العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 11:48 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الفرقان [ من الآية (25) إلى الآية (29) ]

{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلاً (25) الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا}.
اختلف القرّاء في قراءة قوله {تشقّق} فقرأته عامّة قرّاء الحجاز: (ويوم تشّقّق)، بتشديد الشّين بمعنى: تتشقّق، فأدغموا إحدى التّاءين في الشّين فشدّدوها، كما قال: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى}.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: {ويوم تشقّق}، بتخفيف الشّين والاجتزاء بإحدى التّاءين من الأخرى.
والقول في ذلك عندي: أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وتأويل الكلام: ويوم تشقّق السّماء عن الغمام.
وقيل: إنّ ذلك غمامٌ أبيض مثل الغمام الّذي ظلّل على بني إسرائيل.
وجعلت الباء في قوله: {بالغمام} مكان عن كما تقول: رميت عن القوس وبالقوس وعلى القوس، بمعنًى واحدٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام} قال: هو الّذي قال: {في ظللٍ من الغمام} الّذي يأتي اللّه فيه يوم القيامة، ولم يكن في تلك قطّ إلاّ لبني إسرائيل.
قال ابن جريجٍ: الغمام الّذي يأتي اللّه فيه غمامٌ زعموا في الجنّة.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي حازمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: يهبط اللّه حين يهبط، وبينه وبين خلقه سبعون حجابًا، منها النّور والظّلمة والماء، فيصوّت الماء صوتًا تنخلع له القلوب.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عكرمة، في قوله: {يأتيهم اللّه في ظللٍ من الغمام والملائكة} يقول: والملائكة حوله.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: إنّ هذه السّماء إذا انشقّت نزل منها من الملائكة أكثر من الجنّ والإنس، وهو يوم التّلاق، يوم يلتقي أهل السّماء وأهل الأرض، فيقول أهل الأرض: جاء ربّنا، فيقولون: لم يجئ وهو آتٍ، ثمّ تتشقّق السّماء الثّانية، ثمّ سماءٌ سماءٌ على قدر ذلك من التّضعيف إلى السّماء السّابعة، فينزل منها من الملائكة أكثر من جميع من نزل من السّموات ومن الجنّ والإنس. قال: فتنزل الملائكة الكروبيّون، ثمّ يأتي ربّنا تبارك وتعالى في حملة العرش الثّمانية بين كعب كلّ ملكٍ وركبته مسيرة سبعين سنةً، وبين فخذه ومنكبه مسيرة سبعين سنةً، قال: وكلّ ملكٍ منهم لم يتأمّل وجه صاحبه، وكلّ ملكٍ منهم واضعٌ رأسه بين ثدييه، يقول: سبحان الملك القدّوس، وعلى رءوسهم شيءٌ مبسوطٌ كأنّه القباء، والعرش فوق ذلك، ثمّ وقف.
- قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن هارون بن وثّابٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: حملة العرش ثمانيةٌ، فأربعةٌ منهم يقولون: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لك الحمد على حلمك بعد علمك، وأربعةٌ يقولون: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، قال: إذا نظر أهل الأرض إلى العرش يهبط عليهم فوقهم شخصت إليه أبصارهم، ورجفت كلاهم في أجوافهم، قال: وطارت قلوبهم من مقرّها في صدورهم إلى حناجرهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلاً} يعني يوم القيامة حين تشقّق السّماء بالغمام، وتنزل الملائكة تنزيلاً.
وقوله: {ونزّل الملائكة تنزيلاً} يقول: ونزّل الملائكة إلى الأرض تنزيلاً). [جامع البيان: 17/436-439]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلًا (25)
قوله تعالى: ويوم تشقّق السّماء
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يوم قال: يوم القيامة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، ثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: ويوم تشقّق السّماء بالغمام قال: هو قطع السّماء إذا تشقّقت.
قوله تعالى: بالغمام
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتمٍ الهرويّ، أنبأ الحجّاج، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: السّماء بالغمام قال: هو الّذي في ظللٍ من الغمام يأتي اللّه فيه يوم القيامة ولم يكن قطّ إلا لبني إسرائيل.
قوله تعالى: ونزّل الملائكة تنزيلا
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا مؤمّلٌ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ هذه الآية: ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا قال ابن عبّاسٍ: يجمع اللّه الخلق يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ الجنّ والإنس والبهائم والسّباع والطّير وجميع الخلق وتنشقّ السّماء الدّنيا فينزل أهلها وهم أكثر من الجنّ والإنس ومن جميع الخلق فيحيطون بالجنّ والإنس وبجميع الخلق ثمّ تنشقّ السّماء الثّانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السّماء الدّنيا ومن الجن والإنس ومن جميع الخلق فيحيطون بالملائكة الّذين نزلوا قبلهم والجنّ والإنس وجميع الخلق ثمّ تنشقّ السّماء الثّالثة فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السّماء الثّانية والسّماء الدّنيا ومن جميع الخلق فيحيطون بالملائكة الّذين نزلوا قبلهم وبالجنّ والإنس وجميع الخلق ثمّ كذلك كلّ سماءٍ حتّى تنشقّ السّماء السّابعة وهم أكثر ممّن نزل قبلهم من أهل السماوات ومن الجن والإنس ومن جميع الخلق فيحيطون بالملائكة الّذين نزلوا قبلهم وبالجنّ والإنس وجميع الخلق وربّنا عزّ وجلّ في ظللٍ من الغمام وحوله الكروبيّون وهم أكثر من أهل السّموات السّبع والجنّ والإنس وجميع الخلق لهم قرونٌ كأكعب القنا وهم تحت العرش لهم زجلٌ بالتّسبيح والتّهليل والتّقديس للّه عزّ وجلّ ما بين أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عامٍ وما بين كعبه إلى ركبتيه مسيرة خمسمائة عامٍ وما بين ركبتيه إلى أرنبته مسيرة خمسمائة عامٍ وما بين أرنبته إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عامٍ وما بين ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عامٍ وما فوق ذلك مسيرة خمسمائة عامٍ وجهنّم مجنّبته). [تفسير القرآن العظيم: 8/2682-2683]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس في قول الله عز وجل ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا قال ينزل أهل السماء الدنيا وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس فيقول لهم أهل الأرض أفيكم ربنا عز وجل فيقولون لا وسيأتي ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن أهل الأرض جنهم وإنسهم فيقولون أفيكم ربنا فيقولون لا وسيأتي ثم تشقق السموات كذلك كل سماء أكثر ممن تحتهم من ملائكة السموات ومن أهل الأرض ثم تشقق السماء السابعة وينزل أهلها وهم أكثر من أهل السموات الست ومن أهل الأرض جنهم وإنسهم فيقولون أفيكم ربنا عز وجل فيقولون لا وسيأتي ثم ينزل الرب عز وجل في الكروبيين وهم أكثر من أهل السموات السبع ومن أهل الأرض في حملة العرش لهم كعوب ككعوب القنا ما بين أخمص أحدهم إلى كعبه مسيرة خمس مائة عام ومن كعبه إلى ركبتيه مسيرة خمس مائة عام ومن ركبتيه إلى أرنبته مسيرة خمس مائة عام ومن أرنبته إلى ترقوته مسيرة خمس مائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمس مائة عام). [تفسير مجاهد: 2/450-451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا * الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا.
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في الاهوال، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه قرأ {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} قال: يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد، الجن والأنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالجن والانس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض: أفيكم ربنا فيقولون: لا، ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق، ثم ينزل أهل السماء الثالثة فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق، ثم ينزل أهل السماء الرابعة وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والأولى وأهل الأرض ثم ينزل أهل السماء الخامسة وهم أكثر ممن تقدم ثم أهل السماء السادسة كذلك ثم أهل السماء السابعة، وهم أكثر من أهل السموات وأهل الأرض ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع والانس والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القنا وهم حملة العرش لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله تعالى ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبة مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك خمسمائة عام). [الدر المنثور: 11/161-162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك {ويوم تشقق السماء بالغمام} قال: هو قطع السماء إذا انشقت). [الدر المنثور: 11/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ويوم تشقق السماء بالغمام} قال: هو الذي قال {في ظلل من الغمام} البقرة الآية 120 الذي يأتي الله فيه يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/162-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية، يقول: تشقق عن الغمام الذي يأتي الله فيه، غمام زعموا في الجنة). [الدر المنثور: 11/163]

تفسير قوله تعالى: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {الملك يومئذٍ الحق للرّحمن} يقول: الملك الحقّ يومئذٍ خالصٌ للرّحمن دون كلّ من سواه، وبطلت الممالك يومئذٍ سوى ملكه. وقد كان في الدّنيا ملوكٌ فبطل الملك يومئذٍ سوى ملك الجبّار. {وكان يومًا على الكافرين عسيرًا}، يقول: وكان يوم تشقّق السّماء بالغمام يومًا على أهل الكفر باللّه عسيرًا، يعني صعبًا شديدًا). [جامع البيان: 17/439]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا (26)
قوله تعالى: الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد اللّه أخبرني عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يطوي اللّه السّموات يوم القيامة ثمّ يطوي الأرضين ثمّ يقول أنا الملك أين الجبّارون أين المتكبّرون.
قوله تعالى: للرّحمن
- حدّثنا عليّ بن طاهرٍ، ثنا محمّد بن العلاء أبو كريبٍ، ثنا عثمان بن سعيدٍ الزّيّات ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك عن ابن عباس: الرّحمن الفعلان من الرّحمة وهو من كلام العرب الرّحمن.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن العرزميّ، ثنا أبي عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله الرحمن قال: الرّحمن بجميع خلقه.
قوله تعالى: وكان يوما على الكافرين عسيرا
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا سعيد بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال اللّه عزّ وجلّ: يوما... عسيرًا فبيّن اللّه على من يقع فقال: على الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2683]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس في قوله ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا قال اجتمع عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف وكانا خليلين فقال أحدهما لصاحبه بلغني أنك أتيت محمدا فاستمعت منه والله لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه فلم يسلطه الله على ذلك فقتل عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا وأما أبي بن خلف فقتله النبي بيده يوم أحد في القتال فهما اللذان أنزل الله فيهما ويوم يعض الظالم على يديه حتى بلغ خليلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/68]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس أن عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي قال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية فقال لا أرضى عنك أبدا حتى تأتى محمدا فتتفل في وجهه وتكذبه وتشتمه وكان قد أتى النبي قبل ذلك وعرض عليه الإسلام فلما سمع عقبه بذلك قال لا أرضى عنك أبدا حتى تكذبه وتتفل في وجهه فلم يسلطه الله على ذلك فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الأسارى فأمر به رسول الله أن يقتل فقال يا محمد من بين هؤلاء أقتل قال نعم فقال لم قال بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله قال مقسم فبلغنا والله أعلم أنه قال فمن للصبية قال فيقال إنه قال النار قال فقام علي بن أبي طالب فضرب عنقه وأما أبي بن خلف فقال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك رسول الله فقال بل أنا أقتله إن شاء الله قال فانطلق رجل حتى أتى أبي بن خلف فقال إن محمدا حين قيل له ما قلت قال بل أنا أقتله فأفزعه ذلك وقال أنشدك بالله أسمعته يقول ذلك ووقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله قال قولا إلا كان حقا قال فلما كان يوم أحد خرج أبي بن خلف مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي ليحمل عليه فيحول رجل من المسلمين بين النبي وبينه فلما رأى ذلك رسول الله قال خلوا عنه وأخذ الحربة فرجله بها فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة وفوق الدرع فلم يخرج كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخر يخور كما يخور الثور فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهو يخور فقالوا ما هذا فوالله ما كان إلا خدش فقال والله لو لم يصيبني إلا بريقه لقتلني أليس قد قال بل أنا أقتله والله لو كان الذي بي بأهل الحجاز لقتلهم قال فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار فأنزل الله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه حتى بلغ خذولا). [تفسير عبد الرزاق: 2/68-69]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلاً (27) يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً (28) لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولاً}.
يقول تعالى ذكره: ويوم يعضّ الظّالم نفسه المشرك بربّه على يديه ندمًا وأسفًا على ما فرّط في جنب اللّه وأوبق نفسه بالكفر به في طاعة خليله الّذي صدّه عن سبيل ربّه، يقول: يا ليتني اتّخذت في الدّنيا مع الرّسول سبيلاً، يعني طريقًا إلى النّجاة من عذاب اللّه). [جامع البيان: 17/439]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ويوم يعضّ الظّالم على يديه
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ويوم يعضّ الظّالم على يديه عقبة بن أبي معيطٍ دعا مجلسًا فيهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لطعامٍ فأبى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأكل وقال: لا آكل؟! حتّى تشهد أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه. فلقيه أميّة بن خلفٍ فقال: أقد صبوت؟ قال: إني أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعامًا فأبى أن يأكل حتّى أقول ذلك فقلته وليس من نفسي.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ، عن هشيمٍ، عن أبي بلجٍ، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله: ويوم يعضّ الظّالم على يديه قال: نزلت في عقبة بن أبي معيطٍ وأبيّ بن خلفٍ قال: دخل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على عقبة في حاجةٍ وقد صنع طعامًا للنّاس قال: فدعا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى طعامه فقال قد علمت أنّي لا آكل طعامك. ولست على ديني قال: لا حتّى تسلم قال: فأسلم وجلس النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأكل وبلغ الخبر أبيّ بن خلفٍ فأتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة أترى مثل محمّدٍ يدخل منزلي وفيه طعامٌ ثمّ يخرج ولا يأكل قال أبيٌّ فوجهي من وجهك حرامٌ حتّى ترجع إليه وتتفل في وجهه وترجع عمّا دخلت فيه قال: فجاء ففعل ذلك ونزل القرآن: ويوم يعضّ الظّالم على يديه قال: عقبة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ويوم يعضّ الظّالم على يديه ذكر لنا أنّ عقبة بن أبي معيطٍ كان يغش نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فلقيه أميّة بن خلفٍ وكان له صديقًا فلم يزل به حتّى صرفه وصدّه، عن غشيان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيهما: ويوم يعضّ الظّالم على يديه
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ويوم يعضّ الظّالم على يديه قال: هو أبيّ بن خلفٍ وكان يحضر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فزجره عقبة بن أبي معيطٍ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى قال وجدت في كتاب جدّي يحيى بن الضّريس قال، قال سفيان: في قوله: يوم يعضّ الظّالم على يديه قال: يأكل يده ثمّ تنبت.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا أبو فاطمة مسكين قال: سمعت: هشام قال: في قول اللّه عزّ وجلّ: ويوم يعضّ الظّالم على يديه قال: يأكل كفّه ندامةً حتّى يبلغ منكبه لا يجد مسّها.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن نميرٍ، ثنا سفيان، عن أبي السّوداء النّهديّ، ثنا ابن سابطٍ قال: صنع أبيّ بن خلفٍ طعامًا ثمّ أتى مجلسًا فيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قوموا فقاموا غير النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له: قم قال لا حتّى تشهد أن لا إله إلا اللّه وأنّي رسول اللّه فشهد فقام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلقيه عقبة بن أبي معيطٍ فقال: فعلت كذا وكذا: قال: إنّما أردت لطعامنا فذلك قوله: ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا الفيض بن وثيقٍ الثّقفيّ، ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت أبا عمران الجونيّ: ويوم يعضّ الظّالم على يديه قال: بلغني أنّه يعضّه حتّى يكسر العظم ثمّ يعود.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ، عن هشيمٍ، عن أبي بلجٍ، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله: يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا عقبة بن أبي معيطٍ.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا قال نزلت في عقبة بن أبي معيطٍ كان قد غشي مجلس النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهمّ أن يسلم فلقيه أميّة بن خلفٍ فقال: يا عقبة بلغني أنّك قد صبوت فتبعت محمّدًا فقال: فعلت، قال: فوجهي من وجهك حرامٌ حتّى تأتيه فتتفل في وجهه وتتبرّأ منه فيعلم قومك أنّك عدوٌّ لمن عاداهم وفرّق عليهم جماعتهم فأطاعه فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتفل في وجهه وتبرأ منه فاشتدّ ذلك على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيه يخبر بما هو صائرٌ إليه من النّدامة وتبرّئه من خليله أميّة بن خلفٍ فقال: ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا والسّبيل: الطّاعة.
قوله تعالى: سبيلا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا أي بطاعة اللّه- وروي عن السّدّيّ مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2683-2685]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال نزلت في عقبة بن أبي معيط وذلك انه دعا مجلسا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ففعل عقبة فلقيه أبي بن خلف فقال له أصبوت فقال له عقبة إن أخاك على ما تعلم ولكنه أبى أن يأكل حتى أقوله له فقلته وليس في نفسي). [تفسير مجاهد: 2/451/452]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه} [الفرقان: 27] قال: الظّالم: عقبة بن أبي معيط {يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلاناً خليلاً} يعني: أميّة بن خلفٍ، وقيل: أبيّ».أخرجه). [جامع الأصول: 2/284]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -): قال: صنع عقبة بن أبي معيط طعاماً، فدعا أشراف قريشٍ - وكان فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطعم، أو يشهد عقبة شهادة التوحيد، ففعل، فأتاه أبيٌّ، أو أميّة - وكان خليله - فقال: أصبأت؟ قال: لا ولكن استحييت أن يخرج من منزلي، أو يطعم من طعامي، فقال: ما كنت أرضى أو تبصق في وجهه، ففعل عقبة، وقتل يوم بدرٍ صبراً كافراً. أخرجه.
[شرح الغريب]
(خليلاً) الخليل: الصديق.
(أصبأت) يقال: صبأ من دين إلى دين: إذا خرج من هذا إلى هذا.
(صبراً) الصبر حبس القتيل على القتل، فكل من قتل في غير حرب ولا غيلة، فقد قتل صبراً). [جامع الأصول: 2/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا * وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا * وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا.
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن أبا معيط كان يجلس مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان لابي معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش: صبا أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه فقالت: أشد مما كان أمرا أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال: مالك، لا ترد علي تحيتي فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال: أوقد فعلتها قريش قال: نعم، قال فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت قال: نأتيه في مجلسه وتبصق في وجهه وتشمته باخبث ما تعلمه من الشتم، ففعل فلم يزد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن مسح وجهه من البصاق ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه: أخرج معنا قال: قد وعدني هذا الرجل أن وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليهن فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحل به جمله في جدد من الأرض فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا في في سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال: تقتلني من بين هؤلاء قال: نعم، بما بصقت في وجهي فانزل الله في أبي معيط {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان خذولا} ). [الدر المنثور: 11/163-164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فدعا إليه أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فقال: أطعم يا ابن أخي، قال: ما أنا بالذي أفعل حتى تقول، فشهد بذلك وطعم من طعامه، فبلغ ذلك أبي خلف فاتاه فقال: أصبوت يا عقبة - وكان خليله - فقال: لا والله ما صبوت، ولكن دخل على رجل فابى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم فشهدت له فطعم، فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه، ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فاسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الاسارى يومئذ غيره). [الدر المنثور: 11/164-165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال: كان أبي بن خلف يحضر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فزجره عقبة بن أبي معيط فنزل {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان خذولا} ). [الدر المنثور: 11/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن جرير، وابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال: إن عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن ابي معيط لابي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبي قد أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلما سمع بذلك عقبة قال: لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه وتشمته وتكذبه، قال: فلم يسلطه الله على ذلك، فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الاسارى فامر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب أن يقتله فقال عقبة: يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل قال: نعم، قال: بم قال: بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه.
وأمّا أبي بن خلف فقال: والله لا قتلن محمدا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل أنا أقتله إن شاء الله، فافزعه ذلك فوقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا إلا كان حقا فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه، فيحول رجل من المسلمين بين النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبينه، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه: خلوا عنه فاخذ الحربة فرماه بها فوقعت في ترقوته فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخار كما يخور الثور فاتى أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا: ما هذا فوالله ما بك إلا خدش فقال: والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني اليس قد قال: أنا أقتله والله لو كان الذي بي باهل ذي المجاز لقتلهم، قال: فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار وأنزل الله فيه {ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله {وكان الشيطان للإنسان خذولا} ). [الدر المنثور: 11/165-167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن سابط قال: صنع أبي بن خلف طعاما ثم أتى مجلسا فيه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: قوموا، فقاموا غير النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا أقوم حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فتشهد، فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلقيه عقبة بن أبي معيط فقال: قلت: كذا وكذا قال: إنما أردت لطعامنا فذلك قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} ). [الدر المنثور: 11/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيه النّبيّ صلى الله عليه وسلم لطعام فابى النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يأكل وقال: لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فلقيه أميه بن خلف فقال: أقد صبوت فقال: إن أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعاما فابى أن يأكل حتى قلت ذلك فقلته وليس من نفسي). [الدر المنثور: 11/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: يأكل كفيه ندامة حتى يبلغ منكبه لا يجد مسها). [الدر المنثور: 11/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: يأكل يده ثم تنبت). [الدر المنثور: 11/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: بلغني إنه يعضه حتى يكسر العظم ثم يعود). [الدر المنثور: 11/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال: نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: هذا عقبة، {لم أتخذ فلانا خليلا} قال: أمية وكان عقبة خدنا لامية فبلغ أمية أن عقبة يريد الإسلام فاتاه وقال: وجهي من وجهك حرام أن أسلمت أن أكلمك أبدا.
ففعل فنزلت هذه الآية فيهما). [الدر المنثور: 11/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: نزلت في عقبة بن ابي معيط وابي بن خلف دخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعاما للناس فدعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى طعامه قال: لا، حتى تسلم، فاسلم فاكل، وبلغ الخبر أبي بن خلف فاتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة: أترى مثل محمد يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا يأكل قال: فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه، فرجع فنزلت الآية). [الدر المنثور: 11/168-169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار). [الدر المنثور: 11/169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل من قريش - وكان له صديقا - فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله فيهما ما تسمعون). [الدر المنثور: 11/169]

تفسير قوله تعالى: (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً} اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {الظّالم} وبقوله: {فلانًا} فقال بعضهم: عني بالظّالم: عقبة بن أبي معيطٍ، لأنّه ارتدّ بعد إسلامه طلبًا منه لرضا أبيّ بن خلفٍ، وقالوا: فلانٌ هو أبيٌّ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان أبيّ بن خلفٍ يحضر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فزجره عقبة بن أبي معيطٍ، فنزل: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلاً} إلى قوله {خذولاً} قال: الظّالم عقبة، وفلانًا خليلاً: أبيّ بن خلفٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الشّعبيّ، في قوله: {ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً} قال: كان عقبة بن أبي معيطٍ خليلاً لأميّة بن خلفٍ، فأسلم عقبة، فقال أميّة: وجهي من وجهك حرامٌ إن تابعت محمّدًا، فكفر؛ وهو الّذي قال: {ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً}.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، وعثمان الجزريّ، عن مقسمٍ، في قوله: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلاً} قال: اجتمع عقبة بن أبي معيطٍ وأبيّ بن خلفٍ، وكانا خليلين، فقال أحدهما لصاحبه: بلغني أنّك أتيت محمّدًا فاستمعت منه، واللّه لا أرضى عنك حتّى تتفل في وجهه وتكذّبه، فلم يسلّطه اللّه على ذلك، فقتل عقبة يوم بدرٍ صبرًا. وأمّا أبيّ بن خلفٍ فقتله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بيده يوم أحدٍ في القتال، وهما اللّذان أنزل اللّه فيهما: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه، يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلاً}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه}.. إلى قوله: {فلانًا خليلاً} قال: هو أبيّ بن خلفٍ، كان يحضر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فزجره عقبة بن أبي معيطٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه} قال: عقبة بن أبي معيطٍ دعا مجلسًا فيهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لطعامٍ، فأبى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأكل، وقال: ولا آكل حتّى تشهّد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه فقال: ما أنت بآكلٍ حتّى أشهد؟ قال: نعم، قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه. فلقيه أميّة بن خلفٍ، فقال: صبوت؟: فقال: إنّ أخاك على ما تعلم، ولكنّي صنعت طعامًا فأبى أن يأكل حتّى أقول ذلك، فقلته، وليس من نفسي.
وقال آخرون: عنى بفلانٍ الشّيطان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلانًا خليلاً} قال: الشّيطان.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله). [جامع البيان: 17/440-442]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا (28)
قوله تعالى: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن نميرٍ، ثنا سفيان، عن أبي السّوداء النّهديّ حدّثني ابن سابطٍ: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا يعني أبيّ ابن خلفٍ- وروى عن عمرو بن ميمونٍ نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا هشيمٌ أنبأ عليّ بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب قال: نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط: ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا قال: هذا عقبة: يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا قال: أميّة وكان عقبة خدنًا لأميّة، فبلغ أميّة أنّ عقبة يريد الإسلام فقال: وجهي من وجهك حرامٌ إن أسلمت أن أكلّمك أبدًا.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا وفلانٌ أميّة بن خلفٍ
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا مسدّدٌ، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا حصين بن عبد الرّحمن، عن أبي مالكٍ الغفاريّ في قوله: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا قال كان أمية بن خلف وعقبة ابن أبي معيطٍ مؤاخيين في الجاهليّة فيقول أميّة بن خلفٍ: يا ليتني لم أتّخذ عقبة بن أبي معيطٍ خليلا.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا قال: الشّيطان.
- حدّثنا أبي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو عقيلٍ الدّورقيّ، عن أبي رجاءٍ في قوله: يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا قال: خليله الشيطان). [تفسير القرآن العظيم: 8/2686]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا يعني به الشيطان). [تفسير مجاهد: 452]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه} [الفرقان: 27] قال: الظّالم: عقبة بن أبي معيط {يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلاناً خليلاً} يعني: أميّة بن خلفٍ، وقيل: أبيّ».أخرجه). [جامع الأصول: 2/284] (م)
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -): قال: صنع عقبة بن أبي معيط طعاماً، فدعا أشراف قريشٍ - وكان فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطعم، أو يشهد عقبة شهادة التوحيد، ففعل، فأتاه أبيٌّ، أو أميّة - وكان خليله - فقال: أصبأت؟ قال: لا ولكن استحييت أن يخرج من منزلي، أو يطعم من طعامي، فقال: ما كنت أرضى أو تبصق في وجهه، ففعل عقبة، وقتل يوم بدرٍ صبراً كافراً. أخرجه.
[شرح الغريب]
(خليلاً) الخليل: الصديق.
(أصبأت) يقال: صبأ من دين إلى دين: إذا خرج من هذا إلى هذا.
(صبراً) الصبر حبس القتيل على القتل، فكل من قتل في غير حرب ولا غيلة، فقد قتل صبراً). [جامع الأصول: 2/284-285] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال: نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط {ويوم يعض الظالم على يديه} قال: هذا عقبة، {لم أتخذ فلانا خليلا} قال: أمية وكان عقبة خدنا لامية فبلغ أمية أن عقبة يريد الإسلام فاتاه وقال: وجهي من وجهك حرام أن أسلمت أن أكلمك أبدا.
ففعل فنزلت هذه الآية فيهما). [الدر المنثور: 11/168] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مالك في قوله {لم أتخذ فلانا خليلا} قال: عقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف: يا ليتني لم اتخذ عقبة بن أبي معيط خليلا). [الدر المنثور: 11/168] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا من قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل من قريش - وكان له صديقا - فلم يزل به حتى صرفه وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله فيهما ما تسمعون). [الدر المنثور: 11/169] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} قال: الشيطان). [الدر المنثور: 11/169]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني} يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن هذا النّادم على ما سلف منه في الدّنيا من معصية ربّه في طاعة خليله: لقد أضلّني عن الإيمان بالقرآن، وهو الذّكر، بعد إذ جاءني من عند اللّه، فصدّني عنه. يقول اللّه: {وكان الشّيطان للإنسان خذولاً} يقول: مسلّمًا لما ينزل به من البلاء غير منقذه ولا منجيه). [جامع البيان: 17/442]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولًا (29)
قوله تعالى: لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا معاوية بن حفصٍ، عن هشيمٍ، عن ابن بلجٍ، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله: لقد أضلّني، عن الذّكر بعد إذ جاءني يعنى الإسلام.
قوله تعالى: وكان الشّيطان
- حدّثنا أبي، ثنا النّفيليّ، ثنا محمّد بن سلمة، عن خصيفٍ: الشّيطان إبليس.
قوله تعالى: للإنسان
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن نافعٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: خلق اللّه آدم في آخر ساعات النّهار من يوم الجمعة ثمّ عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان.
قوله تعالى: خذولا
- حدّثنا محمّد بن يحي أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وكان الشّيطان للإنسان خذولا خذله يوم القيامة وتبرّأ منه.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: لقد أضلّني، عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولا فقتلا يوم بدرٍ جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2687]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وكان الشيطان للإنسان خذولا} قال: خذل يوم القيامة وتبرأ منه {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزي نبيه: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} يقول: إن الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك). [الدر المنثور: 11/169]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:17 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام} [الفرقان: 25] يجيء الغمام هذا بعد البعث، تشقّق فتراها واهيةً، متشقّقةً كقوله: {وفتحت السّماء فكانت أبوابًا} [النبأ: 19] ويكون الغمام سترةً بين السّماء والأرض.
قال: {ونزّل الملائكة تنزيلا} [الفرقان: 25] مع الرّحمن.
هو مثل قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظللٍ من الغمام والملائكة} [البقرة: 210].
ومثل قوله: {وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا} [الفجر: 22]
قال يحيى: وأخبرني صاحبٌ لي، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مدّ الأديم العكاظيّ، ثمّ يحشر اللّه فيها
[تفسير القرآن العظيم: 1/477]
الخلائق من الجنّ والإنس، ثمّ أخذوا مصافّهم من الأرض، ثمّ ينزل أهل السّماء الدّنيا بمثل من في الأرض وبمثلهم معهم من الجنّ والإنس، حتّى إذا كانوا على رءوس الخلائق أضاءت الأرض لوجوههم وخرّ أهل الأرض ساجدين وقالوا:
أفيكم ربّنا؟ قالوا: ليس فينا وهو آتٍ، ثمّ أخذوا مصافّهم من الأرض.
ثمّ ينزل أهل السّماء الثّانية بمثل من في الأرض من الجنّ والإنس والملائكة الّذين نزلوا قبلهم ومثلهم معهم، حتّى إذا كانوا مكان أصحابهم أضاءت الأرض لوجوههم وخرّ أهل الأرض ساجدين وقالوا: أفيكم ربّنا؟ قالوا ليس فينا وهو آتٍ، ثمّ أخذوا مصافّهم من الأرض.
ثمّ ينزل أهل السّماء الثّالثة بمثل من في الأرض من الجنّ والإنس والملائكة الّذين نزلوا قبلهم ومثلهم معهم، حتّى إذا كانوا مكان أصحابهم أضاءت الأرض لوجوههم وخرّ أهل الأرض ساجدين، وقالوا: أفيكم ربّنا؟ قالوا: ليس فينا وهو آتٍ، ثمّ ينزل أهل السّماء الرّابعة على قدرهم من التّضعيف، ثمّ ينزل أهل السّماء الخامسة على قدر ذلك من التّضعيف، ثمّ ينزل أهل السّماء
السّادسة على قدر ذلك من التّضعيف، ثمّ ينزل أهل السّماء السّابعة على قدر ذلك من التّضعيف.
ثمّ ينزل الجبّار تبارك وتعالى قال: {والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} [الحاقة: 17] تحمله الملائكة على كواهلها بأيدٍ وقوّةٍ وحسنٍ وجمالٍ حتّى إذا جلس على كرسيّه نادى بصوته: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيبه أحدٌ فيردّ على نفسه: {للّه الواحد القهّار {16} اليوم تجزى كلّ نفسٍ بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ اللّه سريع الحساب {17}} [غافر: 16-17].
ثمّ أتت عنقٌ من النّار تسمع وتبصر وتكّلّم حتّى إذا أشرفت على رءوس الخلائق نادت بصوتها: ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ: بمن دعا مع اللّه إلهًا آخر، ومن دعا للّه ولدًا، ومن زعم أنّه العزيز الحكيم.
ثمّ صوّبت رأسها وسط الخلائق فالتقطتهم كما يلتقط الحمام حبّ السّمسم، ثمّ غاضت بهم فألقتهم في النّار، ثمّ عادت حتّى إذا كانت بمكانها نادت: ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ: بمن سبّ اللّه، وبمن كذب على اللّه، وبمن آذى اللّه.
فأمّا الّذي سبّ اللّه فالّذي زعم أنّه اتّخذ ولدًا وهو الواحد الصّمد {لم يلد ولم يولد {3} ولم يكن له كفوًا أحدٌ {4}} [الإخلاص: 3-4].
وأمّا الّذي كذب على اللّه فقال: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت بلى وعدًا عليه حقًّا
[تفسير القرآن العظيم: 1/478]
ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون {38} ليبيّن لهم الّذي يختلفون فيه وليعلم الّذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين {39}} [النحل: 38-39] وأمّا الّذين آذوا اللّه فالّذين يصنعون الصّور، فتلتقطهم كما تلتقط الطّير الحبّ حتّى تغيض بهم في جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 1/479]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام...}

ويقرأ {تشّقّق} بالتشديد وقرأها الأعمش وعاصم (تشقّق السّماء) بتخفيف الشين فمن قرأ تشّقّق أراد تتشقق بتشديد الشين والقاف فأدغم كما قال {لا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى} ومعناه - فيما ذكروا - تشقّق السماء (عن الغمام) الأبيض ثم تنزل فيه الملائكة وعلى وعن والياء في هذا الموضع (بمعنى واحد) لأنّ العرب تقول: رميت عن القوس وبالقوس وعلى القوس، يراد به معنًى واحدٌ). [معاني القرآن: 2/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تشقّق السّماء بالغمام} أي تتشقق عن الغمام. وهو سحاب أبيض، فيما يذكر). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: (ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا}
ويقرأ (تشّقّق) بتشديد الشين والمعنى تتشقّق.
{ونزّل الملائكة تنزيلا} جاء في التفسير أنه تتشقق سماء سماء وتنزل الملائكة إلى الأرض وهو قوله {وجاء ربّك والملك صفّا صفّا} ). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزل الملائكة تنزيلا}
قال قتادة تنزل ملائكة كل سماء سماء فيقول الخلائق لهم أفيكم ربنا جل وعز وذكر الحديث). [معاني القرآن: 5/20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ}: أي تشقق عن الغمام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} [الفرقان: 26] يخضع الملوك يومئذٍ لملك اللّه والجبابرة لجبروت اللّه.
قال: {وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} [الفرقان: 26] شديدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/479]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" يوماً على الكافرين عسيراً " أي شديداً صعباً). [مجاز القرآن: 2/74]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {الملك يومئذ الحقّ للرّحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا}
(الحقّ) صفة للملك، ومعناه أن الملك الذي هو الملك حقّا هو ملك الرحمن يوم القيامة كما قال عزّ وجلّ: (لمن الملك اليوم) لأن الملك الزائل كأنّه ليس بملك.
ويجوز{الملك يومئذ [الحقّ] للرّحمن} ولم يقرأ بها فلا تقرأنّ بها، ويكون النصب على وجهين: أحدهما على معنى الملك يومئذ للرحمن أحق ذلك الحقّ، وعلى أعني الحق). [معاني القرآن: 4/65]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {الملك يومئذ الحق للرحمن}
لأن ملك الدنيا زائل). [معاني القرآن: 5/20]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه} [الفرقان: 27] أبيّ بن خلفٍ: يأكلها ندامةً يوم القيامة.
{يا ليتني اتّخذت مع الرّسول} [الفرقان: 27] مع محمّدٍ إلى اللّه.
{سبيلا} [الفرقان: 27] باتّباعه). [تفسير القرآن العظيم: 1/479]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {مع الرّسول سبيلاً} أي سبباً ووصلةً قال جرير:

أفبعد مقتلكم خليل محمدٍ... ترجو القيون مع الرسول سبيلا). [مجاز القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا} أي سببا ووصلة). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا}
يروى أن عقبة بن أبي معيط هو الظالم ههنا، وأنه يأكل يده ندما ثم يعود وأنه كان عزم على الإسلام فبلغ ذلك أميّة بن خلف فقال له أمية:
وجهي من وجهك حرام إن أسلمت، إن كلّمتك أبدا، فامتنع عقبة من الإسلام لقول أميّة فإذا كان يوم القيامة أكل يده ندما وتمنى أن آمن واتخذ مع النبي عليه السلام طريقا إلى الجنة.
وهو قوله: {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا * لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني}.
وقد قيل أيضا في (ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا)، أي لم أتخذ الشيطان خليلا، وتصديق هذا القول (وكان الشّيطان للإنسان خذولا).
ولا يمتنع أن يكون قبوله من أميّة من عمل الشيطان وأعوانه.
ويجوز (اتّخذت) بتبيين الذال، وبإدغامها في التاء، والإدغام أكثر وأجود). [معاني القرآن: 4/65]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم يعض الظالم على يديه}
قال سعيد بن المسيب كان عقبة بن أبي معيط خدنا لأمية بن خلف فبلغ أمية أن عقبة عزم على أن يسلم فأتاه فقال له وجهي من وجهك حرام إن لم تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ففعل الشقي فأنزل الله جل وعز: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}
وقال أبو رجاء فلان هو الشيطان واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده وكان الشيطان للإنسان خذولا
والقول الأول هو الذي عليه أهل التفسير
روى عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس أن هذا نزل في عقبة وأمية
وفي رواية مقسم فأما عقبة فكان في الأسارى يوم بدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقال أأقتل دونهم فقال نعم بكفرك وعتوك فقال من للصبية فقال النار فقام علي بن أبي طالب فقتله، وأما أمية بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده وكان قال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أقتله إن شاء الله
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمية لعقبة أصبأت فقال عقبة إنما صنعت طعاما فأبي محمد أن يأكل منه حتى أشهد له بالرسالة
والذي قال أبو رجاء ليس بناقض لهذا لأن هذا كان بإغواء الشيطان وتزيينه فيجوز أن يكون نسب إليه على هذا). [معاني القرآن: 5/23-21]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}: أي سببا ًووصله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا} [الفرقان: 28] عقبة بن أبي معيطٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/479]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(ومن الكناية قول الله عز وجل: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}

ذهب هؤلاء وفريق من المتسمّين بالمسلمين إلى أنه رجل بعينه.
وقالوا: لم كنى عنه؟ وإنما يكني هذه الكناية من يخاف المباداة، ويحتاج إلى المداجاة.
وقال آخرون: بل كان هذا الرجل مسمّى في هذا الموضع، فغيّر وكني عنه.
وذهبوا إلى أنه عمر، وتأوّلوا الآية فقالوا: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} يعني أبا بكر رضي الله عنه.
{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} يعني محمدا صلّى الله عليه وسلم.
{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} يعني عمر رضي الله عنه.
{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}يعني عليا.
قال أبو محمد: ونقول في الرد على (أولئك) إذ كان غلطهم من وجهة قد يغلظ في مثلها من رق علمه. فأما هؤلاء ففي قولهم ما أنبأ عن نفسه، ودلّ على جهل متأوّله كيف يكون عليّ رحمة الله عليه، ذكرا؟.
وهل قال أحد: إن أبا بكر لم يسلم، ولم يتخذ بإسلامه مع الرسول سبيلا ؟.
وليس هذا التفسير بنكر من تفسيرهم وما يدّعونه من علم الباطن كادّعائهم في الجبت والطّاغوت أنهما رجلان.
وأن الخمر والميسر رجلان آخران.
وأن العنكبوت غير العنكبوت والنحل غير النحل. في أشباه كثيرة من سخفهم وجهالاتهم.
وقال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إنّ عقبة بن أبي معيط صنع طعاما ودعا أشراف أهل مكة، فكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم فيهم، فامتنع من أن يطعم أو يشهد عقبة بشهادة الحقّ، ففعل ذلك، فأتاه أبيّ بن خلف، وكان خليله، فقال: صبأت؟ فقال: لا ولكن دخل عليّ رجل من قريش فاستحييت من أن يخرج من منزلي ولم يطعم.
فقال: ما كنت لأرضى حتى تبصق في وجهه وتفعل به وتفعل، ففعل ذلك، فأنزل الله هذه الآية عامة، وهذان الرجلان سبب نزولها.
كما أنه قد كانت الآية، والآي، تنزل في القصة تقع: وهي لجماعة الناس.
والمفسرون على أن هذه الآية نزلت في هذين الرجلين، وإنما يختلفون في ألفاظ القصة.
فأراد الله سبحانه ب الظالم كل ظالم في العالم، وأراد بفلان كل من أطيع بمعصية الله وأرضي بإسخاط الله.
ولو نزلت هذه الآية على تقديرهم فقال: ويوم يعضّ الظالم- قارون وهامان، وعقبة بن أبي معيط، وأبيّ بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والمغيرة، وفلان وفلان، بالأسماء- على أيديهم يقولون: يا ليتنا لم نتخذ فرعون، ونمرود، وعقبة بن أبي معيط، وأبا جهل، والأسود، وفلانا، وفلانا بالأسماء- لطال هذا وكثر وثقل، ولم يدخل فيه من تأخّر بعد نزول القرآن من هذا الصّنف، وخرج عن مذاهب العرب، بل عن مذاهب الناس جميعا في كلامهم.
فكان (فلان) كناية عن جماعة هذه الأسماء.
وقد يقول القائل: ما جاءك إلا فلان بن فلان، يريد أشراف الناس المعروفين، والشاعر يقول:
في لجّة أمسك فلانا عن فُلِ
يريد: أمسك فلانا عن فلان، ولم يرد رجلين بأعيانهما، وإنما أراد أنهم في غمرة الشّر وضحجّته، فالحجزة تقول لهذا: أمسك، ولهذا: كفّ.
والظالم دليل على جماعة الظالمين كقوله: {يَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} يريد جماعة الكافرين). [تأويل مشكل القرآن: 263-260]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا}
يروى أن عقبة بن أبي معيط هو الظالم ههنا، وأنه يأكل يده ندما ثم يعود وأنه كان عزم على الإسلام فبلغ ذلك أميّة بن خلف فقال له أمية:
وجهي من وجهك حرام إن أسلمت، إن كلّمتك أبدا، فامتنع عقبة من الإسلام لقول أميّة فإذا كان يوم القيامة أكل يده ندما وتمنى أن آمن واتخذ مع النبي عليه السلام طريقا إلى الجنة.
وهو قوله: {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا * لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني}.
وقد قيل أيضا في (ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا)، أي لم أتخذ الشيطان خليلا، وتصديق هذا القول {وكان الشّيطان للإنسان خذولا}.
ولا يمتنع أن يكون قبوله من أميّة من عمل الشيطان وأعوانه.
ويجوز (اتّخذت) بتبيين الذال، وبإدغامها في التاء، والإدغام أكثر وأجود). [معاني القرآن: 4/65] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لقد أضلّني عن الذّكر} [الفرقان: 29] عن القرآن.
{بعد إذ جاءني} [الفرقان: 29] حدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: كان أبيٌّ يحضر النّبيّ، فزجره عقبة بن أبي معيطٍ عن ذلك فهو قول أبيّ بن خلفٍ في الآخرة: {يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول} [الفرقان: 27] مع محمّدٍ {سبيلا} [الفرقان: 27] قال قتادة: {سبيلا} [الفرقان: 27] بطاعة اللّه {يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا} [الفرقان: 28] يعني عقبة بن أبي معيطٍ {خليلا} [الفرقان: 28] وقال ابن
مجاهدٍ عن أبيه: الشّيطان.
{لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني} [الفرقان: 29]
[تفسير القرآن العظيم: 1/479]
قال اللّه: {وكان الشّيطان للإنسان خذولا} [الفرقان: 29] يأمره بمعصية اللّه ثمّ يخذله في الآخرة.
كقوله: {وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل} [إبراهيم: 22] وحدّثني الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، عن بشير بن كعبٍ قال: إذا قبضت نفس الكافر مرّ بروحه على إبليس فيقول: اشفع لي.
فيقول: ما أملك لك ولا لنفسي شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/480]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّقد أضلّني عن الذّكر...}

يقال: النبي ويقال: القرآن، فيه قولان). [معاني القرآن: 2/267]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:19 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما جاء المصدر فيه على غير الفعل لأن المعنى واحد
وذلك قولك اجتوروا تجاوراً وتجاوروا اجتواراً لأن معنى اجتوروا وتجاوروا واحد ومثل ذلك انكسر كسراً وكسر انكساراً لأن معنى كسر وانكسر واحد وقال الله تبارك وتعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} لأنه إذا قال أنبته فكأنه قال قد نبت وقال عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} لأنه إذا قال تبتل فكأنه قال بتل وزعموا أن في
قراءة ابن مسعود: (وأنزل الملائكة تنزيلا) لأن معنى أنزل ونزّل واحد). [الكتاب: 4/81-82] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وليست بأدنى من صبير غمامة = «بنجد» عليها لامع يتكشف
...
والغمامة: سحابة بيضاء). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 16] (م)

تفسير قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) }

تفسير قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) }

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 03:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ويوم تشقق}، يريد يوم القيامة عند انفطار السماء ونزول الملائكة ووقوع الجزاء بحقيقة الحساب. وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: "تشقق" بشد الشين والقاف، وقرأ الباقون بتخفيف الشين، وقوله: "بالغمام"، أي: يشقق عنه، والغمام: سحاب رقيق أبيض جميل لم يره البشر بعد إلا ما جاء في تظليل بني إسرائيل. وقرأ جمهور القراء: "ونزل الملائكة تنزيلا" بضم النون وشد الزاي المكسورة ورفع "الملائكة" على مفعول لم يسم فاعله، وقرأ أبو عمرو في رواية عبد الوهاب: "ونزل" بتخفيف الزاي المكسورة، قال أبو الفتح: وهذا غير معروف؛ لأن "نزل" لا يتعدى إلى مفعول فيبنى هنا للملائكة، ووجهه أن يكون مثل: "زكم الرجل وجن"، فإنه لا يقال إلا أزكمه الله وأجنه، وهذا باب سماع لا قياس. وقرأ أبو رجاء: "ونزل" بفتح النون وشد الزاي، وقرأ الأعمش: "وأنزل الملائكة"، وكذلك قرأ ابن مسعود، وقرأ أبي بن كعب: "ونزلت الملائكة"، وقرأ ابن كثير وحده: "وننزل الملائكة" بنونين، فهي
[المحرر الوجيز: 6/433]
قراءة أهل مكة، ورويت عن أبي عمرو، وقرأ هارون عن أبي عمرو: "ونزل الملائكة" بإسناد الفعل إليها، وقرأت فرقة: "وينزل الملائكة"، وقرأ أبي بن كعب أيضا: "وتنزلت الملائكة"). [المحرر الوجيز: 6/434]

تفسير قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قرر أن الملك الحق هو يومئذ للرحمن؛ إذ قد بطل في ذلك اليوم كل ملك. وعسيره على الكافرين يوجه بدخول النار عليهم فيه، وما في خلال ذلك من المخاوف. وقوله: {على الكافرين}، دليل على أن ذلك اليوم سهل على المؤمنين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى ليهون يوم القيامة على المؤمن حتى يكون أخف من صلاة مكتوبة صلوها في الدنيا). [المحرر الوجيز: 6/434]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا}
"يوم" ظرف، العامل فيه فعل مضمر، و"عض اليدين" هو فعل النادم الملهوف المتفجع، وقال ابن عباس وجماعة من المفسرين: "الظالم" في هذه الآية عقبة بن أبي معيط؛ وذلك أنه كان أسلم أو جنح للإسلام، وكان أبي بن خلف الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد خليلا لعقبة، فنهاه عن الإسلام، فقبل نهيه، فنزلت الآية فيهما، فالظالم عقبة، وفلان أبي. وفي بعض الروايات عن ابن عباس أن الظالم أبي، فإنه كان يحضر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاه عقبة، فأطاعه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومن أدخل في هذه الآية أمية بن خلف فقد وهم، إلا على قول من يرى "الظالم" اسم جنس.
[المحرر الوجيز: 6/434]
وقال مجاهد، وأبو رجاء: الظالم: اسم جنس، وفلان: الشيطان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويظهر أن "الظالم" عام، وأن مقصد الآية تعظيم يوم يتبرأ فيه الظالمون من خلانهم الذين أمروهم بالظلم، فلما كان خليل كل ظالم غير خليل الآخر، وكان كل ظالم يسمي رجلا خاصا به عبر عن ذلك بـ "فلان" الذي فيه الشياع التام، ومعناه واحد عن الناس، وليس من ظالم إلا وله في دنياه خليل يعينه ويحرضه، هذا في الأغلب، ويشبه أن سبب الآية وترتب هذه المعاني كان عقبة وأبيا، وقوله: {مع الرسول} يقوي ذلك بأن يجعل تعريف "الرسول" للعهد، والإشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى التأويل الأول التعريف للجنس.
وكلهم قرأ "ليتني" ساكنة الياء غير أبي عمرو فإنه حرك الياء في "ليتني اتخذت"، ورواها أبو حامد عن نافع مثل أبي عمرو، و"السبيل" المتمناة هي طريق الآخرة. وفي هذه الآية لكل ذي نهية تنبيه على تجنب قرين السوء، والأحاديث والحكم في هذا الباب كثيرة مشهورة). [المحرر الوجيز: 6/435]

تفسير قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "يا ويلتى" التاء فيه عوض عن الياء في: يا ويلي، والألف هي التي في قولهم: يا غلاما، وهي لغة، وقرأت فرقة بإمالة: "يا ويلتى"، قال أبو علي:
[المحرر الوجيز: 6/435]
وترك الإمالة أحسن؛ لأن أصل هذه اللفظة الياء "يا ويلتى"، فبدلت الكسرة فتحة والياء ألفا فرارا من الياء، فمن أمال رجع إلى الذي فر منه أولا). [المحرر الوجيز: 6/436]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الذكر" هو ما ذكر به الإنسان أمر آخرته من قرآن أو موعظة ونحوه. وكان الشيطان للإنسان خذولا يحتمل أن يكون من قول الظالم، ويحتمل أن يكون ابتداء إخبارا من الله تعالى على جهة الدلالة على وجه ضلالهم، والتحذير من الشيطان الذي بلغ ثم ذلك المبلغ). [المحرر الوجيز: 6/436]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلًا (25) الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا (26) ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا (27) يا ويلتا ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا (28) لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولًا (29)}
يخبر تعالى عن هول يوم القيامة، وما يكون فيه من الأمور العظيمة، فمنها انشقاق السّماء وتفطّرها وانفراجها بالغمام، وهو ظلل النّور العظيم الّذي يبهر الأبصار، ونزول ملائكة السموات يومئذٍ، فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر. ثمّ يجيء الرّبّ تبارك وتعالى لفصل القضاء.
قال مجاهدٌ: وهذا كما قال تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللّه في ظللٍ من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى اللّه ترجع الأمور} [البقرة: 210].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن الحارث، حدّثنا مؤمّل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ هذه الآية: {ويوم تشقّق السّماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} قال ابن عبّاسٍ: يجمع اللّه الخلق يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ، الجنّ والإنس والبهائم والسّباع والطّير وجميع الخلق، فتنشقّ السّماء الدّنيا، فينزل أهلها -وهم أكثر من الجنّ والإنس ومن جميع الخلائق -فيحيطون بالجنّ والإنس وبجميع الخلق. ثمّ تنشقّ السّماء الثّانية فينزل أهلها، وهم أكثر من أهل السّماء الدّنيا ومن الجنّ والإنس ومن جميع الخلق [فيحيطون بالملائكة الّذين نزلوا قبلهم والجنّ والإنس وجميع الخلق] ثمّ تنشقّ السّماء الثّالثة، فينزل أهلها، وهم أكثر من أهل السّماء الثّانية والسّماء الدّنيا ومن جميع الخلق، فيحيطون بالملائكة الّذين نزلوا قبلهم، وبالجنّ والإنس وبجميع الخلق. ثمّ كذلك كلّ سماءٍ، حتّى تنشقّ السّماء السّابعة، فينزل أهلها وهم أكثر ممّن نزل قبلهم من أهل السموات ومن الجنّ والإنس، ومن جميع الخلق، فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات، وبالجنّ والإنس وجميع الخلق، وينزل ربّنا عزّ وجلّ في ظللٍ من الغمام، وحوله الكروبيّون، وهم أكثر من أهل السموات السّبع ومن الإنس والجنّ وجميع الخلق، لهم قرونٌ كأكعب القنا، وهم تحت العرش، لهم زجل بالتّسبيح والتّهليل والتّقديس للّه عزّ وجلّ، ما بين أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عامٍ، وما بين كعبه إلى ركبته مسيرة خمسمائة عامٍ، وما بين ركبته إلى حجزته مسيرة خمسمائة عامٍ، وما بين حجزته إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عامٍ، وما بين ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عامٍ. وما فوق ذلك مسيرة خمسمائة عامٍ، وجهنّم مجنّبته هكذا رواه ابن أبي حاتمٍ بهذا السّياق.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا القاسم، حدّثنا الحسين، حدّثني الحجّاج، عن مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيدٍ بن جدعان، عن يوسف بن مهران، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: إنّ هذه السّماء إذا انشقّت نزل منها من الملائكة أكثر من الجنّ والإنس، وهو يوم التّلاق، يوم يلتقي أهل السّماء وأهل الأرض، فيقول أهل الأرض: جاء ربّنا؟ فيقولون: لم يجئ، وهو آتٍ. ثمّ تنشقّ السّماء الثّانية، ثمّ سماءٌ سماءٌ على قدر ذلك من التّضعيف إلى السّماء السّابعة. فينزل منها من الملائكة أكثر من [جميع من] نزل من السموات ومن الجنّ والإنس. قال: فتنزل الملائكة الكروبيون، ثمّ يأتي ربّنا في حملة العرش الثّمانية، بين كعب كلّ ملكٍ وركبته مسيرة سبعين سنةً، وبين فخذه ومنكبه مسيرة سبعين سنةً. قال: وكلّ ملكٍ منهم لم يتأمّل وجه صاحبه، وكلّ ملكٍ منهم واضعٌ رأسه بين ثدييه يقول: سبحان الملك القدوس. وعلى رؤوسهم شيءٌ مبسوطٌ كأنّه القباء والعرش فوق ذلك.
ثمّ وقف، فمداره على عليّ بن زيد بن جدعان، وفيه ضعفٌ، وفي سياقاته غالبًا نكارةٌ شديدةٌ. وقد ورد في حديث الصّور المشهور قريبٌ من هذا، واللّه أعلم.
وقد قال [اللّه] تعالى: {فيومئذٍ وقعت الواقعة وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} [الحاقّة: 15 -17] قال شهر بن حوشب: حملة العرش ثمانيةٌ، أربعةٌ منهم يقولون: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لك الحمد على حلمك بعد علمك. وأربعةٌ يقولون: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك، رواه ابن جريرٍ عنه.
وقال أبو بكر بن عبد اللّه: إذا نظر أهل الأرض إلى العرش يهبط عليهم من فوقهم، شخصت إليه أبصارهم، ورجفت كلاهم في أجوافهم، وطارت قلوبهم من مقرّها من صدورهم إلى حناجرهم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا القاسم، حدّثنا الحسين، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي حازمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: يهبط اللّه حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجابٍ، منها النّور والظّلمة، فيصوّت الماء في تلك الظّلمة صوتًا تنخلع منه القلوب.
وهذا موقوفٌ على عبد اللّه بن عمرٍو من كلامه، ولعلّه من الزّاملتين، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 105-107]

تفسير قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا}، كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافرٍ: 16] وفي الصّحيح: "إن الله يطوي السموات بيمينه، ويأخذ الأرضين بيده الأخرى، ثمّ يقول: أنا الملك، أنا الدّيّان، أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون"؟
وقوله: {وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} أي: شديدًا صعبًا؛ لأنّه يوم عدلٍ وقضاء فصلٍ، كما قال تعالى: {[فإذا نقر في النّاقور]} "، {فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ * على الكافرين غير يسيرٍ} [المدّثّر: 8 -10]، فهذا حال الكافرين في هذا اليوم. وأمّا المؤمنون فكما قال تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذي كنتم توعدون} [الأنبياء: 103].
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قيل: يا رسول اللّه: {يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصلّيها في الدّنيا"). [تفسير ابن كثير: 6/ 107-108]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا}: يخبر تعالى عن ندم الظّالم الّذي فارق طريق الرّسول وما جاء به من عند اللّه من الحقّ المبين، الّذي لا مرية فيه، وسلك طريقًا أخرى غير سبيل الرّسول، فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم، وعضّ على يديه حسرةً وأسفًا.
وسواءً كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء، فإنّها عامّةٌ في كلّ ظالمٍ، كما قال تعالى: {يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون يا ليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا * ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا} [الأحزاب:66 -68] فكلّ ظالمٍ يندم يوم القيامة غاية النّدم، ويعض على يديه قائلًا {يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلا} يعني: من صرفه عن الهدى، وعدل به إلى طريق الضّلالة [من دعاة الضّلالة]، وسواءٌ في ذلك أميّة بن خلفٍ، أو أخوه أبيّ بن خلفٍ، أو غيرهما.
{لقد أضلّني عن الذّكر} [وهو القرآن] {بعد إذ جاءني} أي: بعد بلوغه إليّ، قال اللّه تعالى: {وكان الشّيطان للإنسان خذولا} أي: يخذله عن الحقّ، ويصرفه عنه، ويستعمله في الباطل، ويدعوه إليه). [تفسير ابن كثير: 6/ 108]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة