إسقاط حرف الجر
1- {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم} [12: 9]
في [البيان: 2/ 34]: «أرضا: منصوب على أنه ظرف مكان، وتعدى إليه الفعل {اطرحوه} وهو لازم لأنه ظرف مكان مبهم، وليست له حدود تحصره، ولا نهاية تحيط به.
وزعم النحاس أنه غير مبهم، وكان ينبغي ألا يتعدى إليه الفعل إلا بحرف جر، إلا أنه حذف حرف الجر، فتعدى العقل إليه... وهو قول ليس بمرضى».
وفي [الكشاف: 2/ 447]: «أرضا متكررة مجهولة بعيدة من العمران، وهو معنى تنكيرها، وإخلائها من الوصف، ولإبهامها من هذا الوجه نصبت نصب الظروف المبهمة».
انتصب {أرضا} على إسقاط حرف الجر قاله الحوفي وابن عطية، أي في أرض بعيدة غير التي هو فيها. وقيل: مفعول ثان على تضمين اطرحوه معنى أنزلوه، كما تقول: أنزلت زيدا الدار وقالت فرقة: ظرف، واختاره الزمخشري وتبعه أبو البقاء...
وقال ابن عطية: ذلك خطأ، لأن الظرف ينبغي أن يكون مبهما، وهذه ليست كذلك، بل هي أرض مقيدة بأنها بعيدة، أو قاصية ونحو ذلك، فزال بذلك إبهامها، ومعلوم أن يوسف لم يحل من الكون في أرض، فتبين أنهم أرادوا أرضا بعيدة غير التي هو فيها.
وهذا الرد صحيح لو قتل: جلست دارًا بعيدة، أو قعدت مكانا بعيدا لم يصح إلا بوساطة {في} ولا يجوز حذفها إلا في ضرورة شعر، أو مع دخلت: أهي لازمة أو متعدية. [البحر: 5/ 283 – 284]، [العكبري: 2/ 26].
2- {كنا طرائق قددا} [72: 11]
في [الكشاف: 4/ 627]: «أي كنا ذوي مذاهب مفترقة مختلفة، أو كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة، أو كنا في طرائق مختلفة، كقوله:
كما عسل الطريق الثعلب
أو كانت طرائقنا طرائق قددا على حذف المضاف الذي هو الطرائق وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه».
وإما التقدير الثالث وهو أن ينتصب على إسقاط {في} فلا يجوز ذلك إلا في الضرورة، وقد نص سيبويه على أن (عسل الطريق) شاذ فلا ينخرج عليه القرآن. [البحر: 8/ 350].