سورة التوبة
[ من الآية (53) إلى الآية (57) ]
{ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57)}
قوله تعالى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أو كرها} (53): بضم الكاف.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 303]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (أو كرها) قد ذكر في النّساء). [تحبير التيسير: 391]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي كَرْهًا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({كرهًا} [53] ذكر في النساء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "كرها" [الآية: 53] بضم الكاف حمزة والكسائي وخلف ومر بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كرهًا} [53] قرأ الأخوان بضم الكاف، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 670]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53)}
{كَرْهًا}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن وثاب (كرهًا) بضم الكاف.
- وقراءة الباقين (كرهًا) بفتحها.
وتقدم هذا في الآية/19 من سورة النساء). [معجم القراءات: 3/402]
قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {أَن تقبل مِنْهُم نفقاتهم} 54
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عمر وَعَاصِم وَابْن عَامر {أَن تقبل} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يقبل} بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 314 - 315]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((أن يقبل) بالياء، كوفي - غير عاصم –). [الغاية في القراءات العشر: 269]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يقبل) [54]: بالياء كوفي غير عاصم، وحمصي). [المنتهى: 2/728]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (أن يقبل) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 227]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أن يقبل منهم} (54): بالياء.
[التيسير في القراءات السبع: 303]
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 304]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (أن يقبل منهم) بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 391]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تُقْبَلَ) بالياء حمصي، والأصمعي، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ وكوفي غير عَاصِم إلا الجعفي عنه، وأبا عبيد عنه، وعن نافع، وابْن سَعْدَانَ، والاختيار (أَن تُقبَلَ) بالياء وفتحها على تسمية الفاعل، (نَفَقَاتُهُمْ) بكسر التاء كقرأت أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ، الباقون بالتاء على ما لم يسم فاعله غير ابن حميد، طَلْحَة (نَفَقَتُهُمْ) على التوحيد، وقد علمت طريقتنا في إضافة الفعل إلى اللَّه تعالى مهما أمكن [الكامل في القراءات العشر: 562]
أن يضاف الفعل إليه لا نضيفه إلى غيره ولا نكرر ذلك بعد هذا). [الكامل في القراءات العشر: 563]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([54]- {أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ} بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/657]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (729 - وَأَنْ تُقْبَلَ التَّذْكِيرُ شَاعَ وِصَالُهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 58]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([729] وأن تقبل التذكير (شـ)اع وصاله = ورحمةٌ المرفوع بالخفض (فـ)اقبلا
قد سبق ذكر التذكير والتأنيث في نظائر هذا). [فتح الوصيد: 2/961]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([729] وأن يقبل التذكير شاع وصاله = ورحمةٌ المرفوع بالخفض فاقبلا
ح: (أن يقبل): مبتدأ، (التذكير): مبتدأ ثانٍ، (شاع وصاله): خبره، والجملة: خبر الأول، و (رحمةٌ): مفعول (اقبلا)، والفاء: زائدة، والألف: بدل من نون التوكيد.
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (أن يقبل منهم نفقاتهم) [54] بالتذكير؛ لأن {نفقاتهم} تأنيه غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث
[كنز المعاني: 2/285]
على الأصل.
وقرأ حمزة: (ورحمةٍ للذين آمنوا منكم) [61] بالجر عطفًا على {خير} في قوله تعالى: {أذنُ خيرٍ}، والباقون: بالرفع عطفًا على {أذن} أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رحمةٌ). [كنز المعاني: 2/286] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (729- وَأَنْ تُقْبَلَ التَّذْكِيرُ "شَـ"ـاعَ وِصَالُهُ،.. وَرَحْمَةٌ المَرْفُوعُ بِالخَفْضِ "فَـ"ـاقْبَلا
يريد: {أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ}، والتذكير والتأنيث كما سبق في: "ولا تقبل منها شفاعة"، وغيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/209]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (729 - وأن تقبل التّذكير شاع وصاله = ورحمة المرفوع بالخفض فاقبلا
قرأ حمزة والكسائي: أن يقبل منهم نفقاتهم بياء التذكير فتكون قراءة غيرهما بتاء التأنيث). [الوافي في شرح الشاطبية: 282]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ وَمَا حَكَاهُ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِهِ مِنَ التَّذْكِيرِ عَنْ عَاصِمٍ وَنَافِعٍ فَهُوَ غَلَطٌ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو). [النشر في القراءات العشر: 2/279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {أن تقبل} [54] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 536]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (670 - يقبل رد فتىً .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يقبل (ر) د (فتى) ورحمة رفع = فاخفض فشا يعف بنون سمّ مع
يعني بالياء على التذكير الكسائي وحمزة وخلف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 246]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقبل (ر) د (فتى) ورحمة رفع = فاخفض (ف) شا يعف بنون سمّ مع
نون (ل) دى أنثى تعذب مثله = وبعد نصب الرّفع (ن) لـ وظلّه
ش: أي: قرأ ذو راء (رد) الكسائي، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: أن يقبل منهم [54] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
وقرأ ذو فاء (فشا) حمزة: ورحمة للذين آمنوا [61] بخفض التاء، والباقون بالرفع.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم إن نعف [66] بنون مفتوحة مبنيا للفاعل ونعذّب [66] كذلك، وطآئفة [66] بالنصب، والباقون يعف بياء مضمومة مبنيا للمفعول، وتعذّب كذلك، وطائفة بالرفع.
تنبيه:
أشار بقوله (سم) إلى البناء للفاعل، وبقوله: (نون لدى أنثى) إلى أن قراءة الجماعة بتأنيث تعذب، وصرح بالتأنيث؛ لأن ضد النون الياء، وقيد النصب لذلك أيضا.
ووجه تأنيث تقبل: اعتبار اللفظ.
و [وجه] تذكيره: كون التأنيث مجازيا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/360]
ووجه جر رحمة [61] عطفه على خير [61]، أي: مستمع خير.
ووجه رفعه: عطفه على أذن أو خبر لـ «هو» مقدرا، أي: هو ذو رحمة، وبالغ بجعله نفس الرحمة.
وخير [بمعنى: صلاح].
ووجه نون عاصم: بناؤهما للفاعل المتكلم المعظم، وهو مضارع «عفا»، فحرف المضارعة فيه مفتوح، وعينه مضمومة، ولامه محذوفة للجزم، ونعذّب، مضارع «عذّب»، فحرف مضارعته مضموم، وعينه مكسورة، وكل منهما يتعدى إلى مفعول: [ف نعف] بواسطة، وهو عن طائفة، فموضعها نصب ونعذّب بنفسه.
ووجه الجماعة: بناؤهما للمفعول الغائب، ولم يسند الأول إلى الطائفة صريحا؛ فذكر، وأسند الثاني إليها؛ فأنث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/361] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُقْبَلَ مِنْهُم" [الآية: 54] فحمزة والكسائي وخلف بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي وافقهم الشنبوذي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي بنون العظمة مفتوحة "نفقتهم" بالإفراد والنصب على المفعولية، والباقون بالتأنيث). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وتقدم" إمالة ألفي كسالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن تقبل} [54] قرأ الأخوان بالياء التحتية، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 670]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)}
{أَنْ تُقْبَلَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب والأعرج (أن تقبل..) بالتاء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف وزيد بن علي والشنبوذي ونافع في رواية (أن يقبل) بالياء، للفصل، ولأن (نفقاتهم) مجازي التأنيث.
[معجم القراءات: 3/402]
- وقرأ السلمي والمطوعي (أن نقبل) بنون العظمة، كذا جاءت، مع أن المشهور عن المطوعي كسر حرف المضارعة.
- وقرأ السلمي والجحدري وأبو رجاء وأبو مجلز (أن يقبل) بالياء، والبناء للفاعل.
وقال الزجاج:
(ويجوز: وما منعهم من أن يقبل نفقاتهم إلا أنهم كفروا، وهذا لحن لا يجوز أن يقرأ به لأنه لم يرو في القراءة).
- وقرأ بعضهم (أن تقبل منهم نفقاتهم) بالتاء على البناء للفاعل، وذكر هذا ابن خالويه.
- وفي مصحف عبد الله (أن تتقبل منهم نفقاتهم) بتاءين.
{نَفَقَاتُهُمْ}
- قراءة الجماعة (نفقاتهم) بالجمع، والرفع على النيابة عن الفاعل.
- وقرأ زيد بن علي والأعرج بخلاف عنه والأعمش (نفقتهم) بالإفراد والرفع.
- وقراءة السلمي (أن نقبل منهم نفقاتهم) بالجمع وكسر التاء، والفعل لله تعالى.
[معجم القراءات: 3/403]
- وكذلك جاءت القراءة عند عبد الله بن مسعود (أن تتقبل منهم نفقاتهم)، قلت: ولعل الصواب: أن نتقبل.
والخلاف بين القراءتين في صورة الفعل.
وقرأ أبو مجلز وأبو رجاء (أن يقبل (نفقتهم) بنصب التاء والتوحيد.
- وقرأ المطوعي (أن نقبل منهم نفقتهم) بالإفراد والنصب على المفعولية.
- وقرأ الجحدري (أن يقبل نفقاتهم).
- وقرأ الأعمش (أن يقبل منهم صدقاتهم) ولعلها قراءة تفسير.
{وَلَا يَأْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ولاياتون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
{الصَّلَاةَ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{كُسَالَى}
- تقدم في الآية/142 ضم الكاف وفتحها في قراءتين، والضم لغة الحجاز، والفتح لغة تميم وأسد.
كما تقدم في الموضع نفسه الإمالة في الألف الأولى على الإتباع، والإمالة في الألف الثانية عل أصل الباب.
[معجم القراءات: 3/404]
- وقرأ يحيى والنخعي (كسالى) بكسر الكاف وهي لغة في الكسالى والكسالى). [معجم القراءات: 3/405]
قوله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)}
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين/85، 114 من سورة البقرة.
{كَافِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 3/405]
قوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56)}
قوله تعالى: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو مدخلا) بفتح الميم). [الغاية في القراءات العشر: 269]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو مدخلًا) [57]: بفتح الميم خفيف). [المنتهى: 2/728]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مُدَّخَلًا) بفتح الميم وتخفيف الدال الزَّعْفَرَانِيّ عن ابن مُحَيْصِن وبصري إلا أيوب، وزبان إلا حسين الجعفي، وهارون، ووهيبًا، ويونس، وهو الاختيار لقوله: (مُدْخَلَ صِدْقٍ)، و(مُخْرَجَ صِدْقٍ)، الباقون بضم الميم وتشديد الدال). [الكامل في القراءات العشر: 563]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (123- .... .... .... .... .... = .... وَخِفَّ اسْكِنْ مَعَ الْفَتْحِ مَدْخَلَا). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وخف اسكن مع الفتح مدخلا إلخ كل ذلك انفرد به يعقوب يعني قرأ مرموز (حا) حط يعقوب {أو مدخلا لولوا} [57] بفتح الميم وإسكان الدال مخففة وعلم من الوفاق للآخرين بضم الميم وفتح الدال مشددة وكل منها اسم مكان فالأول من الدخول والثاني من الإدخال). [شرح الدرة المضيئة: 141]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوْ مُدَّخَلًا فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ مُخَفَّفَةً، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ مُشَدَّدَةً). [النشر في القراءات العشر: 2/279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {أو مدخلًا} [57] بفتح الميم وإسكان الدال مخففة، والباقون بضم الميم وفتح الدال مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 536]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (668- .... .... .... .... .... = .... .... كلمة انصب ثانيا
669 - رفعًا ومدخلاً مع الفتح لضم = يلمز ضمّ الكسر في الكلّ ظلم). [طيبة النشر: 78] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (كلمة انصب ثانيا) أي الحرف الثاني، يعني قوله تعالى: وكلمة الله هي العليا بالنصب يعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالرفع؛ واحترز بقوله ثانيا عن الأولى «وجعل كلمة الذين كفروا السفلى».
رفعا ومدخلا مع الفتح لضمّ = يلمز ضمّ الكسر في الكلّ (ظ) لم
يريد قوله: أو مدخلا بهذا اللفظ الذي لفظ به من تخفيف الدال وإسكانها مع فتح ضم الميم يعقوب، وإنما قيده لأن الوزن يقوم بالضم فلا بد من بيانه، والباقون بضم الميم وتشديد الدال مفتوحة قوله: (يلمز) من «الذين يلمزون
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 245]
المطوعين» من هذه السورة «ولا تلمزوا أنفسكم» بضم الميم في الكل يعقوب، والباقون بالكسر، فقد جمع الناظم أمده الله تعالى ثلاث مسائل، وهي كلمة ومدخلا ويلمز برمز واحد وهو ظلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 246] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يضلّ فتح الضّاد (صحب) ضمّ يا = (صحب) (ظبى) كلمة أنصب ثانيا
رفعا ومدخلا مع الفتح لضمّ = يلمز ضمّ الكسر في الكلّ (ظ) لم
ش: أي: قرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: يضلّ به الّذين كفروا [37] (بفتح الضاد).
وقرأ مدلول (صحب) وذو ظاء (ظبا) يعقوب بضم الياء، والباقون بفتح الياء وكسر الضاد.
وقرأ ذو ظاء (ظلم) يعقوب: وكلمة الله هي العليا [التوبة: 40] بنصب التاء.
وقرأ- أيضا- بفتح ميم أو مدخلا [57] وتسكين داله.
وقرأ- أيضا-: «يلمز» حيث وقع بضم الميم، وهو: يلمزك [التوبة: 58]، ويلمزون [التوبة: 79]، وو لا تلمزوا [الحجرات: 11]، والباقون بكسر ميم الثلاثة.
تنبيه:
قيد النصب؛ لمخالفته، واستغنى بلفظ قراءة يعقوب عن قيدها.
ولما لم يفهم من اللفظ الضم، صرح به فقال: (مع الفتح لضم).
ووجه فتح الياء: بناؤه للفاعل من «ضل» لازم؛ لأنهم ضالون فيه على حد يحلّونه [التوبة: 37]، وو يحرّمونه [التوبة: 37].
ووجه ضمها: بناؤه للمفعول على حد زيّن لهم [التوبة: 37] من «أضل» معدى «ضل»؛ للعلم بالفاعل، وهو الله تعالى، أو علماء الكفار، أو الشيطان، والّذين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/359]
كفروا، رفع أصلا على الأول ونيابة على الثاني.
ووجه يعقوب: أنه من «أضل» رباعي.
ووجه مدخلا بالفتح: أنه اسم مكان الدخول.
ووجه «يلمز»: أنه من باب خرج يخرج). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/360] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [قلت] : يعقوب (أو مدخلًا) بفتح الميم وإسكان الدّال مخفّفة والباقون بضم الميم وفتح الدّال مشدّدة). [تحبير التيسير: 391]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "ملجأ" بوجه واحد وهو التسهيل بين بين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مدخلا" [الآية: 57] فيعقوب بفتح الميم وإسكان الدال مخففة من دخلوافقه الحسن وابن محيصن بخلفه، والباقون بالضم والتشديد مفتعل من الدخول والأصل مدتخل أدغمت الدال في تاء الافتعال كادراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/93]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57)}
{مَلْجَأً}
- قراءة حمزة في الوقف بالتسهيل بين بين وهي قراءة هشام بخلاف عنه.
- قال النحاس:
(لو يجدون) ملجأا) كذا بالوقف عليه، وفي الخط بألفين الأولى همزة، والثانية عوض من التنوين وكذا رأيت جزأا).
قلت: وصورة هذا الوقف، هي المنقولة عن الجماعة.
{أَوْ مَغَارَاتٍ}
- قراءة الجماعة (مغارات) بفتح الميم جمع مغارة وهو من (غار).
- وقرأ عبد الرحمن بن عوف وابنه سعد وسعيد بن جبير وابن أبي عبلة (مغارات) بضم الميم جمع مغارة، وهو من (أغار).
[معجم القراءات: 3/405]
{أَوْ مُدَّخَلًا}
- قراءة الجمهور (مدخلًا) بضم الميم وتشديد الدال.
وقال أبو حيان: (أوصله: مدتخل، على وزن مفتعل من: ادخل، وهو بناء تأكيد ومبالغة، ومعناه السرب والنفق في الأرض).
- وقرأ قتادة وعيسى بن عمر والأعمش والأعرج (مدخلًا) بتشديد الدال والخاء معًا، وأصله: متدخل، من تدخل، بالتضعيف فأدغمت التاء في الدال.
- وقرأ محبوب عن الحسن ومسلمة بن محارب وسهل ويعقوب والأعمش وعيسى بن عمر وعبد الله بن مسلم (مدخلًا) بضم الميم وتخفيف الدال من أدخل، أي: مكانًا يدخلون فيه أنفسهم.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ومسلمة بن محارب وابن محيصن ويعقوب وسهل وابن كثير بخلاف عنه وابن يعمر وهارون وحسين عن أبي عمرو (مدخلًا) بفتح الميم وسكون الدال من (دخل).
- وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود وأبو عمران (مندخلًا) بالنون من (اندخل).
قال ابن جني: وهو من قول الشاعر [وهو الكميت]:
[معجم القراءات: 3/406]
... ... ... ... = ولا يدي في حميت السكن تندخل
ومنفعل، في هذا شاذ؛ لأن ثلاثية غير متعد عندنا).
وقال الشهاب: (وأنكر أبو حاتم -رحمه الله- هذه القراءة، وقال: إنما هي بالتاء بناء على إنكار هذه اللغة. [قال الشهاب]: والقراءة تبطله).
- وقرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وأبو الجوزاء (متدخلًا) بالتاء وتشديد الخاء.
ومعناه: دخول بعد دخول.
قال المهدوي: (متدخلًا، من تدخل مثل تفعل إذا تكلف الدخول).
{لَوَلَّوْا}
- قراءة الجماعة (لولوا) من (ولى).
- وقرأ الأشهب العقيلي وابن أبي عبيدة بن معاوية بن نوفل عن أبيه عن جده وأبي بن كعب (لوالوا) من الموالاة بالألف وفتح اللام الثانية.
قال ابن جني:
(هذا مما اعتقب فيه فاعل وفعل، أعني: والوا وولوا، ومثله: ضعفت وضاعفت الشيء...).
وأنكر هذه القراءة سعيد بن مسلم، وقال: (أظنها: لو ألوا بمعنى: للجأوا).
[معجم القراءات: 3/407]
- وقرأ معاوية بن عبد الكريم (لوالوا إليه) بالمد والتشديد.
{لَوَلَّوْا إِلَيْهِ}
- وقرأ أبي بن كعب (لوالوا وجوههم إليه) بزيادة (وجوههم) على الإمام وقراءة الجماعة.
{إِلَيْهِ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء، وهو مذهبه في القراءة.
{يَجْمَحُونَ}
- قراءة الجماعة (يجمحون) أي يسرعون.
- وروى الأعمش عن أنس بن مالك (يجمزون) وقيل: هذا محمول على التفسير لقراءة الجماعة، وليس قراءة مروية.
ومعنى يجمزون: يهربون.
قال ابن جني: (ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: سمعت أنسا يقرأ ...
قيل له: وما يجمزون؟ إنما هي: يجمحون، فقال: يجمحون، ويجمزون، ويشتدون، واحد).
وقال الشهاب: (ويجمزون قراءة أنس بن مالك رضي الله عنه. فقيل له: يجمحون، فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون بمعنى [قال الشهاب] وليس مراده أنه قرأ بالزاي كما توهم بل التفسير، ورد
[معجم القراءات: 3/408]
الإنكار، وجمازة: ناقة شديدة العدو) ). [معجم القراءات: 3/409]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين