جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّبت ثمود بالنّذر} يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود قوم صالحٍ بنذر اللّه الّتي أتتهم من عنده، فقالوا تكذيبًا منهم لصالحٍ رسول ربّهم: أبشرًا منّا نتّبعه نحن الجماعة الكبيرة، وهو واحدٌ؟). [جامع البيان: 22/139]
تفسير قوله تعالى: (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقالوا تكذيبًا منهم لصالحٍ رسول ربّهم: أبشرًا منّا نتّبعه نحن الجماعة الكبيرة، وهو واحدٌ؟.
وقوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} يقول: قالوا: إنّا إذًا باتّباعنا صالحًا إن اتّبعناه وهو بشرٌ منّا واحدٌ لفي ضلالٍ: يعنون: لفي ذهابٍ عن الصّواب وأخذٍ على غير استقامةٍ وسعرٍ: يعنون بالسّعر: جمع سعيرٍ.
وكان قتادة يقول: عنى بالسّعر: العناء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} في عناءٍ وعذابٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} قال: ضلالٍ وعناءٍ). [جامع البيان: 22/139-140]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنا إذا لفي ضلال وسعر قال السعر الضلال أيضا). [تفسير مجاهد: 2/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 23 - 43
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال: شقاء). [الدر المنثور: 14/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال: في ضلال وعناء). [الدر المنثور: 14/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال). [الدر المنثور: 14/83]
تفسير قوله تعالى: (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أألقي الذّكر عليه من بيننا بل هو كذّابٌ أشرٌ (25) سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل مكذّبي رسوله صالحٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من قومه ثمود: أألقي عليه الذّكر من بيننا، يعنون بذلك: أنزل الوحي وخصّ بالنّبوّة من بيننا وهو واحدٌ منّا، إنكارًا منهم أن يكون اللّه يرسل رسولاً من بني آدم.
وقوله: {بل هو كذّابٌ أشرٌ} يقول: قالوا: ما ذلك كذلك، بل هو كذّابٌ أشرٌ، يعنون بالأشر: المرح ذا التّجبّر والكبرياء، فالمرح من النّشاط.
- وقد: حدّثني الحسن بن محمّد بن سعيدٍ القرشيّ قال: قلت لعبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ: ما الكذّاب الأشر؟ قال: الّذي لا يبالي ما قال.
وبكسر الشّين من الأشر وتخفيف الرّاء قرأت قرّاء الأمصار وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقرأه: كذّابٌ أشرٌ بضمّ الشّين وتخفيف الرّاء، وذلك في الكلام نظير الحذر والحذر والعجل والعجل.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا، ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 22/140]
تفسير قوله تعالى: (سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: الأشر المرح والتّجبّر "). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال الأشر المرح والتّجبّر قال أبو عبيدة في قوله سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر قال الأشر المرح والتّجبّر وربّما كان من النّشاط وهذا على قراءة الجمهور وقرأ أبو جعفرٍ بفتح المعجمة وتشديد الرّاء أفعل تفضيلٍ من الشّرّ وفي الشّواذّ قراءةٌ أخرى والمراد بقوله غدًا يوم القيامة). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأشر: المرح والتّجبّر
أشار به إلى قوله تعالى: {بل هو كذّاب أشر وسيعلمون غدا من الكذّاب الأشر} (القمر: 25، 26) وفسره بقوله: (المرح والتجبر) . وهكذا فسره أبو عبيدة وغيره). [عمدة القاري: 19/206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يقال: {الأشر}) بفتح الهمزة والشين المعجمة والراء المخففة (المرح) بفتح الميم والراء (والتجبّر) بالجيم والموحدة المشددة المضمومة قاله أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: {سيعلمون غدًا من الكذاب الأشر} [القمر: 26] ). [إرشاد الساري: 7/364]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} يقول تعالى ذكره: قال اللّه لهم: ستعلمون غدًا في القيامة من الكذّاب الأشر منكم معشر ثمود، ومن رسولنا صالحٌ حين تردون على ربّكم، وهذا التّأويل تأويل من قرأه (ستعلمون) بالتّاء، وهي قراءة عامّة أهل الكوفة سوى عاصمٍ والكسائيّ وأمّا تأويل ذلك على قراءة من قرأه بالياء، وهي قراءة عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة وعاصمٍ والكسائيّ، فإنّه قال اللّه: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} وترك من الكلام ذكر قال اللّه، استغناءً بدلالة الكلام عليه.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، لتقارب معنييهما، وصحّتهما في الإعراب والتّأويل). [جامع البيان: 22/141]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم فارتقبهم واصطبر (27) ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم كلّ شربٍ محتضرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّا باعثوا النّاقة الّتي سألتها ثمود صالحًا من الهضبة الّتي سألوه بعثتها منها آيةً لهم، وحجّةً لصالحٍ على حقيقة نبوّته وصدق قوله.
وقوله: {فتنةً لهم} يقول: ابتلاءً لهم واختبارًا، هل يؤمنون باللّه ويتّبعون صالحًا ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد اللّه إذا أرسل النّاقة، أم يكذّبونه ويكفرون باللّه؟.
وقوله: {فارتقبهم} يقول تعالى ذكره لصالحٍ: إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم، فانتظرهم، وتبصّر ما هم صانعوه بها، {واصطبر} يقول له: فاصبر على ارتقابهم، فاصبر على ارتقابهم،ولا تعجل، وانتظر ما يصنعون بناقة الله عزّ وجلّ.
وقيل: {واصطبر} وأصل الطّاء تاءٌ، فجعلت طاءً، وإنّما هو افتعل من الصّبر). [جامع البيان: 22/141-142]
تفسير قوله تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: ... {محتضرٌ} [القمر: 28] : «يحضرون الماء»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله محتضرٌ يحضرون الماء وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظ يحضرون الماء إذا غابت النّاقة). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (محتضرٌ: يحضرون الماء
أشار به إلى قوله تعالى: {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر} (القمر: 28) يعني: قوم صالح، عليه الصّلاة والسّلام، يحضرون الماء إذا غابت النّاقة فإذا جاءت حضروا اللّبن، هكذا روي عن مجاهد. قوله: (شرب) أي: نصيب من الماء، وفي التّفسير: محتضر يحضره من كانت نوبته فإذا كانت نوبة النّاقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم). [عمدة القاري: 19/205]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({محتضر}) يعني قوم صالح (يحضرون الماء) يوم غب الإبل فيشربون ويحضرون اللبن يوم وردها فيحتلبون). [إرشاد الساري: 7/363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونبّئهم أنّ الماء قسمةً بينهم} يقول تعالى ذكره: نبّئهم: أخبرهم أنّ الماء قسمةً بينهم، يوم غبّ النّاقة، وذلك أنّها كانت ترد الماء يومًا، وتغبّ يومًا، فقال جلّ ثناؤه لصالحٍ: أخبر قومك من ثمود أنّ الماء يوم غبّ النّاقة قسمةً بينهم، فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبّها، فيشربون منه ذلك اليوم، ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها.
وقد وجّه تأويل ذلك قومٌ إلى أنّ الماء قسمةً بينهم وبين النّاقة يومًا لهم ويومًا لها، وأنّه إنّما قيل بينهم، والمعنى: ما ذكرت عندهم، لأنّ العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطًا بهم البهائم، جعلوا الفعل خارجًا مخرج فعل جماعة بني آدم، لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم.
وقوله: {كلّ شربٍ محتضرٌ} يقول تعالى ذكره: كلّ شربٍ من ماء يوم غبّ النّاقة، ومن لبن يوم ورودها محتضرٌ يحتضرونه.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كلّ شرب محتضرٌ} قال: يحضرونهم الماء إذا غابت، وإذا جاءت حضروا اللّبن.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كلّ شربٍ محتضرٌ} قال: يحضرون هم الماء إذا غبّت، وإذا جاءت حضروا اللّبن). [جامع البيان: 22/142-143]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كل شرب محتضر يقول يحضرون هم الماء إذا غبت الناقة فإذا جاءت فشربت الماء حضروا هم اللبن). [تفسير مجاهد: 2/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن). [الدر المنثور: 14/83] (م)
تفسير قوله تعالى: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر أن النبي قال إن عاقر الناقة كان في قومه عزيزا منيعا كأبي زمعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/258]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن جبيرٍ: ... وقال غيره: {فتعاطى} [القمر: 29] : «فعاطها بيده فعقرها»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها في رواية غير أبي ذر فعاطها قال بن التّين لا أعلم لقوله فعاطها وجهًا إلّا أن يكون من المقلوب لأنّ العطو التّناول فكأنّه قال تناولها بيده قلت ويؤيّده ما روى بن المنذر من طريق مجاهد عن بن عبّاس فتعاطى فعقر تناول فعقر). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: فتعاطى فعاطها بيده
أي: قال غير سعيد بن جبير في قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} (القمر: 29) وفسّر: (فتعاطى) بقوله: (فعاطها بيده) أي: تناولها بيده فعقرها أي: ناقة صالح عليه الصّلاة والسّلام، هذا المذكور هو في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها، وقال ابن التّين: لا أعلم لقوله: عاطها هنا وجها إلّا أن يكون من المقلوب الّذي قلبت عينه على لامه. لأن العطو التّناول فيكون المعنى: فتناولها بيده، وأما عوط فلا أعلمه في كلام العرب، وأما عيط فليس معناه موافقا لهذا. وقال ابن فارس: التعاطي الجراءة، والمعنى: تجرى فعقر). [عمدة القاري: 19/205]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير ابن جبير ({فتعاطى}) أي (فعاطها) بألف بعد العين فطاء فهاء فألف (بيده فعقرها) قال السفاقسي: لا أعلم لقوله فعاطها وجهًا إلا أن يكون من المقلوب الذي قدّمت عينه على لامه لأن العطو التناول فيكون المعنى فتناولها بيده وأما عوط فلا أعلمه في كلام العرب، وتعقبه في المصابيح فقال في ادعائه أنه لا يعلم مادة عوط في كلام العرب نظر، وذلك لأن الجوهري ذكر المادة وقال فيها يقال: عاطت الناقة تعوط يعني إذا حمل عليها أول سنة فلم تحمل ثم حمل عليها السنة الثانية فلم تحمل أيضًا فهذه المادة موجودة في كلام العرب، والظن بالسفاقسي علم ذلك فإنه كثير النظر في الصحاح ويعتمد عليه في النقل.
فإن قلت: لكن هذا المعنى غير مناسب لما نحن فيه؟ قلت: هو لم ينكر المناسبة وإنما أنكر وجود المادة فيما يعلمه والظاهر أنه سهو منه. اهـ.
وسقطت لفظ فعاطها لأبي ذر، والمعنى فنادوا صاحبهم المستغيث وهو قدار بن سالف وكان أشجعهم فتعاطى آلة العقر أو الناقة). [إرشاد الساري: 7/363-364]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (30) إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيم المحتظر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فنادت ثمود صاحبهم عاقر النّاقة قدار بن سالفٍ ليعقر النّاقة حضًّا منهم له على ذلك.
وقوله: {فتعاطى فعقر} يقول: فتناول النّاقة بيده فعقرها). [جامع البيان: 22/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله {فتعاطى} قال: تناول). [الدر المنثور: 14/83] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله {فتعاطى فعقر} قال: تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها). [الدر المنثور: 14/83] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فتعاطى} قال: تناول). [الدر المنثور: 14/83]
تفسير قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فكيف كان عذابي ونذر} يقول جلّ ثناؤه لقريشٍ: فكيف كان عذابي إيّاهم معشر قريشٍ حين عذّبتهم، ألم أهلكهم بالرّجفة. ونذر: يقول: فكيف كان إنذاري من أنذرت من الأمم بعدهم بما فعلت بهم وأحللت بهم من العقوبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فتعاطى فعقر} قال: تناولها بيده {فكيف كان عذابي ونذر} قال: يقال: إنّه ولد زنيةٍ فهو من التّسعة الّذين كانوا يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، وهم الّذين قالوا لصالحٍ {لنبيّتنّه وأهله} فنقتلهم). [جامع البيان: 22/143-144]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى كهشيم المحتظر قال كرمام محترق). [تفسير عبد الرزاق: 2/258-259]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كهشيم المحتظر قال كرمام محترق). [تفسير عبد الرزاق: 2/259]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({المحتظر} [القمر: 31] : «كحظارٍ من الشّجر محترقٍ»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله المحتظر كحظارٍ من الشّجر محترق وصله بن المنذر من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاسٍ مثله ومن طريق سعيد بن جبيرٍ قال التّراب يسقط من الحائط وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله كهشيم المحتظر قال كرمادٍ محترقٍ وروى الطّبريّ من طريق زيد بن أسلم قال كانت العرب تجعل حظارًا على الإبل والمواشي من يبس الشّوك فهو المراد من قوله كهشيم المحتظر وروى الطّبريّ من طريق سعيد بن جبيرٍ قال هو التّراب المتناثر من الحائط تنبيهٌ حظارٌ بكسر المهملة وبفتحها والظّاء المشالة خفيفةٌ). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المحتظر كحظارٍ من الشّجر محترقٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} (القمر: 31) وفسّر: (المحتظر) بقوله: (كحظار) بكسر الحاء المهملة وفتحها وبالظاء المعجمة أي: منكسر من الشّجر محترق، وكذا روى ابن المنذر ومن طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس وقد أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} (القمر: 31) العذاب الّذي أرسل على قوم صالح، عليه الصّلاة والسّلام، لأجل عقر النّاقة وقال الثّعلبيّ المحتظر الحظيرة، وعن ابن عبّاس، هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشّجر والشوك دون السباع فما سقط من ذلك أو داسته الغنم فهو الهشيم، وقال قتادة: يعني: كالعظام النخرة المحترقة وهي رواية عن ابن عبّاس أيضا. وعنه أيضا: كحشيش تأكله الغنم). [عمدة القاري: 19/205-206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المحتظر}) في قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} [القمر: 31] قال ابن عباس فيما رواه ابن المنذر (كحظار) بكسر الحاء المهملة وتفتح وبالظاء المشالة المعجمة المخففة منكسر (من الشجر محترق) وعن قتادة فيما رواه عبد الرزاق كرماد محترق). [إرشاد الساري: 7/364]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ} [القمر: 32]). [صحيح البخاري: 6/143]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مذّكرٍ} (القمر: 31)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} هذا في قضيّة قوم صالح، وقبله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} . قوله: (صيحة) أي: جبريل عليه الصّلاة والسّلام، وقد مر تفسير الهشيم المحتظر عن قريب). [عمدة القاري: 19/209]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({فكانوا كهشيم المحتظر}) بكسر الظاء المشالة المعجمة قراءة الجمهور اسم فاعل قال ابن عباس المحتظر هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشوك والشجر فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم وقرأ الحسن بفتحها فقيل هو مصدر أي كهشيم الاحتظار وقيل اسم مكان ({ولقد يسرنا القرآن للذكر}) [القمر: 31، 32] يسرنا تلاوته على الألسن وعن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل ({فهل من مدّكر}) سقط لأبي ذر ولقد يسرنا الخ وقال بعد قوله المحتظر الآية وسقط لغيره لفظ باب). [إرشاد الساري: 7/366]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً} يقول تعالى ذكره: إنّا بعثنا على ثمود صيحةً واحدةً، وقد بيّنّا فيما مضى أمر الصّيحة، وكيف أتتهم، وذكرنا ما روي في ذلك من الآثار، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {فكانوا كهشيم المحتظر} يقول تعالى ذكره فكانوا بهلاكهم بالصّيحة بعد غضارتهم أحياءً، وحسنهم قبل بوارهم كيبيس الشّجر الّذي حظره محظر حظيرته بعد حسن نباته، وخضرة ورقه قبل يبسه.
وقد اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {كهشيم المحتظر} فقال بعضهم: عنى بذلك: العظام المحترقة، وكأنّهم وجّهوا معناه إلى أنّه مثل هؤلاء القوم بعد هلاكهم وبلائهم بالشّيء الّذي أحرقه محرقٌ في حظيرته.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة قال: حدّثنا قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {كهشيم المحتظر} قال: كالعظام المحترقة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكانوا كهشيم المحتظر} قال: المحترق.
ولا بيان عندنا في هذا الخبر عن ابن عبّاسٍ، كيف كانت قراءته ذلك، إلاّ أنّا وجّهنا معنى قوله هذا على النّحو الّذي جاءنا من تأويله قوله: {كهشيم المحتظر} إلى أنّه كان يقرأ ذلك كنحو قراءة الأمصار، وقد يحتمل تأويله ذلك كذلك أن يكون قراءته كانت بفتح الظّاء من المحتظر، على أنّ المحتظر نعتٌ للهشيم، أضيف إلى نعته، كما قيل: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}. كما قيل: {ولدار الأخرة}. والمعنى: وللدار الأخرة، ولهو الحقّ اليقين.
وقد ذكر عن الحسن، وقتادة، أنّهما كانا يقرآن ذلك كذلك، ويتأوّلانه هذا التّأويل الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثني عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي، قال: ثني أبي، عن الحسين قال: كان قتادة يقرأ {كهشيم المحتظر} يقول: المحترق.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: (فكانوا كهشيم المحتظر). يقول: كهشيم محترقٍ.
وقال آخرون: بل عنى بذلك التّراب الّذي يتناثر من الحائط.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {كهشيم المحتظر} قال: التّراب الّذي يتناثر من الحائط.
وقال آخرون: بل هو حظيرة الرّاعي للغنم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، وأسنده قال {المحتظر} حظيرة الرّاعي للغنم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كهشيم المحتظر} المحتظر: الحظيرة تتّخذ للغنم، فتيبس، فتصير هشيمًا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: هذا الشّوك الّذي تحظر به العرب حول مواشيها من السّباع والهشيم: يابس الشّجر الّذي فيه شوك ذلك الهشيم.
وقال آخرون: بل عني به هشيم الخيمة، وهو ما تكسّر من خشبها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: الرّجل يهشم الخيمة.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: كهشيم الخيمة.
وقال آخرون: بل هو الورق الّذي يتناثر من خشب الحطب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {كهشيم} قال: الهشيم: إذا ضربت الحظيرة بالعصا تهشّم ذاك الورق فيسقط.
والعرب تسمّي كلّ شيءٍ كان رطبًا فيبس هشيمًا). [جامع البيان: 22/144-148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله {فتعاطى} قال: تناول وفي قوله {كهشيم المحتظر} قال: الرجل هشم الحنتمة). [الدر المنثور: 14/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله {فتعاطى فعقر} قال: تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها وفي قوله {كهشيم المحتظر} قال: كرماد محترق). [الدر المنثور: 14/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {كهشيم المحتظر} قال: كالعظام المحترقة). [الدر المنثور: 14/83-84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال: كالحشيش تأكله الغنم). [الدر المنثور: 14/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال: هو الحشيش قد حظرته فأكلته يابسا فذهب). [الدر المنثور: 14/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير {كهشيم المحتظر} قال: التراب الذي يسقط من الحائط). [الدر المنثور: 14/84]
تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى فهل من مدكر قال هل من خائف يتذكر). [تفسير عبد الرزاق: 2/258]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر (32) كذّبت قوم لوطٍ بالنّذر (33) إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلاّ آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ (34) نعمةً من عندنا كذلك نجزي من شكر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد هوّنّا القرآن بيّنّاه للذّكر: يقول: لمن أراد أن يتذكّر به فيتّعظ {فهل من مدّكر} يقول: فهل من متّعظٍ به ومعتبرٍ فيعتبر به، فيرتدع عمّا يكرهه اللّه منه). [جامع البيان: 22/148]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}
...
({ولقد يسرنا القرآن للذكر}) [القمر: 31، 32] يسرنا تلاوته على الألسن وعن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل ({فهل من مدّكر}) سقط لأبي ذر ولقد يسرنا الخ وقال بعد قوله المحتظر الآية وسقط لغيره لفظ باب). [إرشاد الساري: 7/366] (م)