قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إن كل نفس لما عليها حافظ) [4] جواب القسم، وهو وقف حسن.
فلينظر الإنسان مم خلق [5] حسن أيضًا.
ومثله (يخرج من بين الصلب والترائب) [7].
(إنه على رجعه لقادر) [8] حسن.
(من قوة ولا ناصر) [10] تام.).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/974]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب {والسماء والطارق}: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} وهو تام، وقيل: هو كاف.
{مم خلق} كاف، ورأس آية. ومثله {والترائب} ومثله {لقادرٌ}.
{ولا ناصرٍ} تام.). [المكتفى: 616]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
لا وقف مطلقًا إلى قوله: {عليها حافظ- 4- ط} لأن [{إ،..} جواب القسم}]، بمعنى: التحقيق، وهي مخففة من إن، إذا خففت لم تنصب، و: {ما} صلة، وتقديره: إن كل نفس لعليها حافظ.
{مم خلق- 5- ط} للفصل بين الاستخبار والإخبار.
{والترائب- 7- ط} للابتداء بإن. ومن جعل {إن} جواب القسم لم يقف، وهو يبعد.
{لقادر- 8- ط} لمن جعل المعنى: إنه على رجع الماء إلى الإحليل أو إلى الصلب لقادر، و: {يوم} منصوب بمحذوف،
أي: اذكر يوم قال: الرجع: هو {البعث} لم يقف؛ لأن {يوم} ظرف الرجع.
{ولا ناصر- 10- ط} لابتداء القسم، وجوابه: {أنه..} وتمامه: [{وما هو بالهزل- 14- }) [علل الوقوف: 3/1118- 1120]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ولا وقف من أولها إلى حافظ فلا يوقف على الطارق في الموضعين ومثله في عدم الوقف النجم الثاقب لأنََّ جواب القسم لم يأت وهو أنَّ كل نفس وقيل مم خلق سمى النجم وهو الجدي طارقًا لأنه يطرق أي يطلع ليلاً ومنه قول هند بنت عتبة
نحن بنات طارق = نمشي على النمارق
تعني أنَّ أبا نجم في شرفه وعلوه وقيل جواب القسم أنه على رجعه لقادر وما بينهما اعتراض والوقف على خلق الأول (تام) إن جعل خلق الثاني مستأنفًا وليس وقفًا إن جعل تفسيرًا للأوَّل إذ لا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف
لما عليها حافظ (تام) ومثله مم خلق وكذا والترائب إن لم يجعل إنه على رجعه جواب القسم
لقادر (كاف) إن نصب يوم بقوله ولا ناصر وليس بوقف ان نصب بقادر والضمير في رجعه راجع للإنسان أي على بعثه بعد موته أو راجع للمنى أي رجعه إلى الإحليل أو إلى الصلب لكن رجوعه للإنسان أولى وجعل يوم معمولاً لقوله يظهر من ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده قاله أبو البقاء قال ابن عطية بعد أن حكى أوجها عن النحاة وكل هذه الفرق فرَّت من أن يكون العامل في يوم لقادر ثم قال وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في يوم لقادر لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى ولا يصح أن يكون العامل في يوم رجعه لأنه قد فضل بين المصدر ومعموله بأجنبي وهو لقادر وبعضهم يغتفره في الظرف
السرائر (كاف)
ولا ناصر (تام) ). [منار الهدى: 424 - 425]
- تفسير