سورة النور
[ من الآية (34) إلى الآية (38) ]
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (مبينات) و(كمشكوة) و(ليبدلنهم) و(أمهاتكم) فيما تقدم). [التبصرة: 286]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي: {آيات مبينات} (34، 46)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (11): بكسر الياء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 383] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر وحفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (آيات مبينات) في الموضعين هنا وفي الطّلاق بكسر الياء، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 481] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي مُبَيِّنَاتٍ كِلَاهُمَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مبيناتٍ} [34] ذكر في النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مُبَيَّنَات" [الآية: 34] معا بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/297] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مبينات} [34] قرأ الحرميان والبصري وشعبة بفتح التحتية، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 909]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {للمتقين} تام، وفاصله، بلا خلاف، وتمام الربع عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة، ولبعضهم {رحيم} قبله). [غيث النفع: 909]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)}
{مُبَيِّنَاتٍ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحفص وحمزة والكسائي ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 6/263]
والحسن وطلحة والأعمش (مبينات) بكسر الياء اسم فاعل.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (مبينات) بفتح الياء اسم مفعول.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل بواحدة منهما علماء من القراء). [معجم القراءات: 6/264]
قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {كمشكاة} 35
روى أَبُو عمر الدوري عَن الكسائي (كمشكوة) مَكْسُورَة الْكَاف الثَّانِيَة وَلم يروها غَيره). [السبعة في القراءات: 455]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {كَوْكَب دري يُوقد} 35
فَقَرَأَ ابْن كثير {دري} بِضَم الدَّال وَتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة وَتَشْديد الْيَاء من غير همز (توقد) بِفَتْح التَّاء وَالْوَاو وَالدَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {دري} مثل ابْن كثير {يُوقد} بِالْيَاءِ مَضْمُومَة وَضم الدَّال
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (درئ) بِكَسْر الدَّال مَهْمُوز (توقد) بِفَتْح التَّاء وَالدَّال
وَقَرَأَ حَمْزَة وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (درئ) بِضَم الدَّال مَهْمُوز (توقد) بِضَم التَّاء وَالدَّال
وفي رِوَايَة أبان عَن عَاصِم وَحَفْص عَن عَاصِم {يُوقد} مثل نَافِع الْيَاء مَضْمُومَة
وَقَرَأَ الكسائي (درئ) مثل أَبي عَمْرو بِكَسْر الدَّال مَهْمُوز (توقد) بِضَم التَّاء وَفتح الْقَاف وَضم الدَّال مثل حَمْزَة
وروى القصعي عَن عبيد عَن هرون عَن أَبي عَمْرو عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة وَعَن أهل الْكُوفَة (توقد) رفعا مُشَدّدَة مَفْتُوحَة التَّاء). [السبعة في القراءات: 455 - 456]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (دريء) بكسر الدال مهموز أبو عمرو، وعلي، الباقون بالضم أبو بكر، وحمزة، يهمزانه). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣9]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (توقد) بضم التاء كوفي - غير حفص - بالياء رفع شامي، ونافع،
وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 339 - 340]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دريٌ) [35]: بكسر الدال أبو عمرو، وعلي، والمفضل، الباقون بضمه. ممدود مهموز: أبو عمرو، وأبو بكر، وهما إلا ابن كيسة، والخزاز، وابن عتبة. واختلف عن المفضل). [المنتهى: 2/861]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (توقد) [35]: بضم التاء والدال وسكون الواو كوفي غير قاسم والمفضل وحفصي. بالياء نافع، وأيوب، وشامي إلا ابن عتبة، وحفصٌ،
[المنتهى: 2/861]
الباقون مثل (تفعل)، بضم الدال سهلٌ بخلاف). [المنتهى: 2/862]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وحفص وابن عامر (دري) بضم الدال والتشديد من غير همز ولا مد، وقرأ أبو بكر وحمزة بهمز ومد ولم يشددا الياء وضما الدال، وقرأ أبو عمرو الكسائي بكسر الدال والمد والهمز). [التبصرة: 285]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (توقد) بفتح التاء والواو والدال والتشديد، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي بضم التاء والدال والتخفيف، وقرأ الباقون بالياء وضمها وضم الدال والتخفيف). [التبصرة: 285]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {دريء} (35): بكسر الدال، والمد، والهمزة.
وأبو بكر، وحمزة: بضم الدال، والمد، والهمز.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة، على أصله.
والباقون: بضم الدال، وتشديد الياء، من غير همز.
ابن كثير، وأبو عمرو: {توقد}: بالتاء مفتوحة، وفتح الواو والدال، وتشديد القاف.
وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: بالتاء مضمومة، وإسكان الواو، وضم الدال مخففًا.
والباقون: كذلك، إلا أنه بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 383]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو والكسائيّ: (دريء) بكسر الدّال والمدّ والهمز وأبو بكر وحمزة بضم الدّال والمدّ والهمز وإذا وقف حمزة سهل الهمز على أصله. والباقون بضم الدّال وتشديد الياء من غير همز.
ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: (توقد) بالتّاء مفتوحة وفتح الواو والدّال والقاف مشددا وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف بالتّاء مضمومة وإسكان الواو
[تحبير التيسير: 481]
وضم الدّال [وفتح القاف] مخففا، والباقون كذلك إلّا أنه بالياء). [تحبير التيسير: 482]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) بفتح النون والواو والزاي وتشديد الواو ثابت بن أبي حفصة، والقورسي، ومسلمة بن عبد الملك عن أبي جعفر (الْأَرْضَ) نصب، وهو الاختيار كيلا يوصف الباري بالتشبيه، الباقون على الإضافة (زُجَاجَةٍ) بفتح الزاء ابن أبي عبلة، الباقون بضمها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر (تُوقَدُ) التاء والدال وإسكان الواو كوفي غير قاسم، والمفضل وحفص، وابْن سَعْدَانَ بالياء كذلك نافع، وأيوب، وابن صبيح، وشامي غير ابن عتبة، وحفص إلا الخزاز أَبُو حَاتِمٍ عن عَاصِم (يُوقَدُ) بالياء وفتح الواو وتشديد القاف [الكامل في القراءات العشر: 608]
كمحبوب عنه (توقد) بفتح التاء ورفع الدال بوزن تفعل الحسن، وأَبُو عَمْرٍو وكمجاهد، وقَتَادَة، ويموت عن سهل، والزَّعْفَرَانِيّ بن مهران لم يذكر سهلًا والصواب ما قالت الجماعة، الباقون بنصب الدال بوزن الفعل مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أبلغ). [الكامل في القراءات العشر: 609]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([35]- {دُرِّيٌّ} بكسر الدال: أبو عمرو والكسائي.
الباقون بضمها.
ممدودة مهموزة: أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي. وخفف حمزة في الوقف.
[35]- {يُوقَدُ} بضم التاء والدال وسكون الواو: أبو بكر وحمزة والكسائي.
[الإقناع: 2/712]
بالياء: نافع وابن عامر وحفص.
بوزن "تفعَّل": ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/713]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (915 - وَدُرِّيٌّ اكْسِرْ ضَمَّهُ حُجَّةً رِضا = وَفِي مَدِّهِ وَالْهَمْزِ صُحْبَتُهُ حَلاَ). [الشاطبية: 73]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (916- .... .... .... .... وَيوقَدُ الْـ = ـمُؤَنَّثُ صِفْ شَرْعاً وَحَقٌّ تَفَعَّلاَ). [الشاطبية: 73]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([915] ودري اكسر ضمه (حـ)ـجة (ر)ضى = وفي مده والهمز (صحبتـ)ـه (حـ)ـلا
إنما قال: (حجة رضى)، لظهور وجه القراءة؛ لأنه مثل: شريب وفسيق، لأنهما يكسران ويهمزان؛ وهو من قولهم: درأ علينا فلان، إذا طلع مفاجأة. وكذلك طلوع الكوكب.
قال أبو عمرو: «سألت رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عرق۔ وكان من أفصح الناس-، ما تسمون الكوكب الضخم ؟ فقال: الدريء».
وحكى الأصمعي عنه أنه قال: مذ خرجت من الخندق، لم أسمع أعرابيا يقول إلا دريء بالكسر. فقال له الأصمعي: أيهمزون ؟ قال: إذا كسروا.
ويجوز أن يكون من: درأ، إذا دفع، لأنها تدفع بنورها الظلمة.
ودريء: فعيل من الدرء أيضًا، إما بمعنى الطلوع، أو بمعنى الدفع.
وقد تقدم في الأعراف ذكره في {ذريتهم}.
وقال أبو عبيد: «أصله: فعول، مثل: سبوح، إلا أنهم استثقلوا الضم، فردوه إلى الكسر».
و{دري}، يصح أن يقال: هو دري، فأبدل من الهمزة ياءً، لأن قبلها ياء زائدة، وأدغمت الأولى في الميدلة كما سبق في وقف حمزة. فهو على هذا (فعيل).
ويصح أن يقول: هو فعلي منسوب إلى الدر، لصفاء لونه. وهو قول أبي عبيد). [فتح الوصيد: 2/1139]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([916] يسبح فتح البا (كـ)ـذا (صـ)ـف ويوقد الـ = ـمؤنث (صـ)ـف (شـ)ـرعا و(حق) تفعلا
...
وتوقد الزجاجة أو المشكاة كما تقول: أوقدت البيت، ويوقد المصباح، وتوقد المصباح من زيت شجرة). [فتح الوصيد: 2/1140]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [915] ودري اكسر ضمه حجة رضى = وفي مده والهمز صحبته حلا
ح: (دري): مبتدأ، (اكسر ضمه): جملة خبره، (حجة): حال من الفاعل أو المفعول، أي: ذا حجة مرضية، (صحبته): مبتدأ، والهاء: للفظ (دري)، (حلا): خبره، والضمير: لـ (صحبته) على تأويل اللفظ، (في مده): ظرفه، و(الهمز): عطف على المد.
ص: قرأ أبو عمرو والكسائي: (كأنها كوكبٌ درىء) [35] بكسر الدال، وهما وحمزة وأبو بكر بمد الراء والهمز بعده، والباقون من الفريقين: بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز .
فحصل من البيت: لأبي عمرو والكسائي: (درئ) بكسر الدال ومد الراء والهمز بعده على وزن: (شریب) و (سكيت)، (فعيل) من (الدرء)
[كنز المعاني: 2/475]
بمعنى الدفع، لدفع الكوكب الظلمة بتلألئه وضيائه، أو لدفع الشياطين ورجمها، ولا إشكال عليه. ولحمزة وأبي بكر: (درئ) بضم الدال مع القيدين، نحو: (مریق) للعصفر، و(درية) - إذا قيل: هي من الدرء - من الأسماء، وكـ (سرية) و(علية) من الصفات (فعيل) من (الدرء) أيضًا، لكنه قليل النظير في الكلام.
ويمكن أن يقال: أصله (فعولٌ)، قلبت الواو ياءً، بعد تخفيف الهمز وأدغم الياء في الياء، وكسر ما قبل الياء للتجانس، نحو: (عتيٍّ) في (عتويٍ).
[كنز المعاني: 2/476]
وللباقين: {دري} بضم الدال وتشديد الياء وترك الهمز، منسوبًا إلى (الدر) في صفائه وإضاءته، لفضل ذلك الكوكب على سائر الكواكب، كفضل الدر على غيره من الحبات). [كنز المعاني: 2/477]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [916] يسبح فتح البا كذا صف وتوقد الـ = ـمؤنث صف شرعًا وحقٌ تفعلا
ح: (يسبح): مبتدأ، (فتح البا): خبر، أي: مفتوح الباء، (كذا): نصب على المصدر بـ (صف)، أي: صف مثل هذا الوصف، وهو: فتح الباء (توقد): مفعول (صف) الثاني، (المؤنث): نعته، (شرعًا): حال من الفاعل، أي: ذا شرع، (حق): خبر، (تفعلا): مبتدأ، أي: القراءة على وزن (تفعل) حقٌّ، والألف: للإطلاق.
ص: قرأ ابن عامر وأبو بكر: {يسبح له فيها بالغدو والأصال}[36] بفتح الباء على بناء المفعول، فقوله تعالى: {رجال لا تلهيهم} [۳۷]: فاعل فعل محذوف، أي: يسبحه رجال، نحوه:
[كنز المعاني: 2/477]
لبيك يزيد ضارع لخصومةٍ = ومختبطٌ مما تطيح الطوائح
أو مبتدأ، خبره: {في بيوت أذن الله} [36]، والباقون: بكسر الباء على بناء الفاعل، وفاعله: {رجالٌ}.
وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي: {توقد من شجرة مباركة} بالتأنيث، على أن الفاعل الزجاجة، أو المشكاة، كما تقول أوقدت البيت، والباقون: بالتذكير، إلا أن أبا عمرو وابن كثير قرأه (توقد) على وزن (تفعل) و(تكرم)، والفاعل: (المصباح) على القراءتين). [كنز المعاني: 2/478] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (915- وَدُرِّيٌّ اكْسِرْ ضَمَّهُ "حُـ"ـجَّةً "رِ"ضى،.. وَفِي مَدِّهِ وَالْهَمْزِ "صُحْبَتُـ"ـهُ "حَـ"ـلا
أي: ضم الدال وحجة حال من فاعل اكسر أو مفعوله؛ أي: اقرأه ذا حجة مرضية، وأخبر عن صحبته بلفظ: حلا كما سبق في صحبة كلا والهمز مجرور عطفا على: وفي مده ولو رفع لكان له وجه حسن،؛ أي: وجلا درى في مده والهمز مصاحب له ولا يمنع كون صحبته رمزا من تقدير هذا المعنى كما لم يمنع في قوله: كما حقه ضماه؛ أي: حق أن يضم صاد "الصدفين" وداله على ما سبق شرحه، فحصل من مجموع ما في البيت أن أبا عمرو والكسائي قرءا درى على وزن شريب وسكيت بكسر الدال والمد والهمز وحمزة وأبا بكر بضم الدال والمد، والهمز على وزن مريق، قال الجرمي: زعم أبو الخطاب أنهم يقولون مريق للعصفر وقرأ الباقون وهم حفص وابن عامر والحرميان بضم الدال وتشديد الياء فلا مد ولا همز، وهذه أجود
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/26]
القراءات عندهم جعلوها نسبة إلى الدر في الصفا والإضاءة، وإنما نسب الكوكب مع عظم ضوئه إلى الدر باعتبار أن فضل ضوء ذلك الكوكب على غيره من الكواكب كفضل الدر على غيره من الحب، قال أبو عبيد: القراءة التي نختارها "دري وهو في التفسير المنسوب إلى الدر في إضاءته وحسنه، وفي الحديث المرفوع: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما تراءون الكوكب الدري في أفق السماء" هكذا نقلته العلماء إلينا بهذا اللفظ، قال أبو علي: ويجوز أن يكون فعيلا من الدرء فخفف الهمز فانقلبت ياء كما تنقلب من النسي والنبي إذا خففت ياء، قلت؛ يعني: أنها تكون مخففة من القراءة الأخرى المنسوبة إلى حمزة وأبي بكر، قال أبو علي: هو فعيل من الدرء الذي هو الدفع، قال ومما يمكن أن يكون من هذا البناء قولهم: العلية ألا تراه من علا، فهو فعيل وقال الزجاج: النحويون أجمعون لا يعرفون الوجه فيه؛ لأنه ليس في الكلام شيء على فعيل، قال أبو علي: هذا غلط، قال سيبويه: ويكون على فعيل وهو قليل في الكلام المرتق، حدثنا أبو الخطاب عن العرب، وقالوا: "كوكب دري" وهو صفة هكذا قرأنه على أبي بكر بالهمز في درئ، قال أبو عبيد: كان بعض أهل العربية يراه لحنا لا يجوز والأصل فيها عندنا فعول، مثل شيوخ، ثم تستثقل الضمات المجتمعة فيه لو قال: دروء، فترد بعض تلك الضمات إلى الكسرة فيقال: درى، قال وقد وجدنا العرب تفعل هذا في فقول وهو أخف من الأول، وذلك كقولهم "عتوا وعتيا"، وكلتا اللغتين في التنزيل، أما قراءة أبي عمرو والكسائي بكسر الدال والهمزة، فقال الزجاج:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/27]
الكسر جيد بالهمز يكون على وزن فعيل ويكون من النجوم الدراري التي تدرأ؛ أي: تنحط وتسير متدافعة، يقال درأ الكوكب يدرأ إذا تدافع منقضا فتضاعف ضوءه يقال: تدارأ الرجلان إذا تدافعا، قال الفراء: الدري من الكواكب الناصعة وهو من درأ الكوكب إذا انحط كأنه رجم به الشيطان، قالوا: والعرب تسمي الكواكب العظام التي لا تعرف أسماؤها الدراري، قال ومن العرب من يقول كوكب دري ينسبه إلى الدر فيكسر أوله ولا يهمز كما يقال: "سُخري وسِخري"، "وبحر لُجي ولِجي" قال النحاس: ومن قرأ دري بالفتح وتشديد الياء أبدل من الضمة فتحة؛ لأن النسب باب تغيير.
قلت: وهي قراءة شاذة حكيت عن قتادة وغيره، قال: وضعف أبو عبيد قراءة أبي عمرو والكسائي؛ لأنه تأولها من درأت؛ أي: وقعت؛ أي: كوكب يجري من الأفق، وإذا كان التأويل على ما تأوله لم يكن في الكلام فائدة، ولا كان لهذا الكوكب مزية على أكثر الكواكب، قال: وروي عن محمد بن يزيد أن المعنى كوكب يندفع بالنور كما يقال اندرأ الحريق،؛ أي: اندفع، وحكى سعيد بن مسعدة درأ الكوكب بضوئه إذا امتد ضوؤه وعلا قيل: هو من قولهم درأ علينا فلان إذا طلع مفاجأة وكذلك طلوع الكوكب حكاه الجوهري.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/28]
وقال: قال أبو عمرو بن العلاء: سألت رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عرف وكان من أفصح الناس: ما تسمون الكوكب الضخم فقال الدري، وحكى أبو علي عن أبي بكر عن أبي العباس قال: أخبرني أبو عثمان عن الأصمعي عن أبي عمرو قال: قد خرجت من الخندق لم أسمع أعرابيا يقول إلا كأنه كوكب دري بكسر الدال، قال الأصمعي: فقلت: أفيهمزون؟، قال إذا كسروا فبحسبك، قال: أمحذوة من درأت النجوم تدرأ إذا اندفعت، وهذا فعيل منه؟ قال أبو علي: يعني: أنهم إذا كسروا أوله دل الكسر على إرادتهم الهمز وتخفيفهم، قال صاحب المحكم: درأه دفعه ودرأ عليهم خرج فجأة وادرأ الحريق انتشر وكوكب دري مندفع في مضيه من المشرق إلى ذلك والجمع درائي على وزن دراعيع، قلت وكونه من درأ إذا دفع أحسن؛ لأنه يدفع الظلام بنوره والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/29]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي توقد بالتأنيث؛ أي: توقد الزجاجة أو المشكاة كما تقول: أوقدت البيت وقرأ نافع وابن عامر وحفص يوقد بالتذكير؛ أي: يوقد المصباح، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو "تَوَقَّدَ" بفتح التاء والواو وتشديد القاف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/29]
وفتح الدال على أنه فعل ماضٍ؛ أي: توقد المصباح وهو معنى قوله: "وحق تفعلا"؛ أي: قرءا على وزن تفعل مثل تكرم وتبصر والألف للإطلاق لا ضمير تثنية وأعرابه أن يقال حق خبر مقدم وتفعل مبتدأ مؤخر أراد، والقراءة على وزن تفل حق، وحكى ابن مجاهد رواية عن عاصم وأهل الكوفة توقد على وزن قراءة أبي عمرو إلا أن الدال مرفوعة فيكون مضارع قراءة أبي عمرو والأصل تتوقد، فحذفت التاء الثانية نحو "لا تكلم نفس"، وحكى أبو عبيد هذه القراءة عن ابن محيصن والضمير فيها للزجاجة كما سبق في القراءة الأولى، فهذه أربع قراءات الأولى والأخيرة راجعة إلى الزجاجة والثانية والثالثة إلى المصباح، قال أبو علي: توقد على أن فاعل توقد المصباح هو الين؛ لأن المصباح هو الذي يتوقد قال:
سموت إليها والنجوم كأنها،.. مصابيح رهبان تشبه لقفال
أي: ويوقد مثله؛ يعني: بالتذكير والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/30]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (915 - ودرّيّ اكسر ضمّه حجّة رضا = وفي مدّه والهمز صحبته حلا
....
قرأ أبو عمرو والكسائي: كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. بكسر ضم الدال فتكون قراءة غيرهما بضمها، وقرأ شعبة وحمزة والكسائي وأبو عمرو بهمزة في موضع الياء الثانية في لفظ دُرِّيٌّ وقرأ الباقون بالياء مع إدغام الياء قبلها فيها. فيتحصل: أن شعبة وحمزة يقرءان بضم الدال وبالهمز، وأن أبا عمرو والكسائي يقرءان بكسر الدال وبالهمز، وأن الباقين يقرءون بضم الدال وبالياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 329]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (916 - .... .... .... .... ويوقد الـ = ـمؤنّث صف شرعا وحقّ تفعّلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو توقد بتاء مثناة فوقية مفتوحة مع فتح الواو والقاف وتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 329]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (170- .... .... .... .... .... = .... .... دُرِّيٌّ اضْمُمْ مُثَقِّلَا
171 - حِمىً فِدْ تَوَقَّدْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 34]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: دري اضمم مثقلا حمي فد أي قرأ المرموز لهما (بحاء) حما و(فا) فد وهما يعقوب وخلف {كوكب دري} [35] بالضم والتشديد كأبي
[شرح الدرة المضيئة: 186]
جعفر فاتفقوا.
ثم قال: توقد يذهب اضمم بكسر أد أي قرأ مرموز (بألف) أد وهو أبو جعفر {توقد من شجرة} [35] بتاء وواو مفتوحتين وفتح القاف مشددة وفتح الدال كما نطق به فعل ماض والفاعل المصباح وعلم ليعقوب كذلك والخلف بمضارع مؤنث من أوقد والفاعل الزجاجة). [شرح الدرة المضيئة: 187]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: دُرِّيٌّ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الدَّالِ مَعَ الْمَدِّ وَالْهَمْزِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الدَّالِ وَالْمَدِّ وَالْهَمْزِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، وَلَا هَمْزٍ، وَحَمْزَةُ، عَلَى أَصْلِهِ فِي تَخْفِيفِهِ وَقْفًا بِالْإِدْغَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُوقَدُ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَالدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِيَاءٍ مَضْمُومَةٍ، وَإِسْكَانِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ وَرَفْعِ الدَّالِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ كَمِشْكَاةٍ لِلدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي {دري} [35] بكسر الدال مع المد والهمز، وحمزة وأبو بكر بضم الدال وبالمد والهمز، والباقون بضم الدال وتشديد الياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وأبو جعفر {توقد} [35] بتاء مفتوحة وفتح الواو وتشديد القاف وفتح الدال، ونافع وابن عامر وحفص بياء مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال، والباقون كذلك ولكنهم بالتاء مؤنثًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (813- .... .... .... .... .... = .... درّيّ اكسر الضّمّ ربا
814 - حز وامدد اهمز صف رضىً حط .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 88]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (815 - يوقد أنّث صحبةً تفعّلا = حقٌّ ثنا .... .... .... ). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (درى اكسر الخ) يريد قرأ قوله تعالى: كأنها كوكب درى بكسر الدال الكسائي وأبو عمرو كما في أول البيت الآتي:
(ح) ز وامدد اهمز (ص) ف (رضى) (ح) ط وافتحوا = لشعبة والشّام يا يسبّح
قوله: (وامدد) أي أن شعبة وحمزة والكسائي وأبا عمرو قرءوا بمد الهمز، وأبو عمرو والكسائي بكسر الدال والمد والهمز، وحمزة وأبو بكر بضم الدال والمد والهمز، والباقون وهم الحرميون وابن عامر وحفص بضم الدال وتشديد الياء بلا مد ولا همز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 286]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يوقد أنّث (صحبة) تفعّلا = (حقّ) (ث) نا سحاب لا نون (هـ) لا
أي قرأ «توقد» بالتأنيث مدلول صحبة: أن توقد الزجاجة، ومعنى قوله: تفعلا: أي قرأ وزن تفعل والألف للإطلاق لا ضمير تثنية مدلول حق ثنا ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر، والباقون بالياء مخففا: أي يوقد المصباح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 286]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو راء (ربا) الكسائي وحاء (حز) أبو عمرو: كوكب درّىء [35] بكسر الدال، والباقون بضمها.
وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، و[راء] (رضى) حمزة، والكسائي، وحاء (حط) أبو عمرو بمد الياء الأولى وهمز الأخرى، والباقون بالقصر والتشديد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/475]
ووجه قيد الكسر للضد، ويعلم من قوله: (وامدد) إظهار الياء الأولى، وهي ساكنة للكل، وأما زيادة مدها فمعلوم من باب المد، وضده قصرها، وهو حذف الزائد والأصلي، وضد همز الياء ترك همزها، وإدغام الأولى في الثانية لحمزة معلوم من وقفه.
ووجه كسر (درّىء) وهمزه جعله صفة «كوكب» على المبالغة فوزنه: فعّيل، كشرّيب.
قال الجوهري: درأ فلان: فاجأ، ودرأ الكوكب: طلع بغتة وانتشر ضوءه أو من درأ: دفع الظلمة.
وعن أبي عمرو عنه: خرجت من الخندق [و] لم أسمع أعرابيا يقول إلا: «كأنه كوكب دري» بكسر الدال.
وقال الأصمعي: أفتهمزون؟ فقال: إذا كسروا فحسبك. قال أبو على: أي يجوز التحقيق والتخفيف.
ووجه ضمه والهمز، قول أبي عبيد: أصله فعول كشيوخ من أحدهما، ثم عدل [إلى الكسرة والياء تخفيفا] ووجه الضم والتشديد: نسبة الكوكب إلى الدر لصفائه، أو مخفف من المهموز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/476]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص: يوقد أنّث صحبة تفعّلا = (حقّ) (ث) نا سحاب لا نون (هـ) لا
وخفض رفع بعد (د) م يذهب ضم = واكسر (ث) نا كذا كما استخلف (ص) م
ش: أي: قرأ [ذو] (صحبة) [حمزة، وعلى، وأبو بكر، وخلف] توقد [35] بتاء التأنيث على إسناده إلى ضمير «المشكاة» أو «الزجاجة» على حد: «أوقدت القنديل» والمسجد.
و (حق) البصريان، وابن كثير، وثاء (ثنا) أبو جعفر: «توقّد» [35] بتاء التفعّل وفتح الواو والقاف المشددة، والباقون بياء التذكير على إسناده إلى «المصباح»؛ لأنه الموقد.
وهذا وجه «تفعل» أيضا، فصار (صحب) بتاء التأنيث وضمها وإسكان الواو وفتح القاف المخففة، وغير (حق) كذلك، لكن بياء التذكير، و(حق) وأبو جعفر تقدم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/477]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم جيوبهن [31]، وإماله إكراههن [33] لابن ذكوان، وكمشكاة [35] لدوري الكسائي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/476] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "كَمِشْكَاة" [الآية: 35] الدوري عن الكسائي لتقدم الكسرة، وإن وجد الفاصل وفتحها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/297] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "دري" [الآية: 35] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز، نسبة إلى الدر لصفائها، وافقهم الحسن وابن محيصن، وقرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال والراء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة، وهو بناء كثير في الأسماء نحو: سكين، وفي الأوصاف
[إتحاف فضلاء البشر: 2/297]
نحو: سكير، وافقهما اليزيدي، وقرأ أبو بكر وحمزة بضم الدال ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع أي: يدفع بعضها بعضا أو يدفع ضوؤها خفاءها، ووزنه فعيل وافقهما المطوعي والشنبوذي، إلا أنه فتح الدال، ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة ياء وإدغامه في الياء، ويجوز الإشارة بالروم والإشمام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/298]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُوقَد" [الآية: 35] فنافع وابن عامر وحفص بياء من تحت مضمومة مع إسكان الواو وتخفيف الفاء ورفع الدال على التذكير مبنيا للمفعول من أوقد أي: المصباح، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بتاء من فرق مفتوحة، وفتح الواو والدال وتشديد القاف على وزن تفعل فعلا ماضيا فيه ضمير يعود على المصباح وافقهم اليزيدي، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالتاء من فوق مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال على التأنيث مضارع أوقد مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير يعود زجاجة على حد أوقدت القنديل، وافقهم الأعمش، وعن ابن محيصن والحسن بتاء من فوق مفتوحة وضم الدال وفتح الواو والقاف مشددة والأصل تتوقد بتاءين حذفت إحداهما كتذكر، والزجاجة القنديل والمصباح السراج والمشكاة الطاقة غير النافذة أي: الأنبوبة في القنديل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/298]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الله نور السماوات والأرض}
{دري} [35] قرأ البصري وعلي بكسر الدال، وبعد الراء ساكنة، بعدها همزة ممدودة، وشعبة وحمزة كذلك، إلا أنهما يضمان الدال، والباقون بضم الدال، وبعد الراء ياء مشددة، مع عدم الهمز.
فلو وقف عليه، وليس بمحل وقف ففيه لحمزة الإبدال والإدغام، مع السكون والروم والإشمام). [غيث النفع: 911]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يوقد} قرأ المكي والبصري بتاء مفتوحة، وفتح الواو والدال، وتشديد القاف، ونافع والشامي وحفص بتحتية مضمومة، وإسكان الواو، وتخفيف القاف، ورفع الدال، والباقون كذلك، إلا أنهم بالفوقية، على التأنيث.
تفريع: إذا ركبت {دري} مع {يوقد} وقرأ من {الزجاجة كأنها} - لأن الوقف على {زجاجة} قبله كاف، ورسمه بعضهم بالتمام – إلى {غربية} - والوقف عليها كاف، وأجاز بعضهم الوقف على {زيتونة} قال العماني في مرشده: هو توقف صالح – فتبدأ لنافع بضم دال {درى} وتشديد يائه بلا همزة و{يوقد} بتحتية مضمومة، وتخفيف ورفع، ويندرج معه الشامي وحفص.
ثم تعطف المكي بفتح فوقية، وتشديد وفتح، ثم تأتي بالبصري بكسر الدال مع المد والهمز، و{توقد} كمكي.
ثم تعطف عليه عليًا بفوقية مضمومة فتخفيف في {توقد} وإمالة {غربية} ثم تأتي بشعبة بضم الدال والمد، و{توقد} كعلي.
[غيث النفع: 911]
ثم تأتي بخلف بضم ومد، مع إدغام تنوين {شرقية} في {ولا} بلا غنة، ثم تأتي بخلاد بالإدغام المحض والغنة). [غيث النفع: 912]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)}
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
- هذه قراءة الجماعة (الله نور...) بالرفع فيهما، مبتدأ وخبر.
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبو جعفر وعبد العزيز المكي وزيد بن علي وثابت بن أبي حفصة والقورصي ومسلمة بن عبد الملك وأبو عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وابن أبي عبلة، وأبي بن كعب وأبو المتوكل وابن السميفع (الله نور السماوات والأرض) على جعل: (نور) فعلًا ماضيًا، وما بعده نصب به.
[معجم القراءات: 6/264]
- وذكر البيضاوي وغيره أنه قرئ (الله منور السماوات والأرض) اسم فاعل من (نور).
وذكر هذا أبو حيان وغيره على أنه تفسير عن الحسن والضحاك.
{مَثَلُ نُورِهِ}
- قرأ أبي (مثل نور المؤمنين).
- وقرأ أبي أيضًا (مثل نور المؤمن) على الإفراد، وروى ذلك عبيد الله ابن موسى عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية.
- وروي عن أبي قراءة ثالثة، وهي: (مثل نور من آمن به).
- وجاء في مختصر ابن خالويه: (مثل نور من أنر به) كذا! (عن أبي ولعل صواب القراءة على ما ذهب إليه المحقق (أنير به)!! على أن هذا ليس بالمشهور عن أبي، ولعله تحريف!
{كَمِشْكَاةٍ}
- روى أبو عمر الدوري عن الكسائي إمالة الألف، وكذا قتيبة عنه.
قال ابن مجاهد: (روى أبو عمر ... مكسورة الكاف الثانية، ولم يروها غيره).
[معجم القراءات: 6/265]
{الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ}
- قرأ أبو رجاء ونصر بن عاصم ومعاذ القارئ وعاصم الجحدري وابن يعمر (... في زجاجةٍ الزجاجة..) بكسر الزاء فيهما، وهي لغة قيس.
- وقرأ ابن أبي عبلة ونصر بن عاصم في رواية ابن مجاهد، وأبو رجاء العطاردي (... في زجاجة الزجاجة..) بفتح الزاء فيهما، وهي لغة قيس.
- وقراءة الجماعة (في زجاجةٍ الزجاجة...) بضم الزاء فيهما، وهي لغة الحجاز.
{دُرِّيٌّ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وخلف والحسن والأعمش وابن محيصن (دري)، بضم الدال وتشديد الراء والياء، وهو منسوب إلى الدر، شبه به لصفائه وإضاءته.
[معجم القراءات: 6/266]
- وقرأ قتادة وزيد بن علي والضحاك والحسن ومجاهد ونصر بن عاصم وأبو رجاء وابن المسيب وأبي بن كعب والأعمش (دري) مثل فعيل، بفتح الدال وتشديد الراء والياء، وهو عند العكبري بعيد.
- وقرأ الزهري وابن خليد وعتبة بن حماد عن نافع والمفضل والواقدي وحسين عن حفص عن عاصم وعبد الله بن عمرو والزهري (دري) بكسر الدال وتشديد الراء والياء من غير همز، على وزن فعيل وصديق، وذهب الزجاج إلى أن النحويين أجمعين لا يعرفون الوجه فيه.
- وقرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر والأعمش والمطوعي والوليد بن عتبة عن ابن عامر (دريء) بضم الدال وتشديد الراء والهمز، من الدرء بمعنى الدفع، أي يدفع بعضها بعضًا، أو يدفع ضوؤها خفاءها.
[معجم القراءات: 6/267]
قال الفراء: (ولا تعرف جهة ضم أوله وهمزه، ولا يكون في الكلام فعيل إلا أعجميًا).
وقال الشهاب: (والضم لندرته جعله بعضهم لحنًا، ولا وجه له مع وروده في الكتاب العزيز).
وناقش هذا النحاس في إعرابه مناقشة جيدة فارجع إليه، فإني لا أستطيع نقل النص هنا لطوله، مع أني حريص على ذلك.
- وقرأ أبو عمرو والكسائي والمفضل الضبي عن عاصم واليزيدي وأبان عن عاصم أيضًا وقتادة (دريء) بكسر أوله وتشديد الراء والهمز، وهو بناء كثير في الأسماء نحو سكين، وفي الأوصاف: سكير، ومع كثرته ضعف أبو عبيد هذه القراءة تضعيفًا شديدًا، وهي عند الشهاب أفصح القراءات.
- وقرأ قتادة أيضًا وأبان بن عثمان وابن المسيب وأبو رجاء وعمرو بن فائد والأعمش ونصر بن عاصم والشنبوذي وحكاها الأخفش عن
[معجم القراءات: 6/268]
أبي عمرو وأبو بكر عن عاصم والشنبوذي (دريء) بفتح الدال والهمز مع تشديد الراء.
قال ابن جني: (وهذا عزيز لم يحفظ منه إلا (السكينة) بفتح السين وشد الكاف).
وذهب مثل هذا المذهب أبو حاتم، وخطأ القراءة، ثم قال: (فإن صح عنهما -أي الثعلبي والأخفش- فهما حجة).
- وقرأ قتادة وأبان عن عاصم، وهي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم (دري) من غير همز ولا تشديد ولا مد.
- وقرأ النوفلي عن ابن بكار عن ابن عامر (دريء) بضم الدال وتخفيف الراء والياء ممدود مهموز.
- وقرئ أيضًا (دري) بضم الدال وتخفيف الراء والياء من غير مد ولا همز.
وذكر الطبرسي هذه القراءة عن خلف.
- وقرأ عثمان بن عفان وابن عباس وعاصم الجحدري (دريء) بفتح الدال وكسر الراء ممدودًا مهموزًا.
- وقرأ ابن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وابن يعمر
[معجم القراءات: 6/269]
والضحاك وأبان عن عاصم (درئ) بفتح الدال وكسر الراء مهموزًا مقصورًا.
- وقرأ أبان عن عاصم (دري) بفتح الدال وسكون الراء.
- ووجدت عند الرازي القراءة الآتية: (بفتح الدال وتخفيف الراء، وهو غير مهموز وبياء خفيفة بدل الهمزة).
قلت: هذا يقتضي أن تكون صورة هذه القراءة (دريي) كذا!!
ولم يذكر مثل هذا أحد من المفسرين، وكذا علماء القراءات، والله أعلم بصحتها، فإن ظفرت بمرجع آخر يؤيد رواية الرازي فقد أحييتها، وإلا فلا.
- وذكر البيضاوي أنه قرئ (دءري) بتقديم الهمزة الساكنة على الراء.
قال الشهاب: (وهو من نادر الشواذ، وهو غريب).
- وقراءة حمزة في الوقف:
- بإبدال الهمزة ياءً، والإدغام.
- والروم والإشمام، والإدغام مع كل منهما، وبذلك يكون له ستة أوجه عند النشار وغيره.
{يُوقَدُ}
- قرأ نافع وابن عامر وحفص والمفضل عن عاصم وشيبة وأبو زيد
[معجم القراءات: 6/270]
وسعيد بن جبير وأيوب وسلام (يوقد) بالياء على التذكير مبنيًا للمفعول أي: المصباح.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف والحسن وزيد بن علي وقتادة وابن وثاب وطلحة وعيسى والأعمش (توقد) بالتاء مبنيًا للمفعول على التأنيث، والضمير يعود على الزجاجة.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر والحسن والسلمي ومجاهد ويعقوب واليزيدي (توقد) على وزن (تفعل) فعلًا ماضيًا، وفيه ضمير يعود على المصباح.
وفي غاية الاختصار أنها قراءة المفضل عن عاصم.
واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد.
- وقرأ الحسن والسلمي وقتادة وابن محيصن وسلام وسهل ومجاهد واليزيدي وابن أبي إسحاق والمفضل عن عاصم ونصر بن عاصم،
[معجم القراءات: 6/271]
وهارون عن أبي عمرو (توقد) بضم الدال مضارع (توقد)، وأصله: تتوقد، أي: الزجاجة، فحذفت إحدى التاءين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وقد) بغير تاء وشد القاف، جعله فعلًا ماضيًا أي: وقد المصباح.
- وقرأ السلمي وقتادة وسلام والحسن وابن محيصن (يوقد) وأثله: يتوقد، قالوا: (وحذف التاء لاجتماع حرفين زائدين، وهو غريب).
- وقرأ عاصم كالقراءة السابقة إلا أنه ضم الياء (يوقد).
- وقرأ طلحة بن مصرف (توقد) بالتاء المضمومة من (أوقد).
- وقرأ أبو عمرو وإسماعيل عن ابن كثير (توقد) بضم أوله وفتح الواو والقاف المشددة المفتوحة.
وقال ابن مجاهد: (إسماعيل عن عاصم بن بهدلة).
{لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}
- قرأ الضحاك (لا شرقية ولا غربية) بالرفع خبر مبتدأ: لا هي شرقية...
- وقراءة الجمهور (لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ) بالخفض صفة لزيتونة.
[معجم القراءات: 6/272]
{يَكَادُ زَيْتُهَا}
- إدغام الدال في الزاي وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{يُضِيءُ}
- وقف عليه حمزة وهشام بخلف عنه بالنقل والإدغام؛ لأن الياء أصلية، وعلى كل السكون المحض، والروم، والإشمام.
{وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}
- قراءة الجمهور (... تمسسه) بالتاء على تأنيث النار، وزعم أبو عبيد أنه لا يعرف إلا هذه القراءة.
- وقرأ ابن عباس والحسن (يمسسه) بالياء من تحت.
وفي إعراب النحاس: (وحكى أبو حاتم أن السدي روى عن أبي مالك عن ابن عباس أنه قرأ ... بالياء) والتذكير هنا على أنه تأنيث غير حقيقي.
{الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 6/273]
قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في كسر الْبَاء وَفتحهَا من قَوْله {يسبح لَهُ فِيهَا} 36
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {يسبح} بِكَسْر الْبَاء
حَدَّثَني إِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم وَأحمد بن أَبي خَيْثَمَة جَمِيعًا عَن خلف عَن الضَّحَّاك بن مَيْمُون عَن عَاصِم {يسبح} بِكَسْر الْبَاء
وروى بكار عَن أبان عَن عَاصِم {يسبح} أَيْضا بِكَسْر الْبَاء
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {يسبح} بِفَتْح الْبَاء). [السبعة في القراءات: 456]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يسبح له) بفتح الياء شامي، وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: ٣40]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يسبح) [36]: بفتح الباء شامي، والمفضل، وأبو بكر، والبختري، والمنهال). [المنتهى: 2/862]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وبان عامر (يسبح) بفتح الياء، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 285]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر: {يسبح له} (36): بفتح الباء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 383]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو بكر: (يسبح) بفتح الباء والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 482]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُسَبَّحُ) على ما لم يسم فاعله البخاري عن حفص، والمنهال عن يَعْقُوب، والأوسي عن أبي جعفر، وأبو بكر، وأبان، والمفضل وشامي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون على تسمية الفاعل، وهو الاختيار لقوله: (رِجَالٌ)). [الكامل في القراءات العشر: 609] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {يُسَبِّحُ} مبني للمفعول: ابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/713]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (916 - يُسَبِّحُ فَتْحُ الْبَا كَذَا صِفْ .... = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 73]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([916] يسبح فتح البا (كـ)ـذا (صـ)ـف ويوقد الـ = ـمؤنث (صـ)ـف (شـ)ـرعا و(حق) تفعلا
{يسبح}، على ما لم يسم فاعله.
وارتفاع {رجال} بمضمر، يدل عليه هذا؛ أي يسبحه رجال). [فتح الوصيد: 2/1140]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [916] يسبح فتح البا كذا صف وتوقد الـ = ـمؤنث صف شرعًا وحقٌ تفعلا
ح: (يسبح): مبتدأ، (فتح البا): خبر، أي: مفتوح الباء، (كذا): نصب على المصدر بـ (صف)، أي: صف مثل هذا الوصف، وهو: فتح الباء (توقد): مفعول (صف) الثاني، (المؤنث): نعته، (شرعًا): حال من الفاعل، أي: ذا شرع، (حق): خبر، (تفعلا): مبتدأ، أي: القراءة على وزن (تفعل) حقٌّ، والألف: للإطلاق.
ص: قرأ ابن عامر وأبو بكر: {يسبح له فيها بالغدو والأصال}[36] بفتح الباء على بناء المفعول، فقوله تعالى: {رجال لا تلهيهم} [۳۷]: فاعل فعل محذوف، أي: يسبحه رجال، نحوه:
[كنز المعاني: 2/477]
لبيك يزيد ضارع لخصومةٍ = ومختبطٌ مما تطيح الطوائح
أو مبتدأ، خبره: {في بيوت أذن الله} [36]، والباقون: بكسر الباء على بناء الفاعل، وفاعله: {رجالٌ}.
وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي: {توقد من شجرة مباركة} بالتأنيث، على أن الفاعل الزجاجة، أو المشكاة، كما تقول أوقدت البيت، والباقون: بالتذكير، إلا أن أبا عمرو وابن كثير قرأه (توقد) على وزن (تفعل) و(تكرم)، والفاعل: (المصباح) على القراءتين). [كنز المعاني: 2/478] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (916- يُسَبِّحُ فَتْحُ البَا "كَـ"ـذَا "صِـ"ـفْ وَيوقَدُ الْـ،.. ـمُؤَنَّثُ "صِـ"ـفْ "شَـ"ـرْعًا وَ"حَقٌّ" تَفَعَّلا
يعني: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} بفتح الباء على ما لم يسم فاعله وكسرها على تسمية الفاعل وهو رجال، وعلى قراءة الفتح يكون رجال فاعل فعل مضمر؛ أي: يسبحه رجال أو مبتدأ خبره مقدم عليه وهو في بيوت). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/29]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (916 - يسبّح فتح البا كذا صف .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر وشعبة يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بفتح الباء الموحدة وقرأ غيرهما بكسرها وقدم الناظم يُسَبِّحُ على يُوقَدُ لضرورة النظم. وقرأ شعبة وحمزة والكسائي: توقد من شجرة بتاء التأنيث، وقرأ غيرهم بياء التذكير). [الوافي في شرح الشاطبية: 329]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُسَبِّحُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ مُجَهَّلًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا مُسَمًّى الْفَاعِلَ). [النشر في القراءات العشر: 2/332]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر {يسبح} [36] بفتح الباء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 616]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (814- .... .... .... .... وافتحوا = لشعبةٍ والشّام با يسبّح). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وافتحوا الخ) يريد قوله تعالى: يسبّح له فيها قرأه بفتح الباء على ما لم يسم فاعله شعبة والشامي، والباقون بكسرها على تسمية الفاعل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 286]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ شعبة وابن عامر: يسبّح له فيها [36] بفتح الباء، والباقون بكسرها.
وجه الفتح: بناؤه للمفعول، وإسناده لفظا إلى «له» أولى من الآخرين، [وإسناده لـ «رجال» عكس المعنى]، بل يرتفع فاعلا بفعل مفسر به، كأنه قيل: من يسبح، قيل: [يسبحه] رجال.
ووجه كسرها: بناؤه للفاعل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يسبح" [الآية: 36] فابن عامر وأبو بكر بفتح الموحدة مبنيا للمفعول ونائب الفاعل له وهو أولى من الأخيرين ورجال حينئذ مرفوع بمضمر، وكأنه جواب سؤال كأنه قبل [إتحاف فضلاء البشر: 2/298]
من يسجه، فقيل رجال ويجوز أن يكون خبر محذوف أي: المسبح رجال والوقف في هذه القراءة على الآصال، والباقون بكسرها على البناء للفاعل وفاعله رجال، ولا يوقف حينئذ على الآصال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/299]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوت} [36] جلي). [غيث النفع: 912]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يسبح} قرأ الشامي وشعبة وبفتح الباء، والباقون بكسرها). [غيث النفع: 912]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)}
{فِي بُيُوتٍ}
- تقدمت القراءة فيه بضم الباء وكسرها في الآية/27 من هذه السورة، وانظر الآية/189 من سورة البقرة.
{يُسَبِّحُ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن
[معجم القراءات: 6/273]
عاصم، وهي رواية بكار عن أبان عن عاصم (يسبح) بكسر الباء، وبالياء في أوله، والفاعل: رجال، ولا يوقف على (آصال) على هذه القراءة.
- وقرأ ابن وثاب وأبو حيوة ومعاذ القارئ (تسبح) بالتاء من فوق وبكسر الباء، ورجال: فاعل، وأنت الفعل له لأنه جمع تكسير، وهو تأنيث جائز.
- وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم والبحتري عن حفص ومحبوب عن أبي عمرو والمنهال عن يعقوب وعبد الله والحسن والمفضل وأبان وحماد (يسبح) بالياء في أوله وفتح الباء، وأحد المجرورات بعده في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله: له، أو فيها...، والأول أولى.
[معجم القراءات: 6/274]
والوقف هنا على (الآصال).
- وقرأ أبو جعفر (تسبح) بالتاء من فوق وفتح الباء.
قال الزمخشري: (ووجهها أن يسند إلى أوقات الغدو والآصال على زيادة الباء، وتجعل الأوقات مسبحةً).
- وفي مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته (يسبحون له فيها رجال) كذا على صيغة الجمع في الفعل، ورجال بدل من الواو، أو هو الفاعل، وعلى هذا تبدأ الآية الثانية بلفظ (رجال)، وتكون بيانًا لهذه.
{وَالْآصَالِ}
- قرأ أبو مجلز (والإيصال).
- وقراءة الجماعة (والآصال).
وتقدم نظيره في الآية/205 من سورة الأعراف، والتفصيل هناك أوفى مما هنا). [معجم القراءات: 6/275]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْآصَالِ (36) - رِجَالٌ (37)}
- قراءة الإظهار والإدغام عن أبي عمرو ويعقوب.
وهذا الإدغام يكون في حال الوصل، أما على قراءة فتح الباء من (يسبح) فالوقف على الآصال، ولا إدغام). [معجم القراءات: 6/275]
قوله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن من رواية البزي من المفردة "يوما تقلب" بتاء واحدة مشددة على الإدغام على حد: ولا تيمموا للبزي عن ابن كثير، ويبتدئ بتاء واحدة وعنه من المبهج بتاءين خفيفتين كالجمهور). [إتحاف فضلاء البشر: 2/299]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)}
{لَا تُلْهِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (لا تلهيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة على كسرها (لا تلهيهم) لمجاورة الياء.
{الصَّلَاةِ}
- عن ورش والأزرق تغليظ اللام.
{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}
- قرأ ابن محيصن من رواية البزي في الوصل (... يومًا تقلب) بإدغام التاء في التاء.
- وقرأ ابن محيصن في الابتداء بتاء واحدة (تقلب).
قال الزجاج: (ويجوز تقلب.. في غير القرآن، ولا يجوز في القرآن..؛ لأن القرآن سنة لا تخالف وإن جاز في العربية ذلك).
- وذكر ابن خالويه أن ابن محيصن قرأ (يتقلب) بالياء من تحت.
- وقراءة الجمهور (تتقلب) بتاءين خفيفتين، وهي رواية عن ابن محيصن.
- وذكر الألوسي أن ابن محيصن قرأ (تتقلب) بإسكان التاء الثانية. كذا!، ولم أجد مثل هذا عند غيره). [معجم القراءات: 6/276]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْأَبْصَارُ (37) - لِيَجْزِيَهُمُ (38)}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وبالإظهار). [معجم القراءات: 6/277]
قوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)}