تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين}.
يقول تعالى ذكره: ونادى نوحٌ ربّه، فقال: ربّ إنّك وعدتني أن تنجيني من الغرق والهلاك وأهلي، وقد هلك ابني، وابني من أهلي. {وإنّ وعدك الحقّ} الّذي لا خلف له. {وأنت أحكم الحاكمين} بالحقّ، فاحكم لي بأن تفي بما وعدتني من أن تنجي لي أهلي، وترجع إليّ ابني.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأنت أحكم الحاكمين} قال: أحكم الحاكمين بالحقّ). [جامع البيان: 12/425]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين (45)
قوله تعالى: ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن في قوله: ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي: وإنّك قد وعدتني أن تنجي لي أهلي وإنّ ابني من أهلي.
- حدّثنا أبي ثنا القاسم بن سلام بن مسكينٍ، حدّثني أبي قال سمعت عاصمًا الجحدريّ يقول في قول اللّه ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي قال: كان ابن عبّاسٍ يحلف باللّه إنّه لابنه.
قوله تعالى: وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول في قول اللّه وأنت أحكم الحاكمين قال: بالحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2038-2039]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 45.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي} وإنك قد وعدتني أن تنجي لي أهلي وإن ابني من أهلي). [الدر المنثور: 8/76]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال كنت عند الحسن فقال {ونادى نوح ابنه} لعمر الله ما هو ابنه قال قلت يا أبا سعيد يقول الله تعالى {ونادى نوح ابنه} وتقول ليس بابنه قال أقرأت قوله {إنه ليس من أهلك} قال قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه قال إن أهل الكتاب يكذبون). [تفسير عبد الرزاق: 1/306-307] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة وغيره عن عكرمة عن ابن عباس قال هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية قال وقال عكرمة في بعض الحروف (إنه عمل عملا غير صالح) فالخيانة تكون على غير باب). [تفسير عبد الرزاق: 1/307]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبي عامر الهمداني عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال ما بغت امرأة نبي قط وقوله إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك). [تفسير عبد الرزاق: 1/310]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري وابن عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان ابن قتة قال سمعت ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى فخانتا هما فقال أما أنه ليس بالزنا ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف قال ثم قرأ إنه عمل غير صلح). [تفسير عبد الرزاق: 1/310]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنه عمل غير صالح قال مسألتك إياي عمل غير صالح). [تفسير عبد الرزاق: 1/310]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرؤها (إنّه عمل غير صالح) [الآية: 46].
سفيان [الثوري] عن الأعمش وغيره أنّ أصحاب عبد اللّه كانوا يقرءونها (إنّه عمل غير صالح) قال سألك ما ليس لك به علمٌ عمل غير صالح). [تفسير الثوري: 130]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآيتان (45 و 46) : قوله تعالى: {ونادى نوحٌ ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ... } الآية]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: سألت أبا بشرٍ عن قوله: {إنّه ليس من أهلك}، قال: ليس من أهلك الّذين وعدتك أن أنجّيه معك. قال هشيمٌ: ذكره عن رجل لا أدري هو سعيد بن جبيرٍ أو غيره.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عثمان بن مطرٍ الشّيبانيّ، قال: نا ثابتٌ، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة، أنّها سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: {عمل غير صالح}.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتّة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: {عمل غير صالح} .
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عوانة، عن قتادة، قال: {عملٌ غير صالح} سؤالك إيّاي ما ليس لك به علمٌ.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عثمان بن مطرٍ، قال: نا سعيد بن أبي عروبةٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان ابنه ولكنّه خالفه في النّيّة والعمل.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، وهشيم، عن مطرّف، عن الشّعبي قال: خرج عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه يستسقي، فلم يزد على الاستغفار حتّى رجع، فقيل له: ما رأيناك استسقيت، قال: لقد طلبت المطر بمجاديح السّماء الذي يستنزل به المطر، ثمّ قرأ: {استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا. يرسل السّماء عليكم مدرارًا}، {ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا}). [سنن سعيد بن منصور: 5/348-354]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ}
- أخبرنا أبو الأشعث، حدّثنا خالد بن الحارث، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنسٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربّنا فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم عليه السّلام فيقولون: أنت أبو النّاس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، فاشفع لنا عند ربّك، فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم ويشكو إليهم ذنبه الّذي أصاب، فيستحيي الله من ذلك، ولكن ائتوا نوحًا، فإنّه أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فينادونه فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربّه ما ليس له به علمٌ، ويستحيي من ذلك، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرّحمن، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا موسى عبدًا كلّم الله، وأعطاه التّوراة، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتله النّفس بغير النّفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه، فيأتونه فيقول: لست هناك، ولكن ائتوا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم وعلى جميع أنبياء الله، عبدًا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، قال: فيأتونني فأنطلق " - قال سعيدٌ: فذكر هذا الحرف عن الحسن «فأمشي بين سماطين من المؤمنين» ثمّ عاد إلى حديث أنسٍ قال: - " فأستأذن على ربّي فيأذن لي، فإذا رأيته وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقال: ارفع يا محمّد، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميدٍ يعلّمنيه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فيدخلهم الجنّة، ثمّ أعود الثّانية، فإذا رأيته وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقال: ارفع يا محمّد، قل تسمع، سل تعطه، فأرفع رأسي فأحمده بتحميدٍ يعلّمنيه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فيدخلهم الجنّة، ثمّ أعود الثّالثة، فإذا رأيت ربّي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثمّ يقال لي: ارفع يا محمّد، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميدٍ يعلّمنيه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فيدخلهم الجنّة، ثمّ أعود الرّابعة فأقول: يا ربّ ما بقي إلّا من حبسه القرآن "، قال: ويقول قتادة على أثر هذا الحديث: حدّثنا أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " يخرج من النّار من قال: لا إله إلّا الله، وكان في قلبه من الإيمان مثقال شعيرةٍ من خيرٍ، ويخرج من النّار من قال: لا إله إلّا الله وكان في قلبه مثقال برّةٍ من خيرٍ، ويخرج من النّار من كان في قلبه مثقال ذرّةٍ من خيرٍ "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/127-128]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين}.
يقول اللّه تعالى ذكره: قال اللّه يا نوح إنّ الّذي غرّقته فأهلكته الّذي تذكر أنّه من أهلك ليس من أهلك.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {ليس من أهلك} فقال بعضهم: معناه: ليس من ولدك هو من غيرك. وقالوا: كان ذلك من حنثٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عن الحسن، في قوله: {إنّه ليس من أهلك} قال: لم يكن ابنه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: ابن امرأته.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أصحاب ابن أبي عروبة، فيهم الحسن، قال: لا واللّه ما هو بابنه.
- قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: هذه بلغة طيّئٍ لم يكن ابنه، كان ابن امرأته.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، ومنصورٌ، عن الحسن، في قوله: {إنّه ليس من أهلك} قال: لم يكن ابنه. وكان يقرؤها: (إنّه عمل غير صالحٍ).
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، قال: كنت عند الحسن، فقال: {نادى نوحٌ ابنه}، لعمر اللّه ما هو ابنه قال: قلت: يا أبا سعيدٍ يقول: {ونادى نوحٌ ابنه} وتقول: ليس بابنه؟ قال: أفرأيت قوله: {إنّه ليس من أهلك} قال: قلت: إنّه ليس من أهلك الّذين وعدتك أن أنجيهم معك، ولا يختلف أهل الكتاب أنّه ابنه. قال: إنّ أهل الكتاب يكذبون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: سمعت الحسن، يقرأ هذه الآية: {إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ}، فقال عند ذلك: واللّه ما كان ابنه ثمّ قرأ هذه الآية: {فخانتاهما} قال سعيدٌ: فذكرت ذلك لقتادة، قال: ما كان ينبغي له أن يحلف.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} قال: تبيّن لنوحٍ أنّه ليس بابنه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} قال: بيّن اللّه لنوحٍ أنّه ليس بابنه.
- حدّثني المثنّى، قال حدّثنا إسحاق، قال حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا القاسم، قال حدّثنا الحسن، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال ابن جريجٍ في قوله: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: ناداه وهو يحسبه أنّه ابنه، وكان ولد على فراشه.
- حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا إسرائيل، عن ثويرٍ، عن أبي جعفرٍ: {إنّه ليس من أهلك} قال: لو كان من أهله لنجا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، وسمع عبيد بن عميرٍ، يقول: نرى أنّ ما قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الولد للفراش، من أجل ابن نوحٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ، عن الحسن قال: لا واللّه ما هو بابنه.
وقال آخرون: معنى ذلك: {ليس من أهلك} الّذين وعدتك أن أنجيهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن أبي عامرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: هو ابنه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن سفيان، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، عن الضّحّاك، قال قال ابن عبّاسٍ: هو ابنه، ما بغت امرأة نبيٍّ قطّ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن أبي عامرٍ الهمدانيّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما بغت امرأة نبيٍّ قطّ، قال: وقوله: {إنّه ليس من أهلك} الّذين وعدتك أن أنجيهم معك.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، وغيره، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: هو ابنه، غير أنّه خالفه في العمل والنّيّة، قال عكرمة في بعض الحروف: إنّه عمل عملاً غير صالحٍ، والخيانة تكون على غير بابٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: كان عكرمة يقول: كان ابنه، ولكن كان مخالفًا له في النّيّة والعمل، فمن ثمّ قيل له: {إنّه ليس من أهلك}.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، وابن عيينة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتّة، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول اللّه، تعالى: {فخانتاهما} قال: أما إنّه لم يكن بالزّنا، ولكن كانت هذه تخبر النّاس أنّه مجنونٌ، وكانت هذه تدلّ على الأضياف. ثمّ قرأ: {إنّه عملٌ غير صالحٍ}.
- قال ابن عيينة: وأخبرني عمّارٌ الدّهنيّ أنّه: سأل سعيد بن جبيرٍ، عن ذلك فقال: كان ابن نوحٍ، إنّ اللّه لا يكذب. قال: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: وقال بعض العلماء: ما فجرت امرأة نبيٍّ قطّ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال اللّه وهو الصّادق، وهو ابنه: {ونادى نوحٌ ابنه}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سعيدٍ، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما بغت امرأة نبيٍّ قطّ.
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: سألت أبا بشرٍ، عن قوله: {إنّه ليس من أهلك} قال: ليس من أهل دينك، وليس ممّن وعدتك أن أنجيهم.
قال يعقوب: قال هشيمٌ: كان عامّة ما كان يحدّثنا أبو بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن يعقوب بن قيسٍ، قال: أتى سعيد بن جبيرٍ رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه، الّذي ذكر اللّه في كتابه ابن نوحٍ ابنه هو؟ قال: نعم، واللّه إنّ نبيّ اللّه أمره أن يركب معه في السّفينة فعصى، فقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء} {قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ} لمعصية نبيّ اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ أنّه جاء إليه رجلٌ فسأله فقال: أرأيتك ابن نوحٍ: ابنه؟ فسبّح طويلاً، ثمّ قال: لا إله إلاّ اللّه، يحدّث اللّه محمّدًا: {ونادى نوحٌ ابنه} وتقول ليس منه ولكن خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.
- حدّثني يعقوب، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي هارون الغنويّ، عن عكرمة: في قوله: {ونادى نوحٌ ابنه} قال: أشهد أنّه ابنه، قال اللّه: {ونادى نوحٌ ابنه}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، وعكرمة، قالا: هو ابنه.
- حدّثني فضالة بن الفضل الكوفيّ، قال: قال بزيعٍ: سأل رجلٌ الضّحّاك عن ابن نوحٍ، فقال: ألا تعجبون إلى هذا الأحمق يسألني عن ابن نوحٍ؟ وهو ابن نوحٍ، كما قال اللّه: قال نوحٌ لابنه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، أنّه قرأ: {ونادى نوحٌ ابنه} وقوله: {ليس من أهلك} قال: يقول: ليس هو من أهلك. قال: يقول: ليس هو من أهل ولايتك، ولا ممّن وعدتك أن أنجي من أهلك. {إنّه عملٌ غير صالحٍ} قال: يقول: كان عمله في شركٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: هو واللّه ابنه لصلبه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {ليس من أهلك} قال: ليس من أهل دينك، ولا ممّن وعدتك أن أنجيه، وكان ابنه لصلبه.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قال يا نوح إنّه ليس من أهلك} يقول: ليس ممّن وعدناه النّجاة.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {إنّه ليس من أهلك} يقول: ليس من أهل ولايتك، ولا ممّن وعدتك أن أنجي من أهلك. {إنّه عملٌ غير صالحٍ} يقول: كان عمله في شركٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا خالد بن حيّان، عن جعفر بن برقان، عن ميمونٍ، وثابت بن الحجّاج، قالا: هو ابنه ولد على فراشه.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: تأويل ذلك: إنّه ليس من أهلك الّذين وعدتك أن أنجيهم، لأنّه كان لدينك مخالفًا وبي كافرًا. وكان ابنه؛ لأنّ اللّه تعالى ذكره قد أخبر نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه ابنه، فقال: {ونادى نوحٌ ابنه} وغير جائزٍ أن يخبر أنّه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر. وليس في قوله: {إنّه ليس من أهلك} دلالةٌ على أنّه ليس بابنه، إذ كان قوله: {ليس من أهلك} محتملاً من المعنى ما ذكرنا، ومحتملاً أنّه ليس من أهل دينك، ثمّ يحذف الدّين فيقال: إنّه ليس من أهلك، كما قيل: {واسأل القرية الّتي كنّا فيها}.
وأمّا قوله: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} فإنّ القرّاء اختلفت في قراءته، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} بتنوين عملٍ ورفع غيرٍ، واختلف الّذين قرءوا ذلك كذلك في تأويله، فقال بعضهم: معناه: إنّ مسألتك إيّاي هذه عملٌ غير صالحٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} قال: إنّ مسألتك إيّاي هذه عملٌ غير صالحٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} أي سوءٍ {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} يقول: سؤالك عمّا ليس لك به علمٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن حمزة الزّيّات، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} قال: سؤالك إيّاي عملٌ غير صالحٍ؛ {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ}.
وقال آخرون: بل معناه: إنّ الّذي ذكرت أنّه ابنك، فسألتني أن أنجيه عملٌ غير صالحٍ أي أنّه لغير رشدةٍ. وقالوا: الهاء في قوله: إنّه عائدةٌ على الابن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، أنّه قرأ: {عملٌ غير صالحٍ} قال: ما هو واللّه بابنه.
وروي عن جماعةٍ من السّلف أنّهم قرءوا ذلك: (إنّه عمل غير صالحٍ) على وجه الخبر عن الفعل الماضي، وغير منصوبةً. وممّن روي عنه أنّه قرأ ذلك كذلك ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتّة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: {عمل غير صالحٍ}.
ووجّهوا تأويل ذلك إلى ما:
- حدّثنا به ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا غندرٌ، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {إنّه عملٌ غير صالحٍ} قال: كان مخالفًا في النّيّة والعمل.
ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحدٌ من قرّاء الأمصار إلاّ بعض المتأخّرين. واعتلّ في ذلك بخبرٍ روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قرأ ذلك كذلك غير صحيح السّند، وذلك حديثٌ روي عن شهر بن حوشبٍ فمرّةً يقول عن أمّ سلمة، ومرّةً يقول عن أسماء بنت يزيد، ولا نعلم لبنت يزيد، ولا نعلم لشهرٍ سماعًا يصحّ عن أمّ سلمة.
[جامع البيان: 12/435]
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، وذلك رفع عملٌ بالتّنوين، ورفع غير، يعني: إنّ سؤالك إيّاي ما تسألنيه في ابنك المخالف دينك الموالي أهل الشّرك بي من النّجاة من الهلاك، وقد مضت إجابتي إيّاك في دعائك: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا} ما قد مضى من غير استثناء أحدٍ منهم؛ عملٌ غير صالحٍ لأنّه مسألةٌ منك إليّ أن لا أفعل ما قد تقدّم منّي القول بأنّي أفعله في إجابتي مسألتك إيّاي فعله، فذلك هو العمل غير الصّالح.
وقوله: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} نهي من اللّه تعالى ذكره نبيّه نوحًا أن يسأله عن أسباب أفعاله الّتي قد طوى علمها عنه، وعن غيره من البشر. يقول له تعالى ذكره: إنّي يا نوح قد أخبرتك عن سؤالك سبب إهلاكي ابنك الّذي أهلكته، فلا تسألن بعدها عمّا قد طويت علمه عنك من أسباب أفعالي، وليس لك به علمٌ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين في مسألتك إيّاي عن ذلك.
وكان ابن زيدٍ يقول في قوله: {إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين} ما:
- حدّثني به، يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين} أن تبلغ الجهالة بك أن لا أفي لك بوعدٍ وعدتك حتّى تسألني ما ليس لك به علمٌ؛ {وإلاّ تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ}.
فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار {فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} بكسر النّون وتخفيفها، ونحوا بكسرها إلى الدّلالة على الياء الّتي هي كناية اسم اللّه {فلا تسألن}.
وقرأ ذلك بعض المكّيّين، وبعض أهل الشّام: (فلا تسألنّ) بتشديد النّون وفتحها، بمعنى: فلا تسألنّ يا نوح ما ليس لك به علمٌ.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا تخفيف النّون وكسرها، لأنّ ذلك هو الفصيح من كلام العرب المستعمل بينهم). [جامع البيان: 12/425-437]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عملٌ غير صالحٍ فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين (46)
قوله تعالى: قال يا نوح إنّه ليس من أهلك
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرزاق الثّوريّ، عن أبي عامرٍ الهمذانيّ، عن الضّحّاك، بن مزاحمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: ليس من أهلك ولو كان من أهلك لنجّيته لك كما أنجيتك ولكنّه عملٌ غير صالحٍ.
- أخبرنا أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك، إنّه ليس من أهلك يقول ليس من أهلك ولا ابنك ولا بدينك ولا ممّن وعدتك أن أنجي من أهلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا عمر بن عونٍ، ثنا هشيمٌ، عن عونٍ ومنصورٍ، عن الحسن في قوله: إنّه ليس من أهلك قال لم يكن أبيه.
قوله تعالى: إنّه عمل غير صالح
[الوجه الأول]
من قرأ عملٌ غير صالحٍ:
- حدّثني الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة، وغيره، عن عكرمة، عن ابن عباس يعني عمل غير صالحٍ قال: هو ابنه غير أنّه خالفه في العمل والنّيّة
قال: عكرمة، في بعض الحروف: أنّه عملٌ غير صالحٍ قال: والخيانة تكون على غير بابٍ.
- حدّثنا أبو الفضل بن إسلامٍ، ثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثني يعقوب بن قيسٍ قال: سمعت سعيد، بن جبيرٍ يقرأ هذا الحرف آيةً عملٌ غير صالحٍ قال: معصية نبيّ اللّه وإنّه لأمّه.
ومن قرأ عمل غير صالحٍ.
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا هوده، ثنا عونٌ، عن الحسن أنّه قرأ: عمل غير صالحٍ قال: كان ولد زنيةٍ وكان ينسب إليه فنفاه اللّه منذ يوم الغرق.
الوجه الثّاني:
[حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: إنّه عمل غير صالحٍ قال: إنّ نساء الأنبياء لا يزنين وكان يقرأها عمل غير صالحٍ قال: يقول: مسألتك إيّاي يا نوح عملٌ غير صالحٍ لا أرضاه لك.
قوله: فلا تسئلن ما ليس لك به علمٌ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ فلا تسئلن ما ليس لك به علمٌ قال اللّه لنوحٍ إنّه ليس بابنه.
قوله تعالى: إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين
- وأخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين أن تبلغ بك الجهالة لا في لك بوعد وعدتك حتى تسئلن ما ليس لك به علمٌ... قال: فإنّها خطيئة رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علمٌ وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين). [تفسير القرآن العظيم: 6/2039-2040]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو داود الطّيالسيّ: ثنا حميد بن ثابتٍ البنانيّ، عن أبيه، عن شهر بن حوشبٍ، عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "أنّه قرأ: عمل غير صالح".
- رواه مسدّدٌ: ثنا عبد العزيز، ثنا ثابتٌ، حدّثني شهر بن حوشبٍ قال: "سألت أمّ سلمة كيف كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ هذه الآية: (إنّه عملٌ غير صالح) ؟ قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ: (إنّه عمل غير صالحٍ) .
- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا وكيع، عن هارون، عن ثابتٍ البنانيّ، عن شهرٍ "أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ: (إنه عمل غير صالح) مخففة".
- قال: وثنا عثمان بن مطرٍ، عن ثابتٍ، عن شهرٍ، عن أمّ سلمة أنّها قالت: "سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف (إنّه عمل غير صالحٍ) مخففة".
- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن أبي الزّبير، ثنا جابرٍ- رضي اللّه عنه- "أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك، قام فخطب النّاس فقال: يا أيّها النّاس، لا تسألوا نبيّكم عن الآيات، هؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم آيةً فبعث اللّه لهم النّاقة، فكانت النّاقة ترد من هذا الفجّ، فعتوا عن أمر ربّهم فعقروها، فوعدهم اللّه- تبارك وتعالى- ثلاثة أيّامٍ، فكان وعدًا عليه غير مكذوبٍ، ثمّ جاءتهم الصّيحة فأهلك اللّه- عزّ وجلّ- من كان تحت مشارق السّموات ومغاربها منهم إلّا رجلًا كان في حرم اللّه فمنعه حرم اللّه من عذاب اللّه- عزّ وجلّ". هذا إسنادٌ صحيحٌ، وابن خثيمٍ هو عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/220-221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما بغت امرأة نبي قط وقوله {إنه ليس من أهلك} يقول: إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك). [الدر المنثور: 8/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 47.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن نساء الأنبياء لا يزنين وكان يقرؤها {إنه عمل غير صالح} يقول: مسألتك إياي يا نوح عمل غير صالح لا أرضاه لك). [الدر المنثور: 8/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ من طريق سعيد عن قتادة في الآية قال: إنه لما نهاه أن يرجعه في أحد كان العمل غير صالح مراجعة ربه في قراءة عبد الله {فلا تسألن ما ليس لك به علم} وعن غير قتادة: كان اسم ابن نوح الذي غرق كنعان وقال قتادة: خالف نوحا في النية والعمل). [الدر المنثور: 8/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي جعفر الرازي قال: سألت زيد بن أسلم قلت: كيف تقرأ هذا الحرف قال: {عمل غير صالح} ). [الدر المنثور: 8/77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في الكنى عن أبي العالية قال: سمعت أبي بن كعب يقرؤها: (إنه عمل غير صالح) ). [الدر المنثور: 8/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن علقمة قال: في قراءة عبد الله {إنه عمل غير صالح}). [الدر المنثور: 8/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير {إنه عمل غير صالح} يقال: سؤالك عما ليس لك به علم). [الدر المنثور: 8/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو داود والترمذي، وابن المنذر، وابن مردويه من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {إنه عمل غير صالح}). [الدر المنثور: 8/78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والطبراني والحاكم، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها {إنه عمل غير صالح}.
قال عبد بن حميد: أم سلمة رضي الله عنها هي أسماء بنت يزيد كلا الحديثين عندي واحد). [الدر المنثور: 8/78-79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن مردويه والخطيب من طرق عن عائشة رضي الله عنها أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {إنه عمل غير صالح}). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {إنه عمل غير صالح}). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال: في بعض الحروف إنه عمل عملا غير صالح). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {إنه عمل غير صالح} قال: كان عمله كفرا بالله). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، أنه قرأ عمل غير صالح قال: معصية نبي الله). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فلا تسألن ما ليس لك به علم} قال: بين الله لنوح عليه السلام أنه ليس بابنه). [الدر المنثور: 8/79]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قال: أن تبلغ بك الجهالة أني لا أفي بوعد وعدتك حتى تسألني، قال: فإنها خطيئة رب إني أعوذ بك أن أسالك الآية، وأخرخ أبو الشيخ عن ابن المبارك رضي الله عنه قال: لو أن رجلا اتقى مائة شيء ولم يتق شيئا واحدا لم يكن من المتقين ولو تورع من مائة شيء ولم يتورع من شيء واحدا لم يكن ورعا ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين أما سمعت إلى ما قال نوح عليه السلام {إن ابني من أهلي} قال الله {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}). [الدر المنثور: 8/80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال: بلغني أن نوحا عليه السلام لما سأل ربه فقال: يا رب إن ابني من أهلي، فأوحى الله إليه، يا نوح إن سؤالك إياي أن ابني من أهلي عمل غير صالح {فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قال: فبلغني أن نوحا عليه السلام بكى على قول الله {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} أربعين عاما). [الدر المنثور: 8/80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن وهيب بن الورد الحضرمي قال: لما عاتب الله نوحا عليه السلام في ابنه وأنزل عليه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} بكى ثلاثمائة حتى صارت تحت عينيه مثل الجدول من البكاء). [الدر المنثور: 8/80]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ إنّي أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علمٌ وإلاّ تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم عن إنابة نوحٍ عليه السّلام بالتّوبة إليه من زلّته في مسألته الّتي سألها ربّه في ابنه {قال ربّ إنّي أعوذ بك} أي أستجير بك أن أتكلّف مسألتك، {ما ليس لي به علمٌ} ممّا قد استأثرت بعلمه، وطويت علمه عن خلقك، فاغفر لي زلّتي في مسألتي إيّاك ما سألتك في ابني، وإن أنت لم تغفرها لي وترحمني فتنقذني من غضبك {أكن من الخاسرين} يقول: من الّذين غبنوا أنفسهم حظوظها وهلكوا). [جامع البيان: 12/437]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال ربّ إنّي أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علمٌ وإلّا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (47) قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ (48)
قوله تعالى: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين
- حدّثنا أبي ثنا الفضل بن دكينٍ، قال جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز في زحفٍ كان في ولايةٍ: أمّا بعد فإنّه بلغني أنّ هذا الزّحف شيءٌ يعاقب اللّه به خلقه فقولوا كما قال نوحٌ: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين). [تفسير القرآن العظيم: 6/2040]
تفسير قوله تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ في قوله: {وعلى أمم ممن معك} قال: دخل فيها كلّ مؤمنٍ ومؤمنة إلى يوم القيامة [الآية: 48]). [تفسير الثوري: 130]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ {وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} قال: دخل فيها كلّ كافرٍ وكافرةٍ وفاجرٍ وفاجرةٍ إلى يوم القيامة [الآية: 48]). [تفسير الثوري: 131]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: {يا نوح اهبط} من الفلك إلى الأرض {بسلامٍ منّا} يقول: بأمنٍ منّا أنت ومن معك من إهلاكنا، {وبركاتٍ عليك} يقول: وبركاتٍ عليك، {وعلى أممٍ ممّن معك} يقول: وعلى قرونٍ تجيء من ذرّيّة من معك من ولدك، فهؤلاء المؤمنون من ذرّيّة نوحٍ الّذين سبقت لهم من اللّه السّعادة وبارك عليهم قبل أن يخلقهم في بطون أمّهاتهم، وأصلاب آبائهم. ثمّ أخبر تعالى ذكره نوحًا عمّا هو فاعلٌ بأهل الشّقاء من ذرّيّته، فقال له: {وأممٌ} يقول: وقرونٌ وجماعةٌ، {سنمتّعهم} في الحياة في الدّنيا؛ يقول: نرزقهم فيها ما يتمتّعون به إلى أن يبلغوا آجالهم. {ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} يقول: ثمّ نذيقهم إذا وردوا علينا عذابًا مؤلمًا موجعًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك} إلى آخر الآية، قال: دخل في ذلك السّلام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى يوم القيامة، ودخل في ذلك العذاب والمتاع كلّ كافرٍ وكافرةٍ إلى يوم القيامة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو داود الحفريّ عن سفيان، عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك} قال: دخل في السّلام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وفي الشّرك كلّ كافرٍ وكافرةٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، قراءةً عن ابن جريجٍ: {وعلى أممٍ ممّن معك} يعني ممّن لم يولد، قد قضى البركات لمن سبق له في علم اللّه وقضائه السّعادة. {وأممٌ سنمتّعهم} ممّن سبق له في علم اللّه وقضائه الشّقاوة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، بنحوه، إلاّ أنّه قال: {وأممٌ سنمتّعهم} متاع الحياة الدّنيا، ممّن قد سبق له في علم اللّه وقضائه الشّقاوة. قال: ولم يهلك الولدان يوم غرق قوم نوحٍ بذنب آبائهم كالطّير والسّباع، ولكن جاء أجلهم مع الغرق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم} قال: هبطوا واللّه عنهم راضٍ، هبطوا بسلامٍ من اللّه، كانوا أهل رحمةٍ من أهل ذلك الدّهر. ثمّ أخرج منهم نسلاً بعد ذلك أممًا، منهم من رحم، ومنهم من عذّب. وقرأ: {وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم} وذلك إنّما افترقت الأمم من تلك العصابة الّتي خرجت من ذلك الماء وسلمت.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك} الآية، يقول: بركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك لم يولدوا، أوجب اللّه لهم البركات لما سبق لهم في علم اللّه من السّعادة. {وأممٌ سنمتّعهم} يعني: متاع الحياة الدّنيا. {ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} لما سبق لهم في علم اللّه من الشّقاوة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن حميدٍ، عن الحسن: أنّه كان إذا قرأ سورة هودٍ، فأتى على: {يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك} حتّى ختم الآية، قال الحسن: فأنجى اللّه نوحًا والّذين آمنوا، وهلك المتمتّعون حتّى ذكر الأنبياء، كلّ ذلك يقول: أنجاه اللّه وهلك المتمتّعون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} قال: بعد الرّحمة.
- حدّثنا العبّاس بن الوليد، قال: أخبرني أبي قال، أخبرنا عبد اللّه بن شوذبٍ، قال: سمعت داود بن أبي هندٍ، يحدّث عن الحسن، أنّه أتى على هذه الآية: {اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ} قال: فكان ذلك حين بعث اللّه عادًا، فأرسل إليهم هودًا، فصدّقه مصدّقون وكذّبه مكذّبون حتّى جاء أمر اللّه؛ فلمّا جاء أمر اللّه نجّى اللّه هودًا والّذين آمنوا معه، وأهلك اللّه المتمتّعين، ثمّ بعث اللّه ثمود، فبعث إليهم صالحًا، فصدّقه مصدّقون وكذّبه مكذّبون، حتّى جاء أمر اللّه؛ فلمّا جاء أمر اللّه نجّى اللّه صالحًا، والّذين آمنوا معه وأهلك اللّه المتمتّعين، ثمّ استقرأ الأنبياء نبيًّا نبيًّا على نحوٍ من هذا). [جامع البيان: 12/437-441]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: هبط إلى الأرض يوم عاشوراء وصام نوحٌ ومن معه من المغرب إلى المغرب.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: اهبط بسلامٍ منّا قال: هبطوا واللّه عنهم راضٍ هبطوا بسلامٍ من اللّه كانوا أهل رحمته من أهل ذلك الدّهر.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفيّ ابن أخي الحسين الجعفيّ، ثنا عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحمّانيّ، عن النّضر أبي عمر الخزّاز، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أوّل شيءٍ غرس نوحٌ حين خرج من السّفينة الآس
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد، بن سليمان الواسطيّ، ثنا صالح بن عمر، عن داود بن أبي هندٍ قال: سمعت الحسن يقول في قوله: قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك قال فأنجى اللّه نوحًا والّذين معه وأهلك المتمنّعين ثمّ استقرّ الأنبياء هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ وأهلك المتمنّعين.
- أخبرنا أحمد بن الأزهر فيما كتب إليّ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي عن عليّ بن الحكم، عن الضّحّاك، في قوله: بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك يعني: أممًا ممّن معك يعني ممّن لم يولد قد مضى لمن سبق كلام اللّه السّعادة وأمّا من سبق له في قضاء اللّه وكلمته الشّقوة فيمتّعهم قليلا ثمّ يضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ.
قوله تعالى: وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك
- حدّثنا أبو سعيدٍ، الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، ثنا إسحاق، بن سليمان، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك قال فما بقي مؤمنٌ ولا مؤمنةٌ إلا دخل في ذلك السّلام وفي تلك البركات إلى يوم القيامة.
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد، بن سليمان، ثنا صالح بن عمر، عن داود بن أبي هندٍ قال: سمعت الحسن يقول في قوله: يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك قال: نجّى اللّه نوحًا والّذين آمنوا معه وأهلك المتمنعين ثم استقرا الأنبياء هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ فأنجاهم وأهلك المتمنّعين.
قوله تعالى: وأممٌ سنمتّعهم
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، في قوله: وأممٌ سنمتّعهم يعني: متاع الحياة الدّنيا
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: وأممٌ سنمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ قال: هؤلاء الأمم من أبناء من كان في السّفينة مثل عادٍ وثمود وتلك القرون.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه وأممٌ سنمتّعهم ثمّ أخرج منهم نسلا بعد ذلك أممًا، منهم من رحم، ومنهم من عذّب. قال: إنّما افترقت الأمم من العصابة الّتي أخرجت من الماء وسلمت.
- أخبرنا أبي، ثنا عبد الصّمد بن عبد العزيز الرّازيّ، ثنا جسرٌ، عن الحسن في قوله: يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٌ سنمتّعهم فما زال اللّه يأخذ لنا بسهمنا وحفظنا ويذكّرنا من حيث لا نذكر أنفسنا كلّما هلكت أمّةٌ خلّصنا في أصلاب من نجوا بلطفه حتّى جعلنا في خير أمّةٍ أخرجت للنّاس.
- أخبرنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، قوله ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ قال فدخل في ذلك البركة والسّلام كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ ودخل في ذلك العذاب الأليم كلّ كافرٍ وكافرةٍ إلى يوم القيامة.
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ لما سبق لهم في علم اللّه من الشّقاوة.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن أسلم في قوله: ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ أليمٌ قال: بعد الرّحمة.
قوله تعالى: عذابٌ أليمٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ عذابٌ أليمٌ يقول نكالٌ موجعٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2040-2043]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 48.
أخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {قيل يا نوح اهبط بسلام منا} الآية، قال: اهبطوا والله عنهم راض واهبطوا بسلام من الله كانوا أهل رحمته من أهل ذلك ثم أخرج منهم نسلا بعد ذلك أمما منهم من رحم ومنهم من عذب وقرأ {وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم} قال: إنما افترقت الأمم من تلك العصابة التي خرجت من ذلك الماء وسلمت). [الدر المنثور: 8/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} قال: فما زال الله يأخذ لنا بسهمنا وحظنا وكذلك يذكرنا من حيث لا نذكر أنفسنا كلما هلكت أمة جعلنا في أصلاب من ينجو بلطفه حتى جعلنا في خير أمة أخرجت للناس). [الدر المنثور: 8/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول شجر غرس نوح عليه السلام حين خرج من السفينة الآس). [الدر المنثور: 8/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عثمان بن أبي العاتكة، أن أول شيء تكلم به نوح عليه السلام حين استقرت به قدماه على الأرض حين خرج من السفينة أن قال: يا مور أتقن كلمة بالسريانية: يعني يا ملاي أصلح). [الدر المنثور: 8/81-82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن عساكر عن وهب بن منبه قال: لما أغرق الله قوم نوح أوحى إلى نوح عليه السلام إني خلقت خلقا بيدي وأمرتهم بطاعتي فعصوني واستأثروا غضبي فعذبت من لم يعصني من خلفي بذنب من عصاني فبي حلفت وأي شيء مثلي لا أعذب بالغرق العامة بعد هذا وإني جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي من الغرق إلى يوم القيامة وكانت القوس فيها سهم ووتر فلما فرغ الله من هذا القول إلى نوح نزع الوتر والسهم من القوس وجعلها أمانا لعباده وبلاده من الغرق). [الدر المنثور: 8/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن خصيف قال: لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسماء رأى تل حران بين نهرين فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق). [الدر المنثور: 8/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل). [الدر المنثور: 8/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال: دخل في ذلك السلام والبركات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ودخل في ذلك المتاع والعذاب الأليم كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 8/82-83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {وعلى أمم ممن معك} يعني ممن لم يولد أوجب الله لهم البركات لما سبق لهم في علم الله من السعاد {وأمم سنمتعهم} يعني متاع الحياة الدنيا ثم يمسهم منا عذاب أليم لما سبق لهم في علم الله من الشقاوة). [الدر المنثور: 8/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن كعب رضي الله عنه قال: لم يزل بعد نوح عليه السلام في الأرض أربعة عشر يدفع بهم العذاب). [الدر المنثور: 8/83]
تفسير قوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذه القصّة الّتي أنبأتك بها من قصّة نوحٍ وخبره وخبر قومه {من أنباء الغيب} يقول: هي من أخبار الغيب الّتي لم تشهدها فتعلمها، {نوحيها إليك} يقول: نوحيها إليك نحن فنعرّفكها {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} الوحي الّذي نوحيه إليك، فاصبر على القيام بأمر اللّه، وتبليغ رسالته، وما تلقى من مشركي قومك، كما صبر نوحٌ. {إنّ العاقبة للمتّقين} يقول: إنّ الخير من عواقب الأمور لمن اتّقى اللّه فأدّى فرائضه، واجتنب معاصيه فهم الفائزون بما يؤمّلون من النّعيم في الآخرة والظّفر في الدّنيا بالطّلبة، كما كانت عاقبة نوحٍ إذ صبر لأمر اللّه أن نجّاه من الهلكة مع من آمن به وأعطاه في الآخرة ما أعطاه من الكرامة، وغرّق المكذّبين به فأهلكهم جميعهم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} القرآن، وما كان علم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وقومه ما صنع نوحٌ وقومه، لولا ما بيّن اللّه في كتابه). [جامع البيان: 12/441-442]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين (49)
قوله تعالى: تلك
- حدّثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: تلك يعني: هذه.
قوله تعالى: من أنباء الغيب وبه، عن أبي مالكٍ قوله: أنباء يعني: أحاديث
قوله تعالى: نوحيها إليك
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ثمّ رجع إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك.
قوله تعالى: ما كنت تعلمها أنت
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عمر بن عليٍّ، ثنا أبو قتيبة، ثنا ورقاء، بن عمر، ثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ في قوله: ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا قال: هذا الّذي قصصت عليك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا أي ما علم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلم قومه بما صنع نوح قومه لولا بيان اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: ولا قومك
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين ابن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قوله: ما كنت تعلمها أنت ولا قومك يعني: العرب.
قوله تعالى: من قبل هذا
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، الدّمشقيّ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، فيما حدّثني محمّدٌ مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة، أو سعيد، بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يقول اللّه سبحانه وبحمده للمتّقين أي الّذين يحذرون من اللّه عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته بالتصديق بما جاء به). [تفسير القرآن العظيم: 6/2043-2044]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن عطاء ابن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا يقول ما كنت تعلم هذا الذي قصصنا عليك من قبل هذا القرآن). [تفسير مجاهد: 2/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 49.
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه {تلك} يعني هذه {من أنباء} يعني أحاديث). [الدر المنثور: 8/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه قال: ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك} يعني العرب من قبل هذا القرآن). [الدر المنثور: 8/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} أي من قبل القرآن وما علم محمد صلى الله عليه وسلم وقومه بما صنع نوح وقومه لولا ما بين الله عز وجل له في كتابه). [الدر المنثور: 8/83-84]