العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة لقمان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة لقمان [ من الآية (12) إلى الآية (15) ]

تفسير سورة لقمان
[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 01:05 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن ابن أبي ليلى عن مجاهد في قوله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة قال العقل والفقه والإصابة في القول في غير نبوة). [تفسير عبد الرزاق: 2/105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا لقمان الفقه في الدّين، والعقل، والإصابة في القول.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: الفقه والعقل والإصابة في القول من غير نبوّةٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي الفقه في الإسلام. قال قتادة: ولم يكن نبيًّا، ولم يوح إليه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا يونس، عن مجاهدٍ، في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: الحكمة: الصّواب.
وقال غير أبي بشرٍ: الصّواب في غير النّبوّة.
- حدّثنا ابن المثنّى، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، أنّه قال: كان لقمان رجلاً صالحًا، ولم يكن نبيًّا.
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، وابن حميدٍ، قالا: حدّثنا حكّامٌ، عن سعيدٍ الزّبيديّ، عن مجاهدٍ، قال: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًّا، غليظ الشّفتين، مصفح القدمين، قاضيًا على بني إسرائيل.
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: كان لقمان عبدًا أسود، عظيم الشّفتين، مشقّق القدمين.
- حدّثني عبّاس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، قال: حدّثنا سليمان بن بلالٍ، قال: ثني يحيى بن سعيدٍ قال: سمعت سعيد بن المسيّب، يقول: كان لقمان الحكيم أسود من سودان مصر.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا.
- حدّثنا العبّاس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن حرملة، قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيّب يسأل، فقال له سعيدٌ: لا تحزن من أجل أنّك أسود، فإنّه كان من خير النّاس ثلاثةٌ من السّودان: بلالٌ، ومهجعٌ مولى عمر بن الخطّاب، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيًّا ذا مشافر.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ، قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشّاة، فذبحها. قال: أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج اللّسان والقلب. ثمّ مكث ما شاء اللّه، ثمّ قال: اذبح لنا هذه الشّاة، فذبحها. فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللّسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما فقال له لقمان: إنّه ليس من شيءٍ أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ، قال: كان لقمان عبدًا أسود، غليظ الشّفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجلٌ، وهو في مجلس أناسٍ يحدّثهم، فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصّمت عمّا لا يعنيني.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: القرآن.
- قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الحكمة: الأمانة.
وقال آخرون: كان نبيًّا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عكرمة، قال: كان لقمان نبيًّا.
وقوله: {أن اشكر للّه} يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا لقمان الحكمة، أن احمد اللّه على ما آتاك من فضله؛ وجعل قوله {أن اشكر} ترجمةً عن الحكمة، لأنّ من الحكمة الّتي كان أوتيها، كان شكره اللّه على ما آتاه.
وقوله: {ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه} يقول: ومن يشكر اللّه على نعمه عنده، فإنّما يشكر لنفسه، لأنّ اللّه يجزل له على شكره إيّاه الثّواب، وينقذه به من الهلكة، {ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} يقول: ومن كفر نعمة اللّه عليه، إلى نفسه أساء، لأنّ اللّه معاقبه على كفرانه إيّاه، واللّه غنيٌّ عن شكره إيّاه على نعمه، لا حاجة به إليه، لأنّ شكره إيّاه لا يزيد في سلطانه، ولا ينقص كفرانه إيّاه من ملكه. ويعني بقوله {حميدٌ} محمودٌ على كلّ حالٍ، له الحمد على نعمه، كفر العبد نعمته أو شكره عليها؛ وهو مصروفٌ من مفعولٍ إلى فعيلٍ). [جامع البيان: 18/545-549]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولقد آتينا لقمان الحكمة يعني الفقه والعقل والإصابة في القول في غير نبوة). [تفسير مجاهد: 504]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ولقمان بن باعور بن ناخر بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، أو قال السّهيلي: لقمان بن عنقابن سرون عاش ألف سنة. وأدرك داود عليه الصّلاة والسّلام، وأخذ عنه العلم، وكان يفتي قبل مبعث داود عليه الصّلاة والسّلام، فلمّا بعث داود قطع الفتيا، وقيل: كان تلميذاً لألف نبي، وعند ابن أبي حاتم عن مجاهد: كان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين، وعن ابن عبّاس: كان عبدا حبشيًّا بخاراً، وقال سعيد بن المسيب: كان من سودان مصر ذو مشافر، أعطاه الله الحكمة ومنعه النّبوّة، وعن جابر بن عبد الله: كان قصيرا أفطس من النّبوّة، وقال ابن قتيبة: لم يكن نبيا في قول أكثر النّاس وكان رجلا صالحا، وعن ابن المسيب: كان خياطاً، وعن الزّجاج: كان نجاداً بالدّال المهملة، كذا هو بخط جماعة من الأئمّة، وقيل: راعيا، وقال الواقديّ: كان يحكم ويقضي في بني إسرائيل، وزمانه ما بين عيسى ومحمّد صلى الله عليه وسلم، وعند الحوتي عن عكرمة: كان نبيا، وهو قد تفرد بهذا القول، وقال وهب بن منبّه: كان ابن أخت أيّوب، وقال مقاتل: ابن خالة أيّوب، واسم ابنه: أنعم، وكان كافرًا فما زال حتّى أسلم، وقيل: مشكم، وقيل: ماثان، وقيل: ثاران). [عمدة القاري: 19/111-112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما كان لقمان قالوا: الله ورسوله أعلم قال: كان حبشيا). [الدر المنثور: 11/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه في الزهد وأحمد، وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا). [الدر المنثور: 11/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: ما انتهى إليكم من شأن لقمان عليه السلام قال: كان قصيرا أفطس من النوبة). [الدر المنثور: 11/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن حبان في الضعفاء، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فان ثلاثة منهم سادات أهل الجنة، لقمان الحكيم، والنجاشي، وبلال المؤذن قال الطبراني: أراد الحبشة). [الدر المنثور: 11/623-624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات السودان أربعة، لقمان الحبشي، والنجاشي، وبلال، ومهجع). [الدر المنثور: 11/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر ذا مشافر، أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة). [الدر المنثور: 11/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن ابن حرملة قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه يسأله فقال له سعيد رضي الله عنه: لا تحزن من أجل انك أسود فانه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان: بلال، ومهجع مولى عمر بن الخطاب، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر). [الدر المنثور: 11/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لقمان عليه السلام عبد أسود). [الدر المنثور: 11/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا لبني اسرائيل). [الدر المنثور: 11/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد، وابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه، ان لقمان عليه السلام كان خياطا). [الدر المنثور: 11/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده وان أول ما رؤي من حكمته انه بينما هو مع مولاه اذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان ان طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد ويكون منه الباسور ويصعد الحر إلى الرأس فأجلس هوينا). [الدر المنثور: 11/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال: وسكر مولاه فخاطر قوما على أن يشرب ماء بحيرة فلما أفاق عرف ما وقع منه فدعا لقمان فقال: لمثل هذا كنت أخبؤك، فقال: اجمعهم فلما اجتمعوا قال: على أي شيء خاطرتموه قالوا: على أن يشرب ماء هذه البحيرة قال: فان لها مواد فاحبسوا موادها عنها قالوا: كيف نستطيع أن نحبس موادها قال: وكيف يستطيع أن يشربها ولها مواد). [الدر المنثور: 11/625-626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: يعني العقل والفهم والفطنة، من غير نبوة). [الدر المنثور: 11/626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان كان عبدا كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فأحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام فقيل له: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق قال لقمان: ان أجبرني ربي عز وجل قبلت فاني أعلم أنه ان فعل ذلك أعانني، وعلمني، وعصمني، وان خيرني ربي قبلت العافية ولم أسأل البلاء فقالت الملائكة: يا لقمان لم قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل أو يعان فان أصاب فبالحري ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا ضائعا ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة، فعجب الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فأهوى في الخطيئة فصفح عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته فقال داود عليه السلام: طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية وأوتي داود الخلافة فابتلى بالذنب والفتنة). [الدر المنثور: 11/626-627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: العقل، والفقه، والاصابة في القول في نبوة). [الدر المنثور: 11/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال: الفقه في الإسلام ولم يكن نبيا ولم يوح إليه). [الدر المنثور: 11/627]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوة، فاختار الحكمة على النبوة فأتاه جبريل عليه السلام وهو نائم فذر عليه الحكمة فاصبح ينطق بها فقيل له: كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك فقال: لو أنه أرسل إلي بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه ولكنت أرجو أن أقوم بها ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلي). [الدر المنثور: 11/627-628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه انه سئل أكان لقمان عليه السلام نبيا قال: لا، لم يوح إليه وكان رجلا صالحا). [الدر المنثور: 11/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله تعالى عنه قال: كان لقمان عليه السلام نبيا). [الدر المنثور: 11/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضي الله تعالى عنه قال: كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة). [الدر المنثور: 11/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال: كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا). [الدر المنثور: 11/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فان الله يحي القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر). [الدر المنثور: 11/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال: ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال، ولا حسب، ولا خصال، ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق ولا يتنحخ ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك كان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول: حكمة يستعيدها اياه وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر، فبذلك أوتي ما أوتي). [الدر المنثور: 11/629]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت، وابن جرير عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال: مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال: ألست عبد بني فلان قال: بلى، قال: ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال: بلى، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى قال: تقوى الله وصدق الحديث واداء الامانة وطول السكوت عما لا يعنيني.
وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 11/629]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ان لقمان الحكيم كان يقول: ان الله إذا استودع شيئا حفظه). [الدر المنثور: 11/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال: ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات). [الدر المنثور: 11/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال: وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة فنفذ الخردل فقال: يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر، فتفطر ابنه). [الدر المنثور: 11/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني إياك والتقنع فانها مخوفة بالليل ومذلة بالنهار). [الدر المنثور: 11/630]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس، أن لقمان عليه السلام كان عبدا لداود وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال: نعم درع الحرب هذه، فقال لقمان: الصمت من الحكمة وقليل فاعله كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني). [الدر المنثور: 11/630-631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته فقال: يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد قال: المؤمن كذا له قلبان، قلب يرجو به، وقلب يخاف به). [الدر المنثور: 11/631]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولقمان اسم أعجمي، والجمهور على أنه كان حكيمًا ولم يكن نبيًّا، ومما ذكر من حكمته أنه أمر بأن يذبح شاة ويأتي بأطيب مضغتين منها فأتى باللسان والقلب ثم بعد أيام أمر بأن يأتي بأخبث مضغتين منها فأتي بهما أيضًا فسئل عن ذلك فقال: هما أطيب شيء إذا طابا وأخبثه إذا خبثا). [إرشاد الساري: 7/288]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13]
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم ، عن علقمة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82] شقّ ذلك على أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلمٍ؟ فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إنّه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه: {إنّ الشّرك} [لقمان: 13] لظلمٌ عظيمٌ "). [صحيح البخاري: 6/114-115]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ ذكر فيه حديث بن مسعودٍ في تفسير قوله تعالى {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} وقد تقدّم شرحه مستوفًى في كتاب الإيمان). [فتح الباري: 8/513]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ
أولها هو قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك باللّه إن الشّرك لظلم عظيم} (لقمان: 13) أي: أذكر إذ قال لقمان. قوله: (وهو يعظه) جملة حالية. قوله: (لا تشرك باللّه) أي: مع الله. قوله: (لظلم)، الظّلم وضع الشّيء في غير موضعه، والمشرك ينسب نعمة الله إلى غيره لأن الله هو الرّزّاق والمحيي والمميت.
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ بن سعيدٍ حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لمّا نزلت هاذه الآية: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} (الأنعام: 82) . شقّ ذالك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أيّنا لم يلبس إيمانه بظلمٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّه ليس بذاك ألا تسمع إلى قول لقمان لإبنه: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وجرير، بالجيم: هو ابن عبد الحميد يروي عن سليمان الأعمش عن إبراهيم النّخعيّ عن علقمة بن قيس النّخعيّ عن عبد الله بن مسعود. والحديث مضى في كتاب الإيمان في: باب ظلم دون ظلم، وقال الكرماني: سبق الحديث مستوفى في: باب سؤال جبريل عليه الصّلاة والسّلام، وليس كذلك، وإنّما سبق في الباب الّذي ذكرناه. قوله: (ليس بذاك) ويروى: ليس بذلك). [عمدة القاري: 19/112]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لا تشرك بالله}) أي مع الله ({إن الشرك لظلم عظيم}) [لقمان: 13] بدأ في وعظ ابنه بالأهم وهو منعه من الإشراك وإنما كان ظلمًا لأنه وضع النفس المكرمة الشريفة في عبادة الخسيس فوضع العبادة في غير موضعها.
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: لمّا نزلت هذه الآية {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82]
شقّ ذلك على أصحاب رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلمٍ؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «إنّه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ}».
وبه قال: (حدّثنا قتيبة بن سعيد) البغلاني الثقفي قال: (حدّثنا جرير) بفتح الجيم ابن عبد الحميد (عن الأعمش) سليمان بن مهران (عن إبراهيم) النخعي (عن علقمة) بن قيس النخعي (عن عبد الله) بن مسعود (رضي الله عنه) أنه (قال: لما نزلت هده الآية) التي بالأنعام ({الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}) [الأنعام: 82] أي بشرك فلم ينافقوا (شق ذلك على أصحاب رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقالوا أينا لم يلبس) بفتح أوّله وكسر الموحدة أي لم يخلط (إيمانه بظلم فقال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-): (إنه ليس بذاك) ولأبي ذر ليس بذلك (ألا تسمع) برفع العين من غيروا و (إلى قول لقمان لابنه إن الشرك لظلم عظيم) فعموم الظلم المستفاد من التعبير بالنكرة في سياق النفي غير مقصود بل هو من العام الذي أريد به الخاص وهو هنا الشرك كما مر في باب ظلم دون ظلم من كتاب الإيمان وفي سورة الأنعام مع مزيد لذلك وغيره وسقط قوله لابنه في رواية أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/288-289]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ}
- أخبرنا عليّ بن خشرمٍ، أخبرنا عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لمّا نزلت {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82], شقّ ذلك على المسلمين، قالوا: يا رسول الله، وأيّنا لا يظلم نفسه؟، قال: " ليس ذلك، إنّما هو الشّرك، ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه {يا بنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/212]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد {إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه، إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} يقول: لخطأٌ من القول عظيمٌ). [جامع البيان: 18/549]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عليٍّ الحسين بن عليٍّ الحافظ، ثنا يحيى بن محمّدٍ الحلبيّ، ثنا الحارث بن سليمان، ثنا عقبة بن علقمة، عن الأوزاعيّ، عن موسى بن سليمان، قال: سمعت القاسم بن مخيمرة، يحدّث عن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: قال لقمان لابنه وهو يعظه: «يا بنيّ إيّاك والتّقنّع، فإنّها مخوفةٌ باللّيل مذلّةٌ بالنّهار» هذا متنٌ شاهده إسنادٌ صحيحٌ واللّه أعلم "). [المستدرك: 2/446]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني أكثر من قول: رب اغفر لي، فان لله ساعة لا يرد فيها سائل). [الدر المنثور: 11/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضي الله عنه قال: بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني حملت الحجارة والحديد والحمل الثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء يا بني اني قد ذقت المر كله فلم أذق شيئا أمر من الفقر). [الدر المنثور: 11/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني ان العمل لا يستطاع إلا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله يا بني إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقة متروكة). [الدر المنثور: 11/632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة). [الدر المنثور: 11/632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك ان ذلك خير لك، قال: أهذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت قال: يا بني فان الله قد بعث نبيا، هلم حتى تأتيه فصدقة، قال: اذهب يا أبت، فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد واستبطاآ حماريهما فنزلا فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك اذ نظر لقمان أمامه فإذا هم بسواد ودخان فقال في نفسه: السواد: الشجر.
والدخان: العمران والناس، فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطى ء ابن لقمان على عظم في الطريق فخر مغشيا عليه فوثب إليه لقمان عليه السلام فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه ثم نظر إليه فذرفت عيناه فقال: يا أبت أنت تبكي وأنت تقول: هذا خير لي كيف يكون هذا خير لي وقد نفذ الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فان ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت وان أقمت معي متنا جميعا فقال: يا بني، أما بكائي فرقة الوالدين وأما ما قلت كيف يكون هذا خير لي فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ثم نظر لقمان أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد، وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا قتوارى عنه ثم صاح به: أنت لقمان قال: نعم، قال: أنت الحكيم قال: كذلك، فقال: ما قال لك ابنك قال: يا عبد الله من أنت اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال: أنا جبريل، أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها فاخبرت انكما تريدانها فدعوت ربي ان يحبسكما عنها بما شاء فحبسكما بما ابتلى به ابنك ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائمان ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء ثم حملها وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير فإذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال). [الدر المنثور: 11/632-634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي، انه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه قال: {إنها إن تك}، أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك فألقاها في عرضه ثم مكث ما شاء الله ثم ذكرها وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته). [الدر المنثور: 11/634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مالك رضي الله عنه قال: بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه: ليس غنى كصحة ولا نعيم كطيب نفس). [الدر المنثور: 11/634]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: من كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم). [الدر المنثور: 11/634-635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه ان لقمان قال لابنه: يا بني حملت الجندل، والحديد، وكل شيء ثقيل، فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء وذقت المر فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر يا بني لا ترسل رسولك جاهلا فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك يا بني اياك والكذب فانه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس فان الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا يا بني لا تأكل شبعا على شبع فانك ان تلقه للكلب خير من أن تأكله يا بني لا تكن حلوا فتبلع ولا مرا فتلفظ). [الدر المنثور: 11/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوت بالاسحار وأنت نائم على فراشك). [الدر المنثور: 11/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة). [الدر المنثور: 11/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال: قيل للقمان عليه السلام: ما حكمتك قال: لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني). [الدر المنثور: 11/636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي رجل من أهل البصرة قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك). [الدر المنثور: 11/636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال: لا تنكح أمة غيرك فتورث بنيك حزنا طويلا). [الدر المنثور: 11/636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال: كان لقمان عليه السلام يقول لابنه: يا بني اتق الله ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر). [الدر المنثور: 11/636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد، وابن جرير عن خالد الربعي رضي الله تعالى عنه قال: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده: اذبح لي شاة، فذبح له شاة فقال له: ائتني بأطيب مضغتين فيها، فأتاه باللسان والقلب فقال: أما كان شيء أطيب من هذين قال: لا، فسكت عنه ما سكت ثم قال له: اذبح لي شاة، فذبح له شاة فقال له: ألق أخبثها مضغتين، فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بأن تأتي بأطيبها مضغتين فأتيني باللسان والقلب وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فالقيت اللسان والقلب فقال: انه ليس شيء بأطيب منها إذا طابا ولا بأخبث منهما إذا خبثا). [الدر المنثور: 11/636-637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام: ألا أن يد الله على أفواه الحكماء، لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له). [الدر المنثور: 11/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني ما ندمت على الصمت قط وان كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب). [الدر المنثور: 11/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني اعتزل الشر كيما يعتزلك فإن الشر للشر خلق). [الدر المنثور: 11/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال: مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب فإن الرغب كل الرغب [ ] ينفذ القرب من القرب ويترك الحلم مثل الرطب يا بني إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم). [الدر المنثور: 11/637-638]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه: يا بني اختر المجالس على عينك فإذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم فانك ان تك عالما ينفعك علمك وان تك غبيا يعلموك وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله فانك ان تك عالما لا ينفعك علمك وان تك عييا يزيدوك عيا وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم ويا بني لا يغيظنك أمرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين فان له عند الله قاتلا لا يموت). [الدر المنثور: 11/638-639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: لا يأكل طعامك إلا الأتقياء وشاور في أمرك العلماء). [الدر المنثور: 11/639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة وليكن وهجك بسيطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال: مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون، وقال: مكتوب في الحكمة: كما تزرعون تحصدون، وقال: مكتوب في الحكمة: أحب خليلك وخليل أبيك). [الدر المنثور: 11/639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: قيل للقمان عليه السلام: أي الناس اصبر قال: صبر لا معه أذى، قيل: فأي الناس أعلم قال: من ازداد من علم الناس إلى علمه، قيل فأي الناس خير قال: الغني، قيل: الغني من المال قال: لا، ولكن الغني إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس). [الدر المنثور: 11/639]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال: قيل للقمان عليه السلام: أي الناس شر قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا). [الدر المنثور: 11/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: وجدت في بعض الحكمة، يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس ووجدت في الحكمة: لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت فإن مثل ذلك رجل احتطب حطبا فحمل حزمة فذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى). [الدر المنثور: 11/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام: يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم). [الدر المنثور: 11/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره ان لقمان عليه السلام قال لابنه: أي بني أن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيها ناس كثير فاجعل سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الايمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك ان تنجو ولا أراك ناجيا). [الدر المنثور: 11/640-641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده عن عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني اني حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر). [الدر المنثور: 11/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه ان لقمان قال: أقصر من اللجاجة ولا أنطق فيما لا يعنيني ولا أكون مضحاكا من غير عجب ولا مشاء إلى غير أرب). [الدر المنثور: 11/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال: قرأت في الحكمة: من كان له من نفسه واعظا كان له من الله حافظا ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية). [الدر المنثور: 11/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة). [الدر المنثور: 11/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان لابنه: أي بني ان الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك). [الدر المنثور: 11/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني جالس الصالحين من عباد الله فانك تصيب بمجالستهم خيرا ولعله أن يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم يا بني لا تجالس الأشرار فانك لا يصيبك من مجالستهم خير ولعله أن يكوه في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم). [الدر المنثور: 11/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام: الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاووس رضي الله عنه: أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله). [الدر المنثور: 11/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني إذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام ثم أجلس في ناحيتهم فإن افاضوا في ذكر الله فاجلس معهم وان أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم). [الدر المنثور: 11/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه: ان لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال: ما فعل أبي قال: مات، قال: الحمد لله ملكت أمري قال: ما فعلت أمي قال: ماتت، قال: ذهب همي قال: ما فعلت امرأتي قال: ماتت قال: جدد فراشي قال: ما فعلت أختي قال: ماتت قال: سترت عورتي قال: ما فعل أخي قال: مات قال: انقطع ظهري). [الدر المنثور: 11/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء). [الدر المنثور: 11/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني امتنع مما يخرج من فيك فانك ما سكت سالم وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك). [الدر المنثور: 11/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم). [الدر المنثور: 11/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام: ضرب الوالد لولده كالماء للزرع). [الدر المنثور: 11/643-644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال: بلغني ان لقمان عليه السلام كان يقول: ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن، الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، وأخوك عند حاجتك إليه). [الدر المنثور: 11/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك فان أنصفك عند غضبه والا فاحذره). [الدر المنثور: 11/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدار قطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال: بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد). [الدر المنثور: 11/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان يقول: اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين، إذا ذكرتك لم يعينوني وإذا نسيتك لم يذكروني وإذا أمرت لم يطيعوني وان صمت أحزنوني). [الدر المنثور: 11/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بني عود لسانك ان يقول: اللهم اغفر لي، فان لله ساعة لا يرد فيها الدعاء). [الدر المنثور: 11/644-645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني إياك والدين فانه ذل النهار هم الليل). [الدر المنثور: 11/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته). [الدر المنثور: 11/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: قال لقمان عليه السلام: إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال: يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين). [الدر المنثور: 11/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال: قال الله عز وجل يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري وتدعو إلي وتفر مني وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض ثم يتلو الحسن {إن الشرك لظلم عظيم} ). [الدر المنثور: 11/645]

تفسير قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله حملته أمه وهنا على وهن قال جهدا على جهد). [تفسير عبد الرزاق: 2/106]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {وهنًا على وهنٍ} قال: ضعفٌ على ضعفٍ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 89]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}.
يقول تعالى ذكره: وأمرنا الإنسان ببرّ والديه {حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} يقول: ضعفًا على ضعفٍ، وشدّةً على شدّةٍ؛ ومنه قول زهيرٍ:
فلن يقولوا بحبلٍ واهنٍ خلقٍ = لو كان قومك في أسبابه هلكوا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، غير أنّهم اختلفوا في المعنى بذلك، فقال بعضهم: عنى به الحمل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} يقول: شدّةً بعد شدّةٍ، وخلقًا بعد خلقٍ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {وهنًا على وهنٍ} يقول: ضعفًا على ضعفٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} أي جهدًا على جهدٍ.
وقال آخرون: بل عنى به: وهن الولد وضعفه على ضعف الأمّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وهنًا على وهنٍ} قال: وهن الولد على وهن الوالدة وضعفها.
وقوله: {وفصاله في عامين} يقول: وفطامه في انقضاء عامين.
وقيل: {وفصاله في عامين} وترك ذكر انقضاء اكتفاءً بدلالة الكلام عليه، كما قيل: {واسأل القرية الّتي كنّا فيها} يراد به أهل القرية.
وقوله: {أن اشكر لي ولوالديك} يقول: وعهدنا إليه أن اشكر لي على نعمي عليك، ولوالديك تربيتهما إيّاك، وعلاجهما فيك ما عالجا من المشقّة حتّى استحكم قواك.
وقوله: {إليّ المصير} يقول: إلى اللّه مصيرك أيّها الإنسان، وهو سائلك عمّا كان من شكرك له على نعمه عليك، وعمّا كان من شكرك لوالديك، وبرّك بهما على ما لقيا منك من العناء والمشقّة في حال طفولتك وصباك، وما اصطنعا إليك في برّهما بك، وتحننهما عليك.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت في شأن سعد بن أبي وقّاصٍ وأمّه.
ذكر الرّواية الواردة في ذلك:
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن مصعب بن سعدٍ، قال: حلفت أمّ سعدٍ أن لا تأكل ولا تشرب، حتّى يتحوّل سعدٌ عن دينه. قال: فأبى عليها. فلم تزل كذلك حتّى غشي عليها. قال: فأتاها بنوها فسقوها. قال: فلمّا أفاقت دعت اللّه عليه، فنزلت هذه الآية: {ووصّينا الإنسان بوالديه} إلى قوله: {في الدّنيا معروفًا}.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه، قال: قالت أمّ سعدٍ لسعدٍ: أليس اللّه قد أمر بالبرّ، فواللّه لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتّى أموت أو تكفر قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصًا، ثمّ أوجروها، فنزلت هذه الآية: {ووصّينا الإنسان بوالديه}.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن سماك بن حربٍ، قال: قال سعد بن مالكٍ: نزلت فيّ: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا} قال: لمّا أسلمت، حلفت أمّي لا تأكل طعامًا ولا تشرب شرابًا، قال: فناشدتها أوّل يومٍ، فأبت وصبرت؛ فلمّا كان اليوم الثّاني ناشدتها، فأبت؛ فلمّا كان اليوم الثّالث ناشدتها فأبت، فقلت: واللّه لو كانت لك مائة نفسٍ لخرجت قبل أن أدع ديني هذا؛ فلمّا رأت ذلك، وعرفت أنّي لست فاعلاً أكلت.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت هبيرة، يقول: قال: نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقّاصٍ {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} الآية). [جامع البيان: 18/550-553]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وهنا على وهن يعني المشقة وهن الولد). [تفسير مجاهد: 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وهنا على وهن} قال: شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله {وهنا على وهن} قال: ضعفا على ضعف). [الدر المنثور: 11/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهنا على وهن} قال: مشقة وهو الولد). [الدر المنثور: 11/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وهنا على وهن} قال: الولد على وهن قال: الوالدة وضعفها). [الدر المنثور: 11/648]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني اللّيث بن سعد أن سعد بن أبي وقاص كان بارا بأمه [فا = .. ] في أن تكلمه يرجع إلى دينه، فقالت: أنا أكفيكموه [فـ ......]، قال: أما في هذه فلا أطيعك ولكني أطيعك فما سوى ذلك.
قال الليث: فيزعمون أن هذه الآية أنزلت فيه، والله أعلم: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما}، {وصاحبهما في الدنيا معروفا}، الآية كلها؛
قال لي الليث: فصارت له ولغيره). [الجامع في علوم القرآن: 2/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: {وإن جاهدك} أيّها الإنسان والداك {على أن تشرك بي} في عبادتك إيّاي معي غيري ممّا لا تعلم أنّه لي شريكٌ، ولا شريك له تعالى ذكره علوًّا كبيرًا، فلا تطعهما فيما أراداك عليه من الشّرك بي، {وصاحبهما في الدّنيا معروفًا} يقول: وصاحبهما في الدّنيا بالطّاعة لهما فيما لا تبعة عليك فيه فيما بينك وبين ربّك ولا إثم.
وقوله: {واتّبع سبيل من أناب إليّ} يقول: واسلك طريق من تاب من شركه، ورجع إلى الإسلام، واتّبع محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واتّبع سبيل من أناب إليّ} أي من أقبل إليّ.
وقوله: {ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون} فإنّ إليّ مصيركم ومعادكم بعد مماتكم فأخبركم بجميع ما كنتم في الدّنيا تعملون من خيرٍ وشرٍّ، ثمّ أجازيكم على أعمالكم، المحسن منكم بإحسانه، والمسيء بإساءته.
فإن قال لنا قائلٌ: ما وجه اعتراض هذا الكلام بين الخبر عن وصيّتي لقمان ابنه؟
قيل ذلك أيضًا، وإن كان خبرًا من اللّه تعالى ذكره عن وصيّته عباده به، وأنّه إنّما أوصى به لقمان ابنه، فكان معنى الكلام: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} ولا تطع في الشّرك به والديك {وصاحبهما في الدّنيا معروفًا} فإنّ اللّه وصّى بهما، فاستأنف الكلام على وجه الخبر من اللّه، وفيه هذا المعنى، فذلك وجه اعتراض ذلك بين الخبرين عن وصيّته). [جامع البيان: 18/553-554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حماته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وام بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
أخرج أبو يعلى والطبراني، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي قال: ان سعد بن أبي وقاص قال: نزلت هذه الآية {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت: يا سعد وما هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه قلت: يا أمه لا تفعلي فاني لا أدع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لا تأكل فاصبحت قد جهدت فمكثت يوما آخر وليلة وقد اشتد جهدها فلما رأيت ذلك قلتك يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء فان شئت فكلي وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت، فنزلت هذه الآية). [الدر المنثور: 11/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن سعد قال: نزلت في أربع آيات الأنفال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} والوصية والخمر). [الدر المنثور: 11/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه {وإن جاهداك على أن تشرك بي} ). [الدر المنثور: 11/646-647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: جئت من الرمي فإذا الناس مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وعلى أخي عامر حين أسلم فقلت: ما شأن الناس فقالوا: هذه أمك قد أخذت أخاك عامرا تعطي الله عهدا: أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى يدع الصباوة، فأقبل سعد رضي الله عنه حتى تخلص إليها فقال: علي يا أمه فاحلفي قالت: لم قال: أن لا تستظلي في ظل ولا تأكلي طعاما ولا تشربي شرابا حتى تري مقعدك من النار فقالت: إنما أحلف على ابني البر، فأنزل الله {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 11/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله {وصاحبهما في الدنيا معروفا} قال: تعودهما إذا مرضا وتتبعهما إذا ماتا وتواسيهما مما أعطاك الله {واتبع سبيل من أناب إلي} ). [الدر المنثور: 11/648]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {واتبع سبيل من أناب إلي} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/648]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1434هـ/28-03-2013م, 06:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12]، يعني: الفهم والعقل، تفسير السّدّيّ.
ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: الفقه، والعقل، والإصابة في القول في غير نبوّةٍ.
وحدّثني أبو الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ قال: كان لقمان رجلا حبشيًّا نجّارًا، فأمره سيّده أن يذبح له شاةً، فذبح له شاةً، فقال له: ائتني بأطيبها مضغتين، فأتاه باللّسان والقلب، فقال: أما كان فيها شيءٌ أطيب من هاتين؟ قال: لا، فسكت عنه ما سكت، ثمّ أمره فذبح له شاةً، فقال له: ألق أخبثها مضغتين، فألقى اللّسان والقلب، فقال له: أمرتك أن تأتيني بأطيبها مضغتين،
[تفسير القرآن العظيم: 2/672]
فأتيتني باللّسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين، فألقيت اللّسان والقلب، فقال: إنّه ليس أطيب منهما إذا طابا ولا شيء أخبث منهما إذا خبثا.
قوله: {أن اشكر للّه} [لقمان: 12] النّعمة.
قال: {ومن يشكر} [لقمان: 12] النّعمة.
{فإنّما يشكر لنفسه} [لقمان: 12] وهو المؤمن.
قال: {ومن كفر} [لقمان: 12]، يعني: من كفر النّعمة.
{فإنّ اللّه غنيٌّ} [لقمان: 12] عن خلقه.
{حميدٌ} [لقمان: 12] استحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/673]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة...}...

- حدثني حبّان عن بعض من حدّثه قال: كان لقمان حبشياً مجدّعاً ذا مشفر.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} وقال: {أن اشكر للّه} : وهي "بأن اشكر الله".). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيّ حميد (12)} معناه : لأن تشكر للّه، ويجوز أن تكون " أن " مفسّرة، فيكون المعنى : أي : اشكر للّه تبارك وتعالى: وتأويل " أن اشكر للّه " , قلنا له: اشكر للّه على ما آتاك. وقد اختلف في التفسير في لقمان : فقيل: كان نبيّا، وقيل: كان حكيما، وقيل كان رجلا صالحا، وقيل: كان حبشيا , غليظ المشافر , مشقّق الرجلين , ولكن اللّه آتاه الحكمة، فلسنا نشك أنه كان حكيما لقول الله عزّ وجلّ:{ولقد آتينا لقمان الحكمة} وقيل : كان نجّارا , وقيل: كان خياطا، وقيل : كان راعيا. وروي في التفسير : أن إنسانا وقف عليه , وهو في مجلسه , فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي في موضع كذا وكذا؟. قال: بلى، قال فما بلغ بك ما أرى؟ فقال: صدق الحديث والصّمت عمّا لا يعنيني.). [معاني القرآن: 4/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه: {بل الظالمون في ضلال مبين}. ثم قال جل وعز: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} روى سليمان بن بلال , عن يحيى بن سعيد , عن سعيد بن المسيب قال : (كان لقمان من سودان مصر ).
وقال غيره : كان في وقت داود النبي صلى الله عليه وسلم
قال وهب بن منبه : (قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب).
قال مجاهد : (الحكمة التي أوتيها العقل , والفقه , والصواب في الكلام من غير نبوة) .
قال زيد بن أسلم : (الحكمة : العقل في دين الله عز وجل)). [معاني القرآن: 5/282-283]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] يظلم المشرك به نفسه ويضرّ به نفسه.
وقال الحسن: ينقص به نفسه.
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- عاصم بن حكيمٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعودٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّنا لم يظلم؟ فنزلت هذه الآية: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13].
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " الظّلم ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفره اللّه تبارك وتعالى، وظلمٌ يغفره اللّه، وظلمٌ لا يدعه اللّه، فأمّا الظّلم الّذي لا يغفره اللّه فالإشراك، وأمّا الظّلم الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/673]
يغفره اللّه فذنوب العباد فيما بينهم وبين اللّه، وأمّا الظّلم الّذي لا يدعه اللّه فظلم العباد بعضهم بعضًا، لا يدعه اللّه حتّى يقصّ بعضهم
من بعضٍ "). [تفسير القرآن العظيم: 2/674]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(إذ) قد تزاد، كقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 30].
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} [لقمان: 13]. أي: وقال.
وقال ابن ميّادة: إذ لا يزال قائل أَبِن أَبِن). [تأويل مشكل القرآن: 252] (م)

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه. ويقال: (من أشبه أباه فما ظلم)، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه. وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه. وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة. وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر. ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه. ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك؛ لأنّ من جعل لله شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها. يقول الله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقال: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، أي: يشرك). [تأويل مشكل القرآن: 467] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلم عظيم (13)} موضع " إذ " نصب بقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}, أي : ولقد آتينا لقمان الحكمة إذ قال؛ لأن هذه الموعظة حكمة. وقوله: {إنّ الشّرك لظلم عظيم} يعني : أنّ اللّه هو المحيي المميت الرازق المنعم وحده لا شريك له فإذا أشرك به أحد غيره , فذلك أعظم الظلم؛ لأنه جعل النعمة لغير ربّها. وأصل الظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه, وقد بيّنّا ذلك فيما سلف من الكتاب.). [معاني القرآن: 4/195-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال زيد بن أسلم : (الحكمة: العقل في دين الله عز وجل) , ويقال: إن ابنه اسمه ثاران , وقوله جل وعز: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} . قال الأصمعي : الظلم وضع الشيء في غير موضعه . قال أبو جعفر : الشرك : نسب نعمة الله جل وعز إلى غيره ؛ لأن الله جل وعز الرزاق , والمحيي , والمميت , وقال: هو ظالم لنفسه.). [معاني القرآن: 3-2844]

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه} [لقمان: 14]، يعني: برًّا بوالديه، تفسير السّدّيّ.
{حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} [لقمان: 14] ضعفًا على ضعفٍ، في تفسير الحسن.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الولد وهن الوالدة وضعفها.
وتفسير مجاهدٍ في حديث عاصم بن حكيمٍ: وهن الولد على وهن الولد.
والوهن الضّعف.
وفي تفسير قتادة: جهدٌ على جهدٍ.
قال: {وفصاله} [لقمان: 14]، أي: وفطامه.
{في عامين} [لقمان: 14]
- قال: حدّثنا عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا رضاع بعد الفطام».
- وحدّثني ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرّحمن، عن الزّهريّ أنّ ابن عمر، وابن عبّاسٍ كانا لا يريان الرّضاع بعد الحولين شيئًا.
قوله عزّ وجلّ: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14] البعث.
- حدّثني أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رضى الرّبّ مع رضى الوالد، وسخط
[تفسير القرآن العظيم: 2/674]
الرّبّ مع سخط الوالد».
- وحدّثني المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أصبح مرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، ومن أصبح مسخطًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من النّار ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن
ظلماه».
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فوق كلّ برٍّ برًّا حتّى إنّ الرّجل ليهريق دمه اللّه، وإنّ فوق كلّ فجورٍ فجورًا حتّى إنّ الرّجل ليعقّ والديه»). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ حملته أمّه وهناً على وهنٍ }: مجازه: ضعفاً إلى ضعفها , وفي آية أخرى " وهن العظم منّي ".
وقال زهير:
فلن يقولوا بحبل واهنٍ خلق= لو كان قومك في أمثاله هلكوا
{ وفصاله } : أي : فطامه.). [مجاز القرآن: 2/126-127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} وقال: {وفصاله في عامين}: أي : في انقضاء عامين ولم يذكر الانقضاء كما قال: {وسئل القرية} , يعني : أهل القرية.). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف. {فصاله في عامين}: فطامه). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهناً على وهنٍ}, أي: ضعفا على ضعف, {فصاله}: فطامه.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير (14)} جاء في التفسير :{وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف، أي : لزمها لحملها إياه أن ضعفت مرة بعد مرة. وموضع " أن " نصب بـ (وصّينا). المعنى : وصينا الإنسان أن اشكره لي , ولوالديك، أي : وصّيناه بشكرنا , وبشكر والديه.). [معاني القرآن: 4/196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} وقرأ عيسى : وهنا على وهن
قال الضحاك : (الوهن : الضعف) , وكذلك هو في اللغة يقال: وهن يهن , ووهن يوهن, ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف , يعني : ضعف الحمل , وضعف الطلق ", وضعف النفاس
ثم قال جل وعز: {وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك} وفصاله في عامين : أي : فطامه في عامين . أن اشكر لي ولوالديك على التقديم والتأخير , والمعنى : {ووصينا الإنسان أن اشكر لي ولوالديك}.). [معاني القرآن: 5/284-385]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}: أي: ضعفا على ضعف.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَهْنًا}: ضعفاً , {على وهن}: ضعف.). [العمدة في غريب القرآن: 240]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك} [لقمان: 15]، يعني: أراداك.
{على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ} [لقمان: 15]، أي: أنّك لا تعلم أنّ لي شريكًا، يعني: المؤمن.
قال: {فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ} [لقمان: 15]، أي: طريق {من أناب إليّ} [لقمان: 15] من أقبل إليّ بقلبه مخلصًا، يعني: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين.
قال: {ثمّ إليّ مرجعكم} [لقمان: 15] يوم القيامة.
{فأنبّئكم بما كنتم تعملون} [لقمان: 15] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وصاحبهما في الدّنيا معروفاً...}
أي : أحسن صحبتهما.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({واتّبع سبيل من أناب إليّ }: أي : طريق من رجع وتاب إلى الله , وهذا مما وصى الله به.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون (15)} يروى أن سعد بن أبي وقاص ذكر أن هذه الآية نزلت بسببه, وذلك أنه كان أسلم , فحلفت أمّه ألا تأكل طعاماً، ولا تشرب شرابًا حتى يرتدّ إلى الكفر، فمكثت ثلاثا لا تطعم ولا تشرب حتى شجروا فاها - أي فتحوه - بعود حتى أكلت وشربت، ويروى أنه قال: (لو كانت لها سبعون نفسا فخرجت لما ارتددت عن الإسلام). وقوله عزّ وجلّ: {وصاحبهما في الدّنيا معروفا}
يقال: صاحبته , صاحبا , ومصاحبة.
ومعنى المعروف: ما يستحسن من الأفعال.
{واتّبع سبيل من أناب إلي}: أي : اتبع سبيل من رجع إليّ.). [معاني القرآن: 4/196-197]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}
يروى : أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص . ثم قال جل وعز: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}
أي: مصاحبا معروفا , يقال : صاحبته مصاحبة, ومصاحبا , ومعروفا , أي : ما يحسن ثم رجع إلى الإخبار عن لقمان , فقال: { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله}
وهذا على التمثيل كما قال سبحانه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}
قال سفيان : (بلغني أنه الصخرة التي عليها الأرضون ).
وروى : أن ابن لقمان سأله عن حبة وقعت في مقل البحر , أي : في مغاصه , فأجابه بهذا .
قال أبو مالك : {يأت بها الله}: (أي : يعلمها الله)). [معاني القرآن: 5/285-287]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:44 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول نصحت لك وشكرت لك فهذه اللغة الفصيحة قال الله جل وعز: {أن اشكر لي ولوالديك} وقال في موضع آخر: {وأنصح لكم} ونصحتك وشكرتك لغة قال الشاعر:
(نصحت بني عوف فلم يتقبلوا = رسولي ولم تنجح لديهم رسائلي) ).
[إصلاح المنطق: 281]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}: ثقلاً على ثقل). [مجالس ثعلب: 269]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}
لقمان رجل حكيم بحكمة الله تعالى، وهي الصواب في المعتقدات، والفقه في الدين والعمل، واختلف، هل هو نبي مع ذلك أو رجل صالح فقط؟
فقال بنبوته عكرمة والشعبي، وقال بصلاحه فقط مجاهد وغيره، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لم يكن لقمان نبيا، ولكن كان عبدا كثير التفكير، حسن اليقين، أحب الله فأحبه، فمن عليه بالحكمة، وخيره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال: يا رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعا وطاعة فإنك ستعصمني"، وكان قاضيا في بني إسرائيل، نوبيا أسود مشقق الرجلين ذا مشافر، قاله سعيد بن المسيب، ومجاهد، وابن عباس. وقال له رجل كان قد رعى معه الغنم: ما بلغ بك يا لقمان ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني، وقال ابن المسيب: كان من سودان مصر، من النوبة، وقال خالد بن الربيع: كان نجارا، وقيل: كان خياطا، وقيل: كان راعيا. وحكم لقمان كثيرة مأثورة، قيل له: وأي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئا.
وقوله تعالى: {أن اشكر} يجوز أن تكون "أن" في موضع نصب على إسقاط حرف الجر، أي: بأن اشكر لله، ويجوز أن تكون مفسرة، أي: كانت حكمته دائرة على الشكر لله تعالى ومعانيه. وجميع العبادات والمعتقدات داخلة في شكر الله تبارك وتعالى. ثم أخبر تعالى أن الشاكر حظه عائد عليه، وهو المنتفع بذلك، والله تعالى غني عن الشكر، فلا ينفعه شكر العباد، حميد في نفسه، فلا يضره كفر الكافرين. و"حميد" بمعنى: محمود، أي: هو مستحق ذلك بصفاته وذاته). [المحرر الوجيز: 7/ 44-45]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وإذ قال" يحتمل أن يكون التقدير: واذكر إذ قال، واختصر ذلك لدلالة المتقدم عليه، واسم ابنه تاران. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: "يا بني" بالشد والكسر في الياء، في الثلاثة، على إدغام إحدى الياءين في الأخرى، وقرأ حفص، والمفضل عن عاصم: "يا بني" بالشد والفتح في الثلاثة، على قولك: يا بنيا، ويا غلاما. وقرأ ابن أبي برة عن ابن كثير: "يا بني" بسكون الياء، و"يا بني إنها" بكسر الياء، و"يا بني أقم الصلاة" بفتح الياء، وروى عنه قنبل بالسكون في الأولى والثالثة، وبكسر الوسطى. وظاهر قوله: {إن الشرك لظلم عظيم} أنه من كلام لقمان، ويحتمل أن يكون خبرا من الله تعالى منقطعا من كلام لقمان، متصلا به في تأكيد المعنى، ويؤيد هذا الحديث المأثور: "أنه لما نزلت: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} أشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم}، فسكن إشفاقهم".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما يسكن إشفاقهم بأن يكون ذلك خبرا من الله تعالى، وقد يسكن الإشفاق بأن يذكر الله عز وجل ذلك عن عبد قد وصفه بالحكمة والسداد). [المحرر الوجيز: 7/ 45-46]

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون}
هاتان الآيتان اعتراض أثناء وصية لقمان، ووجه الطبري ذلك بأنها من معنى كلام لقمان، ومما قصده، وذلك غير متوجه; لأن كون الآيتين في شأن سعد بن أبي وقاص - حسب ما ذكره بعد - يضعف أن تكون مما قاله لقمان، وإنما الذي يشبه أنه اعتراض أثناء الموعظة، وليس ذلك بمفسد للأول منها ولا للآخر، ولما فرغ من هاتين الآيتين عاد إلى الموعظة على تقدير إضمار: "وقال أيضا لقمان"، ثم اختصر ذلك لدلالة المتقدم عليه.
وهذه الآية شرك الله تعالى الأم والوالد منها في رتبة الوصية بهما، ثم خصص الأم بدرجة ذكر الحمل، وبدرجة ذكر الرضاع، فتحصل للأم ثلاث مراتب، وللأب واحدة، وأشبه ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم - حين قال له رجل -: من أبر؟ قال: "أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك" فجعل له الربع من المبرة كالآية.
و وهنا على وهن معناه: ضعفا على ضعف، وقيل: إشارة إلى مشقة الحمل ومشقة الولادة بعده، وقيل: إشارة إلى ضعف الولد وضعف الأم معه، ويحتمل أن أشار إلى تدرج حالها في زيادة الضعف، فكأنه لم يعين ضعفين، بل كأنه قال: حملته أمه والضعف يتزيد بعد الضعف إلى أن ينقضي أمده. وقرأ عيسى الثقفي: "وهنا على وهن" بفتح الهاء، ورويت عن أبي عمرو. وهما بمعنى واحد.
وقرأ جمهور الناس: "وفصاله"، وقرأ الحسن، والجحدري، ويعقوب: "وفصله"، وأشار بالفصال إلى تحديد مدة الرضاع، فعبر عنه بغايته ونهايته، والناس مجمعون "على العامين" في مدة الرضاع في باب الأحكام والنفقات، وأما في تحريم اللبن فحددت فرقة بالعامين لا زيادة ولا نقص، وقالت فرقة: العامان وما اتصل بهما من الشهر ونحوه إذا كان متصل الرضاع في حكم واحد يحرم، وقالت فرقة: إن فطم الصبي قبل العامين وترك اللبن فإن ما شرب بعد ذلك في الحولين لا يحرم.
وقوله تعالى: {أن اشكر} يحتمل أن يكون التقدير: بأن اشكر، ويحتمل أن تكون مفسرة، وقال سفيان بن عيينة: من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما. وقوله تعالى: {إلي المصير} توعد أثناء الوصية.
وقوله تعالى: {وإن جاهداك} الآية. روي أن هاتين الآيتين نزلتا في شأن سعد بن أبي وقاص، وذلك أن أمه - وهي حمنة بنت أبي سفيان بن أمية - حلفت أن لا تأكل ولا تشرب حتى يفارق دينه ويرجع إلى دين آبائه وقومه، فلج سعد في الإسلام، ويروى أنها كانت إذا أجهدها العطش شجوا فاها، ويروى: شجروا، أي: فتحوه بعود ونحوه وصبوا ما يرمقها، فلما طال ذلك ورأت أن سعدا لا يرجع أكلت، ففي هذه القصة نزلت الآيات، قاله سعد بن أبي وقاص والجماعة من المفسرين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وواطأت الآية الأولى ببر الوالدين وحكمه، ثم حكم بأن ذلك لا يكون في الكفر والمعاصي، وجملة هذا الباب أن طاعة الوالدين لا تراعى في ركوب كبيرة، ولا في ترك فريضة على الأعيان، وتلزم طاعتهما في المباحات، وتستحسن في ترك الطاعات الندب، ومنه أمر جهاد الكفاية، والإجابة للأم في الصلاة مع إمكان الإعادة، على أن هذا أقوى من الندب، لكن يعلل بخوف هلكة عليها ونحوه مما يبيح قطع الصلاة فلا يكون أقوى من الندب، وخالف الحسن في هذا التفصيل، فقال: إن منعته أمه من شهود العشاء الآخرة شفقة فلا يطعها.
وقوله: {وصاحبهما في الدنيا معروفا} يعني: الأبوين الكافرين، أي: صلهما بالمال، وادعهما برفق، ومنه قول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم - وقد قدمت عليها خالتها، وقيل: أمها من الرضاعة - فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم، وراغبة، قيل: معناه: عن الإسلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأظهر عندي أنها راغبة في الصلة، وما كانت لتقدم على أسماء لولا حاجتها، ووالدة أسماء هي قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد، وأم عائشة وعبد الرحمن هي أم رومان قديمة الإسلام.
وقوله تعالى: {واتبع سبيل من أناب إلي} وصية لجميع العالم، كأن المأمور الإنسان، و"أناب" معناه: مال ورجع إلى الشيء، وهذه سبيل الأنبياء والصالحين، وحكى النقاش أن المأمور سعد، والذي أناب أبو بكر رضي الله عنهما، وقال: إن أبا بكر لما أسلم أتاه سعد، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان، وطلحة، وسعيد، والزبير، فقالوا: آمنت؟ قال: نعم، فنزلت فيه أمن هو قانت آناء الليل، فلما سمعها الستة آمنوا، فأنزل الله تعالى فيهم: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى} إلى قوله تعالى: {أولئك الذين هداهم الله}. ثم توعد عز وجل بالبعث من القبور، والرجوع للجزاء، والتوقيف على صغير الأعمال وكبيرها).[المحرر الوجيز: 7/ 46-49]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ (12)}
اختلف السّلف في لقمان، عليه السّلام: هل كان نبيًّا، أو عبدًا صالحًا من غير نبوّةٍ؟ على قولين، الأكثرون على الثّاني.
وقال سفيان الثّوريّ، عن الأشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا.
وقال قتادة، عن عبد اللّه بن الزّبير، قلت لجابر بن عبد اللّه: ما انتهى إليكم من شأن لقمان؟ قال: كان قصيرًا أفطس من النّوبة.
وقال يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: كان لقمان من سودان مصر، ذا مشافر، أعطاه اللّه الحكمة ومنعه النّبوّة.
وقال الأوزاعيّ: رحمه اللّه، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة قال: جاء رجلٌ أسود إلى سعيد بن المسيّب يسأله، فقال له سعيد بن المسيّب: لا تحزن من أجل أنّك أسود، فإنّه كان من أخير النّاس ثلاثةٌ من السّودان: بلالٌ، ومهجع مولى عمر بن الخطّاب، ولقمان الحكيم، كان أسود نوبيًّا ذا مشافر.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشّاة. فذبحها، فقال: أخرج أطيب مضغتين فيها. فأخرج اللّسان والقلب، فمكث ما شاء اللّه ثمّ قال: اذبح لنا هذه الشّاة. فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها. فأخرج اللّسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال لقمان: إنّه ليس من شيءٍ أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
وقال شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ: كان لقمان عبدًا صالحًا، ولم يكن نبيًّا.
وقال الأعمش: قال مجاهدٌ: كان لقمان عبدًا أسود عظيم الشّفتين، مشقّق القدمين.
وقال حكّام بن سلم، عن سعيد الزّبيديّ، عن مجاهدٍ: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًّا غليظ الشّفتين، مصفح القدمين، قاضيًا على بني إسرائيل.
وذكر غيره: أنّه كان قاضيًا على بني إسرائيل في زمن داود، عليه السّلام.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا الحكم، حدّثنا عمرو بن قيسٍ قال: كان لقمان، عليه السّلام، عبدًا أسود غليظ الشّفتين، مصفّح القدمين، فأتاه رجلٌ وهو في مجلسٍ أناسٍ يحدّثهم، فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا، قال: نعم. فقال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصّمت عمّا لا يعنيني.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا صفوان، حدّثنا الوليد، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد عن جابرٍ قال: إنّ اللّه رفع لقمان الحكيم بحكمته، فرآه رجلٌ كان يعرفه قبل ذلك، فقال له: ألست عبد بني فلانٍ الّذي كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى. قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: قدر اللّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.
فهذه الآثار منها ما هو مصرّح فيه بنفي كونه نبيًّا، ومنها ما هو مشعرٌ بذلك؛ لأنّ كونه عبدًا قد مسّه الرّقّ ينافي كونه نبيًّا؛ لأنّ الرّسل كانت تبعث في أحساب قومها؛ ولهذا كان جمهور السّلف على أنّه لم يكن نبيًّا، وإنّما ينقل كونه نبيًّا عن عكرمة -إن صحّ السّند إليه، فإنّه رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ من حديث وكيع عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عكرمة فقال: كان لقمان نبيًّا. وجابرٌ هذا هو ابن يزيد الجعفيّ، وهو ضعيفٌ، واللّه أعلم.
وقال عبد اللّه بن وهبٍ: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ القتباني، عن عمر مولى غفرة قال: وقف رجلٌ على لقمان الحكيم فقال: أنت لقمان، أنت عبد بني الحسحاس؟ قال: نعم. قال: أنت راعي الغنم؟ قال: نعم. قال: أنت الأسود؟ قال: أما سوادي فظاهرٌ، فما الّذي يعجبك من أمري؟ قال: وطء النّاس بساطك، وغشيهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا بن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك. قال لقمان: غضّي بصري، وكفّي لساني، وعفّة طعمتي، وحفظي فرجي، وقولي بصدقٍ، ووفائي بعهدي، وتكرمتي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني، فذاك الّذي صيّرني إلى ما ترى.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن نفيل، حدّثنا عمرو بن واقدٍ، عن عبدة بن رباح، عن ربيعة، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، أنّه قال يومًا -وذكر لقمان الحكيم -فقال: ما أوتي ما أوتي عن أهلٍ ولا مالٍ، ولا حسبٍ ولا خصالٍ، ولكنّه كان رجلًا صمصامة سكّيتًا، طويل التّفكّر، عميق النّظر، لم ينم نهارًا قطّ، ولم يره أحدٌ قطّ يبزق ولا يتنخّع، ولا يبول ولا يتغوّط، ولا يغتسل، ولا يعبث ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقًا نطقه إلّا أن يقول حكمةً يستعيدها إيّاه أحدٌ، وكان قد تزوّج وولد له أولادٌ، فماتوا فلم يبك عليهم. وكان يغشى السّلطان، ويأتي الحكّام، لينظر ويتفكّر ويعتبر،فبذلك أوتي ما أوتي.
وقد ورد أثرٌ غريبٌ عن قتادة، رواه ابن أبي حاتمٍ، فقال:
حدّثنا أبي، حدّثنا العبّاس بن الوليد، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيدٍ الخزاعيّ، حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: خيّر اللّه لقمان الحكيم بين النّبوّة والحكمة، فاختار الحكمة على النّبوّة. قال: فأتاه جبريل وهو نائمٌ فذرّ عليه الحكمة -أو: رشّ عليه الحكمة -قال: فأصبح ينطق بها.
قال سعيدٌ: فسمعت عن قتادة يقول: قيل للقمان: كيف اخترت الحكمة على النّبوّة وقد خيّرك ربّك؟ فقال: إنّه لو أرسل إليّ بالنّبوّة عزمة لرجوت فيه الفوز منه، ولكنت أرجو أن أقوم بها، ولكنّه خيّرني فخفت أن أضعف عن النّبوّة، فكانت الحكمة أحبّ إليّ.
فهذا من رواية سعيد بن بشيرٍ، وفيه ضعفٌ قد تكلّموا فيه بسببه، فاللّه أعلم.
والّذي رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي: الفقه في الإسلام، ولم يكن نبيًّا، ولم يوح إليه.
وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي: الفهم والعلم والتّعبير، {أن اشكر للّه} أي: أمرناه أن يشكر اللّه، عزّ وجلّ، على ما أتاه اللّه ومنحه ووهبه من الفضل، الّذي خصّه به عمّن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه.
ثمّ قال تعالى: {ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه} أي: إنّما يعود نفع ذلك وثوابه على الشّاكرين لقوله تعالى: {ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون} [الرّوم: 44].
وقوله: {ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} أي: غنيٌّ عن العباد، لا يتضرّر بذلك، ولو كفر أهل الأرض كلّهم جميعًا، فإنّه الغنيّ عمّن سواه؛ فلا إله إلّا الله، ولا نعبد إلا إياه). [تفسير ابن كثير: 6/ 333-335]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ (13) ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير (14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون (15)}
يقول تعالى مخبرًا عن وصيّة لقمان لولده -وهو: لقمان بن عنقاء بن سدون. واسم ابنه: ثاران في قولٍ حكاه السّهيليّ. وقد ذكره [اللّه] تعالى بأحسن الذّكر، فإنّه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الّذي هو أشفق النّاس عليه وأحبّهم إليه، فهو حقيقٌ أن يمنحه أفضل ما يعرف؛ ولهذا أوصاه أوّلًا بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئًا، ثمّ قال محذّرًا له: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} أي: هو أعظم الظّلم.
قال البخاريّ حدّثنا قتيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة،عن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82]، شقّ ذلك على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلمٍ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان: {يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ}.
ورواه مسلمٌ من حديث الأعمش، به). [تفسير ابن كثير: 6/ 336]

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قرن بوصيّته إيّاه بعبادة اللّه وحده البرّ بالوالدين. كما قال تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23]. وكثيرًا ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن.
وقال هاهنا {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ}. قال مجاهدٌ: مشقّة وهن الولد.
وقال قتادة: جهدًا على جهدٍ.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: ضعفًا على ضعفٍ.
وقوله: {وفصاله في عامين} أي: تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين، كما قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرّضاعة} [البقرة: 233].
ومن هاهنا استنبط ابن عبّاسٍ وغيره من الأئمّة أنّ أقلّ مدّة الحمل ستّة أشهرٍ؛ لأنّه قال تعالى في الآية الأخرى: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا} [الأحقاف: 15].
وإنّما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقّتها في سهرها ليلًا ونهارًا، ليذكّر الولد بإحسانها المتقدّم إليه، كما قال تعالى: {وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} [الإسراء: 24]؛ ولهذا قال: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} أي: فإنّي سأجزيك على ذلك أوفر الجزاء.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عبد اللّه بن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان قالا حدّثنا عبيد اللّه، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهبٍ قال: قدم علينا معاذ بن جبلٍ، وكان بعثه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقام فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: إنّي [رسول] رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إليكم: أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تطيعوني لا آلوكم خيرًا، وأن المصير إلى اللّه، وإلى الجنّة أو إلى النّار، إقامةٌ فلا ظعن، وخلودٌ فلا موت). [تفسير ابن كثير: 6/ 336-337]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} أي: إن حرصا عليك كلّ الحرص على أن تتابعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعنّك ذلك من أن تصاحبهما في الدّنيا معروفًا، أي: محسنًا إليهما، {واتّبع سبيل من أناب إليّ} يعني: المؤمنين، {ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون}.
قال الطّبرانيّ في كتاب العشرة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا أحمد بن أيّوب بن راشدٍ، حدّثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هندٍ [عن أبي عثمان النّهديّ]:أنّ سعد بن مالكٍ قال: أنزلت فيّ هذه الآية: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما} الآية، وقال: كنت رجلًا برًّا بأمّي، فلمّا أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الّذي أراك قد أحدثت؟ لتدعنّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتّى أموت، فتعيّر بي، فيقال: "يا قاتل أمّه". فقلت: لا تفعلي يا أمه، فإنّي لا أدع ديني هذا لشيءٍ. فمكثت يومًا وليلةً لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يومًا [آخر] وليلةً أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتدّ جهدها، فلمّا رأيت ذلك قلت: يا أمّه، تعلمين واللّه لو كانت لك مائة نفسٍ فخرجت نفسا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيءٍ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فأكلت). [تفسير ابن كثير: 6/ 337]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة