التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45] على أمّتك،
[تفسير القرآن العظيم: 2/725]
تشهد عليهم في الآخرة أنّك قد بلّغتهم.
{ومبشّرًا} [الأحزاب: 45] في الدّنيا بالجنّة.
{ونذيرًا} [الأحزاب: 45] من النّار.
وتفسير الحسن من عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ:{يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا (45)}
أي: شاهدا على أمّتك بالإبلاغ، إبلاغ الرسالة، ومبشرا بالجنّة , ومنذرا من النّار، وهذا كله منصوب على الحال، أي: أرسلناك في حال الشهادة , والبشارة, والإنذار.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}
{شاهدا} : أي : شاهدا بالإبلاغ , {ومبشرا} : بالجنة , {ونذيرا} : من النار , {وداعيا إلى الله بإذنه} , أي : بأمره , {وسراجا منيرا} : أي : وذا سراج , وهو القرآن , ويجوز أن يكون المعنى ومبينا , وتاليا .
حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال :حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي , قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي , عن شيبان النحوي قال : حدثنا قتادة , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لما نزلت :{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا }, دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً,ومعاذا ً, فقال : (( انطلقا , فيسرا , ولا تعسرا , فإنه قد نزل علي الليلة آية : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} من النار , {وداعيا إلى الله} , قال : شهادة أن لا إله إلا الله , {بإذنه بأمره وسراجا منيرا }, قال: بالقرآن)))). [معاني القرآن: 5/357-359]
تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وداعيًا إلى اللّه بإذنه} [الأحزاب: 46] بالقرآن، الوحي الّذي جاء من عنده.
{وسراجًا منيرًا} [الأحزاب: 46] مضيئًا.
- مندل بن عليٍّ وغيره، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل أصحابي مثل الملح لا يصلح الطّعام إلا به، ومثل النّجوم يهتدى بها فبأيّ قول أصحابي أخذتم اهتديتم».
وحدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، عن أبي مسلمٍ الخولانيّ قال: إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النّجوم في السّماء يهتدي بها النّاس ما بدت فإذا خفيت تحيّروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا منيرا (46)}
أي : داعيا إلى توحيد الله , وما يقرّب منه، وبإذنه , أي: بأمره. {وسراجا منيراًْ}:أي : وكتابا بينا، المعنى : أرسلناك شاهدا , وذا سراج منير , وذا كتاب بيّن، وإن شئت كان {وسراجا} منصوبا على معنى : داعيًا إلى اللّه , وتاليا ًكتاباً بيناً.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال :حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي , قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي , عن شيبان النحوي قال : حدثنا قتادة , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لما نزلت :{يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا },دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً,ومعاذا ً, فقال : (( انطلقا , فيسرا , ولا تعسرا , فإنه قد نزل علي الليلة آية : {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} من النار , {وداعيا إلى الله} , قال : شهادة أن لا إله إلا الله , {بإذنه بأمره وسراجا منيرا }, قال: بالقرآن.))) )[معاني القرآن: 5/359] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلا كبيرًا} [الأحزاب: 47]، يعني: الجنّة.
وهو تفسير السّدّيّ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 48] وقد فسّرناه في أوّل السّورة.
قال: {ودع أذاهم} [الأحزاب: 48] قال مجاهدٌ: اعرض عن أذاهم إيّاك، أي: اصبر عليه.
{وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا} [الأحزاب: 3] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/726]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ:{ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا (48)}
{ودع أذاهم}:معناه : دع أذى المنافقين، وتأويل :{ودع أذاهم} دعهم , لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر.). [معاني القرآن: 4/231] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم}
قال مجاهد : {ودع أذاهم }: (أي: أعرض عنهم , وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} ).
قال حبيب بن أبي ثابت : سئل علي بن الحسين عليه السلام عن رجل قال لامرأته: إن تزوجتك , فأنت طالق .
فقال: (ليس بشيء ذكر الله جل وعز النكاح قبل الطلاق , فقال : {إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن})). [معاني القرآن: 5/360]