التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({شرعوا لهم من الدّين}: ابتدعوا). [مجاز القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شرعوا لهم}: ابتدعوا لهم). [غريب القرآن وتفسيره: 330]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أم لهم شركاء}, وهم: الآلهة, جعلها شركاءهم: لأنهم جعلوها شركاء اللّه عز وجل، فأضافها إليهم: لا دعائهم فيها ما ادعوا.
وكذلك قوله: {هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيءٍ} أي: من الشركاء الذين ادعيتموهم لي.
{شرعوا لهم}: أي: ابتدعوا لهم.
{ولولا كلمة الفصل}: أي: القضاة السابق الفصل: بأن الجزاء يوم القيامة، {لقضي بينهم} في الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 392]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({شرعوا لهم}: أي: أظهروا لهم). [ياقوتة الصراط: 457]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَرَعُوا}: ابتدعوا). [العمدة في غريب القرآن: 266]
تفسير قوله تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ترى الظّالمين مشفقين ممّا كسبوا وهو واقع بهم والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات في روضات الجنّات لهم ما يشاءون عند ربّهم ذلك هو الفضل الكبير}
أي: تراهم مشفقين من ثواب ما كسبوا، وثواب ما كسبوا النار.
{وهو واقع بهم}: أي: وثواب كسبهم واقع بهم.
{والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات في روضات الجنّات لهم ما يشاءون عند ربّهم}: أي: والظالمون لهمالنار، والمؤمنون لهم الجنة). [معاني القرآن: 4/397-398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم} أي: من جزاء ما كسبوا, وهو العذاب, وهو واقع بهم). [معاني القرآن: 6/307]
تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل لاّ أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى...}.
ذكر: أن الأنصار جمعت للنبي صلى الله عليه - نفقة يستعين بها على ما ينوبه في أصحابه، فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم, فقالوا: أن الله عز وجل قد هدانا بك، وأنت ابن اختنا , فاستعن بهذه النفقة على ما ينوبك. فلم يقبلها، وأنزل الله في ذلك: قل لهم لا أسألكم على الرسالة أجراً إلى المودة في قرابتي بكم.
وقال ابن عباس: {لاّ أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى}: في قرابتي من قريش). [معاني القرآن: 3/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ذلك الذي يبشر الله عباده}, معناها يبشر قال خفاف:
وقد غدوت إلى الحانوت أبشره
أي: أبشره). [مجاز القرآن: 2/200]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذلك الّذي يبشّر اللّه عباده الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات قل لاّ أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً إنّ اللّه غفورٌ شكورٌ}
وقال: {إلاّ المودّة في القربى} استثناء خارج, يريد -والله أعلم- إلاّ أن أذكر مودة قرابتي.
وأما {يبشّر} فتقول "بشّرته", و"أبشرته", وقال بعضهم "أبشره" خفيفة, فذا من "بشرت" وهو في الشعر. قال الشاعر:
وقد أروح إلى الحانوت أبشـره بالرّحل فوق ذرى العيرانة الأجد
قال أبو الحسن: "أنشدني يونس هذا البيت هكذا .
وجعل {الّذي يبشّر} اسما للفعل, كأنه "التبشير".
كما قال: {فاصدع بما تؤمر}: أي: اصدع بالأمر. ولا يكون أن تضمر فيها الباء, وتحذفها؛ لأنك لا تقول "كلّم الذي مررت", وأنت تريد "به"). [معاني القرآن: 4/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذلك الذي يبشر الله}: معناها ينصر من النصر.
وقال بعضهم: يبشر ويبشر معناها واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 330]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى}.
قال قتادة: لا أسألكم أجرا على هذا الذي جئتكم به، إلا أن تودوني في قرابتي منكم. وكلّ قريش بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم قرابة
قال مجاهد: لم يكن من قريش بطن، إلا ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال الحسن: إلا أن تتوددوا إلى اللّه عز وجل، بما يقربكم منه.
{ومن يقترف حسنةً}: أي: يكتسب). [تفسير غريب القرآن: 392-393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله تعالى لنبيه عليه السلام: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
قال ابن عباس: يريد لا أسألكم على ما أتيتكم به من الهدى أجرا إلا أن تودّوني في القرابة منكم. وكانت لرسول الله، صلّى الله عليه وسلم، ولادات كثيرة في بطون قريش. وقال الله عز وجل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}.
قال ابن عباس: قالت قريش: يسألنا أن نودّه في القرابة وهو يشتم آلهتنا ويعيبها؟! فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 450](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{ذلك الّذي يبشّر اللّه عباده الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إنّ اللّه غفور شكور}
يقرأ: يُبَشِّرُ, ويَبْشرُ، ويُبْشِرُ.
وقوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى}: أي: إلا أن تودوني في قرابتي.
وجاء في التفسير, عن ابن عباس رحمه الله أنه قال: ليس حي من قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقريش: ((أنتم قرابتي , وأول من أجابني وأطاعني)).
وروي أن الأنصار أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: قد هدانا اللّه بك, وأنت ابن أختنا، وأتوه بنفقة يستعين بها على ما ينوبه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى}.
قال أبو إسحاق: ونصب {المودّة} أن يكون بمعنى استثناء ليس من الأول، لا على معنى: أسالكم عليه أجرا المودة في القربى، لأن الأنبياء صلوات اللّه عليهم لا يسألون أجرا على تبليغ الرسالة، والمعنى واللّه أعلم: ولكنني أذكركم المودّة في القربى.
قوله: {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا} أي: من يعمل حسنة , نضاعفها له.
{إنّ اللّه غفور شكور}: غفور للذنوب قبول للتوبة, مثيب عليها). [معاني القرآن: 4/398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}
في معناها أربعة أقوال:-
- روى قزعة بن سويد, عن أبي نجيح, عن مجاهد, عن ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قل لا أسألكم على ما أتيتكم به أجرا إلا أن تتوددوا لله, وتتقربوا إليه بطاعته)).
- وروى منصور, وعوف, عن الحسن: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}, قال: تتوددون إلى الله جل وعز, وتتقربون منه بطاعته, فهذا قول.
- وقال الشعبي, ومجاهد, وعكرمة, وقتادة: المعنى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني لقرابتي منكم فتحفظوني, ولا تكذبوني.
- قال عكرمة: وكانت قريش تصل أرحامها, فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم , قطعته، فقال: ((صلوني كما كنتم تفعلون)).
- قال أبو جعفر: والمعنى على هذا: قل لا أسألكم عليه أجرا, لكن أذكركم قرابتي, على أنه استثناء ليس من الأول, فهذان قولان.
- وقال الضحاك: هذه الآية منسوخة؛ نسخها قوله جل وعز: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}, فالذي سألوه أن يودوه بقرابته, ثم رده الله إلى ما كان عليه الأنبياء كما قال نوح وهود :{قل لا أسألكم عليه أجرا } فهذه ثلاثة أقوال.
وروى قيس, عن الأعمش, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: لما نزلت: { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }, قالوا: يا رسول الله, من هؤلاء الذين نودهم. قال: ((علي, وفاطمة, وولدها))
وقوله جل وعز: {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا}: الاقتراف: الاكتساب, وهو مأخوذ من قولهم: رجل قرفة إذا كان محتالا). [معاني القرآن: 6/307-310]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ومن يقترف حسنة}
قال: الاقتراف: الاكتساب، يكون خيرا، ويكون شرا). [ياقوتة الصراط: 457]
تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويمح اللّه الباطل...}.
ليس بمردود على {يختم}، فيكون مجزوما، هو مستأنف في موضع رفع، وإن لم تكن فيه واو في الكتاب، ومثله مما حذفت منه الواو وهو في موضع رفع قوله: {ويدع الإنسان بالشّرّ}, وقوله: {سندع الزّبانية}). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم يقولون افترى على اللّه كذبا فإن يشأ اللّه يختم على قلبك ويمح اللّه الباطل ويحقّ الحقّ بكلماته إنّه عليم بذات الصّدور}
معناه: فإن يشأ اللّه ينسك ما أتاك، كذلك قال قتادة.
ويجوز: {فإن يشإ اللّه يختم على قلبك}: يربط على قلبك بالصبر على أذاهم, وعلى قولهم {افترى على اللّه كذبا}
{ويمحو اللّه الباطل}: الوقوف عليها (ويمحوا) بواو وألف لأن المعنى, واللّه يمحو الباطل على كل حال، وكتبت في المصحف بغير واو لأن الواو تسقط في اللفظ لالتقاء السّاكنين، فكتبت على الوصل, ولفظ الواو ثابت، والدليل عليه: {ويحق الحق بكلماته}, أي ويمحو اللّه الشرك, ويحق الحق بما أنزله من كتابه على لسان نبيّه عليه السلام). [معاني القرآن: 4/398-399]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك}
قال قتادة: أي: إن شاء أنساك ما علمك.
وقيل المعنى: إن يشأ يزل تمييزك فاشكره إذ لم يفعل.
وقيل معنى: فإن يشأ الله يختم على قلبك, إن يشأ الله يربط على قلبك بالصبر على أذاهم, وقولهم: {افترى على الله كذبا} تم الكلام.
ثم قال جل وعز: {ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته}, أي: يمحو الله الشرك ويزيله). [معاني القرآن: 6/310-311]
تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويعلم ما تفعلون...}: ذكر العباد، ثم قال: {ويعلم ما تفعلون}, كأنه خاطبهم، والعوام يقرءونها بالياء...
- حدثني قيس, عن رجل قد سماه, عن بكير بن الأخنس, عن أبيه قال: قرأت من الليل: {ويعلم ما تفعلون}, فلم أدر أأقول: يفعلون أم تفعلون؟, فغدوت إلى عبد الله بن مسعود؛ لأسأله عن ذلك، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، رجلٌ ألمّ بامرأة في شبيبة، ثم تفرقا وتابا، أيحل له أن يتزوجها؟
قال: فقال عبد الله رافعا صوته: {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده ويعفوا عن السّيّئات ويعلم ما تفعلون...}.
وكذلك قرأها علقمة بن قيس؛ وإبراهيم؛ ويحيى بن وثاب؛ وذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ كذلك بالتاء). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («عن» مكان «من»
قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}، أي من عباده.
وتقول: أخذت هذا عنك، أي منك). [تأويل مشكل القرآن: 577]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}
في الحديث: أن عبد الله بن مسعود سئل عن رجل زنى بامرأة, أيجوز له أن يتزوجها ؟, فقال: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}). [معاني القرآن: 6/312]
تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ...}.
يكون {الذين} في موضع نصب بمعنى: ويجيب الله الذين آمنوا، وقد جاء في التنزيل: {فاستجاب لهم ربّهم}، والمعنى -والله أعلم-: فأجابهم ربهم، إلاّ أنك إذا قلت: استجاب, أدخلت اللام في المفعول به، وإذا قلت: أجاب حذفت اللام، ويكون استجابهم بمعنى: استجاب لهم، كما قال: {وإذا كالوهم أو وّزنوهم}: المعنى-والله أعلم-: وإذا كالوا لهم, أو وزنوا لهم، يخسرون؛ ويكون {الذين } في موضع رفع؛ يجعل الفعل لهم أي: الذين آمنوا يستجيبون لله؛ ويزيدهم الله على إجابتهم, والتصديق من فضله). [معاني القرآن: 3/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ويستجيب الذّين آمنوا}: أي: يجيب الذين آمنوا.). [مجاز القرآن: 2/200]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ويزيدهم مّن فضله والكافرون لهم عذابٌ شديدٌ}
وقوله: {ويستجيب الّذين آمنوا}: أي: استجاب, فجعلهم هم الفاعلين). [معاني القرآن: 4/11]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ويستجيب الّذين آمنوا}: أي: يجيبهم، كما قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيـب).
[تفسير غريب القرآن: 393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد}
المعنى: ويجيب الذين آمنوا, وعملوا الصالحات). [معاني القرآن: 4/399]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله}
الذين في موضع نصب: بمعنى: ويستجيب للذين آمنوا, كما قال سبحانه: {وإذا كالوهم} أي: كالوا لهم, يقال: استجبته, بمعنى أجبته, وأنشد الأصمعي:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عنـد ذاك مجيـب
ويجوز أن يكون في موضع رفع ويكون: {ويستجيب الذين آمنوا}, بمعنى: يجيب الذين آمنوا, كما قال عز وجل: {فليستجيبوا لي}.
قال محمد بن يزيد: حقيقته فليستدعوا الإجابة, هكذا حقيقة معنى: استفعل). [معاني القرآن: 6/312-313]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا}: أي: يجيبهم , ويزيدهم من فضله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 219]