سورة الأعراف
[ من الآية (103) إلى الآية (112) ]
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) }
قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
{مُوسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وأبو عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَمَلَئِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف عليه بتسهيل الهمزة بين بين.
{فَظَلَمُوا}
- الأزرق وورش على تغليظ اللام وترقيقها.
- والباقون على الترقيق). [معجم القراءات: 3/113]
قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}
{مُوسَى}
- الإمالة فيه سبقت في الآية المتقدمة/103). [معجم القراءات: 3/113]
قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الْيَاء وتخفيفها من قَوْله {حقيق على أَن لَا أَقُول} 105
فَشدد نَافِع الْيَاء وَحده في {على} ونصبها وخفف الْبَاقُونَ وَأَرْسلُوا الْيَاء). [السبعة في القراءات: 287]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((حقيق علي) مشددة الياء، نافع). [الغاية في القراءات العشر: 257]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حقيق على) [105]: مضاف: نافع، وحمصي، وأبو بشر). [المنتهى: 2/704]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (حقيق علي) بتشديد الياء، وقرأ الباقون بألف في اللفظ). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {حقيق علي أن لا} (105): بفتح الياء مشددة.
والباقون: بإسكانها فتنقلب ألفًا في اللفظ). [التيسير في القراءات السبع: 290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (عليّ أن لا) بفتح الياء مشدّدة، والباقون بإسكانها فتنقلب ألفا في اللّفظ). [تحبير التيسير: 375]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((حَقِيقٌ عَلَيَّ) بتشديد الياء ابن حسان عن يَعْقُوب، وأبو بشر عن دمشقي، وحمصي، وشيبة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ والقورسي عن أبي جعفر، وأبان، ونافع غير اختيار ورش، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وأَبُو عَمْرٍو عن الحسن، وهو الاختيار لقوله: (أَنْ لَا أَقُولَ) الباقون (على) حرف جره). [الكامل في القراءات العشر: 555] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([105]- {عَلَى أَنْ لَا} مضاف: نافع). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (693 - عَلَيَّ عَلَى خَصُّوا .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([693] علي على (خـ)صوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحار (شـ)فا وتسلسلا
معنى قوله: (خصوا)، أي خصوا هذا الموضع باستعمالهم {على} بمعنى الباء.
قال أبو الحسن: «كما وقعت الباء في {بكل صرط توعدون} موقع (علی)، كذلك وقعت {على} موقع الباء في {حقيق على أن لا أقول}».
[فتح الوصيد: 2/930]
قال: «وهو أحسن عندي»؛ يريد أحسن من التشديد. انتهى كلامه.
وقرأ أُبي: (حقيق بأن لا أقول).
وهو يشهد لما قال الأخفش.
وكذلك يؤيده قراءة عبد الله (حقيق أن لا أقول).
قال الأخفش: «وليس ذلك بالمطرد؛ لو قلت: ذهبت علی زيدٍ تريد بزيد، لم يجز».
فهذا معنى قوله: (خصوا).
قال الزمخشري: «في هذه القراءة وجوه:
أحدها، أن يكون من المقلوب لأمن الإلباس، كقوله:
وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
أي: وتشقى الضياطرة بالرماح.
فتكون بمعنى قراءة نافع، أي حقيق على أن لا أقول.
والثاني، أن ما لزمك فقد لزمته، فكما أن قول الحق حقيقٌ عليه، كان هو حقيقًا على قول الحق، أي لازمًا له.
والثالث، أن يضمن {حقيق} معنى حريص، كما ضمن هيجني معنى ذكرني في بيت الكتاب.
[فتح الوصيد: 2/931]
والرابع -وهو الأوجه الأدخل في نكت القرآن -، أن يغرق موسی عليه السلام في وصف نفسه بالصدق في ذلك المقام، لا سيما وقد روي أن عدو الله فرعون قال له لما قال: {إني رسول من رب العلمين}: كذبت؛ فيقول: أنا حقیق على قول الحق، أي واجبٌ علي قول الحق أن أكون أنا قائله والقائم به، ولا يرضى إلا بمثلي ناطقًا به».
وأما {حقیق علي} بالتشديد، فإنه عدى (على) إلى ضمير المتكلم، فاجتمع الياءان: ياء (على) التي تنقلب مع المضمر، وياء المتكلم، فأدغم الأولى في الثانية وفتح، لأن ياء الإضافة أصلها الفتح). [فتح الوصيد: 2/932]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([693] علي على خصوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحارٍ شفا وتسلسلا
ب: (تسلسل الماء): إذا جرى في الحلق سائغًا سهل الدخول.
ح: (علي على خصوا)، تقديره: خصوا (علي) موضع (على)، (سحارٍ): مبتدأ، (شفا): خبره، و (في ساحرٍ): ظرف الفعل، أي: شفا في موضع ساحر، والهاء في (بها): للسورة، و (يونس): عطف عليها من غير إعادة الجار.
ص: يعني قرأ غير نافع: {حقيقٌ على أن لا أقول} [105] بـ (على)
[كنز المعاني: 2/252]
الجارة من غير ضمير المتكلم، فيكون (على) متعلق الرسول نعتًا له، يعني: إني رسولٌ من رب العالمين، جديرٌ حقيق به أرسلتُ على أن لا أقول.
ونافع {على} مع ضمير المتكلم، فيكون {على} متعلق {حقيقٌ}، أي: حق علي ووجب أن لا أقول إلا الحق.
وقرأ حمزة والكسائي: (يأتوك بكل سحار) في الأعراف [112] و (ائتوني بكل ساحر عليم) في يونس [79] على بناء المبالغة، والباقون: {بكل ساحرٍ} مثل: (عالم) و (علام).
وأثنى على بناء المبالغة بقوله: (شفا وتسلسلا) لموافقته لفظ ما أجمع عليه من الشعراء، أو لأن بعده {عليم} و (فعيل) من باء المبالغة). [كنز المعاني: 2/253] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (693- عَلَيَّ عَلَى "خَـ"ـصُّوا وَفي سَاحِرٍ بِهَا،.. وَيُونُسَ سَحَّار "شَـ"ـفَا وتَسَلْسَلا
أي خصوا علي موضع على في قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ}.
فقراءة نافع واضحة؛ أي: واجب على قول الحق وأن لا أقول على الله غيره، وعلى فى قراءة الجماعة متعلقة برسول وحقيق صفته؛ أي: أني رسول على هذه الصفة، وهي أني لا أقول إلا الحق وحقيق بمعنى حق؛ أي: أنا رسول حقيقة، ورسالتي موصوفة بقول الحق، قال ابن مقسم: حقيق من نعت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/177]
الرسول؛ أي: رسول حقيق من رب العالمين أرسلت على أن لا أقول على الله إلا الحق، وهذا معنى صحيح واضح، وغفل أكثر المفسرين من أرباب اللغة عن تعلق حرف على برسول، ولم يخطر لهم تعلقه إلا بقوله: حقيق، فقال الأخفش والفراء: على بمعنى الباء؛ أي: حقيق بأن لا أقول إلا الحق كما جاءت الباء بمعنى على في: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ}، وتبعهما الأكثرون على ذلك، وذكر الزمخشري أربعة أوجه أخر.
أحدها: أن يكون من المقلوب لا من الإلباس كقوله:
وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر
ومعناه: تشقى الضياطرة بالرماح؛ يعني: فتكون بمعنى قراءة نافع؛ أي: قول الحق حقيق علي، فقلب اللفظ، فصار أنا حقيق على قول الحق، قال: والثاني: أن ما لزمك فقد لزمته فلما كان قول الحق حقيقا عليه، كان هو حقيقا على قول الحق؛ أي: لازما له.
والثالث: أن تضمن حقيق معنى حريص كما ضمن هيجني معى ذكرني في بيت الكتاب: يعني قوله:
إذا تغنى الحمام الورق هيجني،.. ولو تغربت عنها أم عمار
نصب أم عمار بـ: "هيجني"؛ لأنه استعمله بمعنى ذكرني.
قال: والرابع: أن يغرق موسى عليه السلام في وصف نفسه بالصدق؛ أي: أنا حقيق على قول الحق؛ أي: واجب علي أن أكون أنا قائله والقائم به، وكل هذه وجوه متعسفة، وليس المعنى إلا على ما ذكرته أولا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/178]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (693 - عليّ على خصّوا وفي ساحر بها = ويونس سحّار شفا وتسلسلا
قرأ القراء السبعة إلا نافعا: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ بألف بعد اللام في على، على أنها حرف جر. وقرأ نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام. والناظم لفظ بالقراءتين معا). [الوافي في شرح الشاطبية: 273]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (115- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وَقُلْ عَلَا
116 – لَهُ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وقل علا له يريد قوله: {حقيق على أن لا أقول} [105] أي قرأأبو جعفر أيضًا {على} مخففة بعد اللام المجاورة كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 133]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ فَقَرَأَ نَافِعٌ " عَلَيَّ " بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا عَلَى أَنَّهَا يَاءُ الْإِضَافَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (عَلَى) عَلَى أَنَّهَا حَرْفُ جَرٍّ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {على أن لا} [105] بتشديد الياء وفتحها، والباقون بالألف لفظًا حرف جر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (638 - على عليّ اتل .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
يريد قوله تعالى: «على أن لا أقول على الله إلا الحق» قرأه نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام على لفظه: أي أوجب على الحق وأن لا أقول على الله غيره، والباقون على التي هي حرف جر كما لفظ بها، فتكون متعلقة برسول: أي إني رسول على هذه الصفة، وهي «أن لا أقول على الله إلا الحق» فحقيق: أي أنا رسول حقيقة ورسالتي موصوفة بقول الحق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اتل) نافع: حقيق عليّ [الأعراف: 105]- بياء مشددة، والتسعة بألف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يأتوك بكل سحّار هنا [الآية:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
112]، [و] ائتوني بكل سحّار في يونس [الآية: 79]- بحاء مفتوحة مشددة بعدها ألف على أنه اسم فاعل على وجه المبالغة، والباقون بحاء مكسورة مخففة قبلها ألف على أنه اسم فاعل مجرد.
تنبيه:
استغنى عن القيد باللفظ في الموضعين.
وجه تخفيف على: قال الأخفش والفراء: (على) بمعنى الباء كالعكس في بكلّ صرط [الأعراف: 86]، وعليه الأكثر، يتعلق بـ «حقيق»، أي: بقول الحق ليس إلا، أو تضمن «حقيق» معنى: «حريص».
قال الزمخشري: والإدخال- في نكت القرآن- أن موسى عليه الصلاة والسلام [بالغ] في [إتخاذه الصدق] عند قول عدو الله: كذبت، أي: أنا واجب على الحق، ولا يرضى إلا بمثلي.
ووجه التشديد: جعله جارا ومجرورا، أي: واجب على قول الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "حقيق علي أن" [الآية: 105] فنافع بفتح الياء مشددة دخل حرف الجر على ياء المتكلم، فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها وفتحت، وافقه الحسن والباقون بالألف على أن "على" التي هي حرف جر دخلت على أن، وتكون على بمعنى الباء أي: حقيق بقول الحق ليس إلا، أو يضمن حقيق معنى حريص قال القاضي: أو للأعراف في الوصف بالصدق، والمعنى إنه حق واجب [إتحاف فضلاء البشر: 2/55]
علي القول الحق؛ لأن أكون أنا قائلة لا يرضى إلا بمثلي ناطقا به ا. هـ. ومثله في الكشاف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "فأرسل معي" حفص وحده). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" نظير "وقد جئتكم" غير مرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {على أن} [105] قرأ نافع بتشديد الياء وفتحها، فهي عنده حرف جر دخلت على ياء المتكلم فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها، والباقون بالألف، على أنها حرف جر دخلت على {أن} ). [غيث النفع: 629]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي بني} قرأ حفص بفتح ياء {معي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}
{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}
- قرأ نافع والحسن وشيبة وأبان عن عاصم (حقيق علي أن
[معجم القراءات: 3/113]
لا أقول) بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم.
قال مكي: (على قراءة من شدد (علي) بمعنى: حقيق علي قول الحق).
وقال العكبري: (حقيق: مبتدأ، وخبره: (أن لا أقول) على قراءة من شدد الياء في (علي)...).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (حقيق على أن لا أقول) على: حرف جر، و(أن لا...) مجرور به، أي حقيق على قول الحق.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود والأعمش (حقيق بألا أقول) وذلك بوضع الباء في موضع (على).
قال الفراء: (... وفي قراءة عبد الله: (حقيق بأن لا أقول على الله) فهذه حجة ... من قرأ (على) ولم يضف، والعرب تجعل الباء في
[معجم القراءات: 3/114]
موضع (على)، رميت على القوس، وبالقوس، وجئت على حال حسنةٍ، وبحالٍ حسنة).
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (حقيق أن لا أقول)، بإسقاط (على).
قال أبو حيان: (فاحتمل أن يكون على إضمار (على) كقراءة من قرأ بها، واحتمل أن يكون على إضمار الباء كقراءة أبي).
- وقرأ زيد بن علي (أن لا أقول) بالرفع، أي على أنه لا أقول.
{قَدْ جِئْتُكُمْ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية/73 من هذه السورة.
{جِئْتُكُمْ}
- وتقدم في الآية/73 أيضًا تسهيل الهمزة (جيتكم).
{فَأَرْسِلْ مَعِيَ}
قرأ حفص عن عاصم (فأرسل معي...) بفتح الياء.
قال ابن مجاهد: (لم يفتحها أحد إلا عاصم في رواية حفص).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر (فأرسل معي...) بسكون الياء.
{بَنِي إِسْرَائِيلَ}
- إذا وقف حمزة على (إسرائيل) فهو على أصله بالمد والقصر مع التسهيل، وكذلك مع إبدالها ياءً، وتقدم مثل هذا، وانظر الآية/40 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/115]
قوله تعالى: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالبأسآء} و{بأسنا} [97] و{جئتكم} [105] و{جئت} [106] يبدلها سوسي، وما يبدله مع ورش نحو {يأتيكم} [البقرة: 248] لا يخفى). [غيث النفع: 629] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}
{جِئْتَ}
- قراءة أبي جعفر وأبي عمرو بخلاف عنه (جيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{بِآَيَةٍ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
{فَأْتِ}
- قراءة أبي عمرو بخلاف عنه وأبي جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (فات) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 3/116]
قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فألقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}
{فَأَلْقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والجماعة على الفتح.
{عَصَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (عصاهو) بوصل هاء الكناية عن الواحد المذكر إذا انضمت وسكن ما قبلها بواو، وهو مذهبه في أمثاله.
قال الزجاج: (إن شئت قلت: عصاهو، بالواو، والأجود حذفها،
[معجم القراءات: 3/116]
أعني الواو لسكونها، وسكون الألف، والهاء ليست بحاجز) ). [معجم القراءات: 3/117]
قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)}
قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}
{الْمَلَأُ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/60 بإبدال الهمزة ألفًا، وبتسهيلها بين بين.
{لَسَاحِرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/117]
قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}
{تَأْمُرُونَ}
- قراءة الجمهور (تأمرون) بفتح النون.
- وروى كردم عن نافع (تأمرون) بكسر النون.
وذلك على تقدير: (تأمروني) بياء المتكلم، فحذف الياء، وبقيت الكسرة دليلًا عليها.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (تامرون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز). [معجم القراءات: 3/117]
قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وإسقاطه من قَوْله {أرجه وأخاه} 111
فَقَرَأَ ابْن كثير (أرجئه وأخاه) مهموزا بواو بعد الْهَاء في اللَّفْظ
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو مثله غير أَنه كَانَ يضم الْهَاء ضمة من غير أَن يبلغ بهَا الْوَاو
وَكَانَا يهمزان (مرجئون) التَّوْبَة 106 و(ترجئ من تشآء) الْأَحْزَاب 51
وَقَرَأَ نَافِع {أرجه} بِكَسْر الْهَاء وَلَا يبلغ بهَا الْيَاء وَلَا يهمز
هَذِه رِوَايَة الْمسَيبِي وقالون
وروى ورش عَنهُ {أرجه} يجر الْهَاء ويصلها بياء وَلَا يهمز بَين الْجِيم وَالْهَاء
وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن نَافِع
وَقد ذكرتها في آل عمرَان
وَقَالَ خلف وَابْن سَعْدَان عَن إِسْحَق عَن نَافِع أَنه وصل الْهَاء بياء
وَقَرَأَ ابْن عَامر (أرجئه)
في رِوَايَة هِشَام بن عمار مثل أَبي عَمْرو وفي رِوَايَة ابْن ذكْوَان (أرجئه) بِالْهَمْز وَكسر الْهَاء وهمز مرجئون) و(ترجئ)
قَالَ أَبُو بكر وَقَول ابْن ذكْوَان هَذَا وهم لِأَن الْهَاء لَا يجوز كسرهَا وَقبلهَا همزَة سَاكِنة وَإِنَّمَا يجوز إِذا كَانَ قبلهَا يَاء سَاكِنة أَو كسرة وَأما الْهَمْز فَلَا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى هرون بن حَاتِم عَن حُسَيْن الجعفي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ مثل أَبي عَمْرو (أرجئه) مَهْمُوز
وحدثني ابْن الجهم عَن ابْن أَبي أُميَّة عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (أرجئه) مَهْمُوزَة سَاكِنة الْهَاء
وَقَالَ ابْن الجهم فِيمَا أَحسب شكّ ابْن الجهم هي بهمز الْألف الَّتِي قبل الرَّاء
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الوكيعي عَن أَبِيه عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (أرجئه) مَهْمُوزَة جزم
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق القاضي عَن أبي هِشَام عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {أرجه} جزم بِغَيْر همز وَكَذَلِكَ روى خلف عَن يحيى عَن عَاصِم جزم الْهَاء
وحدثني عبد الله ابْن شَاكر عَن يحيى عَن أَبي بكر بجزم الْهَاء والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم يجْزم الْهَاء
وَلم يذكر هَؤُلَاءِ همزا
وَقَالَ الْأَعْشَى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {أرجه} بِغَيْر همز ويهمز (مرجئون) وَلَا يهمز {ترجي}
أَبُو البحتري عَن يحيى عَن أَبي بكر عَنهُ أَنه لَا يهمز {ترجي} وَلَا {مرجون}
وَقَالَ هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم أَنه جزم الْهَاء في الْأَعْرَاف {أرجه} وجرها في الشُّعَرَاء 36
وَقَالَ غير هُبَيْرَة عَن حَفْص {أرجه} جزم وَلَا يهمز {مرجون} وَلَا {ترجي} وفي الشُّعَرَاء {أرجه} جزم
وَكَذَلِكَ قَالَ وهيب عَن الْحسن بن الْمُبَارك عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن أَبي عمر عَن عَاصِم
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {أرجه} بِكَسْر الْجِيم وَاخْتلفَا في الْهَاء فأسكنها حَمْزَة مثل عَاصِم وَوَصلهَا الكسائي بياء {أرجه} ). [السبعة في القراءات: 287 - 289]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أرجه) بغير همز، مدني، كوفي، وعباس، عاصم وحمزة، يجزمان يزيد، وقالون - غير أبي نشيط -يختلسان). [الغاية في القراءات العشر: 257]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أرجه) [111، الشعراء: 36]: بجزم الهاء فيهما عاصم إلا المفضل، وحمزة، وأيوب، وافق الخزاز هاهنا، وأبو بشرٍ هناك وزاد همزها.
باختلاس ضمتها حمصي، بصري غير أيوب وعباس، وابن عتبة، وهشامٌ طريق البلخي. بإشباعها مكي، وهشامٌ إلا البلخي. باختلاس كسرتها مدني غير ورشٍ وإسماعيل، وأبي نشيط طريق ابن الصلت، وابن ذكوان.
وهمز مكي، شامي، بصرى غير أيوب وعباس، وفي تعليقي عن المطوعي
[المنتهى: 2/705]
عن ابن عامر بالهمز مع كسرة الهاء بياء في اللفظ). [المنتهى: 2/706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وهشام (أرجئه وأخاه) هنا وفي الشعراء بالهمزة ويصلان الهاء بواو، ومثلهما أبو عمرو غير أنه ضم الهاء ولم يصلها بواو، وقرأ ابن ذكوان بالهمز وأيضًا وبكسر الهاء من غير بلوغ ياء، ومثله قالون غير أنه لا يهمزه، وقرأ ورش والكسائي مثل قالون غير أنهما يصلان الهاء بياء، وقرأ عاصم وحمزة بإسكان الهاء من غير همز، وكلهم وقفوا على الهاء من غير ياء ولا واو والروم والإشمام فيها على ما تقدم). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وهشام: {أرجئه} (111)، هنا، وفي الشعراء (36): بالهمز، وضم الهاء، ووصلها بواو.
وأبو عمرو: بالهمز، والضم، من غير صلة.
وابن ذكوان: بالهمز، وبكسر الهاء، ولا يصلها بياء.
وقالون: بغير همز، ويختلس الكسرة.
وورش، والكسائي: بغير همز، ويصلان الهاء بياء.
وعاصم، وحمزة: بغير همز، ويسكنان الهاء.
والهاء في الوقف ساكنة بلا خلاف، إلا في مذهب من ضمها، سواء وصلها أو لم يصلها، فإن الروم والإشمام جائزان فيها). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وهشام: (أرجئه) هنا وفي الشّعراء بالهمز وضم الهاء ووصلها بواو وأبو عمرو ويعقوب بالهمز والضّم من غير صلة وابن ذكوان بالهمز وبكسر الهاء ولا يصلها بياء وقالون وابن وردان بغير همز ويختلسان الكسر وورش والكسائيّ وخلف وابن جماز بغير همز ويصلون الهاء بياء ساكنة، وعاصم وحمزة بغير همز ويسكنان الهاء، والهاء في الوقف ساكنة بلا خلاف إلّا في مذهب من ضمها سواء وصلها أو لم يصلها فإن الرّوم والإشمام جائزان فيها). [تحبير التيسير: 375]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَرْجِهْ مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أرجه} [111] ذكر في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أرجئه [الأعراف: 111] في الكناية، وإنّ لنا لأجرا [الأعراف: 113]، وقال فرعون ءامنتم [الأعراف: 123] كلاهما في الهمزتين من كلمة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرجئه" [الآية: 111] هنا وفي [الشعراء الآية: 36] بهمزة ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بغير همز فيهما، وهما لغتان يقال: أرجأت وأرجيته أي: أخرته كتوضأت وتوضيت، والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز وثلاثة مع تركه، فأما التي مع تركه فأولها قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله، أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز ثانيها، قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب، وخلف في اختياره أرجهي بإشباع كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه، وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز، وافقهما الأعمش، وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز، وافقهما ابن محيصن، الثانية قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطوية ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز، وافقهم [إتحاف فضلاء البشر: 2/56]
اليزيدي والحسن، الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء، فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز، ولأبي بكر وجهان أيضا: ترك الهمز مع إسكان الهاء، والهمز مع اختلاس ضمتها، ولابن وردان وجهان" ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها، وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة، وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة، وهو حاجز غير حصين، واعتراض أبي شامة رحمة الله تعالى على هذا الجواب متعقب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/57]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرجه} [111] قرأ قالون بترك الهمزة، وكسر الهاء، من غير صلة، كما يقرأ {عليه} [البقرة: 37] و{فيه} [البقرة: 2] لا بالاختلاس، كما توهمه من لا علم عنده، وورش وعلي مثله، إلا أنهما يثبتان صلة هاء.
والمكي وهشام بهمزة ساكنة بعد الجيم، وبضم الهاء وصلتها، فالمكي على أصله في صلة هاء الضمير بعد الساكن، وهشام خالف أصله ابتاعًا للأثر وجمعًا بين اللغتين.
والبصري مثلهما، إلا أنه لا يصل الهاء، على أصله في ترك الصلة بعد الساكن، وابن ذكوان بالهمزة وكسر الهاء مع عدم الصلة.
[غيث النفع: 629]
وعاصم وحمزة بترك الهمزة وإسكان الهاء، ولا يخفى عليك قراءتها بعد هذا الترتيب، لكن نذكر كيفية قراءتها، زيادة في الإيضاح، فإذا قرأت قوله تعالى {قالوا أرحه} إلى {عليم} - و{حاشرين} وإن كان رأس آية فليس بتام ولا كاف، لأن ما بعده من تمام كلام الملأ، وجعله بعضهم كافيًا، وهو عندي ليس بشيء، لأن الكافي ما لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ، لأن {يأتوك} [112] جواب الأمر، وهو {أرسل} ولهذا جزم بحذف النون – تبتدئ لقالون بقصر المنفصل وترك الهمز في {أرجه} وقصره.
ثم تعطف المكي بالهمز وضم الهاء وصلتها، ثم البصري بالهمز وضم الهاء من غير صلة، ويتخلف السوسي في إبدال {يأتوك} فتعطفه منه.
ثم تأتي بمد المنفصل لقالون، ثم تعطف الدوري، ثم هشامًا بالهمز، وضم الهاء وصلتها، ثم ابن ذكوان بالهمز، وكسر الهاء من غير صلة، ثم عاصمًا بترك الهمز، وإسكان الهاء، ثم عليًا بترك الهمز، وكسر الهاء وصلتها، ويتخلف دوريه لأجل الإمالة، لأن الأخوين يقرآن {سحار} كــ (فعال) فهي عنده من باب الراء المتطرفة المكسورة، فتعطفه منه.
ثم تأتي بورش بمد المنفصل مدًا طويلاً و{أرحه} كعلي، ثم تعطف حمزة بترك الهمزة، وإسكان الهاء، و{سحار} كـــ (فعال) فهذه ثلاثة عشر وجهًا، تضربها في أربعة {عليم} اثنان وخمسون). [غيث النفع: 630]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}
{أَرْجِهْ}
- ورد في هذا اللفظ ست قراءات، وكلها متواترة.
وقد قرئ بغير همز وبهمز، وبيان ذلك على النسق التالي:
أ- القراءات من غير همز: وهي لغة تميم وأسد، فهو يقولون: أرجيت الأمر إذا أخرته.
1- أرجه: بدون همز وبسكون الهاء، وهي قراءة حفص عن عاصم وحمزة والسلمي وابن يزداد وأبي جعفر وأبي حمدون وأبي بكر والأعمش، والأعشى وهبيرة وأبان.
قال الأخفش: (وبها نقرأ.. وهي لغة).
قال الفراء: (وقد جزم الهاء حمزة والأعمش، وهي لغة للعرب، يقفون على الهاء المكني عنها في الوصل إذا تحرك ما قبلها...).
- وقال الزجاج:
(فأما من قرأ: أرجه، بإسكان الهاء، فلا يعرفها الحذاق بالنحو، ويزعمون أن هاء الإضمار اسم لا يجوز إسكانها. وزعم بعض النحويين أن إسكانها جائز.
[معجم القراءات: 3/118]
وقد رويت لعمري في القراءة، إلا أن التحريك أكثر وأجود، وزعم أيضًا هذا أن هاء التأنيث يجوز إسكانها، وهذا ما لا يجوز، واستشهد في هذا بشعر مجهول...).
والقرطبي نقل نص الفراء ثم قال:
(وأنكر البصريون هذا) أي الوقف على الهاء المكني عنها في الوصل.
- وقال أبو جعفر النحاس:
(وقال محمد بن يزيد ... وإسكانها لحن، ولا يجوز إلا في شذوذ من الشعر...).
- وقال مكي: (ومن أسكن الهاء فعلى نية الوقف عليها، أو على توهم لام الفعل، فأسكن للبناء أو للجزم، وكل هذا في إسكان الهاء ضعيف...، والإسكان أضعف القراءات في هذه الكلمة).
- وقال الطوسي: (قال الرماني: لا وجه لقراءة حمزة عند البصريين في القياس...، وقال الزجاج: إسكان هاء الضمير لا يجوز عند حذاق النحويين) واجاز الفراء ذلك...).
- وقال ابن خالويه: (وأما من أسكن الهاء فله وجهان، أحدهما: أنه توهم أن الهاء آخر الكلمة، فأسكنها دلالة على الأمر، أو تخفيفًا لما طالت الكلمة بالهاء).
- وقال الرماني: (لا وجه لقراءة حمزة عند البصريين في القياس، ولا الاستعمال على لغة من همز).
2- أرجه: بدون همز وبكسر الهاء.
[معجم القراءات: 3/119]
- وهي قراءة قالون وابن وردان من طريق هارون وهبة الله وابن مجاهد وابن ذكوان والنقاش وأبي جعفر من طريق ابن العلاف وقالون والمسيبي وخلف وهي رواية ورش عن نافع وإسماعيل بن جعفر عنه أيضًا.
قال مكي:
(فأما من حذف الياء ولم يهمز فإنه أجرى الكلمة على أصلها قبل حذف الياء الأولى، فكأنه حذف الياء الثانية لسكونها وسكون الياء الأولى، ثم حذف الياء والأولى للبناء، فبقيت الثانية على حذفها، ولم يعتد بحذف الياء الأولى).
3- أرجهي: بدون همز وبكسر الهاء ووصلها بياء.
- وهي قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف وابن سعدان عن إسحاق عن نافع وإسماعيل وأبي جعفر من طريق النهرواني ويحيى وعباس والمفضل، ورويت عن ابن ذكوان.
قال ابن خالويه: (وأما من ترك الهمز وكسر الهاء فإنه أسقط الياء علامة للجزم، وكسر الهاء لانكسار ما قبلها، ووصلها بياء لبيان الحركة).
وقال الزجاج: (وفيها أوجه لا أعلمه قرئ بها، ويجوز ... أرجهي...).
4- وذكر ابن عطية في المحرر أن عاصمًا والكسائي قرأا:
(أرجه) بضم الهاء دون همز.
ب- القراءة بالهمز [وهي لغة قيس وغيرهم].
1- أرجئه: بسكون الهمز وضم الهاء.
[معجم القراءات: 3/120]
(وهي قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه ويعقوب ويحيى وعيسى بن عمر واليزيدي والحسن، [وابن عامر، كذا ذكر ابن مهران]).
قال مكي:
فأما الهاء فأصلها أن توصل بواو...، فمن أثبت الواو أتى به على الأصل، فاعتد بالهاء حاجزًا بين الهمزة والواو، ومن حذف الواو لم يعتد بالهاء حاجزًا لخفائها، فحذف الواو لالتقاء الساكنين على مذهب سيبويه وأكثر البصريين، وقيل حذفت الواو استخفافًا واكتفي بالضمة الدالة عليها).
2- أرجئهو: بالهمز وإشباع ضمة الهاء.
- وهي قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني وابن محيصن ويحيى عن أبي بكر.
قال الطوسي: (ومن ألحق الواو فلأن الهاء محركة ولم يلتق ساكنان؛ لأن الهاء فاصل، قال أرجيهوا [كذا]، كما يقال: اضربهو، فلو كان الياء حرف لين لكان وصلها بالواو أقبح نحو: عليهو، لاجتماع حروف متقاربة مع أن الهاء ليست بحاجز قوي في الفصل، واجتماع المتقاربة كاجتماع الأمثال...).
وقال مكي:
(فـأما الهاء فأصلها ان توصل بواو..، فمن أثبت الواو أتى به على الأصل فاعتد بالهاء حاجزًا بين الهمزة والواو).
3- أرجئه: بالهمز وكسر الهاء
[معجم القراءات: 3/121]
- وهي قراءة هشام بن عمار عن ابن عامر وابن ذكوان، ومجاهد والنقاش.
قال ابن خالويه:
(وهو عند النحويين غلط...، وله وجه في العربية، وذلك أن الهمزة لما سكنت للأمر، والهاء بعدها ساكنة على لغة من يسكن الهاء، كسرها لالتقاء الساكنين).
قلت: وهذه القراءات الست هي المتواترة.
وهناك قراءة سابعة ذكرها أبو حيان وغيره وهي قراءة ابن ذكوان، وابن عامر في رواية هشام بن عمار (أرجئهي) بالهمز وكسر والهاء وإشباعها.
وأما في حالة الوقف، فقد وقف جميع القراء على الهاء من غير ياء ولا واو.
مناقشة وبيان
طعن بعض العلماء في قراءة ابن ذكوان (أرجئه) بالهمز وكسر الهاء وإليك هذه الأقوال:
1- قال الفارسي:
(ومن كسر الهاء مع الهمز فقط غلط، وإنما يجوز ذلك إذا كان قبله ياء فقال: (أرجيه) بكسر الهاء، ولم يستقم لأن هذه الياء في تقدير الهمزة).
[معجم القراءات: 3/122]
2- وقال ابن مجاهد:
(... وهذا لا يجوز لأن الهاء لا تكسر إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة).
3- وقال الحوفي:
(ومن القراء من يكسر مع الهمز وليس بجيد).
4- وقال العكبري:
(ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز، وهو ضعيف؛ لأن الهمز حرف صحيح ساكن، فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر، ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم، والحاجز غير حصين).
وقال أبو حيان -بعد سرد هذه الأقوال:
(ويخرج أيضًا على توهم إبدال الهمز ياءً، أو على أن الهمز لما كان كثيرًا ما يبدل بحرف العلة أجري مجرى حرف العلة في كسر ما بعده، وما ذهب إليه الفارسي وغيره من غلط هذه القراءة، وأنها لا تجوز، قول فاسد؛ لأنها قراءة ثابته متواترة روتها الأكابر عن الأئمة، وتلقتها الأمة بالقبول، ولها توجيه في العربية، وليست الهمزة كغيرها من الحروف الصحيحة؛ لأنها قابلة للتغيير بالإبدال، والحرف بالنقل وغيره، فلا وجه لإنكار هذه القراءة) انتهى.
... ... ... ...
وقالوا في أصل القراءتين بالهمز وبدونه ما يلي:
1- قال الشهاب:
(والهمز وعدمه لغتان مشهورتان، وهل هما مادتان، أو الياء بدل من الهمزة كتوضأت وتوضي تقولات...).
2- وقال مكي في الكشف:
[معجم القراءات: 3/123]
(والهمز في هذا الفعل وتركه لغتان، يقال: أرجيته وأرجأته بمعنى أخرته...).
3- وقال الطوسي في التبيان:
(والهمز لغة قيس وغيرهم، وترك الهمز لغة تميم وأسد، يقولون: أرجيت الأمر.
وقال أبو زيد: أرجيت الأمر إرجاءً إذا أخرته...).
4- وقال ابن خالويه: (فأما تحقيق الهمز وتركه فلغتان فاشيتان قرئ بهما...).
وتجد مثل هذا عند الأخفش في معاني القرآن). [معجم القراءات: 3/124]
قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {يأتوك بِكُل سَاحر عليم} 112
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر في الْأَعْرَاف وفي يُونُس 79 (بِكُل سحر) الْألف قبل الْحَاء
وقرأوا في الشُّعَرَاء {سحر} 37 الْألف بعد الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي ثلاثتهن {سحر} الْألف بعد الْحَاء). [السبعة في القراءات: 289]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سحار) وفي يونس، كوفي – غير عاصم –). [الغاية في القراءات العشر: 258]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (سحار) [112]، وفي يونس [79]: بألف هما، وخلف). [المنتهى: 2/706]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ساحر) مثل فعال هنا وفي يونس، وأمال الدوري وحده، وقرأ الباقون (ساحر) مثل فاعل، ولم يختلف في الشعراء أنه على وزن فعال). [التبصرة: 216]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {بكل سحار} (112) هنا، وفي سورة يونس (79): بألف بعد الحاء.
والباقون: بألف بعد السين). [التيسير في القراءات السبع: 291]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (بكل سحار) هنا وفي يونس بألف بعد الحاء والباقون بألف بعد السّين). [تحبير التيسير: 375]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَاحِر) في جميع القرآن بألف الزَّعْفَرَانِيّ ضده طَلْحَة، والحسن، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم، وابن صبيح، وابْن مِقْسَمٍ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وأبي بكر والاحتياطي في قول أبي علي، الباقون في الشعراء " سحَّار " فقط، وهو الاختيار لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 555] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([112]- {سَاحِرٌ} بوزن "فَعَّال" هنا، وفي [يونس: 79]: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/648]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (693- .... .... وَفي سَاحِرٍ بِهَا = وَيُونُسَ سَحَّار شَفَا وتَسَلْسَلاَ). [الشاطبية: 55]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وفي ساحر بها ويونس سحار)؛ يعني قوله: {بكل سحر} فيهما.
وقوله: (شفا وتسلسلا)، المتسلسل: الماء الذي يجري في الحلق سائغًا سهل الدخول، سريعًا من غير ونيةٍ؛ فشبه هذه القراءة بذلك، لأن بعد ذلك {عليم}، وهو للمبالغة، فيوافق سحار). [فتح الوصيد: 2/932]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([693] علي على خصوا وفي ساحرٍ بها = ويونس سحارٍ شفا وتسلسلا
ب: (تسلسل الماء): إذا جرى في الحلق سائغًا سهل الدخول.
ح: (علي على خصوا)، تقديره: خصوا (علي) موضع (على)، (سحارٍ): مبتدأ، (شفا): خبره، و (في ساحرٍ): ظرف الفعل، أي: شفا في موضع ساحر، والهاء في (بها): للسورة، و (يونس): عطف عليها من غير إعادة الجار.
ص: يعني قرأ غير نافع: {حقيقٌ على أن لا أقول} [105] بـ (على)
[كنز المعاني: 2/252]
الجارة من غير ضمير المتكلم، فيكون (على) متعلق الرسول نعتًا له، يعني: إني رسولٌ من رب العالمين، جديرٌ حقيق به أرسلتُ على أن لا أقول.
ونافع {على} مع ضمير المتكلم، فيكون {على} متعلق {حقيقٌ}، أي: حق علي ووجب أن لا أقول إلا الحق.
وقرأ حمزة والكسائي: (يأتوك بكل سحار) في الأعراف [112] و (ائتوني بكل ساحر عليم) في يونس [79] على بناء المبالغة، والباقون: {بكل ساحرٍ} مثل: (عالم) و (علام).
وأثنى على بناء المبالغة بقوله: (شفا وتسلسلا) لموافقته لفظ ما أجمع عليه من الشعراء، أو لأن بعده {عليم} و (فعيل) من باء المبالغة). [كنز المعاني: 2/253] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقراءة حمزة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/178]
والكسائي: "يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ"، والباقون: "بكل ساحر"، وكذا في يونس: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ}، ولا خلاف في الذي في الشعراء أنه "سحَّار" بألف بعد الحاء كما قرأ حمزة والكسائي في الأعراف ويونس وساحر وسحار مثل عالم وعلام وفي التشديد مبالغة، وتقدير نظم البيت وسحار شفا في موضع ساحر في الأعراف ويونس، والمتسلسل الماء الذي يجري في الحلق سائغا سهل الدخول فيه، يشير إلى الميل إليه لموافقته لفظ ما أجمع عليه في الشعراء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/179]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (693 - .... .... .... وفي ساحر بها = ويونس سحّار شفا وتسلسلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: يأتوك بكل سحار عليم هنا، وقال فرعون ائتوني بكلّ سحّار عليم في يونس. بحاء مفتوحة مشددة ممدودة بعد السين. وقرأ
[الوافي في شرح الشاطبية: 273]
غيرهما ساحِرٍ بألف بعد السين وبعدها حاء مكسورة مخففة، فالأولى على وزن علام، والثانية على وزن عالم، وقد نطق الناظم بالقراءتين معا أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 274]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِكُلِّ سَاحِرٍ هُنَا، وَفِي يُونُسَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، سَحَّارٍ عَلَى وَزْنِ فَعَّالٍ بِتَشْدِيدِ الْحَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَابِهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي السُّورَتَيْنِ سَاحِرٍ عَلَى وَزْنِ فَاعِلٍ وَالْأَلِفُ قَبْلَ
[النشر في القراءات العشر: 2/270]
الْحَاءِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى حَرْفِ الشُّعَرَاءِ أَنَّهُ سَحَّارٍ لِأَنَّهُ جَوَابٌ لِقَوْلِ فِرْعَوْنَ فِيمَا اسْتَشَارَهُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ مُوسَى بَعْدَ قَوْلِهِ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ فَأَجَابُوهُ بِمَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِهِ رِعَايَةً لِمُرَادِهِ بِخِلَافِ الَّتِي فِي الْأَعْرَافِ فَإِنَّ ذَلِكَ جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ فَتَنَاسَبَ اللَّفْظَانِ، وَأَمَّا الَّتِي فِي يُونُسَ فَهِيَ أَيْضًا جَوَابٌ مِنْ فِرْعَوْنَ لَهُمْ حَيْثُ قَالُوا: إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ فَرَفَعَ مَقَامَهُ عَنِ الْمُبَالَغَةِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {بكلِ ساحرٍ} [112] وزن «فعال» بالتشديد هنا وفي يونس [79]، والباقون {ساحرٍ} وزن «فاعل» فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 523]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (638- .... .... .... وسحّارٍ شفا = مع يونسٍ في ساحر .... ). [طيبة النشر: 75]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وسحّار الخ) يعني قوله تعالى «بكل ساحر عليم» هنا وفي يونس، قرأه حمزة والكسائي وخلف سحّار بتشديد الحاء وألف بعدها، والباقون ساحر على وزن فاعل وساحر وسحار كعالم وعلام من المبالغة، ولا خلاف في حرف الشعراء أنه بالتشديد كما ذكره في النشر، والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 235]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) = مع يونس في ساحر وخفّفا
ش: أي: قرأ ذو همزة (اتل) نافع: حقيق عليّ [الأعراف: 105]- بياء مشددة، والتسعة بألف.
وقرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: يأتوك بكل سحّار هنا [الآية:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/334]
112]، [و] ائتوني بكل سحّار في يونس [الآية: 79]- بحاء مفتوحة مشددة بعدها ألف على أنه اسم فاعل على وجه المبالغة، والباقون بحاء مكسورة مخففة قبلها ألف على أنه اسم فاعل مجرد.
تنبيه:
استغنى عن القيد باللفظ في الموضعين.
وجه تخفيف على: قال الأخفش والفراء: (على) بمعنى الباء كالعكس في بكلّ صرط [الأعراف: 86]، وعليه الأكثر، يتعلق بـ «حقيق»، أي: بقول الحق ليس إلا، أو تضمن «حقيق» معنى: «حريص».
قال الزمخشري: والإدخال- في نكت القرآن- أن موسى عليه الصلاة والسلام [بالغ] في [إتخاذه الصدق] عند قول عدو الله: كذبت، أي: أنا واجب على الحق، ولا يرضى إلا بمثلي.
ووجه التشديد: جعله جارا ومجرورا، أي: واجب على قول الحق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/335] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِكُلِّ سَاحِر" [الآية: 112] هنا و[يونس الآية: 79] فحمزة والكسائي وخلف بتشديد الحاء وألف بعدها فيهما على وزن فعال للمبالغة "وإمالة" الدوري عن الكسائي، والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة: لا خلاف في تشديد موضع الشعراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/57] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ساحر} قرأ الأخوان بتشديد الحاء، وفتحها، وألف بعدها، والباقون بألف بعد السين، وكسر الحاء مخففة، على وزن (فاعل) ). [غيث النفع: 630]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}
{يَأْتُوكَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياتوك) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (يأتوك).
{سَاحِرٍ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف (سحار) بصيغة المبالغة.
[معجم القراءات: 3/124]
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ساحرٍ) اسم فاعل.
- وأمال (سحار) الدوري عن الكسائي وحمزة). [معجم القراءات: 3/125]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين