا القول الثّالث
وقوله: {من بين فرثٍ ودمٍ لبنًا خالصًا} يقول: نسقيكم لبنًا، نخرجه لكم من بين فرثٍ ودمٍ خالصًا، يقول: خلص من مخالطة الدّم والفرث فلم يختلطا به {سائغًا للشّاربين} يقول: يسوغ لمن شربه فلا يغصّ به كما يغصّ الغاصّ ببعض ما يأكله من الأطعمة، وقيل: إنّه لم يغصّ أحدٌ باللّبن قطّ). [جامع البيان: 14/269-274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده أن رسول الله قال: ما شرب أحد لبنا فشرق أن الله يقول: {لبنا خالصا سائغا للشاربين} ). [الدر المنثور: 9/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن أبي حاتم عن ابن سيرين، أن ابن عباس لبنا فقال له مطرف: ألا تمضمضت فقال: ما أباليه بالة اسمح يسمح لك، فقال قائل: إنه يخرج من بين فرث ودم، فقال ابن عباس: قد قال الله {لبنا خالصا سائغا للشاربين} ). [الدر المنثور: 9/68]
تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال السكر هي خمور الأعاجم ونسخت في سورة المائدة والرزق الحسن ما ينتبذون ويخللونه ويأكلون). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأسود بن قيس عن عمر بن سفيان عن ابن عباس قال سئل عن هذه الآية تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال السكر ما حرم من ثمرها والرزق الحسن ما حل من ثمرها). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأسود بن قيسٍ عن عمرو بن سفيان عن ابن عباس في قوله: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} قال: السّكر ما حرّم من ثمرتها والرّزق الحسن: ما أحلّ من ثمرتها [الآية: 67].
سفيان [الثوري] عن أبي حصينٍ عن سعيد بن جبيرٍ {تتّخذون منه سكرًا ورزقا حسنا} قال: السّكر الحرام والرّزق الحسن: الحلال). [تفسير الثوري: 165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (السّكر ما حرّم من ثمرتها، والرّزق الحسن ما أحلّ اللّه» ). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله السّكر ما حرّم من ثمرتها والرّزق الحسن ما أحلّ وصله الطّبريّ بأسانيد من طريق عمرو بن سفيان عن بن عبّاسٍ مثله وإسناده صحيحٌ وهو عند أبي داود في النّاسخ وصحّحه الحاكم ومن طريق سعيد بن جبيرٍ عنه قال الرّزق الحسن الحلال والسّكر الحرام ومن طريق سعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ مثله وزاد أنّ ذلك كان قبل تحريم الخمر وهو كذلك لأنّ سورة النّحل مكّيّةٌ ومن طريق قتادة السّكر خمر الأعاجم ومن طريق الشّعبيّ وقيل له في قوله تتّخذون منه سكرا أهو هذا الّذي تصنع النّبط قال لا هذا خمرٌ وإنّما السّكر نقيع الزّبيب والرّزق الحسن التّمر والعنب واختار الطّبريّ هذا القول وانتصر له). [فتح الباري: 8/387]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة أن الضياء محمّد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ أخبرهم أنا زاهر بن أبي طاهر أن الحسين بن عبد الملك أخبرهم أنا عبد الرّحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم أنا محمّد بن إبراهيم الديبلي ثنا سعيد بن عبد الرّحمن ثنا سفيان بن عيينة ثنا الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن ابن عبّاس في قوله تعالى 67 النّحل {تتّخذون منه سكرا ورزقًا حسنا} قال السكر ما حرم الله من ثمرها والرزق الحسن ما أحل الله من ثمرها
رواه عبد بن حميد في تفسيره من حديث الثّوريّ وأبو داود في النّاسخ والمنسوخ من حديث زهير بن معاوية كلاهما عن الأسود بن قيس به ومن طريق قبيصة عن الثّوريّ رواه الحاكم في المستدرك
وقال عبد بن حميد أيضا ثنا النّضر بن شميل أنا إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال السكر ما حرم منه والرزق الحسن حلاله). [تغليق التعليق: 4/236-237]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (السّكر ما حرّم من ثمرها والرّزق الحسن ما أحلّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتّخذون منه سكرا ورزقًا حسنا} (النّحل: 67) الآية، وبين السكر بقوله: (ما حرم من ثمرها) أي: من ثمر النخيل والأعناب، ويروى: من ثمرتها، ويروى: ما حرم الله من ثمرها وبين الرزق الحسن المذكور في الآية بقوله: والرزق الحسن ما أحل، أي: الّذي جعل حلالا، ويروى: ما أحل الله، وقال الثّعلبيّ: قال قوم: السكر الخمر، والرزق الحسن الدبس، والتّمر والزّبيب، قالوا: وهذا قبل تحريم الخمر، وإلى هذا ذهب ابن مسعود وابن عمر وسعيد بن جبير وإبراهيم والحسن ومجاهد وابن أبي ليلى والكلبي، وفي رواية عن ابن عبّاس، قال: السكر ما حرم من ثمرتيهما، والرزق الحسن ما أحل من ثمرتيهما، وقال قتادة: أما السكر فخمور هذه الأعاجم، وأما الرزق الحسن فهو ما تنتبذون وما تخللون وتأكلون، قال: ونزلت هذه الآية وما حرمت الخمر يومئذٍ، وإنّما نزل تحريمها بعد في سورة المائدة، وقال الثّعلبيّ: السكر ما شربت، والرزق الحسن ما أكلت، وعن ابن عبّاس: الحبشة يسمون الخمر سكرا). [عمدة القاري: 19/17]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({السكر}) في قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرًا} [النحل: 67] (ما حرم من ثمرتها) أي من ثمرات النخيل والأعناب أي من عصيرهما والسكر مصدر سمي به الخمر يقال: سكر يسكر سكرًا وسكرًا نحو: رشد يرشد رشدًا ورشدًا قال:
وجاؤونا لهم سكر علينا = فأجلى اليوم والسكران صاحي.
(والرزق الحسن) في قوله تعالى: {ورزقًا حسنًا} (ما أحل الله) ولأبي ذر ما أحل بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول وحذف الفاعل للعلم به وهو كالتمر والزبيب والدبس والخل والآية إن كانت سابقة على تحريم الخمر فدالة على كراهتها وإلا فجامعة بين العتاب والمنّة). [إرشاد الساري: 7/197]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {سكرًا ورزقًا حسناً} قال: السّكر: النّبيذ، والرّزق الحسن: الزّبيب). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 96]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا، إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعقلون}.
يقول تعالى ذكره: ولكم أيضًا أيّها النّاس عبرةً فيما نسقيكم من ثمرات النّخيل والأعناب ما {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} مع ما نسقيكم من بطون الأنعام من اللّبن الخارج من بين الفرث والدّم.
وحذف من قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب} الاسم، والمعنى ما وصفت، وهو: ومن ثمرات النّخيل والأعناب ما تتّخذون منه، لدلالة " من " عليه، لأنّ " من " تدخل في الكلام مبعّضةً، فاستغنى بدلالتها ومعرفة السّامعين بما تقتضي من ذكر الاسم معها
وكان بعض نحويّي البصرة يقول في معنى الكلام: ومن ثمرات النّخيل والأعناب شيءٌ تتّخذون منه سكرًا، ويقول: إنّما ذكرت الهاء في قوله: {تتّخذون منه} لأنّه أريد بها الشّيء.
وهو عندنا عائدٌ على المتروك، وهو " ما ".
وقوله: {تتّخذون} من صفة " ما " المتروكة.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} فقال بعضهم: عنى بالسّكر: الخمر، وبالرّزق الحسن: التّمر والزّبيب، وقال: إنّما نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر ثمّ حرّمت بعد
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أيّوب بن جابرٍ الحنفي عن الأسود، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " السّكر: ما حرّم من شرابه، والرّزق الحسن: ما أحلّ من ثمرته ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وسعيد بن الرّبيع الرّازيّ قالا: حدّثنا ابن عيينة، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " الرّزق الحسن: ما أحلّ من ثمرتها، والسّكر: ما حرّم من ثمرتها ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن الأسود، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا الثّوريّ، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ، بنحوه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ قال: حدّثنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ بنحوه
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن الأسود بن قيسٍ قال: سمعت رجلاً يحدّث، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " السّكر: ما حرّم من ثمرتيهما، والرّزق الحسن: ما أحلّ من ثمرتيهما ".
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا الحسن بن صالحٍ، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ، بنحوه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثنا زهير بن معاوية قال: حدّثنا الأسود بن قيسٍ قال: حدّثني عمرو بن سفيان قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول، وذكرت عنده هذه الآية: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " السّكر: ما حرّم منهما، والرّزق الحسن: ما أحلّ منهما "
- حدّثني يونس قال: أخبرنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سفيان البصريّ قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " فأمّا الرّزق الحسن: فما أحلّ من ثمرتهما، وأمّا السّكر: فما حرّم من ثمرتهما "
- حدّثني المثنّى قال: أخبرنا الحمّانيّ قال: حدّثنا شريكٌ، عن الأسود، عن عمرو بن سفيان البصريّ، عن ابن عبّاسٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " السّكر: حرامه، والرّزق الحسن: حلاله "
- حدّثني المثنّى قال: أخبرنا العبّاس بن أبي طالبٍ قال: حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود، عن عمرو بن سفيان، عن ابن عبّاسٍ قال: " السّكر: ما حرّم من ثمرتهما، والرّزق الحسن: ما حلّ من ثمرتهما "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " الرّزق الحسن: الحلال، والسّكر: الحرام ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " ما حرّم من ثمرتهما، وما أحلّ من ثمرتهما "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: " السّكر خمرٌ، والرّزق الحسن الحلال "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن مسعرٍ وسفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: " الرّزق الحسن: الحلال، والسّكر: الحرام ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، بنحوه
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في هذه الآية: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " السّكر: الحرام، والرّزق الحسن: الحلال "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبي رزينٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " نزل هذا وهم يشربون الخمر، فكان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر "
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، والشّعبيّ، وأبي رزينٍ قالوا: " هي منسوخةٌ في هذه الآية: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} ".
- حدّثنا الحسن بن عرفة قال: حدّثنا أبو قطنٍ، عن سعيدٍ، عن المغيرة، عن إبراهيم والشّعبيّ، وأبي رزينٍ بمثله
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " هي منسوخةٌ، نسخها تحريم الخمر "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " ذكر اللّه نعمته في السّكر قبل تحريم الخمر "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، وعوفٌ، عن الحسن، قال: " السّكر: ما حرّم اللّه منه، والرّزق: ما أحلّ اللّه منه "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن الحسن قال: " الرّزق الحسن: الحلال، والسّكر: الحرام "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سلمة، عن الضّحّاك، قال: " الرّزق الحسن: الحلال، والسّكر: الحرام "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن أبي كدينة يحيى بن المهلّب، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: " السّكر: الخمر، والرّزق الحسن: الرّطب والأعناب "
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {تتّخذون منه سكرًا} قال: " هي الخمر قبل أن تحرّم "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تتّخذون منه سكرًا} قال: " الخمر قبل تحريمها، {ورزقًا حسنًا} قال: " طعامًا ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ بنحوه
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} " أمّا السّكر فخمور هذه الأعاجم، وأمّا الرّزق الحسن فما تنتبذون، وما تخلّلون، وما تأكلون، ونزلت هذه الآية ولم تحرّم الخمر يومئذٍ، وإنّما جاء تحريمها بعد ذلك في سورة المائدة ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا عبدة بن سليمان قال: قرأت على ابن أبي عروبة قال: هكذا سمعت قتادة: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} ثمّ ذكر نحو حديث بشرٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {سكرًا} قال: " هي خمور الأعاجم، ونسخت في سورة المائدة، والرّزق الحسن، قال: ما تنتبذون وتخلّلون وتأكلون "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} " وذلك أنّ النّاس كانوا يسمّون الخمر سكرًا، وكانوا يشربونها "، قال ابن عبّاسٍ: " مرّ رجالٌ بوادي السّكران الّذي كانت قريشٌ تجتمع فيه، إذا تلقّوا مسافريهم إذا جاءوا من الشّام، وانطلقوا معهم يشيّعونهم حتّى يبلغوا وادي السّكران ثمّ يرجعوا منه، ثمّ سمّاها اللّه بعد ذلك الخمر حين حرّمت "، وقد كان ابن عبّاسٍ يزعم أنّها الخمر، وكان يزعم أنّ الحبشة يسمّون الخلّ السّكر، قوله: {ورزقًا حسنًا} يعني بذلك: الحلال، التّمر والزّبيب، وما كان حلالاً لا يسكر ".
وقال آخرون: السّكر بمنزلة الخمر في التّحريم وليس بخمرٍ، وقالوا: هو نقيع التّمر والزّبيب إذا اشتدّ وصار يسكر شاربه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، في قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا}، قال ابن عبّاسٍ: " كان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر، والسّكر حرامٌ مثل الخمر، وأمّا الحلال منه، فالزّبيب، والتّمر، والخلّ، ونحوه "
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {تتّخذون منه سكرًا} فحرّم اللّه بعد ذلك، يعني بعد ما أنزل في سورة البقرة من ذكر الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، السّكر مع تحريم الخمر لأنّه منه، قال: {ورزقًا حسنًا} فهو الحلال من الخلّ والنّبيذ وأشباه ذلك، فأقرّه اللّه، وجعله حلالاً للمسلمين "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن موسى، قال: " سألت مرّة عن السّكر، فقال: قال عبد اللّه: " هو خمرٌ "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي فروة، عن أبي عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: " السّكر: خمرٌ "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الهيثم، عن إبراهيم، قال: " السّكر: خمرٌ "
- حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا حسن بن صالحٍ، عن مغيرة، عن إبراهيم، وأبي رزينٍ قالا: " السّكر: خمرٌ "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: " {تتّخذون منه سكرًا} يعني: ما أسكر من العنب والتّمر {ورزقًا حسنًا} يعني: ثمرتها "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " الحلال ما كان على وجه الحلال، حتّى غيّروها فجعلوا منها سكرًا ".
وقال آخرون: السّكر: هو كلّ ما كان حلالاً شربه، كالنّبيذ الحلال، والخلّ، والرّطب، والرب والرّزق الحسن: التّمر والزّبيب
ذكر من قال ذلك
- حدّثني داود الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال أبو روقٍ: حدّثني قال: قلت للشّعبيّ: أرأيت قوله تعالى: {تتّخذون منه سكرًا} أهو هذا السّكر الّذي تصنعه النّبط؟ قال: " لا، هذا خمرٌ، إنّما السّكر الّذي قال اللّه تعالى ذكره: النّبيذ والخلّ، والرّزق الحسن: التّمر والزّبيب ".
- حدّثني يحيى بن داود، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: وذكر مجالدٌ، عن عامرٍ، نحوه
- حدّثني أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا مندلٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " ما كانوا يتّخذون من النّخل النّبيذ، والرّزق الحسن: ما كانوا يصنعون من الزّبيب والتّمر "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا مندلٌ، عن أبي روقٍ، عن الشّعبيّ قال: قلت له: ما {تتّخذون منه سكرًا}؟ قال: " كانوا يصنعون من النّبيذ والخلّ "، قلت: والرّزق الحسن؟ قال: " كانوا يصنعون من التّمر والزّبيب "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: " السّكر: النّبيذ، والرّزق الحسن: التّمر الّذي كان يؤكل ".
وعلى هذا التّأويل، الآية غير منسوخةٍ، بل حكمها ثابتٌ.
وهذا التّأويل عندي هو أولى الأقوال بتأويل هذه الآية، وذلك أنّ السّكر في كلام العرب على أحد أوجهٍ أربعةٍ: أحدها: ما أسكر من الشّراب، والثّاني: ما طعم من الطّعام، كما قال الشّاعر:
جعلت عيب الأكرمين سكرا
أي طعمًا
والثّالث: السّكون، من قول الشّاعر:
وجعلت عين الحرور تسكر
وقد بيّنّا ذلك فيما مضى
والرّابع: المصدر من قولهم: سكر فلانٌ يسكر سكرًا وسكرًا وسكرًا
فإذا كان ذلك كذلك، وكان ما يسكر من الشّراب حرامًا بما قد دلّلنا عليه في كتابنا المسمّى: " لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام " وكان غير جائزٍ لنا أن نقول: هو منسوخٌ، إذ كان المنسوخ هو ما نفى حكمه النّاسخ، وما لا يجوز اجتماع الحكم به وناسخه، ولم يكن في حكم اللّه تعالى ذكره بتحريم الخمر دليلٌ على أنّ السّكر الّذي هو غير الخمر، وغير ما يسكر من الشّراب حرامٌ، إذ كان السّكر أحد معانيه عند العرب، ومن نزل بلسانه القرآن هو كلّ ما طعم، ولم يكن مع ذلك، إذ لم يكن في نفس التّنزيل دليلٌ على أنّه منسوخٌ، أو ورد بأنّه منسوخٌ خبرٌ من الرّسول، ولا أجمعت عليه الأمّة، فوجب القول بما قلنا من أنّ معنى السّكر في هذا الموضع: هو كلّ ما حلّ شربه ممّا يتّخذ من ثمر النّخل والكرم، وفسد أن يكون معناه الخمر أو ما يسكر من الشّراب، وخرج من أن يكون معناه السّكر نفسه، إذ كان السّكر ليس ممّا يتّخذ من النّخل والكرم، ومن أن يكون بمعنى السّكون
وقوله: {إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعقلون} يقول: إن فيما وصفنا لكم من نعمنا الّتي آتيناكم أيّها النّاس من الأنعام والنّخل والكرم، لدلالةٌ واضحةٌ وآيةٌ بيّنةٌ لقومٍ يعقلون عن اللّه حججه، ويفهمون عنه مواعظه فيتّعظون بها). [جامع البيان: 14/284-285]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في الدنيا يقول ليرزقنهم في الدنيا رزقا حسنا كنعان وقومه). [تفسير مجاهد: 347]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال سكر الخمر قبل تحريمها والرزق الحسن طعامه). [تفسير مجاهد: 348]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو النّضر الفقيه، ثنا معاذ بن نجدة القرشيّ، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، عن عمرو بن سليمٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه سئل عن هذه الآية " {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} [النحل: 67] قال: السّكر ما حرّم من ثمرها، والرّزق الحسن ما حلّ من ثمرها «هذا حديثٌ صحيحٌ الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والنحاس، وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} قال: السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما حل من ثمرتها). [الدر المنثور: 9/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: السكر الحرام منه والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه). [الدر المنثور: 9/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: السكر النبيذ والرزق الحسن فنسختها هذه الآية (إنما الخمر والميسر) (المائدة آية 90) ). [الدر المنثور: 9/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه، وابن جرير عن أبي رزين في الآية قال: نزل هذا وهم يشربون الخمر قبل أن ينزل تحريمها). [الدر المنثور: 9/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: السكر الخل والنبيذ وما أشبهه، والرزق الحسن: الثمر والزبيب وما أشبهه). [الدر المنثور: 9/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} قال: فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم الخمر لأنه منه ثم قال: {ورزقا حسنا} فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله حلالا للمسلمين). [الدر المنثور: 9/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} قال: إن الناس يسمون الخمر سكرا وكانوا يشربونها ثم سماها الله بعد ذلك الخمر حين حرمت وكان ابن عباس يزعم أن الحبشة يسمون الخل السكر، وقوله: {ورزقا حسنا} يعني بذلك الحلال التمر والزبيب وكان حلالا لا يسكر). [الدر المنثور: 9/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن عمر أنه سئل عن السكر فقال: الخمر بعينها). [الدر المنثور: 9/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن مسعود قال: السكر خمر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبي وإبراهيم وأبي رزين مثله). [الدر المنثور: 9/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن الأنباري في المصاحف والنحاس عن قتادة في قوله: {تتخذون منه سكرا} قال: خمور الأعاجم ونسخت في سورة المائدة). [الدر المنثور: 9/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال: السكر الحرام والرزق الحسن الحلال). [الدر المنثور: 9/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {تتخذون منه سكرا} قال: ذكر الله نعمته عليهم في الخمر قبل أن يحرمها عليهم). [الدر المنثور: 9/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي في قوله: {تتخذون منه سكرا} قالا: هي منسوخة). [الدر المنثور: 9/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: لكم في العنب أشياء تأكلونه عنبا وتشربونه عصيرا ما لم ييبس وتتخذون منه زبيبا وربا والله أعلم). [الدر المنثور: 9/71-72]
تفسير قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال الحسن في قول الله: {وأوحى ربك إلى النحل}، وقوله: {وإذ أوحيت إلى الحواريين}، {وأوحينا إلى أم موسى}، إلهامٌ ألهمهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/53-54] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى وأوحى ربك إلى النحل قال قذف في أنفسها). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا يحيى بن حكيمٍ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن عدسٍ، عن عمّه أبي رزينٍ العقيليّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثل المؤمن مثل النّحلة، لا تأكل إلّا طيّبًا، ولا تضع إلّا طيّبًا»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/145]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأوحى ربّك إلى النّحل أن اتّخذي من الجبال بيوتًا ومن الشّجر وممّا يعرشون}.
يقول تعالى ذكره: وألهم ربّك يا محمّد النّحل إيحاءً إليها {أن اتّخذي من الجبال بيوتًا، ومن الشّجر وممّا يعرشون} يعني: ممّا يبنون من السّقوف، فرفعوها بالبناء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا مروان، عن إسحاق التّميميّ وهو ابن أبي الصّبّاح، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: {وأوحى ربّك إلى النّحل} قال: " ألهمها إلهامًا "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: بلغني في قوله: {وأوحى ربّك إلى النّحل} قال: " قذف في أنفسها "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو سفيان، عن معمرٍ، عن أصحابه، قوله: {وأوحى ربّك إلى النّحل} قال: " قذف في أنفسها أن اتّخذي من الجبال بيوتًا ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأوحى ربّك إلى النّحل} الآية، قال: " أمرها أن تأكل من الثّمرات، وأمرها أن تتّبع سبل ربّها ذللاً "
وقد بيّنّا معنى الإيحاء واختلاف المختلفين فيه فيما مضى بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، وكذلك معنى قوله: {يعرشون}.
وكان ابن زيدٍ يقول في معنى يعرشون، ما:
- حدّثني به يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يعرشون} قال: " الكرم "). [جامع البيان: 14/286-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 68 - 70.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأوحى ربك إلى النحل} قال: ألهمها). [الدر المنثور: 9/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: النحل دابة أصغر من الجندب ووحيه إليها قذف في قلوبها). [الدر المنثور: 9/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأوحى ربك إلى النحل} قال: ألهمها إلهاما ولم يرسل إليها رسولا). [الدر المنثور: 9/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {وأوحى ربك إلى النحل} قال: أمرها أن تأكل من كل الثمرات وأمرها أن تتبع سبل ربها ذللا). [الدر المنثور: 9/72-73]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذللا قال مطيعة). [تفسير عبد الرزاق: 1/357]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى فيه شفاء للناس قال جاء رجل إلى النبي فأخبره أن أخاه اشتكى بطنه فقال النبي اذهب فاسق أخاك عسلا ثم جاءه فقال ما زاده إلا شدة فقال النبي اذهب فاسق أخاك عسلا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك فسقى له فكأنما نشط من عقال فبرأ). [تفسير عبد الرزاق: 1/357-358]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سبل ربّك ذللًا} [النحل: 69] : «لا يتوعّر عليها مكانٌ سلكته»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سبل ربك ذللا لا يتوعّر عليها مكانٌ سلكته رواه الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ مثله ويتوعّر بالعين المهملة وذللا حال من السّبل أي ذلّلها اللّه لها وهو جمع ذلولٍ قال تعالى جعل لكم الأرض ذلولًا ومن طريق قتادة في قوله تعالى ذللًا أي مطيعةٌ وعلى هذا فقوله ذللًا حالٌ من فاعل اسلكي وانتصاب سبلٍ على الظّرفيّة أو على أنّه مفعولٌ به). [فتح الباري: 8/385]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {يتفيأ ظلاله} {سبل ربك ذللا} لا يتوعر عليها مكان سلكته
قال أبو جعفر الطّبريّ ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 48 النّحل {يتفيأ ظلاله} قال تتميل {فاسلكي سبل ربك ذللا} 69 النّحل قال لا يتوعر عليها مكان سلكته وتقدم تفسير يتفيؤ في كتاب الصّلاة). [تغليق التعليق: 4/235] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: ({فاسلكي سبل ربك ذللًا}) (النحل: 69] قال مجاهد فيما رواه الطبري (لا يتوعر) بالعين المهملة (عليها مكان سلكته) وذللًا جمع ذلول ويجوز أن يكون حالًا من السبل أي ذللها لها الله تعالى كقوله: {جعل لكم الأرض ذلولًا} [الملك: 15] وأن يكون حالًا من فاعل اسلكي أي مطيعة منقادة بمعنى أن أهلها ينقلونها من مكان إلى مكان ولها يعسوب إذا وقف وقفت وإذا سار سارت وانتصاب سبل مفعولًا به أي اسلكي في طلب تلك الثمرات سبل ربك الطرق التي أفهمك وعلمك في عمل العسل أو على الظرفية أي فاسلكي ما أكلت في سبل ربك أي في مسالكه التي تحيل فيها قدرته النور ونحوه عسلًا). [إرشاد الساري: 7/195-196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ كلي من كلّ الثّمرات فاسلكي سبل ربّك ذللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنّاس إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكّرون}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ كلي أيّتها النّحل من الثّمرات، {فاسلكي سبل ربّك} يقول: فاسلكي طرق ربّك {ذللاً} يقول: مذلّلةً لك، والذّلل: جمع ذلولٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى: {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} قال: " لا يتوعّر عليها مكانٌ سلكته ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} قال: " طرقًا ذللاً، قال: " لا يتوعّر عليها مكانٌ سلكته ".
وعلى هذا التّأويل الّذي تأوّله مجاهدٌ، الذّلل من نعت السّبل.
والتّأويل على قوله: {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} الذّلل لك: لا يتوعّر عليك سبيلٌ سلكتيه، ثمّ أسقطت الألف واللاّم فنصب على الحال
وقال آخرون في ذلك بما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} أي مطيعةً "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ذللاً} قال: " مطيعةً "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فاسلكي سبل ربّك ذللاً} قال: " الذّلول الّذي يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه، قال: فهم يخرجون بالنّحل ينتجعون بها ويذهبون وهي تتبعهم، وقرأ: {أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون. وذلّلناها لهم} الآية "
فعلى هذا القول الذّلل من نعت النّحل، وكلا القولين غير بعيدٍ من الصّواب في الصّحّة وجهان مخرّجان، غير أنّا اخترنا أن يكون نعتًا للسّبل لأنّها إليها أقرب
وقوله: {يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه} يقول تعالى ذكره: يخرج من بطون النّحل شرابٌ، وهو العسل، مختلفٌ ألوانه، لأنّ فيها أبيض، وأحمر، وأسحر، وغير ذلك من الألوان
قال أبو جعفرٍ: " أسحر ": ألوانٌ مختلفةٌ مثل أبيض، يضرب إلى الحمرة
وقوله: {فيه شفاءٌ للنّاس} اختلف أهل التّأويل فيما عادت عليه الهاء الّتي في قوله: {فيه}، فقال بعضهم: عادت على القرآن، وهو المراد بها
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا نصر بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {فيه شفاءٌ للنّاس} قال: " في القرآن شفاءٌ ".
وقال آخرون: بل أريد بها العسل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه، فيه شفاءٌ للنّاس} ففيه شفاءٌ كما قال اللّه تعالى من الأدواء، وقد كان ينهى عن تغريق النّحل وعن قتلها "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر أنّ أخاه اشتكى بطنه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " اذهب فاسق أخاك عسلاً " ثمّ جاءه فقال: ما زاده إلاّ شدّةً، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " اذهب فاسق أخاك عسلاً، فقد صدق اللّه وكذب بطن أخيك " فسقاه، فكأنّما نشط من عقالٍ ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنّاس} قال: " جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر نحوه
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: " شفاءان: العسل شفاءٌ من كلّ داءٍ، والقرآن شفاءٌ لما في الصّدور "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: " {فيه شفاءٌ للنّاس} العسل " وهذا القول، أعنّي قول قتادة، أولى بتأويل الآية لأنّ قوله: {فيه} في سياق الخبر عن العسل، فأن تكون الهاء من ذكر العسل، إذ كانت في سياق الخبر عنه أولى من غيره
وقوله: {إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكّرون} يقول تعالى ذكره: إنّ في إخراج اللّه من بطون هذه النّحل: الشّراب المختلف، الّذي هو شفاءٌ للنّاس، لدلالةٌ وحجّةٌ واضحةٌ على من سخّر النّحل وهداها لأكل الثّمرات الّتي تأكل، واتّخاذها البيوت الّتي تنحت من الجبال والشّجر والعروش، وأخرج من بطونها ما أخرج من الشّفاء للنّاس، أنّه الواحد الّذي ليس كمثله شيءٌ، وأنّه لا ينبغي أن يكون له شريكٌ، ولا تصحّ الألوهة إلاّ له). [جامع البيان: 14/287-291]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فاسلكي سبل ربك ذللا يقول لا يتوعر عليها كل مكان سلكته). [تفسير مجاهد: 349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فاسلكي سبل ربك ذللا} قال: طرقا لا يتوعر عليها مكان سلكته). [الدر المنثور: 9/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فاسلكي سبل ربك ذللا} قال: مطيعة). [الدر المنثور: 9/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: الذلول الذي يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه، قال: فهم يخرجون بالنحل وينتجعون بها، ويذهبون وهي تتبعهم، وقرأ {أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم} يس آية 71 - 72 الآية). [الدر المنثور: 9/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فاسلكي سبل ربك ذللا} قال: ذليلة لذلك، وفي قوله: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه} قال: هذا العسل {فيه شفاء للناس} يقول: فيه شفاء الأوجاع التي شفاؤها فيه). [الدر المنثور: 9/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} يعني العسل). [الدر المنثور: 9/73-74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} قال: هو العسل فيه الشفاء وفي القرآن). [الدر المنثور: 9/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن العسل فيه شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور). [الدر المنثور: 9/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن مسعود قال: عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن). [الدر المنثور: 9/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجه، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن). [الدر المنثور: 9/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ قال: الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي). [الدر المنثور: 9/74-75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أخي استطلق بطنه فقال: اسقه عسلا: فسقاه عسلا ثم جاء فقال: ما زاده إلا استطلاقا: قال: اذهب فاسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال: ما زاده إلا استطلاقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه فبرأ). [الدر المنثور: 9/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجه، وابن السني والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء). [الدر المنثور: 9/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الشعب عن عامر بن مالك قال: بعثت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم من وعك كان بي ألتمس منه دواء وشفاء فبعث إلى بعكة من عسل). [الدر المنثور: 9/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج حميد بن زنجويه عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ولا شيئا إلا جعل عليه عسلا حتى الدمل إذا كان به طلاه عسلا فقلنا له: تداوي الدمل بالعسل فقال أليس يقول الله: {فيه شفاء للناس}). [الدر المنثور: 9/75-76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان في شيء شاء ففي شرطة من محجم أو شربة من عسل أو كية بنار تصيب ألما وما أحب أن أكتوى). [الدر المنثور: 9/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حشرم المجمري: أن ملاعب الأسنة عامر بن مالك بعث إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعسل أو بعكة من عسل). [الدر المنثور: 9/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر وقال: مثل المؤمن كمثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا). [الدر المنثور: 9/76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري قال: نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل). [الدر المنثور: 9/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل بلال كمثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله). [الدر المنثور: 9/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم ثم قال: إنما مثل المؤمن كمثل النحلة رتعت فأكلت طيبا ثم سقطت فلم تؤذ ولم تكسر). [الدر المنثور: 9/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع). [الدر المنثور: 9/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد). [الدر المنثور: 9/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر الذباب أربعون يوما والذباب كله في النار إلا النحل). [الدر المنثور: 9/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير أو ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كل الذباب في النار إلا النحل وكان ينهى عن قتلها). [الدر المنثور: 9/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الذباب كلها في النار إلا النحل). [الدر المنثور: 9/78]