التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إن هذا إلّا سحرٌ مفترىً } مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى , يقال : إذا افتعل الرجل من قبله شيئاً: افتريته ).
[مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّنات قالوا ما هذا إلّا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين}
لم يأتوا بحجة يدفعون بها ما ظهر من الآيات إلا أن قالوا إنها سحر , فلما جمع السّحرة بينوا : أن آيات موسى عليه السلام ليست بسحر، فغلب موسى بآيات اللّه وبحجته , كما قال عزّ وجلّ به). [معاني القرآن: 4/145]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلا سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين {36} وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده} [القصص: 36-37] أي: أنّي أنا جئت بالهدى من عنده.
{ومن تكون له عاقبة الدّار} [القصص: 37] دار الآخرة الجنّة.
{إنّه لا يفلح الظّالمون} [القصص: 37] المشركون لا يدخلون الجنّة، والمفلحون هم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/593]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ عاقبة الدّار }: وعاقبة الأمر , أي : آخره). [مجاز القرآن: 2/105]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري} [القصص: 38] تعمّد الكذب، في تفسير الحسن.
{فأوقد لي يا هامان على الطّين} [القصص: 38]، أي: فاطبخ لي آجرًّا فكان أوّل ما عمل الآجرّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/593]
{فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]، أي: فابن لي صرحًا.
{لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين} [القصص: 38] فبنى له صرحًا عاليًا، وقد علم فرعون أنّ موسى رسول اللّه، وهذا القول منه كذبٌ.
قال اللّه عزّ وجلّ: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} [النمل: 14] قال قتادة: والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأوقد لي يا هامان على الطّين...}
يقول: اطبخ لي الآجر , وهو الأجور والآجرّ, وأنشد:
كأنّ عينيه من الغؤور = قلتان في جوف صفاً منقور
= عولي بالطين وبالأجور = ). [معاني القرآن: 2/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (الصرح " صرحاً " : البناء والقصر، قال الشاعر:
بهن نعام بناها الرجا= ل تحسب أعلامهن الصّروحا). [مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فأوقد لي يا هامان على الطّين}: أي : اصنع لي الآجرّ, {فاجعل لي} منه {صرحاً} أي :قصراً عالياً ).
[تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحا لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين}
{فأوقد لي يا هامان على الطّين}:أي: اعمل آجرّا، ويقال: إنّ فرعون أول من عمل الآجرّ.
{فاجعل لي صرحاً}: لصرح كل بناء متسع مرتفع.
وقوله: {لعلّي أطّلع إلى إله موسى}: وظنّ فرعون أنه يتهيأ له أن يبلغ بصرحه نحو السماء، فيرى السماء وما فيها.
{وإنّي لأظنّه من الكاذبين}:الظن في اللغة ضرب يكون شكاً، يقيناً.
وقول فرعون: وإني لأظنه اعتراف بأنه شاك، وأنّه لم يتيقن أن موسى كاذب، ففي هذا بيان أنه قد كفر بموسى على غير يقين أنه ليس بنبيّ، وقد وقع في نفسه أنه نبيّ ؛
لأن الآيات التي هي النبوة لا يجهلها ذو فطرة، وقوله في غير هذا الموضع: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر}:
دليل على أنه قد ألزم فرعون الحجة القاطعة).[معاني القرآن: 4/145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأوقد لي يا هامان على الطين}
روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : حتى يصير آجراً.
قال قتادة : بلغني أنه أول من صنع الآجر .
ثم قال تعالى: {فاجعل لي صرحا}
قيل :بنيانا ًمرتفعاً.). [معاني القرآن: 5/180-181]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {صرحاً}: أي: قصراً). [ياقوتة الصراط: 399]
تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون} [القصص: 39] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ} [القصص: 40] في البحر.
وقد فسّرنا ذلك في غير هذه السّورة.
قال: {فانظر} [القصص: 40] يا محمّد.
{كيف كان عاقبة الظّالمين} [القصص: 40]، أي: دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأخذناه وجنوده}: أي : فجمعناه , وجنوده.
{فنبذناهم في اليمّ }: أي: فألقيناهم في البحر , فأهلكناهم وغرقناهم , قال العجاج:
= كبازخ اليمّ زهاه اليمّ
وقال أبو الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته= كنبذك نعلاً أطلقت من نعالكا).
[مجاز القرآن: 2/106]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}
اليمّ: البحر, وهو الذي يقال له " إيساف " , وهو الذي غرق فيه فرعون , وجنوده بناحية مصر). [معاني القرآن: 4/146]
تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار} [القصص: 41] يتّبعهم من بعدهم من الكفّار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} [القصص: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أئمّةً يدعون إلى النّار}:والإمام يكون في الخير , وفي الشر , { أتبعناهم}: مجازه: ألزمناهم). [مجاز القرآن: 2/106]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون}أي : من اتبعهم، فهو في النار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} أي : لا ناصر لهم, ولا عاصم من عذاب اللّه). [معاني القرآن: 4/146]
تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً} [القصص: 42] العذاب الّذي عذّبهم اللّه به: الغرق.
قال: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} [القصص: 42] في النّار، وأهل النّار مقبوحون مشوّهون، سودٌ، زرقٌ، حبنٌ، كأنّ رءوسهم آجام القصب،
[تفسير القرآن العظيم: 2/594]
كالحون، شفة أحدهم السّفلى ساقطةٌ على صدره، وشفته العليا قالصةٌ قد غطّت وجهه، رأس أحدهم مثل الجبل العظيم، وضرسه مثل أحدٍ، وأنيابه كالصّياصيّ، وهي الجبال , وغلظ جلده سبعون ذراعًا، وبعضهم يقول أربعون، يشتدّ الدّود ما بين جلده
ولحمه كما يشتدّ الوحوش في البرّيّة، وفخذه مسيرة يومين.
وقال عبد اللّه بن مسعودٍ: وإنّي أراه يشغل من جهنّم مثل ما بيني وبين المدينة، وهو بالكوفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/595]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من المقبوحين }:مجازه: المهليكن.). [مجاز القرآن: 2/106]