العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:40 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة فاطر [ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

تفسير سورة فاطر
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:58 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ اللّه عالم غيب السّموات والأرض} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه عالم ما تخفون أيّها النّاس في أنفسكم وتضمرونه، وما لم تضمروه ولم تنووه ممّا ستنوونه، وما هو غائبٌ عن أبصاركم في السّماوات والأرض، فاتّقوه أن يطّلع عليكم وأنتم تضمرون في أنفسكم من الشّكّ في وحدانيّة اللّه، أو في نبوّة محمّدٍ غير الّذي تبدونه بألسنتكم، {إنّه عليمٌ بذات الصّدور} ). [جامع البيان: 19/388]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى خلائف في الأرض قال خلف بعد خلف وقرن بعد قرن). [تفسير عبد الرزاق: 2/137]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلاّ مقتًا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلاّ خسارًا}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي جعلكم أيّها النّاس خلائف في الأرض من بعد عادٍ وثمود، ومن مضى من قبلكم من الأمم فجعلكم تخلفونهم في ديارهم ومساكنهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض} أمّةً بعد أمّةٍ، وقرنًا بعد قرنٍ.
وقوله: {فمن كفر فعليه كفره} يقول تعالى ذكره: فمن كفر باللّه منكم أيّها النّاس، فعلى نفسه ضرّ كفره، لا يضرّ بذلك غير نفسه، لأنّه المعاقب عليه دون غيره.
وقوله: {ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلاّ مقتًا} يقول تعالى: ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلاّ بعدًا من رحمة اللّه {ولا يزيد الكافرين كفرهم إلاّ خسارًا} يقول: ولا يزيد الكافرين كفرهم باللّه إلاّ هلاكًا). [جامع البيان: 19/388-389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 39 - 40.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} قال: أمة بعد أمة). [الدر المنثور: 12/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} قال: أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن، وفي قوله {أروني ماذا خلقوا من الأرض} قال: لا شيء والله خلقوا منها، وفي قوله {أم لهم شرك في السماوات} قال: لا والله ما لهم فيهما من شرك {أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه} يقول: أم آتيناهم كتابا فهو يأمرهم أن لا يشركوا بي). [الدر المنثور: 12/304]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّموات أم آتيناهم كتابًا فهم على بيّنةٍ منه بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضًا إلاّ غرورًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لمشركي قومك {أرأيتم} أيّها القوم {شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه} أي: تعبدون من دون اللّه {أروني ماذا خلقوا من الأرض} يقول: أروني أيّ شيءٍ خلقوا من الأرض، {أم لهم شركٌ في السّموات} يقول: أم لشركائكم شركٌ مع اللّه في السّموات، إن لم يكونوا خلقوا من الأرض شيئًا.
{أم آتيناهم كتابًا فهم على بيّنةٍ منه}. يقول: أم آتينا هؤلاء المشركين كتابًا أنزلناه عليهم من السّماء بأن يشركوا باللّه الأوثان والأصنام، {فهم على بيّنةٍ منه}، فهم على برهانٍ ممّا أمرتهم فيه من الإشراك بي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض} لا شيء واللّه خلقوا منها {أم لهم شركٌ في السّموات} لا واللّه ما لهم فيها شركٌ {أم آتيناهم كتابًا فهم على بيّنةٍ} منه، يقول: أم آتيناهم كتابًا فهو يأمرهم أن يشركوا.
وقوله: {بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضًا إلاّ غرورًا} يقول تعالى ذكره: ليس من هذه الخلال شيءٍ، ولكن ما يعد الكافرون بالله بعضهم بعضًا إلاّ غرورًا، وذلك قول بعضهم لبعضٍ: {ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى اللّه زلفى} خداعًا من بعضهم لبعضٍ وغرورًا، وإنّما تزلفهم آلهتهم إلى النّار، وتقصيهم من اللّه ورحمته). [جامع البيان: 19/389-390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} قال: أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن، وفي قوله {أروني ماذا خلقوا من الأرض} قال: لا شيء والله خلقوا منها، وفي قوله {أم لهم شرك في السماوات} قال: لا والله ما لهم فيهما من شرك {أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه} يقول: أم آتيناهم كتابا فهو يأمرهم أن لا يشركوا بي). [الدر المنثور: 12/304] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنّه كان حليمًا غفورًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض} لئلاّ تزولا من أماكنهما {ولئن زالتا} يقول: ولو زالتا {إن أمسكهما من أحدٍ من بعده} يقول: ما أمسكهما أحدٌ سواه.
ووضعت {لئن} في قوله: {ولئن زالتا} في موضع (لو)؛ لأنّهما يجابان بجوابٍ واحدٍ، فيتشابهان في المعنى؛ ونظير ذلك قوله: {ولئن أرسلنا ريحًا فرأوه مصفرًّا لظلّوا من بعده يكفرون} بمعنى: ولو أرسلنا ريحًا، وكما قال: {ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب} بمعنى: لو أتيت وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا} من مكانهما.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبد اللّه، فقال: من أين جئت؟ قال: من الشّام، قال: من لقيت؟ قال: لقيت كعبًا، فقال: ما حدّثك كعبٌ؟ قال: حدّثني أنّ السّماوات تدور على منكب ملكٍ، قال: فصدّقته أو كذّبته؟ قال: ما صدّقته ولا كذّبته، قال: لوددت أنّك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، وكذب كعبٌ؛ إنّ اللّه يقول: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: ذهب جندبٌ البجليّ إلى كعب الأحبار، فقدم عليه ثمّ رجع، فقال له عبد اللّه: حدّثنا ما حدّثك، فقال: حدّثني أنّ السّماء في قطبٍ كقطب الرّحا، والقطب عمودٌ على منكب ملكٍ، قال عبد اللّه: لوددت أنّك افتديت رحلتك بمثل راحلتك؛ ثمّ قال: ما سكنت اليهوديّة في قلب عبدٍ فكادت أن تفارقه، ثمّ قال: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا} كفى بها زوالاً أن تدور.
وقوله: {إنّه كان حليمًا غفورًا} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه كان حليمًا عمّن أشرك وكفر به من خلقه في تركه تعجيل عذابه له، غفورًا لذنوب من تاب منهم، وأناب إلى الإيمان به، والعمل بما يرضيه). [جامع البيان: 19/390-392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 41.
أخرج أبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل فأرسل الله ملكا إليه فارقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يتحفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه يلتقيان ثم يستيقظ فيحبس أحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطقت يداه وانكسرت القارورتان قال: ضرب الله له مثلا أن الله تبارك وتعالى لو كان ينام ما كان يمسك السماء ولا الأرض). [الدر المنثور: 12/304-305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن خرشة بن الحر رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام قال: يا جبريل هل ينام ربك فقال جبريل: يا رب إن عبدك موسى يسألك هل تنام فقال الله: يا جبريل قل له فليأخذ بيده قارورتين وليقم على الجبل من أول الليل حتى يصبح فقام على الجبل وأخذ قارورتين فصبر فلما كان آخر الليل غلبته عيناه فسقطتا فانكسرتا فقال: يا جبريل انكسرت القارورتان فقال الله: يا جبريل قل لعبدي إني لو نمت لزالت السموات والأرض). [الدر المنثور: 12/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عكرمة قال: أسر موسى عليه السلام إلى الملائكة هل ينام رب العزة قال: فسهر موسى أربعة أيام ولياليهن ثم قام على المنبر يخطب ورفع إليه القارورتين في كل يد قارورة وأرسل الله عليه النعاس وهو يخطب إذ أدنى يده من الأخرى وهو يضرب القارورة على الأخرى ففزع ورد يده ثم خطب ثم أدنى يده فضرب بها على الأخرى ففزع ثم قال: (لا إله إلا الله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) قال عكرمة: السنة التي يضرب برأسه وهو جالس والنوم الذي يرقد). [الدر المنثور: 12/305-306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه، أن موسى عليه السلام قال له قومه: أينام ربك قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين فأوحى الله إلى موسى أن خذ قارورتين فاملأهما ماء، ففعل فنعس فنام فسقطتا من يده فانكسرتا فأوحى الله إلى موسى أني أمسك السموات والأرض أن تزولا ولو نمت لزالتا قال البيهقي رضي الله عنه هذا أشبه أن يكون هو المحفوظ). [الدر المنثور: 12/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في كتاب السنة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: هل ينام ربنا الخ). [الدر المنثور: 12/306]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو عليك فقل: الله أكبر ألله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والأنس، اللهم كن لي جارا من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك، ثلاث مرات). [الدر المنثور: 12/306-307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه ابتدره ملكه وشيطانه، يقول شيطانه: أختم بشر، ويقول الملك: أختم بخير، فإن ذكر الله وحده طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه وإن هو انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه، يقول له الشيطان: افتح بشر، ويقول الملك: افتح بخير، فإن هو قال الحمد لله الذي رد إلي نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي {يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا} وقال الحمد لله الذي (يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم) (الحج الآية 56) قال: فإن خرج من فراشه فمات كان شهيدا وإن قام يصلي صلى) ). [الدر المنثور: 12/307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق أبي مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأرض على حوت والسلسلة على أذن الحوت في يد الله تعالى فذلك قوله {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} قال: من مكانهما). [الدر المنثور: 12/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أن كعبا كان يقول: إن السماء تدور على نصب مثل نصب الرحا، فقال حذيفة بن اليمان: كذب كعب {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} ). [الدر المنثور: 12/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن شقيق قال: قيل لابن مسعود إن كعبا يقول: أن السماء تدور في قطبة مثل قطبة الرحا في عمود على منكب ملك فقال: كذب كعب {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} وكفى بها زوالا أن تدور). [الدر المنثور: 12/308]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:29 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ):
(قوله عزّ وجلّ: {إنّ اللّه عالم غيب السّموات والأرض} [فاطر: 38] غيب السّموات ما ينزل من المطر وما فيها، وغيب الأرض ما يخرج منها من نباتٍ وما فيها.
{إنّه عليمٌ بذات الصّدور} [فاطر: 38] كقوله: {أوليس اللّه بأعلم بما في صدور
[تفسير القرآن العظيم: 2/794]
العالمين} [العنكبوت: 10] كقوله: {ويعلم ما تسرّون وما تعلنون} [التغابن: 4] وأشباه ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/795]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({إنّ اللّه عالم غيب السّماوات والأرض إنّه عليم بذات الصّدور (38)}

القراءة الكثيرة بالخفض , ويجوز عالم غيب السّماوات على معنى : يعلم، وعالم غيب على معنى قد علم ذلك.). [معاني القرآن: 4/272]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض} [فاطر: 39] خلفًا بعد خلفٍ.
{فمن كفر فعليه كفره} [فاطر: 39] يثاب عليه النّار.
{ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلا مقتًا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارًا} [فاطر: 39] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/795]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلّا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلّا خسارا (39)}

" خلائف " : جمع خليفة، المعنى : جعلكم أمّة خلفت من قبلها, و ورأت وشاهدت فيمن سلف ما ينبغي أن يعتبر به.
{فمن كفر فعليه كفره}:المعنى : فعليه جزاء كفره.
{ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلّا مقتاً}:المقت: أشدّ الإبغاض.). [معاني القرآن: 4/272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض}
أي : تخلفون من كان قبلكم , وتعتبرون بما نزل بهم .
ثم قال جل وعز: {فمن كفر فعليه كفره}: أي : جزاء كفره .
{ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا}:المقت أسد الإبغاض.). [معاني القرآن: 5/462]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض} [فاطر: 40]، يعني: في الأرض وهو تفسير السّدّيّ.
{أم لهم شركٌ في السّموات} [فاطر: 40] في خلق السّموات، على الاستفهام، أي: لم يخلقوا فيها مع اللّه شيئًا.
{أم آتيناهم كتابًا} [فاطر: 40] في ما هم عليه من الشّرك.
{فهم على بيّنةٍ منه} [فاطر: 40]، أي: لم يفعل كقوله: {أم آتيناهم كتابًا من قبله} [الزخرف: 21] بما هم عليه من الشّرك {فهم به مستمسكون} [الزخرف: 21].
قال: {بل إن يعد الظّالمون} [فاطر: 40] المشركون.
{بعضهم بعضًا إلا غرورًا} [فاطر: 40]، يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان والمشركين الّذين دعا بعضهم بعضًا إلى ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/795]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أروني ماذا خلقوا من الأرض...}

أي: إنهم لم يخلقوا في الأرض شيئاً.
ثم قال: {أم لهم شركٌ في السّماوات} : أي في خلقها، أي : أعانوه على خلقها.). [معاني القرآن: 2/370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («من» مكان «في»
قال الله تعالى: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}، أي في الأرض). [تأويل مشكل القرآن: 577]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السّماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بيّنت منه بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضا إلّا غرورا (40)}
{قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون}: معناه : قل أخبروني عن شركائكم.

{ماذا خلقوا من الأرض}:المعنى : بأي شيء أوجبتم لهم شركة اللّه، أبخلق خلقوه من الأرض : {أم لهم شرك في السّماوات أم آتيناهم كتابا}.
أي: أم أعطيناهم كتابا بما يدعونه من الشركة.
{فهم على بيّنت منه}: ويقرأ : {بيّنات}.
{بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضا إلّا غروراً}:والغرور : الأباطيل التي تغرّ.
ومعنى إن يعد: ما يعد، و (بعضهم) : بدل من الظالمين.). [معاني القرآن: 4/272-273]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله}
المعنى عند سيبويه : أخبروني عن الذين تدعون من دون الله على التوقيف.
ثم قال جل وعز: {أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات}
أي : أعبدتموهم لأنهم خلقوا من الأرض شيئا ً, أم لهم شركة في خلق السموات , أم آتيناهم كتابا بالشركة , فهم على بينة منه, أي: على بينات منه .
وقوله جل وعز: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}
المعنى: عند البصريين كراهة أن تزولا كما قال سبحانه: {واسأل القرية} ). [معاني القرآن: 5/464]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا} [فاطر: 41]، يعني:
[تفسير القرآن العظيم: 2/795]
لئلا تزولا، وهو تفسير السّدّيّ.
{ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده} [فاطر: 41] وهذه صفةٌ.
يقول: إن زالتا ولن تزولا.
قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي، عن الأعمش، عمّن حدّثه، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّ رجلا جاء إليه فرأى عبد اللّه بن مسعودٍ عليه أثر السّفر فقال: من أين قدمت؟ قال: من الشّام، قال: فمن لقيت؟ قال: لقيت فلانًا وفلانًا، قال: ولقيت كعب الأحبار، قال: فما حدّثك؟ قال: حدّثني أنّ السّموات تدور على منكبي ملكٍ، قال: ليتك افتديت من لقيك إيّاه براحلتك ورحلك، كذب كعبٌ، إنّ اللّه
يقول: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنّه كان حليمًا غفورًا} [فاطر: 41] وقوله: {غفورًا} لمن آمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/796]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولئن زالتا...}
بمنزلة قوله: ولو زالتا :{إن أمسكهما} , (إن) بمعنى (ما) وهو بمنزلة قوله: {ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفرّاً لظلّوا من بعده}.
وقوله: {ولئن أتيت الّّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك} , المعنى : معنى (لو) , وهما متآخيتان يجابان بجواب واحدٍ.). [معاني القرآن: 2/370]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا }, مجازه مجاز قوله :{ إنّ السّموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما }, ثم جاء :{ ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ منبعده } , مجازه: لا يمسكهما أحد , و " إن " في موضع آخر معناه معنى " ما " ,.
{وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} معناه:{ما كان مكرهم لتزول منه الجبال}.). [مجاز القرآن: 2/156]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ اللّه يمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ مّن بعده إنّه كان حليماً غفوراً}
وقال: {إنّ اللّه يمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولئن تزولا إن أمسكهما} , فثنى , وقد قال: {السّماوات والأرض} : فهذه جماعة , وأرى - والله أعلم - أنه جعل السماوات صنفا كالواحد). [معاني القرآن: 3/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه: أن تحذف (لا) من الكلام والمعنى إثباتها ...
ومنه قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، أي: لئلا تضلوا. و{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}، أي: لئلا تزولا). [تأويل مشكل القرآن: 225] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إنّ اللّه يمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا (41)}



معنى : يمسك : يمنع السماوات والأرض من أن تزولا.

ولما قالت النصارى المسيح ابن اللّه , وقالت اليهود عزير ابن اللّه؟, كادت السّماوات يتفطرن منه، وكادت الجبال تزول، وكادت الأرض تنشق، قال اللّه: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدا (88) لقد جئتم شيئا إدّا (89)}., الثلاث الآيات : فأمسكها اللّه.
وقال السماوات والأرض؛ لأن الأرض تدل على الأرضين: {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده}
يحتمل هذا - والله أعلم - وجهين من الجواب:
أحدهما : زوالهما في القيامة , قال اللّه: {وإذا السّماء كشطت}, ويحتمل أن يقال: إن زالتا , وهما لا يزولان.
وقوله في هذا الموضع:{إنّه كان حليما غفورا}
فإن قوما سألوا , فقالوا: لم كان في هذا الموضع ذكر الحلم , والمغفرة , وهذا موضع يدل على القدرة؟.
فالجواب في هذا : أنه لما أمسك السّماوات , والأرض عند قولهم: {اتخذ الرحمن ولدا} , حلم , فلم يعجل لهم بالعقوبة , وأمسك السماوات والأرض أن تزولا من عظم فريتهم.). [معاني القرآن: 4/273-274]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده}
يجوز أن يكون المعنى : لزوالهما يوم القيامة .
ويجوز أن يقال هذا , وإن لم تزولا , وإن بمعنى ما , وهو يشبه قوله تعالى: {ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا}
قال أبو جعفر : وفي الآية سؤال , يقال : هذا موضع قدرة , فكيف : قال: {إنه كان حليما غفورا}.؟.
فالجواب: أنهم لما قالوا اتخذ الرحمن ولدا , كادت الجبال تزول, وكادت السموات ينفطرن , وكادت الأرض تخر لعظم ما قالوا , فأسكنها الله جل وعز وأخر عقابهم , وحلم عنهم , فذلك قوله سبحانه: {إنه كان حليما غفورا} . ). [معاني القرآن: 5/464-465]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:30 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) }

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 02:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور * هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا * قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا * إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا}
هذا ابتداء تذكير بالله تعالى، ودلائل على وحدانيته وصفاته التي لا تنبغي الألوهية إلا معها. و"الغيب" ما غاب عن البشر. و"ذات الصدور" ما فيها من المعتقدات والمعاني، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه: "ذو بطن بنت خارجة "، ومنه قولالعرب: "الذئب مغبوط بذي بطنه"، أي بالنفخ الذي فيه، فمن رآه يظنه سابغا قريب عهد بأكل). [المحرر الوجيز: 7/ 225-226]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"خلائف" جمع خليفة، كسفينة وسفائن ومدينة ومدائن. وقوله تعالى: {فعليه كفره} فيه حذف مضاف، تقديره: فعليه وبال كفره وضرره، و"المقت" احتقارك الإنسان من أجل معصيته، أو بغضه لدينه الذي يأتيه، فإن كان الاحتقار تعسفا منك فلا يسمى مقتا، و"الخسار" مصدر: من خسر يخسر، أي: خسروا آخرتهم ومعادهم بأن صاروا إلى النار والعذاب). [المحرر الوجيز: 7/ 226]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل أرأيتم شركاءكم} الآية، احتجاج على الكفار في بطلان أمر أصنامهم، وقفهم النبي صلى الله عليه وسلم - بأمر ربهم على حجتهم التي يزعمون أنها حق، ثم وقفهم - مع اتضاح عجزهم عن خلق شيء - على السموات، هل لهم فيها شرك؟ وظاهر بعد هذا أيضا، ثم وقفهم هل عندهم كتاب من الله تعالى يبين لهم فيه ما قالوه؟ أي: ليس ذلك كله عندهم، ثم أضرب بعد هذا الجحد المقدر فقال: إنما يعدون أنفسهم غرورا.
و"أرأيتم" تتنزل عند سيبويه منزلة "أخبروني"، ولذلك لا تحتاج إلى مفعولين، وأضاف الشركاء إليهم من حيث هم جعلوهم شركاء لله، أي: ليس للأصنام شركة بوجه إلا بقولكم، فالواجب إضافتها إليكم، و"تدعون" معناه: تعبدون. و"الرؤية" في قوله تعالى: "أروني" رؤية بصر، و"الشرك": الشركة، مصدر أيضا، وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: [بينات] بالجمع، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والأعمش، وابن وثاب، ونافع - بخلاف عنه -: "بينة" بالإفراد، والمراد به الجمع، ويحتمل أن يراد به الإفراد. كما تقول: أنا من هذا الأمر على واضحة، أو على جلية. و"الغرور" الذي كانوا يتعاطونه قولهم: الأصنام تقرب من الله زلفى، ونحوه مما يغيظهم). [المحرر الوجيز: 7/ 226-227]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما ذكر الله تعالى ما يبين فساد أمر الأصنام، ووقف على الحجة على بطلانها، عقب ذلك بذكر عظمته وقدرته، ليتبين الشيء بضده، وتتأكد حقارة الأصنام بذكر الله تعالى، فأخبر عن إمساكه السموات والأرض بالقدرة، وقوله: {أن تزولا} معناه: كراهة أن تزولا، ولئلا تزولا، ومعنى الزوال هنا التنقل من مكانها، والسقوط من علوها، وقال بعض المفسرين: معناه: أن تزولا عن الدوران، ويظهر من قول ابن مسعود أن السماء لا تدور وإنما تجري فيها الكواكب، وذلك أن الطبري أسند أن جندبا البجلي رحل إلى كعب الأحبار ثم رجع، فقال له ابن مسعود: حدثنا ما حدثك، فقال: حدثني أن السماء في قطب كقطب الرحى، وهو عمود على منكب ملك، فقال له ابن مسعود: لوددت أنك افتديت رحلتك بمثل راحلتك ورحلك، ما تمكنت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه، ثم قال: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} وكفى بها زوالا أن تدور، ولو دارت لكانت قد زالت. وقوله: {ولئن زالتا} قيل: يوم القيامة عند طي السماء ونسف الجبال، فكأنه قال: ولئن جاء وقت زوالهما، وقيل: بل ذلك على جهة التوهم والفرض، ولئن فرضنا زوالهما، وكأنه قال: ولو زالتا، وقال بعضهم: "لئن" في هذا الموضع بمعنى "لو"، وهذا قريب من الذي قبله، وقرأ ابن أبي عبلة: "ولو زالتا". وقوله تعالى: "من بعده" فيه حذف مضاف تقديره: من بعد تركه الإمساك. وقالت فرقة: اتصافه بالحلم والغفران في هذه الآية إنما هو إشارة إلى أن السماء كادت تزول والأرض كذلك لإشراك الكفرة، فيمسكهما الله حلما منه عن المشركين، وتربصا ليغفر لمن آمن منهم، كما قال: تكاد السماوات يتفطرن الآية). [المحرر الوجيز: 7/ 227]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ اللّه عالم غيب السّموات والأرض إنّه عليمٌ بذات الصّدور (38) هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلا مقتًا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارًا (39)}.
يخبر تعالى بعلمه غيب السموات والأرض، وأنّه يعلم ما تكنّه السّرائر وتنطوي عليه الضّمائر، وسيجازي كلّ عاملٍ بعمله). [تفسير ابن كثير: 6/ 557]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {هو الّذي جعلكم خلائف في الأرض} أي: يخلف قومٌ لآخرين قبلهم، وجيلٌ لجيلٍ قبلهم، كما قال: {ويجعلكم خلفاء الأرض} [النّمل:62] {فمن كفر فعليه كفره} أي: فإنّما يعود وبال ذلك على نفسه دون غيره، {ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربّهم إلا مقتًا} أي: كلّما استمرّوا على كفرهم أبغضهم اللّه، وكلّما استمرّوا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، بخلاف المؤمنين فإنّهم كلّما طال عمر أحدهم وحسن عمله، ارتفعت درجته ومنزلته في الجنّة، وزاد أجره وأحبّه خالقه وبارئه ربّ العالمين، [فسبحان المقدّر المدبّر ربّ العالمين]). [تفسير ابن كثير: 6/ 557]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّموات أم آتيناهم كتابًا فهم على بيّنةٍ منه بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضًا إلا غرورًا (40) إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنّه كان حليمًا غفورًا (41)}.
يقول تعالى لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول للمشركين: {أرأيتم شركاءكم الّذين تدعون من دون اللّه} أي: من الأصنام والأنداد، {أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّموات} أي: ليس لهم شيءٌ من ذلك، ما يملكون من قطميرٍ.
وقوله: {أم آتيناهم كتابًا فهم على بيّنةٍ منه} أي: أم أنزلنا عليهم كتابًا بما يقولون من الشّرك والكفر؟ ليس الأمر كذلك، {بل إن يعد الظّالمون بعضهم بعضًا إلا غرورًا} أي: بل إنّما اتّبعوا في ذلك أهواءهم وآراءهم وأمانيّهم الّتي تمنّوها لأنفسهم، وهي غرورٌ وباطلٌ وزورٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 557]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر تعالى عن قدرته العظيمة الّتي بها تقوم السّماء والأرض عن أمره، وما جعل فيهما من القوّة الماسكة لهما، فقال: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا} أي: أن تضطربا عن أماكنهما، كما قال: {ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} [الحجّ: 65]، وقال تعالى: {ومن آياته أن تقوم السّماء والأرض بأمره} [الرّوم: 25] {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده} أي: لا يقدر على دوامهما وإبقائهما إلّا هو، وهو مع ذلك حليمٌ غفورٌ، أي: يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم فيؤخّر وينظر ويؤجّل ولا يعجل، ويستر آخرين ويغفر؛ ولهذا قال: {إنّه كان حليمًا غفورًا}.
وقد أورد ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا غريبًا بل منكرًا، فقال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثني هشام بن يوسف، عن أميّة بن شبلٍ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحكي عن موسى، عليه السّلام على المنبر قال: "وقع في نفس موسى عليه السّلام: هل ينام اللّه عزّ وجلّ فأرسل اللّه إليه ملكًا، فأرّقه ثلاثًا، وأعطاه قارورتين، في كلّ يدٍ قارورةٌ، وأمره أن يحتفظ بهما. قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثمّ يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتّى نام نومه، فاصطفقت يداه فتكسّرت القارورتان. قال: ضرب اللّه له مثلًا أنّ اللّه لو كان ينام لم تستمسك السّماء والأرض".
والظّاهر أنّ هذا الحديث ليس بمرفوعٍ، بل من الإسرائيليّات المنكرة فإنّ موسى عليه السّلام أجلّ من أن يجوّز على اللّه سبحانه وتعالى النّوم، وقد أخبر اللّه تعالى في كتابه العزيز بأنّه: {الحيّ القيّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ له ما في السّموات وما في الأرض} [البقرة:255]. وثبت في الصّحيحين عن أبي موسى الأشعريّ، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل اللّيل قبل النّهار، وعمل النّهار قبل اللّيل، حجابه النّور أو النّار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
وقد قال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ قال: جاء رجلٌ إلى عبد اللّه -هو ابن مسعودٍ-فقال: من أين جئت؟ قال: من الشّام. قال: من لقيت؟ قال: لقيت كعبًا. قال: ما حدّثك كعبٌ؟ قال: حدثني أن السموات تدور على منكب ملك. قال: أفصدّقته أو كذّبته؟ قال: ما صدّقته ولا كذّبته. قال: لوددت أنّك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، كذب كعبٌ. إنّ اللّه تعالى يقول: {إنّ اللّه يمسك السّموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده}.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى كعبٍ وإلى ابن مسعودٍ. ثمّ رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن جريرٍ، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب جندب البجلي إلى كعبٍ بالشّام، فذكر نحوه. وقد رأيت في مصنّف الفقيه يحيى بن إبراهيم بن مزين الطّليطليّ، سمّاه "سير الفقهاء"، أورد هذا الأثر عن محمّد بن عيسى بن الطّبّاع، عن وكيع، عن الأعمش، به. ثمّ قال: وأخبرنا زونان -يعني: عبد الملك بن الحسن-عن ابن وهبٍ، عن مالكٍ أنّه قال: السّماء لا تدور. واحتجّ بهذه الآية، وبحديث: "إنّ بالمغرب بابًا للتّوبة لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس منه".
قلت: وهذا الحديث في الصّحيح، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 557-559]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة