ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن على الجماعة واستماعه من بعضهم
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله , قال نا حصين , عن هلال بن يساف, عن أبي حيان الأشجعي قال لقي رجل عبد الله فقال له : " اقرأ علي" . فقال ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (( اقرأ علي )).
فقلت: "يا رسول الله , أليس منك تعلمته؟ " ، فقال:(( بلى , ولكني أحب أن أسمعه من غيري)) ). [سنن سعيد بن منصور:236 - 237](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو الأحوص , عن سعيد بن مسروق, عن أبي الضحى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ )) . فقال: "يا رسول الله , كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟"
قال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , وافتتح عبد الله سورة النساء وقرأ حتى بلغ: {فكيف إذا جئنا من أكل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , ذرفت عيناه وقال: (( حسبك)) ). [سنن سعيد بن منصور: 216](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إبراهيم بن سليمان مؤدب أبي عبد الله , عن الأعمش , عن إبراهيم , عن عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ علي )). قال: "أقرأ عليك وعليك أنزل؟" .
فقال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , فقرأ سورة النساء حتى انتهى إلى قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , قال: فغمزني , فنظرت , فإذا دموعه تنحدر). [سنن سعيد بن منصور: 218](م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال:قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقرأ عليّ))قلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري))فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك))فإذا عيناه تذرفان). [صحيح البخاري:6/45](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا عبدة بن عبد الله قال: أنا حسين, عن زائدة, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله قال: قال رسول الله:((إقرأ)) , فاستفتحت النساء حتى انتهيت إلى قول الله عز و جل:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا .يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}, قال: فدمعت عيناه , وقال:((حسبنا)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا سويد بن نصر قال: أنا عبد الله, عن سفيان, عن سليمان, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن ابن مسعود قال: قال رسول الله:((اقرأ علي))، فقلت: أقرأ وعليك أنزل، قال:((إني أحب أن أسمعه من غيري)), فافتتحت سورة النساء فلما بلغت:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, قال: فرأيت عيناه تذرفان , فقال لي:((حسب)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله وبعض الحديث, عن عمرو بن مرة قال: قال لي رسول الله:((اقرأ علي))، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري )),فقرأت حتى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا},قال:((أمسك)), وعيناه تذرفان). [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال: أنا حفص بن غياث, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله قال: قال رسول الله: ((اقرأ علي سورة النساء))، قلت: أوليس عليك أنزل؟، قال: ((بلى , ولكن أحب أن أسمعه من غيري ))، فقرأت عليه حتى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, فغمزني عامر, فرفعت رأسي , فإذا عيناه تهملان ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هناد بن السري , عن أبي الأحوص, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال : أمرني رسول الله أن أقرأ عليه, وهو على المنبر , فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت : {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, غمزني رسول الله بيده , فنظرت إليه , وعيناه تدمعان)[فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
- قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقرأ عليّ)) قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
ش/ فيه ثمان مسائل:
الأولى: قوله: (قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة) القائل هو صدقة بن الفضل، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعمرو بن مرة هو أبو عبد الله عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي بفتح الجيم والميم المرادي الكوفي الأعمى ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة وقيل قبلها أخرج له الجماعة.
وفي فضائل القرآن من رواية مسدد قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم وعن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله.
قال الحافظ في شرحه على هذا الحديث في الفضائل (9/98): ثم ذكر المصنف في الباب حديث ابن مسعود المذكور في تفسير سورة النساء وساق المتن هناك على لفظ شيخه صدقة بن الفضل المروزي، وساقه هنا على لفظ شيخه مسدد كلاهما عن يحيى القطان وعرف من هنا المراد بقوله "بعض الحديث عن عمرو بن مرة" وحاصله أن الأعمش سمع الحديث المذكور من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم وقد وضحت ذلك في تفسير سورة النساء أيضا ويظهر لي أن القدر الذي عند الأعمش عن عمرو بن مرة من هذا الحديث من قوله: «فقرأت النساء ... إلى آخر الحديث» وأما ما قبله إلى قوله: ((أن أسمعه من غيري)) فهو عند الأعمش عن إبراهيم كما هو في الطريق الثانية في هذا الباب» اهـ.
قلت: فهذا جمع سديد وتوجيه جيد يتحد به المقال ويتضح به الحال.
الثانية: قوله: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ((اقرأ علي)) » فيه دليل على استحباب سماع الإنسان قراءة القرآن من غيره، وعليه بوب المصنف في فضائل القرآن.
الثالثة: قوله: قلت أقرأ عليك وعليك أنزل، القائل هو عبد الله بن مسعود قال ذلك تخريجا واستحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قوله «وعليك أنزل» بيان لسبب ذلك التحرج. وفيه دليل على إثبات صفة العلو لله وأن القرآن منزل غير مخلوق.
الرابعة: قوله: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)) ووقع عند المصنف في فضائل القرآن باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره من رواية مسدد عن يحيى، وعند مسلم في صلاة المسافرين باب فضل استماع القرآن من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص بن غياث بلفظ ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري)) ولا منافاة بين اللفظين في المعنى.
الخامسة: قوله: «فقرأت عليه سورة النساء» في رواية مسدد عند المصنف وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن حفص «فقرأت النساء» والمعنى واحد.
وفي ذلك دليل على استعمال اللفظين معا خلافا لمن كره شيئا منهما. السادسة: قوله: «حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}» "حتى" هاهنا حرف غاية بمعنى "إلى" وفي ذلك تصريح بأن عبد الله بن مسعود لم يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد الآية المذكورة.
السابعة: قوله «قال: ((أمسك)) » وقع في رواية مسدد وفي رواية محمد بن يوسف ((حسبك الآن)) وكلاهما عند المصنف في فضائل القرآن.
قلت: فلا اختلاف بين هذه الكلمات فجميعها متضمنة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالوقوف عن القراءة والاكتفاء بما وصل إليه من الآية. تنبيه:
وقع عند مسلم من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص «فرفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي» وعند النسائي من رواية هناد بن السري عن علي بن مسهر وعند الترمذي في تفسير سورة النساء أيضا من رواية هناد عن الأحوص «غمزني رسول الله» وعندي أن رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب أرجح ويؤيد ذلك قوله في رواية هناد عند مسلم والنسائي في تفسير سورة النساء «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ((اقرأ علي)) » وعند النسائي ((علينا)) وعند الترمذي «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر» وذلك أنه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالكف عن القراءة لم يتنبه فغمزه بعض من حوله.
الثامنة: قوله «فإذا عيناه تذرفان» أي تدمعان وهذا دليل على استحباب البكاء من خشية الله حين سماع القرآن وإن كان يراه الناس). [إمداد القاري:1/402-404](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ قال: أنا عبد الله بن المبارك قال: أنا سفيان عن سليمان يعني الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعودٍ قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأ عليّ»، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل !، قال: «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النّساء، فلمّا بلغت «فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً» (النّساء 4/41)، قال: فرأيت عينيه تذرفان، فقال لي: «حسبك». ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وصدقة هو ابن الفضل أبو الفضل المروزي، ويحيى بن سعيد القطّان، وسفيان هو الثّوريّ، وسليمان هو الأعمش، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعبيدة، بفتح العين وكسر الباء الموحدة: ابن عمرو السّلماني.
ومن سفيان إلى آخره كلهم كوفيون، وفيه: ثلاثة من التّابعين على نسق واحد وهم لسليمان وإبراهيم وعبيدة، وعبد الله هو ابن مسعود، وعمرو بفتح العين، ابن مرّة، بضم الميم وتشديد الرّاء، الجملي بفتح الجيم التّابعيّ.
والحديث أخرجه البخاريّ في فضائل القرآن عن محمّد بن يوسف وعن عمر بن حفص وعن مسدّد. وأخرجه مسلم في الصّلاة عن أبي بكر وغيره، وأخرجه أبو داود في العلم عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمود بن غيلان وغيره. وأخرجه النّسائيّ فيه عن هناد بن السّري به وفي فضائل القرآن عن سويد بن نصر به وعن غيره.
قوله: (قال يحيى) هو القطّان،
وقال الكرماني: قد ذكر البخاريّ كلام يحيى للتقوية، وإلاّ فإسناد عمرو مقطوع وبعض الحديث مجهول، قلت: ظاهره كذا، ولكنه أوضحه في فضائل القرآن في: باب البكاء عند قراءة القرآن عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله.
قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرّة عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الضّحى عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) الحديث.
قوله: ((اقرأ عليّ)) فيه أن القراءة من الغير أبلغ في التدبر والتفهم من قراءة الإنسان بنفسه، وفيه فضل ظاهر لعبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه، وفي (تفسير عبد) لما قرأ عبد الله هذه الآية قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يقرأ القرآن غضا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
قوله: (فإذا عيناه)، كلمة إذا للمفاجأة. (وعيناه) مبتدأ، وتذرفان، خبره، أي: عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تطلقان دمعهما يقال: ذرف الدمع بالذّال المعجمة، وذرفت العين دمعها. وفي بكاء النّبي صلى الله عليه وسلم، وجوه: الأول: قال ابن الجوزيّ: بكاؤه صلى الله عليه وسلم، عند هذه الآية الكريمة لأنّه لا بد من أداء الشّهادة والحكم على المشهود عليه إنّما
يكون يقول الشّاهد، فلمّا كان صلى الله عليه وسلم، هو الشّاهد وهو الشافع بكى على المفرطين منهم.
الثّاني: أنه بكى لعظم ما تضمنته هذه الآية الكريمة من هول المطلع وشدّة الأمر إذ يؤتي بالأنبياء عليهم السّلام، شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب.
الثّالث: أنه بكى فرحا لقبول شهادة أمته صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة وقبول تزكيته لهم في ذلك اليوم العظيم). [عمدة القاري:18/232-233](م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى، عن سفيان عن سليمان، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبد اللّه قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((اقرأ عليّ)) قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّى أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان. [الحديث 4582 - أطرافه في: 5049 - 5050 - 5055 - 5056].
وبه قال: (حدّثنا صدقة) بن الفضل المروزي قال: (أخبرنا) ولأبي ذر أخبرني بالإفراد (يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان) الثوري (عن سليمان) بن مهران الأعمش (عن إبراهيم) النخعي (عن عبيدة) بفتح العين وكسر الموحدة ابن عمرو السلماني.
(عن عبد الله) هو ابن مسعود (قال يحيى) بن سعيد القطان بالإسناد السابق (بعض الحديث عن عمرو بن مرة) بفتح العين ومرة بضم الميم وتشديد الراء الجملي بفتح الجيم والميم أبي عبد الله الكوفي الأعمى أي من رواية الأعمش عن عمرو بن مرة عن إبراهيم كما صرح بذلك في باب البكاء عند قراءة القرآن حيث أخرجه عن مسدد عن يحيى القطان بالإسناد المذكور، وقال بعده قال الأعمش: وبعض الحديث حدّثني عمرو بن مرة عن إبراهيم،
والحاصل أن الأعمش سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم يعني عن عبيدة عن ابن مسعود أنه (قال: قال لي النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-): ((اقرأ عليّ)) زاد في باب: ((من أحب أن يسمع القرآن)) من غيره من طريق عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش القرآن وهو يصدق بالبعض (قلت: آقرأ) بمدّ الهمزة (عليك وعليك أنزل؟ قال): ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)).
قال ابن بطال: يحتمل أن يكون أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرض القرآن سنة أو ليتدبره ويتفهمه، وذلك أن المستمع أقوى على التدبر ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها وهذا بخلاف قراءته -صلّى اللّه عليه وسلّم- على أبي بن كعب فإنه أراد أن يعلمه كيف أداء القراءة ومخارج الحروف.
(فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال) عليه الصلاة والسلام: (أمسك) وفي باب: البكاء عند قراءة القرآن قال لي: كف أو أمسك على الشك (فإذا عيناه تذرفان) بالذال المعجمة وكسر الراء خبر المبتدأ وهو عيناه وإذا للمفاجأة أي تطلقان دمعهما وبكاؤه عليه الصلاة والسلام على المفرطين أو لعظم ما تضمنته الآية من هول المطلع وشدة الأمر أو هو بكاء فرح لا بكاء جزع لأنه تعالى جعل أمته شهداء على سائر الأمم كما قال الشاعر:
طفح السرور عليّ حتى أنه = من عظم ما قد سرّني أبكاني
وهذا الأخير نقله صاحب فتوح الغيب عن الزمخشري.
وفي هذا الحديث ثلاثة من التابعين على نسق واحد، وأخرجه أيضًا في فضائل القرآن وكذلك النسائي). [إرشاد الساري:7/83](م)