تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا ولا هم يستعتبون}.
يقول تعالى ذكره: يعرفون نعمة اللّه ثمّ ينكرونها اليوم ويستنكرون {يوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وهو الشّاهد عليها بما أجابت داعي اللّه، وهو رسولهم الّذي أرسل إليهم {ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا} يقول: ثمّ لا يؤذن للّذين كفروا في الاعتذار، فيعتذروا ممّا كانوا باللّه وبرسوله يكفرون {ولا هم يستعتبون} فيتركوا والرّجوع إلى الدّنيا فينيبوا ويتوبوا، وذلك كما قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون}
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {ويوم نبعث من كلّ أمّةٍ شهيدًا} وشاهدها نبيّها، على أنّه قد بلّغ رسالات ربّه، قال اللّه تعالى: {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} "). [جامع البيان: 14/327]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 84 - 90.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} قال: شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه، قال الله: {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه). [الدر المنثور: 9/95]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأى الّذين ظلموا العذاب فلا يخفّف عنهم ولا هم ينظرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا عاين الّذين كذّبوك يا محمّد وجحدوا نبوّتك والأمم الّذين كانوا على منهاج مشركي قومك عذاب اللّه، فلا ينجيهم من عذاب اللّه شيءٌ، لأنّهم لا يؤذن لهم فيعتذرون فيخفّف عنهم العذاب بالعذر الّذي يدّعونه، {ولا هم ينظرون} يقول: ولا يرجئون للعقاب، لأنّ وقت التّوبة والإنابة قد فات، فليس ذلك وقتًا لهما، وإنّما هو وقتٌ للجزاء على الأعمال، فلا ينظر بالعتاب ليعتب بالتّوبة). [جامع البيان: 14/328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن العالية في قوله: {وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون} قال: هذا كقوله: (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) ). [الدر المنثور: 9/95]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا رأى الّذين أشركوا شركاءهم قالوا ربّنا هؤلاء شركاؤنا الّذين كنّا ندعو من دونك، فألقوا إليهم القول إنّكم لكاذبون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا رأى المشركون باللّه يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة والأوثان وغير ذلك، قالوا: ربّنا هؤلاء شركاؤنا في الكفر بك، والشّركاء الّذين كنّا ندعوهم آلهةً من دونك، قال اللّه تعالى ذكره: {فألقوا} يعني: شركاءهم الّذين كانوا يعبدونهم من دون اللّه {القول} يقول: قالوا لهم: إنّكم لكاذبون أيّها المشركين، ما كنّا ندعوكم إلى عبادتنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فألقوا إليهم القول} قال: " حدّثوهم ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله). [جامع البيان: 14/328-329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فألقوا إليهم القول يقول حدثوهم). [تفسير مجاهد: 350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فألقوا إليهم القول} قال: حدثوهم). [الدر المنثور: 9/95]
تفسير قوله تعالى: (وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}.
يقول تعالى ذكره: وألقى المشركون إلى اللّه يومئذٍ السّلم يقول: استسلموا يومئذٍ وذلّوا لحكمه فيهم، ولم تغن عنهم آلهتهم الّتي كانوا يدعون في الدّنيا من دون اللّه، وتبرّأت منهم، ولا قومهم، ولا عشائرهم الّذين كانوا في الدّنيا يدافعون عنهم، والعرب تقول: ألقيت إليه كذا تعني بذلك قلت له.
وقوله: {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} يقول: وأخطأهم من آلهتهم ما كانوا يأملون من الشّفاعة عند اللّه بالنّجاة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} يقول: " ذلّوا واستسلموا يومئذٍ {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} "). [جامع البيان: 14/329-330]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا الحارث بن نبهان عن ............. ] إسحاق وزرّ بن حبيشٍ عن ابن مسعودٍ [{الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق] العذاب}، ما تلك الزّيادة، قال: عقارب [لها أنياب كالنخل الطوال]). [الجامع في علوم القرآن: 2/7-8]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيدوا عقارب أنيابها أمثال النخل الطوال). [تفسير عبد الرزاق: 1/362]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن عبد اللّه بن مرّة عن مسروقٍ في قوله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: عقارب كأمثال النّخل الطّوال [الآية: 88]). [تفسير الثوري: 166]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}.
يقول تعالى ذكره: الّذين جحدوا يا محمّد نبوّتك وكذّبوك فيما جئتهم به من عند ربّك، وصدّوا عن الإيمان باللّه وبرسوله من أراده، زدناهم عذابًا يوم القيامة في جهنّم فوق العذاب الّذي هم فيه قبل أن يزادوه، وقيل: تلك الزّيادة الّتي وعدهم اللّه أن يزيدهموها عقارب وحيّاتٍ.
وقد قال مثل ذلك أهل التأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " عقارب لها أنيابٌ كالنّخل ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه مثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو معاوية، وابن عيينة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " زيدوا عقارب لها أنيابٌ كالنّخل الطّوال ".
- حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ قال: أخبرنا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، مثله.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن سليمان، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، نحوه
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، قال: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: " أفاعي "
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا عبد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، قال: " أفاعي في النّار ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مرّة، عن عبد اللّه، مثله
- حدّثنا مجاهد بن موسى، والفضل بن الصّبّاح، قالا: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ، قال: " إنّ لجهنّم جبابًا فيها حيّاتٌ أمثال البخت، وعقارب أمثال البغال الدّهم، يستغيث أهل النّار إلى تلك الجباب أو السّاحل، فتثب إليهم فتأخذ بشفاههم وشفارهم إلى أقدامهم، فيستغيثون منها إلى النّار، فيقولون: النّار النّار فتتبعهم حتّى تجد حرّها فترجع، قال: وهي في أسرابٍ "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني حييّ بن عبد اللّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: " إنّ لجهنّم سواحل فيها حيّاتٌ وعقارب أعناقها كأعناق البخت "
وقوله: {بما كانوا يفسدون} يقول: زدناهم ذلك العذاب على ما بهم من العذاب بما كانوا يفسدون، بما كانوا في الدّنيا يعصون اللّه ويأمرون عباده بمعصيته، فذلك كان إفسادهم، اللّهمّ إنّا نسألك العافية، يا مالك الدّنيا والآخرة الباقية). [جامع البيان: 14/330-332]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود في قوله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيدوا عقارب من نار كالبغال الدلم أنيابها كالنخل). [تفسير مجاهد: 350-351]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروقٍ، قال: قال عبد اللّه رضي اللّه عنه، في قول اللّه عزّ وجلّ " {زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88] قال: عقارب أنيابها كالنّخل الطّوال «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/387]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: ({زدناهم عذابًا فوق العذاب} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب، أنيابها كالنّخل الطّوال.
رواه الطّبرانيّ بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/48]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا (سريح) بن يونس، ثنا مروان ابن معاوية، عن الأعمش، عن (عبد اللّه) بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه رضي الله عنه، في قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون (88) }، قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنحل الطّوال.
صحّحه الحاكم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/763]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا سريح، (ثنا) إبراهيم بن سليمان، عن الأعمش، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما، في قوله (تعالى): {زدناهم عذابًا فوق العذاب}، قال: خمسة أنهارٍ يعذّبون ببعضها في اللّيل، وببعضها في النّهار). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/765]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} قال: استسلموا). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} يقول: ذلوا واستسلموا يومئذ). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود في قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص عن البراء أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن ابن مسعود قال: أفاعي في النار). [الدر المنثور: 9/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية: إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم فذلك الزيادة). [الدر المنثور: 9/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال: إن في جهنم لجبابا فيها حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل فتثبت إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فسيتغيثون منها إلى النار فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن مجاهد مثله). [الدر المنثور: 9/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال: إن لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت). [الدر المنثور: 9/97-98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن مالك بن الحارث قال: إذا طرح الرجل في النار هوى فيها فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل: مكانك حتى تتحف فيسقى كأسا من سم الأساود والعقارب فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال: خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار فذلك قوله: {زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} ). [الدر المنثور: 9/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت: لا، قال: إن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجري أودية القيح والدم، قلت له: الأنهار قال: لا، بل الأودية). [الدر المنثور: 9/98-99]
تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن أبان بن تغلب عن مجاهد في قوله تعالى تبينا لكل شيء قال مما أحل الله وحرم عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/362]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال سمعت أن مسيلمة أخذ رجلين من أهل الإسلام فقال لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله قال نعم وكان مسيلمة لا ينكر أن محمدا رسول الله ويقول هو نبي وأنا نبي قال فقال له أتشهد أن مسيلمة رسول الله قال نعم فتركه ثم جيء بالآخر فقال أتشهد أن محمدا رسول الله فقال نعم قال أتشهد أن مسيلمة رسول الله قال إني أصم فقال أسمعوه فقال مثل مقالته الأولى فقال إذا ذكروا لك محمدا سمعت وإذا ذكروا لك مسيلمة قلت إني أصم اضربوا عنقه قال فضربوا عنقه فبلغ ذلك النبي فقال أما هذا فقد بقي على يقين وأما الآخر فأخذ بالرخصة). [تفسير عبد الرزاق: 1/362-363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين}.
يقول تعالى ذكره: {ويوم نبعث في كلّ أمّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم} يقول: نسأل نبيّهم الّذي بعثناه إليهم للدّعاء إلى طاعتنا وقال: {من أنفسهم} لأنّه تعالى ذكره كان يبعث إلى أممٍ أنبياءها منها: ماذا أجابوكم، وما ردّوا عليكم؟ {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وجئنا بك يا محمّد شاهدًا على قومك وأمّتك الّذين أرسلتك إليهم بما أجابوك وماذا عملوا فيما أرسلتك به إليهم.
وقوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} يقول: نزّل عليك يا محمّد هذا القرآن بيانًا لكلّ ما بالنّاس إليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام، والثّواب والعقاب {وهدًى} من الضّلالة {ورحمةً} لمن صدّق به، وعمل بما فيه من حدود اللّه وأمره ونهيه، فأحلّ حلاله وحرّم حرامه
{وبشرى للمسلمين} يقول: وبشارةً لمن أطاع اللّه، وخضع له بالتّوحيد، وأذعن له بالطّاعة، يبشّره بجزيل ثوابه في الآخرة، وعظيم كرامته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن ابن عيينة، قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن الحكم، عن مجاهدٍ: {تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ممّا أحلّ وحرّم "
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهدٍ، في قوله: " {تبيانًا لكلّ شيءٍ} ممّا أحلّ لهم وحرّم عليهم "
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قوله: {تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ما أمر به، وما نهى عنه "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} قال: " ما أمروا به، ونهوا عنه "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن رجلٍ، قال: قال ابن مسعودٍ: " أنزل في هذا القرآن كلّ علمٍ، وكلّ شيءٍ قد بيّن لنا في القرآن، ثمّ تلا هذه الآية "). [جامع البيان: 14/333-334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانا لكل شيء ولقد عملنا بعضا مما بين لنا في القرآن، ثم تلا {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} ). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فليتنور القرآن فإنه فيه علم الأولين والآخرين). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب). [الدر المنثور: 9/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن). [الدر المنثور: 9/99-100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره). [الدر المنثور: 9/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {تبيانا لكل شيء} قال: مما أمروا به ونهوا عنه). [الدر المنثور: 9/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} قال: بالسنة). [الدر المنثور: 9/100]