الوقوف قبل "ثمَّ"
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):(القول في (ثم)
(كان بعض شيوخنا يقف قبلها في جميع القرآن ويقول: إنها للمهلة والتراخي، وإنما يتجه ذلك في قوله عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} فهذا وقف كاف.
-{ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} وقف كاف أيضا
-{ثم خلقنا النطفة علقة} إلى قوله عز وجل: {فكسونا العظام لحما} فهو أيضا وقف كاف.
فأما نحو قوله عز وجل: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا} وقوله عز وجل: (أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم) فلا يوقف هاهنا، لأن قوله عز وجل: {ثم لا تجدوا} عاطف للفعل بعده على ما قبله، والفعل منصوب بذلك العطف.
وقوله عز وجل: {عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} لا يوقف عليه، لأن قوله عز وجل: {ثم جعلنا له جهنم} متعلق بما قبله.
وقوله عز وجل: {إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} لا يوقف عليه ولا يبتدأ بقوله عز وجل: {ثم لا تجد لك} ومثله قوله عز وجل: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} وقوله عز وجل: {إنما أمرهم إلى الله} في آخر سورة الأنعام، كاف.
وكذلك قوله عز وجل بعد ذلك: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأما قوله عز وجل: {ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن} فهو وقف كاف،
*وفي عطفه خلاف:
1-قيل:هو عطف على قوله عز وجل: {ذلكم وصاكم به} فيما تقدم، كما قال تعالى مخاطبا لبني إسرائيل في زمن إنزال القرآن: {وإذ فرقنا بكم البحر}، كذلك المخاطبة هاهنا لبني آدم، أي وصاكم به في الكتب التي أنزلها، ثم أنزل كتاب موسى تماما على الذي أحسن.
2-وقيل: هو عطف على قوله عز وجل {ووهبنا له إسحق ويعقوب} فيما تقدم من السورة.
وقوله عز وجل في "آل عمران": {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} وقف كاف، ويبتدئ قوله عز وجل: {ثم لا ينصرون} لأنه جملة مستأنفة.
وقوله عز وجل في سورة الحشر: {ولئن نصروهم ليولن الأدبار} مثله.
وقوله عز وجل في سورة التوبة: {مرة أو مرتين} ليس بوقف، لأن قوله عز وجل: {ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون} لا يتم الكلام إلا به، ولا يقع المراد بدونه). [جمال القراء: 2/594-595]